الجمعة - 14 رمضان 1446 هـ - 14 مارس 2025 م

جواب شبهةٍ حول حديث: «من تصَبَّح بسبعِ تَمرات»

A A

من المسلَّم به أنَّ كلام النبي صلى الله عليه وسلم محمولٌ على التشريع والإخبار، ويستحيل في حقِّه الكلام بالظنِّ والتخمين، وإن جُوِّز من باب الاجتهاد فيمتنع إقرارُه من القرآن، ولذلك أمثلةٌ كثيرة في القرآنِ، منها قضيَّة أسرى بدرٍ، فقد أنزل الله فيهم قوله تعالى: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيم} [الأنفال: 67]، وفي الصلاة على المنافقين أنزل الله عليه قوله تعالى: {وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلاَ تَقُمْ عَلَىَ قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُواْ وَهُمْ فَاسِقُون} [التوبة: 84]، وقد وجه القرآن سياسة النبي صلى الله الله عليه وسلم في التعامل مع الأعمى فقال تعالى: {وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى} [عبس: 3].

وكلام النبي صلى الله عليه وسلم في الطب داخلٌ في التشريع، لكنه على سبيل الإرشاد والتوجيه، ومع ذلك لا يمكن ردُّه ولا تكذيبُه ولا التغافلُ عما يخبرُ عنه، إلا أن أصحاب النظرية المادِّيَّة إذا لم يجدوا للخبر أثرًا ماديًّا ملموسًا فإنهم يردُّونه، وأحيانًا يجعلونه دليلًا إما على كذب المحدثين، أو تكذيب النبي صلى الله عليه فيما أخبر به.

ومن الأحاديث التي تناولها التكذيب والردُ حديث: «من تصبح بسبع تمرات عجوة لم يضرَّه ذلك اليوم سمٌّ ولا سحر»([1])، فوقف أحدُهم متحديًا وقال: إنَّه مستعدٌّ أن يعطي شيكًا أبيض لكلِّ مَن يأكل سبع تمرات ويشرب سُمًّا ولا يضرّه، وظنَّ أنه بهذا الكلام الذي لا علاقةَ له بالعلم ولا بالعَقل قد أثبت كذِبَ المحدِّثين وطعن في السنة. والجوابُ على هذه الشبهة من وجوه:

الوجه الأول: في الكلام على الاحتمالات في الحديث:

ونحن لسنا بصدد استقصاء تخريج الحديث، فقد كفانا مؤنة ذلك الإخوة في بعض أوراقهم العلمية التي كتبوا([2])، وإنما يهمُّنا الكلام على الحديث والمعاني القريبة التي يحتملها وجواب الاعتراض عليه وتبيين ضعفه، ومن أمعن النظرَ في الحديث يجده يتكلَّم عن قضية معينةٍ، وهي وقاية التمر من تأثير السمِّ والسِّحر في جسد الإنسان، وهذا منطوقُ الحديث ولفظه الذي لا يحتمل سواه، لكن يبقى السياق محتملًا لعدة معان:

المعنى الأول: تخصيص الحديث بتمر المدينة والعجوة منه خاصَّة، واعتبار السبع في العدد، وكون ذلك في أول النهار، وتكون هذه الوصفة على هذه الهيئة، وهذا الرأي صرَّح به الخطابيُّ، ومال إليه النوويّ، وتبعه ابن حجر رحمهم الله([3])، ولهذا القول نظائر في الشرع، خصوصًا في التبرك بالعددِ، قال العراقيُّ: “والظاهر أن لذلك مدخلًا في الطب، ومنه قوله عليه الصلاة والسلام: «من تصبَّح بسبع تمرات من عجوةِ المدينة لم يضرَّه في ذلك اليوم سمٌّ ولا سحر»، ومنه تكرير عائد المريض الدعاء له بالشفاء سبع مرات، ومنه الحديث… «فإن لم تذهب فاغتسل سبعا» والله أعلم”([4]).

والذين قالوا بهذا قالوا بأنه لا يُعقل له معنى، فهو تعبُّديٌّ محضٌ، ثم اختلفوا في هذا النفع، فمنهم من خصَّه بزمن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ومنهم من حمله على الغلَبَة، قال المازري: “هذا ممَّا لا يُعقل معناه في طريقة علم الطب، ولو صحَّ أن يخرج لمنفعة التمر في السمّ وجهٌ من جهة الطبِّ لم يقدر على إظهار وجه الاقتصار منه على هذا العدد الذي هو السبع، ولا هذا الجنس الذي هو العجوة، ولعل هذا كان لأهل زمنه خاصَّة أو لأكثرهم؛ إذ لم يثبت عندي استمرار وقوع الشفاء بذلك في زمننا غالبًا، وإن وجدنا ذلك في زمننا في أكثر الناس حمِل على أنه أراد وصف غالب الحال”([5]).

ومنهم من مال إلى أن نفع التمر خاصٌّ بالمدينة، فاستعماله في غيرها لا ينفع، قال ابن القيم رحمه الله: “وهذا الحديث من الخطاب الذي أريد به الخاصّ، كأهل المدينة ومن جاورهم، ولا ريب أن للأمكنة اختصاصًا بنفع كثير من الأدوية في ذلك المكان دون غيره، فيكون الدواء الذي ينبت في هذا المكان نافعًا من الداء، ولا يوجد فيه ذلك النفع إذا نبت في مكان غيره لتأثير نفس التربة أو الهواء أو هما جميعا؛ فإن للأرض خواصَّ وطبائع يقارب اختلافها اختلاف طبائع الإنسان، وكثير من النبات يكون في بعض البلاد غذاء مأكولا، وفي بعضها سمًّا قاتِلًا، ورُبَّ أدوية لقوم أغذية لآخرين، وأدوية لقوم من أمراض هي أدوية لآخرين في أمراض سواها، وأدوية لأهل بلد لا تناسب غيرهم ولا تنفعهم”([6]).

المعنى الثاني: أن ما ورد من تخصيص التمر بتمر المدينة كان على سبيل التمثيل، وإلا فقد وردت أحاديث في عموم نفع التمر في الوقاية من السم والسحر، وهؤلاء رأوا أن الحديث معقول المعنى، وهذه المعقولية تنفي الخصوصية، وقد لخص هذه الاحتمالات أبو العباس القرطبي فقال: “وظاهر هذه الأحاديث: خصوصية عجوة المدينة بدفع السُّم وإبطال السحر، وهذا كما توجد بعض الأدوية مخصوصة ببعض المواضع وببعض الأزمان، وهل هذا من باب الخواص التي لا تدرك بقياس طبي، أو هو مما يرجع إلى قياس طبي؟ اختلف علماؤنا فيه، فمنهم من تكلَّفه وقال: إن السموم إنما تقتل لإفراط برودتها، فإذا دام على التصبُّح بالعجوة تحكمت فيه الحرارة، واستعانت بها الحرارة الغريزية، فقابل ذلك برودة السُّم ما لم يستحكم، فبرأ صاحبه بإذن الله تعالى. قلت: وهذا يرفع خصوصية عجوة المدينة، بل خصوصية العجوة مطلقًا، بل خصوصية التمر، فإنَّ هناك من الأدوية الحارة ما هو أولى بذلك منه، كما هو معروف عند أهله. والذي ينبغي أن يقال: إن ذلك خاصة عجوة المدينة كما أخبر به الصادق صلى الله عليه وسلم. ثم هل ذلك مخصوص بزمان نطقه صلى الله عليه وسلم أو هو في كل زمان؟ كل ذلك محتمل، والذي يرفع هذا الاحتمال التجربة المتكررة، فإن وجدنا ذلك كذلك في هذا الزمان علمنا أنها خاصة دائمة، وإن لم نجده مع كثرة التجربة علمنا أن ذلك مخصوص بزمان ذلك القول، والله تعالى أعلم”([7]).

الوجه الثاني: وهو مبني على ما سبق، وفيه جواب اعتراض المعترض فنقول: كيف علمنا أن التمر يقي من السم والسحر؟

لا شك أن الجواب أن ذلك عن طريق خبر الصادق صلى الله عليه وسلم، بقي لنا أن نعرف حكمه كذلك في شرب السم والتعرُّض للتهلكة؛ لأن الحكم مرتبط بموافقة الشرع، ويوجد فرق بين التسبب في الهلاك بالسم وبين التعرض له مصادفة، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم النهي عن شراب السم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: «من تردَّى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردَّى فيه خالدًا مخلَّدًا فيها أبدًا، ومن تحسَّى سمًّا فقتل نفسه فسمُّه في يده يتحسَّاه في نار جهنَّم خالدا مخلَّدًا فيها أبدًا، ومن قتل نفسَه بحديدةٍ فحديدتُه في يده يجَأ بها في بطنه في نار جهنم خالدًا مخلَّدًا فيها أبدًا»([8]). فهذا التحدِّي غير مشروع، وغير جائز.

والسمُّ في الحديث يحتمِل أن يكون خاصًّا بالمعهود على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى غير ذلك من المعاني المحتملة للحديث، والتي تجعل تكذيبه مجازفةً، وحملَه على معنى معيَّنٍ والتحدّي على أساسه مجازفة كذلك.

الوجه الثالث: من المعلوم أنَّ الأدوية للأمراض سواء كانت وقائِية أو علاجيَّة ليس من سبل إثبات مصداقيَّتِها التحدِّي؛ فهذا المتحدِّي لا يستنكف أن يستعمل أدويةً لأمراض يحكم عليها الأطباء بأنها أمراضٌ مزمِنَة، يعني أنها لا تفارق صاحبَها، ولها أدوية، هذه الأدوية هي مهدِّئات أو مسكِّنات، ومن العبَث إنكارُها أو نفي فائِدتها، والعبرةُ كما قال العلماءُ بالتجربة وتحديد معنى الحديثِ قبل الخوض في تحدٍّ حماسيٍّ مراهقٍ لا يستند إلى عقلٍ ولا إلى علم.

والحمد لله رب العالمين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) مسلم (2047).

([2]) هذا رابط مقال نشر في مركز سلف تقف فيه على روايات الحديث وبعض الأوهام في فهمه:

      https://salafcenter.org/3081/

([3]) شرح النووي لمسلم (2/ 14)، فتح الباري لابن حجر (1/ 276).

([4]) طرح التثريب (8/ 191).

([5]) إكمال المعلم بفوائد مسلم (6/ 531).

([6]) الطب النبوي (1/ 74).

([7]) المفهم لما أشكل من تلخيص مسلم (5/ 322).

([8]) رواه البخاري (5778).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

تصفيد الشياطين في رمضان (كشف المعنى، وبحثٌ في المعارضات)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  تمهيد يشكِّل النصُّ الشرعي في المنظومة الفكرية الإسلامية مرتكزًا أساسيًّا للتشريع وبناء التصورات العقدية، إلا أن بعض الاتجاهات الفكرية الحديثة -ولا سيما تلك المتبنِّية للنزعة العقلانية- سعت إلى إخضاع النصوص الشرعية لمنطق النقد العقلي المجرد، محاولةً بذلك التوفيق بين النصوص الدينية وما تصفه بالواقع المادي أو مقتضيات المنطق الحديث، […]

رمضان مدرسة الأخلاق والسلوك

المقدمة: من أهم ما يختصّ به الدين الإسلامي عن غيره من الأديان والملل والنحل أنه دين كامل بعقيدته وشريعته وما فرضه من أخلاق وأحكام، وإلى جانب هذا الكمال نجد أنه يمتاز أيضا بالشمول والتكامل والتضافر بين كلياته وجزئياته؛ فهو يشمل العقائد والشرائع والأخلاق؛ ويشمل حاجات الروح والنفس وحاجات الجسد والجوارح، وينظم علاقات الإنسان كلها، وهو […]

مَن هُم أهلُ السُّنَّةِ والجَماعَة؟

الحمدُ للهِ وكفَى، والصَّلاةُ والسَّلامُ على النبيِّ المصطفَى، وعلى آلِه وأصحابِه ومَن لهَدْيِهم اقْتفَى. أمَّا بَعدُ، فإنَّ مِن المعلومِ أنَّ النَّجاةَ والسَّعادةَ في الدُّنيا والآخِرَةِ مَنوطةٌ باتِّباعِ الحَقِّ وسُلوكِ طَريقةِ أهلِ السُّنَّةِ والجَماعَة؛ ولَمَّا أصْبحَ كلٌّ يَدَّعي أنَّه مِن أهلِ السُّنَّةِ والجَماعَة، وقام أناسٌ يُطالِبون باستِردادِ هذا اللَّقبِ الشَّريفِ، زاعِمين أنَّه اختُطِفَ منهم منذُ قرون؛ […]

أثر ابن تيمية في مخالفيه

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: شيخ الإسلام ابن تيمية هو البحرُ من أيِّ النواحِي جِئتَه والبدرُ من أيّ الضَّواحِي أتيتَه جَرَتْ آباؤُه لشأْو ما قَنِعَ به، ولا وقفَ عنده طليحًا مريحًا من تَعَبِه، طلبًا لا يَرضَى بِغاية، ولا يُقضَى له بِنهايَة. رَضَعَ ثَدْيَ العلمِ مُنذُ فُطِم، وطَلعَ وجهُ الصباحِ ليُحاكِيَهُ فَلُطِم، وقَطَعَ الليلَ […]

عرض وتعريف بكتاب (نقض كتاب: مفهوم شرك العبادة لحاتم بن عارف العوني)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدّمة: إنَّ أعظمَ قضية جاءت بها الرسل جميعًا هي توحيد الله سبحانه وتعالى في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، حيث أُرسلت الرسل برسالة الإخلاص والتوحيد، وقد أكَّد الله عز وجل ذلك في قوله: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 25]. […]

عبادة السلف في رمضان وأين نحن منها؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: لا يخفى أن السلف الصالح -رضوان الله عليهم- كانوا يحرصون كل الحرص على كثرة التعبد لله سبحانه وتعالى بما ورد من فضائل الأعمال، وبما ثبت من الصالحات الباقيات التي تعبَّد بها النبي صلى الله عليه وسلم، بل إنهم كانوا يتهيؤون للمواسم – ومنها شهر رمضان – بالدعاء والتضرع […]

النصيرية.. نشأتهم – عقائدهم – خطرهم على الأمة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: لقد كانت الباطِنيَّةُ -وما زالت- مصدرَ خطَرٍ على الإسلامِ والمسلمين مذ وُجِدت، وقد أيقَن أعداءُ الإسلامِ أنَّ حَسْمَ المواجهة مع المسلمين وجهًا لوجهٍ لن يُجدِيَ شيئًا في تحقيق أهدافِهم والوصولِ لمآربهم؛ ولذلك كانت الحركاتُ الباطِنيَّةُ بعقائِدِها وفِتَنِها نتيجةً لاتجاهٍ جديدٍ للكيد للمسلمين عن طريق التدثُّرِ باسمِه والتستُّرِ بحبِّ […]

موقف الإمامية الاثني عشرية من خالد بن الوليد -قراءة نقدية-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن الله أعزّ الأمة، ووجّهها نحو الطريق المستقيم، وفتح لها أبواب الخير بدين الإسلام، هذا الدين العظيم اصطفى الله له محمدَ بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، واصطفى له من بين أهل الأرض رجالًا عظماء صحبوه فأحسنوا الصحبة، وسخروا كل طاقاتهم في نشر دين الله مع نبي […]

التلازم بين العقيدة والشريعة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: من تأمل وتتبَّع أسفار العهدين القديم والحديث يدرك أنهما لا يتَّسمان بالشمول والكمال الذي يتَّسم به الوحي الإسلامي؛ ذلك أن الدين الإسلامي جاء كاملا شاملا للفكر والسلوك، وشاملا للعقيدة والشريعة والأخلاق، وإن شئت فقل: لأعمال القلوب وأعمال الجوارح واللسان، كما جاء شاملا لقول القلب واللسان، وهذا بخلاف غيره […]

إنكار ابن مسعود للمعوذتين لا طعن فيه في القرآن ولا في الصحابة

يعمد كثير من الملاحدة إلى إثارة التشكيك في الإسلام ومصادره، ليس تقويةً لإلحاده، ولكن محاولة لتضعيف الإسلام نفسه، ولا شك أن مثل هذا التشكيك فيه الكثير من النقاش حول قبوله من الملاحدة، أعني: أن الملحد لا يؤمن أساسًا بالنص القرآني ولا بالسنة النبوية، ومع ذلك فإنه في سبيل زرع التشكيك بالإسلام يستخدم هذه النصوص ضد […]

دعاوى المناوئين لفتاوى ابن باز وابن عثيمين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تُثار بين الحين والآخر نقاشات حول فتاوى علماء العصر الحديث، ومن أبرز هؤلاء العلماء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله ابن باز والشيخ محمد بن صالح العثيمين. ويطغى على هذه النقاشات اتهام المخالف لهما بالتشدد والتطرف بل والتكفير، لا سيما فيما يتعلق بمواقفهما من المخالفين لهما في العقيدة […]

شبهات العقلانيين حول حديث “الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم” ومناقشتها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة    مقدمة: لا يزال العقلانيون يحكِّمون كلامَ الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم إلى عقولهم القاصرة، فينكِرون بذلك السنةَ النبوية ويردُّونها، ومن جملة تشغيباتهم في ذلك شبهاتُهم المثارَة حول حديث: «الشيطان يجري في ابن آدم مجرى الدم» الذي يعتبرونه مجردَ مجاز أو رمزية للإشارة إلى سُرعة وقوع الإنسان في […]

البهائية.. عرض ونقد

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد مات بعد أن أتم الله تعالى عليه النعمة وأكمل له الملة، وأنزل عليه وهو قائم بعرفة يوم عرفة: {اليومَ أكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وأَتْمَمْتُ علَيْكُم نِعْمَتي ورَضِيتُ لَكُمُ الإسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3]، وهي الآية التي حسدتنا عليها اليهود كما في الصحيحين أنَّ […]

الصمت في التصوف: عبادة مبتدعة أم سلوك مشروع؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: الصوفية: جماعةٌ دينية لهم طريقةٌ مُعيَّنة تُعرف بالتصوّف، وقد مَرَّ التصوّف بمراحل، فأوَّل ما نشأ كان زُهدًا في الدنيا وانقطاعًا للعبادة، ثم تطوَّر شيئًا فشيئًا حتى صار إلحادًا وضلالًا، وقال أصحابه بالحلول ووحدة الوجود وإباحة المحرمات([1])، وبين هذا وذاك بدعٌ كثيرة في الاعتقاد والعمل والسلوك. وفي إطار تصدِّي […]

دفع مزاعم القبورية حول حديث: «اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد»

مقدمة: من الفِرى ردُّ الأحاديث الصحيحة المتلقّاة بالقبول انتصارًا للأهواء والضلالات البدعية، وما من نصّ صحيح يسُدُّ ضلالًا إلا رُمِي بسهام النكارة أو الشذوذ ودعوى البطلان والوضع، فإن سلم منها سلّطت عليه سهام التأويل أو التحريف، لتسلم المزاعم وتنتفي معارضة الآراء المزعومة والمعتقدات. وليس هذا ببعيد عن حديث «‌اتخذوا ‌قبور ‌أنبيائهم»، فقد أثار أحدهم إشكالًا […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017