الاثنين - 09 ذو القعدة 1444 هـ - 29 مايو 2023 م

حديث «من تصبح بسبع تمرات عجوة»: معناه ورفع الأوهام في فهمه

A A

 الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد: فإن كلام النبي صلى الله عليه وسلم في الطب يتميز عن كلام غيره من الأطباء، وله خصائص وسمات ليست لغيره؛ ذلك أنه وحي من الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم؛ قال تعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم: 3، 4]؛ وقد اشتمل طبه صلى الله عليه وسلم على كثير من الحكم التي تعجز عقول أكثر الأطباء عن الوصول إليها، وإن نسبة طبهم إليها كنسبة طب العجائز إلى طبهم([1]).

وبين أيدينا حديث شريف، يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم: «من تصبَّح بسبع تمرات عجوة لم يضره سم ولا سحر»، نحاول الاستفادة منه بالوقوف على معناه الصحيح، ورد الفهوم الخاطئة حوله.

نص الحديث:

عن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «مَنْ تَصَبَّحَ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعَ تَمَرَاتٍ عَجْوَةً لَمْ يَضُرَّهُ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ سُمٌّ وَلاَ سِحْرٌ»([2]).

وقوله: «من تصبح» يعني: أكل منه كل يوم بُكْرَة على الرِّيق وقت الصباح([3]).

وفي رواية لمسلم: «مَنْ أَكَلَ سَبْعَ تَمَرَاتٍ مِمَّا بَيْنَ لَابَتَيْهَا حِينَ يُصْبِحُ لَمْ يَضُرَّهُ سُمٌّ حَتَّى يُمْسِيَ»([4]).

قوله: «لابتيها»: اللابَة: الحَرَّة، وهي الأرض ذات الحجارة السود، والمراد: حَرَّتَا المدينة([5])، فالمدينة تقع بين حرتين.

وفي حديث آخر: «إِنَّ فِي عَجْوَةِ الْعَالِيَةِ شِفَاءً -أَوْ: إِنَّهَا تِرْيَاقٌ- أَوَّلَ الْبُكْرَةِ»([6]).

وقوله: «العالية»: ما كان من الحوائط والقرى والعمارات من جهة المدينة العليا مما يلى نجد، أو السافلة من الجهة الأخرى مما يلي تهامة([7]).

وقوله: «ترياق» هو: ما يستعمل لدفع السم من الأدوية والمعاجين، وهو معرب([8]).

وقوله: «أول البُكرة» أي: في أول الصباح، فهي بمعنى قوله: «من تصبح» في الرواية الأولى([9]).

درجة الحديث:

هذا الحديث في أعلى درجات الصحة؛ فقد رواه إماما أهل الحديث البخاري ومسلم في صحيحيهما اللذين تلقتهما الأمة بالقبول، وهو مما يفيد العلم؛ يقول شيخ الإسلام ابن تيمية (ت 728هـ): “جمهور أهل العلم من جميع الطوائف على أن خبر الواحد إذا تلقته الأمة بالقبول تصديقًا له أو عملًا به أنه يوجب العلم”([10])، ونقله عنه الحافظ ابن حجر (ت 852هـ) وأقره عليه([11]).

المعنى الإجمالي للحديث:

قد تلقى أهل العلم وشراح الحديث هذا الحديث بالقبول؛ ولم يرده أحد منهم، وإنما تنوعت أنظارهم حول معقولية معناه واستمرار العمل به بعد زمانه صلى الله عليه وسلم؛ ولهم في هذا اتجاهان:

الاتجاه الأول -وإليه ذهب أكثر شراح الحديث-: أن الحديث معقول المعنى، وفيه دلالة ظاهرة على أفضيلة تمر المدينة وعجوتها، سواء في زمانه صلى الله عليه وسلم وما بعده من الأزمنة([12]).

يوضح ذلك الإمام النووي (ت 676هـ) بقوله: “وفي هذه الأحاديث فضيلة تمر المدينة وعجوتها، وفضيلة التصبح بسبع تمرات منه، وتخصيص عجوة المدينة دون غيرها، وعدد السبع من الأمور التي علمها الشارع، ولا نعلم نحن حكمتها، فيجب الإيمان بها، واعتقاد فضلها، والحكمة فيها، وهذا كأعداد الصلوات ونصب الزكاة وغيرها، فهذا هو الصواب في هذا الحديث”([13]).

الاتجاه الثاني -وإليه ذهب بعض الشراح-: أن الحديث مقبول مع اعتبار العمل به في زمانه صلى الله عليه وسلم خاصة؛ نظرًا لكونه لا يعقل معناه في طريقة علم الطب([14]).

فأصحاب هذا الاتجاه لم يردّوا الحديث، بل جعلوه خاصًّا بزمانه صلى الله عليه وسلم أو لأكثرهم، وحجتهم عدم معقولية معناه من جهة الطب، وفي هذا يقول المازري (ت 536هـ): “هذا مما لا يعقل معناه في طريقه علم الطب، ولو صحَّ أن يخرج لمنفعة التمر في السم وجه من جهة الطب لم يقدر على إظهار وجه الاقتصار على هذا العدد الذي هو سبع، ولا على الاقتصار على هذا الجنس الذي هو العجوة، ولعل ذلك كان لأهل زمانه صلى الله عليه وسلم خاصة أو لأكثرهم؛ إذ لم يثبت عندي استمرار وقوع الشفاء بذلك في زمننا غالبًا، وإن وجد ذلك في زماننا في أكثر الناس حمل على أنه أراد وصف غالب الحال”([15]).

ومع أن هذا الاتجاه الثاني يرى ثبوت الحديث وأن وقوع العمل به خاصًّا بزمانه صلى الله عليه وسلم أو لأكثرهم، إلا أن المحققين من أهل العلماء ضعفوا هذا الاتجاه، وحذروا من الاغترار به؛ إذ لا دليل على أن الحديث خاصّ بزمانه صلى الله عليه وسلم، فألفاظه الدالة على العموم تدفع تلك الخصوصية([16])، وقد تعقبه القاضي عياض (ت 544هـ) بقوله: “تخصيصه -عليه السلام- ذلك بعجوة العالية وبما بين لابتي المدينة يرفع هذا الإشكال، ويكون خصوصًا لها، كما وجد الشفاء لبعض الأدواء في بعض الأدوية التي تكون في بعض البلاد دون ذلك الجنس في غيره؛ لتأثير يكون في ذلك من الأرض أو الهواء”([17]).

كما حذَّر الإمام النووي من الاغترار به([18])، واستبعده الحافظ ابن حجر بقوله: “وهذا يبعده [يعني: التخصيص بزمانه صلى الله عليه وسلم] وصف عائشة لذلك بعده صلى الله عليه وسلم، وقال بعض شراح المشارق: أما تخصيص تمر المدينة بذلك فواضح من ألفاظ المتن، وأما تخصيص زمانه بذلك فبعيد…”([19]).

ويشير الحافظ بما نقله عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- إلى ما أخرجه الطبري بسنده عنها أنها كانت تأمر بسبع تمرات عجوة في سبع غدوات([20]).

إذا تبين هذا: فإن مفاد هذا الحديث الصحيح: أن الإنسان إذا تصبح في كل يوم بسبع تمرات عجوة؛ فإنه لا يصيبه في ذلك اليوم سمّ ولا سحر، على أنه في بعض ألفاظ الحديث قيدت التمرات بتمر العالية خاصة أو ما بين لابتي المدينة -كما في الرواية الثانية والثالثة-، وفي بعضها غير مقيدة بذلك -كما في الرواية الأولى([21])-؛ لذا تنوعت أنظار العلماء، فذهب بعضهم إلى التخصيص بعجوة العالية، وتوسع بعضهم فذهب إلى عدم التخصيص بنوع معين من التمر ولا العجوة، وأنه يرجى النفع بالتمر كله.

وقد مال الإمام ابن القيم (ت 751هـ) إلى التخصيص، حيث يقول: “ونفع هذا العدد من هذا التمر من هذا البلد [يعني: السبع من العجوة بالمدينة]، من هذه البقعة بعينها [يعني: العالية] من السم والسحر بحيث تمنع إصابته من الخواص التي لو قالها بقراط وجالينوس وغيرهما من الأطباء؛ لتلقاها عنهم الأطباء بالقبول والإذعان والانقياد، مع أن القائل إنما معه الحدس والتخمين والظن، فمن كلامه كله يقين وقطع وبرهان ووحي أولى أن تتلقى أقواله بالقبول والتسليم وترك الاعتراض”([22]).

وذهب الوزير ابن هبيرة (ت 560هـ) إلى عدم التخصيص بنوع معين من التمر، فقال: “الذي أراه في هذا الحديث أن التصبح بالتمر على الإطلاق فيه بركة…”([23])، وقريب منه قول الشيخ ابن باز (ت 1420هـ): “ويرجى أن ينفع الله بذلك التمر كله، لكن نص على المدينة؛ لفضل تمرها، والخصوصية فيه، ويرجى أن الله ينفع ببقية التمر إذا تصبح بسبع تمرات، وقد يكون صلى الله عليه وسلم ذكر ذلك لفضل خاص ومعلم خاص لتمر المدينة، لا يمنع من وجود تلك الفائدة من أنواع التمر الأخرى التي أشار إليها عليه الصلاة والسلام([24]).

ومما أفاده الحديث أيضًا: مشروعية الطب الوقائي، أي: التّداوي قبل وقوع الداء: كالتطعيم ضد وباء بعينه، يقول الشيخ ابن باز: “لا بأس بالتداوي إذا خشي وقوع الداء؛ لوجود وباء أو أسباب أخرى يخشى من وقوع الداء بسببها، فلا بأس بتعاطي الدواء لدفع البلاء الذي يخشى منه؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: «من تصبح بسبع تمرات من تمر المدينة لم يضره سحر ولا سم»، وهذا من باب دفع البلاء قبل وقوعه”([25]).

ومع وضوح تلك الفوائد والمنافع المستفادة من هذا الحديث الشريف، إلا أن بعضهم وقع في أخطاء تجاه ذلك الحديث وغيره من أحاديث الطب النبوي، وفيما يلي بيان ذلك مع رده إلى الصواب.

دفع بعض الأوهام في فهم الحديث:

هذا الحديث من جملة أحاديث الطب، وقد تعددت الأوهام في فهمها، ويمكن إجمال أبرز الأوهام في فهمها في مسلكين:

المسلك الأول: الاعتراف بصحة الحديث، لكن مع جعله من قبيل الأمور العادية الجبلية:

ويمثل هذا الاتجاه ابن خلدون (ت 808هـ)، حيث يقول في “مقدمة تاريخه”: “والطب المنقول في الشرعيات [يعني: المنقول عن النبي صلى الله عليه وسلم] من هذا القبيل [يعني: أنه مبنيّ على التجربة]، وليس من الوحي في شيء، وإنما هو أمر كان عاديًّا للعرب، ووقع في ذكر أحوال النبي صلى الله عليه وسلم من نوع ذكر أحواله التي هي عادة وجبلة، لا من جهة أن ذلك مشروع على ذلك النحو من العمل؛ فإنه صلى الله عليه وسلم إنما بعث؛ ليعلمنا الشرائع، ولم يبعث لتعريف الطب ولا غيره من العاديات، وقد وقع له في شأن تلقيح النخل ما وقع فقال: «أنتم أعلم بأمور دنياكم»([26])، فلا ينبغي أن يحمل شيء من الطب الذي وقع في الأحاديث الصحيحة المنقولة على أنه مشروع، فليس هناك ما يدل عليه، اللهم إلا إذا استعمل على جهة التبرك وصدق العقد الإيماني، فيكون له أثر عظيم في النفع”([27]).

وتَبع ابنَ خلدون على ذلك بعضُ المعاصرين؛ متأثرين بكلامه وفكرته، وأن أحاديث الطب مبنية على التجارب والاختبارات، وأن الطب النبوي ليس طبًّا تشريعيًّا، وإنما هو آراء وأنظار له مبنية على التجارب والمعتاد([28]).

الجواب عن هذا المسلك من وجوه([29]):

أولها: كيف يكون قوله صلى الله عليه وسلم: «من تصبح…» من قبيل الظن والتخمين أو التجربة؟! وكيف يكون هذا الأسلوب المؤكَّد ظنًّا؟! فإن مقتضى اللغة والسياق أنه يدل على اليقين والقطع؛ وهكذا معظم أحاديث الطب -إن لم تكن كلها- إنما ساقها النبي صلى الله عليه وسلم مساق القطع واليقين؛ ممَّا يدل على أنها وحي من الله تعالى.

ثانيها: لا يصح قياس أحاديث الطب على حديث تأبير النخل؛ وهو ما رواه موسى بن طلحة، عن أبيه قال: مررت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوم على رؤوس النخل، فقال: «ما يصنع هؤلاء؟» فقالوا: يُلقِّحونه، يجعلون الذكر في الأنثى فيُلقح، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أظن يغني ذلك شيئًا»، قال: فأُخبروا بذلك فتركوه، فأُخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فقال: «إن كان ينفعهم ذلك فليصنعوه، فإني إنما ظننت ظنًّا، فلا تؤاخذوني بالظن، ولكن إذا حدثتكم عن الله شيئًا فخذوا به، فإني لن أكذب على الله عز وجل»([30])، ولا يخفى الفرق بين لفظ حديث التأبير وما فيه من ألفاظ الظن، وألفاظ أحاديث الطب وما فيها من ألفاظ القطع واليقين.

ثالثها: أين ما يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم تعلم الطب، أو تكلم فيه قبل النبوة؟!([31]) ألا يدل هذا دلالة قاطعة على أنه وحي من الله تعالى إلى رسوله صلى الله عليه وسلم؟!

المسلك الثاني: الطعن في صحة جميع ما نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم في الطب، وقد تزعَّم هذا المسلك أعداء السنة الطاعنين في حجيتها؛ حيث يقول بعضهم: “الأحاديث التي تحاول أن تنسب للرسول صلى الله عليه وسلم علومًا مثل الطب كلها أحاديث موضوعة، غايتها حرف الناس عن الحقائق، والعقلية العلمية التي في آيات القرآن، إلى عقلية تؤمن بالأوهام والخرافات والأباطيل”([32]).

الجواب عن هذا المسلك من وجوه([33]):

الأول: هذه الدعوى فاسدة، ولا دليل عليها، وهي تعد جرأة بالغة، ولا تقبل في المحيط العلمي بأي حال، وكيف تقبل والحديث قد صحَّ سندًا ومتنًا؟!

الثاني: يقال لهؤلاء: ما حجتكم في رد جميع الأحاديث الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الطب، سواء في الصحيحين وغيرهما؟! ولن نجد لهم جوابًا علميًّا.

الثالث: إذا كان الطب الحديث لم يوفق في اكتشاف سائر خواص العجوة حتى الآن، أفليس من الخطأ التسرع إلى الحُكْمِ بوضع هذا الحديث وغيره من أحاديث الطب النبوي؟!

الرابع: هل ادَّعى أحد أن الطب انتهى إلى غايته، أو أنه اكتشف كل خاصة لكل من المأكولات والمشروبات والنباتات والثمار التي في الدنيا؟! بالطبع: لا، والواقع يشهد بأن علم الطب في كل يوم يكتشف جديدًا، أو ينسخ نظريات له سابقة، أو يطرح نظريات قابلة للنقاش والمداولة.

وحال المؤمن مع أحاديثه صلى الله عليه وسلم في الطب عمومًا أنه إذا ثبت الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فليس طبه كطب سائر الأطباء، ويبين الإمام ابن القيم الفرق بقوله: “وليس طبه صلى الله عليه وسلم كطب الأطباء؛ فإن طب النبي صلى الله عليه وسلم متيقَّنٌ قطعيٌّ إلهيٌّ، صادر عن الوحي ومشكاة النبوة وكمال العقل، وطب غيره أكثره حدس وظنون وتجارب، ولا ينكر عدم انتفاع كثير من المرضى بطب النبوة، فإنه إنما ينتفع به من تلقاه بالقبول واعتقاد الشفاء به وكمال التلقي له بالإيمان والإذعان”([34]). وبه يعلم أن الانتفاع الكامل بطبه صلى الله عليه وسلم إنما يكون بعد التلقي له بالقبول التام والتصديق الكامل، مع عقد القلب على الاستشفاء به، وبقدر تحصيل العبد لهذه الشروط يكون انتفاعه بطبه صلى الله عليه وسلم.

اللهم إنا نسألك قبولًا تامًّا وثباتًا على سنة رسولك صلى الله عليه وسلم حتى نلقاك، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، وسلم تسليمًا كثيرًا.

ــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) ينظر: زاد المعاد في هدي خير العباد، لابن القيم (4/ 5).

([2]) أخرجه البخاري (5445)، ومسلم (2047)، واللفظ للبخاري.

([3]) ينظر: جامع الأصول، لابن الأثير (7/ 521).

([4]) أخرجه مسلم (2047).

([5]) ينظر: جامع الأصول (7/ 521).

([6]) أخرجه مسلم (2048) عن عائشة رضي الله عنها.

([7]) ينظر: شرح النووي على صحيح مسلم (14/ 3).

([8]) ينظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، لابن الأثير (1/ 188).

([9]) ينظر: المرجع نفسه.

([10]) مجموع الفتاوى (13/ 351).

([11]) النكت على كتاب ابن الصلاح (1/ 374).

([12]) ومنهم ابن القيم في زاد المعاد (4/ 89)، والمظهري في المفاتيح في شرح المصابيح (4/ 509)، والطيبي في شرح المصابيح (9/ 2847).

([13]) شرح صحيح مسلم (14/ 3).

([14]) وممن قال بهذا: أبو العباس القرطبي في المفهم (5/ 322)، والمازري في المعلم (3/ 121).

([15]) المعلم بفوائد مسلم (3/ 121).

([16]) ينظر: نص الحديث، فجميع ألفاظه تدل على العموم، كما ترى في قوله صلى الله عليه وسلم: «من تصبح… »، «من أكل سبع تمرات…»، «إن في عجوة العالية شفاء…».

([17]) إكمال المعلم بفوائد مسلم (6/ 531).

([18]) ينظر: شرح صحيح مسلم (14/ 3).

([19]) فتح الباري (10/ 240).

([20]) ينظر: فتح الباري (10/ 239).

([21]) وقد سبق ذكر تلك الروايات الثلاث في نص الحديث.

([22]) زاد المعاد في هدي خير العباد (4/ 92).

([23]) الإفصاح عن معاني الصحاح (1/ 329).

([24]) مجموع فتاوى ابن باز (8/ 109).

([25]) مجموع فتاوى ابن باز (6/ 21).

([26]) في مركز سلف بيان لهذا الحديث في مقال بعنوان: كيف نفهم حديث «أنتم أعلَمُ بأمور دُنياكم»؟ ودونك رابطها: https://salafcenter.org/774/

([27]) تاريخ ابن خلدون (1/ 651).

([28]) وممن احتفى بكلام ابن خلدون من المعاصرين: الدكتور يوسف القرضاوي في كتابه: “السنة مصدرًا للمعرفة والحضارة” (ص: 66-67).

([29]) ينظر بعض هذا في: دفاع عن السنة ورد شبه المستشرقين، لأبي شهبة (ص: 342-343).

([30]) أخرجه مسلم (2361).

([31]) وهي دعوى عارية عن الدليل، ومع ذلك يكررها د. عدنان إبراهيم، ودونك رابط كلامه:

https://www.youtube.com/watch?v=Kja8fIrRfUo 

([32]) قاله نيازي عز الدين في كتابه “دين السلطان” (ص: 523)، وهو كلام مكرر قد سبقه إليه أحمد أمين في كتابه “فجر الإسلام”.

([33]) ينظر بعض ذلك في: السنة ومكانتها في التشريع، لمصطفى السباعي (ص: 285).

([34]) زاد المعاد في هدي خير العباد (4/ 33).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

جديد سلف

مثاراتُ الغلط في مسألة التبرُّك

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مسألة التبرك من أكثر المسائل التي حصل فيها خلط وغلط كثير؛ بسبب الإطلاقات غير المنضبطة، إفراطًا أو تفريطًا، مما ترتب عليه اشتباه المشروع بغير المشروع لدى البعض، ومواطن الإجماع بمواطن الخلاف، وما يسوغ فيه الخلاف وما لا يسوغ. وقد حصل توسع كبير في هذا المسألة، أخرجها -في بعض صورها- […]

لماذا لم تفرض الشريعةُ الحجابَ على الرجالِ منعًا من افتتان النِّسَاء؟

  إن الشريعة الإسلامية نادت بالعِفَّة، وحرّمت الزنا ومقدِّماته، وشرعت من الأحكام بين الجنسين ما روعي فيه طبيعة كل منهما، ومن جملة تلك الأحكام: فرض الحجاب على المرأة. وقد أثار دعاة السفور والتهتّك والانحلال شبهاتٍ حول حجاب المرأة، ومن تلك الشبهات قولهم: ما دام الأمرُ بالحجاب من أجْل الفِتنة، وأخَذنا مسألةَ الفِتنة مأخَذًا جادًّا، فلماذا […]

الحضرة الصوفية.. حقيقتها ومفاسدها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: تعتبر جلسات الذكر التي يعقدها الصوفية والتي يسمونها (الحضرة) من أهم الممارسات العملية للطرق الصوفية، فمهما اختلفت الطرق في أسمائها وطرائقها، وفي طريقة إقامة الحضرة وترتيبها، إلا أنها تتفق في ضرورة (الحضرة) ولزومها للسالك والمريد، وأنه لا يجوز للمريد التخلف عن هذه الحضرات التي تعقد في مواعيد منتظمة […]

سُنّة لَعْقِ الأصابع بعد الأكل.. والجواب على شبهات العقلانيين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  كانتِ البشريةُ في انحطاط عقديّ وأخلاقي، إذ كانت التقاليد والأعراف مبنيةً على الهوى والجشَع والأطماع، والقويُّ في مجتمعاتها يتسلَّط على الضعفاء، حتى جاء الإسلام وانتشل العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، وأخرجهم من الظلمات إلى النور، وأطلقهم من أغلال عادات الجاهلية وقيودها المخالفة للفطرة السليمة التي فطر […]

جواب شبهة حول الاستسقاء بقبور الصالحين والأولياء – وفيه جواب عن الاستدلال بقول مجاهد عن قبر أبي أيوب: “كانوا إذا ‌أمحلوا ‌كشفوا ‌عَنْ ‌قبره فمطروا” –

من الشبهاتِ التي يوردُها من يجوِّز الاستغاثة بالأموات أو طلب الدعاء منهم أو التوسل بذواتهم وجاههم: بعض الآثار والحكايات المروية في الاستسقاء بقبور الأنبياء والصالحين، ومن ذلك: ما نقله ابن عبد البر وغيره في ترجمة أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه ودفنه عند سور القسطنطينية، فأورد قول مجاهد عن قبر أبي أيوب هناك: “كانوا إذا […]

مفهوم الاشتراك المعنوي في الصفات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة منذ أن وفد المنطقُ اليونانيّ على الأمة الإسلامية والناس في باب العقائد في أمر مريج، وقد وصل الغلوُّ ببعض المتفنِّنين في هذا الفنّ إلى محاكمة قواعد اللغة وأخبار الشرع إلى هذا القانون، وجعلوا منه حكَمًا على اللسان والبيان، وكان أولُ العلوم ابتلاء بهذه التحريفات علم العقائد، وخاصة ما يتعلق […]

التخاطب مع الكينونات.. وثنية في ثوب جديد

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة يقول ابن خلدون: “المغلوب مولَع أبدًا بالاقتداء بالغالب في شعاره وزيِّه ونحلته وسائر أحواله وعوائده، والسّبب في ذلك أنّ النّفس أبدًا تعتقد الكمال فيمن غلبها وانقادت إليه؛ إمّا لنظره بالكمال بما وقر عندها من تعظيمه، أو لما تغالط به من أنّ انقيادها ليس لغلب طبيعيّ إنّما هو لكمال الغالب. […]

المحدث المسند نذير حسين الدهلوي “1220-1320هـ”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اشتهر الإمام المحدث نذير حسين بلقب “شيخ الكل في الكل” بسبب تفرّغه للتدريس مدة طويلة جدًا تجاوزت سبعين سنة! واقتصر على تدريس القرآن الكريم والسنة والفقه مدة خمسين سنة تقريبًا، وقبل ذلك كان يدرس في غالب العلوم والفنون! وبسبب هذه المدة الطويلة أصبح له طلاب بعشرات الآلاف، ومن دول […]

هل شروط (لا إله إلا الله) من اختراع الوهابية؟

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: من الشبهات التي يثيرها المخالفون لاعتقاد السلف ممن هم على اعتقاد الجهمية والمرجئة في الإيمان: أن شروط لا إله إلا الله من اختراع الوهابية، لم يسبقهم بذكرها أحد. والجواب عن هذه الشبهة يحصل ببيان معنى هذه الشروط، ومأخذ العلماء فيها، وأصل […]

الأعياد بين التشريعات الإلهية والذكريات التاريخية ..دراسة مقارنة بين الأعياد في الملل

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: ينعَم المسلمون بدينهم الإسلاميِّ الذي يختصّ عن غيره من الملل والنحل والمذاهب والفلسفات بأعياد توقيفية شرعَها لهم إلههم وخالقهم ومولاهم، وليست من وضع أحد من البشر، ولا مرتبطة بموت أحد ولا بحياته، ولا مرتبطة بانتصار أو فتح من الفتوحات على الرغم من كثرتها في الدين الإسلامي، ولا مرتبطة […]

من تاريخ الدولة السعوديّة الأولى كما رواه الجبرتي في تاريخه -الجزء الأول-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه ومن نهج نهجه إلى يوم الدين. أما بعد: فهذا بين أيديكم جزءٌ من تاريخ الدولة السعودية الأولى، وكيف كانت نهايتها، كما صَوَّرَها المؤرخ عبد الرحمن الجبرتي في كتابه “عجائب الآثار في التراجم والأخبار”، […]

تحريم الاستغاثة بالحي فيما لا يقدر عليه إلا الله ليس بدعة تيمية

مِن نافلة القول أن يُقال: إنّ دعاء الله هو الأصل في الدعاء، فلا يكاد مسلمٌ يقرأ آية من القرآن إلا دفعت بهذه الحقيقة في وجهه مقرِّرة لها بالأدلة الشرعية بقسميها العقليّ والنقلي.  ومع ذلك ظلّ بعضُ المتأخِّرين يجادل في هذه الحقيقة بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير، حتى جعلوا دعاءَ غيرِ الله وسؤالَه هو […]

عرض وتعريف بكتاب فتح الملك الوهاب في الرد على من طعن في دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة بيانات الكتاب: عنوان الكتاب: فتح الملك الوهاب في الرد على من طعن في دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب. اسم المؤلف: ناصر عبد الرزاق العبيدان. قدم له: أ. د. خالد بن علي المشيقح. دار الطباعة: مكتبة الإمام الذهبي بالكويت، والتراث الذهبي بالرياض. رقم الطبعة وتاريخها: الطبعة الأولى 1441هـ-2020م. حجم […]

الرد على الكوثري في دعواه: تراجع العلماء عن الثناء على ابن تيمية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة إنَّ الناظرَ في موقف خصوم شيخ الإسلام يجده موقفًا مضطربًا غايةَ الاضطراب، وذلك أنك تجدهم تارةً يدّعون توبتَه وتراجعه عن عقيدته، وهذا يقتضي -بحسب تصوّر الخصوم- أن العلماء في زمانه سيثنون عليه بسبب تراجُعه، وستتغير المواقف نحوَه من مواقف سلبية إلى مواقف إيجابية. ثم تجدهم تارةً أخرى يدّعون تراجعَ […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017