الاثنين - 05 محرّم 1447 هـ - 30 يونيو 2025 م

الحجاب.. شبهات علمانية، عرض ونقاش

A A

 

الهجوم على الحجاب قديم متجدِّد، ولا يفتأ العلمانيون والليبراليون من شحذ أقلامهم دائما في الصحف والمواقع والمنتديات الثقافية للكتابة عن الحجاب وحوله، سالبين بذلك حتى أبسط الحقوق التي ينادون بها، وهي الحرية.

فالمسلمة التي تلتزم بحجابها دائما عندهم في موطن الرَّيب، أو أنها مضطهَدة، مسلوبة الحقوق والإرادة، ولا يرون تقدُّما علميًّا أو فكريًّا أو أخلاقيًّا للأمة إلا بترك الحجاب.

معظم المهاترات التي تحصل حول الحجاب ورفضه من هذا القبيل، فهم يدعون إلى الحرية ويمنعوها عند أول قماش للحجاب، ويدعون إلى عدم تدخل الرجال في أمور النساء ليقرروا هم الرجال حتى هذه القاعدة!

في هذا المقال لن نتكلم عن الحجاب وحكمه وصفته وشروطه، فقد كُتب عن ذلك الكثير، لكنني سأمر على بعض الشبهات العلمانية التي يتحججون بها لمحاربة فضيلة الحجاب، ولهذا لن أخوض في احتجاجهم ببعض الأحاديث، أو حتى فهمهم لآيات الحجاب.

أولا: دعواهم أن الحجاب يخفي الشخصية:

يقولون هذا غالبًا عند تبرير قمع أي نظام سياسيّ للحجاب، ومنعه في البلاد مع السماح لكل أنواع اللبس الأخرى، ويمكن مناقشة هذا في الآتي:

1- المتحجِّب لإخفاء شخصيته إما أنه يخفي شخصيته لارتكاب جريمة، أو لإخفاء فسق أو فحش أو غير ذلك، وكثيرا ما يقولون -حقيقة أو تهكّما- إن كثيرا من النساء الساقطات يرتدين الحجاب لإخفاء فعلهنّ عن المجتمع حتى تصل إلى مبتغاها، فيقال: من المعلوم أن كثيرا من الدول تعاقب على الحجاب، أو تجعل المحجبة بعيدة عن الوظائف والتعليم والمناصب، وتتعرض المحجبة لمضايقات شتى، ومع ذلك تتمسك المسلمة المؤمنة بحجابها، فهل تفعل الفاجرة ذلك وتتقبل كل هذا السوء لأجل وصولها إلى الفجور؟!

ثم إن كثيرًا من هذه الدول أو معظمها تقنِّن التبرج والسفور والفسوق أساسًا، فما الداعي إلى أن تتحجَّب المرأة حتى تصل إلى مبتغاها السيئ؟!

فإن قيل: فيتحجب من يريد ارتكاب جريمة، يقال:

2- إذا انتحل أحد شخصية أمير أو وزير أو لبس زيًّا خاصًّا -كأن يكون قد لبس زيًّا عسكريا مثلا بنية ارتكاب جريمة- هل يلغى الزيُّ أم يعاقب الفاعل؟

لماذا يختلف الأمر حين يتعلَّق بالحجاب؛ خاصة وأن من يريد إخفاء شخصيته يمكنه أن يفعل ذلك بوجود الحجاب أو بدونه، ووسائل التنكّر كثيرة.

3- كم نسبة الجرائم التي ارتكبت من خلال تخفّي المجرم بالحجاب؟ الإجابة عن هذا السؤال كفيل بالرد على هذه الشبهة، فطوال هذه القرون كلها لم تصبح هذه ظاهرةً، ولا حتى ذكر تكرار هذا الفعل، فهو في حكم النادر والشاذ إن وجد، بل يرى بعض الراصدين والباحثين أن هذا لم يثبت حتى الآن، وإن وجد فسيكون رقما لا يُذكر، كأن تكون حالة من بين مليون حالة مثلا!

4- إذا كانت الحجة هي: إخفاء الشخصية وتخفّي المجرم، فمن المنطقي أن تمنع الكمامات، وربما مساحيق التجميل، وكل ما من شأنه تغيير شيء في وجه الإنسان أو تغطيته كليا أو جزئيا، لكن العويل كله يقف عند الحجاب!

5- الإسلام لم يمنع التأكد من المرأة إذا اشتبه بها، وذلك بكشف وجهها عند الحاجة والضرورة حتى يتمّ التأكد منها، فالأصل باقٍ، والخوف منتفٍ من أن تقوم بأمر ما يمس أمن المجتمع.

ثانيا: دعوى أن الحجاب ضد حرية المجتمع:

يتشدَّق كثير من العلمانيين بأن الحجاب ضدّ حرية المجتمع، وأن رعاية الحريات واجبة، وينبغي هنا أن نقف وقفات:

1- الحرية الوحيدة التي تنتهك هي حرية المسلمة التي أرادت لبس الحجاب بموجب الحرية التي يراعيها العلمانيون، فالاضطهاد في الدين والفكر واللبس إنما يمارس على المسلمين فحسب.

2- يقولون: إن قوانين المجتمع تنصّ على منع أي لبس يكون شعارا لفكرة أو دين، وبهذا تمنع المسلمة أيضا من ارتداء الحجاب، ولكن الإحصائيات والواقع يشهد بضدّ هذا، ففي الوقت الذي تمنع فيه دولٌ المسلمة من ارتداء الحجاب لا تُذكر حادثة واحدة لطرد يهودي أو مسيحي أو حتى سيخي من المدرسة لإظهار شعار ديني، فالطرد دائما من نصيب المسلمين والمسلمات، وفضيحة التناقض الغريب في القوانين العلمانية تكشف عنها تلميذة فرنسية كاثوليكية اسمها (كاثرين) في تعليق لها على طرد زميلتها ليلى المسلمة وأختها من المدرسة بسبب الحجاب حيث تقول: “إنني أتعجب لماذا طردت ليلى وأختها من المدرسة بينما هناك فتيات أخريات يحضرن إلى المدرسة بملابس تشبه أزياء (الساحرات) ويحملن حُلِيا مخيفة على شكل ثعابين أو وحوش أو عفاريت، لكن أحدا لم يعترض على حريتهن في لبس ما يحلو لهن. هناك زميلة لنا تأتي إلى المدرسة مرتدية (تي شيرت) مكتوب عليه: (اقترعوا لصالح الشيطان)، أليس هذا الشعار دعوة صريحة وواضحة إلى معتقدها في عبادة الشيطان؟! لكن أحدا لم يطلب منها خلع هذا اللباس”([1]).

والواقع يشهد على كل حال ويؤكد يوما بعد يوم أن القوانين تطبَّق على من يريدون فقط، وأن رفع الشعارات أو لبس اللباس الديني يصبح نقضًا للحرية متى أرادوا ذلك، ويصبح حرية شخصية متى أرادوا أيضا، فالتعامل هنا ليس بالقوانين وإنما بأمور أخرى.

ثالثا: دعوى أن الحجاب ليس شرطا للعفة:

يتشدَّق كثير من العلمانيين بوجود نساء غير أخلاقيات وهنّ محجبات، ووجود أخريات على قدر من الأخلاق وهن غير محجبات، فلماذا الحجاب؟! والجواب:

1- من يقول هذا يبتعد كثيرا عن البحث عن حكمة الحجاب، فحكمة الحجاب ليست التربية النفسية والخلقية للمرأة فقط، وسيأتي الكلام على ذلك، لكنه أيضا: حفاظ على المرأة من الأذى، ومن تطاول ضعاف النفوس عليها، وحماية للمجتمع من أن يفتتن الرجال بالنساء، والقول بأن عدم الحجاب لا يسبب فتنة مجرد مكابرة، والأرقام والإحصائيات عن التحرش والاغتصاب في الدول التي تقنن التعري وتمنع الحجاب تشهد بذلك، فهي أرقام عالية جدًّا في مجتمع ينفتح فيه الرجال على النساء.

2- لم يدَّع أحد أن مجرد وجود الحجاب يعدُّ رمزا للأخلاق العالية، لكن كونه ليس رمزا لا يعني أنه ليس داعيا إلى الفضيلة، فالاحتشام نفسه يدعو إلى كثير من الأخلاق الفاضلة كالحياء والعفة وغض البصر.

3- الأعمال الظاهرة لا شك أنها مرتبطة بالباطن، فهي ليست مجرد طقوس شكلية يقوم بها الإنسان المسلم، بل لا توجد شعيرة ظاهرة إلا وتؤثر في باطن الإنسان، يقول ابن تيمية (ت: 728هـ): “وهذه الأمور الباطنة والظاهرة بينهما ارتباط ومناسبة، فإن ما يقوم بالقلب من الشعور والحال يوجب أمورا ظاهرة، وما يقوم بالظاهر من سائر الأعمال، يوجب للقلب شعورا وأحوالا”([2]).

ويقول أيضا: “كل ما أوجبه الله على العباد لا بد أن يجب على القلب فإنه الأصل وإن وجب على غيره تبعا، فالعبد المأمور المنهي إنما يعلم بالأمر والنهي قلبه، وإنما يقصد بالطاعة والامتثال القلب، والعلم بالمأمور والامتثال يكون قبل وجود الفعل المأمور به كالصلاة والزكاة والصيام، وإذا كان العبد قد أعرض عن معرفة الأمر وقصد الامتثال كان أول المعصية منه؛ بل كان هو العاصي وغيره تبع له في ذلك؛ ولهذا قال في حق الشقي: {فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى * وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى} الآيات، وقال في حق السعداء: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} في غير موضع”([3]).

4- أن العبادات التي شرعها الله لا تترك عبادة لأجل أخرى حال كونهما واجبتين، فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، فمن صلى ومع ذلك ارتكب الفحشاء والمنكر لا نأمره بترك الصلاة فيجمع بين السوأتين، وإنما يعالج نفسه، وكذلك الحال مع الحجاب والتبرج.

رابعا: دعوى أن الحجاب عائق عن التقدُّم:

كثيرا ما تشير أصابع العلمانيين إلى نساء ناجحات ماديا في مجال السياسة أو الاقتصاد أو أي مجال كان، مدعين أن هذا النجاح سببه ترك الحجاب، وأن سبب تخلفنا هو الحجاب الذي تلبسه النساء المسلمات.

1- بداية: هل ينكر العلماني كل المنجزات التي قدمها نساء المسلمين، ولا ترى عينه إلا ما يراه نجاحا لغير المتحجبات؟ يقول الغزلي (ت: 505هـ): “لم يزل الرجال على ممر الزمان مكشوفي الوجوه والنساء يخرجن منتقبات”([4])، فمع هذا لا يخفى نجاح المسلمات في شتى المجالات في القديم والحديث، ولم يكن الحجاب عائقا لهن عن هذا التقدم.

2- من المعلوم أن الدليل الشرعي هو الكتاب والسنة والإجماع والقياس، فمتى أضيف إليها الواقع؟! ولو احتججنا بالواقع لغيرنا كثيرا من الأحكام الإسلامية.

3- هذا الفعل مجرد انتقاء، فقد عمد هؤلاء إلى كتب التاريخ أو الواقع وانتقوا شخصيات غير محجبة، وقد علموا أن بجانب كل واحدة منهن سواد عظيم من المحجبات الناجحات اللاتي لم يشر إليهن، فلماذا لا يقلب الدليل ويجعل الحجاب هو الحافز على التقدم والنجاح، ويستدل بفتيات ونساء غير محجبات في أحط مراحل الفجور والسوء الأخلاقي والفشل الاجتماعي على أن ترك الحجاب يؤدي إلى هذا؟!

خامسا: دعوى أن الحجاب كبت وتزمت يؤدي إلى التطرف، والتبرج لا يلفت النظر:

يدَّعي هؤلاء أن التبرج ليس فيه مفاسد، وأن المفاسد إنما هي في مخيلة الإسلاميين الذين يرون وجوب الحجاب، وأن الحجاب نفسه يؤدّي إلى الكبت، فهل هذا صحيح؟ الجواب:

1- لو كان هذا الكلام صحيحا لكانت الدول الغربية أقل الدول من حيث الاغتصاب والتحرش والجرائم الأخلاقية؛ ذلك أن هذه الدول أعطت هذا الجانب اهتماما كبيرا، فضيَّقت على الحجاب، وقنَّنت التبرج والسفور وحثَّت عليه، فهل أدى ذلك إلى قلة حالات الاغتصاب أو التحرش الجنسي؟! الأرقام والإحصائيات تشير إلى عكس ذلك تماما، فكندا وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة وأمريكا في أعلى قائمة الدول التي يتعرض فيها النساء للاغتصاب، فمُمارسو جرائم الاغتصاب بأمريكا من الرجال يبلغ نسبتهم 99%، أما بالنسبة للضحايا فنسبة 91% من الضحايا من النساء و9% من الرجال([5])، وأظهرت بيانات أخرى أن أمريكا تشهد جريمة اعتداء جنسي كل 107 ثانية([6]).

ومثل هذه الإحصائيات الرسمية غفلت عنها عين العلماني، بينما يدَّعي ادعاء أن الحجاب يحرّض المجتمع على الاغتصاب والتحرش.

2- القول بأن التبرج والسفور والتعري لا يغير شيئا مكابرةٌ، فالغريزة موجودة في الرجال والنساء، وهي سر أودعه الله في خلقه لاستمرار النسل وغير ذلك من الحكم، ولا يمكن لأحد أن ينكر وجود هذه الغريزة، فمع وجودها القول بأن مناظر التعري والتبرج لا تغير شيئا منافٍ للحقيقة، ومكابرة للواقع، والإحصائيات السابقة تؤكد ذلك.

وأخيرا: الحجاب أمر شرعي، شرعه الإسلام، وفهمه الصحابة الكرام، فكان نساؤهم على الحجاب الكامل كما أراد الله، ولم يكن هذا الحجاب يوما عائقا عن التقدم أو تحقيق النجاحات، كما أن الحجاب حافظ للمرأة والمجتمع في آن واحد، والإحصائيات تشهد كيف أن التبرج والسفور يؤدي بالمجتمع إلى جرف هار، والمتضرر الأكبر هو المرأة التي يدعون نصرتها بمنع الحجاب!

والحمد لله رب العالمين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) ينظر الرابط:

https://www.aletihad.ae/wejhatarticle/2147/%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%AC%D9%88%D9%85-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AC%D8%A7%D8%A8

([2]) اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم (1/ 92).

([3]) مجموع الفتاوى (14/ 114).

([4]) إحياء علوم الدين (2/ 47).

([5]) ينظر الرابط:

https://medevel.com/ar/kthr-ldwl-f-maadlt-lgtsb-f-laalm/

([6]) ينظر الرابط:

https://www.aa.com.tr/ar/%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A/4-%D8%A8%D9%84%D8%AF%D8%A7%D9%86-%D9%85%D8%AA%D9%82%D8%AF%D9%85%D8%A9-%D8%B6%D9%85%D9%86-%D9%82%D8%A7%D8%A6%D9%85%D8%A9-%D9%84%D8%A3%D8%B9%D9%84%D9%89-11-%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%AC%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%85-%D8%A7%D8%BA%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%A8-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%AA%D9%82%D8%B1%D9%8A%D8%B1/1402976

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

ولاية الفقيه الشيعية.. أصولها العقدية، ومناقضتها للوحي والنبوة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: جريا على نهج مركز سلف للبحوث والدراسات في تعميق البحث في أصول المعتقدات وفروعها حررنا هذه الورقة العلمية في موضوع “ولاية الفقيه الشيعية.. أصولها العقدية، ومناقضتها للوحي والنبوة“، قصدنا فيها إلى الكشف عن أصولها العقدية داخل المذهب، وحقيقة شكلها السياسي من خلال القراءة الخمينية، معتمدين على تراث الخميني […]

مصطلح أهل السنة والجماعة.. دلالته وتاريخه

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: مصطلح “أهل السنة والجماعة” من المصطلحات الكبرى التي حظِيت بعنايةِ العلماء عبر العصور؛ نظرًا لأهميته في تحديد منهج أهل الحق الذين ساروا على طريق النبي ﷺ وأصحابه، وابتعدوا عن الأهواء والبدع، ويُعدّ هذا المصطلح من أوسع المصطلحات التي استُخدمت في التاريخ الإسلامي، حيث لم يكن مجردَ توصيف عام، […]

نزعة الشّكّ في العقيدة .. بين النّقد والهدم

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: إنَّ العقيدة هي الركيزة الأساسية التي يقوم عليها الإيمان، وهي أصل العلوم وأشرفها، إذ تتعلق بالله سبحانه وتعالى وأسمائه وصفاته، وبالإيمان برسله وكتبه، وباليوم الآخر وما أعدَّ الله فيه من ثواب وعقاب. فهي من الثوابت الراسخة التي لا تقبل الجدل ولا المساومة، إذ بها تتحقق الغاية العظمى من […]

السلفية في المغرب.. أصول ومعالم (من خلال مجلة “دعوة الحق” المغربية)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مدخل: مجلة “دعوة الحق” مجلة شهرية مغربية، تعنى بالدراسات الإسلامية وبشؤون الثقافة والفكر، أسست سنة 1957م، من إصدار وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وهي مجلة رافقت بناء الدولة المغربية بعد الاستقلال، واجتمعت فيها أقلام مختلفة التخصصات، من المشرق والمغرب، وكانت “الحركة السلفية” و”العقيدة السلفية” و”المنهج السلفي” جزءا مهمًّا من مضامين […]

قطعية تحريم الخمر في الإسلام

شبهة حول تحريم الخمر: لم يزل سُكْرُ الفكرة بأحدهم حتى ادَّعى عدمَ وجود دليل قاطع على حرمة الخمر، وتلمَّس لقوله مستساغًا في ظلمة من الباطل بعد أن عميت عليه الأنباء، فقال: إن الخمر غير محرم بنص القرآن؛ لأن القرآن لم يذكره في المحرمات في قوله تعلاى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ […]

السَّلَف والحجاج العَقلِيّ .. الإمام الدارمي أنموذجًا

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: من الحقائق العلمية التي تجلَّت مع قيام النهضة العلمية لأئمة السلف في القرنين الثاني والثالث وما بعدها تكامل المنهج العلمي والمعرفي في الدين الإسلامي؛ فالإسلام دينٌ متكاملٌ في مبانيه ومعانيه ومعارفه ومصادره؛ وهو قائم على التكامل بين المصادر المعرفية وما تنتجه من علوم، سواء الغيبيات والماورائيات أو الحسيات […]

ذلك ومن يعظم شعائر الله .. إطلالة على تعظيم السلف لشعائر الحج

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: لا جرم أن الحج مدرسة من أعظم المدارس أثرا على المرء المسلم وعلى حياته كلها، سواء في الفكر أو السلوك أو العبادات، وسواء في أعمال القلوب أو أعمال الجوارح؛ فإن الحاج في هذه الأيام المعدودات لو حجَّ كما أراد الله وعرف مقاصد الحج من تعظيم الله وتعظيم شعائره […]

‏‏ترجمة الشيخ الداعية سعد بن عبد الله بن ناصر البريك رحمه الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اسمه ونسبه: هو الشيخ سعد بن عبد الله بن ناصر البريك. مولده: ولد الشيخ رحمه الله في مدينة الرياض يوم الاثنين الرابع عشر من شهر رمضان عام واحد وثمانين وثلاثمائة وألف للهجرة النبوية 14/ 9/ 1381هـ الموافق 19 فبراير 1962م. نشأته العلمية: نشأ رحمه الله نشأته الأولى في مدينة […]

تسييس الحج

  منذ أن رفعَ إبراهيمُ عليه السلام القواعدَ من البيت وإسماعيلُ وأفئدة الناس تهوي إليه، وقد جعله الله مثابةً للناس وأمنا، أي: مصيرًا يرجعون إليه، ويأمنون فيه، فعظَّمه الناسُ، وعظَّموا من عظَّمه وأقام بجواره، وظل المشركون يعتبرون القائمين على الحرم من خيارهم، فيضعون عندهم سيوفهم، ولا يطلب أحد منهم ثأره فيهم ولا عندهم ولو كان […]

البدع العقدية والعملية حول الكعبة المشرفة ..تحليل عقائدي وتاريخي

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة تُعدُّ الكعبةُ المشرّفة أقدسَ بقاع الأرض، ومهوى أفئدة المسلمين، حيث ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بعقيدة التوحيد منذ أن رفع قواعدها نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام، تحقيقًا لأمر الله، وإقامةً للعبادة الخالصة. وقد حظيت بمكانةٍ عظيمة في الإسلام، حيث جعلها الله قبلةً للمسلمين، فتتوجه إليها وجوههم في الصلاة، […]

الصد عن أبواب الرؤوف الرحيم

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من أهمّ خصائص الدين الإسلامي أنه يؤسّس أقوم علاقة بين الإنسان وبين إلهه وخالقه سبحانه وتعالى، وإبعاد كلّ ما يشوب هذه العلاقة من المنغّصات والمكدرات والخوادش؛ حيث تقوم هذه العلاقة على التوحيد والإيمان والتكامل بين المحبة والخوف والرجاء؛ ولا علاقة أرقى ولا أشرف ولا أسعد للإنسان منها ولا […]

إطلاقات أئمة الدعوة.. قراءة تأصيلية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: يقتضي البحث العلمي الرصين -لا سيما في مسائل الدين والعقيدة- إعمالَ أدوات منهجية دقيقة، تمنع التسرع في إطلاق الأحكام، وتُجنّب الباحثَ الوقوعَ في الخلط بين المواقف والعبارات، خاصة حين تكون صادرة عن أئمة مجدِّدين لهم أثر في الواقع العلمي والدعوي. ومن أبرز تلك الأدوات المنهجية: فهم الإطلاق […]

التوحيد في موطأ الإمام مالك

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يختزن موطأ الإمام مالك رضي الله عنه كنوزًا من المعارف والحكمة في العلم والعمل، ففيه تفسيرٌ لآيات من كتاب الله تعالى، وسرد للحديث وتأويله، وجمع بين مختلفه وظاهر متعارضه، وعرض لأسباب وروده، ورواية للآثار، وتحقيق للمفاهيم، وشرح للغريب، وتنبيه على الإجماع، واستعمال للقياس، وفنون من الجدل وآدابه، وتنبيهات […]

مناقشة دعوى مخالفة حديث: «لن يُفلِح قومٌ ولَّوا أمرهم امرأة» للواقع

مقدمة: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وآله وصحبه أجمعين، أمّا بعد: تُثار بين حين وآخر بعض الإشكالات على بعض الأحاديث النبوية، وقد كتبنا في مركز سلف ضمن سلسلة –دفع الشبهة الغويّة عن أحاديث خير البريّة– جملةً من البحوث والمقالات متعلقة بدفع الشبهات، ونبحث اليوم بعض الإشكالات المتعلقة بحديث: «لن يُفلِحَ قومٌ وَلَّوْا […]

ترجمة الشيخ أ. د. أحمد بن علي سير مباركي (1368-1446هـ/ 1949-2025م)(1)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اسمه ونسبه: هو الشَّيخ الأستاذ الدكتور أحمد بن علي بن أحمد سير مباركي. مولده: كان مسقط رأسه في جنوب المملكة العربية السعودية، وتحديدًا بقرية المنصورة التابعة لمحافظة صامطة، وهي إحدى محافظات منطقة جازان، وذلك عام 1365هـ([2]). نشأته العلمية: نشأ الشيخ نشأتَه الأولى في مدينة جيزان في مسقط رأسه قرية […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017