عرض وتعريف بكتاب “نظرات في مناهج الفرق الكلامية”
للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة
تمهيد:
لا يخفى على المتابع للحركة الفكرية البعثُ الأشعريّ الجديد في مواجهة التيار السلفي الممتدّ، ولم تعد النقاشات مقتصرةً على المحاضِن العلمية ومجالس الدراسة، بلِ امتدَّت إلى الساحة الإعلامية ليشارك فيها عامّة الناس ومثقَّفوهم؛ ولذا كانت الحاجة ماسَّةً إلى كتاب يتناول منهج الأشاعرة بالبيان والنقد بالأسلوب الهادئ المناسب لغير المتخصِّصين، وهو ما نجده بصورة كبيرة في الكتاب الذي نعرِّف به في السطور التالية.
بيانات الكتاب:
عنوان الكتاب: نظرات في مناهج الفرق الكلامية.
المؤلف: الشيخ عادل نصر.
عدد الصفحات: 224 صفحة.
دار النشر: دار الخلفاء الراشدين بالإسكندرية – مصر.
سنة النشر: 1440هـ/ 2019م، النشرة الأولى.
التعريف بالمؤلف:
هو: الشيخ عادل نصر سعيد العتامني، من مواليد عام 1966م، حاصل على ليسانس آداب لغة عربية عام 1990م، وليسانس شريعة من جامعة الأزهر عام 2001م.
انشغل بالعمل الدعوي في مصر من منتصف الثمانينات حتى الآن، وله العديد من المؤلفات، منها:
1- إعلان النفير لنصرة البشير النذير.
2- فتح العلى الكبير ببيان مسائل الإيمان والرد على شبهات التكفير.
3- تجلية الحقائق لعموم الخلائق.
أهمية الكتاب:
الكتاب وإن كان عنوانه عن الفرق الكلامية عامة إلا أنه خاص بنقد منهج الأشاعرة في ضوء الكتاب والسنة وما كان عليه سلف الأمة، وهذا يدل على أهميته في المواجهة السلفية الأشعرية المعاصرة.
مميزات الكتاب:
يمتاز الكتاب بعدة أمور:
الأول: سلاسة الأسلوب وبساطته، وعدم التفصيل غير المناسب لمقام المبتدئين.
الثاني: النفس الهادئ للمؤلف في كتابه والمناقشة الموضوعية للحجج والبراهين، دون تحفز أو عبارات عنيفة.
الثالث: إحاطته بمخالفات المذهب الأشعري رغم حجم الكتاب الصغير؛ مما يجعله صالحًا للتدريس في المحاضن العلمية السلفية.
الرابع: بيانه لمذهب أهل السنة باختصار قبل بيان الشبهة والرد عليها.
عرض مجمل لما اشتمل عليه الكتاب من قضايا:
يمكننا تقسيم العناوين التي وردت في الكتاب إلى ثلاثة أقسام:
الأول: التعريف بالأشاعرة ومنهجهم في التلقي.
الثاني: القضايا الرئيسة التي خالفوا فيها والرد عليهم.
الثالث: بيان تناقضهم وحيرتهم والفرق بينهم وبين الماتريدية.
ثم الختام ببيان بعض خصائص أهل السنة على سبيل الإجمال.
وبيان ذلك كما يلي:
بدأ الكتاب بالتعريف بالأشاعرة، والتعريف بأبي الحسن الأشعري، والمراحل التي مر بها.
ثم بين هل ينتسبون إلى أهل السنة أم لا.
ثم تناول منهج التلقي عند أهل السنة ليبين منهج التلقي عند الأشاعرة.
ثم تناول قضية التأويل عند الأشاعرة، وبيَّن الموقف الصحيح من التأويل أولًا، ثم بيَّن موقف الأشاعرة.
ثم بدأ يفصّل في بعض عقائد الأشاعرة، فتناول موقفهم من الأدلة النقلية وردَّ عليهم.
ثم تناول معنى التوحيد عندهم بعدما بين معناه الصحيح أولًا، فتناول موقفهم من توحيد الربوبية وأثر ذلك، ثم توحيد الألوهية وأثر ذلك، ثم توحيد الأسماء والصفات وردّ عليهم.
ثم تناول عقيدة الأشاعرة في القرآن، فبيَّن مذهب أهل السنة أولًا، ثم بين مذهَبَهم وبين وجه المخالفة فيه ورد عليهم.
ثم تناول مسألة الكسب عند الأشاعرة، وهي مسألة متعلّقة بالقدَر، فبيّن الاعتقاد الصحيح أولًا، ثم تناول مسألة الكسب ببعض التفصيل وردَّ عليها.
ومما يتعلَّق بمسألة الكسب مسألة السببية، فتناول الحديث عن السببية عند الأشاعرة بعد الحديث عن مسألة الكسب.
ثم تناول مذهبهم في الحكمة والتعليل، وبيَّن الباطل الذي فيه.
ثم تناول مذهبهم من التحسين والتقبيح العقليّين.
ثم تناول مسائل الإيمان والكفر عند الأشاعرة، فبين بطلان مذهبهم في تعريف الإيمان، وبين هل يوافقون السلفَ في مسألة زيادة الإيمان ونقصانه أم لا، وفي مسألة الاستثناء في الإيمان، ثم حقيقة الكفر عندهم.
وبذلك ينتهي القسم الخاصّ بأخطائهم والرد عليها.
أما القسم الثالث فقد تناول فيه غلوَّهم في تكفير أهل السنة.
ثم عقد عنوانًا للعلاقة بين الماتريدية والأشاعرة، وبيَّن في سردٍ مجمَل نقاطَ الاختلاف بينهما.
ثم عقد بعد ذلك عنوانًا لبيان تناقضات الأشاعرة، ثم عنوانًا لبيان شهادة أكابر الأشاعرة على أنفسهم بالحيرة والاضطراب.
ثم بيَّن مخالفتهم للأمة الأربعة.
وختم الكتاب ببيان من هم أهل السنة والجماعة، وذلك بذكر بعض خصائصهم.
ملاحظات على الكتاب:
لا يخلو كتاب من عيب، وما يؤخذ على الكتاب ليس في مادته العلمية، وإنما في أمور أخرى منها:
– عنوان الكتاب: فقد كان العنوان غير دالّ على مضمون الكتاب، ويبدو أن المؤلف أراد أن يتحاشى ذكر الأشاعرة في العنوان.
– الكتاب غير مرتَّب على فصول ومباحث ومسائل، بل هو عناوين مستقلَّة يتلو بعضها بعضًا.
– عدم وجود صورة كلية أو خريطة للمسائل التي يتناولها في الكتاب لتبين حجم الموافقة والمخالفة لأهل السنة.
– على الرغم من الترتيب المنطقي للمسائل التي تناولها الكتاب إلا أن المؤلف لم يقم ببيان ذلك.
– افتقاره للعزو والتوثيق في بعض المواضع.
– عدم إعداد قائمة بالمصادر والمراجع في نهاية الكتاب.
وهذه كلها سلبيات لا تغضّ من قيمة الكتاب العلمية، وكفى بالمرء نبلًا أن تعدَّ معايبه.
وبذلك نكون قد أتينا على قصدنا من هذا العرض المختصر لهذا الكتاب، والحمد لله رب العالمين.