الاثنين - 06 ذو الحجة 1446 هـ - 02 يونيو 2025 م

تحقيق قول القرافي في حُكم المجسمات

A A

 

المعلوم أن علماء الإسلام أجمعوا على حُرمة عمل المجسمات ذوات الظل التي على هيئة ذوات أرواح تامات الخِلقة ، ولم يكن ذلك خاصاً بمذهب من مذاهب أهل السنة دون مذهب ، وليس خاصاً بالسلفيين أو مدرسة ابن تيمية وابن عبد الوهاب ، كما يُثيره البعض ، قال النووي الشافعي :”وأجمعوا على منع ما كان له ظلٌّ، ووجوب تغييره، قال القاضي: إلا ما ورد في اللعب لصغار البنات والرخصة في ذلك”وقال ابن العربي المالكي رحمه الله: “فإنها -أي: الصور- محرمةٌ إذا كانت أجسادا بالإجماع”.

إذن فالأمر المجمع عليه هو الصورة التي تحمل الصفات التالية :

١- أن يكون تمثالاً لذي روح .

٢- أن يكون مجسماً وعبروا عنه بكونه ذا ظل .

٣- أن يكون كامل الخلقة .

فإذا لم يحمل التمثال المجسم هذه الصفات فاختلف العلماء فيه ، فمنهم من حرمه ومنهم من كرهه ولم يُحَرِّمه .

وقد استشكل بعض الإخوة الكتاب ما كتبه العلامة شهاب الدين القرافي رحمه الله في كتابه نفائس الأصول في شرح المحصول أنه صنع شمعدانا هو عبارة عن آلة منبهة لأوقات الصلاة ووضع فيها مجسماً لآدمي ومجسماً لأسد وأن هذين المجسمين ينبهان لدخول أوقات الصلاة ، وطلب الكاتب أن يُدرس هذا النص لأنه يدل برأيه ،مع على أن المسلمين لم يكونوا مجمعين على تحريم المجسمات وأنهم لا يمنعون منها إذا كانت ذات فائدة ، واستأنس لرأيه بما ذكره من كون الصحابة لم يهدموا التماثيل أو يَتَعَدَّوا على الرسوم التي مروا بها في فتوحاتهم .

وتوضيحاً لما استشكله الأخ الكريم أُبَيِّن :

 أن القرافي رحمه الله لم يخرج عن الأمر المجمع عليه في تحريم المجسمات ، وقد بَيَّن ذلك في كتابه الذخيرة ، وفَصَّل فيه أبْدع تفصيل وسوف أنقل نصَّه بعد قلبل وأُعَلِّقُ عليه ، لكني قبل ذلك أنتقل إلى جواب سؤال قد يتبادر إلى بعض الأذهان ، وهو : هل خالف القرافي فتواه بأن عمل بما يراه مُحَرَّماً ؟

أم أن هناك شيئاً غير واضح في فتواه في كتاب الذخيرة أو حكايته صنيعه في كتابه نفائس الأصول ؟

والجواب : أما عن الشق الأول فهو غير المظنون في عالِم مثل القرافي أن يعمل بخلاف ما يفتي به ، فضلاً عن أن يجاهر بهذه المخالفة ، ولو حدث ذلك عند القرافي أو عند غيره من العلماء فمع أن الأصل إحسان الطن بهم إلا أنهم ليسوا معصومين من الخطأ والزلل ، فيبقى المُعَوَّل عليه هو  فتواهم إذا تعارضت مع عملهم .

لذلك علينا أن نقرأ نص ما قرره القرافي في كتاب الذخيرة حول التماثيل ، قال رحمه الله :”لَا ‌يَجُوزُ ‌عَمَلُ ‌التَّمَاثِيلِ ‌عَلَى ‌صُورَةِ ‌الْإِنْسَانِ ‌أَوْ ‌شَيْءٍ ‌مِنَ ‌الْحَيَوَانِ لِقَوْلِهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ –

(إِنَّ أَصْحَابَ هَذِهِ الصُّوَرِ يُعَذَّبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيُقَال لَهُم أحيوا مَا خلقْتُمْ) وَقَوله – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ –

(إِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَا تَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ تَمَاثِيلُ) وَالْمحرم من ذَلِك بِإِجْمَاع ، مَاله ظلّ قَائِم على صفة مَا يحيى مِنَ الْحَيَوَانِ ، وَمَا سِوَى ذَلِكَ مِنَ الرُّسُومِ فِي الْحِيطَانِ وَالرُّقُومِ فِي السُّتُورِ الَّتِي تُنْشَرُ أَوِ الْبُسُطِ الَّتِي تُفْرَشُ أَوِ الْوَسَائِدِ الَّتِي يرتفق بهَا مَكْرُوهَةٌ وَلَيْسَ بِحَرَامٍ فِي صَحِيحِ الْأَقْوَالِ لِتَعَارُضِ الْآثَارِ وَالتَّعَارُضُ شُبْهَةٌ وَفِيهَا أَرْبَعَةُ أَقْوَالٍ يَحْرُمُ الْجَمِيعُ مَرْسُومٌ فِي حَائِطٍ أَوْ سُتُرٍ أَوْ غَيره وَإِبَاحَةُ الْجَمِيعِ وَإِبَاحَةُ غَيْرِ الْمَرْسُومِ فِي الْحِيطَانِ وَالرُّقُومِ فِي السُّتُرِ الَّتِي تُعَلَّقُ وَلَا تُمْتَهَنُ بِالْبَسْطِ وَالْجُلُوسِ عَلَيْهَا وَالَّذِي يُبَاحُ لِلَعِبِ الْجَوَارِي بِهِ مَا كَانَ غير تَامّ الخلفة لَا يحيى مَا كَانَ صُورَتُهُ فِي الْعَادَةِ كَالْعِظَامِ الَّتِي يُعْمَلُ لَهَا وُجُوهٌ بِالرَّسْمِ كَالتَّصْوِيرِ فِي الْحَائِطِ وَقَالَ أَصْبَغُ الَّذِي يُبَاحُ مَا يُسْرِعُ لَهُ البلا قَالَ فِي

الْبَيَانِ وَإِنَّمَا اسْتُخِفَّ الرُّقُومُ فِي الثِّيَابِ لِأَنَّهَا رسوم لَا أجاسد لَهَا وَلَا ظلّ شبه الْحَيَوَان وَلَا يحيى فِي الْعَادَةِ مَنْ هُوَ هَكَذَا وَالْحَدِيثُ دَلَّ عَلَى مَا يُمْكِنُ لَهُ رُوحٌ فَيُقَالُ لَهُمْ أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ وَجَازَ لَعِبُ الْجَوَارِي بِهَذِهِ الصُّوَرِ النَّاقِصَةِ لِأَنَّ النَّبِيَّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ – كَانَ يَعْلَمُ بِلَعِبِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا بِهَا وَبِسَيْرِهَا إِلَيْهَا فَيَجُوزُ عَمَلُهَا وَبَيْعُهَا لِأَنَّ فِي ذَلِكَ تَهْذِيبُ طِبَاعِ النِّسَاءِ مِنْ صِغَرِهِنَّ عَلَى تَرْبِيَةِ الْأَوْلَادِ كَمَا أُلْهِمَ كُلُّ نَبِيٍّ فِي صغره رِعَايَة الْغنم ليتعود سِيَاسَةِ النَّاسِ لِأَنَّهُ فِي الْغَنَمِ يَمْنَعُ قَوِيَّهَا عَنْ ضَعِيفِهَا وَيَسِيرُ بِسَيْرِ أَدْنَاهَا وَيَرْفُقُ بِصِغَارِهَا وَيُلِمُّ شَعَثَهَا فِي سَقْيِهَا وَمَرْعَاهَا وَكَذَلِكَ يَفْعَلُ بِأُمَّتِهِ عِنْدَ نُبُوَّتِهِ” الذخيرة 13/286

نستفيد من هذا النص : أن القرافي رحمه الله يُثبت تحريم صناعة التماثيل التي على هيئة إنسان أو حيوان حي ، ويحكي إجماع العلماء على ذلك ؛ ويُثبت أن العلماء مع إجماعهم على هذه المسألة مختلفين فيما سواها من مسائل التصوير بين التحريم والكراهة والإباحة ؛ وأجاز  الصور الناقصة للحاجة وهي ما كانت تحاكي التماثيل وليست تماثيل ، ومَثَّل لها بما كانت تصنعه عائشة رضي الله عنها من اللعب بالأعواد تُحاكي بها البشر ، وذكر أن الحاجة قائمة لذلك لتعليم الأطفال ولاسيما البنات منهم .

وبهذا التقرير يمكننا الجمع بين ما ذكره القرافي في نفائس الأصول من صناعته لتمثال آدمي وأسد ، وبين تحريمه لصناعة التماثيل في كتابه الذخيرة ، بأن التماثيل التي صنعها في الشمعدان ليست تماثيل كاملة؛ بل وجوه مطموسة المعالم أو ترمز للإنسان وليست على هيئة إنسان حقيقي .

كما أننا ينبغي أن نلتفت إلى تقييده رحمه الله ذلك بالحاجة ، وهو ما ذكره الكاتب حفظه الله في سؤاله عن إمكانية إباحة التماثيل للحاجة ، فيجاب بنعم وفق فتوى القرافي على أن لا تكون بمثابة إنسان قائم .

أما سؤاله : هل كان المسلمون في ذلك الزمان بصدد صناعة ريبوت ، فالجواب : نعم ، لقد كان علم الميكانيك ، وكانوا يُسَمُّونه عِلْمَ الحِيَل ، أو علم القُوَى المحرِّكة ،متقدما عند المسلمين وفي وقت مبكر ، ولا تخفى على أحد تلك الساعة العظيمة التي أهداها هرون الرشيد لشارلمان ملك فرنسا ، والتي ركَّبها مهندسون عرب في ديوان شرلمان بعد أن أحضروا أجزاءها معهم من بغداد ، وتتكون من اثني عشر صندوقا على هيئة ما نسميه اليوم [دولاب ملابس] وعلى رأس كل ساعة يخرج من أحد هذه الصناديق فارس يخبر عن الساعة ، وقد ذكر المؤرخون الفرنسيون أن شارلمان أمر بتكسيرها لأنه خاف منها وظن أنها تتحرك بفعل الشياطين .

وقد ذكر ابن النديم في كتابه الفهرست وحاجي خليفة في كشف الظنون العشرات من كتب الميكانيكا ؛ وكلها تؤكد أن المسلمين لم يكن ينقصهم لتطوير هذا العلم سوى اكتشاف الطاقة  ، والمؤسف أن مؤلفات المسلمين في هذا العلم وغيره من العلوم كالفيزياء والرياضيات لاتزال حبيسة مكتبات المخطوطات ولم يتم تحقيقها ونشرها ، بل إن كثيراً منها سطا عليه الأوربيون وترجموه ونشروه بأسمائهم ، وهذه دعوة لجامعاتنا السعودية لفتح باب تحقيق التراث العلمي في الرياضيات والفيزياء وعلم الحيل والهندسة والطب ليعلم شبابنا مقدار وقيمة التراث الذي خلفه آباؤنا ، لا لننطلق منه ، بل لنحفظ حقبة علمية تاريخية مهمة من حياتنا.

التعليقات مغلقة.

جديد سلف

ذلك ومن يعظم شعائر الله .. إطلالة على تعظيم السلف لشعائر الحج

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: لا جرم أن الحج مدرسة من أعظم المدارس أثرا على المرء المسلم وعلى حياته كلها، سواء في الفكر أو السلوك أو العبادات، وسواء في أعمال القلوب أو أعمال الجوارح؛ فإن الحاج في هذه الأيام المعدودات لو حجَّ كما أراد الله وعرف مقاصد الحج من تعظيم الله وتعظيم شعائره […]

‏‏ترجمة الشيخ الداعية سعد بن عبد الله بن ناصر البريك رحمه الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اسمه ونسبه: هو الشيخ سعد بن عبد الله بن ناصر البريك. مولده: ولد الشيخ رحمه الله في مدينة الرياض يوم الاثنين الرابع عشر من شهر رمضان عام واحد وثمانين وثلاثمائة وألف للهجرة النبوية 14/ 9/ 1381هـ الموافق 19 فبراير 1962م. نشأته العلمية: نشأ رحمه الله نشأته الأولى في مدينة […]

تسييس الحج

  منذ أن رفعَ إبراهيمُ عليه السلام القواعدَ من البيت وإسماعيلُ وأفئدة الناس تهوي إليه، وقد جعله الله مثابةً للناس وأمنا، أي: مصيرًا يرجعون إليه، ويأمنون فيه، فعظَّمه الناسُ، وعظَّموا من عظَّمه وأقام بجواره، وظل المشركون يعتبرون القائمين على الحرم من خيارهم، فيضعون عندهم سيوفهم، ولا يطلب أحد منهم ثأره فيهم ولا عندهم ولو كان […]

البدع العقدية والعملية حول الكعبة المشرفة ..تحليل عقائدي وتاريخي

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة تُعدُّ الكعبةُ المشرّفة أقدسَ بقاع الأرض، ومهوى أفئدة المسلمين، حيث ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بعقيدة التوحيد منذ أن رفع قواعدها نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام، تحقيقًا لأمر الله، وإقامةً للعبادة الخالصة. وقد حظيت بمكانةٍ عظيمة في الإسلام، حيث جعلها الله قبلةً للمسلمين، فتتوجه إليها وجوههم في الصلاة، […]

الصد عن أبواب الرؤوف الرحيم

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من أهمّ خصائص الدين الإسلامي أنه يؤسّس أقوم علاقة بين الإنسان وبين إلهه وخالقه سبحانه وتعالى، وإبعاد كلّ ما يشوب هذه العلاقة من المنغّصات والمكدرات والخوادش؛ حيث تقوم هذه العلاقة على التوحيد والإيمان والتكامل بين المحبة والخوف والرجاء؛ ولا علاقة أرقى ولا أشرف ولا أسعد للإنسان منها ولا […]

إطلاقات أئمة الدعوة.. قراءة تأصيلية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: يقتضي البحث العلمي الرصين -لا سيما في مسائل الدين والعقيدة- إعمالَ أدوات منهجية دقيقة، تمنع التسرع في إطلاق الأحكام، وتُجنّب الباحثَ الوقوعَ في الخلط بين المواقف والعبارات، خاصة حين تكون صادرة عن أئمة مجدِّدين لهم أثر في الواقع العلمي والدعوي. ومن أبرز تلك الأدوات المنهجية: فهم الإطلاق […]

التوحيد في موطأ الإمام مالك

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يختزن موطأ الإمام مالك رضي الله عنه كنوزًا من المعارف والحكمة في العلم والعمل، ففيه تفسيرٌ لآيات من كتاب الله تعالى، وسرد للحديث وتأويله، وجمع بين مختلفه وظاهر متعارضه، وعرض لأسباب وروده، ورواية للآثار، وتحقيق للمفاهيم، وشرح للغريب، وتنبيه على الإجماع، واستعمال للقياس، وفنون من الجدل وآدابه، وتنبيهات […]

مناقشة دعوى مخالفة حديث: «لن يُفلِح قومٌ ولَّوا أمرهم امرأة» للواقع

مقدمة: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وآله وصحبه أجمعين، أمّا بعد: تُثار بين حين وآخر بعض الإشكالات على بعض الأحاديث النبوية، وقد كتبنا في مركز سلف ضمن سلسلة –دفع الشبهة الغويّة عن أحاديث خير البريّة– جملةً من البحوث والمقالات متعلقة بدفع الشبهات، ونبحث اليوم بعض الإشكالات المتعلقة بحديث: «لن يُفلِحَ قومٌ وَلَّوْا […]

ترجمة الشيخ أ. د. أحمد بن علي سير مباركي (1368-1446هـ/ 1949-2025م)(1)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اسمه ونسبه: هو الشَّيخ الأستاذ الدكتور أحمد بن علي بن أحمد سير مباركي. مولده: كان مسقط رأسه في جنوب المملكة العربية السعودية، وتحديدًا بقرية المنصورة التابعة لمحافظة صامطة، وهي إحدى محافظات منطقة جازان، وذلك عام 1365هـ([2]). نشأته العلمية: نشأ الشيخ نشأتَه الأولى في مدينة جيزان في مسقط رأسه قرية […]

(الاستواء معلوم والكيف مجهول) نصٌ في المسألة، وعبث العابثين لا يلغي النصوص

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. فقد طُبِع مؤخرًا كتاب كُتِبَ على غلافه: (الاستواء معلوم والكيف مجهول: تقرير لتفويض المعنى لا لإثباته عند أكثر من تسعين إمامًا مخالفين لابن تيمية: فكيف تم تحريف دلالتها؟). وعند مطالعة هذا الكتاب تعجب من مؤلفه […]

التصوف بين منهجين الولاية نموذجًا

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: منذ أن نفخ الله في جسد آدم الروح، ومسح على ظهره، وأخذ العهد على ذريته أن يعبدوه، ظلّ حادي الروح يحدوها إلى ربها، وصوت العقل ينادي عليها بالانحياز للحق والتعرف على الباري، والضمير الإنساني يؤنّب الإنسان، ويوبّخه حين يشذّ عن الفطرة؛ فالخِلْقَة البشرية والهيئة الإنسانية قائلة بلسان الحال: […]

ابن تيميَّـة والأزهر.. بين التنافر و الوِفاق

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يُعد شيخ الإسلام ابن تيمية أحد كبار علماء الإسلام الذين تركوا أثرًا عظيمًا في الفقه والعقيدة والتفسير، وكان لعلمه واجتهاده تأثير واسع امتدّ عبر الأجيال. وقد استفاد من تراثه كثير من العلماء في مختلف العصور، ومن بينهم علماء الأزهر الشريف الذين نقلوا عنه، واستشهدوا بأقواله، واعتمدوا على كتبه […]

القول بالصرفة في إعجاز القرآن بين المؤيدين والمعارضين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ الآياتِ الدالةَ على نبوّة محمدٍ صلى الله عليه وسلم كثيرة كثرةَ حاجة الناس لمعرفة ذلك المطلَب الجليل، ثم إن القرآن الكريم هو أجلّ تلك الآيات، فهو معجزة النبي صلى الله عليه وسلم المستمرّة على تعاقُب الأزمان، وقد تعدَّدت أوجه إعجازه في ألفاظه ومعانيه، ومع ما بذله المسلمون […]

الطاقة الكونية مفهومها – أصولها الفلسفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تمهيد: إن الله عز وجل خلق الإنسان، وفطره على التوحيد، وجعل في قلبه حبًّا وميلًا لعبادته سبحانه وتعالى، قال الله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [الروم: 30]، قال السعدي رحمه الله: […]

موقف الليبرالية من أصول الأخلاق

مقدمة: تتميَّز الرؤية الإسلامية للأخلاق بارتكازها على قاعدة مهمة تتمثل في ثبات المبادئ الأخلاقية وتغير المظاهر السلوكية، فالأخلاق محكومة بمعيار رباني ثابت يحدد مسارها، ويمنع تغيرها وتبدلها تبعًا لتغير المزاج البشري، فحسنها ثابت الحسن أبدًا، وقبيحها ثابت القبح أبدًا، إذ هي تحمل صفات ثابتة في ذاتها تتميز من خلالها مدحًا أو ذمًّا خيرًا أو شرًّا([1]). […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017