الأحد - 26 شوّال 1445 هـ - 05 مايو 2024 م

حديث: «رأيت ربي في أحسن صورة».. بيان ودفع شبهة

A A

أخذُ الأحكام من روايةٍ واحدة للحديث بمعزلٍ عن باقي الروايات الأخرى مزلَّةُ أقدام، وهو مسلك بعيدٌ عن منهج أهل العدل والإنصاف؛ إذ من أصول منهج أهل السنة أن البابَ إذا لم تجمع طرقُه لم تتبيَّن عللُه، ولا يمكن فهمه على وجهه الصحيح، ومن هذه البابة ما يفعله أهل الأهواء والبدع مع بعض الروايات التي فيها أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه في أحسن صورة.

نعم، قد جاءت عدَّة أحاديث في هذا المعنى، وبعض تلك الأحاديث صحيح ثابت، وبعضها مردود ضعيف أو موضوع؛ فتشعَّبت الطرق والمسالك على أهل البدع تبعًا لاختلاف أهوائهم؛ فبعضهم وقع في التكذيب لها جملة دون تثبُّت أو رويَّة، وبعضهم حمَّلها ما لا تحتمل، وبعضهم أوَّلها على خلاف ما تدلُّ عليه بضروب من التمويهات، وأهل السنة والجماعة هم أسعد الناس؛ فردوا الأحاديث الضعيفة والموضوعة، وقبلوا الصحيحة الثابتة مع جمع طرقها والاجتهاد في استخراج فوائدها وأحكامها. وجملة ذلك وبيانه فيما يلي:

مَخرَج الحديث:

روى جمع من الصحابة رضي الله عنهم أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه في أحسن صورة، منهم: معاذ بن جبل، وأبو عبيدة بن الجراح، وعبد الرحمن بن عائش الحضرمي، وأبو هريرة، وأنس بن مالك، وابن عباس، وثوبان، وأم الطفيل، وبعضهم حديثه مختصر، وبعضهم مطوَّل، كما اختلفت ألفاظهم؛ فبعضها مطلق، وبعضها مقيد بكونها كانت رؤية في المنام. وهذه الروايات على كثرتها ترجع إلى أربعة منها، وقد بينها شيخ الإسلام ابن تيمية بقوله: “وهذه الأحاديث كلها ترجع إلى هذه الأحاديث الأربعة: حديث أم الطفيل، وحديث ابن عائش عن معاذ، وحديث ثوبان، وحديث ابن عباس، وقد ذكر الإمام أحمد رحمه الله أن أصلها حديث واحد، وإن كان لم يذكر حديث ثوبان: إما أنه لم يبلغه، أو بلغه، وذلك حديث قائم بنفسه”([1]).

أمثل الأحاديث في هذا المعنى:

أمثل الأحاديث التي جاء فيها أنه صلى الله عليه وسلم رأى ربه في أحسن صورة: ما رواه معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: احتبس عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة من صلاة الصبح حتى كدنا نتراءى عين الشمس، فخرج سريعًا فثوَّب بالصلاة، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتجوَّز في صلاته، فلما سلَّم دعا بصوته فقال لنا: «على مصافِّكم كما أنتم»، ثم انفتل إلينا فقال: «أما إني سأحدِّثكم ما حبسني عنكم الغداة: إنّي قمت من الليل فتوضأت فصليت ما قدِّر لي، فنعست في صلاتي فاستثقلت، فإذا أنا بربي تبارك وتعالى في أحسن صورة، فقال: يا محمّد، قلت: لبيك ربِّ، قال: فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: لا أدري رب» قالها ثلاثًا، قال: «فرأيته وضع كفه بين كتفيَّ حتى وجدت برد أنامله بين ثديي، فتجلَّى لي كلُّ شيء وعرفت، فقال: يا محمد، قلت: لبيك رب، قال: فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: في الكفارات، قال: ما هن؟ قلت: مشي الأقدام إلى الجماعات، والجلوس في المساجد بعد الصلوات، وإسباغ الوضوء في المكروهات، قال: ثم فيم؟ قلت: إطعام الطعام، ولين الكلام، والصلاة بالليل والناس نيام، قال: سل، قلت: اللهم إني أسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وأن تغفر لي وترحمني، وإذا أردت فتنة في قوم فتوفني غير مفتون، وأسألك حبك، وحبَّ من يحبك، وحبَّ عمل يقرب إلى حبك»، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنها حقٌّ، فادرسوها ثم تعلَّموها»([2]).

درجة الحديث:

المنهج القويم هو البحث عن صحة الحديث قبل الاستفاضة في بيان معناه وما يستفاد منه؛ فإن الرواية مقدمة على الدراية؛ إذ المدار على صحة المبنى، ثم يتفرع عليه صحة المعنى، وقديمًا قالوا: “ثبِّت العرش ثم انقش”.

وبالنظر إلى درجة الحديث نجد أنه قد صحَّحه أو حسَّنه جمهرة من أكابر أهل العلم، منهم:

الإمام أحمد: فقد نقل ابن عدي عن الإمام أحمد تصحيحه لحديث معاذ بن جبل فقال: “واختلفوا في أسانيدها، فرأيت أحمد بن حنبل صحَّح هذه الرواية التي رواها موسى بن خلف، عن يحيى بن أبي كثير حديث معاذ بن جبل؛ قال: هذا أصحها”([3]).

وصححه كذلك الإمام البخاري: فقد سأله الإمام الترمذي عن هذا الحديث، فأجابه البخاري بقوله: “هذا حديث حسن صحيح”([4])، وأجابه مرة بقوله: “والحديث الصحيح ما رواه جهضم بن عبد الله، عن يحيى بن أبي كثير حديث معاذ بن جبل هذا”([5])، ونقل الحافظ ابن عبد البر عن الترمذي قوله: “سألت محمد بن إسماعيل البخاري عن هذا الحديث فقال: حديث معاذ بن جبل فيه أصح”([6]).

ووافقهما الترمذي: فقال بعد تخريجه له في سننه: “هذا حديث حسن صحيح”([7]).

وحسنه ابن الجوزي فقال: “وقد رواه أحمد في مسنده بإسناد حسن”([8]).

ما يستفاد من الحديث:

لم يستشكل أهل السنة والجماعة هذا الحديث بعد ثبوت صحته؛ حيث حملوا المطلق من ألفاظه على المقيَّد، واعتمدوا ما جاء مفسَّرًا في كثير من طرقِه، وأنها كانت رؤيا مناميَّة؛ ورؤيا الأنبياء وحي([9])؛ وقد ذهب الإمام أحمد إلى أن الأحاديث كلها فيها ما يُبَيِّن أن رؤيتَه صلى الله عليه وسلم لربه كانت في المنام، وأنه كان بالمدينة، إلا حديث عكرمة عن ابن عباس، وقد جعل الإمام أحمد أصلها واحدًا، وكذلك قال العلماء([10]).

وقد نقل بعض العلماء الاتفاق على أن رؤيته صلى الله عليه وسلم لربه في هذا الحديث كانت في المنام؛ قال الطوفي: “ثم لو صح لكان محمولًا على رؤية المنام؛ كحديث: «رأيت ربي في أحسن صورة»، فإنه كان منامًا باتفاق علماء المسلمين؛ صرح الترمذي وغيره بأنه كان منامًا”([11]). وحتى يتمَّ فهم القضية على وجهها الصحيح لا بد من التفريق بين مسألتين:

المسألة الأولى: رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لربه ببصره في رحلة الإسراء والمعراج، وهذه الرؤية قد وقع فيها خلاف بين أهل السنة والجماعة على عدَّة أقوال، أشهرها أربعة:

– القول الأول: إثبات الرؤية مطلقةً؛ وممن أطلق الرؤية أبو هريرة وابن عباس رضي الله عنهم، وهو رواية عن الإمام أحمد بن حنبل.

– القول الثاني: أنه صلى الله عليه وسلم رأى ربه عز وجل ببصره؛ وهو منقول عن جماعة من أهل العلم؛ منهم الشيخ أبو الحسن الأشعري، وهو اختيار الإمام النووي، ونسبه الحافظ ابن كثير إلى الإمام أبي بكر بن خزيمة.

– القول الثالث: نفي الرؤية البصرية؛ وقد أنكرتها أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وقالت: “من زعم أن محمدًا صلى الله عليه وسلم رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية”([12])، وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم، هل رأيت ربك؟ قال: «نور، أنى أراه؟!»([13])، وإليه مال جماعة من الأئمة قديمًا وحديثًا.

– القول الرابع: أنه صلى الله عليه وسلم رأى ربه بفؤاده، وهو الثابت عن ابن عباس رضي الله عنهما، وهو رواية عن الإمام أحمد؛ وذهب إلى ترجيح هذا القول شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وابن كثير وابن أبي العز الحنفي وغيرهم؛ وضعفوا القول بأنه صلى الله عليه وسلم رأى ربه ببصره بأنه لا يصح في إثبات ذلك شيء؛ لا مرفوعًا ولا موقوفًا([14]).

المسألة الثانية: رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لربه سبحانه في الدنيا ببصره عيانًا في غير رحلة الإسراء والمعراج، وهذه الرؤية قد اتفق أهل السنة والجماعة على أنها لم تقع؛ ولهذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: “وكل حديث فيه أن محمدًا صلى الله عليه وسلم رأى ربه بعينه في الأرض فهو كذب باتفاق المسلمين وعلمائهم، هذا شيء لم يقله أحد من علماء المسلمين، ولا رواه أحد منهم”([15]).

وقد دلت الأدلة من الكتاب والسنة والإجماع على نفي رؤية الله سبحانه عيانًا في الدنيا؛ فقال الله تعالى: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} [الأنعام: 103]، وروى ابن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تعلموا أنه لن يرى أحد منكم ربه عز وجل حتى يموت»([16])، وحكى بعض أهل العلم الإجماع عليه؛ فيقول الإمام عثمان بن سعيد الدارمي: “وأجمع المسلمون على ذلك مع قول الله تعالى: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} يعنون أبصار أهل الدنيا”([17])، وقال ابن أبي العز الحنفي: “واتفقت الأمة على أنه لا يراه أحد في الدنيا بعينه”([18]).

فإذا كان يوم القيامة رآه المؤمنون كما يرون القمر ليلة البدر، والأحاديث في ذلك متواترة، فعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم، فنظر إلى القمر ليلة -يعني: البدر- فقال: «إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر، لا تضامون في رؤيته»([19]).

وبما تقدم تدحض شبهات من رد الحديث أو حمله ما لا يحتمل، وبيانه كالآتي:

دحض شبهة من نفى رؤية الله تعالى مطلقًا:

إذا تبين ما سبق فإنه تدحض شبهة من ذهب إلى نفي رؤية الله تعالى مطلقًا في الدنيا والآخرة، عيانًا أو منامًا، وهم الجهمية والشيعة وطائفة من المعتزلة، ولفرط سلبهم لصفات الله تعالى نفوا أن تكون رؤيته تعالى في المنام رؤية صحيحة، كسائر ما يرى في المنام، وجعلوها من أضغاث الأحلام، وكذَّبوا بالآيات والأحاديث جملة، وهم بهذا يخالفون النقل المتواتر عمن رأى ربه في المنام([20]).

وقد رد شيخ الإسلام عليهم بقوله: “وهو باطل مخالف لما اتفق عليه سلف الأمة وأئمتها؛ بل ولما اتفق عليه عامة عقلاء بني آدم”([21]).

نقض شبهة من ظن أنه يرى الله تعالى عيانًا في الدنيا:

وبهذا البيان المتقدِّم أيضًا يُردّ على بعض النُّسَّاك والعباد وكثير من أهل الحال الذين يظنون أنهم يرون الله في الدنيا بأعينهم، وسبب ذلك أنه يحصل لأحدهم في قلبه بسبب ذكر الله تعالى وعبادته من الأنوار ما يغيب به عن حسِّه الظاهر، حتى يظنّ أنّ ذلك شيء يراه بعينه الظاهرة، وإنما هو موجود في قلبه، فهذه الأمور تقع كثيرًا في زماننا وقبله، ويقع الغلط منهم حيث يظنون أن ذلك موجود في الخارج([22]).

وقد نقض شبهتهم الإمام ابن القيم بقوله: “ومن ظنَّ من القوم أن كشف العين ظهور الذات المقدسة لعيانه حقيقة فقد غلط أقبحَ الغلط، وأحسن أحواله أن يكون صادقًا ملبوسًا عليه، فإن هذا لم يقع في الدنيا لبشر قطّ، وقد منع منه كليم الرحمن صلى الله عليه وسلم”([23]).

دفع التأويلات الفاسدة:

تأوَّل بعضهم قوله صلى الله عليه وسلم: «رأيت ربي في أحسن صورة» بأنّ الجارَّ والمجرور راجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، أي: رأيته وأنا في أحسن صورة، وبعضهم تأولَّه بأن الله حسَّن صورته ونقله إلى هيئة يمكنه معها رؤيته؛ إذ كان البشر لا يمكنهم رؤيته تعالى على صورتهم التي عليها حتى ينقلوا إلى صور أخر غير صورهم([24]).

ولا حاجة بنا لمثل هذه التأويلات؛ فإنه ليس في رؤية الله في المنام نقصٌ ولا عيب يتعلق به سبحانه وتعالى، وإنما ذلك بحسب حال الرائي، وصحَّة إيمانه وفساده، واستقامة حاله وانحرافه، وقول من يقول: ما خطر بالبال أو دار في الخيال فالله بخلافه، ونحو ذلك، إذا حمل على مثل هذا كان محملًا صحيحًا، فلا نعتقد أن ما تخيله الإنسان في منامه أو يقظته من الصور أن الله في نفسه مثل ذلك، فإنه ليس هو في نفسه مثل ذلك([25]).

والحمد لله على توفيقه، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية (7/ 228-229).

([2]) أخرجه الترمذي (3235)، وأحمد (22109)، وابن خزيمة في التوحيد (2/ 540).

([3]) الكامل في ضعفاء الرجال (8/ 61).

([4]) سنن الترمذي (5/ 369).

([5]) العلل الكبير = ترتيب علل الترمذي الكبير (ص: 357).

([6]) التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد (24/ 324).

([7]) سنن الترمذي (5/ 369).

([8]) العلل المتناهية في الأحاديث الواهية (1/ 21).

([9]) ينظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية (3/ 387-388).

([10]) ينظر: بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية (7/ 229).

([11]) الانتصارات الإسلامية في كشف شبه النصرانية (1/ 446).

([12]) أخرجه مسلم (177).

([13]) أخرجه مسلم (178).

([14]) ينظر: مجموع الفتاوى (6/ 509-510)، والتبيان في أقسام القرآن لابن القيم (ص: 258-261)، والفصول في السيرة لابن كثير (ص: 267-268)، والبداية والنهاية لابن كثير (4/ 278-279)، وشرح الطحاوية لابن أبي العز (ص: 226).

([15]) مجموع الفتاوى (3/ 386).

([16]) أخرجه مسلم [(2931)- 169].

([17]) نقض الإمام أبي سعيد عثمان بن سعيد على المريسي الجهمي العنيد فيما افترى على الله عز وجل من التوحيد (2/ 738).

([18]) شرح العقيدة الطحاوية (ص: 196).

([19]) أخرجه البخاري (554)، ومسلم (633).

([20]) ينظر: بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية (1/ 327)، ورأي الشيعة ضمن هذا المقطع:

https://www.youtube.com/watch?v=A-f7PzF2hgE

([21]) بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية (1/ 327).

([22]) ينظر: منهاج السنة النبوية لابن تيمية (2/ 624-625) بتصرف واختصار.

([23]) مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين (3/ 216).

([24]) ينظر: أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات المحكمات والمشتبهات لابن الجوزي (ص: 166).

([25]) ينظر: بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية (1/ 327).

التعليقات مغلقة.

جديد سلف

حديث: «جئتكم بالذبح» بين تشنيع الملاحدة واستغلال المتطرفين

الطعنُ في السنة النبوية بتحريفها عن معانيها الصحيحة وباتِّباع ما تشابه منها طعنٌ في النبي صلى الله عليه وسلم وفي سماحة الإسلام وعدله، وخروجٌ عن التسليم الكامل لنصوص الشريعة، وانحرافٌ عن الصراط المستقيم. والطعن في السنة لا يكون فقط بالتشكيك في بعض الأحاديث، أو نفي حجيتها، وإنما أيضا بتحريف معناها إما للطعن أو للاستغلال. ومن […]

تذكير المسلمين بخطورة القتال في جيوش الكافرين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: من المعلومِ أنّ موالاة المؤمنين والبراءة من الكافرين من أعظم أصول الإيمان ولوازمه، كما قال تعالى: ﴿إِنَّمَا ‌وَلِيُّكُمُ ‌ٱللَّهُ ‌وَرَسُولُهُۥ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ﴾ [المائدة: 55]، وقال تعالى: (لَّا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ […]

ابن سعود والوهابيّون.. بقلم الأب هنري لامنس اليسوعي

 للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   بسم الله الرحمن الرحيم هنري لامنس اليَسوعيّ مستشرقٌ بلجيكيٌّ فرنسيُّ الجنسيّة، قدِم لبنان وعاش في الشرق إلى وقت هلاكه سنة ١٩٣٧م، وله كتبٌ عديدة يعمَل من خلالها على الطعن في الإسلام بنحوٍ مما يطعن به بعضُ المنتسبين إليه؛ كطعنه في أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وله ترجمةٌ […]

الإباضــــية.. نشأتهم – صفاتهم – أبرز عقائدهم

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من الأصول المقرَّرة في مذهب السلف التحذيرُ من أهل البدع، وذلك ببيان بدعتهم والرد عليهم بالحجة والبرهان. ومن هذه الفرق الخوارج؛ الذين خرجوا على الأمة بالسيف وكفَّروا عموم المسلمين؛ فالفتنة بهم أشدّ، لما عندهم من الزهد والعبادة، وزعمهم رفع راية الجهاد، وفوق ذلك هم ليسوا مجرد فرقة كلامية، […]

دعوى أن الخلاف بين الأشاعرة وأهل الحديث لفظي وقريب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يعتمِد بعض الأشاعرة المعاصرين بشكلٍ رئيس على التصريحات الدعائية التي يجذبون بها طلاب العلم إلى مذهبهم، كأن يقال: مذهب الأشاعرة هو مذهب جمهور العلماء من شراح كتب الحديث وأئمة المذاهب وعلماء اللغة والتفسير، ثم يبدؤون بعدِّ أسماء غير المتكلِّمين -كالنووي وابن حجر والقرطبي وابن دقيق العيد والسيوطي وغيرهم- […]

التداخل العقدي بين الفرق المنحرفة (الأثر النصراني على الصوفية)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: بدأ التصوُّف الإسلامي حركة زهدية، ولجأ إليه جماعة من المسلمين تاركين ملذات الدنيا؛ سعيًا للفوز بالجنة، واقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، ثم تطور وأصبح نظامًا له اتجاهاتٌ عقائدية وعقلية ونفسية وسلوكية. ومن مظاهر الزهد الإكثار من الصوم والتقشّف في المأكل والملبس، ونبذ ملذات الحياة، إلا أن الزهد […]

فقه النبوءات والتبشير عند الملِمّات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: منَ الملاحَظ أنه عند نزول المصائب الكبرى بالمسلمين يفزع كثير من الناس للحديث عن أشراط الساعة، والتنبّؤ بأحداث المستقبَل، ومحاولة تنزيل ما جاء في النصوص عن أحداث نهاية العالم وملاحم آخر الزمان وظهور المسلمين على عدوّهم من اليهود والنصارى على وقائع بعينها معاصرة أو متوقَّعة في القريب، وربما […]

كيف أحبَّ المغاربةُ السلفيةَ؟ وشيء من أثرها في استقلال المغرب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدّمة المعلِّق في كتابِ (الحركات الاستقلاليَّة في المغرب) الذي ألَّفه الشيخ علَّال الفاسي رحمه الله كان هذا المقال الذي يُطلِعنا فيه علَّالٌ على شيءٍ من الصراع الذي جرى في العمل على استقلال بلاد المغرب عنِ الاسِتعمارَين الفرنسيِّ والإسبانيِّ، ولا شكَّ أن القصةَ في هذا المقال غيرُ كاملة، ولكنها […]

التوازن بين الأسباب والتوكّل “سرّ تحقيق النجاح وتعزيز الإيمان”

توطئة: إن الحياةَ مليئة بالتحدِّيات والصعوبات التي تتطلَّب منا اتخاذَ القرارات والعمل بجدّ لتحقيق النجاح في مختلِف مجالات الحياة. وفي هذا السياق يأتي دورُ التوازن بين الأخذ بالأسباب والتوكل على الله كمفتاح رئيس لتحقيق النجاح وتعزيز الإيمان. إن الأخذ بالأسباب يعني اتخاذ الخطوات اللازمة والعمل بجدية واجتهاد لتحقيق الأهداف والأمنيات. فالشخص الناجح هو من يعمل […]

الانتقادات الموجَّهة للخطاب السلفي المناهض للقبورية (مناقشة نقدية)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: ينعمُ كثير من المسلمين في زماننا بفكرٍ دينيٍّ متحرِّر من أغلال القبورية والخرافة، وما ذاك إلا من ثمار دعوة الإصلاح السلفيّ التي تهتمُّ بالدرجة الأولى بالتأكيد على أهمية التوحيد وخطورة الشرك وبيان مداخِله إلى عقائد المسلمين. وبدلًا من تأييد الدعوة الإصلاحية في نضالها ضدّ الشرك والخرافة سلك بعض […]

كما كتب على الذين من قبلكم (الصوم قبل الإسلام)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: مما هو متَّفق عليه بين المسلمين أن التشريع حقٌّ خالص محض لله سبحانه وتعالى، فهو سبحانه {لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} [الأعراف: 54]، فالتشريع والتحليل والتحريم بيد الله سبحانه وتعالى الذي إليه الأمر كله؛ فهو الذي شرَّع الصيام في هذا الشهر خاصَّة وفضَّله على غيره من الشهور، وهو الذي حرَّم […]

مفهوم العبادة في النّصوص الشرعيّة.. والردّ على تشغيبات دعاة القبور

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة لا يَخفَى على مسلم أنَّ العبادة مقصَد عظيم من مقاصد الشريعة، ولأجلها أرسل الله الرسل وأنزل الكتب، وكانت فيصلًا بين الشّرك والتوحيد، وكل دلائل الدّين غايتها أن يَعبد الإنسان ربه طوعًا، وما عادت الرسل قومها على شيء مثل ما عادتهم على الإشراك بالله في عبادتِه، بل غالب كفر البشرية […]

تحديد ضابط العبادة والشرك والجواب عن بعض الإشكالات المعاصرة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة لقد أمر اللهُ تبارك وتعالى عبادَه أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]، ومدار العبادة في اللغة والشرع على التذلُّل والخضوع والانقياد. يقال: طريق معبَّد، وبعير معبَّد، أي: مذلَّل. يقول الراغب الأصفهاني مقررًا المعنى: “العبودية: إظهار التذلّل، والعبادة أبلغُ منها؛ […]

رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة.. بين أهل السنة والصوفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الناظر المدقّق في الفكر الصوفي يجد أن من أخطر ما قامت عليه العقيدة الصوفية إهدار مصادر الاستدلال والتلقي، فقد أخذوا من كل ملة ونحلة، ولم يلتزموا الكتاب والسنة، حتى قال فيهم الشيخ عبد الرحمن الوكيل وهو الخبير بهم: “إن التصوف … قناع المجوسي يتراءى بأنه رباني، بل قناع […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017