حديث: (يا آدم أخرج بعث النّار) وتشغيبات العقلانيين
للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة
تمهيد:
إنّ من الأمور القادحة في مصداقية السنة ومصدريتها عند منكريها من المعاصرين الأحاديثَ التي تتحدّث عن تفاصيل الأمور الغيبية، وهذا عندهم لا يُعقَل لعدَّة أسباب، منها:
1- أن النبي صلى الله عليه وسلم بشر، والبشر لا يعلمون الغيبَ، فعِلم الغيب مقصور على الله وحده.
2- أن القرآن أمر النبيَّ صلى الله عليه وسلم أن يعلن للناس أنه لا يعلمُ الغيب، إذن فهذه الأحاديث الموجودة في كتب السنة -كصحيح البخاري وصحيح مسلم وغيرهما- التي تتحدّث عن أمور غيبية لا يصحّ نسبتها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وإن استوفت شروط الصحة التي تواطأ عليها علماء الحديث!
ومن أولئك المكذبين المعاصرين لأمثال هذه الأحاديث الهالك د. محمد شحرور، ومن تلكم الأحاديث النبويّة التي أفاض شحرور في سوق الاستشكالات حولها حديث (إخراج آدم بعث النّار)، وقد رأيتُ أن أذكره مع شبهاته التي أوردها، وأناقشها في هذه الورقة العلمية.
نصّ الحديث:
عن أبي سعيد الخدريّ رضي الله عنه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يقول الله عزّ وجلّ: يا آدم، فيقول: لبيك وسعديك والخير في يديك، قال: يقول: أخرج بعث النار، قال: وما بعث النار؟ قال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين، قال: فذاك حين يشيب الصغير، وتضع كل ذات حمل حملها، وترى النَّاس سكارى وما هم بسكارى، ولكن عذاب الله شديد. فاشتدّ ذلك عليهم فقالوا: يا رسول الله، أينا ذلك الرجل؟ قال: أبشروا، فإنّ من يأجوج ومأجوج ألفًا ومنكم رجل. قال: ثم قال: والذي نفسي بيده، إني لأطمع أن تكونوا ثلثَ أهل الجنة، قال: فحمدنا الله وكبرنا، ثم قال: والذي نفسي بيده، إني لأطمع أن تكونوا شَطر أهل الجنة، إنّ مثلكم في الأمم كمثل الشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود»، أو: «كالرقمة في ذراع الحمار»([1]).
هذا الحديث من أحاديث وصف أهوال يوم القيامة، وفيه تكثر النداءات؛ ينادي أصحاب الأعراف أصحاب الجنة وأصحاب النار، وينادي أصحاب الجنة أصحاب النار، وينادي أصحاب النار أصحاب الجنة، وينادي الله بني آدم جميعًا: {فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ} [القصص: 65]، وينادي الله عبيده، يسألهم عن التوحيد، ينادي المشركين: {فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ} [القصص: 62].
ومن جملة تلك النداءات أن ينادي الله آدم باعتباره والد البشرية، فتتراءى له ذريته، فيطلب منه: أخرج بعث النار، أي: ميِّزْهُم من غيرهم، باعتباره والدَهم، قال آدم: وما بعث النار؟ أي: يسأل الله: كم المقدار؟ إلى آخر ما جاء في الحديث.
شرع شحرور كعادته في سرد الإشكالات على هذا الحديث، وتتلخص في ثلاث دعاوى: 1- مصادمته للعقل، 2- معارضته للأحاديث الأخرى، 3- مناقضته للقرآن الكريم.
أولًا: دعوى مخالفة الحديث للعقل وجوابها:
قال محمد شحرور: “ينصّ الحديث الأوّل على أنَّ الله ينادي على آدم عقب نفخة الصور ليفرز أهل النَّار عن غيرهم، وهذا محال عقلًا، فالحساب لم يتمّ، وكتب الأعمال لم توزّع على أصحابها، ولم يتفحّص النَّاس كتبهم، ولم يذهل الكافرون لدقَّة الإحصاء في هذه الكتب، ولم يدركهم الندم فيتمنوا لو كانوا ترابًا”([2]).
يزعم شحرور من خلال كلامه السابق أنّ محلّ مخالفة الحديث للعقل أنّ فرز أهل النّار يكون بعد الانتهاء من الحساب، وندمِ الكافرين على ما قدّموا، فكيف يُفرَزون قبل الحساب؟! وهذا الزعم مبنيّ على أمر وهو: أنّ لازم الفرز ذهابهم إلى النّار.
فيجاب عنه بما يلي:
الجواب الأوّل: أنّه ليس في سياق الرواية التي أوردها شحرور أنَّ إخراج بعث النَّار يكون بعد النَّفخ مباشرة وقبل توزيع الصَّحائف، وهو محض افتراض من شحرور، وليس ممتنعًا أن يكون بعد توزيع الصحف وقبل الحساب.
بل قد ذكر بعض أهل العلم أنَّ هذا الإخراج إنما يكون بعد الحشر يوم القيامة؛ حتى يكون مطابقًا لترجمة البخاري في صحيحه، وفي ذلك يقول العيني: (مطابقته للترجمة يمكن أن يقال: من حيث إن الذي تضمنه هذا الحديث إنما يكون بعد الحشر يوم القيامة)([3]).
فالمقصود أنَّ الجزم بكون التوقيت الذي يحصل فيه إخراج آدم لبعث النار، سابقًا للحساب وتوزيع الصحائف وندم الكفار على تفريطهم لا دليل عليه، ولا يعدو كونَه احتمالًا، والحديث لا يُستشكل بمجرد الاحتمالات.
الجواب الثاني: ثم لو سلمنا جدلًا أنَّه كذلك، فأين موضع الإشكال؟! وهل يعني إخراج بعث النَّار أنهم لن يحاسبوا ولن يؤتوا كتبهم بشمائلهم ومن وراء ظهورهم؟!
وقد دلَّت بعض نصوص الكتاب أنَّ الكافر لا يحاسب أصلًا؛ لأن أعماله باطلة حابطة؛ فلا فائدة من حسابه وسؤاله؛ إذ ليس له من الحسنات شيء، والحساب والميزان إنما يكون للتَّرجيح بين الحسنات والسيئات، ومن هذه النُّصوص قوله تعالى: {أُولَٰئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا} [الكهف: 105]، وانتفاء الحساب عنهم لا يلزم منه عدم إتيانهم كتبَهم بشمائلهم ومن وراء ظهورهم، فإنَّ الحساب شيء، وقراءة الكافر لكتابه وأعماله المدوَّنة أمر آخر تمامًا، وقد قال تعالى: {اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا} [الإسراء: 14]، فالكافر يحاسب نفسه.
وقد سئل ابن تيمية: هل يحاسَب الكفَّار يوم القيامة؟ فكان جوابه على التفصيل التالي: (هذه المسألة تنازع فيها المتأخّرون من أصحاب أحمد وغيرهم… وفصل الخطاب: أنَّ الحساب يراد به عرض أعمالهم عليهم وتوبيخهم عليها، ويراد بالحساب موازنة الحسنات بالسيئات. فإن أريد بالحساب المعنى الأول، فلا ريب أنَّهم يحاسبون بهذا الاعتبار. وإن أريد المعنى الثاني، فإن قصد بذلك أن الكفَّار تبقى لهم حسنات يستحقّون بها الجنة فهذا خطأ ظاهر. وإن أريد أنهم يتفاوتون في العقاب، فعقاب من كثرت سيئاته أعظم من عقاب من قلَّت سيئاته، ومن كان له حسنات خفّف عنه العذاب، كما أنَّ أبا طالب أخفّ عذابًا من أبي لهب)([4]).
وهذا التفريق دقيق، والترتيب إنَّما يعرفه من جمع النصوص بعضَها إلى بعض، أمَّا مجرّد طرح الاستشكالات في قراءة تجزيئية فلا يصل بصاحبه إلى الفهم الصحيح.
ثانيًا: استشكاله تكليف آدم بإخراج بعثٍ من ذريته:
يقول شحرور: “فإذا تجاوزنا ذلك كله وجدنا أنفسنا أمام مشكلة أدهى، وهي تكليف آدم بفرز أهل النار، ونتساءل: ولماذا آدم بالذَّات؟! وهل لآدم عند الله من الصفات والمواصفات ما يجعله أهلًا للقيام بمثل هذه المهمة الدَّقيقة الثَّقيلة؟! ونفتح كتاب الله لنجده يصف آدم بقوله: {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا} [طه: 115]، فكيف يضع تعالى مصير عباده بين يدي نسَّاء ضعيف سبق له أن عصى أوامر ربه في أمر الشجرة([5]).
تضمّن إشكاله في القطعة السابقة على مسألتين:
الأولى: الحكمة من اختيار آدم لإفراز أهل النّار.
الثانية: عدم أهلية آدم لذلك الاصطفاء مع نسيانه وضعفه.
وأما سؤاله: لماذا آدم بالذات؟! فالجواب عنه من الوضوح والبداهة بحيث يمكن لكلِّ واحد من عموم المسلمين أن يخمّن إجابة قريبة للصواب، فإنَّ السبب في اختيار آدم هو في كونه أبا البشَر جميعهم، فجميع بني الإنسان من نسله، كما جاء في حديث الشفاعة المشهور أنَّ الناس في المحشر يوم القيامة يستشفعون بالأنبياء، فيأتون آدم فيقولون له: «يا آدم، أنت أبو البشر، خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك، وأسكنك الجنة، ألا تشفع لنا إلى ربك؟!»([6]).
ولأنَّ الله عرَّفه بأهل السَّعادة والشقاء من ذريَّته، كما قال ابن حجر: (وإنَّما خص بذلك آدم لكونه والد الجميع، ولكونه كان قد عرف أهل السعادة من أهل الشقاء، فقد رآه النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء، وعن يمينه أسودة، وعن شماله أسودة الحديث، كما تقدم في حديث الإسراء، وقد أخرج ابن أبي الدنيا من مرسل الحسن قال: يقول الله لآدم: يا آدم، أنت اليوم عدل بيني وبين ذريتك، قم فانظر ما يرفع إليك من أعمالهم)([7]).
فهذه هي المواصفات التي كلّف الله آدم من أجلها لإخراج بعث النار من ذريته، وليس في الأمر أي إشكال أبدًا([8]).
وأمّا انتقاصه لآدم -عليه السلام- وطعنه فيه بأنّه نسّاء -أي: كثير النسيان- وضعيف، فلا شكّ أنّه كذب وافتراء.
أمّا نسيانه -عليه السلام- فقد اختلف العلماء في المراد منه على قولين:
القول الأول: أنه بمعنى الترك، والترك لا ينافي العمد، فمعنى الآية: أن الله عهد إلى آدم، فترك عهده([9]).
الثاني: أنه بمعنى السهو، قال البغوي: يجوز أن يكون نسي أمره، ولم يكن النسيان في ذلك الوقت مرفوعًا عن الإنسان، بل كان مؤاخذًا به، وإنما رفع عنا([10]).
ثمّ إنّ آدم -عليه السلام- بادر بالتوبة من خطيئته، وأقرّ بها واعترف، فغفرت له([11])، فلا يجوز أن ينسب إلى ذلك الذنب أو العصيان، فأين الأدب مع الأنبياء عليهم السلام؟! قال الآلوسي: (وعلى العلات لا ينبغي لأحد أن ينسب إليه العصيان اليوم، وأن يخبر بذلك، إلا أن يكون تاليًا لما تضمن ذلك أو راويًا له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما أن يكون مبتدئًا من قبل نفسه فلا. وقد صرح القاضي أبو بكر ابن العربي بعدم جواز نسبة العصيان للآباء الأدنَين إلينا المماثلين لنا، فكيف يجوز نسبته للأنبياء الأقدام والنبي المقدم الأكرم؟! ثم إن ما وقع كان في الحقيقة بمحض قضاء الله تعالى وقدره، وإلا فقد روي عن أبي أمامة الباهلي والحسن أن عقله مثل عقل جميع ولده، وعداوة إبليس -عليه اللعنة- له في غاية الظهور، وفي ذلك دليل على أنه لا ينفع عقل ولا يغني شيء في جنب تقدير الله تعالى وقضائه)([12]).
وأما نسبة الضعف إليه فليس الضعف صفةً له، بل الضعف صفة لجنس الإنسان، فالطبيعة البشرية مجبولة على الضعف والوهن، كما قال الله تعالى: {وَخُلِقُ الإِنْسَانُ ضَعِيفًا} [النساء: 28]، فهو ضعيف البنية، ضعيف القوة، ضعيف الإرادة، ضعيف العلم، ضعيف الصبر، والآفات إليه مع هذا الضعف أَسرع من السيل في الحدور، كما فسّره ابن القيّم رحمه الله([13]).
ثالثًا: الاستشكالات الحسابية وجوابها:
من صور الاستشكالات الغريبة التي أثارها محمد شحرور حول هذا الحديث تطبيقه قاعدة (واحد إلى ألف) على سكان العالم سنة 2000م البالغ عددهم ستة مليارات نسمة، يشكّل المسلمون منهم السدس (حوالي المليار)، وذلك لتخمين عدد من سيدخل الجنَّة من مجموع هذه النسبة، ثم وظَّف في هذه المعادلة الحسابية الحديثَ النبوي: «أكثر أهل النار النساء»([14])، ليصل إلى نتيجة غريبة -بالنَّظر إلى دلالة الحديثين- وهي أن الجنة ستكون خالية من النِّساء تمامًا! واستنتج في الأخير أنّ عدد من سيدخل الجنة من سكَّان الأرض المعاصرين، حسب كلّ هذه التقسيمات، وحسب ظواهر هذه الأحاديث، وبناءً على أنَّ عدد النساء هو مثله عدد الرِّجال في العالم هو: ستة ملايين رجل فقط.
ثم لم يكتف شحرور بهذا حتى أورد حديث الافتراق، وجعله دالًّا على أنَّ عدد أهل الجنة هو ثلاثة عشر مليونًا، وبناءً على هذا الاختلاف في عدد من سيدخل الجنَّة بين دلالة الحديثين حكم على هذه النصوص كلّها بالتناقض والاضطراب فيما بينها([15]).
والخلاصة التي خرج بها بعد هذه الدراسة الحسابية -الشاقّة!- هو مجموع التساؤلات الإنكارية التالية: هل يمكن أن تكون هذه الأحاديث صحيحة؟! وهل يمكن أن تكون وحيًا إلهيًا ثانيًا مقدمًا على التنزيل الحكيم كوحي أوّل؟!([16]).
والجواب عن كلِّ ما سبق: أنَّ ما ذكره حول قضية الأعداد والحسابات والنِّسب كله لا قيمة له من النَّاحية العلمية، بل هو أقرب إلى العبث؛ إذ ليس يليق أن تدرس قضايا الغيب بهذه السطحية البالغة.
ولعل القراءة التجزيئية للنصوص هي التي ولّدت لدى الكاتب كل هذه الاستشكالات، رغم سعيه في إقناعنا بأنَّ ما خلص إليه في بحثه كان نتيجة لدراسة مجموعة من الأحاديث وليس حديثًا واحدًا([17]).
رأي شحرور في عدد الذين سيدخلون الجنّة:
لقد قال الدكتور محمد شحرور في أحد لقاءاته: “إنَّ مُعظم أهل الأرض سيدخلون الجنَّة”([18]). وقال أيضًا في سياق حديثه بأن معظم أهل الجنة من المسلمين.
وقد سبق لشحرور أن قال: “إن المسيحيين اليوم قد أقروا بإمكان الخلاص لغير المسيحيين، ومن ثم فعلينا نحن أيضًا أن نقر بدخول الجنة لغير المسلمين، هم قد أجروا مراجعاتهم ونحن علينا إجراء المراجعات”([19]).
وقال أيضا: “من الطبيعي جدًّا أن يتساءل المسلم المؤمن في قرارة نفسه عن مصيره في العالم الآخر، وجميل أن يأمَل بدخوله الجنة هو وأهله وأحبابه، لكن ما أجده غير منطقيّ ولا أفهمه هو شدة غيرته على الجنة، بحيث لا يقبل دخول أحد غير خاصته إليها، فترى الكثير من المحسوبين على الإسلام يأخذون علينا القول بأن معظم أهل الأرض سيدخلون الجنة، سيما من يعتبرونهم كفارًا مغضوبًا عليهم أو ضالين، فترى واحدهم يعتقد أن صفات المسلم تحتم عليه تبشير غيره بجهنم وبئس المصير، فالجنة امتياز له، فهو يسير على خطى من ذكرهم الله تعالى: {وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} [البقرة: 111]، رغم قوله سبحانه: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53]، فإنه كمسلم مؤمن مفوض بتوزيع الناس على الجنة والنار، والله تعالى أوكله بمهمة وضع لائحة تلقي بمكتشف البنسلين الذي أنقذ حياة الملايين في جهنم ليجد ما عمل هباءً منثورا، وهذا المسلم يثور أشد الغضب إذا ما قرأ أن رحمة الله واسعة وعذابه محدد، فيسارع ليقول لك: لقد وضع الله شروطًا لهذه الرحمة، ونقول: نعم، {قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاء وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَـاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ} [الأعراف: 156]، والتقوى تحمل شقين: الأول تقوى الإسلام أي: العمل الصالح، وهي ما طلبها كاملة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [آل عمران: 102]، فلا مكان لعدم الاستطاعة في الامتناع عن قتل النفس، ولا يُقبل عقوق الوالدين قليلًا، والثاني تقوى الإيمان أي: في أداء الشعائر، وهي ما قال فيه سبحانه وتعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن: 16] حيث {لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا} [البقرة: 286].
والله وضع بيده فقط الفصل بين الناس: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [الحج: 17]؛ لذلك لا تضيعوا وقتكم، ولتصرفوا طاقاتكم بما هو مفيد للإنسانية بدل هدرها في الدفاع عن أبواب الجنة، فالجنة ستتسع لمعظم الناس، بينما جهنم ستشتكي لله قلة النزلاء، والنسبة بينهما كنسبة السجون لمساحة الأرض”([20]).
رأي أحد أتباع شحرور في هذه المسألة:
ولخطورة الأمر تجد أصحاب الأهواء يتلقّفون تلك الافتراءات مصفِّقين لأهلها، يقول أحد المتأثّرين بشحرور: “فالجنة كما يؤمن بها المسلمون وغيرهم هي المكان الأبدي للحصول على النعيم مقابل الإيمان والطاعة. ويعتقد المسلمون كما جاء في موقع (الإسلام سؤال وجواب): جميع الكفار الذين بلغتهم رسالة النبي محمد ولم يدخلوا في دين الإسلام فهم في النار، وقد أورد الشيخ محمد صالح المنجد الكثير من الآيات والأحاديث الدالة على هذا الرأي، فليس العبرة -يقول المنجد في رده على سؤال الكافر الذي يعمل أعمالا إنسانية- أن تكون أخلاق الكافر حميدة بل العبرة انقياده لله تعالى.
بينما نرى في تفسيرات أخرى قالها النبي محمد لما سئل عن أولاد المشركين قال: «الله أعلم بما كانوا عاملين»([21])، وأيضًا قيل بأن الله سوف يختبرهم في يوم القيامة في امتحان يطلق عليه أهل الفترة، وهم الذين لم تبلغهم دعوة الرسل ومن كان في حكمهم. كما هناك أحاديث متواترة عن دخول امرأة من بغايا بني إسرائيل إلى الجنة بسبب إطعامها لكلب.
أمام هذا التراث واختلاف التفسيرات والتأويلات، أليس الأجدر بنا كمسلمين أن تكون جنتنا لكل الناس أو على الأقل نؤمن جزافًا بأن الإنسان مهما يقدم فإنه يظلّ إنسانا يستحق الجنة والنعيم، وأن لا نكون إقصائيين أكثر من الله! وأن لا نكون ملكيين أكثر من الملك! فالرحمة والشفقة من أسباب رحمة الله لمن تخلَّق بهما، وقد قال النبي محمد: «الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء»([22]).
إن الاجتهاد في الفقه الاسلامي يتطلب منا أولا أن نكون أكثر حرصًا على الإنسانية، وأن نجد الأعذار وحسن الظن قبل أن نبحث في الأخطاء والعثرات. فاليوم، وبعد العولمة والحداثة، لم تعد هناك أي قيمة لمفاهيم الكراهية والتكفير والإقصاء، فهذه تعاليم قد انتهت في التعامل الإنساني الحديث بعد أن توصّل الإنسان إلى قيم التعايش والمحبة والدستور والمواطنة، بعيدا عن الاصطفافات الدينية والمذهبية والإثنية التي لم تخلق سوى الحروب والصراعات. ولعل مقولة: (إن المسلمين أكثر أهل الجنة) تتعارض فعليًّا مع ما توصّل إليه العقل البشري في فهم الأديان والظواهر والحياة. فعلينا إن أردنا الاستمرار في الإصلاح الديني وتحديث مجتمعاتنا أن نحدث نحن الثورة في فهمنا للدين الإسلامي بشكل صحيح، وأن نكون ضمن المجتمع الإنساني القادر على المشاركة الإيجابية ومحاربة أسس العنف والأذى النفسي والجسدي الخارج من الدين وتفسيرات فقهائه، فلن نتوصل أبدًا إلى حالة إنسانية أخلاقية حضارية في ذاتنا ومجتمعاتنا إلا إذا أصبحت جنتنا لكل الإنسانيين وليس فقط للمسلمين”([23]).
وبالعودة إلى الاستشكالات التي طرحها شحرور فإنَّ بعث النار الذي يخرجه آدم -عليه السلام- لن يكون من بني البشر وحدهم، بل معه نسل يأجوج ومأجوج، ونسل إبليس -أي: الجنّ-، بدليل ما جاء في رواية عمران بن الحصين عنه أنَّ النبيّ صلى الله عليه وسلّم لـمّا أخبرهم بأمر البعث أبلسَ القوم، فما وضح منهم ضاحكٌ، فقال النبي صلى الله عليه وسلّم: «اعْمَلُوا وأَبْشِرُوا، فوالذي نفسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، إنكم لَمَعَ خَلِيقَتَيْنِ ما كانَتَا مع شيءٍ إلا كَثَّرَتَاهُ: يَأْجُوجُ ومَأْجُوجُ، ومَن مات من بَنِي آدمَ وبَنِي إبليسَ»، قال: فسُرِّيَ عن القومِ بَعْضُ الذي يَجِدُونَ، قال: «اعْمَلُوا وأَبْشِرُوا، فوالذي نفسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، ما أنتم في الناسِ إلا كالشامَةِ في جَنْبِ البَعِيرِ أو كالرَّقْمَةِ([24]) في ذِرَاعِ الدَّابَّةِ»([25]).
وقد ذهب ابن حجر إلى حمل حديث أبي سعيد ومن وافقه على جميع ذريّة آدم… ويقرب ذلك أنّ يأجوج ومأجوج ذكروا في الحديث([26]).
ويعضد هذا ما جاء في رواية ابن عباس: (وإنما أمتي جزء من ألف جزء)([27]).
قال الطيبي: (فيه إشارة إلى أنّ يأجوج ومأجوج داخلون في العدد المذكور)([28]).
ويحتمل أن يكون بعث النار شاملًا للكفّار المخلَّدين في جهنَّم، ولعصاة المسلمين الذي يدخلونها ويخرجون منها، في حين إنَّ الواحد من الألف هم الذين يدخلون الجنّة دون عذاب، وقد ذكر ابن حجر هذا الوجه أيضًا([29]).
وقد يكون شاملًا لجميع المستحقين لدخول النّار بسبب ذنوبٍ فعلوها، وإن صرفوا عن دخول النّار في الأخير بطريق الشفاعة.
قال الكرماني: (بعث جهنم أي: الذي يستحق أن يبعث إليها، أي: أخرج من جملة النّاس الذين هم أهل النار، وميِّزهم وابعثهم إليها)([30]).
ويقول صاحب المرقاة: (قيل: هم الذين يستوجبون النار بذنوبهم، يُتركون فيها بقدر ذنوبهم، ويجوز أن يصرفوا عن طريق جهنّم بالشفاعة)([31]).
ثم إنَّ هذا البعث يشمل جميع المكلَّفين من الإنس والجنّ منذ خلقهم الله تعالى إلى أن تقوم الساعة، وقد مرَّت أعصارٌ لم يكن في الأرض إلا طائفة قليلة جدًّا من الموحِّدين، كما في زمن نوح عليه السلام وإبراهيم عليه السلام، وكما كان الأمر قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلّم، فقد جاء في حديث عياض المجاشعي رضي الله عنه أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «إنّ الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم، عربهم وعجمهم، إلا بقايا من أهل الكتاب، وقال: إنما بعثتك لأبتليَك وأبتلي بك»([32]). وأهل الأرض في تلك الفترة أمم كثيرة بلا شك.
قال أبو المظفر ابن هبيرة: (في هذا الحديث من الفقه أنَّ الأمم الذين كانوا قبلنا -على كثرة عددهم- لم يكن فيهم من المؤمنين إلا قليل، حتى إنَّهم قد كانوا يكون منهم في الألف الضالّين واحد منهم مهتدٍ، وعلى هذا فإنَّه قد سبق فيما ذكرناه من قبل من فساد أهل الأرض على اتِّساع أقطارها وتباعد نواحيها يجوز أن يذكر ها هنا)([33]).
فإذا استحضر كلّ هذا؛ فلا يستغرب أن يكون بعث النّار بتلك النسبة العالية مقارنة ببعث الجنّة([34]).
وأمّا ادعاؤه بأنّ حديث النبي صلى الله عليه وسلّم: «اطّلعت في النّار فرأيت أكثر أهلها النّساء»([35])، يدل على أنّه لن يكون في الجنة نساء، وقوله متهكمًا: (وعلينا أن نبشِّر النساء في العالم منذ الآن من جميع الملل والأديان بما فيهن أتباع الرِّسالة المحمَّدية بأنهنَّ في النار بحسب الأحاديث أعلاه، ونحن على يقين بأن علماء الحديث لم يقاطعوا بين هذه الأحاديث الثلاثة، وإنما جلّ اهتمامهم كان منصبًّا في السند فقط)([36]).
فنقول: تنبه لقوله: (أن نبشِّر النساء في العالم منذ الآن من جميع الملل والأديان بما فيهن أتباع الرِّسالة المحمَّدية) يتبين لك أن الإسلام عند شحرور له مفهوم مغاير عن الاستسلام لأمر الله والانقياد له، فمفهوم الإسلام عنده أوسع بحيث يدخل فيه الملل والأديان الكفرية.
وهذه النتيجة التي قالها شحرور بــ(أنّ معظم أهل الأرض سيدخلون الجنّة) بنيت على أصل لديه وهو: أنّ الإسلام ليس دين الرسالة المحمدية فقط، بل دين جميع الرسالات والرسل والأنبياء، وأن المسلمين ليسوا أتباع محمد (صلى الله عليه وسلم) حصرًا، كما هو سائد اليوم، بل هم كل من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحًا والتزم بصراط المثل العليا المستقيم، هذه المثل والقيم التي تدخل ضمن فطرة الإنسان ولا تحتاج إلى برهان عليها، وتكمن قوتها أنها تحمل بيناتها في ذاتها، وبنفس الوقت ليست قانونًا موضوعيًّا يفرض نفسه منفصلًا عن الوجود الإنساني الاجتماعي الواعي.
ولهذا يفسر شحرور في آية الفاتحة أن الناس الذين أنعم الله عليهم بالصراط المستقيم لأول مرة هم: بنو إسرائيل الذين عاصروا موسى عليه السلام([37]).
فإذا كان الذين أنعم الله عليهم هم بنو إسرائيل الذين عاصروا موسى، فمن المغضوب عليهم؟!
نعود إلى طريقته الحسابية، ونقول: سيرًا على طريقته الحسابية يمكن أن نقول: إنَّ الأكثرية قد تكون بواحدٍ، فإذا افترضنا -جدلًا- أنَّ نسبة النِّساء في النَّار هي 51 % مقابل 49 % من الرجال، فهنا يصح القول كذلك بأن أكثر أهل النّار النِّساء؛ رغم الفارق الضئيل في النسبة، وهو فارق لا يتضمن إساءة للمرأة، ولا يحيف عليها؛ كما يريد محمد شحرور أن يوهم قراءه.
وأما قول شحرور: “ونبقى عند السؤال: أينا ذلك الرجل؟ ونتساءل باستغراب: لماذا افترضوه رجلًا؟ ونزداد استغرابًا ونحن نجد النبي في جوابه يجعل كل أهل الجنّة من الرِّجال”([38])، فالقارئ لهذا الكلام أولى بالاستغراب من طرحه لهذا السؤال؛ إذ التعبير بــ (الرّجل) لا يراد منه الذُّكورة دائمًا في مقابل الأنثى، وقد جاء في القرآن الكريم ما يدلّ على هذا: {وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ} [الأعراف: 46]، {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا} [التوبة: ۱۰۸]، {مِنَ المؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ} [الأحزاب: ۲۳]. ولا يقول أحدٌ أنّ هذه الآيات جاءت في الرِّجال خاصّة دون النَّساء.
يقول ابن عاشور: (الرَّجل مشتق من الرَّجْل وهي قوة اعتماد الإنسان، كما اشتق الأيد من اليد)([39]).
وعمومًا فالجواب عن إيراده لحديث «أكثر أهل النّار النّساء» هو نفسه الجواب عن إيراده لحديث الافتراق، حيث إنَّه لا يدلُّ على أنَّ هذه الفرق الثلاث والسبعين متساوية العدد، حتى تصحّ قسمة عدد المسلمين على ثلاث وسبعين، وهو ما فعله محمد وشحرور، وخلص إلى أن عدد أهل الجنة بهذا الاعتبار هو ثلاثة عشر مليونًا!([40]).
ختامًا:
أورد شحرور هذه الاعتراضات والاستشكالات على حديث إخراج آدم عليه السلام بعث النّار، مبينًا رؤيته العصرية في فهم النصوص، ومنهجه النقدي في نقد المتن الذي يرى أن علماء الحديث قصروا فيه.
وقد تبين أن هذه الاستشكالات هي في الحقيقة أوهامٌ ناشئة عن الرَّغبة الشديدة في ردِّ نصوص هذا الباب، والتعلق في سبيل ذلك بأي معارض عقلي أو دلاليّ.
ونحثّ المسلمين بناء على هذا الحديث وأمثاله على الجدّ في العمل الصالح والدعوة إليه، ولا يسوغ أن يكون سببًا للتقصير؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم طمأن الصحابة وبشّرهم أن مسلمي هذه الأمة نصفُ أهل الجنة، والحمد لله رب العالمين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)
([1]) أخرجه البخاري (3348، 4741)، ومسلم (379).
([2]) نحو أصول فقه جديدة (ص: 158).
([4]) مجموع الفتاوى (4/ 305-306).
([5]) نحو أصول فقه جديدة (ص: 158).
([6]) أخرجه البخاري (3340، 4712)، ومسلم (327).
([8]) انظر: الاتجاهات العقلية المعاصرة في دراسة مشكل الحديث النبوي، محمد رمضان (ص: 496- 500).
([9]) ينظر: تفسير الطبري (16/ 181).
([10]) تفسير البغوي (5/ 298)، وانظر في الأقوال: النكت والعيون للماوردي (3/ 430).
([11]) ينظر: تفسير السعدي (ص: 514).
([12]) روح المعاني (16/ 401-402).
([13]) طريق الهجرتين (1/ 228).
([14]) أخرجه البخاري (29، 304)، ومسلم (132، 907).
([15]) نحو أصول فقه جديدة (ص: 158-161).
([16]) المرجع نفسه (ص 160-161).
([17]) الاتجاهات العقلية المعاصرة في دراسة مشكل الحديث النبوي، محمد رمضان (ص: 500-501).
([18]) ينظر كلامه عند الدقيقة السابعة على الرابط:
http://trueislamfromquran.com/node/1173
([19]) مقال: محمد شحرور وجنة المسلمين، عبد العزيز القناعي، موقع الصدى نت.
([20]) مقال لمحمد شحرور على الصفحة الرسمية في الفيس بوك بتاريخ 2 إبريل عام 2017م.
([21]) أخرجه البخاري (1384)، ومسلم (2659)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
([22]) أخرجه أبو داود (٤٩٤١)، والترمذي (١٩٢٤)، وأحمد (٦٤٩٤)، وصححه ابن تيمية في الاستقامة (1/ 440)، وابن دقيق في الاقتراح (ص: 127)، وابن حجر في الفتح (3/ 188).
([23]) مقال: محمد شحرور وجنة المسلمين، عبدالعزيز القناعي، موقع الصدى نت.
([24]) الرقمة: الهمة الناتئة في ذراع الداية من داخل، وهما رقمتان في ذراعيها. النهاية، ابن الأثير (2/ 254).
([25]) أخرجه الترمذي (3169) وقال: (حديث حسن صحيح)، وصححه ابن حبان (16/ 352)، والحاكم (۱/ ۸۱).
([27]) أخرجه الحاكم (4/ 612) وقال: (صحيح بهذه الزيادة ولم يخرجاه)، وقال الذهبي: (صحيح).
([28]) الكاشف عن حقائق السنن (11/ 350، 390)، وانظر: إرشاد الساري (9/ 308).
([29]) فتح الباري (11/ 390)، وانظر: إرشاد الساري (9/ 308)، ومرقاة المفاتيح (8/ 3504).
([30]) الكواكب الدراري (۲۳/ ۳۸)، وينظر: مرقاة المفاتيح (8/ 3504).
([31]) مرقاة المفاتيح (8/ 3504).
([34]) الاتجاهات العقلية المعاصرة في دراسة مشكل الحديث النبوي، محمد رمضان (ص: 502-504).
([35]) أخرجه البخاري (۲۹، 1052، 3241، 5197)، ومسلم (907، 2737).
([36]) نحو أصول فقه جديدة (ص: 160).
([38]) نحو أصول فقه جديدة (ص: 159).
([39]) التحرير والتنوير (21/ ۳۰۷).
([40]) الاتجاهات العقلية المعاصرة في دراسة مشكل الحديث النبوي، محمد رمضان (ص: 506).