السبت - 29 رمضان 1446 هـ - 29 مارس 2025 م

حديث: “رنات إبليس” ومناقشة الاستدلال به على صحة الاحتفال بالمولد

A A

يقول الله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3].

ومن دقَّة فهم الإمام مالك رحمه الله استنباطُه من هذه الآية الكريمة: أن من ابتدع في دين الله تعالى ما ليس منه فإنه بذلك يتَّهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخيانة في أداء أمانة الإبلاغ عن الله تعالى؛ فقال رحمه الله: “من أحدث في هذه الأمة اليوم شيئًا لم يكن عليه سلفها فقد زعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خان الرسالة؛ لأن الله تعالى يقول: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}، فما لم يكن يومئذٍ دينًا لا يكون اليوم دينًا”([1]).

فما إن تُخمَد بدعة ويُردُّ على ما استدلّ به أصحابها مما ظنوه دليلًا إلا وتطل بدعَة أخرى ويزعم أصحابها قيام الدليل عليها، فكم من عالم وداعية ردّوا بالأدلة الصحيحة على بدعة الاحتفال بالمولد النبوي([2]) ومع ذلك نرى بعضهم يعود مستدلًا بما لا يصلح دليلًا على مشروعية الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، وفيما يلي بيان طريقتهم في عرض ما استدلوا به، متبوعًا بتفنيد شبهتهم والجواب عنها.

عرض ما استدلوا به على شرعية المولد:

قال أحدهم: روى الإمام ابن كثير في البداية والنهاية والإمام الحافظ المقدسي وكثير من أهل الصحاح وكثير من الحفاظ وأهل العلم أن الشيطان رنَّ في الكون أربعَ رنات… وذكر منها: رنَّ إبليس عندما ولد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم… ثم زعم: أن القائلين ببدعية الاحتفال بالمولد أخذوه من هذا الكلام، وأنَّ شيخهم في ذلك هو إبليس([3]).

تفنيد شبهتهم:

سيتركز الكلام في هذه المقالة -إن شاء الله تعالى- حول الحديث وما استدلّ به قائله؛ وليس من مقاصدها التنبيهُ على الأخطاء المنهجية في كلام صاحب الدعوى، ومنها قوله: “روى الإمام ابن كثير في البداية والنهاية، والإمام الحافظ المقدسي، وكثير من أهل الصحاح، وكثير من الحفاظ وأهل العلم”؛ فإنه لا يخفى على من له أدنى مسكة مِن علم ما تتضمّنه هذه العبارات من الأخطاء العلمية الكثيرة، ومنها على سبيل المثال: أنَّ ما يورده الإمام ابن كثير في كتابه “البداية والنهاية” عاريًا عن السند لا يقال فيه: رواه، وإنما يقال: نقله أو ذكره أو قاله، ونحو ذلك من العبارات، والإمام ابن كثير أورد هذا الكلام بغير سند، فالصواب أن يقال: نقل الإمام ابن كثير أو نحو ذلك، ولا يقال: روى.

ثم من هذا الإمام الحافظ المقدسي؟! ومن أهل الصحاح الذين رووا هذا؟! وبعد البحث والتفتيش لن نجد جوابًا؛ إذ هو كلام مبهم فضفاض، مقصوده إيهام السامع والتغرير به؛ فمثلُه كما قال الله تعالى: {كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا} [النور: 39].

ولتفنيد تلك الشبهة لا بد أولا من بيان الطريقة الصحيحة في الاستدلال -وهي طريقة أهل السنة- ثم مقارنتها بما قام به صاحب الشبهة.

طريقة أهل السنة في الاستدلال:

لا يجوز لقائل أن يستدلّ بكلام وينسبه إلى النبي صلى الله عليه وسلم جزمًا قبل التثبت من صحة سنده إلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ ولهذا يقول الإمام عبد الله بن المبارك رحمه الله: «الإسناد من الدين، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء»([4]).

لذا كان لزامًا على طالب الحقّ المتجنّب لمتابعة الهوى: أن يبحث أولًا عن صحة نسبة هذا الكلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يتبع ذلك الكلام عن معانيه والأحكام المستفادة منه، وكما قالوا قديمًا: “ثبِّت العرش ثم انقش”.

مدى ثبوت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم:

هذا الكلام لا يثبت مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم بحال، ولم يروَ مسندًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم البتة، لا من طريق صحيح، ولا من طريق ضعيف.

وإنما روي بعض هذا الكلام -على خلاف ما أورده صاحب الشبهة فيما استدل به- عن مجاهد بن جبر رحمه الله أحد التابعين، وقد تنوعت طريقة المصنّفين في نقله:

فبعض المصنفين أسنده عن مجاهد؛ كأبي الشيخ وأبي نعيم الأصبهانيين([5]).

وبعضهم ذكره بدون إسناد؛ حيث نقله الإمام أبو عبد الله القرطبي معزوًّا إلى ابن الأنباري في كتابه “الرد”، والسيوطي في “الدر المنثور”، وذكره الحافظ ابن كثير في كتابه “البداية والنهاية” ضمن أحداث سنة ثلاث ومائة، وفيها توفي مجاهد بن جبر رحمه الله، فذكره ضِمن الآثار التي نقلها عنه، وليس مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم([6]).

وقد اتفق الجميع على لفظه في الجملة، إلا بعض الزيادات غير المؤثرة في المعنى، ومع ذلك سأشير إليها؛ ونظرًا لأن كتاب “البداية والنهاية” هو المرجع الذي ذكره صاحب الشبهة وركَّز عليه فسأورد لفظ الأثر منه:

فعن مجاهد قال: “رنَّ إبليس أربع رنات([7]): حين لُعِن، وحين أُهبِط، وحين بُعث النبي صلى الله عليه وسلم([8])، وحين أنزلت {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}([9])، وأنزلت بالمدينة، وكان يقال: الرَّنة والنَّخرة من الشيطان، فلعن من رَنَّ أو نَخَر”.

وقوله: “رنّ إبليس” أي: صاح: وا ويلاه! والرنة والرنين: المنكر([10]).

وبناء على ذلك: فليس فيما ادعاه حجة؛ إذ من المقرر عند جماهير أهل العلم أن قول التابعي ليس بحجة بمفرده، ولا يستدلّ به([11])؛ ولهذا يقول الإمام أحمد رحمه الله: “فإن لم يأت عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، ولا عن أحدٍ من أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وسلم، نظر في قول التابعين، فأيُّ قولهم كان أشبهَ بالكتاب والسنة أخذ به، وترك ما أحدث الناسُ بعدهم”([12]).

إنما غاية ما يُستفاد من هذا الأثر وقول مجاهد فيه: “حين بعث النبي صلى الله عليه وسلم”: موافقته لما ثبت في كتاب الله تعالى من منّته على عباده المؤمنين ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم؛ حيث قال تعالى: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [آل عمران: 164]؛ لذا اشتدّ غيظ إبليس لعنهُ الله، فرنَّ وارتفع صوته بالويل والثبور.

وفي قول مجاهد: “الرَّنة والنَّخرة من الشيطان، فلعن من رَنَّ أو نَخَر” موافقةٌ لما ثبت في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اثنتان في الناس هما بهم كفر: الطعن في النسب، والنياحة على الميت»([13]).

تحريف أصحاب الشبهة للفظ الأثر:

قام أصحاب تلك الشبهة بتحريف كلمة واحدةٍ في الأثر ليوافق زعمهم؛ حيث أوردوا قول مجاهد هكذا: “رنَّ إبليس حين ولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم”([14])، وهذا الكلام لا يوجد في هذا الأثر المنقول عن مجاهد ولا عن غيره، وإنما اللفظ الثابت عن مجاهد هو: “وحين بعث محمد صلى الله عليه وسلم”، ثم أكده مجاهد بقوله: “وبُعث على فترة من الرسل” كما جاء في الرواية المسندة([15]).

وفرقٌ كبير بين ولادته صلى الله عليه وسلم وبين بعثته وإرساله صلى الله عليه وسلم إلى الناس كافة؛ وهذا التحريف وحدَه كافٍ في إسقاط ما زعمه هذا المتكلّم وما استدلّ به، فيقال له: من أين لك أن إبليس رنّ عند ولادته صلى الله عليه وسلم؟! وحيث لا جواب سقط ما زعموه زورًا.

أما أهل العلم فإنهم يذكرون الأثر على وجهه الصحيح، ويبينون بعض ما يستفاد منه: وهو شدة غيظ إبليس -لعنه الله- وحَنقه من بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وظهور الحق على يديه وانتشار دعوته في العالمين؛ وفي هذا المعنى يقول الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله: “ولم يعظُم على إبليس شيء أكبر من بعثة محمد صلى الله عليه وسلم، وانشار دعوته في مشارق الأرض ومغاربها، فإنه أيِس أن تعود أمته كلّهم إلى الشرك الأكبر”([16]).

إذن لا علاقةَ لهذا الأثر -من قريب ولا من بعيد- بمسألة الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم؛ إذ إن مولد النبي صلى الله عليه وسلم لم يذكر في الأثر أصلًا، وإنما المذكور فيه هو بعثته صلى الله عليه وسلم، وهو الذي جعل إبليس يستشيط غيظًا.

وما أجمل ما كشف به الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز رحمه الله عن حقيقة أصحاب البدع، وأنه لا دليل لهم، بل الأدلّة تفضحُهم وتكشف عوار منهجِهم، وأن الخير والفلاح في التمسّك بما كان عليه سلف الأمة رضي الله عنهم، حيث قال: “اعلم أنه لم يبتدع الناس بدعة إلا قد مضى قبلها ما هو دليل عليها أو عبرة فيها، فإن السنةَ إنما سنَّها من قد علم ما في خلافها من الخطأ والزلَّل والحمق والتعمّق، فارضَ لنفسك ما رضي به القوم لأنفسهم، فإنهم على علم وقفوا، وببصر نافذ كفُّوا، وهم على كشف الأمور كانوا أقوى، وبفضل ما كانوا فيه أولى…”([17]).

الحيل وقلب الاستدلال:

زعم صاحب الشبهة أن القائلين ببدعية الاحتفال بالمولد النبوي أخذوا ذلك من رنة إبليس عند مولده!

ومعلوم أن القائلين ببدعية الاحتفال بالمولد النبوي في هذا الزمان هم من يتّبعون منهج السلف الكرام رضي الله عنهم، إيمانًا وعملًا ودعوة للحق وصبرًا على ما يلاقونه في سبيل ذلك، ويجاب عن هذه المزاعم من وجوه:

الأول: أن هذا الكلام من أصحاب تلك الشبهات قلبٌ للحقائق ومصادرةٌ لقول مخالفيهم وتقوُّل عليهم بما لم يتفوّهوا به، بل لا أكون مغاليًا إذا قلت: لم يخطر على قلب واحد ممن يتبعون المنهج السلفي قبل ذلك، ولا أظنه يحدث بعدُ.

الثاني: كيف يعقل أنّ أناسًا عاشوا على متابعة سنة النبي صلى الله عليه وسلم قولًا وفعلًا، وسعوا في نشرها بكل وسيلة مشروعة، وصبروا على ما يلاقونه في سبيل ذلك، يقومون بعد هذا كلّه بالحزن لما حزن له إبليس والاستدلال به على أمر شرعي؟! سبحانك هذا بهتان عظيم.

الثالث: أتباع المنهج السلفي هم السائرون على منهج الصحابة ومن تبعهم بإحسان، فهل سيقول أصحاب تلك الشبهة: إن الصحابة وآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم استدلّوا به أيضا على عدم الاحتفال بالمولد النبوي؟!

الرابع: لو كان الاحتفال بالمولد النبويّ خيرًا لسبقنا إليه الصحابة الكرام ومن تبعهم بإحسان رضي الله عنهم أجمعين، فما لم يثبتوه دينًا لا يكون اليوم دينًا، كما قال الإمام مالك بن أنس رحمه الله، وقد تقدم.

وفي الختام أسأل الله تعالى أن يهدينا سواء السبيل، وأن يجلّي الغشاوة عن قلوبنا فنرى الحق حقًّا، ونتبع سنة النبي صلى الله عليه وسلم بلا إفراط ولا تفريط، ففي الصحيح عن ابن عباس سمع عمر رضي الله عنه يقول على المنبر: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تطروني كما أطرت النصارى ابنَ مريم، فإنما أنا عبده، فقولوا: عبد الله ورسوله»([18]).

ويقول الحسن البصري: “سنتكم -والله الذي لا إله إلا هو- بينهما: بين الغالي والجافي، فاصبروا عليها رحمكم الله، فإنّ أهل السنة كانوا أقلّ الناس فيما مضى، وهم أقل الناس فيما بقي: الذين لم يذهبوا مع أهل الإتراف في إترافهم، ولا مع أهل البدع في بدعهم، وصبروا على سنتهم حتى لقوا ربهم، فكذاكم -إن شاء الله- فكونوا”([19]).

والله سبحانه الهادي إلى سواء السبيل، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) ينظر: الإحكام في أصول الأحكام لابن حزم (6/ 58)، الاعتصام للشاطبي (2/ 383-384).

([2]) في مركز سلف مقال بعنوان: “حكم الاحتفال بالمولد النبوي وأدلة ذلك”، ودونك رابطه:

https://salafcenter.org/5379/

([3]) ينظر: كلام جابر بغدادي، وهذا الرابط:

https://www.youtube.com/watch?v=MDky0Awo2-s

([4]) أخرجه مسلم في مقدمة صحيحه (1/ 15).

([5]) أخرجه أبو الشيخ في العظمة (5/ 1679)، وأبو نعيم في حلية الأولياء (3/ 299).

([6]) ينظر: تفسير القرطبي (1/ 109)، والبداية والنهاية (9/ 251)، والدر المنثور (1/ 17).

([7]) ليست في الرواية المسندة.

([8]) بعدها في الرواية المسندة: “وبعث على فترة من الرسل”.

([9]) يعني: سورة الفاتحة.

([10]) ينظر: الترغيب والترهيب لقوام السنة (3/ 238).

([11]) ينظر : الفقيه والمتفقه للخطيب البغدادي (1/ 439).

([12]) ينظر: طبقات الحنابلة لأبي يعلى (3/ 628-629)، وبدائع الفوائد لابن القيم (4/ 63-64).

([13]) أخرجه مسلم (67).

([14]) هكذا قاله جابر بغدادي في المقطع المشار إليه سابقًا.

([15]) كما في كتاب العظمة لأبي الشيخ الأصبهاني (5/ 1679).

([16]) تفسير ابن رجب الحنبلي (2/ 614).

([17]) ينظر: سنن أبي داود (4/ 203)، والبدع لابن وضاح (ص: 66).

([18]) أخرجه البخاري (3445).

([19]) أخرجه الدارمي (1/ 296).

التعليقات مغلقة.

جديد سلف

التدرج في تطبيق الشريعة.. ضوابط وتطبيقات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن الله تعالى أرسل الرسل وأنزل الكتب ليقوم الناس الناس بالقسط، قال تعالى: ﴿‌لَقَدۡ ‌أَرۡسَلۡنَا ‌رُسُلَنَا بِٱلۡبَيِّنَٰتِ وَأَنزَلۡنَا مَعَهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡمِيزَانَ لِيَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلۡقِسۡطِ﴾ [الحديد: 25] أي: “ليعمل الناس بينهم بالعدل”[1]. والكتاب هو النقل المُصَدَّق، والميزان هو: “العدل. قاله مجاهد وقتادة وغيرهما”[2]، أو “ما يعرف به العدل”[3]. وهذا […]

تأطير المسائل العقدية وبيان مراتبها وتعدّد أحكامها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إنَّ علمَ العقيدة يُعدُّ من أهم العلوم الإسلامية التي ينبغي أن تُعنى بالبحث والتحرير، وقد شهدت الساحة العلمية في العقود الأخيرة تزايدًا في الاهتمام بمسائل العقيدة، إلا أن هذا الاهتمام لم يكن دائمًا مصحوبًا بالتحقيق العلمي المنهجي، مما أدى إلى تداخل المفاهيم وغموض الأحكام؛ فاختلطت القضايا الجوهرية مع […]

توظيف التاريخ في تعزيز مسائل العقيدة والحاضر العقدي

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إنَّ دراسةَ التاريخ الإسلاميِّ ليست مجرَّدَ استعراضٍ للأحداث ومراحل التطور؛ بل هي رحلة فكرية وروحية تستكشف أعماقَ العقيدة وتجلّياتها في حياة الأمة، فإنَّ التاريخ الإسلاميَّ يحمل بين طياته دروسًا وعبرًا نادرة، تمثل نورًا يُضيء الدروب ويعزز الإيمان في قلوب المؤمنين. وقد اهتم القرآن الكريم بمسألة التاريخ اهتمامًا بالغًا […]

تصفيد الشياطين في رمضان (كشف المعنى، وبحثٌ في المعارضات)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  تمهيد يشكِّل النصُّ الشرعي في المنظومة الفكرية الإسلامية مرتكزًا أساسيًّا للتشريع وبناء التصورات العقدية، إلا أن بعض الاتجاهات الفكرية الحديثة -ولا سيما تلك المتبنِّية للنزعة العقلانية- سعت إلى إخضاع النصوص الشرعية لمنطق النقد العقلي المجرد، محاولةً بذلك التوفيق بين النصوص الدينية وما تصفه بالواقع المادي أو مقتضيات المنطق الحديث، […]

رمضان مدرسة الأخلاق والسلوك

المقدمة: من أهم ما يختصّ به الدين الإسلامي عن غيره من الأديان والملل والنحل أنه دين كامل بعقيدته وشريعته وما فرضه من أخلاق وأحكام، وإلى جانب هذا الكمال نجد أنه يمتاز أيضا بالشمول والتكامل والتضافر بين كلياته وجزئياته؛ فهو يشمل العقائد والشرائع والأخلاق؛ ويشمل حاجات الروح والنفس وحاجات الجسد والجوارح، وينظم علاقات الإنسان كلها، وهو […]

مَن هُم أهلُ السُّنَّةِ والجَماعَة؟

الحمدُ للهِ وكفَى، والصَّلاةُ والسَّلامُ على النبيِّ المصطفَى، وعلى آلِه وأصحابِه ومَن لهَدْيِهم اقْتفَى. أمَّا بَعدُ، فإنَّ مِن المعلومِ أنَّ النَّجاةَ والسَّعادةَ في الدُّنيا والآخِرَةِ مَنوطةٌ باتِّباعِ الحَقِّ وسُلوكِ طَريقةِ أهلِ السُّنَّةِ والجَماعَة؛ ولَمَّا أصْبحَ كلٌّ يَدَّعي أنَّه مِن أهلِ السُّنَّةِ والجَماعَة، وقام أناسٌ يُطالِبون باستِردادِ هذا اللَّقبِ الشَّريفِ، زاعِمين أنَّه اختُطِفَ منهم منذُ قرون؛ […]

أثر ابن تيمية في مخالفيه

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: شيخ الإسلام ابن تيمية هو البحرُ من أيِّ النواحِي جِئتَه والبدرُ من أيّ الضَّواحِي أتيتَه جَرَتْ آباؤُه لشأْو ما قَنِعَ به، ولا وقفَ عنده طليحًا مريحًا من تَعَبِه، طلبًا لا يَرضَى بِغاية، ولا يُقضَى له بِنهايَة. رَضَعَ ثَدْيَ العلمِ مُنذُ فُطِم، وطَلعَ وجهُ الصباحِ ليُحاكِيَهُ فَلُطِم، وقَطَعَ الليلَ […]

عرض وتعريف بكتاب (نقض كتاب: مفهوم شرك العبادة لحاتم بن عارف العوني)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدّمة: إنَّ أعظمَ قضية جاءت بها الرسل جميعًا هي توحيد الله سبحانه وتعالى في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، حيث أُرسلت الرسل برسالة الإخلاص والتوحيد، وقد أكَّد الله عز وجل ذلك في قوله: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 25]. […]

عبادة السلف في رمضان وأين نحن منها؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: لا يخفى أن السلف الصالح -رضوان الله عليهم- كانوا يحرصون كل الحرص على كثرة التعبد لله سبحانه وتعالى بما ورد من فضائل الأعمال، وبما ثبت من الصالحات الباقيات التي تعبَّد بها النبي صلى الله عليه وسلم، بل إنهم كانوا يتهيؤون للمواسم – ومنها شهر رمضان – بالدعاء والتضرع […]

النصيرية.. نشأتهم – عقائدهم – خطرهم على الأمة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: لقد كانت الباطِنيَّةُ -وما زالت- مصدرَ خطَرٍ على الإسلامِ والمسلمين مذ وُجِدت، وقد أيقَن أعداءُ الإسلامِ أنَّ حَسْمَ المواجهة مع المسلمين وجهًا لوجهٍ لن يُجدِيَ شيئًا في تحقيق أهدافِهم والوصولِ لمآربهم؛ ولذلك كانت الحركاتُ الباطِنيَّةُ بعقائِدِها وفِتَنِها نتيجةً لاتجاهٍ جديدٍ للكيد للمسلمين عن طريق التدثُّرِ باسمِه والتستُّرِ بحبِّ […]

موقف الإمامية الاثني عشرية من خالد بن الوليد -قراءة نقدية-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن الله أعزّ الأمة، ووجّهها نحو الطريق المستقيم، وفتح لها أبواب الخير بدين الإسلام، هذا الدين العظيم اصطفى الله له محمدَ بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، واصطفى له من بين أهل الأرض رجالًا عظماء صحبوه فأحسنوا الصحبة، وسخروا كل طاقاتهم في نشر دين الله مع نبي […]

التلازم بين العقيدة والشريعة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: من تأمل وتتبَّع أسفار العهدين القديم والحديث يدرك أنهما لا يتَّسمان بالشمول والكمال الذي يتَّسم به الوحي الإسلامي؛ ذلك أن الدين الإسلامي جاء كاملا شاملا للفكر والسلوك، وشاملا للعقيدة والشريعة والأخلاق، وإن شئت فقل: لأعمال القلوب وأعمال الجوارح واللسان، كما جاء شاملا لقول القلب واللسان، وهذا بخلاف غيره […]

إنكار ابن مسعود للمعوذتين لا طعن فيه في القرآن ولا في الصحابة

يعمد كثير من الملاحدة إلى إثارة التشكيك في الإسلام ومصادره، ليس تقويةً لإلحاده، ولكن محاولة لتضعيف الإسلام نفسه، ولا شك أن مثل هذا التشكيك فيه الكثير من النقاش حول قبوله من الملاحدة، أعني: أن الملحد لا يؤمن أساسًا بالنص القرآني ولا بالسنة النبوية، ومع ذلك فإنه في سبيل زرع التشكيك بالإسلام يستخدم هذه النصوص ضد […]

دعاوى المناوئين لفتاوى ابن باز وابن عثيمين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تُثار بين الحين والآخر نقاشات حول فتاوى علماء العصر الحديث، ومن أبرز هؤلاء العلماء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله ابن باز والشيخ محمد بن صالح العثيمين. ويطغى على هذه النقاشات اتهام المخالف لهما بالتشدد والتطرف بل والتكفير، لا سيما فيما يتعلق بمواقفهما من المخالفين لهما في العقيدة […]

شبهات العقلانيين حول حديث “الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم” ومناقشتها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة    مقدمة: لا يزال العقلانيون يحكِّمون كلامَ الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم إلى عقولهم القاصرة، فينكِرون بذلك السنةَ النبوية ويردُّونها، ومن جملة تشغيباتهم في ذلك شبهاتُهم المثارَة حول حديث: «الشيطان يجري في ابن آدم مجرى الدم» الذي يعتبرونه مجردَ مجاز أو رمزية للإشارة إلى سُرعة وقوع الإنسان في […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017