الثلاثاء - 21 رجب 1446 هـ - 21 يناير 2025 م

أفيون الشعوب.. ليس هو الإسلام

A A

“الدِّين أفيون الشعوب” كلمة أطلقها كارل ماركس قبل قرنين من الزمان لأسباب وظروف تاريخية معيَّنة، إلا أنَّ ناقدي الأديان وأعدائها قد تلقَّفوا الكلمةَ وأذاعوها في كلّ مكان، وجعلوها رأس الحربة أمام الدِّين، واستغلها الملاحدةُ كأحد أوجه نقد التَّديّن بشكل عامّ، وإن كانت العبارة تطلق بشكلٍ خاصّ ضدَّ الإسلام، وذلك من قِبَل الملاحدة الجُدُد الذين عداؤهم مع الإسلام بالخصوص.

ولم يقف الأمر عند الاحتجاج بهذه الكلمة وما تدلُّ عليه من قِبَل ناقدي الإسلام فقط، بلِ استخدمها أيضًا الليبراليون، ليس لنقد الدين من أساسه، ولكن للخروج عن نصيَّة الدين والتفلّت من التمسّك بالوحي في تشريعاته وأحكامه.

ومرادهم بهذه العبارة حين يطلقونها: أنَّ الأديان عمومًا والإسلام بالخصوص لا تقدّم شيئًا للإنسان كإنسان، وإنما تجد الشعوب الويلاتِ من جوع وفقر وحروب وتشريد ثم تُسكَّن وتُخدَّر بالدين؛ ولذا يرى البعض أنَّ أكبر أفيون للشعب هو عقيدة القضاء والقدر، لأنَّها -في نظره- تدعو إلى الاستسلام والخنوع تحت غطاء الدين والعقيدة مهما يكن من أمر، فهم يرون أنَّ الدّين يُستَخدَم منوِّمًا ومخدّرًا للشعوب حتى تظلّ الشعوب ضعيفة خاملة لا تقوى على مجابهة من قرَّر هذا الشكل من الدّين؛ سواء كانوا رجال سلطة، أو رجال دين، أو المشرِّع نفسه؛ وإن كان الملاحدة منهم يعتقدون أن الدين مجرد تنويم بشري من قِبَل النخبة لمن هم دونهم، فيُخضِعون الناس بالدين.

وهدفهم من هذا الكلام هو: الثورة على الدين نفسه أسوةً بالثورة الفرنسية في الفكر الغربي، فإن كان الدين مجردَ أفيون للشعوب ومخدِّر لهم وجاء لخنوعهم وإذلالهم فلا حاجة إليه عندهم.

فهل كان الدين الإسلامي حقيقة أفيونًا يذلّ الشعوب ويخدّرها؟

النصّ مرهونٌ بواقعه:

قبل أن نتكلَّم عن الدين الإسلامي وهل هو مخدر للشعوب أو لا؟ من المهم أن نعرف أن هذا النَّص العابر للتَّاريخ والقارّات ينبغي أن يُقرأ وفق سياقه التاريخيّ، ووفق واقعه الذي قيل فيه، فلا يصحُّ انتزاع النَّصّ من سياقه التاريخي ليكون ورقة اعتراض أمام الأديان كلها وفي سائر الأزمنة!

هذه العبارة قالها ماركس في منتصف القرن التَّاسع عشر قبل قرنين، حيث عاش ماركس في ألمانيا، وسواء كان قصده أنَّ الدين يخدّر الشعوب حتى لا تطالب بحقوقها أو تكون خانعة خاضعة، أو كان قصده أن الأديان فيها السكون والطمأنينة لدرجة أن الإنسان يكون أقرب إلى حالة المخدَّر([1])؛ سواء كان الأمر هذا أو ذاك فإنَّ الأمر لا يختلف كثيرًا، ذلك أن النص يستخدَم اليوم في مهاجمة الدين عامّةً.

وعودًا إلى النصّ فمتقرّرٌ -باتفاق العقلاء- أنَّ النُّصوص البشرية مرهونة بواقعها وزمانها، فمِن الخطأ نقل توصيفٍ لواقعٍ عاشه ماركس إلى زمان آخر وواقع آخر، بله دين آخر لم يكن ذائعًا في واقع ماركس وحوله، فمن الخطأ المنهجي أولًا أن تستخدم العبارة في نقد أديان لم تكن منتشرة في ذلك الواقع الذي قيل فيه النص.

خاصَّة وأنَّ ماركس قال هذه العبارة في منتصف القرن التاسع عشر، وهو القرن الذي شهد سيلًا عارمًا من النَّقد للأديان بالتزامن مع بزوغ نجم المادة والآلة والعلم التجريبي، فصار موقف المؤمنين بالإله ضعيفًا واهنًا مقابل سيل الإلحاد([2]).

وقد ظهر في هذا القرن النقد الهيجلي للدين، والتوسع في الاعتماد على نظرية التَّطور في نقد الدين، كما ظهرت الوضعيَّة المنطقيَّة، وكان من أهم التيارات التي ظهرت في هذا القرن: التيار الماركسي، وقد كان متبنيًا للإلحاد، فماذا عسانا أن ننتظر من ماركس تجاه الأديان؟!

والشَّاهد أنَّ هذا النَّص له مكانٌ محدَّد طغى فيه الظلم والاعتماد على سحق الضعفاء عبر الرأسمالية، فماركس يعبّر عن ذلك الواقع.

المؤسسات الدينية وتضييق الخناق:

كان هذا التوصيف من ماركس موجَّهًا إلى شكلٍ من أشكال التَّديُّن، وهو الشكل الذي عاشه الفكر الغربي طيلة قرون عدَّة تحت وطأة الكنيسة وبمساندة رجال السلطة، فكان النقد موجهًا إلى نوع من التصرّف؛ وهو تخدير الشعوب بوعودٍ إلهية محرَّفة مقابل سلبهم حقوقهم، ولا يخفى وضع الكنيسة والإقطاعيين مع الناس، وما كان شائعًا في الغرب من العبودية المذلّة الخانعة، وصكوك الغفران التي كانت مفاتيحها بيد الكنيسة، بل حتى غفران الذنوب الذي هو حقٌّ خالص لله صارت الكنيسة تبيعه وتشتريه، فلا شكَّ أن هذا واقعٌ يستدعي القيام ضدَّه وإصلاحه، فماركس حين يُطلق هذه العبارة وهو يجرُّ هذا التَّاريخ المظلم العميق للكنيسة وطغيانها فإنه قد يكون محقًّا، بل هو محقّ في وصف ذلك الواقع الذي عاش فيه وقال تلك الكلمة في بيان حقيقته.

الخطأ هنا في جرِّ حمولة ذلك الواقع والتاريخ إلى تاريخٍ آخر وواقعٍ آخر ثم إنزال الكلمة عليه لتطابق الحال بزعمهم، وهذا ما لم يكن صحيحًا، ولا أعني هنا: أن المسلمين برآء من ارتكاب المحرمات باسم الدين، أو أنَّ علماء الدين لم يستغلّوا الدين ويستخدموه لأغراضهم على مر التاريخ، لكن مجرد وضع التاريخ الإسلامي -وليس الدين الإسلامي- مع التاريخ الغربي يُظهر الفرق الهائل مباشرة، فأين ذلك الظلم المستمدّ من الكنيسة ورجال السُّلطة، وسلب حقوق الناس حتى حقوقهم الزوجية بما يسمى بحق الليلة الأولى، واضطهاد الناس وظلمهم، والتمنُّن عليهم بوجبة يأكلونها آخر النهار، وبيع القساوسة لأراضي الجنة ومنحهم مفاتيح قصورها، وغفرانهم للذنوب في مشهد مذلّ لهذا المعترف، أين هذا من أخطاء حصلت من بعض علماء المسلمين مهما كبرت؟! الناظر لبعض أخطاء المسلمين قد يجلّها ويكبرها، لكن بمجدر أن يضعها مقابل ما حصل في الغرب فإنَّه يجد أنَّ هذه الأخطاء تتضاءل بالنسبة لغيرها، وليس هذا دعوة إلى تبرير تلك الأخطاء، ولكن أبيِّن أنَّ الواقع الذي عاشه ماركس وقال هذا النَّص وهو يسبح في أفكاره عن شكل التدين الذي اضطهد الناس وظَلَمهم مختلفٌ تمامًا عن الواقع الإسلامي المشرق حتى في ذلك الزمان، فلا يصح إطلاق تلك العبارة في نقد الدين الإسلامي بالخصوص.

الإسلام محرك للشعوب لا أفيون له:

بالرغم من احتمال أن ماركس كان مصيبًا في عبارته إذا فهمناها مرهونة بزمانها وواقع الأديان التي كانت في محيط ماركس، خاصة أن العبارة وردت في بعض المصادر كالتالي: “الدين أفيون الشعب” لا الشعوب، فهو يتكلّم عن شعبٍ ودين أو أديان محددة، إلا أنَّه من جانب آخر نجد أنَّ تاريخ دين الإسلام وواقعه يعطي صورة مختلفة عن كلمة ماركس، فإن واقع الإسلام يُظهر أن هذه الكلمة لا تنطبق على الدين الإسلامي، فالدين الإسلامي قام ويقوم بدور إيجابيّ في حقّ المسلمين وغير المسلمين، ويبين ذلك الآتي:

أولًا: أنَّ النَّاس الذين بعث إليهم النَّبي صلى الله عليه وسلم بالإسلام لم تكن لديهم حضارة قائمة، بل حالهم معلوم مبثوث في كتب التاريخ، فرغم كونهم على أخلاقٍ حسنة وحميّة تكون محمودة في مواضع، إلا أنهم انحرفوا دينيًّا فعبدوا الأوثان والأصنام، كما أنه كانت فيهم انحرافات سلوكية عدة، كالحمية المذمومة والعصبية المذمومة والتي تجعل القبيلة تحارب الأخرى على أسباب لا ترقى للقتال ولسنوات طويلة، وظلّ العرب في جزيرة العرب على هذا الحال الذي وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «وإنَّ الله نظر إلى أهل الأرض، فمقتهم عربهم وعجمهم، إلا بقايا من أهل الكتاب»([3])، فجاء الإسلام وغيَّر هذا الواقع حتى صار المسلمون أصحاب حضارة راقيةٍ استفادت الحضارات الأخرى منها في كثيرٍ من الأمور، فلو كان الدين الإسلامي أفيونًا للشعوب لما أحدث فيهم هذا التغيُّر، بل كان الواجب أن يسوء حالهم أكثر، لكن الواقع كان عكس ذلك.

ثانيًا: الدين الإسلاميّ في حقيقته تكاليف وتشريعات وعبادات وأوامر ونواهٍ، وهو يختلف تمامًا في بنيته عن الدين الكنسي المحرَّف، سواء في نوع التشريعات أو في كمِّها، ففي حين جعلت الكنيسة رضا الإقطاعي ورجال الدين هو الهمّ الأكبر للعامَّة جاء الإسلام يخلِّص الناس من أي تعلّق بغير الله سبحانه وتعالى، حتى جاءت المناهي اللفظية التي قد يُفهم منها الاعتماد على غير الله أو مع الله بالتساوي، فكون الإسلام تكاليف وأوامر ونواهي غايتها إخلاص الدين لله وعدم التعلق بغير الله فإن ذلك يعني أنه منافٍ لكونه أفيونًا للشعوب.

ثالثًا: دين الإسلام داعٍ إلى العمل، فقد قال الله تعالى: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [التوبة: 105]، وقال صلى الله عليه وسلم: «ما أكل أحد طعامًا قط خيرًا من أن يأكل من عمل يده، وإنَّ نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده»([4]).

فالعمل والدعوة إليه منافٍ لكونه مخدّرا وأفيونًا للشعوب، بل يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «المؤمن القويّ خيرٌ وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف»([5])، فأين هذا من الضعف والتخدير؟!

فإن قيل: ليس غرضنا أنَّ الدين يدعو إلى العمل أو لا يدعو إليه، ولكن الدين يُستخدم في تلهية الناس عن المطالبة بحقوقهم، وإرضائهم بالخنوع لطبقة من الطبقات، وهذا موجود في الإسلام في الوعود الإلهية بالآخرة والجنة والأمر بالصبر وغير ذلك من المعاني.

يقال: بل هذه الوعود هي الدافعة للعمل الجادِّ المثمر، فهي التي دفعت المسلمين ليخرجوا من جزيرة العرب وينشروا هذا الدين ويقيموا هذه الحضارة التي أشرقت شمسها على العالم، وشتَّان ما بين الوعود الكنسيَّة والوعود الإسلامية، فوعود الكنسية لا تدعو إلى العمل بل تكفّ عنه، وذلك لأنهم يمنحون صكوك الغفران، ويبيعون صكوك الجنان، فما الداعي إلى العمل بعد الحصول عليها؟! بخلاف الوعود الإسلامية التي هي مترتّبة على العمل؛ ولذا يكرر الله في كتابه أن الجنة “بما كانوا يعملون”.

رابعًا: لم يكن الدين الإسلامي واقفًا مع طبقة دون أخرى حتى يكون أفيونًا لطبقة من الناس، بل جاء الإسلام بكثيرٍ من التشريعات التي تخصّ الأغنياء ليخرجوا أموالهم للفقراء، سواء بالزكاة الواجبة أو الصدقات المستحبة أو الكفارات والديات وغير ذلك، فلم يقف الإسلام مع طبقة جعلها الطبقة العليا -سواء كانت دينية أو سياسية- ثم جعل الآخرين خانعين خاضعين لها، والمفهوم الشرعي للسمع والطاعة لولاة الأمر ليس هو الخنوع والذل والخضوع والقبول بالباطل وتقرير الظلم والرضا به، وإنما هو الطاعة في المعروف وجمع الكلمة والمحافظة على البيضة كما هو معلوم، وهو ما يقابله من الالتزام بالنظام وعدم الخروج عن القانون المعمول به والمسلَّم به في الغرب.

خامسًا: لم يأت الإسلام مُعِينًا للظالمين، بل سيفًا في رقابهم، ونصلًا في قلوبهم، فجاء الإسلام بتحريم الظلم والتشديد فيه، فمع اختلاف طبقات الناس وتفاوتهم في الفقر والغنى، إلا أنه لا يسمح الإسلام بطغيان طبقة على طبقة، ولا بتكبّر طبقةٍ على أخرى، بل ينهى عن الظلم والتكبّر والتجبّر وأي نوعٍ من أنواع الاعتداء، بل الغني والفقير متساويان في الحقوق والواجبات والمظالم وغير ذلك؛ ولذا جعل الشرع الإنسان الواحد يساوي مجموع البشر فقال الشارع: {مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} [المائدة: 32]، فأين هذا من استرخاص حياة العامة في الدين الكنسي؟!([6]).

ليس هذا كلّ شيء!

فقولنا: “إنَّ الدين الإسلامي لم يكن يومًا أفيونًا للشعوب” لا يعني أنَّ بعض الناس لم يستغلّوا هذا الدين على مرِّ التاريخ، فلا شكّ أن عددًا من الأفراد والطوائف العلمية والدعوية والسياسية قد استخدمَت الإسلام أكثر ممَّا خدَمته، وهذا يتنامى كلَّما تقدّم العصر ونجد من المسلمين ألوانا وأطيافا مختلفة، وهذا ليس عيبًا في الإسلام وإنما في بعض من يطبّق الإسلام، والذي أريد أن أصل إليه: أنَّ هناك حالات تستدعي العلاج، فكون الإسلام دينًا كاملًا شاملًا لا يعني عدم استغلاله من بعض ضعاف النفوس ومرضى القلوب، وهذا يستدعي التصحيح والإصلاح، لا نبذ الدين ورفضه وتغييبه.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) يذهب إلى هذا الرأي بعض الكتّاب، ينظر: مقال في صحيفة الأنباط بعنوان: “أفيون الشعوب”، ومقال بعنوان: “الدين أفيون الشعوب.. هل كان ماركس ملحدًا؟”.

([2]) ينظر: الله والإنسان، لكارين آرمسترونغ، ترجمة: محمد الجورا.

([3]) أخرجه مسلم (2865).

([4]) أخرجه البخاري (2072).

([5]) أخرجه مسلم (2664).

([6]) ينظر: حوار مع صديقي الملحد، الفصل السابع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

الحالة السلفية في فكر الإمام أبي المعالي الجويني إمام الحرمين -أصول ومعالم-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: من الأمور المحقَّقة عند الباحثين صحةُ حصول مراجعات فكرية حقيقية عند كبار المتكلمين المنسوبين إلى الأشعرية وغيرها، وقد وثِّقت تلك المراجعات في كتب التراجم والتاريخ، ونُقِلت عنهم في ذلك عبارات صريحة، بل قامت شواهد الواقع على ذلك عند ملاحظة ما ألَّفوه من مصنفات ومقارنتها، وتحقيق المتأخر منها والمتقدم، […]

أحوال السلف في شهر رجب

 مقدمة: إن الله تعالى خَلَقَ الخلق، واصطفى من خلقه ما يشاء، ففضّله على غيره، قال تعالى: ﴿وَرَبُّكَ يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُ ‌وَيَخۡتَارُ﴾ [القصص: 68]. والمقصود بالاختيار: الاصطفاء بعد الخلق، فالخلق عامّ، والاصطفاء خاصّ[1]. ومن هذا تفضيله تعالى بعض الأزمان على بعض، كالأشهر الحرم، ورمضان، ويوم الجمعة، والعشر الأواخر من رمضان، وعشر ذي الحجة، وغير ذلك مما […]

هل يُمكِن الاستغناءُ عن النُّبوات ببدائلَ أُخرى كالعقل والضمير؟

مقدمة: هذه شبهة من الشبهات المثارة على النبوّات، وهي مَبنيَّة على سوء فَهمٍ لطبيعة النُّبوة، ولوظيفتها الأساسية، وكشف هذه الشُّبهة يحتاج إلى تَجْلية أوجه الاحتياج إلى النُّبوة والوحي. وحاصل هذه الشبهة: أنَّ البَشَر ليسوا في حاجة إلى النُّبوة في إصلاح حالهم وعَلاقتهم مع الله، ويُمكِن تحقيقُ أعلى مراتب الصلاح والاستقامة من غير أنْ يَنزِل إليهم […]

الصوفية وعجز الإفصاح ..الغموض والكتمان نموذجا

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  توطئة: تتجلى ظاهرة الغموض والكتمان في الفكر الصوفي من خلال مفهوم الظاهر والباطن، ويرى الصوفية أن علم الباطن هو أرقى مراتب المعرفة، إذ يستند إلى تأويلات عميقة -فيما يزعمون- للنصوص الدينية، مما يتيح لهم تفسير القرآن والحديث بطرق تتناغم مع معتقداتهم الفاسدة، حيث يدّعون أن الأئمة والأولياء هم الوحيدون […]

القيادة والتنمية عند أتباع السلف الصالح الأمير عبد الله بن طاهر أمير خراسان وما وراء النهر أنموذجا (182-230ه/ 798-845م)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  المقدمة: كنتُ أقرأ قصةَ الإمام إسحاق بن راهويه -رحمه الله- عندما عرض كتاب (التاريخ الكبير) للإمام البخاري -رحمه الله- على الأمير عبد الله بن طاهر، وقال له: (ألا أريك سحرًا؟!)، وكنت أتساءل: لماذا يعرض كتابًا متخصِّصًا في علم الرجال على الأمير؟ وهل عند الأمير من الوقت للاطّلاع على الكتب، […]

دعوى غلو النجديين وخروجهم عن سنن العلماء

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تكثر الدعاوى حول الدعوة النجدية، وتكثر الأوهام حول طريقتهم سواء من المخالفين أو حتى من بعض الموافقين الذين دخلت عليهم بعض شُبه الخصوم، وزاد الطين بلة انتسابُ كثير من الجهال والغلاة إلى طريقة الدعوة النجدية، ووظفوا بعض عباراتهم -والتي لا يحفظون غيرها- فشطوا في التكفير بغير حق، وأساؤوا […]

التحقيق في موقف ابن الزَّمْلَكَاني من ابن تيّمِيَّة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: يُعتَبَر ابن الزَّمْلَكَاني الذي ولد سنة 667هـ مُتقاربًا في السنِّ مع شيخ الإسلام الذي ولد سنة 661هـ، ويكبره شيخ الإسلام بنحو ست سنوات فقط، وكلاهما نشأ في مدينة دمشق في العصر المملوكي، فمعرفة كلٍّ منهما بالآخر قديمة جِدًّا من فترة شبابهما، وكلاهما من كبار علماء مذهبِه وعلماء المسلمين. […]

الشَّبَهُ بين شرك أهل الأوثان وشرك أهل القبور

مقدمة: نزل القرآنُ بلسان عربيٍّ مبين، وكان لبيان الشرك من هذا البيان حظٌّ عظيم، فقد بيَّن القرآن الشرك، وقطع حجّةَ أهله، وأنذر فاعلَه، وبين عقوبته وخطرَه عليه. وقد جرت سنة العلماء على اعتبار عموم الألفاظ، واتباع الاشتقاق للأوصاف في الأفعال، فمن فعل الشرك فقد استوجب هذا الاسمَ، لا يرفعه عنه شرعًا إلا فقدانُ شرط أو […]

هل مُجرد الإقرار بالربوبية يُنجِي صاحبه من النار؟

مقدمة: كثيرٌ ممن يحبّون العاجلة ويذرون الآخرة يكتفون بالإقرار بالربوبية إقرارًا نظريًّا؛ تفاديًا منهم لسؤال البدهيات العقلية، وتجنُّبا للصّدام مع الضروريات الفطرية، لكنهم لا يستنتجون من ذلك استحقاق الخالق للعبودية، وإذا رجعوا إلى الشرع لم يقبَلوا منه التفصيلَ؛ حتى لا ينتقض غزلهم مِن بعدِ قوة، وقد كان هذا حالَ كثير من الأمم قبل الإسلام، وحين […]

هل كان شيخ الإسلام أبو عثمان الصابوني أشعريًّا؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: مِن مسالك أهل الباطل في الترويج لباطلهم نِسبةُ أهل الفضل والعلم ومن لهم لسان صدق في الآخرين إلى مذاهبهم وطرقهم. وقديمًا ادَّعى اليهود والنصارى والمشركون انتساب خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام إلى دينهم وملَّتهم، فقال تعالى ردًّا عليهم في ذلك: ﴿‌مَا ‌كَانَ ‌إِبۡرَٰهِيمُ يَهُودِيّا وَلَا نَصۡرَانِيّا وَلَٰكِن كَانَ […]

هل علاقة الوهابية بالصوفية المُتسنِّنة علاقة تصادم؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تعتبر الصوفيةُ أحدَ المظاهر الفكرية في تاريخ التراث والفكر الإسلامي، وقد بدأت بالزهد والعبادة وغير ذلك من المعاني الطيِّبة التي يشتمل عليها الإسلام، ثم أصبحت فيما بعد عِلمًا مُستقلًّا يصنّف فيه المصنفات وتكتب فيه الكتب، وارتبطت بجهود عدد من العلماء الذين أسهموا في نشر مبادئها السلوكية وتعدَّدت مذاهبهم […]

مناقشة دعوى بِدعية تقسيم التوحيد

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة    مقدّمة: إن معرفة التوحيد الذي جاء به الأنبياء من أهم المهمّات التي يجب على المسلم معرفتها، ولقد جاءت آيات الكتاب العزيز بتوحيد الله سبحانه في ربوبيته وأنه الخالق الرازق المدبر، قال تعالى: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف: 54]، كما أمر الله تبارك وتعالى عباده […]

اتفاق علماء المسلمين على عدم شرط الربوبية في مفهوم العبادة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدّمة: كنّا قد ردَدنا في (مركز سلف) على أطروحة أحد المخالفين الذي راح يتحدّى فيها السلفيين في تحديد ضابط مستقيم للعبادة، وقد رد ردًّا مختصرًا وزعم أنا نوافقه على رأيه في اشتراط اعتقاد الربوبية؛ لما ذكرناه من تلازم الظاهر والباطن، وتلازم الألوهية والربوبية، وقد زعم أيضًا أن بعض العلماء […]

هل اختار السلفيون آراءً تخالف الإجماع؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: كثير من المزاعم المعاصرة حول السلفية لا تنبني على علمٍ منهجيٍّ صحيح، وإنما تُبنى على اجتزاءٍ للحقيقة دونما عرضٍ للحقيقة بصورة كاملة، ومن تلك المزاعم: الزعمُ بأنَّ السلفية المعاصرة لهم اختيارات فقهية تخالف الإجماع وتوافق الظاهرية أو آراء ابن تيمية، ثم افترض المخالف أنهم خالفوا الإجماع لأجل ذلك. […]

الألوهية والمقاصد ..إفراد العبادة لله مقصد مقاصد العقيدة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: مما يكاد يغيب عن أذهان بعض المسلمين اليوم أن العبودية التي هي أهمّ مقاصد الدين ليست مجرد شعائر وقتيّة يؤدّيها الإنسان؛ فكثير من المسلمين لسان حالهم يقول: أنا أعبدُ الله سبحانه وتعالى وقتَ العبادة ووقتَ الشعائر التعبُّدية كالصلاة والصيام وغيرها، أعبد الله بها في حينها كما أمر الله […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017