الخميس - 16 شوّال 1445 هـ - 25 ابريل 2024 م

أفيون الشعوب.. ليس هو الإسلام

A A

“الدِّين أفيون الشعوب” كلمة أطلقها كارل ماركس قبل قرنين من الزمان لأسباب وظروف تاريخية معيَّنة، إلا أنَّ ناقدي الأديان وأعدائها قد تلقَّفوا الكلمةَ وأذاعوها في كلّ مكان، وجعلوها رأس الحربة أمام الدِّين، واستغلها الملاحدةُ كأحد أوجه نقد التَّديّن بشكل عامّ، وإن كانت العبارة تطلق بشكلٍ خاصّ ضدَّ الإسلام، وذلك من قِبَل الملاحدة الجُدُد الذين عداؤهم مع الإسلام بالخصوص.

ولم يقف الأمر عند الاحتجاج بهذه الكلمة وما تدلُّ عليه من قِبَل ناقدي الإسلام فقط، بلِ استخدمها أيضًا الليبراليون، ليس لنقد الدين من أساسه، ولكن للخروج عن نصيَّة الدين والتفلّت من التمسّك بالوحي في تشريعاته وأحكامه.

ومرادهم بهذه العبارة حين يطلقونها: أنَّ الأديان عمومًا والإسلام بالخصوص لا تقدّم شيئًا للإنسان كإنسان، وإنما تجد الشعوب الويلاتِ من جوع وفقر وحروب وتشريد ثم تُسكَّن وتُخدَّر بالدين؛ ولذا يرى البعض أنَّ أكبر أفيون للشعب هو عقيدة القضاء والقدر، لأنَّها -في نظره- تدعو إلى الاستسلام والخنوع تحت غطاء الدين والعقيدة مهما يكن من أمر، فهم يرون أنَّ الدّين يُستَخدَم منوِّمًا ومخدّرًا للشعوب حتى تظلّ الشعوب ضعيفة خاملة لا تقوى على مجابهة من قرَّر هذا الشكل من الدّين؛ سواء كانوا رجال سلطة، أو رجال دين، أو المشرِّع نفسه؛ وإن كان الملاحدة منهم يعتقدون أن الدين مجرد تنويم بشري من قِبَل النخبة لمن هم دونهم، فيُخضِعون الناس بالدين.

وهدفهم من هذا الكلام هو: الثورة على الدين نفسه أسوةً بالثورة الفرنسية في الفكر الغربي، فإن كان الدين مجردَ أفيون للشعوب ومخدِّر لهم وجاء لخنوعهم وإذلالهم فلا حاجة إليه عندهم.

فهل كان الدين الإسلامي حقيقة أفيونًا يذلّ الشعوب ويخدّرها؟

النصّ مرهونٌ بواقعه:

قبل أن نتكلَّم عن الدين الإسلامي وهل هو مخدر للشعوب أو لا؟ من المهم أن نعرف أن هذا النَّص العابر للتَّاريخ والقارّات ينبغي أن يُقرأ وفق سياقه التاريخيّ، ووفق واقعه الذي قيل فيه، فلا يصحُّ انتزاع النَّصّ من سياقه التاريخي ليكون ورقة اعتراض أمام الأديان كلها وفي سائر الأزمنة!

هذه العبارة قالها ماركس في منتصف القرن التَّاسع عشر قبل قرنين، حيث عاش ماركس في ألمانيا، وسواء كان قصده أنَّ الدين يخدّر الشعوب حتى لا تطالب بحقوقها أو تكون خانعة خاضعة، أو كان قصده أن الأديان فيها السكون والطمأنينة لدرجة أن الإنسان يكون أقرب إلى حالة المخدَّر([1])؛ سواء كان الأمر هذا أو ذاك فإنَّ الأمر لا يختلف كثيرًا، ذلك أن النص يستخدَم اليوم في مهاجمة الدين عامّةً.

وعودًا إلى النصّ فمتقرّرٌ -باتفاق العقلاء- أنَّ النُّصوص البشرية مرهونة بواقعها وزمانها، فمِن الخطأ نقل توصيفٍ لواقعٍ عاشه ماركس إلى زمان آخر وواقع آخر، بله دين آخر لم يكن ذائعًا في واقع ماركس وحوله، فمن الخطأ المنهجي أولًا أن تستخدم العبارة في نقد أديان لم تكن منتشرة في ذلك الواقع الذي قيل فيه النص.

خاصَّة وأنَّ ماركس قال هذه العبارة في منتصف القرن التاسع عشر، وهو القرن الذي شهد سيلًا عارمًا من النَّقد للأديان بالتزامن مع بزوغ نجم المادة والآلة والعلم التجريبي، فصار موقف المؤمنين بالإله ضعيفًا واهنًا مقابل سيل الإلحاد([2]).

وقد ظهر في هذا القرن النقد الهيجلي للدين، والتوسع في الاعتماد على نظرية التَّطور في نقد الدين، كما ظهرت الوضعيَّة المنطقيَّة، وكان من أهم التيارات التي ظهرت في هذا القرن: التيار الماركسي، وقد كان متبنيًا للإلحاد، فماذا عسانا أن ننتظر من ماركس تجاه الأديان؟!

والشَّاهد أنَّ هذا النَّص له مكانٌ محدَّد طغى فيه الظلم والاعتماد على سحق الضعفاء عبر الرأسمالية، فماركس يعبّر عن ذلك الواقع.

المؤسسات الدينية وتضييق الخناق:

كان هذا التوصيف من ماركس موجَّهًا إلى شكلٍ من أشكال التَّديُّن، وهو الشكل الذي عاشه الفكر الغربي طيلة قرون عدَّة تحت وطأة الكنيسة وبمساندة رجال السلطة، فكان النقد موجهًا إلى نوع من التصرّف؛ وهو تخدير الشعوب بوعودٍ إلهية محرَّفة مقابل سلبهم حقوقهم، ولا يخفى وضع الكنيسة والإقطاعيين مع الناس، وما كان شائعًا في الغرب من العبودية المذلّة الخانعة، وصكوك الغفران التي كانت مفاتيحها بيد الكنيسة، بل حتى غفران الذنوب الذي هو حقٌّ خالص لله صارت الكنيسة تبيعه وتشتريه، فلا شكَّ أن هذا واقعٌ يستدعي القيام ضدَّه وإصلاحه، فماركس حين يُطلق هذه العبارة وهو يجرُّ هذا التَّاريخ المظلم العميق للكنيسة وطغيانها فإنه قد يكون محقًّا، بل هو محقّ في وصف ذلك الواقع الذي عاش فيه وقال تلك الكلمة في بيان حقيقته.

الخطأ هنا في جرِّ حمولة ذلك الواقع والتاريخ إلى تاريخٍ آخر وواقعٍ آخر ثم إنزال الكلمة عليه لتطابق الحال بزعمهم، وهذا ما لم يكن صحيحًا، ولا أعني هنا: أن المسلمين برآء من ارتكاب المحرمات باسم الدين، أو أنَّ علماء الدين لم يستغلّوا الدين ويستخدموه لأغراضهم على مر التاريخ، لكن مجرد وضع التاريخ الإسلامي -وليس الدين الإسلامي- مع التاريخ الغربي يُظهر الفرق الهائل مباشرة، فأين ذلك الظلم المستمدّ من الكنيسة ورجال السُّلطة، وسلب حقوق الناس حتى حقوقهم الزوجية بما يسمى بحق الليلة الأولى، واضطهاد الناس وظلمهم، والتمنُّن عليهم بوجبة يأكلونها آخر النهار، وبيع القساوسة لأراضي الجنة ومنحهم مفاتيح قصورها، وغفرانهم للذنوب في مشهد مذلّ لهذا المعترف، أين هذا من أخطاء حصلت من بعض علماء المسلمين مهما كبرت؟! الناظر لبعض أخطاء المسلمين قد يجلّها ويكبرها، لكن بمجدر أن يضعها مقابل ما حصل في الغرب فإنَّه يجد أنَّ هذه الأخطاء تتضاءل بالنسبة لغيرها، وليس هذا دعوة إلى تبرير تلك الأخطاء، ولكن أبيِّن أنَّ الواقع الذي عاشه ماركس وقال هذا النَّص وهو يسبح في أفكاره عن شكل التدين الذي اضطهد الناس وظَلَمهم مختلفٌ تمامًا عن الواقع الإسلامي المشرق حتى في ذلك الزمان، فلا يصح إطلاق تلك العبارة في نقد الدين الإسلامي بالخصوص.

الإسلام محرك للشعوب لا أفيون له:

بالرغم من احتمال أن ماركس كان مصيبًا في عبارته إذا فهمناها مرهونة بزمانها وواقع الأديان التي كانت في محيط ماركس، خاصة أن العبارة وردت في بعض المصادر كالتالي: “الدين أفيون الشعب” لا الشعوب، فهو يتكلّم عن شعبٍ ودين أو أديان محددة، إلا أنَّه من جانب آخر نجد أنَّ تاريخ دين الإسلام وواقعه يعطي صورة مختلفة عن كلمة ماركس، فإن واقع الإسلام يُظهر أن هذه الكلمة لا تنطبق على الدين الإسلامي، فالدين الإسلامي قام ويقوم بدور إيجابيّ في حقّ المسلمين وغير المسلمين، ويبين ذلك الآتي:

أولًا: أنَّ النَّاس الذين بعث إليهم النَّبي صلى الله عليه وسلم بالإسلام لم تكن لديهم حضارة قائمة، بل حالهم معلوم مبثوث في كتب التاريخ، فرغم كونهم على أخلاقٍ حسنة وحميّة تكون محمودة في مواضع، إلا أنهم انحرفوا دينيًّا فعبدوا الأوثان والأصنام، كما أنه كانت فيهم انحرافات سلوكية عدة، كالحمية المذمومة والعصبية المذمومة والتي تجعل القبيلة تحارب الأخرى على أسباب لا ترقى للقتال ولسنوات طويلة، وظلّ العرب في جزيرة العرب على هذا الحال الذي وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «وإنَّ الله نظر إلى أهل الأرض، فمقتهم عربهم وعجمهم، إلا بقايا من أهل الكتاب»([3])، فجاء الإسلام وغيَّر هذا الواقع حتى صار المسلمون أصحاب حضارة راقيةٍ استفادت الحضارات الأخرى منها في كثيرٍ من الأمور، فلو كان الدين الإسلامي أفيونًا للشعوب لما أحدث فيهم هذا التغيُّر، بل كان الواجب أن يسوء حالهم أكثر، لكن الواقع كان عكس ذلك.

ثانيًا: الدين الإسلاميّ في حقيقته تكاليف وتشريعات وعبادات وأوامر ونواهٍ، وهو يختلف تمامًا في بنيته عن الدين الكنسي المحرَّف، سواء في نوع التشريعات أو في كمِّها، ففي حين جعلت الكنيسة رضا الإقطاعي ورجال الدين هو الهمّ الأكبر للعامَّة جاء الإسلام يخلِّص الناس من أي تعلّق بغير الله سبحانه وتعالى، حتى جاءت المناهي اللفظية التي قد يُفهم منها الاعتماد على غير الله أو مع الله بالتساوي، فكون الإسلام تكاليف وأوامر ونواهي غايتها إخلاص الدين لله وعدم التعلق بغير الله فإن ذلك يعني أنه منافٍ لكونه أفيونًا للشعوب.

ثالثًا: دين الإسلام داعٍ إلى العمل، فقد قال الله تعالى: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [التوبة: 105]، وقال صلى الله عليه وسلم: «ما أكل أحد طعامًا قط خيرًا من أن يأكل من عمل يده، وإنَّ نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده»([4]).

فالعمل والدعوة إليه منافٍ لكونه مخدّرا وأفيونًا للشعوب، بل يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «المؤمن القويّ خيرٌ وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف»([5])، فأين هذا من الضعف والتخدير؟!

فإن قيل: ليس غرضنا أنَّ الدين يدعو إلى العمل أو لا يدعو إليه، ولكن الدين يُستخدم في تلهية الناس عن المطالبة بحقوقهم، وإرضائهم بالخنوع لطبقة من الطبقات، وهذا موجود في الإسلام في الوعود الإلهية بالآخرة والجنة والأمر بالصبر وغير ذلك من المعاني.

يقال: بل هذه الوعود هي الدافعة للعمل الجادِّ المثمر، فهي التي دفعت المسلمين ليخرجوا من جزيرة العرب وينشروا هذا الدين ويقيموا هذه الحضارة التي أشرقت شمسها على العالم، وشتَّان ما بين الوعود الكنسيَّة والوعود الإسلامية، فوعود الكنسية لا تدعو إلى العمل بل تكفّ عنه، وذلك لأنهم يمنحون صكوك الغفران، ويبيعون صكوك الجنان، فما الداعي إلى العمل بعد الحصول عليها؟! بخلاف الوعود الإسلامية التي هي مترتّبة على العمل؛ ولذا يكرر الله في كتابه أن الجنة “بما كانوا يعملون”.

رابعًا: لم يكن الدين الإسلامي واقفًا مع طبقة دون أخرى حتى يكون أفيونًا لطبقة من الناس، بل جاء الإسلام بكثيرٍ من التشريعات التي تخصّ الأغنياء ليخرجوا أموالهم للفقراء، سواء بالزكاة الواجبة أو الصدقات المستحبة أو الكفارات والديات وغير ذلك، فلم يقف الإسلام مع طبقة جعلها الطبقة العليا -سواء كانت دينية أو سياسية- ثم جعل الآخرين خانعين خاضعين لها، والمفهوم الشرعي للسمع والطاعة لولاة الأمر ليس هو الخنوع والذل والخضوع والقبول بالباطل وتقرير الظلم والرضا به، وإنما هو الطاعة في المعروف وجمع الكلمة والمحافظة على البيضة كما هو معلوم، وهو ما يقابله من الالتزام بالنظام وعدم الخروج عن القانون المعمول به والمسلَّم به في الغرب.

خامسًا: لم يأت الإسلام مُعِينًا للظالمين، بل سيفًا في رقابهم، ونصلًا في قلوبهم، فجاء الإسلام بتحريم الظلم والتشديد فيه، فمع اختلاف طبقات الناس وتفاوتهم في الفقر والغنى، إلا أنه لا يسمح الإسلام بطغيان طبقة على طبقة، ولا بتكبّر طبقةٍ على أخرى، بل ينهى عن الظلم والتكبّر والتجبّر وأي نوعٍ من أنواع الاعتداء، بل الغني والفقير متساويان في الحقوق والواجبات والمظالم وغير ذلك؛ ولذا جعل الشرع الإنسان الواحد يساوي مجموع البشر فقال الشارع: {مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} [المائدة: 32]، فأين هذا من استرخاص حياة العامة في الدين الكنسي؟!([6]).

ليس هذا كلّ شيء!

فقولنا: “إنَّ الدين الإسلامي لم يكن يومًا أفيونًا للشعوب” لا يعني أنَّ بعض الناس لم يستغلّوا هذا الدين على مرِّ التاريخ، فلا شكّ أن عددًا من الأفراد والطوائف العلمية والدعوية والسياسية قد استخدمَت الإسلام أكثر ممَّا خدَمته، وهذا يتنامى كلَّما تقدّم العصر ونجد من المسلمين ألوانا وأطيافا مختلفة، وهذا ليس عيبًا في الإسلام وإنما في بعض من يطبّق الإسلام، والذي أريد أن أصل إليه: أنَّ هناك حالات تستدعي العلاج، فكون الإسلام دينًا كاملًا شاملًا لا يعني عدم استغلاله من بعض ضعاف النفوس ومرضى القلوب، وهذا يستدعي التصحيح والإصلاح، لا نبذ الدين ورفضه وتغييبه.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) يذهب إلى هذا الرأي بعض الكتّاب، ينظر: مقال في صحيفة الأنباط بعنوان: “أفيون الشعوب”، ومقال بعنوان: “الدين أفيون الشعوب.. هل كان ماركس ملحدًا؟”.

([2]) ينظر: الله والإنسان، لكارين آرمسترونغ، ترجمة: محمد الجورا.

([3]) أخرجه مسلم (2865).

([4]) أخرجه البخاري (2072).

([5]) أخرجه مسلم (2664).

([6]) ينظر: حوار مع صديقي الملحد، الفصل السابع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

جديد سلف

الإباضــــية.. نشأتهم – صفاتهم – أبرز عقائدهم

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من الأصول المقرَّرة في مذهب السلف التحذيرُ من أهل البدع، وذلك ببيان بدعتهم والرد عليهم بالحجة والبرهان. ومن هذه الفرق الخوارج؛ الذين خرجوا على الأمة بالسيف وكفَّروا عموم المسلمين؛ فالفتنة بهم أشدّ، لما عندهم من الزهد والعبادة، وزعمهم رفع راية الجهاد، وفوق ذلك هم ليسوا مجرد فرقة كلامية، […]

دعوى أن الخلاف بين الأشاعرة وأهل الحديث لفظي وقريب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يعتمِد بعض الأشاعرة المعاصرين بشكلٍ رئيس على التصريحات الدعائية التي يجذبون بها طلاب العلم إلى مذهبهم، كأن يقال: مذهب الأشاعرة هو مذهب جمهور العلماء من شراح كتب الحديث وأئمة المذاهب وعلماء اللغة والتفسير، ثم يبدؤون بعدِّ أسماء غير المتكلِّمين -كالنووي وابن حجر والقرطبي وابن دقيق العيد والسيوطي وغيرهم- […]

التداخل العقدي بين الفرق المنحرفة (الأثر النصراني على الصوفية)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: بدأ التصوُّف الإسلامي حركة زهدية، ولجأ إليه جماعة من المسلمين تاركين ملذات الدنيا؛ سعيًا للفوز بالجنة، واقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، ثم تطور وأصبح نظامًا له اتجاهاتٌ عقائدية وعقلية ونفسية وسلوكية. ومن مظاهر الزهد الإكثار من الصوم والتقشّف في المأكل والملبس، ونبذ ملذات الحياة، إلا أن الزهد […]

فقه النبوءات والتبشير عند الملِمّات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: منَ الملاحَظ أنه عند نزول المصائب الكبرى بالمسلمين يفزع كثير من الناس للحديث عن أشراط الساعة، والتنبّؤ بأحداث المستقبَل، ومحاولة تنزيل ما جاء في النصوص عن أحداث نهاية العالم وملاحم آخر الزمان وظهور المسلمين على عدوّهم من اليهود والنصارى على وقائع بعينها معاصرة أو متوقَّعة في القريب، وربما […]

كيف أحبَّ المغاربةُ السلفيةَ؟ وشيء من أثرها في استقلال المغرب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدّمة المعلِّق في كتابِ (الحركات الاستقلاليَّة في المغرب) الذي ألَّفه الشيخ علَّال الفاسي رحمه الله كان هذا المقال الذي يُطلِعنا فيه علَّالٌ على شيءٍ من الصراع الذي جرى في العمل على استقلال بلاد المغرب عنِ الاسِتعمارَين الفرنسيِّ والإسبانيِّ، ولا شكَّ أن القصةَ في هذا المقال غيرُ كاملة، ولكنها […]

التوازن بين الأسباب والتوكّل “سرّ تحقيق النجاح وتعزيز الإيمان”

توطئة: إن الحياةَ مليئة بالتحدِّيات والصعوبات التي تتطلَّب منا اتخاذَ القرارات والعمل بجدّ لتحقيق النجاح في مختلِف مجالات الحياة. وفي هذا السياق يأتي دورُ التوازن بين الأخذ بالأسباب والتوكل على الله كمفتاح رئيس لتحقيق النجاح وتعزيز الإيمان. إن الأخذ بالأسباب يعني اتخاذ الخطوات اللازمة والعمل بجدية واجتهاد لتحقيق الأهداف والأمنيات. فالشخص الناجح هو من يعمل […]

الانتقادات الموجَّهة للخطاب السلفي المناهض للقبورية (مناقشة نقدية)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: ينعمُ كثير من المسلمين في زماننا بفكرٍ دينيٍّ متحرِّر من أغلال القبورية والخرافة، وما ذاك إلا من ثمار دعوة الإصلاح السلفيّ التي تهتمُّ بالدرجة الأولى بالتأكيد على أهمية التوحيد وخطورة الشرك وبيان مداخِله إلى عقائد المسلمين. وبدلًا من تأييد الدعوة الإصلاحية في نضالها ضدّ الشرك والخرافة سلك بعض […]

كما كتب على الذين من قبلكم (الصوم قبل الإسلام)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: مما هو متَّفق عليه بين المسلمين أن التشريع حقٌّ خالص محض لله سبحانه وتعالى، فهو سبحانه {لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} [الأعراف: 54]، فالتشريع والتحليل والتحريم بيد الله سبحانه وتعالى الذي إليه الأمر كله؛ فهو الذي شرَّع الصيام في هذا الشهر خاصَّة وفضَّله على غيره من الشهور، وهو الذي حرَّم […]

مفهوم العبادة في النّصوص الشرعيّة.. والردّ على تشغيبات دعاة القبور

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة لا يَخفَى على مسلم أنَّ العبادة مقصَد عظيم من مقاصد الشريعة، ولأجلها أرسل الله الرسل وأنزل الكتب، وكانت فيصلًا بين الشّرك والتوحيد، وكل دلائل الدّين غايتها أن يَعبد الإنسان ربه طوعًا، وما عادت الرسل قومها على شيء مثل ما عادتهم على الإشراك بالله في عبادتِه، بل غالب كفر البشرية […]

تحديد ضابط العبادة والشرك والجواب عن بعض الإشكالات المعاصرة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة لقد أمر اللهُ تبارك وتعالى عبادَه أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]، ومدار العبادة في اللغة والشرع على التذلُّل والخضوع والانقياد. يقال: طريق معبَّد، وبعير معبَّد، أي: مذلَّل. يقول الراغب الأصفهاني مقررًا المعنى: “العبودية: إظهار التذلّل، والعبادة أبلغُ منها؛ […]

رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة.. بين أهل السنة والصوفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الناظر المدقّق في الفكر الصوفي يجد أن من أخطر ما قامت عليه العقيدة الصوفية إهدار مصادر الاستدلال والتلقي، فقد أخذوا من كل ملة ونحلة، ولم يلتزموا الكتاب والسنة، حتى قال فيهم الشيخ عبد الرحمن الوكيل وهو الخبير بهم: “إن التصوف … قناع المجوسي يتراءى بأنه رباني، بل قناع […]

دعوى أن الحنابلة بعد القاضي أبي يعلى وقبل ابن تيمية كانوا مفوضة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة إن عهدَ القاضي أبي يعلى رحمه الله -ومن تبِع طريقته كابن الزاغوني وابن عقيل وغيرهما- كان بداية ولوج الحنابلة إلى الطريقة الكلامية، فقد تأثَّر القاضي أبو يعلى بأبي بكر الباقلاني الأشعريّ آخذًا آراءه من أبي محمد الأصبهاني المعروف بابن اللبان، وهو تلميذ الباقلاني، فحاول أبو يعلى التوفيق بين مذهب […]

درء الإشكال عن حديث «لولا حواء لم تخن أنثى»

  تمهيد: معارضة القرآن، معارضة العقل، التنقّص من النبي صلى الله عليه وسلم، التنقص من النساء، عبارات تجدها كثيرا في الكتب التي تهاجم السنة النبوية وتنكر على المسلمين تمسُّكَهم بأقوال نبيهم وأفعاله وتقريراته صلى الله عليه وسلم، فتجدهم عند ردِّ السنة وبيان عدم حجّيَّتها أو حتى إنكار صحّة المرويات التي دوَّنها الصحابة ومن بعدهم يتكئون […]

(وقالوا نحن ابناء الله ) الأصول والعوامل المكوّنة للأخلاق اليهودية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: لا يكاد يخفى أثر العقيدة على الأخلاق وأثر الفكر على السلوك إلا على من أغمض عينيه دون وهج الشمس منكرًا ضوءه، فهل ثمّة أصول انطلقت منها الأخلاق اليهودية التي يستشنعها البشر أجمع ويستغرب منها ذوو الفطر السليمة؟! كان هذا هو السؤال المتبادر إلى الذهن عند عرض الأخلاق اليهودية […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017