الأحد - 26 جمادى الأول 1445 هـ - 10 ديسمبر 2023 م

أفيون الشعوب.. ليس هو الإسلام

A A

“الدِّين أفيون الشعوب” كلمة أطلقها كارل ماركس قبل قرنين من الزمان لأسباب وظروف تاريخية معيَّنة، إلا أنَّ ناقدي الأديان وأعدائها قد تلقَّفوا الكلمةَ وأذاعوها في كلّ مكان، وجعلوها رأس الحربة أمام الدِّين، واستغلها الملاحدةُ كأحد أوجه نقد التَّديّن بشكل عامّ، وإن كانت العبارة تطلق بشكلٍ خاصّ ضدَّ الإسلام، وذلك من قِبَل الملاحدة الجُدُد الذين عداؤهم مع الإسلام بالخصوص.

ولم يقف الأمر عند الاحتجاج بهذه الكلمة وما تدلُّ عليه من قِبَل ناقدي الإسلام فقط، بلِ استخدمها أيضًا الليبراليون، ليس لنقد الدين من أساسه، ولكن للخروج عن نصيَّة الدين والتفلّت من التمسّك بالوحي في تشريعاته وأحكامه.

ومرادهم بهذه العبارة حين يطلقونها: أنَّ الأديان عمومًا والإسلام بالخصوص لا تقدّم شيئًا للإنسان كإنسان، وإنما تجد الشعوب الويلاتِ من جوع وفقر وحروب وتشريد ثم تُسكَّن وتُخدَّر بالدين؛ ولذا يرى البعض أنَّ أكبر أفيون للشعب هو عقيدة القضاء والقدر، لأنَّها -في نظره- تدعو إلى الاستسلام والخنوع تحت غطاء الدين والعقيدة مهما يكن من أمر، فهم يرون أنَّ الدّين يُستَخدَم منوِّمًا ومخدّرًا للشعوب حتى تظلّ الشعوب ضعيفة خاملة لا تقوى على مجابهة من قرَّر هذا الشكل من الدّين؛ سواء كانوا رجال سلطة، أو رجال دين، أو المشرِّع نفسه؛ وإن كان الملاحدة منهم يعتقدون أن الدين مجرد تنويم بشري من قِبَل النخبة لمن هم دونهم، فيُخضِعون الناس بالدين.

وهدفهم من هذا الكلام هو: الثورة على الدين نفسه أسوةً بالثورة الفرنسية في الفكر الغربي، فإن كان الدين مجردَ أفيون للشعوب ومخدِّر لهم وجاء لخنوعهم وإذلالهم فلا حاجة إليه عندهم.

فهل كان الدين الإسلامي حقيقة أفيونًا يذلّ الشعوب ويخدّرها؟

النصّ مرهونٌ بواقعه:

قبل أن نتكلَّم عن الدين الإسلامي وهل هو مخدر للشعوب أو لا؟ من المهم أن نعرف أن هذا النَّص العابر للتَّاريخ والقارّات ينبغي أن يُقرأ وفق سياقه التاريخيّ، ووفق واقعه الذي قيل فيه، فلا يصحُّ انتزاع النَّصّ من سياقه التاريخي ليكون ورقة اعتراض أمام الأديان كلها وفي سائر الأزمنة!

هذه العبارة قالها ماركس في منتصف القرن التَّاسع عشر قبل قرنين، حيث عاش ماركس في ألمانيا، وسواء كان قصده أنَّ الدين يخدّر الشعوب حتى لا تطالب بحقوقها أو تكون خانعة خاضعة، أو كان قصده أن الأديان فيها السكون والطمأنينة لدرجة أن الإنسان يكون أقرب إلى حالة المخدَّر([1])؛ سواء كان الأمر هذا أو ذاك فإنَّ الأمر لا يختلف كثيرًا، ذلك أن النص يستخدَم اليوم في مهاجمة الدين عامّةً.

وعودًا إلى النصّ فمتقرّرٌ -باتفاق العقلاء- أنَّ النُّصوص البشرية مرهونة بواقعها وزمانها، فمِن الخطأ نقل توصيفٍ لواقعٍ عاشه ماركس إلى زمان آخر وواقع آخر، بله دين آخر لم يكن ذائعًا في واقع ماركس وحوله، فمن الخطأ المنهجي أولًا أن تستخدم العبارة في نقد أديان لم تكن منتشرة في ذلك الواقع الذي قيل فيه النص.

خاصَّة وأنَّ ماركس قال هذه العبارة في منتصف القرن التاسع عشر، وهو القرن الذي شهد سيلًا عارمًا من النَّقد للأديان بالتزامن مع بزوغ نجم المادة والآلة والعلم التجريبي، فصار موقف المؤمنين بالإله ضعيفًا واهنًا مقابل سيل الإلحاد([2]).

وقد ظهر في هذا القرن النقد الهيجلي للدين، والتوسع في الاعتماد على نظرية التَّطور في نقد الدين، كما ظهرت الوضعيَّة المنطقيَّة، وكان من أهم التيارات التي ظهرت في هذا القرن: التيار الماركسي، وقد كان متبنيًا للإلحاد، فماذا عسانا أن ننتظر من ماركس تجاه الأديان؟!

والشَّاهد أنَّ هذا النَّص له مكانٌ محدَّد طغى فيه الظلم والاعتماد على سحق الضعفاء عبر الرأسمالية، فماركس يعبّر عن ذلك الواقع.

المؤسسات الدينية وتضييق الخناق:

كان هذا التوصيف من ماركس موجَّهًا إلى شكلٍ من أشكال التَّديُّن، وهو الشكل الذي عاشه الفكر الغربي طيلة قرون عدَّة تحت وطأة الكنيسة وبمساندة رجال السلطة، فكان النقد موجهًا إلى نوع من التصرّف؛ وهو تخدير الشعوب بوعودٍ إلهية محرَّفة مقابل سلبهم حقوقهم، ولا يخفى وضع الكنيسة والإقطاعيين مع الناس، وما كان شائعًا في الغرب من العبودية المذلّة الخانعة، وصكوك الغفران التي كانت مفاتيحها بيد الكنيسة، بل حتى غفران الذنوب الذي هو حقٌّ خالص لله صارت الكنيسة تبيعه وتشتريه، فلا شكَّ أن هذا واقعٌ يستدعي القيام ضدَّه وإصلاحه، فماركس حين يُطلق هذه العبارة وهو يجرُّ هذا التَّاريخ المظلم العميق للكنيسة وطغيانها فإنه قد يكون محقًّا، بل هو محقّ في وصف ذلك الواقع الذي عاش فيه وقال تلك الكلمة في بيان حقيقته.

الخطأ هنا في جرِّ حمولة ذلك الواقع والتاريخ إلى تاريخٍ آخر وواقعٍ آخر ثم إنزال الكلمة عليه لتطابق الحال بزعمهم، وهذا ما لم يكن صحيحًا، ولا أعني هنا: أن المسلمين برآء من ارتكاب المحرمات باسم الدين، أو أنَّ علماء الدين لم يستغلّوا الدين ويستخدموه لأغراضهم على مر التاريخ، لكن مجرد وضع التاريخ الإسلامي -وليس الدين الإسلامي- مع التاريخ الغربي يُظهر الفرق الهائل مباشرة، فأين ذلك الظلم المستمدّ من الكنيسة ورجال السُّلطة، وسلب حقوق الناس حتى حقوقهم الزوجية بما يسمى بحق الليلة الأولى، واضطهاد الناس وظلمهم، والتمنُّن عليهم بوجبة يأكلونها آخر النهار، وبيع القساوسة لأراضي الجنة ومنحهم مفاتيح قصورها، وغفرانهم للذنوب في مشهد مذلّ لهذا المعترف، أين هذا من أخطاء حصلت من بعض علماء المسلمين مهما كبرت؟! الناظر لبعض أخطاء المسلمين قد يجلّها ويكبرها، لكن بمجدر أن يضعها مقابل ما حصل في الغرب فإنَّه يجد أنَّ هذه الأخطاء تتضاءل بالنسبة لغيرها، وليس هذا دعوة إلى تبرير تلك الأخطاء، ولكن أبيِّن أنَّ الواقع الذي عاشه ماركس وقال هذا النَّص وهو يسبح في أفكاره عن شكل التدين الذي اضطهد الناس وظَلَمهم مختلفٌ تمامًا عن الواقع الإسلامي المشرق حتى في ذلك الزمان، فلا يصح إطلاق تلك العبارة في نقد الدين الإسلامي بالخصوص.

الإسلام محرك للشعوب لا أفيون له:

بالرغم من احتمال أن ماركس كان مصيبًا في عبارته إذا فهمناها مرهونة بزمانها وواقع الأديان التي كانت في محيط ماركس، خاصة أن العبارة وردت في بعض المصادر كالتالي: “الدين أفيون الشعب” لا الشعوب، فهو يتكلّم عن شعبٍ ودين أو أديان محددة، إلا أنَّه من جانب آخر نجد أنَّ تاريخ دين الإسلام وواقعه يعطي صورة مختلفة عن كلمة ماركس، فإن واقع الإسلام يُظهر أن هذه الكلمة لا تنطبق على الدين الإسلامي، فالدين الإسلامي قام ويقوم بدور إيجابيّ في حقّ المسلمين وغير المسلمين، ويبين ذلك الآتي:

أولًا: أنَّ النَّاس الذين بعث إليهم النَّبي صلى الله عليه وسلم بالإسلام لم تكن لديهم حضارة قائمة، بل حالهم معلوم مبثوث في كتب التاريخ، فرغم كونهم على أخلاقٍ حسنة وحميّة تكون محمودة في مواضع، إلا أنهم انحرفوا دينيًّا فعبدوا الأوثان والأصنام، كما أنه كانت فيهم انحرافات سلوكية عدة، كالحمية المذمومة والعصبية المذمومة والتي تجعل القبيلة تحارب الأخرى على أسباب لا ترقى للقتال ولسنوات طويلة، وظلّ العرب في جزيرة العرب على هذا الحال الذي وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «وإنَّ الله نظر إلى أهل الأرض، فمقتهم عربهم وعجمهم، إلا بقايا من أهل الكتاب»([3])، فجاء الإسلام وغيَّر هذا الواقع حتى صار المسلمون أصحاب حضارة راقيةٍ استفادت الحضارات الأخرى منها في كثيرٍ من الأمور، فلو كان الدين الإسلامي أفيونًا للشعوب لما أحدث فيهم هذا التغيُّر، بل كان الواجب أن يسوء حالهم أكثر، لكن الواقع كان عكس ذلك.

ثانيًا: الدين الإسلاميّ في حقيقته تكاليف وتشريعات وعبادات وأوامر ونواهٍ، وهو يختلف تمامًا في بنيته عن الدين الكنسي المحرَّف، سواء في نوع التشريعات أو في كمِّها، ففي حين جعلت الكنيسة رضا الإقطاعي ورجال الدين هو الهمّ الأكبر للعامَّة جاء الإسلام يخلِّص الناس من أي تعلّق بغير الله سبحانه وتعالى، حتى جاءت المناهي اللفظية التي قد يُفهم منها الاعتماد على غير الله أو مع الله بالتساوي، فكون الإسلام تكاليف وأوامر ونواهي غايتها إخلاص الدين لله وعدم التعلق بغير الله فإن ذلك يعني أنه منافٍ لكونه أفيونًا للشعوب.

ثالثًا: دين الإسلام داعٍ إلى العمل، فقد قال الله تعالى: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [التوبة: 105]، وقال صلى الله عليه وسلم: «ما أكل أحد طعامًا قط خيرًا من أن يأكل من عمل يده، وإنَّ نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده»([4]).

فالعمل والدعوة إليه منافٍ لكونه مخدّرا وأفيونًا للشعوب، بل يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «المؤمن القويّ خيرٌ وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف»([5])، فأين هذا من الضعف والتخدير؟!

فإن قيل: ليس غرضنا أنَّ الدين يدعو إلى العمل أو لا يدعو إليه، ولكن الدين يُستخدم في تلهية الناس عن المطالبة بحقوقهم، وإرضائهم بالخنوع لطبقة من الطبقات، وهذا موجود في الإسلام في الوعود الإلهية بالآخرة والجنة والأمر بالصبر وغير ذلك من المعاني.

يقال: بل هذه الوعود هي الدافعة للعمل الجادِّ المثمر، فهي التي دفعت المسلمين ليخرجوا من جزيرة العرب وينشروا هذا الدين ويقيموا هذه الحضارة التي أشرقت شمسها على العالم، وشتَّان ما بين الوعود الكنسيَّة والوعود الإسلامية، فوعود الكنسية لا تدعو إلى العمل بل تكفّ عنه، وذلك لأنهم يمنحون صكوك الغفران، ويبيعون صكوك الجنان، فما الداعي إلى العمل بعد الحصول عليها؟! بخلاف الوعود الإسلامية التي هي مترتّبة على العمل؛ ولذا يكرر الله في كتابه أن الجنة “بما كانوا يعملون”.

رابعًا: لم يكن الدين الإسلامي واقفًا مع طبقة دون أخرى حتى يكون أفيونًا لطبقة من الناس، بل جاء الإسلام بكثيرٍ من التشريعات التي تخصّ الأغنياء ليخرجوا أموالهم للفقراء، سواء بالزكاة الواجبة أو الصدقات المستحبة أو الكفارات والديات وغير ذلك، فلم يقف الإسلام مع طبقة جعلها الطبقة العليا -سواء كانت دينية أو سياسية- ثم جعل الآخرين خانعين خاضعين لها، والمفهوم الشرعي للسمع والطاعة لولاة الأمر ليس هو الخنوع والذل والخضوع والقبول بالباطل وتقرير الظلم والرضا به، وإنما هو الطاعة في المعروف وجمع الكلمة والمحافظة على البيضة كما هو معلوم، وهو ما يقابله من الالتزام بالنظام وعدم الخروج عن القانون المعمول به والمسلَّم به في الغرب.

خامسًا: لم يأت الإسلام مُعِينًا للظالمين، بل سيفًا في رقابهم، ونصلًا في قلوبهم، فجاء الإسلام بتحريم الظلم والتشديد فيه، فمع اختلاف طبقات الناس وتفاوتهم في الفقر والغنى، إلا أنه لا يسمح الإسلام بطغيان طبقة على طبقة، ولا بتكبّر طبقةٍ على أخرى، بل ينهى عن الظلم والتكبّر والتجبّر وأي نوعٍ من أنواع الاعتداء، بل الغني والفقير متساويان في الحقوق والواجبات والمظالم وغير ذلك؛ ولذا جعل الشرع الإنسان الواحد يساوي مجموع البشر فقال الشارع: {مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} [المائدة: 32]، فأين هذا من استرخاص حياة العامة في الدين الكنسي؟!([6]).

ليس هذا كلّ شيء!

فقولنا: “إنَّ الدين الإسلامي لم يكن يومًا أفيونًا للشعوب” لا يعني أنَّ بعض الناس لم يستغلّوا هذا الدين على مرِّ التاريخ، فلا شكّ أن عددًا من الأفراد والطوائف العلمية والدعوية والسياسية قد استخدمَت الإسلام أكثر ممَّا خدَمته، وهذا يتنامى كلَّما تقدّم العصر ونجد من المسلمين ألوانا وأطيافا مختلفة، وهذا ليس عيبًا في الإسلام وإنما في بعض من يطبّق الإسلام، والذي أريد أن أصل إليه: أنَّ هناك حالات تستدعي العلاج، فكون الإسلام دينًا كاملًا شاملًا لا يعني عدم استغلاله من بعض ضعاف النفوس ومرضى القلوب، وهذا يستدعي التصحيح والإصلاح، لا نبذ الدين ورفضه وتغييبه.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) يذهب إلى هذا الرأي بعض الكتّاب، ينظر: مقال في صحيفة الأنباط بعنوان: “أفيون الشعوب”، ومقال بعنوان: “الدين أفيون الشعوب.. هل كان ماركس ملحدًا؟”.

([2]) ينظر: الله والإنسان، لكارين آرمسترونغ، ترجمة: محمد الجورا.

([3]) أخرجه مسلم (2865).

([4]) أخرجه البخاري (2072).

([5]) أخرجه مسلم (2664).

([6]) ينظر: حوار مع صديقي الملحد، الفصل السابع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

جديد سلف

التَّقليدُ في العقائد عند الأشاعِرَة (3) هل كفَّر الأشاعرة عوامَّ المسلمين؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تمهيد: من أكبر المسائل الخلافية بين أهل السنة والأشاعرة: مسألة التقليد في العقائد، وقد قال مجمل الأشاعرة بمنع التقليد في العقائد مطلقًا، وأوجبوا النظر الكلاميَّ -كما مرَّ بيانه في الجزأين الأولين-، ولهذا القول آثار عديدة، من أهمها مسألة إيمان المقلّد: هل يصح إيمانه أو لا يصح؟ وإذا لم يصحّحوا […]

عرض وتَعرِيف بكِتَاب (نقدُ القراءةِ العلمانيَّة للسِّيرة النبويَّة – الدِّراساتُ العربيَّة المعاصرةِ أنموذجًا)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   المعلومات الفنية للكتاب: عنوان الكتاب: نقدُ القراءةِ العلمانيَّة للسِّيرة النبويَّة – الدِّراساتُ العربيَّة المعاصرةِ أنموذجًا. اسم المؤلف: د. منير بن حامد بن فراج البقمي. دار الطباعة: مركز التأصيل للدراسات والأبحاث، جدة. رقم الطبعة وتاريخها: الطَّبعة الأولَى، عام 1444هـ-2022م. حجم الكتاب: يقع في مجلد، وعدد صفحاته (544) صفحة. مشكلة […]

هل رُوح الشريعة أولى منَ النصوص؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة يتداول العلمانيون في خطابهم مفاهيم متعدّدة مثل: المقاصد، والمصالح، والمغزى، والجوهر، والروح، والضمير الحديث، والضمير الإسلامي، والوجدان الحديث، والمنهج، والرحمة([1]). وقد جعلوا تلك الألفاظ وسيلة للاحتيال على الأوامر والنواهي الربانية، حتى ليخيَّل للمرء أن الأحكام الشرعية أحكام متذبذبة وأوصاف إضافية نسبيّة منوطة بما يراه المكلَّف ملائمًا لطبعه أو منافرًا، […]

متى يكون الموقفُ من العلماء غلوًّا؟

العلماء ورثة الأنبياء وأمناء الشريعة وحملة الكتاب، ولا يشكّ في فضلهم إلا من جهل ما يحملون، أو ظنّ سوءًا بمن أنعم عليهم به، ولا شكّ أن الفهم عن الله وتعقّل مراده والوقوف عند حدوده قدر المستطاع من أعظم نعَم الله على عبده، ولهذا مدَح الله المجتهدَ في طلب الحقّ؛ أصاب الحق أو الأجر، قال سبحانه: […]

دعاء نوح عليه السلام على قومه بالهلاك .. شبهة وجواب

مقدمة: أرسل الله تعالى نوحًا عليه السلام إلى قومه ليدعوَهم إلى عبادة الله وحده، فلما بلَّغ رسالة ربه ونصحهم رفضوا دعوتَه ونصيحتَه، وزعموا أنه عليه السلام لا يستحقّ أن يكون رسولًا إليهم؛ لأنه بشرٌ مثلهم، ولو شاء الله إرسال رسول إليهم لأنزل ملكًا من الملائكة، وادَّعوا أن الذي دعا نوحا إلى هذا هو رغبته في […]

التَّقليدُ في العقائد عند الأشاعِرَة (2) – مناقشة أصول الأشاعرة في مسألة التقليد في العقائد –

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مرَّ بنا في الجزء الأول من هذه الورقة قولُ الأشاعرة في التقليد في العقائد، وأنهم يمنعونه، ويستدلّون على قولهم بأصول عديدة، من أهمها ثلاثة أصول، وهي: الأصل الأول: وجوب النظر. الأصل الثاني: ذم الشارع للتقليد. الأصل الثالث: طلب اليقين في العقائد. أما الأصل الأول فهو الأصل الأبرز لديهم، وعليه […]

هل كان في تأسيس الإمام الشافعي لعِلم أُصول الفقه جنايةٌ على العقل المُسلم؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة قد كثُرت شبهات الحداثيّين حول الإمام محمد بن إدريس الشافعي، ووقفوا منه موقفًا عدائيًّا شديدًا، وكتبوا في ذلك أبحاثًا ومؤلّفاتٍ تجاوزوا فيها الحدّ. ومن أبرز تلك الشبهات التي أثاروها: أنَّ الإمام رحمه الله بتأليفه كتاب الرسالة، وتدوينه لعلم أُصول الفقه قام -بزعم الحداثيين- بضرب العقل الإسلامي فيما يتعلَّق بالفقه […]

عرض وتعريف بكتاب: الأثر الكلامي في علم أصول الفقه -قراءة في نقد أبي المظفر السمعاني-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المعلومات الفنية للكتاب:  عنوان الكتاب: (الأثر الكلامي في علم أصول الفقه -قراءة في نقد أبي المظفر السمعاني-).  اسـم المؤلف: الدكتور: السعيد صبحي العيسوي.  الطبعة: الأولى.  سنة الطبع: 1443هـ.  عدد الصفحات: (543) صفحة، في مجلد واحد.  الناشر: تكوين للدراسات والأبحاث.  أصل الكتاب: رسالة علمية تقدّم بها المؤلف لنيل درجة العالمية […]

برامج التنمية البشرية وأثرها في نشر الإلحاد في بلاد المسلمين -البرمجة اللغوية العصبية-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تعريف البرمجة اللغوية العصبية: البرمجة العصبية (NLP) هي اختصار لثلاث كلمات: NEURO – LINGUISTIC – PROGRAMMING يتكوّن مصطلح البرمجة اللغوية العصبية من ثلاث ألفاظ مركبة: لفظ “البرمجة”: ويشير إلى أن الناس يتصرفون وفق برامج وأنظمة شخصية تتحكم في طرق تعاملهم مع شؤون الحياة المختلفة. و“اللغوية”: وفيها إشارة إلى أساليب […]

التَّقليدُ في العقائد عند الأشاعِرَة (1) – أصول الأشاعرة في مسألة التقليد في العقائد –

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: التقليدُ في العقائد من المسائل المهمة التي دار -ولا يزال يدور- حولها جدلٌ كبير داخلَ الفكر الإسلامي، وحتَّى داخلَ الفكر السُّنّي أحيانًا وإن كان النزاع في الأصل هو بين أهل السنة والجماعة وبين المتكلّمين عمومًا والأشاعرة بالخصوص، وأهمِّية المسألة تكمن في الآثار المترتبة عليها، مثل قبول إيمان المقلّد، […]

تحقيق القول في مراتب الاستغاثة ودرجاتها وشبهة تلقي الفقهاء لها بالقبول

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة لا شكَّ أنَّ وجوبَ إفرادِ الله تعالى وحدَه بالدعاء دون غيره من المعلوم بالضرورة من دين الإسلام، فالله عز وجل شرع لعباده دعاءَه وحده لا شريك له، وهو سبحانه يستجيب لهم في كلّ زمان ومكان، على اختلاف حاجاتهم وتنوّع لغاتهم، كما قال سبحانه: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ […]

دفع شبهات الطاعنين في أبي هريرة رضي الله عنه الجزء (3) “موقف عمر بن الخطاب رضي الله عنه من إكثار أبي هريرة من الرواية”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة إن موقف عمر بن الخطاب رضي الله عنه في التشديد من الإكثار من الرواية خشية الوقوع في الزلل والخطأ من المواقف الثابتة عنه التي دلت عليها الروايات الصحيحة. قال ابن قتيبة: (وكان عمر أيضًا شديدًا على من أكثر الرواية، أو أتى بخبرٍ في الحُكمِ لا شاهدَ لَهُ عليه، وكان […]

مصادر التلقي عند الصوفية “عرض ونقد”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: مِن أهمِّ الأصول التي تقوم عليها عقيدة أهل السنة والجماعة مصادر التلقي والاستدلال؛ إذ إنَّ مصادر التلقّي عند كلّ طائفة هي العامل الرئيس في تكوين الفكر لديها؛ لذا يعتمد أهل السنة في تلقي مسائل الاعتقاد على الكتاب والسنة؛ وذلك لأن العقيدة توقيفية، فلا تثبت إلا بدليل من الشارع، […]

هل حديثُ: «النساءُ ناقِصاتُ عَقلٍ ودينٍ» يُكرِّس النظرةَ الدُّونيةَ للمرأةِ؟

إن الخطاب الحداثي والعلماني الذي يدعي الدفاعَ عن حقوق المرأة ينطلق من مبدأ المساواة التامّة بين الذكر والأنثى، بل قد وصل إلى درجة من التطرف جعلته يصل إلى ما يسمَّى بالتمركز حول الأنثى (الفيمنيزم)، الذي حقيقته الدعوة إلى الصراع مع الرجل والتمرد عليه، والوقوف له بالندية. وقد أدى ذلك بالحداثيين والعلمانيين إلى نصب العداوة مع […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017