الأربعاء - 11 ذو القعدة 1444 هـ - 31 مايو 2023 م

مقولة: (التخَـلُّق بأخلاق الله تعالى)..أصلُها، وحكم إطلاقها

A A

يرد كثيرًا في كلام المتصوفة الحثُّ على التخلق بأخلاق الله تعالى، فهل يصحّ إطلاق هذه العبارة؟ وهل تحتمل معنى باطلا، أم أنها لا تدلّ إلا على معنى صحيح؟ هذا ما نجيب عنه في هذه المقالة بعون الله تعالى.

أولا: أصل العبارة واستعمالها

تمتلئ كتب التصوف بهذه العبارة، حتى إن بعضهم عرّف التصوف بذلك، كما وردت في عبارة أبي الحسين النوري (295هـ): “التصوف ليس بعلوم ولا رسوم، ولكنه أخلاق كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «تخلَّقوا بأخلاق الله»”([1]). وبعضهم يجعل ذلك من صفات الصوفي، كما قال أبو الحسن الشاذلي (656هـ): “للصوفى أربع صفات: التخلق بأخلاق الله..”([2]).

 ولم يكن هذا مقصورًا على بعض الأسماء والصفات التي يشرع للعبد أن يتحلّى بمعانيها بقدر ما يناسبه، بل طردوا ذلك في جميع الأسماء الحسنى، فساق أبو حامد الغزالي (505هـ) في كتابه (المقصد الأسنى) فصلا بعنوان: “كمال العبد وسعادته في التخلق بأخلاق الله تعالى والتحلّي بمعاني صفاته وأسمائه بقدر ما يتصوّر في حقّه”([3]).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: “وهذا قد طَرَده بعضُ الناس كأبي حامد الغزالي وغيره، وجعلوا العبدَ يتّصف بالجبار والمتكبر على وجهٍ فسّروه، وجعلوا ذلك تَخَلُّقًا بأخلاق الله”([4]).

وقريبٌ من هذه العبارة قول الفلاسفة في تعريف الفلسفة بأنها (التشبه بالإله على قدر الطاقة) كما يقوله إخوان الصفا في رسائلهم([5])، ونقل مثل ذلك الفخر الرازي في (المطالب العالية)([6])، بل إن هذا القول الصوفي منتزَع من هذه العبارة الفلسفية، تسربت إليهم كما تسرب كثير من عقائد الفلاسفة وتصوراتهم، وألبست بعد ذلك لبوس الإسلام.

 ولذلك كثير من المتصوفة يجعل العبارتين بمعنى واحد، قال ابن عربي الصوفي (638هـ): “ولهذا تشير الحكماء بأن الغاية المطلوبة للعبد التشبّه بالإله، وتقول فيه الصوفية: التخلق بالأسماء، فاختلفت العبارات وتوحَّد المعنى”([7]).

ويشرح الرازي عقائد الفلاسفة في ذلك بقوله: “لا شكّ أن واجب الوجود لذاته: المبدأ المفيض لجميع أقسام الخير والرحمة على جميع أجزاء العالم الروحاني والجسماني. ولا شك أن الحركات الفلكية أسباب لنظام هذا العالم. وعند هذا قالوا: كمال حال الممكنات التشبه بالإله بقدر الطاقة البشرية، ولهذا المعنى قال صاحب الشريعة: «تخلقوا بأخلاق الله تعالى»، ونُقِل عن أوائل الفلاسفة أنهم قالوا: الفلسفة عبارة عن التشبه بالإله بقدر الطاقة البشرية، ولا شك أن هذا التشبه حالة عالية شريفة”([8]).

وهذا المعنى قد أشار إليه شيخ الإسلام رحمه الله فقال: “ولهذا ضل من سلك سبيل هؤلاء، فصار مقصودهم هو التشبه بالله، واحتجوا بما يروون: «تخلقوا بأخلاق الله» وصنف أبو حامد شرح أسماء الله الحسنى، وضمنه التشبه بالله في كل اسم من أسمائه، وسماه: التخلق، حتى في اسمه الجبار والمتكبر والإله ونحو ذلك من الأسماء التي ثبت بالنص والإجماع أنها مختصة بالله، وأنه ليس للعباد فيها نصيب”([9]).

 وللإنصاف فإن طائفة من المتصوفة أنكروا هذا الإطلاق، ونفوا أن يكون العبد مأمورًا بذلك، بل وصفها الشعراني (973هـ) بأنها عند المحققين “عين الجهل”([10]).

 ولكن كبارهم كالغزالي وابن عربي على ما ذكرنا.

وهذا لا ينفي أيضا أن هذه العبارة قد استعملها طائفة من أهل العلم، وأرادوا بها معنى صحيحًا، وهو التعبّد لله بالأسماء الحسنى، فليس كل من أطلق العبارة أراد بها معنى فاسدًا.

ثانيا: الأحاديث الواردة في هذا الباب

استشهد أصحاب هذه العبارة بعدة أحاديث، فيها إضافة الخُلُق إلى الله تعالى، أو الأمر بالتخلّق بأخلاق الله تعالى، ولا يصحّ منها شيء، بل هي بين الضعيف والموضوع وما لا أصل له، فمن ذلك:

1- ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «تخلّقوا بأخلاق الله تعالى»، وهو حديث باطل لا أصل له في شيء من كتب السنة، كما ذكر ذلك ابن القيم رحمه الله([11]).

2- ومن ذلك حديث: «السخاء خلق الله الأعظم»، وهو حديث ضعيف لا يصح إسناده([12]).

3- ومن ذلك حديث: «إن لله تعالى مائة خلق وسبعة عشر، من أتاه بخلق منها دخل الجنة»، وهو حديث ضعيف جدًّا أيضا([13]).

4- حديث: «ألا وإن حسن الخلق من أخلاق الله عز وجل»، وهو حديث موضوع([14]).

وبالجملة، فإنه لم يثبت حديث واحد في إضافة الخُلُق إلى الله تعالى، وكل ما ورد في ذلك فهو ضعيف لا يثبت، أو موضوع مكذوب. وأما الأمر بالتخلق بأخلاق الله تعالى فهذا لا أصل له، وهو يروى بلا سند، ولا وجود له في كتب السنة.

ثالثا: حكم إضافة الخُلُق إلى الله تعالى

 بيّنا أنه لا يصحّ في ذلك حديث، وما ورد في ذلك فهو ضعيف أو موضوع، ولكن ورد ذلك في كلام كثير من أهل العلم شُراح الأحاديث وغيرهم، كالحكيم الترمذي، وابن الملقن، وبدر الدين العيني، والمناوي، وابن الحاج، وغيرهم كثير([15]).

ومقصد هؤلاء العلماء بالخُلُق هنا الصفة، كما يدل على ذلك كلامهم.

وإذا لم يصحّ الحديث في ذلك، فهل يجوز إطلاق الخُلُق على الله تعالى من باب الإخبار؛ لأن بابَه أوسع؛ إذ لا يشترط فيه إلا الإخبار بما هو حقّ وإن لم يرد في النصوص؟

لا شكّ أن الأولى ترك ذلك؛ لأنه لم يرد، ولأنه قد يوهم معنى غير صحيح.

وقد سئل الشيخ عطية صقر رحمه الله: هل هناك حديث يقول: «تخلقوا بأخلاق الله»؟ وكيف يقال عن صفات الله: إنها أخلاق؟

فأجاب: “لا يوجد حديث عن النبى صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ، ذلك أن الخُلق كما عبر عنه العلماء مَلكة راسخة فى النفس تصدر عنها الأفعال بيسر وسهولة من غير فكر ولا روية، ولا يمكن أن يعبر عن صفات الله -مثل الرحمة والعدل- بأنها آثار لملكة راسخة في النفس”([16]).

رابعا: هل تصح عبارة: (التخلق بأخلاق الله تعالى)؟

هذه العبارة غير صحيحة، ولا يصحّ إطلاقها، وهي -كما سبق- مأخوذة من كلام الفلاسفة الذين يعتقدون أن غاية الإنسان وكماله في التشبه بالإله على قدر طاقته.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: “هذا من جنس ما يقوله المتفلسفة الصابئون ومن سلك مسلكهم من الإسلاميين من قولهم: إن الفلسفة هي التشبه بحسب الطاقة، فيثبتون أن العبد يصير شبيهًا بالله تعالى بفعل نفسه، ويحتج من اتبعهم على ذلك كأبي حامد وغيره بقوله: «تخلقوا بأخلاق الله»، وهذا اللفظ لا يعرف عن النبي صلى الله عليه وسلم في شيء من كتب الحديث، ولا هو معروف عن أحد من أهل العلم، بل هو من باب الموضوعات عندهم، وإن كان قد يفسَّر بمعنى صحيح يوافق الكتاب والسنة، فإن الشارع قد ذكر أنه يحب اتصاف العبد بمعاني أسماء الله تعالى”([17]).

وقال أيضا: “والله تعالى يحب من العباد أمورًا اتَّصف بها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله وَتْرٌ يُحبُّ الوَتْر»، وقال: «إنهُ جميلٌ يُحِبُّ الجَمَالَ»… وهذا قد طَرَده بعضُ الناس كأبي حامد الغزالي وغيره، وجعلوا العبدَ يتصف بالجبار والمتكبر على وجهٍ فسروه وجعلوا ذلك تَخَلُّقًا بأخلاق الله، ورووا حديثًا: «تَخَلَّقوا بأخلاق الله»، وأنكر ذلك عليهم آخرون كأبي عبد الله المازَرِي وغيره، وقالوا: ليس للرب خُلُق يتخلَّقُ به العبد، وقالوا: هذه فلسفة كُسِيَت عباءة الإسلام، وهو معنى قول الفلاسفة: الفلسفة التشبُّه بالإله على قدر الطاقة”([18]).

وقد قرر ابن القيم رحمه الله أنها عبارة غير سديدة، منتزعة من قول ملاحدة الفلاسفة، الذين “يقولون: الوصول هو التشبه بالإله على قدر الطاقة، وبعضهم يلطّف هذا المعنى، ويقول: بل يتخلّق بأخلاق الرب”([19]).

وقال أيضا رحمه الله: “وهذه العبارة([20]) أولى من عبارة من قال: يتخلق بأسماء الله؛ فإنها ليست بعبارة سديدة، وهي منتزعة من قول الفلاسفة بالتشبه بالإله على قدر الطاقة، وأحسن منها عبارة أبي الحكم بن برهان: وهي التعبّد، وأحسن منها العبارة المطابقة للقرآن، وهي الدعاء المتضمن للتعبد والسؤال.

فمراتبها أربعة: أشدّها إنكارا عبارة الفلاسفة وهي التشبّه، وأحسن منها عبارة من قال: ‌التخلق، وأحسن منها عبارة من قال: التعبّد، وأحسن من الجميع الدعاء، وهي لفظ القرآن”([21]).

ولذلك عدّها الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله في معجمه ضمن المناهي اللفظية([22]).

وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله عما قاله بعض الخطباء في خطبة الجمعة من الحث على الاتصاف بصفات الله والتخلق بأخلاقه هل لها محمل؟

فأجاب: “هذا التعبير غير لائق، ولكن له محمل صحيح، وهو الحث على التخلق بمقتضى صفات الله وأسمائه وموجبها، وذلك بالنظر إلى الصفات التي يحسن من المخلوق أن يتصف بمقتضاها، بخلاف الصفات المختصة بالله كالخلاق والرزاق والإله ونحو ذلك، فإن هذا شيء لا يمكن أن يتّصف به المخلوق، ولا يجوز أن يدعيه” إلخ([23]).

والخلاصة: أن هذه العبارة وإن كان كثير ممن يطلقها يريد بها معنى صحيحا موافقا للشرع، إلا أنه لا ينبغي إطلاقها؛ لما قد توهمه من معاني باطلة، كتلك المعاني التي يقصدها الفلاسفة من قولهم: التشبه بالإله، والتي قد تشير إلى الاتحاد أو الحلول وغيرها من عقائد الملاحدة.

والحمد لله رب العالمين.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) باختصار يسير من تذكرة الأولياء، لفريد الدين العطار (ص: 473).

([2]) المفاخر العلية في المآثر الشاذلية، لابن عباد (ص: 112).

([3]) المقصد الأسنى (ص: 45).

([4]) الرد على الشاذلي (ص: 96).

([5]) رسائل إخوان الصفا (ص: 225).

([6]) المطالب العلية (7/ 363).

([7]) الفتوحات المكية (2/ 126).

([8]) المطالب العالية (7/ 363).

([9]) الصفدية (2/ 337).

([10]) الجوهر المصون (ص: 163).

([11]) مدارج السالكين (3/ 227).

([12]) رواه أبو نعيم الأصبهاني في تاريخ أصبهان (1/ 178)، وضعفه المنذري في الترغيب والترهيب (1559)، والألباني في السلسلة الضعيفة (3731).

([13]) رواه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول (4/ 39)، والطيالسي في مسنده (1/ 82)، والعقيلي في الضعفاء (3/ 54) وضعفه، وضعفه كذلك الدارقطني في العلل (3/ 38)، وقال عنه الألباني في ضعيف الجامع (4764): “ضعيف جدّا”.

([14]) رواه الطبراني في الأوسط (8344)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (5213)، وحكم عليه الذهبي في ميزان الاعتدال (1/ 524) والألباني في الترغيب والترهيب (1597) بالوضع.

([15]) انظر بالترتيب: نوادر الأصول للحكيم الترمذي (ص: 117)، والتوضيح لابن الملقن (2/ 475)، وعمدة القاري للعيني (1/ 125)، والتيسير شرح الجامع الصغير للمناوي (1/ 307)، وشرح الجامع أيضا للأمير الصنعاني (6/ 464)، والمدخل لابن الحاج (1/ 200).

([16]) فتاوى دار الإفتاء المصرية (7/ 387).

([17]) بيان تلبيس الجهمية (6/ 519).

([18]) الرد على الشاذلي (ص: 96) باختصار يسير.

([19]) مدارج السالكين (3/ 226).

([20]) أي: دعاء الله بالأسماء الحسنى.

([21]) بدائع الفوائد (1/ 164).

([22]) معجم المناهي اللفظية (ص: 185).

([23]) مجموع فتاوى ابن باز (1/ 133).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

جديد سلف

موافقات القاضي أبي يعلى ابن الفراء الحنبلي وتراجعاته

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة يُعتبر القاضي أبو يعلى -محمد بن الحسين بن محمد بن خلف بن أحمد البغدادي الحنبلي ابن الفراء- من الشخصيات التي سببت جدلًا واسعًا في الأروقة العلمية القديمة، وهذه مسألة قد نفهمها بسبب الخلاف بين الأشاعرة والحنابلة، إلا أن الأمر الآخر الذي يحيطه تعقيدًا هو تضارب آرائه في الباب الواحد، […]

مقولة الخصوم بنفي العصمة عن أئمة السلفية… كيف نفهمها ونتعامل معها؟

لعلَّه من أشهر الأساليب الهجوميّة لخصوم المنهج السلفي: المبادرةُ للقول بأن أئمتَه ليسوا قدِّيسين أو معصومين من الخطأ، فابن تيمية عالم كبير لكنه يصيب ويخطئ، ومحمد بن عبد الوهاب (داعية وليس نبيًّا)([1]). وغنيٌّ عن القول بأن المراد من هذا الكلام ليس تثبيتَ الحقائق وتأكيدَها، بل هو أسلوب هجوميّ مألوفٌ يستخدمه خصومُ السلفية لتحقيق مجموعةٍ من […]

مثاراتُ الغلط في مسألة التبرُّك

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مسألة التبرك من أكثر المسائل التي حصل فيها خلط وغلط كثير؛ بسبب الإطلاقات غير المنضبطة، إفراطًا أو تفريطًا، مما ترتب عليه اشتباه المشروع بغير المشروع لدى البعض، ومواطن الإجماع بمواطن الخلاف، وما يسوغ فيه الخلاف وما لا يسوغ. وقد حصل توسع كبير في هذا المسألة، أخرجها -في بعض صورها- […]

لماذا لم تفرض الشريعةُ الحجابَ على الرجالِ منعًا من افتتان النِّسَاء؟

  إن الشريعة الإسلامية نادت بالعِفَّة، وحرّمت الزنا ومقدِّماته، وشرعت من الأحكام بين الجنسين ما روعي فيه طبيعة كل منهما، ومن جملة تلك الأحكام: فرض الحجاب على المرأة. وقد أثار دعاة السفور والتهتّك والانحلال شبهاتٍ حول حجاب المرأة، ومن تلك الشبهات قولهم: ما دام الأمرُ بالحجاب من أجْل الفِتنة، وأخَذنا مسألةَ الفِتنة مأخَذًا جادًّا، فلماذا […]

الحضرة الصوفية.. حقيقتها ومفاسدها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: تعتبر جلسات الذكر التي يعقدها الصوفية والتي يسمونها (الحضرة) من أهم الممارسات العملية للطرق الصوفية، فمهما اختلفت الطرق في أسمائها وطرائقها، وفي طريقة إقامة الحضرة وترتيبها، إلا أنها تتفق في ضرورة (الحضرة) ولزومها للسالك والمريد، وأنه لا يجوز للمريد التخلف عن هذه الحضرات التي تعقد في مواعيد منتظمة […]

سُنّة لَعْقِ الأصابع بعد الأكل.. والجواب على شبهات العقلانيين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  كانتِ البشريةُ في انحطاط عقديّ وأخلاقي، إذ كانت التقاليد والأعراف مبنيةً على الهوى والجشَع والأطماع، والقويُّ في مجتمعاتها يتسلَّط على الضعفاء، حتى جاء الإسلام وانتشل العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، وأخرجهم من الظلمات إلى النور، وأطلقهم من أغلال عادات الجاهلية وقيودها المخالفة للفطرة السليمة التي فطر […]

جواب شبهة حول الاستسقاء بقبور الصالحين والأولياء – وفيه جواب عن الاستدلال بقول مجاهد عن قبر أبي أيوب: “كانوا إذا ‌أمحلوا ‌كشفوا ‌عَنْ ‌قبره فمطروا” –

من الشبهاتِ التي يوردُها من يجوِّز الاستغاثة بالأموات أو طلب الدعاء منهم أو التوسل بذواتهم وجاههم: بعض الآثار والحكايات المروية في الاستسقاء بقبور الأنبياء والصالحين، ومن ذلك: ما نقله ابن عبد البر وغيره في ترجمة أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه ودفنه عند سور القسطنطينية، فأورد قول مجاهد عن قبر أبي أيوب هناك: “كانوا إذا […]

مفهوم الاشتراك المعنوي في الصفات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة منذ أن وفد المنطقُ اليونانيّ على الأمة الإسلامية والناس في باب العقائد في أمر مريج، وقد وصل الغلوُّ ببعض المتفنِّنين في هذا الفنّ إلى محاكمة قواعد اللغة وأخبار الشرع إلى هذا القانون، وجعلوا منه حكَمًا على اللسان والبيان، وكان أولُ العلوم ابتلاء بهذه التحريفات علم العقائد، وخاصة ما يتعلق […]

التخاطب مع الكينونات.. وثنية في ثوب جديد

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة يقول ابن خلدون: “المغلوب مولَع أبدًا بالاقتداء بالغالب في شعاره وزيِّه ونحلته وسائر أحواله وعوائده، والسّبب في ذلك أنّ النّفس أبدًا تعتقد الكمال فيمن غلبها وانقادت إليه؛ إمّا لنظره بالكمال بما وقر عندها من تعظيمه، أو لما تغالط به من أنّ انقيادها ليس لغلب طبيعيّ إنّما هو لكمال الغالب. […]

المحدث المسند نذير حسين الدهلوي “1220-1320هـ”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اشتهر الإمام المحدث نذير حسين بلقب “شيخ الكل في الكل” بسبب تفرّغه للتدريس مدة طويلة جدًا تجاوزت سبعين سنة! واقتصر على تدريس القرآن الكريم والسنة والفقه مدة خمسين سنة تقريبًا، وقبل ذلك كان يدرس في غالب العلوم والفنون! وبسبب هذه المدة الطويلة أصبح له طلاب بعشرات الآلاف، ومن دول […]

هل شروط (لا إله إلا الله) من اختراع الوهابية؟

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: من الشبهات التي يثيرها المخالفون لاعتقاد السلف ممن هم على اعتقاد الجهمية والمرجئة في الإيمان: أن شروط لا إله إلا الله من اختراع الوهابية، لم يسبقهم بذكرها أحد. والجواب عن هذه الشبهة يحصل ببيان معنى هذه الشروط، ومأخذ العلماء فيها، وأصل […]

الأعياد بين التشريعات الإلهية والذكريات التاريخية ..دراسة مقارنة بين الأعياد في الملل

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: ينعَم المسلمون بدينهم الإسلاميِّ الذي يختصّ عن غيره من الملل والنحل والمذاهب والفلسفات بأعياد توقيفية شرعَها لهم إلههم وخالقهم ومولاهم، وليست من وضع أحد من البشر، ولا مرتبطة بموت أحد ولا بحياته، ولا مرتبطة بانتصار أو فتح من الفتوحات على الرغم من كثرتها في الدين الإسلامي، ولا مرتبطة […]

من تاريخ الدولة السعوديّة الأولى كما رواه الجبرتي في تاريخه -الجزء الأول-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه ومن نهج نهجه إلى يوم الدين. أما بعد: فهذا بين أيديكم جزءٌ من تاريخ الدولة السعودية الأولى، وكيف كانت نهايتها، كما صَوَّرَها المؤرخ عبد الرحمن الجبرتي في كتابه “عجائب الآثار في التراجم والأخبار”، […]

تحريم الاستغاثة بالحي فيما لا يقدر عليه إلا الله ليس بدعة تيمية

مِن نافلة القول أن يُقال: إنّ دعاء الله هو الأصل في الدعاء، فلا يكاد مسلمٌ يقرأ آية من القرآن إلا دفعت بهذه الحقيقة في وجهه مقرِّرة لها بالأدلة الشرعية بقسميها العقليّ والنقلي.  ومع ذلك ظلّ بعضُ المتأخِّرين يجادل في هذه الحقيقة بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير، حتى جعلوا دعاءَ غيرِ الله وسؤالَه هو […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017