الأربعاء - 29 شوّال 1445 هـ - 08 مايو 2024 م

الحركة الإصلاحية النجدية ودعوى شراء ذمم المثقفين

A A

حققت حركة الإصلاح السلفي النجدي منذ انطلاقتها نجاحات وإنجازات كبيرة على المستوى الديني والسياسي ، ومن الطبيعي أن يكون لهذه النجاحات صدى سيئًا لدى الخصوم، وهذا ما دفع طائفة منهم إلى اتهامها بمختلف التهم ومواجهة إنجازاتها بحرب تشويه ودعاية كاذبة من بينها الزعم بأن القائمين على الدعوة الوهابية قاموا بشراء ذمم المثقفين مقابل الثناء على آرائهم والترويج لمشروعهم الديني والسياسي.

لم تصدر هذه الفرية من سفهاء مغمورين بل من أعلام مفكرين لهم وزنهم في قومهم وطائفتهم ، فقديمًا اتهم المفكر اللبناني أنطوان سعادة الملك عبد العزيز آل سعود باستمالة الصحفيين والمدرسين والسياسيين في لبنان والشام وفلسطين ( فيقوم هؤلاء بالإذاعة له باسم الوحدة)

ويصرح أنطوان سعادة بمخاوفه من تمدد الدعوة النجدية نحو بلاد الشام فيقول : (وكما وجدت القبائل العربية لعهد النبي أغراضها المادية في الاتحاد في الإسلام كذلك تجد القبائل العربية اليوم أغراضها المادية في العصبية الدينية الوهّابية فترمي إلى فتح جديد والاستيلاء على الأمصار المجاورة باسم الرسالة الوهّابية المعادية للسنّة والشيعة والتمدّن المسيحي الإسلاميّ العام)[1]

وفي زماننا اتهم أحد رموز الأشعرية المعاصرة الدعوة الوهابية بشراء المثقفين من أجل تغيير آرائهم السياسية او الدينية ، ومن بين هؤلاء  الشيخ محمد رشيد رضا والذي تعهد الوهابيون بدعم مجلته على حد زعم الشيخ الأشعري[2].

ويتردد هذا الإدعاء في أوساط المعارضين للدعوة النجدية ، فهو سلاحهم لمواجهة الإعجاب والثناء الذي حظيت به الدعوة من قبل المفكرين والمؤرخين وأعلام النهضة العربية والإسلامية قديمًا وحديثًا.

و سنقف عدة وقفات مع هذا الإدعاء :

أولاً: أنّ العقل يشهد بصحة مبادئ الإصلاح السلفي وبحُسنها وضرورتها كمقدمة لأي نهضة دينية أو دنيوية ، فمحاربة التصوف المنحرف ومظاهر الشرك والخرافة كالاستنجاد بالأموات والاعتقاد بقدرتهم على التصرف والتأثير في عالم الأحياء ، كل ذلك مما يتفق العقلاء على ضرورته ، و لا  يترددون في الثناء عليه ، فكل من عرف الدعوة النجدية وطبيعتها الإصلاحية أثنى عليها إلا من كانت له خصومة دينية أو سياسية مع مبادئ الإصلاح أو القائمين عليها.

فلم تأت الدعوة السلفية النجدية بأفكار منكرة ومستقحبة حتى تكون بحاجة الى من يزينها ويحسنها في أعين الناس ، ويخفي عنهم عيوبها ، بل جاءت بما ينطق الشرع والعقل بحسنه ويحض عليه ويرفض ما يناقضه .

ثانيًا: أن الدعوة فرضت على الآخرين احترامها وتقدير إنجازاتها وذلك بما حققته من إصلاحات على الصعيدين الديني والسياسي والتي أنطقت خصومها بالاعتراف بفضلها في توحيد البلاد و إنهاء الاقتتال الداخلي و بسط الأمن وإقامة شعائر الدين وإلزام الناس بأحكامه بعد تعليمهم ، ومن أشهر الخصوم الذي أقروا بفضل الدعوة :  المرجع الشيعي جعفر كاشف الغطاء[3] ، وأحمد زيني دحلان المكي ، وأمين حسن الحلواني المدني[4]

ثالثاً: أن الذين أثنوا على منجزات الدعوة النجدية من الكثرة التي يصعب معها الحكم بأنهم اتفقوا على ذلك مصانعة للقائمين على أمر الدعوة طلباً للمال أو طمعاً في مكسب مادي أو غاية سياسية.

كما أنهم على كثرتهم من مشارب مختلفة دينيًا و فكريًا وسياسيًا، وفي أزمنة مختلفة ، فمن المُحال تواطؤهم على موقف إيجابي من الدعوة وأهلها.

رابعًا: أن الثناء على الدعوة متقدم على ظهور الدولة السعودية الثالثة والتي يُتهم ملوكها وخاصة زعيمها المؤسس رحمه الله بأنه أغرى المثقفين العرب واستمالهم لجانبه .

فقد تتابع الأعلام من العرب والأجانب على الشهادة بفضل الدعوة النجدية والإعجاب بمنجزاتها ، ولو جمعنا تلك الشهادات التي سبقت قيام الدولة وقبل اكتشاف النفط في المنطقة الشرقية = فإن ذلك وحده كافٍ لإبطال هذه الفرية.

ولو اكتفينا بما كتبه الأجانب من الرحالة والدبلوماسيين والمستشرقين – على ما فيه من تشويه ومجافاة للحقائق – فإن ذلك يُغني عن التوسع في رد هذه التهمة

خامسًا :لم يثبت أن أحدًا من المثقفين أثنى على الوهابية لأغراض مادية أو سياسية ، لكن الذي ثبت هو العكس فقد أقر جميل الزهاوي الشاعر والفيلسوف البغدادي بأنه ألف كتابه (الفجر الصادق) لأسباب سياسية ، وذلك تزلفاً للدولة التركية ومسايرة لموقفها الديني والسياسي من حركة الإصلاح السلفي ، ومعلوم أنه انتصر في كتابه هذا للخرافة وهاجم الوهابية[5].

سادساً :لم يكن من السهل على المثقفين في مطلع القرن العشرين التصريح بتأييد الدعوة الوهابية أو الثناء عليها لأنها كانت تهمة في نظر الدولة  ، وكان أنصارها يتعرضون للأذى والتضييق من قبل السلطات الرسمية والنخب الدينية ورجال التصوف ،  فمن جهر منهم بموقفه الإيجابي وأبدى إعجابه بالدعوة = لم ينطق إلا عن قناعة وإيمان وجرأة على نبذ التقليد ، والوقوف في الاتجاه المعاكس للتيار السائد والمهيمن في زمانهم .

سابعًا : أن الجرأة على مثل هذه الادعاءات لا يقدح في الدعوة النجدية بقدر ما يقدح في عشرات النخب العلمية والفكرية التي أبدت موقفاً إيجابياً منها كالأمير شكيب أرسلان ومالك بن نبي وعبد الحميد بن باديس ومحمد البشير الإبراهيمي وعبد المتعال الصعيدي وعلال عبد الواحد الفاسي الفهري وغيرهم الكثير من مختلف الأقطار العربية.

ثامنًا : القول بأن الوهابيين قاموا بشراء محمد رشيد رضا مقابل تغيير آرائه الدينية هراء مردود من عدة وجوه :

أولاً : أن محمد رشيد رضا كان من دعاة الإصلاح الديني و النهضة الشاملة ، ومعلوم أن الثقافة السلفية المناهضة للقبورية كانت شائعة بين النهضويين العرب كما أشرنا لذلك في غير هذا الموضع[6]، فالسلفية لم تكن مذهبًا خاصًا برشيد رضا حتى يمكن اتهامه بمصانعة النجديين ، بل كانت ثقافة النُخب العربية الدينية والقومية.

 ثانيًا: أن القاسم المشترك الأهم بين رشيد رضا والدعوة النجدية هو محاربة المظاهر الشركية والبدع والاعتقادات الخرافية في حياة الأمة ، ومعلوم أن رشيد رضا كان تلميذاً لمحمد عبده قبل أن يعرف النجديين ، ومحمد عبده كان شيخاً عقلانياً محارباً للشرك وخرافات الطرقية ، فالنزعة الإصلاحية عند رشيد رضا مستمدة من شيخه محمد عبده ، ولم تكن بتأثير من الوهابية أو بإغراء واستمالة منهم.

ثالثًا :كانت لدى رشيد رضا نزعة عقلانية مغالية أثرت على تصوراته لجملة من المسائل الدينية كالمعجزات وبعض القضايا الغيبية مخالفا بذلك السلفيين الذين انتقدوه بسبب آرائه ، وغلاة العقلانية – كما هو معلوم – أبعد الناس عن التصوف المنحرف وأشدهم حربا لخرافاته وجهالاته ؛ بل هم في هذ الباب سلفيون قبل أن يطالعوا كتب ابن تيمية أو رسائل الدعوة النجدية.

رابعًا : صدر العدد الأول من مجلة المنار عام (1315هــ / 1898م) ، حينها لم يكن للوهابية سلطة ولا دولة ولا قدرة مالية لدعم دعوتهم ونشاطهم الديني في العالم الإسلامي ، واستمرت المجلة في الصدور لسنوات طويلة قبل نهوض الدعوة السلفية في الجزيرة العربية بقيادة الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله .

خامساً : من يقف على الإنتاج الفكري لمحمد رشيد رضا فإنه سيقطع بسُخف هذا القول ، وذلك لعدة لأمور :

أ -ضخامة هذا الإنتاج من الناحية الكمية والنوعية ، فما كتبه محمد رشيد رضا يمكن جمعه في عشرات المجلدات التي حوت فكراً نيراً ووعياً متقدماً على أهل زمانه ، ودعوة للإصلاح الشامل وحربا على الجمود والخرافة والبدع ، وقد تناول في كتاباته مباحث دينية وسياسية واجتماعية دلت على عبقرية صاحبها وغيرته على الدين وحميته على أهل ملته ، فكانت بحق مناراً للإصلاح الديني على مستوى العالم الإسلامي .

فأي عاقل يصدق بعد ذلك أن هذا الجهد الفكري الهائل كان مجرد تملق من صاحب المنار للوهابية طمعاً في شيء من الدعم ، أو أن صاحب هذا الفكر يمكنه التورط بأمر خسيس كتغيير آرائه رغبة في المال ودعم نشاطه الصحفي.

ب -مخالفة شيوخه و علماء زمانه : حينما انطلق رشيد رضا في دعوته الإصلاحية عبر مجلته كان مخالفاً لتوجهات مشايخه التقليديين وعلى رأسهم حسين بن محمد الجسر[7] ، ومشايخ الأزهر في مصر وسائر الطبقة العلمائية في ذلك الزمان ، ولا يُقدم على هذه الخطوة إلا من كان مؤمناً مناضلاً من أجل فكره ودعوته.

ج-مخالفة التوجه الرسمي للدولة : المضمون الإصلاحي لدعوة رشيد رضا كان مخالفاً لسياسات الدولة التركية الحاكمة آنذاك ، وقد تعرضت مجلة المنار في مسيرتها للتضييق والمحاربة من قبل الجهات الرسمية ، فنقد الواقع والرؤى الإصلاحية الدينية لم يكن ملائمًا لسياسة الدولة.

والجرأة على تقديم طرح يخالف توجهات العلماء والسلطان على حد سواء لا يكون إلا من صاحب مبدأ وعقيدة يناضل من أجل ما يعتقده، ولا يُقدم عليه من باع ضميره ومبادئه طمعاً بالدرهم والدينار.

د-لم يكن محمد رشيد رضا يسلّم بكل ما كتبه النجديون في مسائل العقيدة ، بل كان ينشر مؤلفاتهم ويضع عليها بعض التعقليات والتعقبات في المواطن التي يخالفهم فيها ، وكانوا بدورهم يردون على انتقاداته[8].

فمحمد رشيد رضا لم يناصر النجديين إلا إيماناً بقضيتهم ومبادئهم، ولم يخالفهم فيما خالفهم فيه إلا عن قناعة وإيمان ، فهو من أشد الناس رفضًا للتبعية والتقليد فضلًا عن المداهنة والمصانعة ، بل إن استقلاليته وتحرره في الفكر والنظر دفعته للأخذ بآراء عقلانية مخالفة لما اتفق عليه المسلمون ، وجعلت السلفيين يصوبون سهام النقد نحوه بالرغم من موقفه الحميد من دعوة الإصلاح السلفي.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

[1] جريدة النهضة الصادرة عن الحزب السوري القومي الاجتماعي ، العدد (2) بتاريخ (15 تشرين الأول 1937) ،وأنطوان سعادة داعية القومية السورية ومؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي

[2] مقطع على اليوتيوب لسعيد عبد اللطيف فودة بعنوان (مدرسة الأفغاني ومحمد عبده ورشيد رضا أثرها وخطرها على الأزهر الشريف ) (https://www.youtube.com/watch?v=PGTnI4WwjE8&t=458s  )

[3] وذلك في رسالته الى الامير عبد العزيز بن محمد بن سعود الموسومة ب( منهج الرشاد لمن أراد السداد) ( ص 94 -95 ) منشورات دار الثقلين (بيروت – الطبعة الاولى 1414هـ/1994)

[4] تاريخ السلفية في العراق (ص 225-226)

[5] تاريخ السلفية في العراق (ص 195-197)

[6] انظر الورقة العلمية رقم (163) المنشورة في المركز بعنوان (الدعوة النجدية وتهمة البداوة –الجزء الثالث : الوهابية والموقف من المدنية والحضارة )  https://salafcenter.org/4970/

[7] مجلة المنار ( 1 /949 )

[8] وقد جمع الباحث الفاضل سليمان الخراشي تعقبات العالم النجدي سليمان بن سحمان على بعض تعليقات رشيد رضا على كتب أئمة الدعوة ، ونشرها في دار الصميعي عام 1430 هــ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

جديد سلف

ألـَمْ يذكر القرآنُ عقوبةً لتارك الصلاة؟

  خرج بعضُ أهل الجدَل في مقطع مصوَّر يزعم فيه أن القرآنَ لم يذكر عقوبة -لا أخروية ولا دنيوية- لتارك الصلاة، وأن العقوبة الأخروية المذكورة في القرآن لتارك الصلاة هي في حقِّ الكفار لا المسلمين، وأنه لا توجد عقوبة دنيوية لتارك الصلاة، مدَّعيًا أنّ الله تعالى يريد من العباد أن يصلّوا بحبٍّ، والعقوبة ستجعلهم منافقين! […]

حديث: «جئتكم بالذبح» بين تشنيع الملاحدة واستغلال المتطرفين

الطعنُ في السنة النبوية بتحريفها عن معانيها الصحيحة وباتِّباع ما تشابه منها طعنٌ في النبي صلى الله عليه وسلم وفي سماحة الإسلام وعدله، وخروجٌ عن التسليم الكامل لنصوص الشريعة، وانحرافٌ عن الصراط المستقيم. والطعن في السنة لا يكون فقط بالتشكيك في بعض الأحاديث، أو نفي حجيتها، وإنما أيضا بتحريف معناها إما للطعن أو للاستغلال. ومن […]

تذكير المسلمين بخطورة القتال في جيوش الكافرين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: من المعلومِ أنّ موالاة المؤمنين والبراءة من الكافرين من أعظم أصول الإيمان ولوازمه، كما قال تعالى: ﴿إِنَّمَا ‌وَلِيُّكُمُ ‌ٱللَّهُ ‌وَرَسُولُهُۥ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ﴾ [المائدة: 55]، وقال تعالى: (لَّا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ […]

ابن سعود والوهابيّون.. بقلم الأب هنري لامنس اليسوعي

 للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   بسم الله الرحمن الرحيم هنري لامنس اليَسوعيّ مستشرقٌ بلجيكيٌّ فرنسيُّ الجنسيّة، قدِم لبنان وعاش في الشرق إلى وقت هلاكه سنة ١٩٣٧م، وله كتبٌ عديدة يعمَل من خلالها على الطعن في الإسلام بنحوٍ مما يطعن به بعضُ المنتسبين إليه؛ كطعنه في أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وله ترجمةٌ […]

الإباضــــية.. نشأتهم – صفاتهم – أبرز عقائدهم

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من الأصول المقرَّرة في مذهب السلف التحذيرُ من أهل البدع، وذلك ببيان بدعتهم والرد عليهم بالحجة والبرهان. ومن هذه الفرق الخوارج؛ الذين خرجوا على الأمة بالسيف وكفَّروا عموم المسلمين؛ فالفتنة بهم أشدّ، لما عندهم من الزهد والعبادة، وزعمهم رفع راية الجهاد، وفوق ذلك هم ليسوا مجرد فرقة كلامية، […]

دعوى أن الخلاف بين الأشاعرة وأهل الحديث لفظي وقريب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يعتمِد بعض الأشاعرة المعاصرين بشكلٍ رئيس على التصريحات الدعائية التي يجذبون بها طلاب العلم إلى مذهبهم، كأن يقال: مذهب الأشاعرة هو مذهب جمهور العلماء من شراح كتب الحديث وأئمة المذاهب وعلماء اللغة والتفسير، ثم يبدؤون بعدِّ أسماء غير المتكلِّمين -كالنووي وابن حجر والقرطبي وابن دقيق العيد والسيوطي وغيرهم- […]

التداخل العقدي بين الفرق المنحرفة (الأثر النصراني على الصوفية)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: بدأ التصوُّف الإسلامي حركة زهدية، ولجأ إليه جماعة من المسلمين تاركين ملذات الدنيا؛ سعيًا للفوز بالجنة، واقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، ثم تطور وأصبح نظامًا له اتجاهاتٌ عقائدية وعقلية ونفسية وسلوكية. ومن مظاهر الزهد الإكثار من الصوم والتقشّف في المأكل والملبس، ونبذ ملذات الحياة، إلا أن الزهد […]

فقه النبوءات والتبشير عند الملِمّات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: منَ الملاحَظ أنه عند نزول المصائب الكبرى بالمسلمين يفزع كثير من الناس للحديث عن أشراط الساعة، والتنبّؤ بأحداث المستقبَل، ومحاولة تنزيل ما جاء في النصوص عن أحداث نهاية العالم وملاحم آخر الزمان وظهور المسلمين على عدوّهم من اليهود والنصارى على وقائع بعينها معاصرة أو متوقَّعة في القريب، وربما […]

كيف أحبَّ المغاربةُ السلفيةَ؟ وشيء من أثرها في استقلال المغرب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدّمة المعلِّق في كتابِ (الحركات الاستقلاليَّة في المغرب) الذي ألَّفه الشيخ علَّال الفاسي رحمه الله كان هذا المقال الذي يُطلِعنا فيه علَّالٌ على شيءٍ من الصراع الذي جرى في العمل على استقلال بلاد المغرب عنِ الاسِتعمارَين الفرنسيِّ والإسبانيِّ، ولا شكَّ أن القصةَ في هذا المقال غيرُ كاملة، ولكنها […]

التوازن بين الأسباب والتوكّل “سرّ تحقيق النجاح وتعزيز الإيمان”

توطئة: إن الحياةَ مليئة بالتحدِّيات والصعوبات التي تتطلَّب منا اتخاذَ القرارات والعمل بجدّ لتحقيق النجاح في مختلِف مجالات الحياة. وفي هذا السياق يأتي دورُ التوازن بين الأخذ بالأسباب والتوكل على الله كمفتاح رئيس لتحقيق النجاح وتعزيز الإيمان. إن الأخذ بالأسباب يعني اتخاذ الخطوات اللازمة والعمل بجدية واجتهاد لتحقيق الأهداف والأمنيات. فالشخص الناجح هو من يعمل […]

الانتقادات الموجَّهة للخطاب السلفي المناهض للقبورية (مناقشة نقدية)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: ينعمُ كثير من المسلمين في زماننا بفكرٍ دينيٍّ متحرِّر من أغلال القبورية والخرافة، وما ذاك إلا من ثمار دعوة الإصلاح السلفيّ التي تهتمُّ بالدرجة الأولى بالتأكيد على أهمية التوحيد وخطورة الشرك وبيان مداخِله إلى عقائد المسلمين. وبدلًا من تأييد الدعوة الإصلاحية في نضالها ضدّ الشرك والخرافة سلك بعض […]

كما كتب على الذين من قبلكم (الصوم قبل الإسلام)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: مما هو متَّفق عليه بين المسلمين أن التشريع حقٌّ خالص محض لله سبحانه وتعالى، فهو سبحانه {لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} [الأعراف: 54]، فالتشريع والتحليل والتحريم بيد الله سبحانه وتعالى الذي إليه الأمر كله؛ فهو الذي شرَّع الصيام في هذا الشهر خاصَّة وفضَّله على غيره من الشهور، وهو الذي حرَّم […]

مفهوم العبادة في النّصوص الشرعيّة.. والردّ على تشغيبات دعاة القبور

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة لا يَخفَى على مسلم أنَّ العبادة مقصَد عظيم من مقاصد الشريعة، ولأجلها أرسل الله الرسل وأنزل الكتب، وكانت فيصلًا بين الشّرك والتوحيد، وكل دلائل الدّين غايتها أن يَعبد الإنسان ربه طوعًا، وما عادت الرسل قومها على شيء مثل ما عادتهم على الإشراك بالله في عبادتِه، بل غالب كفر البشرية […]

تحديد ضابط العبادة والشرك والجواب عن بعض الإشكالات المعاصرة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة لقد أمر اللهُ تبارك وتعالى عبادَه أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]، ومدار العبادة في اللغة والشرع على التذلُّل والخضوع والانقياد. يقال: طريق معبَّد، وبعير معبَّد، أي: مذلَّل. يقول الراغب الأصفهاني مقررًا المعنى: “العبودية: إظهار التذلّل، والعبادة أبلغُ منها؛ […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017