الاثنين - 05 رمضان 1444 هـ - 27 مارس 2023 م

الوجه الحقيقي للإلحاد

A A

اتّهام الأديان بالإرهاب:

يقرِّر ريتشارد دوكينز: أنَّ أكثر الحروب في العالم كانت نتيجةَ الأديان([1])، وهي جملة لطالما ردَّدها الملاحدة عند نقدهم للأديان، فيرون أنَّه لا مخلَص للبشريَّة من الحروب والقتال إلا بنبذ الأديان كلّها والصيرورة إلى الإلحاد؛ لأن الإلحاد -في نظرهم- هو جنة الأرض، وهو السَّلام الذي سيعمُّ الكون لو صار الجميع إليه، متخلِّين عن أديانهم، نابذين أحلاقهم، بينما الأديان كلها أسباب حروب لا تنتهيَ، وهذا النَّقد للأديان موجَّه لها عامّة، وموجَّه للإسلام بالخصوص، من الملاحدة الجدُد الذين صار همُّهم نقد الإسلام لا الأديان، لا سيما الملاحدة العرب الذين لم يستطيعوا التخلُّص من فطرتهم فضلًا عن أن يتصوَّروا الإلحاد بشكلٍ كامل، ويعتنقوه عن قناعة تامّة بأدلته؛ فلذلك هم أكثر من يرمي الإسلام بأنه دين دمويٌّ ما جاء إلا لقتال الناس وقتلهم.

وبغضِّ النظر عن موقف الأديان من الحروب والقتال وما يتعلَّق بهما من قضايا، فإننا نريد أن نبحث في هذا المقال، هذه الدعوى؛ إلا أننا نتساءل: هل حقًّا كان الإلحاد في تاريخه القصير، ملاذًا للناس من الحروب، وهل كان هو الأمل المنشود لإحلال السلام في العالم؟ فإنه -كما هو معلوم- قدِ انتشرت موجَة الإلحاد، وابتلعت دولًا بأكملها، ورغم أن تاريخه ليس طويلاً، حتى نقارنه بالأديان فيما يتعلّق بالحروب والقتال التي كانت دوافعها أيديولوجية دينية أو إلحادية= إلا أنا مع ذلك نتنزل وننظر للأمر بمنظور علميّ محايد حتى نعرف: هل بالفعل كانت الأديان سببَ حروب العالم وقتل الناس، وهل الإلحاد كان بعيداً عن صراعات الأديان؟

توحش الإلحاد:

لم يكن الإلحاد بمنأى عن الصراعات ذات الخلفيات الأيديولوجية، خاصَّة وأنَّ الإلحاد قائم على الغطرسة البشرية البعيدة عن أي عاصم ربانيّ خارج عن الطبيعة البشرية، فالبشرية وحدَها من تقوِّم الأمور، فالنظرة الإلحادية هي نظرة مادية بحتَة؛ ولذلك من ينظر إلى التاريخ ويقرأ عن الحروب؛ يجد بونًا شاسعًا بين الحروب التي تصنّف أنها دينية، وبين ما خلّفه الإلحاد من دَمار، ويزداد الإلحاد توحّشًا حين نعلم: أن عمرَ الإلحاد قصير مقارنة بالأديان، فإن الإلحاد كظاهرة لم ينشأ ويتوسّع إلا في القرن الثامن عشر وما بعده، وإن كانت البوادر ظهرت قبل، ومع هذا، فإنَّ من يتتبّع الحروب ذات الخلفيات غير الدينية -بل ذات الأيديولوجيات المعادية للدين-؛ يجد أنها صادمة، حتى إن قلنا: إنَّ نسبة الضحايا في حروب الإلحاد كانت ربع ضحايا الحروب الدينية لكان كثيرًا؛ نظرًا لحداثة الفكر الإلحاديّ، ومع هذا: فإن الأرقام التي توصَّل لها الباحثون أضخم من هذه النسبة؛ لأن الإلحاد يتسم بالوحشيَّة، في سبيل فرض عقيدته وأفكاره!

عالَم بلا أخلاق:

لا أريد الخوضَ هنا في نسبية الأخلاق عند الملاحدة، وفقدان المرجعية الأخلاقية والذي يؤدّي بهم إلى هاوية الضلال الخلقيّ بل إلى مرحلة أدنى من الحيوانية إن صحَّت العبارة؛ إذ أن الملاحدة يعدّون الإنسان على كل حال حيوانًا من الحيوانات لا يمتاز عنها في شيء، وهذا يعني: أن لا مرجعية لديهم للأخلاق، فمهما كان الملحد أخلاقيّا في نفسه، إلا أنه لا يمكنه أن ينكر على غيره ممن لا أخلاق له في ممارسة القتل والتعذيب والاغتصاب وغيرها من الجرائم؛ ولذا نجدهم قد انحدروا إلى مهاوٍ سحيقة مما تشمئز منه النفوس، وتنفر الأفئدة، من فوضى أخلاقية فيما يتعلق بالعلاقة الجنسية بين الأقارب والحيوانات، ولهم تصريحات عديدة في ذلك -ليس هنا محلّ ذكرها-، لكني أؤكّد: أن المرجعية الأخلاقية مفقودة عندهم، فعليه، لا يحقّ لهم الإنكار على أهل الأديان في حروبهم، إن قلنا: إنها كلّها وقع فيها ظلم وتعدّ؛ ذلك أنه لا خير ولا شرّ مطلق، فالخير الذي ينشده الملاحدة، شرٌّ بالنسبة لأهل الأديان، والعكس صحيح، فكيف نثبت أن الحروب التي قام بها أهل الأديان كانت سيئة بمعيار الإلحاد؟! هذا لا يمكن؛ لأن كلامهم عن توحّش الأديان، غير منضبط مع معاييرهم.

ثمَّ إنَّ فقدان المرجعيَّة الأخلاقيَّة، جعلهم يمارسون التوحّش، فلا يرونه توحشاً، فما المانع –عندهم- من قتل مئات البشر لتوسيع النفوذ؟! وما المانع من إبادة الشعوب وتجويعهم  -كما حصل من الملحد “ماو تسي تونج” في الصين-  ما دام أن الإلحاد لا يمنع من ذلك؟! وفي الأخير -كما يقول دوستويفسكي: “إذا كان الإله ميتًا فإن كلّ شيء مسموح”([2]).- فالملاحدة إذن؛ لا يمكنهم الإنكار على الأديان؛ لعدم وجود ما يميز الخير من الشر عندهم، فلا يعلمون بالضرورة إن كانت الحروب خيرًا أو لا، ثم إن عدم التمييز هذا، جعلت الملاحدة يبيدون المجتمعات بدم بارد؛ لأنه لا معيار، ولا جنة ولا نار، ولا إله يحاسِب، فكل شيء مباح من القوي تجاه الضعيف.

الداروينية الاجتماعية:

الإنسان متميِّز في معظم الثقافات، لكن جاءت الداروينية، فأسقطته عن مكانته، فهو لا شيء، بل جعلوه كالحيوان، ونشأت الداروينية الاجتماعية.. على أنَّ صراع القوة والخضوع للطبيعة ذات الناب، هو الطريق للتقدّم، فالإنسان جزء من الطبيعة، والطبيعة وقوانينها، هي الانتخاب الطبيعي، أي: بقاء الأقوى والأصلح، وعليه، فإن قتل الناس وإبادتهم من قبَلِ الأقوياء، لا شيء فيه، بل هو جريان لقانون الطبيعة في انتخاب الأقوى وإبقائه وفناء الأضعف، يقول الفيلسوف هربرت سبنسر -أشهر أعلام الداروينية-: “مساعدة السيئين في أن يتكاثروا هي عمليًّا أمر يضمن وجود أعداء كثر لحفدتنا، لا شكّ أن الإيثار الفردي كان جديًّا جدًّا، لكن الصدقة المنظمة كانت لا تحتمل”. وقد أكّد: أنَّ الذي يصيب أفرادا من الشعب عملية إيجابية ليتطهر المجتمع بصورة آلية من أرجاسه([3]).

وبغضّ النظر عن القتل الذي حصل بسبب هذا القانون المبرّر للقتل.. فلو جمع أحدهم القرآن الكريم مع الأحاديث الصحيحة والضعيفة والموضوعة؛ لما وجد هذا المبرّر الرقيع الذي يبرر للقوي ظلم الضعيف، بل إن دين الإسلام -والأديان عموما- يقف مع الضعيف، إلا إذا كان الحق مع الأقوى.

أمَّا الداروينية الاجتماعية: فإنها تبرر للقاتل قتله وللظالم ظلمه، وقد نشر داروين كتابه “أصل الأنواع” سنة 1859م، وانتشر وتُرجم إلى عدد من اللغات، وكان ذلك العصر مهيَّأً لقبول أي فكر ينتقد الأديان وينتصر للإلحاد، فأخذوا بالفرضية بشقيها: البيولوجي، والأخلاقي؛ لذلك لم يقتل هتلر كلّ هؤلاء البشر باسم الدين، وإنما باسم أيديولوجية متنكرة للأديان، فقد كان الحكم فاشيا ديكتاتوريا، أدّت أفعاله إلى الحرب العالمية الثانية، وبغض النظر عن عقيدته، إلا أنَّ الداروينية الاجتماعية، تعطيه الضوء الأخضر لكل الدماء التي أسالها، يقول المؤرخ هيكمان عن هتلر: “كان شديد الإيمان بالتطور وداعيا إليه … أشار كتابه (كفاحي) بوضوح إلى عدد من الأفكار التطورية، خاصة تلك التي تؤكد على الصراع وبقاء الأصلح وإبادة الضعاف لصناعة مجتمع أفضل”([4]).

فإذا وجد المبرر الأخلاقي، حيث لا وجود للخير والشر، ووجد المبرر الذي يعطي القوي أفضلية للحياة على الضعيف، فما الذي تنتظره القوى الكبرى إلا أن تسحق الضعيف وتبيده؟! وهذا ما حصل في حربين عالميتين؛ ولذلك حين خرج الغرب من ظلم الكنيسة وتسلطها لم يعش أياما وردية كما يصور الملاحدة: الحياة بدون دين، بل عاشوا حربين عالميتين وعشرات الحروب والثورات التي فتكت بالجسد الغربي دون تدخل الدين فيها، فهل ساهم الإلحاد في التقليل من هذه الحروب، أم ساهم فيه بمثل هذه التبريرات؟!

ثاني أكبر سبب للقتل:

لم يعش الغرب أياما وردية بعد الثورة الفرنسية والخروج من العصور الوسطى -كما يصور الملاحدة الحياة بدون دين-، بل عاشوا سنوات من الحروب والدماء تحت حكم الإلحاد، وقد رصد بعض الباحثين عدد القتلى في الحروب التي تقودها أفكار دينية أو غير دينية من بداية الميلاد حتى 2008م، وذلك برصد الحروب التي تجاوز عدد قتلاها 10 ملايين قتيل، فحصر قرابة 276 حدثًا عنيفًا، وتوصل إلى أنَّ الإلحاد والحروب التي قادتها بلاد إلحادية يأتي في المرتبة الثانية من حيث عدد الضحايا بعد المسيحية مباشرة بعدد يتجاوز 125 مليون قتيل!([5]).

وقد مثلت الدولة الشيوعية المنكِرة لوجود الله والجاحِدة له، أقسى الأمثلة المبيّنة لما قد تفعله معاداة الأديان، فقد ارتكبت الدول الشيوعية في سبيل نشر عقيدتها بالنار والحديد أبشع الجرائم على البشر في روسيا والصين وكمبوديا وغيرها([6])، وقد كان تعداد ضحايا نشر الشيوعية بالملايين، وكانت الأرقام هذه، في سبيل القضاء على الأديان وترسيخ المادية وسيادة الإنسان وحده.

ولا يخفى ما فعله ستالين في حق الشعوب، وكذا الملحد الصيني ماو تسي تونج حين أجاع شعبه في سبيل نقل الشعب من الزراعة إلى الصناعة، ولا عجب من فكرة تجعل الإنسان مجرد ترس آلة يمكن استبداله أي وقت شاء الحاكم أو صاحب السلطة، فالإنسان مجرد رقم لا يعبأ صاحب الفكرة المادية بسحقه أو رميه أو إبادته؛ ولذلك حينما ثار الفلاحون في فرنسا سنة 1793م بعد الثورة وانتصار العلمانية واللادينية بقليل، كيف كانت ردة الفعل من الحكومة؟ كان الجواب لنداءات الفلاحين هو قتلهم جميعًا، بل وحرق بيوتهم وممتلكاتهم، واستخدمت في تلك المذبحة أفران الغاز وإغراق المراكب بعد أن يحشر فيها الرجال والنساء والأطفال، وكل هذه الأفعال وجدت مبررا في الفكر الإلحادي([7]).

وأخيرًا: إن الإلحاد حين يحكم.. فإنَّه حكم الغاب، وتوحشه فظيع مستطير؛ لا يقارن بكثير مما ينسب إلى الأديان؛ ولذلك فإن دوكينز نفسه -الذي نسب الحروب إلى الأديان- اعترف في مقابلة له: بأن حروب القرن العشرين، أفظع بكثير من كل الحروب السابقة، وهي حروب ليست دينية([8]).

ومع هذا، يمكن أن يقال: إن بعض هذه الحروب لها أسبابها السياسية، فلمَ ننسبها إلى الإلحاد؟

فالجواب من ثلاثة أوجه:

1- لا مانع في الإلحاد من القيام بمثل هذه الإبادات الجماعية، أما في الحروب الدينية فثمة مواثيق لا يجوز تجاوزها، وثمة أخلاقيات يقف الناس عندها، بينما في الفكر الإلحادي -حيث لا مرجعية للأخلاق- تفقد الحروب كل المعاني، فحتى لو لم تكن بعض الحروب بسبب الإلحاد، لكنها تجد في الإلحاد مبررا له.

2- يدّعي الملاحدة: أن الإلحاد جنّة الأرض، والمخلّص للناس من شقاء الأديان وحروبها، ويزعمون أن كل الحروب السابقة لما قبل الإلحاد حروب دينية، ولا منجى إلا بالإلحاد؛ إذن، أين هذا النعيم الموهوم، من بعد الثورة الفرنسية إلى يومنا هذا؟! لأنه تخللها إبادات جماعية، وحروب عالمية وقتلى بالملايين؟! فما الدور الذي قام به الإلحاد تجاه هذه الحروب، غير أنها كانت مغذية لفكرة الإبادة؟!

3- الحروب الشيوعية حروب قادها منكرو الأديان، وقد استخدموا الحديد والنار في بث هذه الأفكار، وقتلوا مئات الآلاف من الناس في سبيل نشر أفكارهم.

ولست في هذا المقال، أدرس الحروب الدينية، ولا أبرر لما وقع في بعضها من أخطاء، وإنما لأبين أن الإلحاد أكثر توحشًا مما يظنه من يسمع عنه، وأن الإلحاد يحمل في داخله جينات القضاء على البشرية خلقيا واجتماعيا، بل ويهدد وجودها حين تتحول الأنظمة اللادينية إلى أنظمة فارضة لقوتها، ساحقة للضعيف.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) ينظر: وهم الإله (ص: 127-128).

([2]) عن نفسية الإلحاد، للدكتور بول سيفيتنز، ترجمة: مركز دلائل (ص: 176).

([3]) ينظر: الإلحاد في مواجهة نفسه لسامي عامري (ص: 49).

([4]) المرجع السابق (ص: 50).

([5]) ينظر: تعداد الضحايا (استعراض كمي للعنف السياسي عبر الحضارات العالمية)، نافيد س. شيخ، المركز الملكي للبحوث والدراسات الإسلامية (ص: 29).

([6]) وهي موثقة في: الكتاب الأسود للشيوعية: الجرائم، الإرهاب، القمع.

The Black Book of Communism: Crimes, Terror, Repression Hardcover – October 15, 1999.

([7]) ينظر مقال على الشبكة بعنوان: هولوكوست الأنوار: الإرهاب التنويري الذي أخفته الإيديولوجيا.

([8]) ينظر الرابط: https://www.youtube.com/watch?v=NbRHgRXE4w8

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

جديد سلف

عرض ونقد لكتاب (نسائِم المعالم – السيرة النبوية من خلال المآثر والأماكن)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة بماذا تعبَّدنا الله سبحانه وتعالى؟ هل تعبَّدنا الله سبحانه وتعالى بمتابعة النبي صلى الله عليه وسلم فيما بيَّن من العقائد وشرع من الأحكام ودلَّ إليه من الأخلاق والفضائل، أم تعبَّدنا الله سبحانه وتعالى بتتبُّع كل ما وقف عليه النبي صلى الله عليه وسلم ووطئت رجلاه الشريفتان ولامس شيئًا من […]

ما بين التقويم القمري والشمسي (هل تراكمت الأخطاء حتى صام المسلمون شهرًا خاطئًا؟)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تمهيد: الصِّيام أحدُ أركان الإسلام، وهو من محكَمات الدّين، وجاء في فرضه وبيانِه نصوصٌ كثيرة محكمة، فمن أدلَّة وجوب صيام رمضان المحكمة قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183]، ومن الأدلة قوله صلى الله عليه وسلم: «بُني […]

أولياء الصوفية بين الحقيقة والخرافة السيد البدوي أنموذجًا (596هــ-675هــ)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الولاية ضد العداوة، وأصلها المحبة والقرب، وأصل العداوة البغض والبعد. ولكي يفوز العبد بولاية الله لا بد أن يتحقق بالصفات التي وصف الله بها أولياءه، قال تعالى: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [يونس: 62]، فآخر الآية يبين الصفتين في الولي اللتين هما ركيزتان فيه، […]

النقض على الملاحدة في استنادهم إلى التراث العربي في تبرير الشذوذ الجنسي

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   إن فعلَ قومِ لوطٍ من أعظمِ الكبائر، وقد أنزلَ الله بقوم لوط عذابًا أليمًا، وجعلَ عالي قريتهم سافِلَها، ولعنَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فاعلها ثلاثًا، كما استحقَّ فاعلها عقوبة شديدة وعذابًا أليمًا. قال تعالى: {وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ […]

تفصيل ابن تيمية في مصطلح (الجسم) ونحوه من المصطلحات الحادثة “والرد على من زعم أنه توقُّفٌ في تنزيه الله عز وجل”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة يَعتبر كثيرٌ من الأشاعرة المعاصرين أن توقف ابن تيميَّة أو تفصيله في مصطلح «الجسم» الذي لم يرد في الكتاب والسنة يعني أنه متردّد أو شاكٌّ في تنزيه الله عز وجل. وهذا التصوُّر منهم غير صحيح لمذهبه رحمه الله، ذلك لأن ابن تيميَّة فصّل في المصطلح الكلامي، وأما الجسم المعروف […]

مكانة ابن تيمية عند السلفيين في منظار الخصوم

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة لعلَّه من الطبيعيِّ أن يغتاظ خصوم المنهج السلفي من وجود ابن تيمية في طليعة المنافَحين عنهم؛ ذلك أنه عالم متّفق على علو منزلته في العلوم الدينية، فحينما تقف هذه القامة العلمية إلى جانب السلفيين تتصدّر جبهتهم، وتدافع بشراسة عن أصولهم وقواعدهم، فهذا يحقق مكسبًا كبيرًا للسلفيين في معركتهم مع […]

معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه – بين إنصاف أهل السنة وإجحاف أهل البدعة –

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: مِن أكبرِ الإشكاليات التي تعانيها الساحةُ الفكرية اليومَ إشكاليةُ التعامل مع أخطاء المسلمين؛ فبينما يُفْرِط بعض الناس في شخصٍ ويرفعونه إلى أعلى عليِّين بل إلى مرتبة النبوّة وإلى الإلهية أحيانًا، ويتعامَون تمامًا عن كلّ زلاته وكأنه لم يخطئ طولَ عمره، وكأنه ليس واحدًا من البشر يعتريه ما يعتري […]

الشيخ أحمد السوركتي 1292- 1362هـ/ 1875 – 1943م

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الشيخ أحمد السوركتي نموذج لوحدة أمة المسلمين على اختلاف بلادهم، فهو السوداني الذي رحل للحجاز لطلب العلم، ثم استقر في مكة للتدريس، ثم هاجر إلى إندونيسيا، وأقام بها -رحمه الله- دعوة إصلاحية سلفية مستمرة لليوم، ومع هذا لا يعرفه كثير من الخاصة فضلاً عن العامة. لمحة عامة: للأسف لا […]

العلامة الرحالة المجاهد بلسانه وقلمه محمد سلطان المعصومي 1297هـ/ 1880م – 1380هـ/ 1960م

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة العلامة المعصومي هو أحد الرموز الغائبة عن أذهان الناس، خاصة أن موطنه الأصلي من بلاد ما وراء النهر([1]). وتاريخ هذه البلاد الإسلامية لا يزال مجهولا لدى كثير من المسلمين، خاصة بعد الاحتلال الشيوعي الروسي لهذه البلاد الإسلامية بداية من سنة 1917، والذي شهد الكثير من الكوارث الدموية على يد […]

الجواب عن معضلة تعاقب الحروف وشبهة عدم وجود سلف لابن تيمية فيها والجواب عن نفي السجزي لتعاقب الحروف

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة     مسألة تعاقُب الحروف والكلمات هي من المسائل المُخرَّجة على «الفعل الاختياري»، وهذه المسألة ظهرت بعد القرن الرابع الهجري، ولم يتكلم فيها السلف ولا الأئمة، لكن بدأت هذه الشبهة في الظهور لما قالت الأشاعرة محتجين على أهل الحديث: «إن الحروف متعاقبة, يعقب بعضها بعضًا, وكذلك الأصوات، فلو كان […]

شُبهة رجوع ابن خزيمة عن عقيدة أهل الحديث

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة من المعلوم أن من مصادر أهل السنة الرئيسة لتقرير الاعتقاد هو ما دونه أئمة أهل الحديث من كتبٍ ورسائل تقرر اعتقاد السلف الصالح، وكانت ولا تزال هذه الكتب حجر عثرة أمام المخالفين لاعتقاد أهل الحديث قديمًا وحديثًا، فقام الجهمية وغلاة الأشاعرة قديمًا باتهامهم بالتشبيه والتجسيم، وكثير منهم لم يطلعوا […]

بيان مركز سلف للبحوث والدراسات حول زلزال تركيا وسوريا وما جاورها

الحمد لله الذي أمر المسلمين بالتآخي والتعاون والتآزر فقال: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} [آل عمران: 103]؛ والصلاة والسلام على نبي الرحمة ورسول الألفة الذي ألَّف الله به بين قلوب المسلمين؛ فينصر قويُّهم ضعيفَهم، ويجبرون كسر مصابهم، ويواسون مبتلاهم، ويعزون فاقدَهم، […]

وقفات إيمانية مع حادثة الزلزال

الحمد لله الواحد القهار ، العزيز الغفار، يقلب الليل والنهار؛ عبرةً لأولي الأبصار. والصلاة والسلام على النبي المختار وسيد الأبرار، المبعوث رحمة للعالمين وإمامًا للمتقين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا، وبعد: فهذه وقفات إيمانية مع فاجعة الزلزال، الذي ضرب إخواننا في سوريا وتركيا، وأحدث دمارًا واسعًا، ونتج عنه قتلى وجرحى بالآلاف، […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017