الأربعاء - 27 ذو الحجة 1445 هـ - 03 يوليو 2024 م

مقولة: (التخَـلُّق بأخلاق الله تعالى) أصلُها، وحكم إطلاقها

A A

يرد كثيرًا في كلام المتصوفة الحثُّ على التخلق بأخلاق الله تعالى، فهل يصحّ إطلاق هذه العبارة؟ وهل تحتمل معنى باطلا، أم أنها لا تدلّ إلا على معنى صحيح؟ هذا ما نجيب عنه في هذه المقالة بعون الله تعالى.

أولا: أصل العبارة واستعمالها

تمتلئ كتب التصوف بهذه العبارة، حتى إن بعضهم عرّف التصوف بذلك، كما وردت في عبارة أبي الحسين النوري (295هـ): “التصوف ليس بعلوم ولا رسوم، ولكنه أخلاق كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «تخلَّقوا بأخلاق الله»”([1]). وبعضهم يجعل ذلك من صفات الصوفي، كما قال أبو الحسن الشاذلي (656هـ): “للصوفى أربع صفات: التخلق بأخلاق الله..”([2]).

 ولم يكن هذا مقصورًا على بعض الأسماء والصفات التي يشرع للعبد أن يتحلّى بمعانيها بقدر ما يناسبه، بل طردوا ذلك في جميع الأسماء الحسنى، فساق أبو حامد الغزالي (505هـ) في كتابه (المقصد الأسنى) فصلا بعنوان: “كمال العبد وسعادته في التخلق بأخلاق الله تعالى والتحلّي بمعاني صفاته وأسمائه بقدر ما يتصوّر في حقّه”([3]).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: “وهذا قد طَرَده بعضُ الناس كأبي حامد الغزالي وغيره، وجعلوا العبدَ يتّصف بالجبار والمتكبر على وجهٍ فسّروه، وجعلوا ذلك تَخَلُّقًا بأخلاق الله”([4]).

وقريبٌ من هذه العبارة قول الفلاسفة في تعريف الفلسفة بأنها (التشبه بالإله على قدر الطاقة) كما يقوله إخوان الصفا في رسائلهم([5])، ونقل مثل ذلك الفخر الرازي في (المطالب العالية)([6])، بل إن هذا القول الصوفي منتزَع من هذه العبارة الفلسفية، تسربت إليهم كما تسرب كثير من عقائد الفلاسفة وتصوراتهم، وألبست بعد ذلك لبوس الإسلام.

 ولذلك كثير من المتصوفة يجعل العبارتين بمعنى واحد، قال ابن عربي الصوفي (638هـ): “ولهذا تشير الحكماء بأن الغاية المطلوبة للعبد التشبّه بالإله، وتقول فيه الصوفية: التخلق بالأسماء، فاختلفت العبارات وتوحَّد المعنى”([7]).

ويشرح الرازي عقائد الفلاسفة في ذلك بقوله: “لا شكّ أن واجب الوجود لذاته: المبدأ المفيض لجميع أقسام الخير والرحمة على جميع أجزاء العالم الروحاني والجسماني. ولا شك أن الحركات الفلكية أسباب لنظام هذا العالم. وعند هذا قالوا: كمال حال الممكنات التشبه بالإله بقدر الطاقة البشرية، ولهذا المعنى قال صاحب الشريعة: «تخلقوا بأخلاق الله تعالى»، ونُقِل عن أوائل الفلاسفة أنهم قالوا: الفلسفة عبارة عن التشبه بالإله بقدر الطاقة البشرية، ولا شك أن هذا التشبه حالة عالية شريفة”([8]).

وهذا المعنى قد أشار إليه شيخ الإسلام رحمه الله فقال: “ولهذا ضل من سلك سبيل هؤلاء، فصار مقصودهم هو التشبه بالله، واحتجوا بما يروون: «تخلقوا بأخلاق الله» وصنف أبو حامد شرح أسماء الله الحسنى، وضمنه التشبه بالله في كل اسم من أسمائه، وسماه: التخلق، حتى في اسمه الجبار والمتكبر والإله ونحو ذلك من الأسماء التي ثبت بالنص والإجماع أنها مختصة بالله، وأنه ليس للعباد فيها نصيب”([9]).

 وللإنصاف فإن طائفة من المتصوفة أنكروا هذا الإطلاق، ونفوا أن يكون العبد مأمورًا بذلك، بل وصفها الشعراني (973هـ) بأنها عند المحققين “عين الجهل”([10]).

 ولكن كبارهم كالغزالي وابن عربي على ما ذكرنا.

وهذا لا ينفي أيضا أن هذه العبارة قد استعملها طائفة من أهل العلم، وأرادوا بها معنى صحيحًا، وهو التعبّد لله بالأسماء الحسنى، فليس كل من أطلق العبارة أراد بها معنى فاسدًا.

ثانيا: الأحاديث الواردة في هذا الباب

استشهد أصحاب هذه العبارة بعدة أحاديث، فيها إضافة الخُلُق إلى الله تعالى، أو الأمر بالتخلّق بأخلاق الله تعالى، ولا يصحّ منها شيء، بل هي بين الضعيف والموضوع وما لا أصل له، فمن ذلك:

1- ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «تخلّقوا بأخلاق الله تعالى»، وهو حديث باطل لا أصل له في شيء من كتب السنة، كما ذكر ذلك ابن القيم رحمه الله([11]).

2- ومن ذلك حديث: «السخاء خلق الله الأعظم»، وهو حديث ضعيف لا يصح إسناده([12]).

3- ومن ذلك حديث: «إن لله تعالى مائة خلق وسبعة عشر، من أتاه بخلق منها دخل الجنة»، وهو حديث ضعيف جدًّا أيضا([13]).

4- حديث: «ألا وإن حسن الخلق من أخلاق الله عز وجل»، وهو حديث موضوع([14]).

وبالجملة، فإنه لم يثبت حديث واحد في إضافة الخُلُق إلى الله تعالى، وكل ما ورد في ذلك فهو ضعيف لا يثبت، أو موضوع مكذوب. وأما الأمر بالتخلق بأخلاق الله تعالى فهذا لا أصل له، وهو يروى بلا سند، ولا وجود له في كتب السنة.

ثالثا: حكم إضافة الخُلُق إلى الله تعالى

 بيّنا أنه لا يصحّ في ذلك حديث، وما ورد في ذلك فهو ضعيف أو موضوع، ولكن ورد ذلك في كلام كثير من أهل العلم شُراح الأحاديث وغيرهم، كالحكيم الترمذي، وابن الملقن، وبدر الدين العيني، والمناوي، وابن الحاج، وغيرهم كثير([15]).

ومقصد هؤلاء العلماء بالخُلُق هنا الصفة، كما يدل على ذلك كلامهم.

وإذا لم يصحّ الحديث في ذلك، فهل يجوز إطلاق الخُلُق على الله تعالى من باب الإخبار؛ لأن بابَه أوسع؛ إذ لا يشترط فيه إلا الإخبار بما هو حقّ وإن لم يرد في النصوص؟

لا شكّ أن الأولى ترك ذلك؛ لأنه لم يرد، ولأنه قد يوهم معنى غير صحيح.

وقد سئل الشيخ عطية صقر رحمه الله: هل هناك حديث يقول: «تخلقوا بأخلاق الله»؟ وكيف يقال عن صفات الله: إنها أخلاق؟

فأجاب: “لا يوجد حديث عن النبى صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ، ذلك أن الخُلق كما عبر عنه العلماء مَلكة راسخة فى النفس تصدر عنها الأفعال بيسر وسهولة من غير فكر ولا روية، ولا يمكن أن يعبر عن صفات الله -مثل الرحمة والعدل- بأنها آثار لملكة راسخة في النفس”([16]).

رابعا: هل تصح عبارة: (التخلق بأخلاق الله تعالى)؟

هذه العبارة غير صحيحة، ولا يصحّ إطلاقها، وهي -كما سبق- مأخوذة من كلام الفلاسفة الذين يعتقدون أن غاية الإنسان وكماله في التشبه بالإله على قدر طاقته.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: “هذا من جنس ما يقوله المتفلسفة الصابئون ومن سلك مسلكهم من الإسلاميين من قولهم: إن الفلسفة هي التشبه بحسب الطاقة، فيثبتون أن العبد يصير شبيهًا بالله تعالى بفعل نفسه، ويحتج من اتبعهم على ذلك كأبي حامد وغيره بقوله: «تخلقوا بأخلاق الله»، وهذا اللفظ لا يعرف عن النبي صلى الله عليه وسلم في شيء من كتب الحديث، ولا هو معروف عن أحد من أهل العلم، بل هو من باب الموضوعات عندهم، وإن كان قد يفسَّر بمعنى صحيح يوافق الكتاب والسنة، فإن الشارع قد ذكر أنه يحب اتصاف العبد بمعاني أسماء الله تعالى”([17]).

وقال أيضا: “والله تعالى يحب من العباد أمورًا اتَّصف بها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله وَتْرٌ يُحبُّ الوَتْر»، وقال: «إنهُ جميلٌ يُحِبُّ الجَمَالَ»… وهذا قد طَرَده بعضُ الناس كأبي حامد الغزالي وغيره، وجعلوا العبدَ يتصف بالجبار والمتكبر على وجهٍ فسروه وجعلوا ذلك تَخَلُّقًا بأخلاق الله، ورووا حديثًا: «تَخَلَّقوا بأخلاق الله»، وأنكر ذلك عليهم آخرون كأبي عبد الله المازَرِي وغيره، وقالوا: ليس للرب خُلُق يتخلَّقُ به العبد، وقالوا: هذه فلسفة كُسِيَت عباءة الإسلام، وهو معنى قول الفلاسفة: الفلسفة التشبُّه بالإله على قدر الطاقة”([18]).

وقد قرر ابن القيم رحمه الله أنها عبارة غير سديدة، منتزعة من قول ملاحدة الفلاسفة، الذين “يقولون: الوصول هو التشبه بالإله على قدر الطاقة، وبعضهم يلطّف هذا المعنى، ويقول: بل يتخلّق بأخلاق الرب”([19]).

وقال أيضا رحمه الله: “وهذه العبارة([20]) أولى من عبارة من قال: يتخلق بأسماء الله؛ فإنها ليست بعبارة سديدة، وهي منتزعة من قول الفلاسفة بالتشبه بالإله على قدر الطاقة، وأحسن منها عبارة أبي الحكم بن برهان: وهي التعبّد، وأحسن منها العبارة المطابقة للقرآن، وهي الدعاء المتضمن للتعبد والسؤال.

فمراتبها أربعة: أشدّها إنكارا عبارة الفلاسفة وهي التشبّه، وأحسن منها عبارة من قال: ‌التخلق، وأحسن منها عبارة من قال: التعبّد، وأحسن من الجميع الدعاء، وهي لفظ القرآن”([21]).

ولذلك عدّها الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله في معجمه ضمن المناهي اللفظية([22]).

وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله عما قاله بعض الخطباء في خطبة الجمعة من الحث على الاتصاف بصفات الله والتخلق بأخلاقه هل لها محمل؟

فأجاب: “هذا التعبير غير لائق، ولكن له محمل صحيح، وهو الحث على التخلق بمقتضى صفات الله وأسمائه وموجبها، وذلك بالنظر إلى الصفات التي يحسن من المخلوق أن يتصف بمقتضاها، بخلاف الصفات المختصة بالله كالخلاق والرزاق والإله ونحو ذلك، فإن هذا شيء لا يمكن أن يتّصف به المخلوق، ولا يجوز أن يدعيه” إلخ([23]).

والخلاصة: أن هذه العبارة وإن كان كثير ممن يطلقها يريد بها معنى صحيحا موافقا للشرع، إلا أنه لا ينبغي إطلاقها؛ لما قد توهمه من معاني باطلة، كتلك المعاني التي يقصدها الفلاسفة من قولهم: التشبه بالإله، والتي قد تشير إلى الاتحاد أو الحلول وغيرها من عقائد الملاحدة.

والحمد لله رب العالمين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) باختصار يسير من تذكرة الأولياء، لفريد الدين العطار (ص: 473).

([2]) المفاخر العلية في المآثر الشاذلية، لابن عباد (ص: 112).

([3]) المقصد الأسنى (ص: 45).

([4]) الرد على الشاذلي (ص: 96).

([5]) رسائل إخوان الصفا (ص: 225).

([6]) المطالب العلية (7/ 363).

([7]) الفتوحات المكية (2/ 126).

([8]) المطالب العالية (7/ 363).

([9]) الصفدية (2/ 337).

([10]) الجوهر المصون (ص: 163).

([11]) مدارج السالكين (3/ 227).

([12]) رواه أبو نعيم الأصبهاني في تاريخ أصبهان (1/ 178)، وضعفه المنذري في الترغيب والترهيب (1559)، والألباني في السلسلة الضعيفة (3731).

([13]) رواه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول (4/ 39)، والطيالسي في مسنده (1/ 82)، والعقيلي في الضعفاء (3/ 54) وضعفه، وضعفه كذلك الدارقطني في العلل (3/ 38)، وقال عنه الألباني في ضعيف الجامع (4764): “ضعيف جدّا”.

([14]) رواه الطبراني في الأوسط (8344)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (5213)، وحكم عليه الذهبي في ميزان الاعتدال (1/ 524) والألباني في الترغيب والترهيب (1597) بالوضع.

([15]) انظر بالترتيب: نوادر الأصول للحكيم الترمذي (ص: 117)، والتوضيح لابن الملقن (2/ 475)، وعمدة القاري للعيني (1/ 125)، والتيسير شرح الجامع الصغير للمناوي (1/ 307)، وشرح الجامع أيضا للأمير الصنعاني (6/ 464)، والمدخل لابن الحاج (1/ 200).

([16]) فتاوى دار الإفتاء المصرية (7/ 387).

([17]) بيان تلبيس الجهمية (6/ 519).

([18]) الرد على الشاذلي (ص: 96) باختصار يسير.

([19]) مدارج السالكين (3/ 226).

([20]) أي: دعاء الله بالأسماء الحسنى.

([21]) بدائع الفوائد (1/ 164).

([22]) معجم المناهي اللفظية (ص: 185).

([23]) مجموع فتاوى ابن باز (1/ 133).

التعليقات مغلقة.

جديد سلف

هل يُمكِن الاستغناءُ عن النُّبوات ببدائلَ أُخرى كالعقل والضمير؟

هذه شبهة من الشبهات المثارة على النبوّات، وهي مَبنيَّة على سوء فَهمٍ لطبيعة النُّبوة، ولوظيفتها الأساسية، وكشف هذه الشُّبهة يحتاج إلى تَجْلية أوجه الاحتياج إلى النُّبوة والوحي. وحاصل هذه الشبهة: أنَّ البَشَر ليسوا في حاجة إلى النُّبوة في إصلاح حالهم وعَلاقتهم مع الله، ويُمكِن تحقيقُ أعلى مراتب الصلاح والاستقامة من غير أنْ يَنزِل إليهم وحيٌ […]

هل يرى ابن تيمية أن مصر وموطن بني إسرائيل جنوب غرب الجزيرة العربية؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة (تَنتقِل مصر من أفريقيا إلى غرب جزيرة العرب وسط أوديتها وجبالها، فهي إما قرية “المصرمة” في مرتفعات عسير بين أبها وخميس مشيط، أو قرية “مصر” في وادي بيشة في عسير، أو “آل مصري” في منطقة الطائف). هذا ما تقوله كثيرٌ من الكتابات المعاصرة التي ترى أنها تسلُك منهجًا حديثًا […]

هل يُمكن أن يغفرَ الله تعالى لأبي لهب؟

من المعلوم أن أهل السنة لا يشهَدون لمعيَّن بجنة ولا نار إلا مَن شهد له الوحي بذلك؛ لأن هذا من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله تعالى، ولكننا نقطع بأن من مات على التوحيد والإيمان فهو من أهل الجنة، ومن مات على الكفر والشرك فهو مخلَّد في النار لا يخرج منها أبدًا، وأدلة ذلك مشهورة […]

مآخذ الفقهاء في استحباب صيام يوم عرفة إذا وافق يوم السبت

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. فقد ثبت فضل صيام يوم عرفة في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (‌صِيَامُ ‌يَوْمِ ‌عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ)([1]). وهذا لغير الحاج. أما إذا وافق يومُ عرفة يومَ السبت: فاستحبابُ صيامه ثابتٌ أيضًا، وتقرير […]

لماذا يُمنَع من دُعاء الأولياء في قُبورهم ولو بغير اعتقاد الربوبية فيهم؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة هناك شبهة مشهورة تثار في الدفاع عن اعتقاد القبورية المستغيثين بغير الله تعالى وتبرير ما هم عليه، مضمونها: أنه ليس ثمة مانعٌ من دعاء الأولياء في قبورهم بغير قصد العبادة، وحقيقة ما يريدونه هو: أن الممنوع في مسألة الاستغاثة بالأنبياء والأولياء في قبورهم إنما يكون محصورًا بالإتيان بأقصى غاية […]

الحج بدون تصريح ..رؤية شرعية

لا يشكّ مسلم في مكانة الحج في نفوس المسلمين، وفي قداسة الأرض التي اختارها الله مكانا لمهبط الوحي، وأداء هذا الركن، وإعلان هذه الشعيرة، وما من قوم بقيت عندهم بقية من شريعة إلا وكان فيها تعظيم هذه الشعيرة، وتقديس ذياك المكان، فلم تزل دعوة أبينا إبراهيم تلحق بكل مولود، وتفتح كل باب: {رَّبَّنَآ إِنِّيٓ أَسۡكَنتُ […]

المعاهدة بين المسلمين وخصومهم وبعض آثارها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة باب السياسة الشرعية باب واسع، كثير المغاليق، قليل المفاتيح، لا يدخل منه إلا من فقُهت نفسه وشرفت وتسامت عن الانفعال وضيق الأفق، قوامه لين في غير ضعف، وشدة في غير عنف، والإنسان قد لا يخير فيه بين الخير والشر المحض، بل بين خير فيه دخن وشر فيه خير، والخير […]

إمعانُ النظر في مَزاعم مَن أنكَر انشقاقَ القَمر

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الحمد لله رب العالمين، وأصلى وأسلم على المبعوث رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد: فإن آية انشقاق القمر من الآيات التي أيد الله بها نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم، فكانت من أعلام نبوّته، ودلائل صدقه، وقد دلّ عليها القرآن الكريم، والسنة النبوية دلالة قاطعة، وأجمعت عليها […]

هل يَعبُد المسلمون الكعبةَ والحجَرَ الأسودَ؟

الحمد لله الذي أكمل لنا الدين، وهدنا صراطه المستقيم. وبعد، تثار شبهة في المدارس التنصيريّة المعادية للإسلام، ويحاول المعلِّمون فيها إقناعَ أبناء المسلمين من طلابهم بها، وقد تلتبس بسبب إثارتها حقيقةُ الإسلام لدى من دخل فيه حديثًا([1]). يقول أصحاب هذه الشبهة: إن المسلمين باتجاههم للكعبة في الصلاة وطوافهم بها يعبُدُون الحجارة، وكذلك فإنهم يقبِّلون الحجرَ […]

التحقيق في نسبةِ ورقةٍ ملحقةٍ بمسألة الكنائس لابن تيمية متضمِّنة للتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم وبآله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ تحقيقَ المخطوطات من أهمّ مقاصد البحث العلميّ في العصر الحاضر، كما أنه من أدقِّ أبوابه وأخطرها؛ لما فيه من مسؤولية تجاه الحقيقة العلمية التي تحملها المخطوطة ذاتها، ومن حيث صحّة نسبتها إلى العالم الذي عُزيت إليه من جهة أخرى، ولذلك كانت مَهمة المحقّق متجهةً في الأساس إلى […]

دعوى مخالفة علم الأركيولوجيا للدين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: عِلم الأركيولوجيا أو علم الآثار هو: العلم الذي يبحث عن بقايا النشاط الإنساني القديم، ويُعنى بدراستها، أو هو: دراسة تاريخ البشرية من خلال دراسة البقايا المادية والثقافية والفنية للإنسان القديم، والتي تكوِّن بمجموعها صورةً كاملةً من الحياة اليومية التي عاشها ذلك الإنسان في زمانٍ ومكانٍ معيَّنين([1]). ولقد أمرنا […]

جوابٌ على سؤال تَحَدٍّ في إثبات معاني الصفات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة أثار المشرف العام على المدرسة الحنبلية العراقية -كما وصف بذلك نفسه- بعضَ التساؤلات في بيانٍ له تضمَّن مطالبته لشيوخ العلم وطلبته السلفيين ببيان معنى صفات الله تبارك وتعالى وفقَ شروطٍ معيَّنة قد وضعها، وهي كما يلي: 1- أن يكون معنى الصفة في اللغة العربية وفقَ اعتقاد السلفيين. 2- أن […]

معنى الاشتقاق في أسماء الله تعالى وصفاته

مما يشتبِه على بعض المشتغلين بالعلم الخلطُ بين قول بعض العلماء: إن أسماء الله تعالى مشتقّة، وقولهم: إن الأسماء لا تشتقّ من الصفات والأفعال. وهذا من باب الخلط بين الاشتقاق اللغوي الذي بحثه بتوسُّع علماء اللغة، وأفردوه في مصنفات كثيرة قديمًا وحديثًا([1]) والاشتقاق العقدي في باب الأسماء والصفات الذي تناوله العلماء ضمن مباحث الاعتقاد. ومن […]

محنة الإمام شهاب الدين ابن مري البعلبكي في مسألة الاستغاثة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: فإن فصول نزاع شيخ الإسلام ابن تيمية مع خصومه طويلة، امتدت إلى سنوات كثيرة، وتنوَّعَت مجالاتها ما بين مسائل اعتقادية وفقهية وسلوكية، وتعددت أساليب خصومه في مواجهته، وسعى خصومه في حياته – سيما في آخرها […]

العناية ودلالتها على وحدانيّة الخالق

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ وجودَ الله تبارك وتعالى أعظمُ وجود، وربوبيّته أظهر مدلول، ودلائل ربوبيته متنوِّعة كثيرة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (إن دلائل الربوبية وآياتها أعظم وأكثر من كلّ دليل على كل مدلول) ([1]). فلقد دلَّت الآيات على تفرد الله تعالى بالربوبية على خلقه أجمعين، وقد جعل الله لخلقه أمورًا […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017