الثلاثاء - 10 رجب 1447 هـ - 30 ديسمبر 2025 م

هل يتحمَّل ابن تيمية وِزرَ الطائفية؟

A A

مصلح الطائفةِ:

معلومٌ أنَّ مصطلَحَ الطائفةِ منَ المصطلحات البريئة التي لا تحمِل شُحنةً سلبيَّة في ذاتها، بل هي تعبيرٌ عن انقسامٍ اجتماعيٍّ قد يكون أحدُ طرفيه محمودًا والآخر مذمومًا، وقد يكون كلا طرفَيه محمودًا، ومن أمثلة الأوَّل قوله سبحانه وتعالى: {وَإِن كَانَ طَائِفَةٌ مِّنكُمْ آمَنُواْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ وَطَائِفَةٌ لَّمْ يْؤْمِنُواْ فَاصْبِرُواْ حَتَّى يَحْكُمَ اللّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِين} [الأعراف: 87]، فهذا انقسام اجتماعيٌّ حقيقيٌّ بين كُفرٍ وإيمان وحقٍّ باطل، ومِن أمثلة التقسيمِ غيرِ المذموم قوله سبحانه وتعالى: {وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُواْ فَلْيَكُونُواْ مِن وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّواْ فَلْيُصَلُّواْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَى أَن تَضَعُواْ أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُواْ حِذْرَكُمْ إِنَّ اللّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا} [النساء: 102].

ومِن هنا يظهر جليًّا أنَّ مصطلحَ الطائفة قد يكون محمودًا، وقد يكون مذمومًا، لكنه في الدلالة المعاصِرة بات مصطلحًا ملطَّخًا، يُحيل إلى الاحتِراب الفكريِّ، وأحيانًا الدمويّ، ويسعى البعضُ دومًا إلى تلطيخ بعض الجهات به، ومن أكثر من حُمِّل وزر الطائفية شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وهذا التحميل أغلبُه تجَنٍّ، ويمكنُ إثبات ذلك من خلال فَحص الدعوَى على ابن تيمية؛ ليتبيَّن انعدام البينات والقرائن فيها، وأنَّ الأصلَ والعرفَ يشهدان للرجل.

أولا: فحص الدعوى:

ابنُ تيميَّة شخصية مؤثِّرة في العالم الإسلاميِّ، وهو شخصية موسوعيةٌ، وقد حَظِي بدراساتٍ لجميع جوانب حياتِه العلمية والفكرية والاجتماعيّة، فأيُّ دعوى عليه إن وُجد ما يسندها فإنه من السَّهل إثباتها؛ وذلك من خلال تراثِ الرَّجل المتداوَل بشكلٍ ميسَّر ومفصَّل، وحين أمعنتُ في هذه القضية وفي مستنَدِ أهلها وجدتُ أنهم يجمعون على قضيَّةٍ واحدةٍ هي أهمُّ ما عندهم، وهي استنادُ جماعات الغلوِّ إلى فتاوى ابن تيمية.

وعندَ الوقوف مع هذه الدعوى وجدتُ فيها ظلمًا بيِّنًا، وهو أنَّ الغلوَّ مخصَّص بطائفةٍ وهم أهلُ السنَّة، فأينَ جماعاتُ الغلوِّ الشيعيَّةُ؟! وإلى ماذا تستَنِد وهي التي فعلت بالمسلمين الأفاعيل وقتلهم شرَّ قِتلة؟! ومن ناحيةٍ أخرى هناك فَرقٌ بين كلام الرجل ومنهجِه وبين قراءته من أطراف أخرى، وعلى طريقة هؤلاء فإنَّه يمكن تحميل القرآنِ المسؤوليةَ عن جرائم هؤلاء؛ لأنهم يستدلّون بالآية والحديث، وبالنسبة للطَّرف العلماني يقال لهم: يمكن تحميل الديمقراطية كذلك مسؤوليةَ أفعال أمريكا واحتلالها للبلدان الإسلامية؛ لأنها تفعل ذلك تحت رعايةِ الديمقراطية وتَبنِّي مبادئها، وأيُّ جوابٍ يجيبون به عن هذه القضايا يُجاب به عن شيخ الإسلام.

ثانيا: البيِّنات على بُعد ابن تيمية عن هذه الدعوى:

منَ المعلوم أنَّ الإقرار سيِّد البيناتِ، وهو خيرٌ من ألف شاهد، وحين نأتي إلى كلام ابن تيمية عن طوائف المسلمين وعن تكفيرها والموقف منه فإنَّنا نجد بونًا شاسعًا بين الدعوى وحقيقة الرجل، ودونك أقوالَه في أشهر خصومه في العقيدة:

فابن تيمية كان سببًا في إيقاف الطائفية بين الحنابلة والأشاعرة، يقول ابن تيمية متحدِّثا عن تلك الحوادث: “والناس يعلمونَ أنه كان بين الحنبلية والأشعرية وحشةٌ ومنافرة، وأنا كنت مِن أعظم الناس تأليفًا لقلوب المسلمين، وطلبًا لاتِّفاق كلِمَتهم، واتِّباعا لما أمرنا به من الاعتصام بحبل الله، وأَزلتُ عامَّة ما كان في النفوس من الوحشة، وبيَّنتُ لهم أنَّ الأشعريَّ كان من أجلِّ المتكلمين المنتسبين إلى الإمام أحمد رحمه الله ونحوه، المنتصرين لطريقه، كما يذكر الأشعري ذلك في كتبه… ولما أظهرت كلام الأشعري ورآه الحنبلية قالوا: هذا خيرٌ من كلام الشيخ الموفَّق، وفرح المسلمون باتِّفاق الكلمة. وأظهرتُ ما ذكره ابن عساكر في مناقبه أنه لم تزل الحنابلة والأشاعرة متَّفقين إلى زمن القشيريِّ، فإنه لما جرت تلك الفتنةُ ببغداد تفرَّقت الكلمة، ومعلوم أنَّ في جميع الطوائف من هو زائغ ومستقيمٌ. مع أني في عمري إلى ساعتي هذه لم أدعُ أحدًا قطّ في أصول الدين إلى مذهب حنبليّ وغير حنبليّ، ولا انتصرتُ لذلك، ولا أذكره في كلامي، ولا أذكر إلا ما اتَّفق عليه سلف الأمة وأئمتها”([1]).

ثالثا: ابن تيمية ينصف الروافض:

فيقول: “وقد ذهب كثير من مبتدِعةِ المسلمين من الرافضة والجهمية وغيرهم إلى بلاد الكفار، فأسلم على يديه خلق كثيرٌ، وانتفعوا بذلك، وصاروا مسلمين مبتدعين، وهو خير من أن يكونوا كفارًا، وكذلك بعض الملوك، قد يغزو غزوًا يظلِم فيه المسلمين والكفارَ، ويكون آثمًا بذلك، ومع هذا فيحصل به نفعُ خلق كثير، كانوا كفارًا فصاروا مسلمين، وذاك كان شرًّا بالنسبة إلى القائم بالواجب، وأمَّا بالنسبة إلى الكفار فهو خير”([2]).

رابعا: ابن تيمية يفصِّل في الحكم على الشيعة:

فيقول: “والإمامية الاثنا عشرية خير منهم بكثير، فإن الإمامية مع فرط جهلهم وضلالهم فيهم خَلق مسلمون باطنًا وظاهرا، ليسوا زنادقة منافقين، لكنهم جهلوا وضلّوا واتَّبعوا أهواءهم”([3]).

خامسا: ابن تيمية لا يحقد على خصومه ويحب الخير لهم:

فيقول: “وأنا -والله- من أعظم الناس معاونةً على إطفاء كلّ شر فيها وفي غيرها، وإقامة كل خير، وابن مخلوف لو عمل مهما عمَل -والله- ما أقدر على خير إلا وأعمله معه، ولا أعين عليه عدوَّه قط، ولا حول ولا قوة إلا بالله. هذه نيتي وعزمِي، مع علمي بجميع الأمور، فإني أعلم أنَّ الشيطان ينزغ بين المؤمنين، ولن أكون عونًا للشيطان على إخواني المسلمين”([4]).

فقد كان الرجل حليمًا صبورًا فقيهًا، رحيمًا بأهل ملّته، محبًّا للخير، محرِّما لدماء المسلمين وأعراضهم، ولم يكن داعيةَ فتنة ولا شِقاق؛ لكنه لم يختر أن يكون جامعًا على حساب الحق، بل دعا لدين الله، وأظهر الحقَّ، وبيَّن للناس أمرَ دينهم، ودعاهم إلى الخير، وتناقل الثقاتُ عنه البُعدَ عن تكفير المسلمين، يقول الذهبي رحمه الله: “رأيتُ للأشعريِّ كلمةً أعجبتني، وهي ثابتةٌ رواها البيهقي: سمعت أبا حازم العبدوي، سمعت زاهر بن أحمد السرخسي يقول: لما قرب حضورُ أجل أبي الحسن الأشعري في داري ببغداد دعاني فأتيته، فقال: اشهد عليَّ أني لا أكفِّر أحدًا من أهل القبلة؛ لأن الكلَّ يشيرون إلى معبود واحد، وإنما هذا كله اختلاف العبارات. قلت: وبنحو هذا أَدين، وكذا كان شيخنا ابن تيمية في أواخر أيامه يقول: أنا لا أكفِّر أحدًا من الأمة، ويقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن»([5])، فمن لازم الصلوات بوضوءٍ فهو مسلم”([6]).

فهذا ابن تيمية الرحيمُ بإخوانه المسلمين، المحب للخير، البعيد عن الشقاق والخلاف، وليس كما يصوِّره خصومه من أعداء الدعوة والسماعون لهم من المنتسبين لأهل الملّة، وهو حظي بكلّ خير، لا يعظِّمه إلا من عرفه كما هو، بعيدًا عن عين الحسود ووصف الخصوم، وفي شهادةِ الذهبي الثقةِ ما يغني عن تجريح آلافِ المجرِّحين ممن لا يَزِنون جناحَ بعوضةٍ أمام الحافظ الذهبي رحمه الله، ورحم شيخه شيخ الإسلام، والحمد لله ربّ العالمين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) مجموع الفتاوى (3/ 229).

([2]) دقائق التفسير (2/ 143).

([3]) منهاج السنة النبوية (2/ 453).

([4]) مجموع الفتاوى (3/ 271).

([5]) ورد عن غير عدد من الصحابة، منهم ثوبان رضي الله عنه، أخرجه عنه ابن ماجه (277)، وصححه ابن حبان (1037).

([6]) سير أعلام النبلاء (11/ 393).

التعليقات مغلقة.

جديد سلف

دعوى أن ابن تيمية شخصية جدلية دراسة ونقاش (الجزء الأول)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   يُعتبر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله من كبار علماء الإسلام في عصره والعصور المتأخِّرة، وكان مجاهدًا بقلمه ولسانه وسنانه، والعصر الذي عاش فيه استطال فيه التتار من جهة، واستطالت فيه الزنادقة وأصحاب الحلول والاتحاد والفرق الملحِدة من جهةٍ أخرى، فشمَّر عن ساعديه، وردّ عليهم بالأصول العقلية والنقلية، […]

قواعد عامة للتعامل مع تاريخ الوهابية والشبهات عنها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يفتقِر كثيرٌ من المخالفين لمنهجية الحكم على المناهج والأشخاص بسبب انطلاقهم من تصوراتٍ مجتزأة، لا سيما المسائل التاريخية التي يكثر فيها الأقاويل وصعوبة تمييز القول الصحيح من بين ركام الباطل، ولما كانت الشبهات حول تاريخ دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب كثيرة ومُتشعبة رأيت أن أضع قواعد عامة […]

تَعرِيف بكِتَاب (مجموعة الرَّسائل العقديَّة للعلامة الشَّيخ محمد عبد الظَّاهر أبو السَّمح)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المعلومات الفنية للكتاب: عنوان الكتاب: مجموعة الرَّسائل العقديَّة للعلامة الشَّيخ محمد عبد الظَّاهر أبو السَّمح. اسم المؤلف: أ. د. عبد الله بن عمر الدميجي، أستاذ العقيدة بكلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى. رقم الطبعة وتاريخها: الطبعة الأولى في دار الهدي النبوي بمصر ودار الفضيلة بالرياض، عام 1436هـ/ 2015م. […]

الحالة السلفية عند أوائل الصوفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: تعدَّدت وجوه العلماء في تقسيم الفرق والمذاهب، فتباينت تحريراتهم كمًّا وكيفًا، ولم يسلم اعتبار من تلك الاعتبارات من نقدٍ وملاحظة، ولعلّ أسلمَ طريقة اعتبارُ التقسيم الزمني، وقد جرِّب هذا في كثير من المباحث فكانت نتائج ذلك محكمة، بل يستطيع الباحث أن يحاكم الاعتبارات كلها به، وهو تقسيم […]

إعادة قراءة النص الشرعي عند النسوية الإسلامية.. الأدوات والقضايا

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: تشكّل النسوية الإسلامية اتجاهًا فكريًّا معاصرًا يسعى إلى إعادة قراءة النصوص الدينية المتعلّقة بقضايا المرأة بهدف تقديم فهمٍ جديد يعزّز حقوقها التي يريدونها لا التي شرعها الله، والفكر النسوي الغربي حين استورده بعض المسلمين إلى بلاد الإسلام رأوا أنه لا يمكن أن يتلاءم بشكل تام مع الفكر الإسلامي، […]

اختلاف أهل الحديث في إطلاق الحدوث والقدم على القرآن الكريم -قراءة تحليلية-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يُعَدّ مبحث الحدوث والقدم من القضايا المركزية في الخلاف العقدي، لما له من أثر مباشر في تقرير مسائل صفات الله تعالى، وبخاصة صفة الكلام. غير أنّ النظر في تراث الحنابلة يكشف عن تباينٍ ظاهر في عباراتهم ومواقفهم من هذه القضية، حيث منع جمهور السلف إطلاق لفظ المحدث على […]

وقفة تاريخية حول استدلال الأشاعرة بصلاح الدين ومحمد الفاتح وغيرهما

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يتكرر في الخطاب العقدي المعاصر استدعاء الأعلام التاريخيين والحركات الجهادية لتثبيت الانتماءات المذهبية، فيُستدلّ بانتماء بعض القادة والعلماء إلى الأشعرية أو التصوف لإثبات صحة هذه الاتجاهات العقدية، أو لترسيخ التصور القائل بأن غالب أهل العلم والجهاد عبر التاريخ كانوا على هذا المذهب أو ذاك. غير أن هذا النمط […]

الاستدلال بتساهل الفقهاء المتأخرين في بعض بدع القبور (الجزء الثاني)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة خامسًا: الاستدلال بإباحة التوسل وشدّ الرحل لقبور الصالحين: استدلّ المخالفون بما أجازه جمهور المتأخرين من التوسّل بالصالحين، أو إباحة تحرّي دعاء الله عند قبور الصالحين، ونحو ذلك، وهاتان المسألتان لا يعتبرهما السلفيون من الشّرك، وإنما يختارون أنها من البدع؛ لأنّ الداعي إنما يدعو الله تعالى متوسلًا بالصالح، أو عند […]

الاستدلال بتساهل الفقهاء المتأخرين في بعض بدع القبور (الجزء الأول)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من المعلوم أن مسائل التوحيد والشرك من أخطر القضايا التي يجب ضبطها وفقَ الأدلة الشرعية والفهم الصحيح للكتاب والسنة، إلا أنه قد درج بعض المنتسبين إلى العلم على الاستدلال بأقوال بعض الفقهاء المتأخرين لتبرير ممارساتهم، ظنًّا منهم أن تلك الأقوال تؤيد ما هم عليه تحت ستار “الخلاف الفقهي”، […]

ممن يقال: أساء المسلمون لهم في التاريخ

أحد عشر ممن يقال: أساء المسلمون لهم في التاريخ. مما يتكرر كثيراً ذكرُ المستشرقين والعلمانيين ومن شايعهم أساميَ عدد ممن عُذِّب أو اضطهد أو قتل في التاريخ الإسلامي بأسباب فكرية وينسبون هذا النكال أو القتل إلى الدين ،مشنعين على من اضطهدهم أو قتلهم ؛واصفين كل أهل التدين بالغلظة وعدم التسامح في أمورٍ يؤكد كما يزعمون […]

كيفَ نُثبِّتُ السُّنة النبويَّة ونحتَجُّ بها وَقَد تأخَّر تدوِينُها؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ إثارةَ الشكوك حول حجّيّة السنة النبوية المشرَّفة بسبب تأخُّر تدوينها من الشبهات الشهيرة المثارة ضدَّ السنة النبوية، وهي شبهة قديمة حديثة؛ فإننا نجدها في كلام الجهمي الذي ردّ عليه الإمامُ عثمانُ بن سعيد الدَّارِميُّ (ت 280هـ) رحمه الله -وهو من أئمَّة الحديث المتقدمين-، كما نجدها في كلام […]

نقد القراءة الدنيوية للبدع والانحرافات الفكرية

مقدمة: يناقش هذا المقال لونا جديدًا منَ الانحرافات المعاصرة في التعامل مع البدع بطريقةٍ مُحدثة يكون فيها تقييم البدعة على أساس دنيويّ سياسيّ، وليس على الأساس الدينيّ الفكري الذي عرفته الأمّة، وينتهي أصحاب هذا الرأي إلى التشويش على مبدأ محاربة البدع والتقليل من شأنه واتهام القائمين عليه، والأهم من ذلك إعادة ترتيب البدَع على أساسٍ […]

كشف الالتباس عما جاء في تفسير ابن عباس رضي الله عنهما لقوله تعالى في حق الرسل عليهم السلام: (وظنوا أنهم قد كُذبوا)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن ابن عباس رضي الله عنهما هو حبر الأمة وترجمان القرآن، ولا تخفى مكانة أقواله في التفسير عند جميع الأمة. وقد جاء عنه في قول الله تعالى: (وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُمۡ قَدۡ كُذِبُواْ) (يوسف: 110) ما يوهم مخالفة العصمة، واستدركت عليه عائشة رضي الله عنها لما بلغها تفسيره. والمفسرون منهم […]

تعريف بكتاب “نقض دعوى انتساب الأشاعرة لأهل السنة والجماعة بدلالة الكِتابِ والسُّنَّةِ والإِجْمَاعِ”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقَـدّمَـــة: في المشهد العقدي المعاصر ارتفع صوت الطائفة الأشعرية حتى غلب في بعض الميادين، وتوسعت دائرة دعواها الانتساب إلى أهل السنة والجماعة. وتواترُ هذه الدعوى وتكرارها أدّى إلى اضطراب في تحديد مدلول هذا اللقب لقب أهل السنة؛ حتى كاد يفقد حدَّه الفاصل بين منهج السلف ومنهج المتكلمين الذي ظلّ […]

علم الكلام السلفي الأصول والآليات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: اختلف العلماء في الموقف من علم الكلام، فمنهم المادح الممارس، ومنهم الذامّ المحترس، ومنهم المتوسّط الذي يرى أن علم الكلام نوعان: نوع مذموم وآخر محمود، فما حقيقة علم الكلام؟ وما الذي يفصِل بين النوعين؟ وهل يمكن أن يكون هناك علم كلام سلفيّ؟ وللجواب عن هذه الأسئلة وغيرها رأى […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017