الأربعاء - 08 ذو الحجة 1446 هـ - 04 يونيو 2025 م

هل يتحمَّل ابن تيمية وِزرَ الطائفية؟

A A

مصلح الطائفةِ:

معلومٌ أنَّ مصطلَحَ الطائفةِ منَ المصطلحات البريئة التي لا تحمِل شُحنةً سلبيَّة في ذاتها، بل هي تعبيرٌ عن انقسامٍ اجتماعيٍّ قد يكون أحدُ طرفيه محمودًا والآخر مذمومًا، وقد يكون كلا طرفَيه محمودًا، ومن أمثلة الأوَّل قوله سبحانه وتعالى: {وَإِن كَانَ طَائِفَةٌ مِّنكُمْ آمَنُواْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ وَطَائِفَةٌ لَّمْ يْؤْمِنُواْ فَاصْبِرُواْ حَتَّى يَحْكُمَ اللّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِين} [الأعراف: 87]، فهذا انقسام اجتماعيٌّ حقيقيٌّ بين كُفرٍ وإيمان وحقٍّ باطل، ومِن أمثلة التقسيمِ غيرِ المذموم قوله سبحانه وتعالى: {وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُواْ فَلْيَكُونُواْ مِن وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّواْ فَلْيُصَلُّواْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَى أَن تَضَعُواْ أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُواْ حِذْرَكُمْ إِنَّ اللّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا} [النساء: 102].

ومِن هنا يظهر جليًّا أنَّ مصطلحَ الطائفة قد يكون محمودًا، وقد يكون مذمومًا، لكنه في الدلالة المعاصِرة بات مصطلحًا ملطَّخًا، يُحيل إلى الاحتِراب الفكريِّ، وأحيانًا الدمويّ، ويسعى البعضُ دومًا إلى تلطيخ بعض الجهات به، ومن أكثر من حُمِّل وزر الطائفية شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وهذا التحميل أغلبُه تجَنٍّ، ويمكنُ إثبات ذلك من خلال فَحص الدعوَى على ابن تيمية؛ ليتبيَّن انعدام البينات والقرائن فيها، وأنَّ الأصلَ والعرفَ يشهدان للرجل.

أولا: فحص الدعوى:

ابنُ تيميَّة شخصية مؤثِّرة في العالم الإسلاميِّ، وهو شخصية موسوعيةٌ، وقد حَظِي بدراساتٍ لجميع جوانب حياتِه العلمية والفكرية والاجتماعيّة، فأيُّ دعوى عليه إن وُجد ما يسندها فإنه من السَّهل إثباتها؛ وذلك من خلال تراثِ الرَّجل المتداوَل بشكلٍ ميسَّر ومفصَّل، وحين أمعنتُ في هذه القضية وفي مستنَدِ أهلها وجدتُ أنهم يجمعون على قضيَّةٍ واحدةٍ هي أهمُّ ما عندهم، وهي استنادُ جماعات الغلوِّ إلى فتاوى ابن تيمية.

وعندَ الوقوف مع هذه الدعوى وجدتُ فيها ظلمًا بيِّنًا، وهو أنَّ الغلوَّ مخصَّص بطائفةٍ وهم أهلُ السنَّة، فأينَ جماعاتُ الغلوِّ الشيعيَّةُ؟! وإلى ماذا تستَنِد وهي التي فعلت بالمسلمين الأفاعيل وقتلهم شرَّ قِتلة؟! ومن ناحيةٍ أخرى هناك فَرقٌ بين كلام الرجل ومنهجِه وبين قراءته من أطراف أخرى، وعلى طريقة هؤلاء فإنَّه يمكن تحميل القرآنِ المسؤوليةَ عن جرائم هؤلاء؛ لأنهم يستدلّون بالآية والحديث، وبالنسبة للطَّرف العلماني يقال لهم: يمكن تحميل الديمقراطية كذلك مسؤوليةَ أفعال أمريكا واحتلالها للبلدان الإسلامية؛ لأنها تفعل ذلك تحت رعايةِ الديمقراطية وتَبنِّي مبادئها، وأيُّ جوابٍ يجيبون به عن هذه القضايا يُجاب به عن شيخ الإسلام.

ثانيا: البيِّنات على بُعد ابن تيمية عن هذه الدعوى:

منَ المعلوم أنَّ الإقرار سيِّد البيناتِ، وهو خيرٌ من ألف شاهد، وحين نأتي إلى كلام ابن تيمية عن طوائف المسلمين وعن تكفيرها والموقف منه فإنَّنا نجد بونًا شاسعًا بين الدعوى وحقيقة الرجل، ودونك أقوالَه في أشهر خصومه في العقيدة:

فابن تيمية كان سببًا في إيقاف الطائفية بين الحنابلة والأشاعرة، يقول ابن تيمية متحدِّثا عن تلك الحوادث: “والناس يعلمونَ أنه كان بين الحنبلية والأشعرية وحشةٌ ومنافرة، وأنا كنت مِن أعظم الناس تأليفًا لقلوب المسلمين، وطلبًا لاتِّفاق كلِمَتهم، واتِّباعا لما أمرنا به من الاعتصام بحبل الله، وأَزلتُ عامَّة ما كان في النفوس من الوحشة، وبيَّنتُ لهم أنَّ الأشعريَّ كان من أجلِّ المتكلمين المنتسبين إلى الإمام أحمد رحمه الله ونحوه، المنتصرين لطريقه، كما يذكر الأشعري ذلك في كتبه… ولما أظهرت كلام الأشعري ورآه الحنبلية قالوا: هذا خيرٌ من كلام الشيخ الموفَّق، وفرح المسلمون باتِّفاق الكلمة. وأظهرتُ ما ذكره ابن عساكر في مناقبه أنه لم تزل الحنابلة والأشاعرة متَّفقين إلى زمن القشيريِّ، فإنه لما جرت تلك الفتنةُ ببغداد تفرَّقت الكلمة، ومعلوم أنَّ في جميع الطوائف من هو زائغ ومستقيمٌ. مع أني في عمري إلى ساعتي هذه لم أدعُ أحدًا قطّ في أصول الدين إلى مذهب حنبليّ وغير حنبليّ، ولا انتصرتُ لذلك، ولا أذكره في كلامي، ولا أذكر إلا ما اتَّفق عليه سلف الأمة وأئمتها”([1]).

ثالثا: ابن تيمية ينصف الروافض:

فيقول: “وقد ذهب كثير من مبتدِعةِ المسلمين من الرافضة والجهمية وغيرهم إلى بلاد الكفار، فأسلم على يديه خلق كثيرٌ، وانتفعوا بذلك، وصاروا مسلمين مبتدعين، وهو خير من أن يكونوا كفارًا، وكذلك بعض الملوك، قد يغزو غزوًا يظلِم فيه المسلمين والكفارَ، ويكون آثمًا بذلك، ومع هذا فيحصل به نفعُ خلق كثير، كانوا كفارًا فصاروا مسلمين، وذاك كان شرًّا بالنسبة إلى القائم بالواجب، وأمَّا بالنسبة إلى الكفار فهو خير”([2]).

رابعا: ابن تيمية يفصِّل في الحكم على الشيعة:

فيقول: “والإمامية الاثنا عشرية خير منهم بكثير، فإن الإمامية مع فرط جهلهم وضلالهم فيهم خَلق مسلمون باطنًا وظاهرا، ليسوا زنادقة منافقين، لكنهم جهلوا وضلّوا واتَّبعوا أهواءهم”([3]).

خامسا: ابن تيمية لا يحقد على خصومه ويحب الخير لهم:

فيقول: “وأنا -والله- من أعظم الناس معاونةً على إطفاء كلّ شر فيها وفي غيرها، وإقامة كل خير، وابن مخلوف لو عمل مهما عمَل -والله- ما أقدر على خير إلا وأعمله معه، ولا أعين عليه عدوَّه قط، ولا حول ولا قوة إلا بالله. هذه نيتي وعزمِي، مع علمي بجميع الأمور، فإني أعلم أنَّ الشيطان ينزغ بين المؤمنين، ولن أكون عونًا للشيطان على إخواني المسلمين”([4]).

فقد كان الرجل حليمًا صبورًا فقيهًا، رحيمًا بأهل ملّته، محبًّا للخير، محرِّما لدماء المسلمين وأعراضهم، ولم يكن داعيةَ فتنة ولا شِقاق؛ لكنه لم يختر أن يكون جامعًا على حساب الحق، بل دعا لدين الله، وأظهر الحقَّ، وبيَّن للناس أمرَ دينهم، ودعاهم إلى الخير، وتناقل الثقاتُ عنه البُعدَ عن تكفير المسلمين، يقول الذهبي رحمه الله: “رأيتُ للأشعريِّ كلمةً أعجبتني، وهي ثابتةٌ رواها البيهقي: سمعت أبا حازم العبدوي، سمعت زاهر بن أحمد السرخسي يقول: لما قرب حضورُ أجل أبي الحسن الأشعري في داري ببغداد دعاني فأتيته، فقال: اشهد عليَّ أني لا أكفِّر أحدًا من أهل القبلة؛ لأن الكلَّ يشيرون إلى معبود واحد، وإنما هذا كله اختلاف العبارات. قلت: وبنحو هذا أَدين، وكذا كان شيخنا ابن تيمية في أواخر أيامه يقول: أنا لا أكفِّر أحدًا من الأمة، ويقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن»([5])، فمن لازم الصلوات بوضوءٍ فهو مسلم”([6]).

فهذا ابن تيمية الرحيمُ بإخوانه المسلمين، المحب للخير، البعيد عن الشقاق والخلاف، وليس كما يصوِّره خصومه من أعداء الدعوة والسماعون لهم من المنتسبين لأهل الملّة، وهو حظي بكلّ خير، لا يعظِّمه إلا من عرفه كما هو، بعيدًا عن عين الحسود ووصف الخصوم، وفي شهادةِ الذهبي الثقةِ ما يغني عن تجريح آلافِ المجرِّحين ممن لا يَزِنون جناحَ بعوضةٍ أمام الحافظ الذهبي رحمه الله، ورحم شيخه شيخ الإسلام، والحمد لله ربّ العالمين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) مجموع الفتاوى (3/ 229).

([2]) دقائق التفسير (2/ 143).

([3]) منهاج السنة النبوية (2/ 453).

([4]) مجموع الفتاوى (3/ 271).

([5]) ورد عن غير عدد من الصحابة، منهم ثوبان رضي الله عنه، أخرجه عنه ابن ماجه (277)، وصححه ابن حبان (1037).

([6]) سير أعلام النبلاء (11/ 393).

التعليقات مغلقة.

جديد سلف

ذلك ومن يعظم شعائر الله .. إطلالة على تعظيم السلف لشعائر الحج

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: لا جرم أن الحج مدرسة من أعظم المدارس أثرا على المرء المسلم وعلى حياته كلها، سواء في الفكر أو السلوك أو العبادات، وسواء في أعمال القلوب أو أعمال الجوارح؛ فإن الحاج في هذه الأيام المعدودات لو حجَّ كما أراد الله وعرف مقاصد الحج من تعظيم الله وتعظيم شعائره […]

‏‏ترجمة الشيخ الداعية سعد بن عبد الله بن ناصر البريك رحمه الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اسمه ونسبه: هو الشيخ سعد بن عبد الله بن ناصر البريك. مولده: ولد الشيخ رحمه الله في مدينة الرياض يوم الاثنين الرابع عشر من شهر رمضان عام واحد وثمانين وثلاثمائة وألف للهجرة النبوية 14/ 9/ 1381هـ الموافق 19 فبراير 1962م. نشأته العلمية: نشأ رحمه الله نشأته الأولى في مدينة […]

تسييس الحج

  منذ أن رفعَ إبراهيمُ عليه السلام القواعدَ من البيت وإسماعيلُ وأفئدة الناس تهوي إليه، وقد جعله الله مثابةً للناس وأمنا، أي: مصيرًا يرجعون إليه، ويأمنون فيه، فعظَّمه الناسُ، وعظَّموا من عظَّمه وأقام بجواره، وظل المشركون يعتبرون القائمين على الحرم من خيارهم، فيضعون عندهم سيوفهم، ولا يطلب أحد منهم ثأره فيهم ولا عندهم ولو كان […]

البدع العقدية والعملية حول الكعبة المشرفة ..تحليل عقائدي وتاريخي

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة تُعدُّ الكعبةُ المشرّفة أقدسَ بقاع الأرض، ومهوى أفئدة المسلمين، حيث ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بعقيدة التوحيد منذ أن رفع قواعدها نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام، تحقيقًا لأمر الله، وإقامةً للعبادة الخالصة. وقد حظيت بمكانةٍ عظيمة في الإسلام، حيث جعلها الله قبلةً للمسلمين، فتتوجه إليها وجوههم في الصلاة، […]

الصد عن أبواب الرؤوف الرحيم

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من أهمّ خصائص الدين الإسلامي أنه يؤسّس أقوم علاقة بين الإنسان وبين إلهه وخالقه سبحانه وتعالى، وإبعاد كلّ ما يشوب هذه العلاقة من المنغّصات والمكدرات والخوادش؛ حيث تقوم هذه العلاقة على التوحيد والإيمان والتكامل بين المحبة والخوف والرجاء؛ ولا علاقة أرقى ولا أشرف ولا أسعد للإنسان منها ولا […]

إطلاقات أئمة الدعوة.. قراءة تأصيلية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: يقتضي البحث العلمي الرصين -لا سيما في مسائل الدين والعقيدة- إعمالَ أدوات منهجية دقيقة، تمنع التسرع في إطلاق الأحكام، وتُجنّب الباحثَ الوقوعَ في الخلط بين المواقف والعبارات، خاصة حين تكون صادرة عن أئمة مجدِّدين لهم أثر في الواقع العلمي والدعوي. ومن أبرز تلك الأدوات المنهجية: فهم الإطلاق […]

التوحيد في موطأ الإمام مالك

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يختزن موطأ الإمام مالك رضي الله عنه كنوزًا من المعارف والحكمة في العلم والعمل، ففيه تفسيرٌ لآيات من كتاب الله تعالى، وسرد للحديث وتأويله، وجمع بين مختلفه وظاهر متعارضه، وعرض لأسباب وروده، ورواية للآثار، وتحقيق للمفاهيم، وشرح للغريب، وتنبيه على الإجماع، واستعمال للقياس، وفنون من الجدل وآدابه، وتنبيهات […]

مناقشة دعوى مخالفة حديث: «لن يُفلِح قومٌ ولَّوا أمرهم امرأة» للواقع

مقدمة: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وآله وصحبه أجمعين، أمّا بعد: تُثار بين حين وآخر بعض الإشكالات على بعض الأحاديث النبوية، وقد كتبنا في مركز سلف ضمن سلسلة –دفع الشبهة الغويّة عن أحاديث خير البريّة– جملةً من البحوث والمقالات متعلقة بدفع الشبهات، ونبحث اليوم بعض الإشكالات المتعلقة بحديث: «لن يُفلِحَ قومٌ وَلَّوْا […]

ترجمة الشيخ أ. د. أحمد بن علي سير مباركي (1368-1446هـ/ 1949-2025م)(1)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اسمه ونسبه: هو الشَّيخ الأستاذ الدكتور أحمد بن علي بن أحمد سير مباركي. مولده: كان مسقط رأسه في جنوب المملكة العربية السعودية، وتحديدًا بقرية المنصورة التابعة لمحافظة صامطة، وهي إحدى محافظات منطقة جازان، وذلك عام 1365هـ([2]). نشأته العلمية: نشأ الشيخ نشأتَه الأولى في مدينة جيزان في مسقط رأسه قرية […]

(الاستواء معلوم والكيف مجهول) نصٌ في المسألة، وعبث العابثين لا يلغي النصوص

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. فقد طُبِع مؤخرًا كتاب كُتِبَ على غلافه: (الاستواء معلوم والكيف مجهول: تقرير لتفويض المعنى لا لإثباته عند أكثر من تسعين إمامًا مخالفين لابن تيمية: فكيف تم تحريف دلالتها؟). وعند مطالعة هذا الكتاب تعجب من مؤلفه […]

التصوف بين منهجين الولاية نموذجًا

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: منذ أن نفخ الله في جسد آدم الروح، ومسح على ظهره، وأخذ العهد على ذريته أن يعبدوه، ظلّ حادي الروح يحدوها إلى ربها، وصوت العقل ينادي عليها بالانحياز للحق والتعرف على الباري، والضمير الإنساني يؤنّب الإنسان، ويوبّخه حين يشذّ عن الفطرة؛ فالخِلْقَة البشرية والهيئة الإنسانية قائلة بلسان الحال: […]

ابن تيميَّـة والأزهر.. بين التنافر و الوِفاق

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يُعد شيخ الإسلام ابن تيمية أحد كبار علماء الإسلام الذين تركوا أثرًا عظيمًا في الفقه والعقيدة والتفسير، وكان لعلمه واجتهاده تأثير واسع امتدّ عبر الأجيال. وقد استفاد من تراثه كثير من العلماء في مختلف العصور، ومن بينهم علماء الأزهر الشريف الذين نقلوا عنه، واستشهدوا بأقواله، واعتمدوا على كتبه […]

القول بالصرفة في إعجاز القرآن بين المؤيدين والمعارضين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ الآياتِ الدالةَ على نبوّة محمدٍ صلى الله عليه وسلم كثيرة كثرةَ حاجة الناس لمعرفة ذلك المطلَب الجليل، ثم إن القرآن الكريم هو أجلّ تلك الآيات، فهو معجزة النبي صلى الله عليه وسلم المستمرّة على تعاقُب الأزمان، وقد تعدَّدت أوجه إعجازه في ألفاظه ومعانيه، ومع ما بذله المسلمون […]

الطاقة الكونية مفهومها – أصولها الفلسفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تمهيد: إن الله عز وجل خلق الإنسان، وفطره على التوحيد، وجعل في قلبه حبًّا وميلًا لعبادته سبحانه وتعالى، قال الله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [الروم: 30]، قال السعدي رحمه الله: […]

موقف الليبرالية من أصول الأخلاق

مقدمة: تتميَّز الرؤية الإسلامية للأخلاق بارتكازها على قاعدة مهمة تتمثل في ثبات المبادئ الأخلاقية وتغير المظاهر السلوكية، فالأخلاق محكومة بمعيار رباني ثابت يحدد مسارها، ويمنع تغيرها وتبدلها تبعًا لتغير المزاج البشري، فحسنها ثابت الحسن أبدًا، وقبيحها ثابت القبح أبدًا، إذ هي تحمل صفات ثابتة في ذاتها تتميز من خلالها مدحًا أو ذمًّا خيرًا أو شرًّا([1]). […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017