الأحد - 05 ذو الحجة 1446 هـ - 01 يونيو 2025 م

مكانة السلفية في استراتيجية المواجهة في الشرق الأوسط

A A

في المقالين السابقين تحدثت عن استخدام التصوف كاستراتيجية سياسية، ليس من قِبَل المشروع الباطني الذي كان أولَ بروز له هو في الدول الباطنية كالقرامطة في هَجَر والعراق والصليحيين في اليمن والعبيديين في المغرب ومصر ؛بل استمر كذلك عبر الدول المنتسبة للسنة والتي كانت تتغلب على ضعف أهليتها للبقاء عبر إشاعة روح الخنوع والانكماش الصوفية في المجتمعات،كما حصل مع المماليك الذين هم على اسمهم مملوكون لا يجوز لهم الحكم شرعاً، وكانت شِيم أهل البلاد تأبى الانقياد لهم، فكان نشر الغلو الصوفي مهم في بقائهم .

واليوم يستخدم التصوف من قِبَل استراتيجيي الدول الغربية، ونخص الولايات المتحدة في مشروع تسليم الشرق الأوسط إلى إيران، والذي بدأ بتسليم العراق ثم سوريا ثم اليمن،وكاد أن يصل إلى تسليم مصر أيضا، وذلك باعتبار التصوف يُضعف كثيراً ممانعة المجتمعات ضد الفكر الشيعي، كما أنه يضعفها أيضا ضد الغزو الثقافي وكذلك ضد الغزو العسكري .

من المؤكد أن هذه الاستراتيجية  الغربية الأمريكية فكرة خرقاء لم يُنظر فيها إلى مصلحة الغرب نفسه ولا الولايات المتحدة، وإنما نُظر فيها إلى مصلحة الكيان الصهيوني فقط، والذي يطمح إلى تحطيم كل الدول المحيطة به وإغراقها في صراعات داخلية، وتشتيت أهلها ما بين القتل والتهجير، وأن اختيار إيران وخلفيتَها الفكرية الصفوية القائمة على فرض التشيع واستحلال قتل المسلمين وتهجيرهم ،لأنها الخلفية الأقدر على تنفيذ هذا المشروع.

وأي خلاف بين الكيان الصهيوني والولايات المتحدة وبين إيران فليس خلافاً على الوجود أو على حقيقة المشروع المشترك بين الصهاينة والإيرانيين والغرب ؛ وإنما الخلاف على الحدود التي ينبغي أن تتوقف عندها إيران، وهو ما يُفَسِّر الصداقة في الباطن، والتي تم كشفها في عدة مناسبات، والعداء في الظاهر الذي وصل حد تنفيذ الصهاينة عمليات عسكرية حقيقية ضد إيران .

 أَعْتَقِد أن أول من كَشف هذا المشروع  المشترك قبل أن تظهر على السطح أي تسريبات عنه،  هو الوسط العلمي السلفي دون منازع، وقد كشفوه بالتفسير العقدي للتاريخ، والذي يعتمده السلفيون كثيراً وفق رؤيتهم بأن العقيدة في كل زمان ومكان هي المحرك الأقوى للتاريخ البشري، فقد كشفوه منذ ١٣٩٩هـ أي قبل أن يتحدث أي أحد عن دور الغرب في الانقلاب الإيراني، كان السلفيون يؤكدون على هذه العلاقة دون تجاوب أحد معهم، إلى أن جاء أولُ كشف رسمي عنها، وذلك في فضيحة ما يُعرف بإيران جيت سنة ١٤٠٥هـ أي بعد قيام ثورة الخميني بست سنوات في حين أن الأدبيات السلفية في ذلك الوقت قد أجمعت على أن إيران والغرب والصهاينة شركاء في مخطط واحد وما النزاعات بينهم كأزمة الرهائن سوى خلافات جانبية يتم تضخيمها في الإعلام عمداً.

ما كشفه السلفيون عام ١٣٩٩هـ أصبح للجميع كالشمس في رائعة النهار عام ١٤٢٣هـ حين احتلت أمريكا العراقَ وسلمته إلى إيران ، وقال الأمير سعود الفيصل رحمه الله: إن الولايات المتحدة سلمت العراق على صينية من ذهب إلى إيران ، وحذر الملك الأردني من هلال شيعي قادم ؛ لكن على أرض المواجهة الفعلية ظَنَّت بعض الدول العربية أن الدعم الأمريكي لإيران نتاج دراسات خاطئة للتشيع الصفوي تُشير إلى أنه منهج متسامح مع الديانات والمذاهب الأُخرى ، ودراسة خاطئة أيضا للاتجاه السني في فهم الإسلام تُوْهِمُ أنه يقوم على الشدة والمنازعة في التعامل مع المخالفين من مذاهب وديانات .

لذلك رأوا أن إقناع الغرب بعكس ذلك هو ما سيغير سياستهم في المنطقة .

والحقيقة:أن هذا الاتجاه الذي اختارته بعض الدول العربية جَيِّد،لتغيير المفهوم السائد لدى الشعوب الغربية ومثقفيهم ومؤسساتهم الثقافية ؛ لكنه لن يُغَيِّر شيئاً في الاستراتيجيات الغربية والأمريكية في التعامل مع إيران ،لأن هذه الاستراتيجيات لا تنطلق من مفهوم ثقافي تتغير بتغيره،وإنما تنطلق من مصالح صهيونية لا تستند لأي حقيقة ثقافية ومع ذلك تريد تزوير الحقائق الثقافية لتتماشى مع هذه المصالح؛تماماً كالوجود الصهيوني في المنطقة فهو لا يستند لأي حقيقة تاريخية ومع ذلك يتم تزوير التاريخ من أجل دعمه؛فكذلك تسليم الغرب المنطقة برمتها لإيران وللتمدد الصفوي في العالم الإسلامي ليس نتاج فهم خاطئ للتشيع الصفوي،وللمذهب السني؛بل على العكس تماماً ، فواضعوا هذه الاستراتيجيات المتماهية مع إيران يعلمون جيداً أن الصفوية وحدها هي القادرة على نشر الدمار والخراب في المنطقة باسم التمهيد لخروج المهدي وقادرة أيضاً على مخادعة الشعوب والنفاق،لذلك تم اختيارهم عمداً ، وليس نتيجة أفكار مغلوطة عن السنة والشيعة.

لذا فالغرب الرافض لإقامة أي دولة في العالم على أساس ديني ، ويحارب الأساس الديني الذي قامت عليه المملكة العربية السعودية نجده  يحتضن الخميني في فرنسا ويدعم انقلابه على شاه إيران ويخدمه في ذلك إعلامياً وسياسياً وعسكرياً ويسمح له بكل أريحية أن ينشر مفاهيمه الدينية في العالم السني ، وكذلك يسمح لمعتنقي فكرته الدينية بإقامة أعمالهم الدموية المضادة للعقل الأوروبي المعاصر وقواعد حقوق الإنسان في بعض العواصم العلمانية الأوروبية ؛ إذن فالدولة المبنية على أساس ديني مقبولة غربياً حين تكون إيران وإسرائيل فقط ،مرفوضة حين تكون أي دولة أخرى .

وهذا المعنى ربما لم تدركه أكثر الدول العربية فاعتقدت أنها تستطيع قطع طريق إيران في استقوائها المستتر بالغرب عن طريق التمادي في النهج العلماني ، لكن ذلك لم يصنع شيئاً وظل مشروع إيران والغرب فاعلاً حتى اليوم ؛ بل تجلى بسفور تام حين فاز في الانتخابات العراقية عام ١٤٣١ الشيعي العلماني إياد علاوي ، لكن السلطات الأمريكية المهيمنة على الواقع سَلَّمت منصب رئاسة الوزراء للمتطرف دينياً نوري المالكي ؛ وانكشف مع الأيام دعم إيران والولايات المتحدة على السواء للتيارات المتطرفة المنتسبة لأهل السنة من أجل ذبح السنة وتشريدهم وحصار الأنشطة الإغاثية والخيرية من دولهم بحجة حرب التطرف .

الحاصل من كل ذلك أن أي مواجهة لإيران عبر استرضاء الغرب والولايات المتحدة بدعم العلمانية في المنطقة أو دعم التوجهات الدينية المتسامحة مع مشاريع العولمة كالليبروإسلامية والصوفية تُعَدُّ فكرة خاطئة، فهذه التوجهات مطلوبة غربياً في المنطقة لعكس ما يتصوره كثير من الباحثين في الاستراتيجيات الدولية ،فما يتصوره هؤلاء الكثير هو أنها مطلوبة من قبل الغرب لكونها تدعم السلام وتجارب التطرف ، وهذا غير صحيح ؛ بل هي مطلوبة منهم لكونها تُدَجِّن المجتمعات لما يُريد الغرب فرضه عليها من أفكار وسياسات ومشاريع تغيير كبرى وجعلها عاجزةً عن المواجهة،بمعنى آخر:المطلوب غربيا  إرجاع المجتمعات العربية لِمَا كانت عليه أوائل القرن الرابع عشر الهجري ونهاية القرن التاسع عشر الميلادي من القابلية للاستعمار الفكري والسياسي والعسكري.

إن ما تفعله إيران اليوم في المنطقة ليس مشروعاً إيرانياً ؛بل مشروع غربي تُستخدم إيران عاملاً فاعلاً في تحقيقه ،وكل الآيديولوجيات الدينية التي يُشجع الغرب على نشرها في المنطقة لا يفعل ذلك إلا لأنها الأقدر على تأهيل المنطقة لتحقيق مشروعه ، فما هو الحل ؟

الحل هو أن تتبنى دول المنطقة كلها دعم الفكر الذي لا تريد إيران والغرب رؤيته،وهو الفكر السلفي الذي تُسَجَّل له سابقة فهمه لما تريده إيران ومن وراءها ، وإدراكه المبكر لعلاقتها الحميمة بالغرب ، وهو التوجه الوحيد الذي قام بمشاريع إعلامية وتعليمية مضادة لهذا المشروع ، وهي المشاريع التي لم تلاق إلا القليل من الدعم الحكومي العربي،ومع ذلك بقيت ونفع الله بها وما زال ينفع بها في جميع البلاد التي تشتغل فيها إيران للتغيير العقدي في آسيا وإفريقيا .

نعم إن الدعم الدولي والعربي أيضا للمذاهب البدعية،صَرَف كثيراً من الجهود الدعوية السلفية عن مقاومة المد الصفوي في المنطقة إلى مقاومة الحرب التي تُشَن عليها من داخل المحسوبين على أهل السنة والجماعة والذين هم بدورهم وُجِّهوا لشغل السلفيين بهم عن مقاومة المشروع الإيراني ، هذا أمر صحيح ومؤسف ،وموقف السلفيين في الدفاع عن سلفيتهم ليس لهم بد منه ،لأن الحفاظ على رأس المال أولى من البحث عن مكاسب .

ونعم أيضا إن كثيراً من السلفيين دخلوا في صراعات سياسية داخل بلادهم وخارجها تحت عناوين متعددة منها تغيير المنكر أو الإسهام في اتخاذ القرار أو إنقاذ ما يمكن إنقاذه ،وهؤلاء لايمكن لومهم جميعاً أو تأييدهم جميعاً فكل دولة لها ظروفها الخاصة؛لكن ذلك في عدد من الدول أسهم في دق الأسافين بينهم وبين حكوماتهم ، وهي أسافين قابلة للنزع وإعادة الثقة من الطرفين ،والعمل المشترك نحو هدف مؤكد وهو حماية دولهم من كيد عالمي يراد بها .

أما ما نقول له:لا ،فهو ما يريد العدوان الصفوي والصهيوني ومن وافقهم ووافقوه ترسيخه وهو أن السلفية تعني العنف والترويع والإرهاب ،فقد اتضح أن هذه الصورة رسمتها المخابرات العالمية وإن انتسب إلى أهل السنة بعض أدواتها ، والخضوع لتأثير هذه الصورة قد أتفهمه من عامي بعيد عن الثقافة أو من مثقف ذي هوى وبعد عن تقييم الأحداث بصدق ، لكنني لا أتفهمه من سياسي يبني تصرفاته على تقارير محكمة من مصادر أمنية واستراتيجية ثقيلة .

 

التعليقات مغلقة.

جديد سلف

‏‏ترجمة الشيخ الداعية سعد بن عبد الله بن ناصر البريك رحمه الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اسمه ونسبه: هو الشيخ سعد بن عبد الله بن ناصر البريك. مولده: ولد الشيخ رحمه الله في مدينة الرياض يوم الاثنين الرابع عشر من شهر رمضان عام واحد وثمانين وثلاثمائة وألف للهجرة النبوية 14/ 9/ 1381هـ الموافق 19 فبراير 1962م. نشأته العلمية: نشأ رحمه الله نشأته الأولى في مدينة […]

تسييس الحج

  منذ أن رفعَ إبراهيمُ عليه السلام القواعدَ من البيت وإسماعيلُ وأفئدة الناس تهوي إليه، وقد جعله الله مثابةً للناس وأمنا، أي: مصيرًا يرجعون إليه، ويأمنون فيه، فعظَّمه الناسُ، وعظَّموا من عظَّمه وأقام بجواره، وظل المشركون يعتبرون القائمين على الحرم من خيارهم، فيضعون عندهم سيوفهم، ولا يطلب أحد منهم ثأره فيهم ولا عندهم ولو كان […]

البدع العقدية والعملية حول الكعبة المشرفة ..تحليل عقائدي وتاريخي

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة تُعدُّ الكعبةُ المشرّفة أقدسَ بقاع الأرض، ومهوى أفئدة المسلمين، حيث ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بعقيدة التوحيد منذ أن رفع قواعدها نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام، تحقيقًا لأمر الله، وإقامةً للعبادة الخالصة. وقد حظيت بمكانةٍ عظيمة في الإسلام، حيث جعلها الله قبلةً للمسلمين، فتتوجه إليها وجوههم في الصلاة، […]

الصد عن أبواب الرؤوف الرحيم

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من أهمّ خصائص الدين الإسلامي أنه يؤسّس أقوم علاقة بين الإنسان وبين إلهه وخالقه سبحانه وتعالى، وإبعاد كلّ ما يشوب هذه العلاقة من المنغّصات والمكدرات والخوادش؛ حيث تقوم هذه العلاقة على التوحيد والإيمان والتكامل بين المحبة والخوف والرجاء؛ ولا علاقة أرقى ولا أشرف ولا أسعد للإنسان منها ولا […]

إطلاقات أئمة الدعوة.. قراءة تأصيلية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: يقتضي البحث العلمي الرصين -لا سيما في مسائل الدين والعقيدة- إعمالَ أدوات منهجية دقيقة، تمنع التسرع في إطلاق الأحكام، وتُجنّب الباحثَ الوقوعَ في الخلط بين المواقف والعبارات، خاصة حين تكون صادرة عن أئمة مجدِّدين لهم أثر في الواقع العلمي والدعوي. ومن أبرز تلك الأدوات المنهجية: فهم الإطلاق […]

التوحيد في موطأ الإمام مالك

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يختزن موطأ الإمام مالك رضي الله عنه كنوزًا من المعارف والحكمة في العلم والعمل، ففيه تفسيرٌ لآيات من كتاب الله تعالى، وسرد للحديث وتأويله، وجمع بين مختلفه وظاهر متعارضه، وعرض لأسباب وروده، ورواية للآثار، وتحقيق للمفاهيم، وشرح للغريب، وتنبيه على الإجماع، واستعمال للقياس، وفنون من الجدل وآدابه، وتنبيهات […]

مناقشة دعوى مخالفة حديث: «لن يُفلِح قومٌ ولَّوا أمرهم امرأة» للواقع

مقدمة: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وآله وصحبه أجمعين، أمّا بعد: تُثار بين حين وآخر بعض الإشكالات على بعض الأحاديث النبوية، وقد كتبنا في مركز سلف ضمن سلسلة –دفع الشبهة الغويّة عن أحاديث خير البريّة– جملةً من البحوث والمقالات متعلقة بدفع الشبهات، ونبحث اليوم بعض الإشكالات المتعلقة بحديث: «لن يُفلِحَ قومٌ وَلَّوْا […]

ترجمة الشيخ أ. د. أحمد بن علي سير مباركي (1368-1446هـ/ 1949-2025م)(1)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اسمه ونسبه: هو الشَّيخ الأستاذ الدكتور أحمد بن علي بن أحمد سير مباركي. مولده: كان مسقط رأسه في جنوب المملكة العربية السعودية، وتحديدًا بقرية المنصورة التابعة لمحافظة صامطة، وهي إحدى محافظات منطقة جازان، وذلك عام 1365هـ([2]). نشأته العلمية: نشأ الشيخ نشأتَه الأولى في مدينة جيزان في مسقط رأسه قرية […]

(الاستواء معلوم والكيف مجهول) نصٌ في المسألة، وعبث العابثين لا يلغي النصوص

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. فقد طُبِع مؤخرًا كتاب كُتِبَ على غلافه: (الاستواء معلوم والكيف مجهول: تقرير لتفويض المعنى لا لإثباته عند أكثر من تسعين إمامًا مخالفين لابن تيمية: فكيف تم تحريف دلالتها؟). وعند مطالعة هذا الكتاب تعجب من مؤلفه […]

التصوف بين منهجين الولاية نموذجًا

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: منذ أن نفخ الله في جسد آدم الروح، ومسح على ظهره، وأخذ العهد على ذريته أن يعبدوه، ظلّ حادي الروح يحدوها إلى ربها، وصوت العقل ينادي عليها بالانحياز للحق والتعرف على الباري، والضمير الإنساني يؤنّب الإنسان، ويوبّخه حين يشذّ عن الفطرة؛ فالخِلْقَة البشرية والهيئة الإنسانية قائلة بلسان الحال: […]

ابن تيميَّـة والأزهر.. بين التنافر و الوِفاق

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يُعد شيخ الإسلام ابن تيمية أحد كبار علماء الإسلام الذين تركوا أثرًا عظيمًا في الفقه والعقيدة والتفسير، وكان لعلمه واجتهاده تأثير واسع امتدّ عبر الأجيال. وقد استفاد من تراثه كثير من العلماء في مختلف العصور، ومن بينهم علماء الأزهر الشريف الذين نقلوا عنه، واستشهدوا بأقواله، واعتمدوا على كتبه […]

القول بالصرفة في إعجاز القرآن بين المؤيدين والمعارضين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ الآياتِ الدالةَ على نبوّة محمدٍ صلى الله عليه وسلم كثيرة كثرةَ حاجة الناس لمعرفة ذلك المطلَب الجليل، ثم إن القرآن الكريم هو أجلّ تلك الآيات، فهو معجزة النبي صلى الله عليه وسلم المستمرّة على تعاقُب الأزمان، وقد تعدَّدت أوجه إعجازه في ألفاظه ومعانيه، ومع ما بذله المسلمون […]

الطاقة الكونية مفهومها – أصولها الفلسفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تمهيد: إن الله عز وجل خلق الإنسان، وفطره على التوحيد، وجعل في قلبه حبًّا وميلًا لعبادته سبحانه وتعالى، قال الله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [الروم: 30]، قال السعدي رحمه الله: […]

موقف الليبرالية من أصول الأخلاق

مقدمة: تتميَّز الرؤية الإسلامية للأخلاق بارتكازها على قاعدة مهمة تتمثل في ثبات المبادئ الأخلاقية وتغير المظاهر السلوكية، فالأخلاق محكومة بمعيار رباني ثابت يحدد مسارها، ويمنع تغيرها وتبدلها تبعًا لتغير المزاج البشري، فحسنها ثابت الحسن أبدًا، وقبيحها ثابت القبح أبدًا، إذ هي تحمل صفات ثابتة في ذاتها تتميز من خلالها مدحًا أو ذمًّا خيرًا أو شرًّا([1]). […]

حجاب الله تعالى -دراسة عقدية-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: معرفة الله سبحانه وتعالى هي قوت القلوب، ومحفِّزها نحو الترقِّي في مقامات العبودية، وكلما عرف الإنسان ربَّه اقترب إليه وأحبَّه، والقلبُ إذا لم تحرِّكه معرفةُ الله حقَّ المعرفة فإنه يعطب في الطريق، ويستحوذ عليه الكسل والانحراف ولو بعد حين، وكلما كان الإنسان بربه أعرف كان له أخشى […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017