الأربعاء - 27 ذو الحجة 1445 هـ - 03 يوليو 2024 م

مكانة السلفية في استراتيجية المواجهة في الشرق الأوسط

A A

في المقالين السابقين تحدثت عن استخدام التصوف كاستراتيجية سياسية، ليس من قِبَل المشروع الباطني الذي كان أولَ بروز له هو في الدول الباطنية كالقرامطة في هَجَر والعراق والصليحيين في اليمن والعبيديين في المغرب ومصر ؛بل استمر كذلك عبر الدول المنتسبة للسنة والتي كانت تتغلب على ضعف أهليتها للبقاء عبر إشاعة روح الخنوع والانكماش الصوفية في المجتمعات،كما حصل مع المماليك الذين هم على اسمهم مملوكون لا يجوز لهم الحكم شرعاً، وكانت شِيم أهل البلاد تأبى الانقياد لهم، فكان نشر الغلو الصوفي مهم في بقائهم .

واليوم يستخدم التصوف من قِبَل استراتيجيي الدول الغربية، ونخص الولايات المتحدة في مشروع تسليم الشرق الأوسط إلى إيران، والذي بدأ بتسليم العراق ثم سوريا ثم اليمن،وكاد أن يصل إلى تسليم مصر أيضا، وذلك باعتبار التصوف يُضعف كثيراً ممانعة المجتمعات ضد الفكر الشيعي، كما أنه يضعفها أيضا ضد الغزو الثقافي وكذلك ضد الغزو العسكري .

من المؤكد أن هذه الاستراتيجية  الغربية الأمريكية فكرة خرقاء لم يُنظر فيها إلى مصلحة الغرب نفسه ولا الولايات المتحدة، وإنما نُظر فيها إلى مصلحة الكيان الصهيوني فقط، والذي يطمح إلى تحطيم كل الدول المحيطة به وإغراقها في صراعات داخلية، وتشتيت أهلها ما بين القتل والتهجير، وأن اختيار إيران وخلفيتَها الفكرية الصفوية القائمة على فرض التشيع واستحلال قتل المسلمين وتهجيرهم ،لأنها الخلفية الأقدر على تنفيذ هذا المشروع.

وأي خلاف بين الكيان الصهيوني والولايات المتحدة وبين إيران فليس خلافاً على الوجود أو على حقيقة المشروع المشترك بين الصهاينة والإيرانيين والغرب ؛ وإنما الخلاف على الحدود التي ينبغي أن تتوقف عندها إيران، وهو ما يُفَسِّر الصداقة في الباطن، والتي تم كشفها في عدة مناسبات، والعداء في الظاهر الذي وصل حد تنفيذ الصهاينة عمليات عسكرية حقيقية ضد إيران .

 أَعْتَقِد أن أول من كَشف هذا المشروع  المشترك قبل أن تظهر على السطح أي تسريبات عنه،  هو الوسط العلمي السلفي دون منازع، وقد كشفوه بالتفسير العقدي للتاريخ، والذي يعتمده السلفيون كثيراً وفق رؤيتهم بأن العقيدة في كل زمان ومكان هي المحرك الأقوى للتاريخ البشري، فقد كشفوه منذ ١٣٩٩هـ أي قبل أن يتحدث أي أحد عن دور الغرب في الانقلاب الإيراني، كان السلفيون يؤكدون على هذه العلاقة دون تجاوب أحد معهم، إلى أن جاء أولُ كشف رسمي عنها، وذلك في فضيحة ما يُعرف بإيران جيت سنة ١٤٠٥هـ أي بعد قيام ثورة الخميني بست سنوات في حين أن الأدبيات السلفية في ذلك الوقت قد أجمعت على أن إيران والغرب والصهاينة شركاء في مخطط واحد وما النزاعات بينهم كأزمة الرهائن سوى خلافات جانبية يتم تضخيمها في الإعلام عمداً.

ما كشفه السلفيون عام ١٣٩٩هـ أصبح للجميع كالشمس في رائعة النهار عام ١٤٢٣هـ حين احتلت أمريكا العراقَ وسلمته إلى إيران ، وقال الأمير سعود الفيصل رحمه الله: إن الولايات المتحدة سلمت العراق على صينية من ذهب إلى إيران ، وحذر الملك الأردني من هلال شيعي قادم ؛ لكن على أرض المواجهة الفعلية ظَنَّت بعض الدول العربية أن الدعم الأمريكي لإيران نتاج دراسات خاطئة للتشيع الصفوي تُشير إلى أنه منهج متسامح مع الديانات والمذاهب الأُخرى ، ودراسة خاطئة أيضا للاتجاه السني في فهم الإسلام تُوْهِمُ أنه يقوم على الشدة والمنازعة في التعامل مع المخالفين من مذاهب وديانات .

لذلك رأوا أن إقناع الغرب بعكس ذلك هو ما سيغير سياستهم في المنطقة .

والحقيقة:أن هذا الاتجاه الذي اختارته بعض الدول العربية جَيِّد،لتغيير المفهوم السائد لدى الشعوب الغربية ومثقفيهم ومؤسساتهم الثقافية ؛ لكنه لن يُغَيِّر شيئاً في الاستراتيجيات الغربية والأمريكية في التعامل مع إيران ،لأن هذه الاستراتيجيات لا تنطلق من مفهوم ثقافي تتغير بتغيره،وإنما تنطلق من مصالح صهيونية لا تستند لأي حقيقة ثقافية ومع ذلك تريد تزوير الحقائق الثقافية لتتماشى مع هذه المصالح؛تماماً كالوجود الصهيوني في المنطقة فهو لا يستند لأي حقيقة تاريخية ومع ذلك يتم تزوير التاريخ من أجل دعمه؛فكذلك تسليم الغرب المنطقة برمتها لإيران وللتمدد الصفوي في العالم الإسلامي ليس نتاج فهم خاطئ للتشيع الصفوي،وللمذهب السني؛بل على العكس تماماً ، فواضعوا هذه الاستراتيجيات المتماهية مع إيران يعلمون جيداً أن الصفوية وحدها هي القادرة على نشر الدمار والخراب في المنطقة باسم التمهيد لخروج المهدي وقادرة أيضاً على مخادعة الشعوب والنفاق،لذلك تم اختيارهم عمداً ، وليس نتيجة أفكار مغلوطة عن السنة والشيعة.

لذا فالغرب الرافض لإقامة أي دولة في العالم على أساس ديني ، ويحارب الأساس الديني الذي قامت عليه المملكة العربية السعودية نجده  يحتضن الخميني في فرنسا ويدعم انقلابه على شاه إيران ويخدمه في ذلك إعلامياً وسياسياً وعسكرياً ويسمح له بكل أريحية أن ينشر مفاهيمه الدينية في العالم السني ، وكذلك يسمح لمعتنقي فكرته الدينية بإقامة أعمالهم الدموية المضادة للعقل الأوروبي المعاصر وقواعد حقوق الإنسان في بعض العواصم العلمانية الأوروبية ؛ إذن فالدولة المبنية على أساس ديني مقبولة غربياً حين تكون إيران وإسرائيل فقط ،مرفوضة حين تكون أي دولة أخرى .

وهذا المعنى ربما لم تدركه أكثر الدول العربية فاعتقدت أنها تستطيع قطع طريق إيران في استقوائها المستتر بالغرب عن طريق التمادي في النهج العلماني ، لكن ذلك لم يصنع شيئاً وظل مشروع إيران والغرب فاعلاً حتى اليوم ؛ بل تجلى بسفور تام حين فاز في الانتخابات العراقية عام ١٤٣١ الشيعي العلماني إياد علاوي ، لكن السلطات الأمريكية المهيمنة على الواقع سَلَّمت منصب رئاسة الوزراء للمتطرف دينياً نوري المالكي ؛ وانكشف مع الأيام دعم إيران والولايات المتحدة على السواء للتيارات المتطرفة المنتسبة لأهل السنة من أجل ذبح السنة وتشريدهم وحصار الأنشطة الإغاثية والخيرية من دولهم بحجة حرب التطرف .

الحاصل من كل ذلك أن أي مواجهة لإيران عبر استرضاء الغرب والولايات المتحدة بدعم العلمانية في المنطقة أو دعم التوجهات الدينية المتسامحة مع مشاريع العولمة كالليبروإسلامية والصوفية تُعَدُّ فكرة خاطئة، فهذه التوجهات مطلوبة غربياً في المنطقة لعكس ما يتصوره كثير من الباحثين في الاستراتيجيات الدولية ،فما يتصوره هؤلاء الكثير هو أنها مطلوبة من قبل الغرب لكونها تدعم السلام وتجارب التطرف ، وهذا غير صحيح ؛ بل هي مطلوبة منهم لكونها تُدَجِّن المجتمعات لما يُريد الغرب فرضه عليها من أفكار وسياسات ومشاريع تغيير كبرى وجعلها عاجزةً عن المواجهة،بمعنى آخر:المطلوب غربيا  إرجاع المجتمعات العربية لِمَا كانت عليه أوائل القرن الرابع عشر الهجري ونهاية القرن التاسع عشر الميلادي من القابلية للاستعمار الفكري والسياسي والعسكري.

إن ما تفعله إيران اليوم في المنطقة ليس مشروعاً إيرانياً ؛بل مشروع غربي تُستخدم إيران عاملاً فاعلاً في تحقيقه ،وكل الآيديولوجيات الدينية التي يُشجع الغرب على نشرها في المنطقة لا يفعل ذلك إلا لأنها الأقدر على تأهيل المنطقة لتحقيق مشروعه ، فما هو الحل ؟

الحل هو أن تتبنى دول المنطقة كلها دعم الفكر الذي لا تريد إيران والغرب رؤيته،وهو الفكر السلفي الذي تُسَجَّل له سابقة فهمه لما تريده إيران ومن وراءها ، وإدراكه المبكر لعلاقتها الحميمة بالغرب ، وهو التوجه الوحيد الذي قام بمشاريع إعلامية وتعليمية مضادة لهذا المشروع ، وهي المشاريع التي لم تلاق إلا القليل من الدعم الحكومي العربي،ومع ذلك بقيت ونفع الله بها وما زال ينفع بها في جميع البلاد التي تشتغل فيها إيران للتغيير العقدي في آسيا وإفريقيا .

نعم إن الدعم الدولي والعربي أيضا للمذاهب البدعية،صَرَف كثيراً من الجهود الدعوية السلفية عن مقاومة المد الصفوي في المنطقة إلى مقاومة الحرب التي تُشَن عليها من داخل المحسوبين على أهل السنة والجماعة والذين هم بدورهم وُجِّهوا لشغل السلفيين بهم عن مقاومة المشروع الإيراني ، هذا أمر صحيح ومؤسف ،وموقف السلفيين في الدفاع عن سلفيتهم ليس لهم بد منه ،لأن الحفاظ على رأس المال أولى من البحث عن مكاسب .

ونعم أيضا إن كثيراً من السلفيين دخلوا في صراعات سياسية داخل بلادهم وخارجها تحت عناوين متعددة منها تغيير المنكر أو الإسهام في اتخاذ القرار أو إنقاذ ما يمكن إنقاذه ،وهؤلاء لايمكن لومهم جميعاً أو تأييدهم جميعاً فكل دولة لها ظروفها الخاصة؛لكن ذلك في عدد من الدول أسهم في دق الأسافين بينهم وبين حكوماتهم ، وهي أسافين قابلة للنزع وإعادة الثقة من الطرفين ،والعمل المشترك نحو هدف مؤكد وهو حماية دولهم من كيد عالمي يراد بها .

أما ما نقول له:لا ،فهو ما يريد العدوان الصفوي والصهيوني ومن وافقهم ووافقوه ترسيخه وهو أن السلفية تعني العنف والترويع والإرهاب ،فقد اتضح أن هذه الصورة رسمتها المخابرات العالمية وإن انتسب إلى أهل السنة بعض أدواتها ، والخضوع لتأثير هذه الصورة قد أتفهمه من عامي بعيد عن الثقافة أو من مثقف ذي هوى وبعد عن تقييم الأحداث بصدق ، لكنني لا أتفهمه من سياسي يبني تصرفاته على تقارير محكمة من مصادر أمنية واستراتيجية ثقيلة .

 

التعليقات مغلقة.

جديد سلف

هل يُمكِن الاستغناءُ عن النُّبوات ببدائلَ أُخرى كالعقل والضمير؟

هذه شبهة من الشبهات المثارة على النبوّات، وهي مَبنيَّة على سوء فَهمٍ لطبيعة النُّبوة، ولوظيفتها الأساسية، وكشف هذه الشُّبهة يحتاج إلى تَجْلية أوجه الاحتياج إلى النُّبوة والوحي. وحاصل هذه الشبهة: أنَّ البَشَر ليسوا في حاجة إلى النُّبوة في إصلاح حالهم وعَلاقتهم مع الله، ويُمكِن تحقيقُ أعلى مراتب الصلاح والاستقامة من غير أنْ يَنزِل إليهم وحيٌ […]

هل يرى ابن تيمية أن مصر وموطن بني إسرائيل جنوب غرب الجزيرة العربية؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة (تَنتقِل مصر من أفريقيا إلى غرب جزيرة العرب وسط أوديتها وجبالها، فهي إما قرية “المصرمة” في مرتفعات عسير بين أبها وخميس مشيط، أو قرية “مصر” في وادي بيشة في عسير، أو “آل مصري” في منطقة الطائف). هذا ما تقوله كثيرٌ من الكتابات المعاصرة التي ترى أنها تسلُك منهجًا حديثًا […]

هل يُمكن أن يغفرَ الله تعالى لأبي لهب؟

من المعلوم أن أهل السنة لا يشهَدون لمعيَّن بجنة ولا نار إلا مَن شهد له الوحي بذلك؛ لأن هذا من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله تعالى، ولكننا نقطع بأن من مات على التوحيد والإيمان فهو من أهل الجنة، ومن مات على الكفر والشرك فهو مخلَّد في النار لا يخرج منها أبدًا، وأدلة ذلك مشهورة […]

مآخذ الفقهاء في استحباب صيام يوم عرفة إذا وافق يوم السبت

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. فقد ثبت فضل صيام يوم عرفة في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (‌صِيَامُ ‌يَوْمِ ‌عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ)([1]). وهذا لغير الحاج. أما إذا وافق يومُ عرفة يومَ السبت: فاستحبابُ صيامه ثابتٌ أيضًا، وتقرير […]

لماذا يُمنَع من دُعاء الأولياء في قُبورهم ولو بغير اعتقاد الربوبية فيهم؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة هناك شبهة مشهورة تثار في الدفاع عن اعتقاد القبورية المستغيثين بغير الله تعالى وتبرير ما هم عليه، مضمونها: أنه ليس ثمة مانعٌ من دعاء الأولياء في قبورهم بغير قصد العبادة، وحقيقة ما يريدونه هو: أن الممنوع في مسألة الاستغاثة بالأنبياء والأولياء في قبورهم إنما يكون محصورًا بالإتيان بأقصى غاية […]

الحج بدون تصريح ..رؤية شرعية

لا يشكّ مسلم في مكانة الحج في نفوس المسلمين، وفي قداسة الأرض التي اختارها الله مكانا لمهبط الوحي، وأداء هذا الركن، وإعلان هذه الشعيرة، وما من قوم بقيت عندهم بقية من شريعة إلا وكان فيها تعظيم هذه الشعيرة، وتقديس ذياك المكان، فلم تزل دعوة أبينا إبراهيم تلحق بكل مولود، وتفتح كل باب: {رَّبَّنَآ إِنِّيٓ أَسۡكَنتُ […]

المعاهدة بين المسلمين وخصومهم وبعض آثارها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة باب السياسة الشرعية باب واسع، كثير المغاليق، قليل المفاتيح، لا يدخل منه إلا من فقُهت نفسه وشرفت وتسامت عن الانفعال وضيق الأفق، قوامه لين في غير ضعف، وشدة في غير عنف، والإنسان قد لا يخير فيه بين الخير والشر المحض، بل بين خير فيه دخن وشر فيه خير، والخير […]

إمعانُ النظر في مَزاعم مَن أنكَر انشقاقَ القَمر

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الحمد لله رب العالمين، وأصلى وأسلم على المبعوث رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد: فإن آية انشقاق القمر من الآيات التي أيد الله بها نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم، فكانت من أعلام نبوّته، ودلائل صدقه، وقد دلّ عليها القرآن الكريم، والسنة النبوية دلالة قاطعة، وأجمعت عليها […]

هل يَعبُد المسلمون الكعبةَ والحجَرَ الأسودَ؟

الحمد لله الذي أكمل لنا الدين، وهدنا صراطه المستقيم. وبعد، تثار شبهة في المدارس التنصيريّة المعادية للإسلام، ويحاول المعلِّمون فيها إقناعَ أبناء المسلمين من طلابهم بها، وقد تلتبس بسبب إثارتها حقيقةُ الإسلام لدى من دخل فيه حديثًا([1]). يقول أصحاب هذه الشبهة: إن المسلمين باتجاههم للكعبة في الصلاة وطوافهم بها يعبُدُون الحجارة، وكذلك فإنهم يقبِّلون الحجرَ […]

التحقيق في نسبةِ ورقةٍ ملحقةٍ بمسألة الكنائس لابن تيمية متضمِّنة للتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم وبآله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ تحقيقَ المخطوطات من أهمّ مقاصد البحث العلميّ في العصر الحاضر، كما أنه من أدقِّ أبوابه وأخطرها؛ لما فيه من مسؤولية تجاه الحقيقة العلمية التي تحملها المخطوطة ذاتها، ومن حيث صحّة نسبتها إلى العالم الذي عُزيت إليه من جهة أخرى، ولذلك كانت مَهمة المحقّق متجهةً في الأساس إلى […]

دعوى مخالفة علم الأركيولوجيا للدين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: عِلم الأركيولوجيا أو علم الآثار هو: العلم الذي يبحث عن بقايا النشاط الإنساني القديم، ويُعنى بدراستها، أو هو: دراسة تاريخ البشرية من خلال دراسة البقايا المادية والثقافية والفنية للإنسان القديم، والتي تكوِّن بمجموعها صورةً كاملةً من الحياة اليومية التي عاشها ذلك الإنسان في زمانٍ ومكانٍ معيَّنين([1]). ولقد أمرنا […]

جوابٌ على سؤال تَحَدٍّ في إثبات معاني الصفات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة أثار المشرف العام على المدرسة الحنبلية العراقية -كما وصف بذلك نفسه- بعضَ التساؤلات في بيانٍ له تضمَّن مطالبته لشيوخ العلم وطلبته السلفيين ببيان معنى صفات الله تبارك وتعالى وفقَ شروطٍ معيَّنة قد وضعها، وهي كما يلي: 1- أن يكون معنى الصفة في اللغة العربية وفقَ اعتقاد السلفيين. 2- أن […]

معنى الاشتقاق في أسماء الله تعالى وصفاته

مما يشتبِه على بعض المشتغلين بالعلم الخلطُ بين قول بعض العلماء: إن أسماء الله تعالى مشتقّة، وقولهم: إن الأسماء لا تشتقّ من الصفات والأفعال. وهذا من باب الخلط بين الاشتقاق اللغوي الذي بحثه بتوسُّع علماء اللغة، وأفردوه في مصنفات كثيرة قديمًا وحديثًا([1]) والاشتقاق العقدي في باب الأسماء والصفات الذي تناوله العلماء ضمن مباحث الاعتقاد. ومن […]

محنة الإمام شهاب الدين ابن مري البعلبكي في مسألة الاستغاثة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: فإن فصول نزاع شيخ الإسلام ابن تيمية مع خصومه طويلة، امتدت إلى سنوات كثيرة، وتنوَّعَت مجالاتها ما بين مسائل اعتقادية وفقهية وسلوكية، وتعددت أساليب خصومه في مواجهته، وسعى خصومه في حياته – سيما في آخرها […]

العناية ودلالتها على وحدانيّة الخالق

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ وجودَ الله تبارك وتعالى أعظمُ وجود، وربوبيّته أظهر مدلول، ودلائل ربوبيته متنوِّعة كثيرة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (إن دلائل الربوبية وآياتها أعظم وأكثر من كلّ دليل على كل مدلول) ([1]). فلقد دلَّت الآيات على تفرد الله تعالى بالربوبية على خلقه أجمعين، وقد جعل الله لخلقه أمورًا […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017