التَعرِيف بكِتَاب: (أحاديث العقيدة المتوهم إشكالها في الصحيحين جمعًا ودراسة)
للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة
المعلومات الفنية للكتاب:
عنوان الكتاب: أحاديث العقيدة المتوهم إشكالها في الصحيحين جمعًا ودراسة.
اسم المؤلف: د. سليمان بن محمد الدبيخي، أستاذ العقيدة بكلية الدعوة وأصول الدين بجامعة القصيم.
رقم الطبعة وتاريخها: الطبعة الأولى في دار المنهاج، الرياض عام 1427هـ، وطبعت الطبعة الرابعة عام 1437ه، وقد أعيد طبعه مرارًا.
حجم الكتاب: يقع في مجلدين وعدد صفحاته (800) صفحة.
أصل الكتاب رسالة علمية تقدم بها المؤلف لنيل درجة الدكتوراه من قسم العقيدة بكلية الدعوة وأصول الدين بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، وقد أجيزت بتقدير ممتاز مع التوصية بالطبع.
أهدف البحث وأهميته:
كان هدف هذا البحث هو: حل الإشكال عن أحاديث العقيدة المتوهم إشكالها في الصحيحين.
ومن أهم ما يتبادر إلى أذهان القراء والباحثين هنا، هو: ما الفرق بين هذا الكتاب والكتاب الآخر للمؤلف: (أحاديث العقيدة التي يوهم ظاهرها التعارض في الصحيحين)؟
وقد أجاب المؤلف عن ذلك، في مقدمته، فقال: “رسالتي في مرحلة الماجستير كانت فيما يوهم ظاهره التعارض من أحاديث الصحيحين”، وهذا التعارض بين الأحاديث، نوع من أنواع المشكل، وليس هو كل المشكل، وعلى هذا، فإن كتابتي في الموضوع فيها، إكمال وإتمام لما بدأته في مرحلة الماجستير، على أنني سألتزم في موضوعي هذا؛ ألا أدرس حديثًا هناك”.
وأما أسباب اختياره فعلى النحو الآتي:
- أهمية هذا النوع من العلوم، وشدة الحاجة إليه.
- أهمية الصحيحين، والعناية بما اشتملا عليه من المباحث العقدية.
- أنني لم أجد -بعد البحث- كتابًا مفردًا على مذهب أهل السنة والجماعة يُعنى بالمشكل من أحاديث الصحيحين المتعلق بالعقيدة.
وبهذا، يكون قد برز أهمية هذا البحث وذلك من جوانب:
- أنه يتعلق بالمصدر الثاني مـن مصادر الدين الإسلامي.
- أنه في أصح كتب الإسلام بعد القرآن، وهمـا: صحيحـا البخـاري ومسلم اللذان تلقتهما الأمة بالقبول.
- أنه في جانب العقيدة الذي هو أهم جانب من جوانب الديـن الإسلامي.
- أن هذه الأحاديث قد يتعلق بها مـن رام هـدم الـديــن والتشكيك في مصادره الأصلية.
منهج البحث:
أفصح الباحث في مقدمة البحث عن الخيوط المنهجية لبحثه، ونحن نذكر أهمها في النقاط التالية:
- تتبع الأحاديث المتوهم إشكالها في الصحيحين مما يتعلق بالعقيدة.
- استعان على جمع الأحاديث وتتبعها بجرد الصحيحين وجرد طائفة من الكتب المتناولة للأحاديث المتوهم إشكالها؛ كتأويل مختلف الحديث لابن ابن قُتيبةَ، ومشكل الآثار للطحاوي.
- لما كان ضابط الإشكال مشكلًا يصعب تحديده؛ لأنه نسبي إضافي، فما يكون مشكلًا عند شخص قد لا يكون كذلك عند آخر، وقد التزم المؤلف ألا يدرج حديثًا في هذا البحث إلا وهو منصوص على إشكاله من قبل أهل العلم المعتبرين، أو كان في حكم ذلك، كأن يكون مذكورًا في الكتب المؤلفة في هذا الجانب، مراعيًا في ذلك تمييز كتب أهل السنة من غيرها عندما يكون الحديث في الصفات؛ علمًا أن المراد بالإشكال هنا: الإشكال المعنوي لا الإشكال اللفظي.
- اقتصر من الأحاديث على ما كان الإشكال فيها ينشأ عنه مسألة عقدية سواء كان الحديث واردًا في أبواب العقيدة المعروفة أو حتى في أبواب أخرى، كالسير والآداب والأحكام وغيرها.
ثم بين المؤلف بعض مصطلحاته واختصاراته ورموزه في الكتاب، في المقدمة ومنهجه في التخريج والتوثيق والعزو.
خطة البحث:
جاءت خطة البحث في مقدمة وتمهيد وثلاثة أبواب وخاتمة.
المقدمة: وفيها أهمية البحث وأسباب اختياره وخطته ومنهجه.
التمهيد: وفيه ستة مباحث:
المبحث الأول: تعريف المشكل وبيان الفرق بينه وبين المختلف، وبيَّن فيه: أن المشكل في اللغة يدور حول المماثلة والاشتباه والالتباس والاختلاط، وأما في اصطلاح المحدثين، فخلص إلى التعريف التالي: “أحاديث مروية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأسانيد مقبولة، يوهم ظاهرها معاني مستحيلة أو معارضة لقواعد شرعية ثابتة”.
ثم حرر العلاقة بين مختلف الحديث ومشكل الحديث، وبيَّن الأرجح، وهو أن بينهما عموم وخصوص مطلق، وأن المشكل أعمُّ مطلقًا من المختلف؛ فكل مختلف مشكل بلا عكس، وهذا رأي كثير من الأئمة والباحثين، كالشافعي (204) رحمه الله، بينما خالفهم بعض العلماء كابن قُتيبةَ (276) رحمه الله.
المبحث الثاني: التعريف بأشهر المؤلفات في مشكل الحديث، ومنها:
- على رأسها: كتاب الإمام الشافعي (204) رحمه الله “اختلاف الحديث“، ولكن مقصود الإمام الشافعي، ذكر نماذج دون استيفاء الأحاديث المشكلة.
- تلاه ابن قُتيبةَ (276) رحمه الله، بكتابه “تأويل مختلف الحديث“، ولم يقتصر فيه على المختلف من المشكل، بل تناول غيره من أنواع مشكل الحديث، وبين المؤلف مميزاته وبعض المآخذ عليه.
- تلاه الطحاوي (321) رحمه الله، بكتابه “مشكل الآثار” وهو أوسع ما كتب في الباب من السلف رضوان الله عليهم، وبين المؤلف مميزاته وبعض المآخذ عليه.
- تلاه كتاب أبي الحسن الطبري (380) رحمه الله، بكتابه “تأويل الأحاديث المشكلة“، وبما أنه من رؤساء الأشاعرة، فقد خصصه لتأويل نصوص الصفات من آيات وأحاديث؛ لأنها مشكلة موهمة للتشبيه كما يزعم.
- تلاه كتاب ابن فورك (406) رحمه الله، بكتابه “مشكل الحديث وبيانه” وهو مثل سابقه.
- تلاه كتاب ابن الجوزي (597) رحمه الله، بكتابه “كشف المشكل من حديث الصحيحين“، وهو مختص بالصحيحين كما نرى، ومرتب على الجمع بين الصحيحين للحميدي، المرتب على المسانيد، وصرح مؤلفه بأنه: يعنى بالمشكل المعنوي لا اللفظي، ولكنه لم يتناول كلَّ المشكل، بل أدخل فيه ما ليس بمشكل، كما أنه تأوَّل كثيرًا من الصفات خاصة الصفات الخبرية.
المبحث الثالث: ظواهر الكتاب والسنة كلها حق.
المبحث الرابع: العمل بالمحكم والإيمان بالمتشابه، وفيه: بين أن المتشابه الخاص مرادف للمشكل، كما أكد على أن الوضوح والإشكال في النصوص قضية نسبية يتفاوت الناس فيها، وبين أن إطلاق القول بأن الصفات من المتشابه، خطأ؛ لأن التشابه مجمل هنا ويحتمل حقًّا وباطلًا ويحتاج إلى تفصيل، ثم عرَّج على أسباب استشكال النصوص واشتباهها وأنها عائدة إلى سببين:
- الغلط في الفهم.
- ضعف النص.
المبحث الخامس: ترجمة موجزة للبخاري ومسلم.
المبحث السادس: مكانة الصحيحين عند الأمة.
الباب الأول: الأحاديث المتوهم إشكالها في باب الإيمان بالله، وتحته فصلان:
الفصل الأول: الأحاديث المتوهم إشكالها في الأسماء والصفات، وفيه تمهيد، وأحد عشر مبحثًا:
التمهيد: بيان عقيدة أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات.
المبحث الأول: (خلق الله آدم على صورته)، وقد قسم الباحث غالب مباحث دراسة الأحاديث إلى ثلاثة مطالب، وسأكتفي بذكرها هنا، في هذا المبحث؛ تلافيًا للتكرار الممل، وهذه المطالب الثلاثة المتكررة في غالب الأحاديث، هي:
المطلب الأول: سياق الحديث المتوهم إشكاله وبيان وجه الإشكال.
المطلب الثاني: أقوال أهل العلم في هذا الإشكال.
المطلب الثالث: الترجيح.
وأحيانا، يكتفي بمطلبين إن رأى عدم الحاجة لإفراد مطلب بالترجيح، وأحيانا يزيد مطلبًا رابعًا عند الحاجة كما زاد هنا في هذا المبحث الذي نتكلم عنه مطلبًا رابعًا، وهو: في بيان معنى قوله ﷺ: (فيأتيهم الله في صورة غير صورته التي يعرفون).
المبحث الثاني: (وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة).
المبحث الثالث: (إن الله تسعة وتسعين اسمًا …).
المبحث الرابع: (لا يمل الله حتى تملوا).
المبحث الخامس: (مرضت فلم تعدني …).
المبحث السادس: (ما أحد أصبر على أذى سمعه من الله).
المبحث السابع: (ما ترددت عن شيء أنا فاعله …).
المبحث الثامن: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله).
المبحث التاسع: (يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر …).
المبحث العاشر: (الرحم شِجْنَةٌ من الرحمن).
المبحث الحادي عشر: (فإذا مت فأحرقوني ثم اسحقوني).
الفصل الثاني: الأحاديث المتوهم إشكالها في القدر، وفيه ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: (حج آدم موسى).
المبحث الثاني: (خلق الله التربة يوم السبت).
المبحث الثالث: (لا يدخل أحدًا الجنة عمله).
الباب الثاني: الأحاديث المتوهم إشكالها في باب النبوة، وفيه سبعة مباحث:
المبحث الأول: (نحن أحق بالشك من إبراهيم).
المبحث الثاني: ما جاء في سحر النبي.
المبحث الثالث: ما جاء في إرسال الشهب على الشياطين.
المبحث الرابع: (إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل) مع قول أبي هريرة: (أوصاني خليلي بثلاث).
المبحث الخامس: حديث شريك في الإسراء.
المبحث السادس: لطم موسى عليه السلام لملك الموت.
المبحث السابع: (اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي) مع قوله: (لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي منهم اثنان).
الباب الثالث: الأحاديث المتوهم إشكالها في أشراط الساعة والمعاد، وتحته فصلان:
الفصل الأول: الأحاديث المتوهم إشكالها في أشراط الساعة، وفيه خمسة مباحث:
المبحث الأول: (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين …) مع قوله: (لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق).
المبحث الثاني: (إن أول الآيات خروجًا طلوع الشمس من مغربها).
المبحث الثالث: ما جاء في طواف الدجال بالبيت مع ما ورد من أنه لا يدخل مكة ولا المدينة.
المبحث الرابع: (لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان).
المبحث الخامس: (أن تلد الأمة ربتها).
الفصل الثاني: الأحاديث المتوهم إشكالها في المعاد، وفيه ستة مباحث:
المبحث الأول: أحاديث الميزان، في ما الذي يوزن؟
المبحث الثاني: (إن أشـد الـنـاس عـذابًا عند الله يـوم الـقـيـامـة المصورون).
المبحث الثالث: (طوبى له عصفور من عصافير الجنة).
المبحث الرابع: (وإن ناسًا من أصحابي يؤخذ ذات الشمال فأقول: أصحابي فيقول: إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم).
المبحث الخامس: شفاعته ﷺ لعمه أبي طالب.
المبحث السادس: ما جاء في سماع الأموات.
الخاتمة: وفيها بيان أهم النتائج.
الفهارس وهي:
- فهرس للآيات القرآنية.
- فهرس للأحاديث النبوية.
- فهرس للآثار.
- فهرس للأعلام المترجمين.
- فهرس للفرق.
- فهرس للكلمات الغريبة.
- فهرس للمصادر والمراجع.
- فهرس عام للمحتويات.
أنموذج من الأحاديث التي درسها:
نستعرض هنا، أنموذجا واحدًا من هذه الأحاديث التي درسها المؤلف؛ ليتبين للقارئ الكريم منهجه تفصيلًا، ومعالم كتابه عيانًا؛ وهو حديث: (الرحم شِجْنَةٌ من الرحمن).
وقد جاء في مطلبين هما:
المطلب الأول: سياق الحديث المتوهم إشكاله وبيان وجه الإشكال.
المطلب الثاني: أقوال أهل العلم في هذا الإشكال.
واستغنى عن المطلب الثالث وهو مطلب الترجيح؛ إذ لم يحتج إليه.
وقد بدأ المطلب الأول؛ بسياق الحديث المتوهم إشكاله وبيان وجه الإشكال.
فأورد أولًا: مخرج وروايات الحديث محل الدراسة، وهما:
- أبو هريرة رضي الله عنه ومما ورد عنه:
- ما جاء في البخاري من قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الرحم شِجْنَة من الرحمن، فقال الله: من وصلك وصلته، ومن قطعك قطعته»([1]).
- ما جاء في المتفق عليه من قول النبي صلى الله عليه وسلم: «خلق الله الخلق، فلما فرغ منه قامت الرحم، فقال: مه، قالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، فقال: ألا ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك، قالت: بلى يا رب، قال: فذلك لك”، ثم قال أبو هريرة: {فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم} [محمد: 22]»([2]).
- وفي لفظ للبخاري: «خلق الله الخلق، فلما فرغ منه قامت الرحم، فأخذت بحقو الرحمن …»([3]).
- عائشة رضي الله عنها، ومما ورد عنها:
- ما جاء في البخاري من قول النبي صلى الله عليه وسلم: «الرحم شجنة، فمن وصلها وصلته، ومن قطعها قطعته»([4]).
- ما جاء في مسلم من قول النبي صلى الله عليه وسلم: «الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله»([5]).
ثم بين وجه الإشكال، فقال: “قد يستشكل بعض الناس، قوله صلى الله عليه وسلم: «الرحم شِجْنَة من الرحمن»؛ لأنه من المعلوم.. أن الرحم ليست جزءًا من الرحمن ولا بعضًا منه ولا صفة من صفاته، وإذا كانت كذلك، فما معنى كونها شجنة من الرحمن؟
وأمر آخر: قد يستشكل وهو: قوله صلى الله عليه وسلم: «فقامت الرحم، فأخذت بحقو الرحمن»؛ حيث أضاف الحقو إلى الرحمن، والحقو في اللغة، هو: معقد الإزار من الجنب … وعلى هذا، فهل يثبت الحقو صفة الله تعالى، كما هو ظاهر الحديث؟
وفي المطلب الثاني، وهو: أقوال أهل العلم في هذا الإشكال.. قام بحلِّ هذه الإشكالات بنصوص العلماء.
فأما السؤال الأول، فأجاب عنه، بقوله: “ومعنى حديث: «الرحم شِجْنَة من الرحمن» أي: قرابة مشتبكة كاشتباك العروق …
قال الإسماعيلي: “معنى الحديث: أن الرحم اشتق اسمها من اسم الرحمن، فلها به علقة، وليس معناه: أنها من ذات الله، تعالى الله عن ذلك …”.
وأما السؤال الثاني، فقال في جوابه: “مذهب السلف -كما قد مرَّ كثيرًا- هو إجراء نصوص الصفات على ظاهرها، على المعنى اللائق بالله جل وعلا، مع نفي المماثلة أو توهم النقص في حقه سبحانه.
وهذا الحديث منها، فهو دليل على ثبوت صفة الحقو لله تعالى، على ما يليق بجلاله وعظمته …
وقد نص على الأخذ بظاهر هذا الحديث، جمع من أهل العلم، كالإمام أحمد وأبي عبد الله بن حامد وأبي يعلى وأبي موسى المديني وابن تيمية وصديق حسن خان” ثم أورد نصوصهم في ذلك، وبيَّن خطأ من أخطأ، ونفى هذه الصفة من أهل السنة.
وقد ختم المؤلف بخاتمة، ذكر فيها نتائج وخلاصة كل مبحث من المباحث السابقة، والكتاب فريد في بابه جزل، في منهجه، ثري في مادته، جدير بقراءته.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)