الثلاثاء - 26 ذو الحجة 1445 هـ - 02 يوليو 2024 م

التَعرِيف بكِتَاب: (أحاديث العقيدة المتوهم إشكالها في الصحيحين جمعًا ودراسة)

A A

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة

المعلومات الفنية للكتاب:

عنوان الكتاب: أحاديث العقيدة المتوهم إشكالها في الصحيحين جمعًا ودراسة.

اسم المؤلف: د. سليمان بن محمد الدبيخي، أستاذ العقيدة بكلية الدعوة وأصول الدين بجامعة القصيم.

رقم الطبعة وتاريخها: الطبعة الأولى في دار المنهاج، الرياض عام 1427هـ، وطبعت الطبعة الرابعة عام 1437ه، وقد أعيد طبعه مرارًا.

حجم الكتاب: يقع في مجلدين وعدد صفحاته (800) صفحة.

أصل الكتاب رسالة علمية تقدم بها المؤلف لنيل درجة الدكتوراه من قسم العقيدة بكلية الدعوة وأصول الدين بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، وقد أجيزت بتقدير ممتاز مع التوصية بالطبع.

أهدف البحث وأهميته:

كان هدف هذا البحث هو: حل الإشكال عن أحاديث العقيدة المتوهم إشكالها في الصحيحين.

ومن أهم ما يتبادر إلى أذهان القراء والباحثين هنا، هو: ما الفرق بين هذا الكتاب والكتاب الآخر للمؤلف: (أحاديث العقيدة التي يوهم ظاهرها التعارض في الصحيحين)؟

وقد أجاب المؤلف عن ذلك، في مقدمته، فقال: “رسالتي في مرحلة الماجستير كانت فيما يوهم ظاهره التعارض من أحاديث الصحيحين”، وهذا التعارض بين الأحاديث، نوع من أنواع المشكل، وليس هو كل المشكل، وعلى هذا، فإن كتابتي في الموضوع فيها، إكمال وإتمام لما بدأته في مرحلة الماجستير، على أنني سألتزم في موضوعي هذا؛ ألا أدرس حديثًا هناك”.

وأما أسباب اختياره فعلى النحو الآتي:

  1. أهمية هذا النوع من العلوم، وشدة الحاجة إليه.
  2. أهمية الصحيحين، والعناية بما اشتملا عليه من المباحث العقدية.
  3. أنني لم أجد -بعد البحث- كتابًا مفردًا على مذهب أهل السنة والجماعة يُعنى بالمشكل من أحاديث الصحيحين المتعلق بالعقيدة.

وبهذا، يكون قد برز أهمية هذا البحث وذلك من جوانب:

  1. أنه يتعلق بالمصدر الثاني مـن مصادر الدين الإسلامي.
  2. أنه في أصح كتب الإسلام بعد القرآن، وهمـا: صحيحـا البخـاري ومسلم اللذان تلقتهما الأمة بالقبول.
  3. أنه في جانب العقيدة الذي هو أهم جانب من جوانب الديـن الإسلامي.
  4. أن هذه الأحاديث قد يتعلق بها مـن رام هـدم الـديــن والتشكيك في مصادره الأصلية.

منهج البحث:

أفصح الباحث في مقدمة البحث عن الخيوط المنهجية لبحثه، ونحن نذكر أهمها في النقاط التالية:

  1. تتبع الأحاديث المتوهم إشكالها في الصحيحين مما يتعلق بالعقيدة.
  2. استعان على جمع الأحاديث وتتبعها بجرد الصحيحين وجرد طائفة من الكتب المتناولة للأحاديث المتوهم إشكالها؛ كتأويل مختلف الحديث لابن ابن قُتيبةَ، ومشكل الآثار للطحاوي.
  3. لما كان ضابط الإشكال مشكلًا يصعب تحديده؛ لأنه نسبي إضافي، فما يكون مشكلًا عند شخص قد لا يكون كذلك عند آخر، وقد التزم المؤلف ألا يدرج حديثًا في هذا البحث إلا وهو منصوص على إشكاله من قبل أهل العلم المعتبرين، أو كان في حكم ذلك، كأن يكون مذكورًا في الكتب المؤلفة في هذا الجانب، مراعيًا في ذلك تمييز كتب أهل السنة من غيرها عندما يكون الحديث في الصفات؛ علمًا أن المراد بالإشكال هنا: الإشكال المعنوي لا الإشكال اللفظي.
  4. اقتصر من الأحاديث على ما كان الإشكال فيها ينشأ عنه مسألة عقدية سواء كان الحديث واردًا في أبواب العقيدة المعروفة أو حتى في أبواب أخرى، كالسير والآداب والأحكام وغيرها.

ثم بين المؤلف بعض مصطلحاته واختصاراته ورموزه في الكتاب، في المقدمة ومنهجه في التخريج والتوثيق والعزو.

خطة البحث:

جاءت خطة البحث في مقدمة وتمهيد وثلاثة أبواب وخاتمة.

المقدمة: وفيها أهمية البحث وأسباب اختياره وخطته ومنهجه.

التمهيد: وفيه ستة مباحث:

المبحث الأول: تعريف المشكل وبيان الفرق بينه وبين المختلف، وبيَّن فيه: أن المشكل في اللغة يدور حول المماثلة والاشتباه والالتباس والاختلاط، وأما في اصطلاح المحدثين، فخلص إلى التعريف التالي: “أحاديث مروية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأسانيد مقبولة، يوهم ظاهرها معاني مستحيلة أو معارضة لقواعد شرعية ثابتة”.

ثم حرر العلاقة بين مختلف الحديث ومشكل الحديث، وبيَّن الأرجح، وهو أن بينهما عموم وخصوص مطلق، وأن المشكل أعمُّ مطلقًا من المختلف؛ فكل مختلف مشكل بلا عكس، وهذا رأي كثير من الأئمة والباحثين، كالشافعي (204) رحمه الله، بينما خالفهم بعض العلماء كابن قُتيبةَ (276) رحمه الله.

المبحث الثاني: التعريف بأشهر المؤلفات في مشكل الحديث، ومنها:

  • على رأسها: كتاب الإمام الشافعي (204) رحمه الله “اختلاف الحديث“، ولكن مقصود الإمام الشافعي، ذكر نماذج دون استيفاء الأحاديث المشكلة.
  • تلاه ابن قُتيبةَ (276) رحمه الله، بكتابه “تأويل مختلف الحديث“، ولم يقتصر فيه على المختلف من المشكل، بل تناول غيره من أنواع مشكل الحديث، وبين المؤلف مميزاته وبعض المآخذ عليه.
  • تلاه الطحاوي (321) رحمه الله، بكتابه “مشكل الآثار” وهو أوسع ما كتب في الباب من السلف رضوان الله عليهم، وبين المؤلف مميزاته وبعض المآخذ عليه.
  • تلاه كتاب أبي الحسن الطبري (380) رحمه الله، بكتابه “تأويل الأحاديث المشكلة“، وبما أنه من رؤساء الأشاعرة، فقد خصصه لتأويل نصوص الصفات من آيات وأحاديث؛ لأنها مشكلة موهمة للتشبيه كما يزعم.
  • تلاه كتاب ابن فورك (406) رحمه الله، بكتابه “مشكل الحديث وبيانه” وهو مثل سابقه.
  • تلاه كتاب ابن الجوزي (597) رحمه الله، بكتابه “كشف المشكل من حديث الصحيحين“، وهو مختص بالصحيحين كما نرى، ومرتب على الجمع بين الصحيحين للحميدي، المرتب على المسانيد، وصرح مؤلفه بأنه: يعنى بالمشكل المعنوي لا اللفظي، ولكنه لم يتناول كلَّ المشكل، بل أدخل فيه ما ليس بمشكل، كما أنه تأوَّل كثيرًا من الصفات خاصة الصفات الخبرية.

المبحث الثالث: ظواهر الكتاب والسنة كلها حق.

المبحث الرابع: العمل بالمحكم والإيمان بالمتشابه، وفيه: بين أن المتشابه الخاص مرادف للمشكل، كما أكد على أن الوضوح والإشكال في النصوص قضية نسبية يتفاوت الناس فيها، وبين أن إطلاق القول بأن الصفات من المتشابه، خطأ؛ لأن التشابه مجمل هنا ويحتمل حقًّا وباطلًا ويحتاج إلى تفصيل، ثم عرَّج على أسباب استشكال النصوص واشتباهها وأنها عائدة إلى سببين:

  • الغلط في الفهم.
  • ضعف النص.

المبحث الخامس: ترجمة موجزة للبخاري ومسلم.

المبحث السادس: مكانة الصحيحين عند الأمة.

الباب الأول: الأحاديث المتوهم إشكالها في باب الإيمان بالله، وتحته فصلان:

الفصل الأول: الأحاديث المتوهم إشكالها في الأسماء والصفات، وفيه تمهيد، وأحد عشر مبحثًا:

التمهيد: بيان عقيدة أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات.

المبحث الأول: (خلق الله آدم على صورته)، وقد قسم الباحث غالب مباحث دراسة الأحاديث إلى ثلاثة مطالب، وسأكتفي بذكرها هنا، في هذا المبحث؛ تلافيًا للتكرار الممل، وهذه المطالب الثلاثة المتكررة في غالب الأحاديث، هي:

المطلب الأول: سياق الحديث المتوهم إشكاله وبيان وجه الإشكال.

المطلب الثاني: أقوال أهل العلم في هذا الإشكال.

المطلب الثالث: الترجيح.

وأحيانا، يكتفي بمطلبين إن رأى عدم الحاجة لإفراد مطلب بالترجيح، وأحيانا يزيد مطلبًا رابعًا عند الحاجة كما زاد هنا في هذا المبحث الذي نتكلم عنه مطلبًا رابعًا، وهو: في بيان معنى قوله ﷺ: (فيأتيهم الله في صورة غير صورته التي يعرفون).

المبحث الثاني: (وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة).

المبحث الثالث: (إن الله تسعة وتسعين اسمًا …).

المبحث الرابع: (لا يمل الله حتى تملوا).

المبحث الخامس: (مرضت فلم تعدني …).

المبحث السادس: (ما أحد أصبر على أذى سمعه من الله).

المبحث السابع: (ما ترددت عن شيء أنا فاعله …).

المبحث الثامن: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله).

المبحث التاسع: (يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر …).

المبحث العاشر: (الرحم شِجْنَةٌ من الرحمن).

المبحث الحادي عشر: (فإذا مت فأحرقوني ثم اسحقوني).

الفصل الثاني: الأحاديث المتوهم إشكالها في القدر، وفيه ثلاثة مباحث:

المبحث الأول: (حج آدم موسى).

المبحث الثاني: (خلق الله التربة يوم السبت).

المبحث الثالث: (لا يدخل أحدًا الجنة عمله).

الباب الثاني: الأحاديث المتوهم إشكالها في باب النبوة، وفيه سبعة مباحث:

المبحث الأول: (نحن أحق بالشك من إبراهيم).

المبحث الثاني: ما جاء في سحر النبي.

المبحث الثالث: ما جاء في إرسال الشهب على الشياطين.

المبحث الرابع: (إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل) مع قول أبي هريرة: (أوصاني خليلي بثلاث).

المبحث الخامس: حديث شريك في الإسراء.

المبحث السادس: لطم موسى عليه السلام لملك الموت.

المبحث السابع: (اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي) مع قوله: (لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي منهم اثنان).

الباب الثالث: الأحاديث المتوهم إشكالها في أشراط الساعة والمعاد، وتحته فصلان:

الفصل الأول: الأحاديث المتوهم إشكالها في أشراط الساعة، وفيه خمسة مباحث:

المبحث الأول: (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين …) مع قوله: (لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق).

المبحث الثاني: (إن أول الآيات خروجًا طلوع الشمس من مغربها).

المبحث الثالث: ما جاء في طواف الدجال بالبيت مع ما ورد من أنه لا يدخل مكة ولا المدينة.

المبحث الرابع: (لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان).

المبحث الخامس: (أن تلد الأمة ربتها).

الفصل الثاني: الأحاديث المتوهم إشكالها في المعاد، وفيه ستة مباحث:

المبحث الأول: أحاديث الميزان، في ما الذي يوزن؟

المبحث الثاني: (إن أشـد الـنـاس عـذابًا عند الله يـوم الـقـيـامـة المصورون).

المبحث الثالث: (طوبى له عصفور من عصافير الجنة).

المبحث الرابع: (وإن ناسًا من أصحابي يؤخذ ذات الشمال فأقول: أصحابي فيقول: إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم).

المبحث الخامس: شفاعته ﷺ لعمه أبي طالب.

المبحث السادس: ما جاء في سماع الأموات.

الخاتمة: وفيها بيان أهم النتائج.

الفهارس وهي:

  1. فهرس للآيات القرآنية.
  2. فهرس للأحاديث النبوية.
  3. فهرس للآثار.
  4. فهرس للأعلام المترجمين.
  5. فهرس للفرق.
  6. فهرس للكلمات الغريبة.
  7. فهرس للمصادر والمراجع.
  8. فهرس عام للمحتويات.

أنموذج من الأحاديث التي درسها:

نستعرض هنا، أنموذجا واحدًا من هذه الأحاديث التي درسها المؤلف؛ ليتبين للقارئ الكريم منهجه تفصيلًا، ومعالم كتابه عيانًا؛ وهو حديث: (الرحم شِجْنَةٌ من الرحمن).

وقد جاء في مطلبين هما:

المطلب الأول: سياق الحديث المتوهم إشكاله وبيان وجه الإشكال.

المطلب الثاني: أقوال أهل العلم في هذا الإشكال.

واستغنى عن المطلب الثالث وهو مطلب الترجيح؛ إذ لم يحتج إليه.

وقد بدأ المطلب الأول؛ بسياق الحديث المتوهم إشكاله وبيان وجه الإشكال.

فأورد أولًا: مخرج وروايات الحديث محل الدراسة، وهما:

  • أبو هريرة رضي الله عنه ومما ورد عنه:
  • ما جاء في البخاري من قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الرحم شِجْنَة من الرحمن، فقال الله: من وصلك وصلته، ومن قطعك قطعته»([1]).
  • ما جاء في المتفق عليه من قول النبي صلى الله عليه وسلم: «خلق الله الخلق، فلما فرغ منه قامت الرحم، فقال: مه، قالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، فقال: ألا ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك، قالت: بلى يا رب، قال: فذلك لك”، ثم قال أبو هريرة: {فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم} [محمد: 22]»([2]).
  • وفي لفظ للبخاري: «خلق الله الخلق، فلما فرغ منه قامت الرحم، فأخذت بحقو الرحمن …»([3]).
  • عائشة رضي الله عنها، ومما ورد عنها:
  • ما جاء في البخاري من قول النبي صلى الله عليه وسلم: «الرحم شجنة، فمن وصلها وصلته، ومن قطعها قطعته»([4]).
  • ما جاء في مسلم من قول النبي صلى الله عليه وسلم: «الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله»([5]).

ثم بين وجه الإشكال، فقال: “قد يستشكل بعض الناس، قوله صلى الله عليه وسلم: «الرحم شِجْنَة من الرحمن»؛ لأنه من المعلوم.. أن الرحم ليست جزءًا من الرحمن ولا بعضًا منه ولا صفة من صفاته، وإذا كانت كذلك، فما معنى كونها شجنة من الرحمن؟

وأمر آخر: قد يستشكل وهو: قوله صلى الله عليه وسلم: «فقامت الرحم، فأخذت بحقو الرحمن»؛ حيث أضاف الحقو إلى الرحمن، والحقو في اللغة، هو: معقد الإزار من الجنب … وعلى هذا، فهل يثبت الحقو صفة الله تعالى، كما هو ظاهر الحديث؟

وفي المطلب الثاني، وهو: أقوال أهل العلم في هذا الإشكال.. قام بحلِّ هذه الإشكالات بنصوص العلماء.

فأما السؤال الأول، فأجاب عنه، بقوله: “ومعنى حديث: «الرحم شِجْنَة من الرحمن» أي: قرابة مشتبكة كاشتباك العروق …

قال الإسماعيلي: “معنى الحديث: أن الرحم اشتق اسمها من اسم الرحمن، فلها به علقة، وليس معناه: أنها من ذات الله، تعالى الله عن ذلك …”.

وأما السؤال الثاني، فقال في جوابه: “مذهب السلف -كما قد مرَّ كثيرًا- هو إجراء نصوص الصفات على ظاهرها، على المعنى اللائق بالله جل وعلا، مع نفي المماثلة أو توهم النقص في حقه سبحانه.

وهذا الحديث منها، فهو دليل على ثبوت صفة الحقو لله تعالى، على ما يليق بجلاله وعظمته

وقد نص على الأخذ بظاهر هذا الحديث، جمع من أهل العلم، كالإمام أحمد وأبي عبد الله بن حامد وأبي يعلى وأبي موسى المديني وابن تيمية وصديق حسن خان” ثم أورد نصوصهم في ذلك، وبيَّن خطأ من أخطأ، ونفى هذه الصفة من أهل السنة.

وقد ختم المؤلف بخاتمة، ذكر فيها نتائج وخلاصة كل مبحث من المباحث السابقة، والكتاب فريد في بابه جزل، في منهجه، ثري في مادته، جدير بقراءته.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) أخرجه البخاري (5988).

([2]) متفق عليه، أخرجه البخاري (7502) ومسلم (2554).

([3]) أخرجه البخاري (4830).

([4]) أخرجه البخاري (5989).

([5]) أخرجه مسلم (2555).

التعليقات مغلقة.

جديد سلف

هل يُمكِن الاستغناءُ عن النُّبوات ببدائلَ أُخرى كالعقل والضمير؟

هذه شبهة من الشبهات المثارة على النبوّات، وهي مَبنيَّة على سوء فَهمٍ لطبيعة النُّبوة، ولوظيفتها الأساسية، وكشف هذه الشُّبهة يحتاج إلى تَجْلية أوجه الاحتياج إلى النُّبوة والوحي. وحاصل هذه الشبهة: أنَّ البَشَر ليسوا في حاجة إلى النُّبوة في إصلاح حالهم وعَلاقتهم مع الله، ويُمكِن تحقيقُ أعلى مراتب الصلاح والاستقامة من غير أنْ يَنزِل إليهم وحيٌ […]

هل يرى ابن تيمية أن مصر وموطن بني إسرائيل جنوب غرب الجزيرة العربية؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة (تَنتقِل مصر من أفريقيا إلى غرب جزيرة العرب وسط أوديتها وجبالها، فهي إما قرية “المصرمة” في مرتفعات عسير بين أبها وخميس مشيط، أو قرية “مصر” في وادي بيشة في عسير، أو “آل مصري” في منطقة الطائف). هذا ما تقوله كثيرٌ من الكتابات المعاصرة التي ترى أنها تسلُك منهجًا حديثًا […]

هل يُمكن أن يغفرَ الله تعالى لأبي لهب؟

من المعلوم أن أهل السنة لا يشهَدون لمعيَّن بجنة ولا نار إلا مَن شهد له الوحي بذلك؛ لأن هذا من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله تعالى، ولكننا نقطع بأن من مات على التوحيد والإيمان فهو من أهل الجنة، ومن مات على الكفر والشرك فهو مخلَّد في النار لا يخرج منها أبدًا، وأدلة ذلك مشهورة […]

مآخذ الفقهاء في استحباب صيام يوم عرفة إذا وافق يوم السبت

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. فقد ثبت فضل صيام يوم عرفة في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (‌صِيَامُ ‌يَوْمِ ‌عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ)([1]). وهذا لغير الحاج. أما إذا وافق يومُ عرفة يومَ السبت: فاستحبابُ صيامه ثابتٌ أيضًا، وتقرير […]

لماذا يُمنَع من دُعاء الأولياء في قُبورهم ولو بغير اعتقاد الربوبية فيهم؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة هناك شبهة مشهورة تثار في الدفاع عن اعتقاد القبورية المستغيثين بغير الله تعالى وتبرير ما هم عليه، مضمونها: أنه ليس ثمة مانعٌ من دعاء الأولياء في قبورهم بغير قصد العبادة، وحقيقة ما يريدونه هو: أن الممنوع في مسألة الاستغاثة بالأنبياء والأولياء في قبورهم إنما يكون محصورًا بالإتيان بأقصى غاية […]

الحج بدون تصريح ..رؤية شرعية

لا يشكّ مسلم في مكانة الحج في نفوس المسلمين، وفي قداسة الأرض التي اختارها الله مكانا لمهبط الوحي، وأداء هذا الركن، وإعلان هذه الشعيرة، وما من قوم بقيت عندهم بقية من شريعة إلا وكان فيها تعظيم هذه الشعيرة، وتقديس ذياك المكان، فلم تزل دعوة أبينا إبراهيم تلحق بكل مولود، وتفتح كل باب: {رَّبَّنَآ إِنِّيٓ أَسۡكَنتُ […]

المعاهدة بين المسلمين وخصومهم وبعض آثارها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة باب السياسة الشرعية باب واسع، كثير المغاليق، قليل المفاتيح، لا يدخل منه إلا من فقُهت نفسه وشرفت وتسامت عن الانفعال وضيق الأفق، قوامه لين في غير ضعف، وشدة في غير عنف، والإنسان قد لا يخير فيه بين الخير والشر المحض، بل بين خير فيه دخن وشر فيه خير، والخير […]

إمعانُ النظر في مَزاعم مَن أنكَر انشقاقَ القَمر

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الحمد لله رب العالمين، وأصلى وأسلم على المبعوث رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد: فإن آية انشقاق القمر من الآيات التي أيد الله بها نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم، فكانت من أعلام نبوّته، ودلائل صدقه، وقد دلّ عليها القرآن الكريم، والسنة النبوية دلالة قاطعة، وأجمعت عليها […]

هل يَعبُد المسلمون الكعبةَ والحجَرَ الأسودَ؟

الحمد لله الذي أكمل لنا الدين، وهدنا صراطه المستقيم. وبعد، تثار شبهة في المدارس التنصيريّة المعادية للإسلام، ويحاول المعلِّمون فيها إقناعَ أبناء المسلمين من طلابهم بها، وقد تلتبس بسبب إثارتها حقيقةُ الإسلام لدى من دخل فيه حديثًا([1]). يقول أصحاب هذه الشبهة: إن المسلمين باتجاههم للكعبة في الصلاة وطوافهم بها يعبُدُون الحجارة، وكذلك فإنهم يقبِّلون الحجرَ […]

التحقيق في نسبةِ ورقةٍ ملحقةٍ بمسألة الكنائس لابن تيمية متضمِّنة للتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم وبآله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ تحقيقَ المخطوطات من أهمّ مقاصد البحث العلميّ في العصر الحاضر، كما أنه من أدقِّ أبوابه وأخطرها؛ لما فيه من مسؤولية تجاه الحقيقة العلمية التي تحملها المخطوطة ذاتها، ومن حيث صحّة نسبتها إلى العالم الذي عُزيت إليه من جهة أخرى، ولذلك كانت مَهمة المحقّق متجهةً في الأساس إلى […]

دعوى مخالفة علم الأركيولوجيا للدين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: عِلم الأركيولوجيا أو علم الآثار هو: العلم الذي يبحث عن بقايا النشاط الإنساني القديم، ويُعنى بدراستها، أو هو: دراسة تاريخ البشرية من خلال دراسة البقايا المادية والثقافية والفنية للإنسان القديم، والتي تكوِّن بمجموعها صورةً كاملةً من الحياة اليومية التي عاشها ذلك الإنسان في زمانٍ ومكانٍ معيَّنين([1]). ولقد أمرنا […]

جوابٌ على سؤال تَحَدٍّ في إثبات معاني الصفات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة أثار المشرف العام على المدرسة الحنبلية العراقية -كما وصف بذلك نفسه- بعضَ التساؤلات في بيانٍ له تضمَّن مطالبته لشيوخ العلم وطلبته السلفيين ببيان معنى صفات الله تبارك وتعالى وفقَ شروطٍ معيَّنة قد وضعها، وهي كما يلي: 1- أن يكون معنى الصفة في اللغة العربية وفقَ اعتقاد السلفيين. 2- أن […]

معنى الاشتقاق في أسماء الله تعالى وصفاته

مما يشتبِه على بعض المشتغلين بالعلم الخلطُ بين قول بعض العلماء: إن أسماء الله تعالى مشتقّة، وقولهم: إن الأسماء لا تشتقّ من الصفات والأفعال. وهذا من باب الخلط بين الاشتقاق اللغوي الذي بحثه بتوسُّع علماء اللغة، وأفردوه في مصنفات كثيرة قديمًا وحديثًا([1]) والاشتقاق العقدي في باب الأسماء والصفات الذي تناوله العلماء ضمن مباحث الاعتقاد. ومن […]

محنة الإمام شهاب الدين ابن مري البعلبكي في مسألة الاستغاثة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: فإن فصول نزاع شيخ الإسلام ابن تيمية مع خصومه طويلة، امتدت إلى سنوات كثيرة، وتنوَّعَت مجالاتها ما بين مسائل اعتقادية وفقهية وسلوكية، وتعددت أساليب خصومه في مواجهته، وسعى خصومه في حياته – سيما في آخرها […]

العناية ودلالتها على وحدانيّة الخالق

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ وجودَ الله تبارك وتعالى أعظمُ وجود، وربوبيّته أظهر مدلول، ودلائل ربوبيته متنوِّعة كثيرة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (إن دلائل الربوبية وآياتها أعظم وأكثر من كلّ دليل على كل مدلول) ([1]). فلقد دلَّت الآيات على تفرد الله تعالى بالربوبية على خلقه أجمعين، وقد جعل الله لخلقه أمورًا […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017