الإسقاط من تقنيات أسلاف الحداثيين
للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة
المقدمة:
لئيم النفس يرمي بالتهم واللؤم الذي في نفسه على غيره، تمامًا كحال الكفار في الآخرة، فيلوم الضعفاء منهم الكبراء والعكس بالعكس، وكل واحد من الكفار كان بين يديه الآيات والبينات الدالة على سبيل الحق، ومع أن الكافر المستضعف كفر بالله تعالى لما يحمله في قلبه من حب وإيثار للكفر على الإيمان، واتباعًا منه لهواه وسبل الشيطان، إلا أننا نجده في يوم الحساب يلزق هذه التهمة بكبرائه ومتبوعيه، فتارة يعتذرون عند الله سبحانه وتعالى بمثل هذا كما في قوله تعالى: {وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا (67) رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا} [الأحزاب: 67، 68]، قال الإمام الطبري رحمه الله: “وقال الكافرون يوم القيامة في جهنم: {رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا} أئمتنا في الضلالة {وَكُبَرَاءَنَا} في الشرك، {فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا} يقول: فأزالونا عن محجة الحق وطريق الهدى والإيمان بك والإقرار بوحدانيتك وإخلاص طاعتك في الدنيا”([1]). وتارة يواجهونهم مباشرة بذلك الاتهام كما في قوله تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ} [سبأ: 31]، “فيتلاومون، يحاور بعضهم بعضا؛ يقول المستضعفون: لولا أنتم -أيها الرؤساء والكبراء في الدنيا- لكنا مؤمنين بالله وآياته”([2]). وما فعله هؤلاء هو ذاته المقصود بالمثل العربي الذي عنونّا به ورقتنا هذه: رمتني بدائها وانسلَّت([3])، وهو الإسقاط الذي نتكلم عنه تمامًا.
واليوم وقد عظمت موجة الشبهات الموجَّهة إلى الدين الإسلامي، ومن يتتبع تلك الشبهات والإشكالات التي يوصم بها الإسلام ويتفكر في أصولها وأوائل من قالها يستطيع أن يلاحظ وبكل سهولة أن هذا منهجهم تمامًا، فالمستشرقون اليهود والنصارى هم أول من أثاروا تلك الشبهات، ولكنهم ساروا في ذلك بمنهجية الإسقاط؛ فقد اصطحبوا إشكالاتهم في دينهم وعيوبهم في عقائدهم وأسقطوها في ميادين الفكر الإسلامي، فهم يحاولون أن يلبسوا الإسلام ثيابهم التي مزقتها الإشكالات وشهوات رجال الدين، وإن اختلف قياس الاثنين، وإن اختلف أصول كل دين عن الآخر، فكثير من المستشرقين حين ينظرون إلى الإسلام ينظرون بعيونهم وبواقعهم، لا بما هو الإسلام في حقيقته وواقعه، وقد سبق أن ذكرنا جملة من الإسقاطات، وفي هذه الورقة نتابع ما بدأناه بذات المنهج، وهو تسليط الضوء على إسقاطاتهم، ضاربين بأسهمنا في التراث الاستشراقي، دون التعرض لإبطال أصل الشبهة وحقيقة الشبهة كيلا يطول البحث.
وقد تناولنا في الورقة السابقة خمسة من الإسقاطات الاستشراقية، وفي هذه الورقة سنتناول الباقي، فمن جملة تلك الإسقاطات:
- الإسلام يحرم العلم ويضطهد أربابه:
مما يشيع بين الناعقين في سرب المعادين للدين الإسلامي زعمٌ عريض بأن الإسلام عاش في تاريخه معاديًا للعلم وأهله! وصادًّا العقلية البشرية عن التفكير والتجربة! ومضطهدًا لرجال العلم والفكر في كل عصوره!
فيزعم أرنست رينان أن الإسلام حارب واضطهد أهل الفكر والفلسفة وأُحرقت كتبهم([4]).
ويقول اللورد كرومر: “إن الإسلام دين مناف للمدنية، ولم يكن صالحا إلا للزمن والمحيط اللذين وجد فيهما، وإن المسلمين لا يمكن أن يرقوا في سلم الحضارة والتمدُّن إلا بعد أن يتركوا دينهم وينبذوا القرآن وأوامره ظهريًّا؛ لأنه يأمرهم بالخمول والتعصب، ويبث فيهم روح البغض للأغيار والشقاق وحب الانتقام…”([5]).
وبعيدًا عن الخوض والاستطراد في موقف الإسلام من العلم وقد كتب في ذلك الكُتَّاب، فإن المرء ليعجب حقيقة من أن يَتَّهم الإسلامَ بهذه التهمة من اضطهد العلم وأقام له محاكم التفتيش وعذَّب رجاله أشدَّ أنواع التعذيب وأقساها، إن نظرة خاطفة في تاريخ القرون الوسطى التي تسمَّى بعصور الظلام تبيِّن لنا أن أظهر مظاهر الأمة الأوربية آنذاك الجهل واضطهاد العلم، ولا ينكر هذا إلا أعمى أو متعامٍ عن الحقيقة، وكيف يفعل أولئك النصارى بالنصوص التي تنفِّر عن العلم وأهله في كتبهم؟! كالنص القائل: “لا يخدعن أحد نفسه، إن كان أحد يظن أنه حكيم بينكم في هذا الدهر، فيصر جاهلًا لكي يصير حكيمًا؛ لأن حكمة هذا العالم هي جهالة عند الله؛ لأنه مكتوب الآخذ الحكماء بمكرهم، وأيضًا الرب يعلم أفكار الحكماء أنها باطلة…”([6]). كيف ينسى العالَم أسماء أولئك العلماء الذين أذاقتهم الكنيسة وسامتهم سوء العذاب؟! أغاب عن البشرية اسم كوبرنيكس الذي اكتشف المجموعة الشمسية وهو مخالف لما كانت تقرره الكنيسة فاضطهدته وأحرقت كتبه واتهمته بالكفر، أم غاب عن أذهانهم جاليليو الذي حكمت الكنيسة عليه بالسجن المؤبد في بيته؟!
يقول رولان موسنييه: “وهذا الفتور الديني كان الطابع الذي ميز على الإجمال رجال الدين؛ إذ كان همهم في الدرجة الأولى السهر على مصالحهم المادية، وجماعة الكهنة القانونيين في كنيسة نوتردام كانت تنتخب أعضاءها من بين الطبقة العليا في البرجوازية وبين طبقة الأشراف. كما كان تنقيبهم من بين مشاهير رجال اللاهوت والحق القانوني، وكان يهمها أن يشعر الناس بأنها مهتمة بإدارة أملاك الكنيسة، وأنها تحرص على الدفاع عن حقوقها وامتيازاتها، فلا عجب أن يحذو حذوها كهنة الرعايا في باريس، وعلى هذا قس رجال الإكليروس في المدن الواقعة في الأوساط الريفية الذين كان يهمهم في الدرجة الأولى تأمين مصالحهم المادية واستيفاء الرسوم العائدة لهم وتحصيل النذور… من يدقق في السجلات الرسمية والصكوك والوثائق الكنسية إذ ذاك تعتريه الدهشة لكثرة ما تقع منه العين على الدعوى والقضايا المقامة على رجال الدين لأخلاقهم الفاسدة وتصرفاتهم السيئة، فالسكر والعربدة يأتي في مقدمة هذه الموبقات، وضرب السكين والخنجر لم يكن نادرًا قط، وكم من الأحكام صدرت على كهنة أو رجال من الإكليروس لاستخدامهم فتيات أو شابات مشكوك بفضائلهن… هذا الوصف لا يقتصر على ناحية أو منطقة خاصة فهو ينطبق على جميع أنحاء أوروبا المسيحية”([7]).
ويذكر ول ديوارنت أنهم كانوا يتهمون العلماء بتهم زائفة لا حقيقة لها، فقد ذكر عنهم أنهم خدم الشيطان منغمسون في الفسق وبيع الوظائف الدينية وكثرة نفاقهم وشرهم وجهلهم([8]).
وينقل ول ديورانت عن كترين السينائية قولها: “إنك أينما وليت وجهك سواء نحو القساوسة أو الأساقفة أو غيرهم من رجال الدين أو الطوائف الدينية المختلفة أو الأحبار من الطبقات الدنيا أو العليا، سواء كانوا صغارا في السن أو كبارا، لم تر إلا شرا ورذيلة تزكم أنفك رائحة الخطايا الآدمية البشعة، إنهم كانوا ضيقو العقل شرهين بخلاء.. تخلّوا عن رعاية الأرواح، واتخذوا بطونهم إلها لهم، ويطعمون أبناءهم من مال الفقراء، ويفرون من الخدمات الدينية فرارهم من السجن”([9]).
ولكننا لم نعدم من الغربيين من اعترف بفضل المسلمين، يقول غوستاف لوبون: “والإنسان يقضي العجب من الهمة التي أقدم بها العرب على البحث، وإذا كانت هنالك أمم تساوت هي والعرب في ذلك فإنك لا تجد أمة فاقت العرب على ما يحتمل، والعرب كانوا إذا ما استولوا على مدينة صرفوا همَّهم إلى إنشاء مسجد وإقامة مدرسة فيها، وإذا ما كانت تلك المدينة كبيرة أسسوا فيها مدارس كثيرة، ومنها المدارس العشرون التي روى بنيامين التطبلي المتوفى سنة 1173م أنه شاهدها في الإسكندرية… ونشأ عن منهاج العرب التجريبي وصولهم إلى اكتشافات مهمة، وسترى من مباحثنا في أعمال العرب العلمية أنهم أنجزوا في ثلاثة قرون أو أربعة قرون من الاكتشافات ما يزيد على ما حققه الأغارقة في زمن أطول من ذلك كثيرًا، وكان تراث اليونان العلمي قد انتقل إلى البيزنطيين الذين عادوا لا يستفيدون منه منذ زمن طويل، ولما آل إلى العرب حولوه إلى غير ما كان عليه، فتلقاه ورثتهم مخلوقًا خلقًا آخر… العرب وحدهم كانوا أساتذة الأمم النصرانية عدة قرون، وأننا لم نطلع على علوم قدماء اليونان والرومان إلا بفضل العرب، وأن التعليم في جامعاتنا لم يستغن عما نقل إلى لغاتنا من مؤلفات العرب إلا في الأزمنة الحاضرة”([10]).
وبهذا يتبيَّن شناعة تعامل الكنيسة وإقصائهم للعلم والعلماء، ويدرك القارئ أن اتهام الإسلام بمحاربة العلم مجرد إسقاط لا دليل عليه.
- المسلمون لا يحترمون العلم فقد أحرقوا الكتب والمكتبات:
امتدادًا لدعوى كراهية المسلمين للعلم يدَّعي بعض المستشرقين أنهم من شدة كره المسلمين للعلم يحرقون المكتبات ودور الكتب بمجرد استيلائهم على بقعة ما من بقاع الأرض، فمن ذلك قول أرنست رينان: “ومن اشتغل بالفلسفة من المسلمين اضطُهد أو أحرقت كتبه”([11]).
ولم يعدم هؤلاء من الروايات التاريخية المغلوطة التي يعضدون بها قولهم ذلك، ومن ذلك ما في تاريخ ابن العبري حيث قال: “وفي هذا الزمان اشتهر بين الإسلاميين يحيى المعروف عندنا بغرماطيقوس أي النحويّ، وكان إسكندريا يعتقد اعتقاد النصارى اليعقوبية ويشيد عقيدة ساوري. ثم رجع عما يعتقده النصارى في التثليث، فاجتمع إليه الأساقفة بمصر وسألوه الرجوع عما هو عليه، فلم يرجع، فأسقطوه عن منزلته، وعاش إلى أن فتح عمرو بن العاص مدينة الإسكندرية، ودخل على عمرو وقد عرف موضعه من العلوم فأكرمه عمرو وسمع من ألفاظه الفلسفية التي لم تكن للعرب بها أنسة ما هاله ففتن به. وكان عمرو عاقلا حسن الاستماع صحيح الفكر، فلازمه وكان لا يفارقه، ثم قال له يحيى يومًا: إنك قد أحطت بحواصل الإسكندرية وختمت على كل الأشياء الموجودة بها، فما لك به انتفاع فلا أعارضك فيه، وما لا انتفاع لك به فنحن أولى به، فقال له عمرو: وما الذي تحتاج إليه؟ قال: كتب الحكمة التي في خزائن الملوكية، فقال له عمرو: لا يمكنني أن آمر إلا بعد استئذان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، وكتب إلى عمر وعرَّفه قول يحيى، فورد عليه كتاب عمر يقول فيه: وأما الكتب التي ذكرتها؛ فإن كان فيها ما يوافق كتاب الله ففي كتاب الله عنه غنى، وإن كان فيها ما يخالف كتاب الله فلا حاجة إليه فتقدَّم بإعدامها، فشرع عمرو بن العاص في تفريقها على حمامات الإسكندرية وإحراقها في مواقدها، فاستنفدت في ستة أشهر، فاسمع ما جرى واعجب!”([12]).
مع أنه ليس من منهجنا في هذا البحث الاستطراد في الرد وإبطال الشبهة، إلا أننا في هذه الفقرة مضطرون إلى الغوص في حقيقة هذه الرواية لنتأكد منها، فإن هذا الخبر لم يذكره المؤرخ (أوتيخا) رغم أنه مؤرخ معاصر للفتح الإسلامي، ووصف فتح مصر بإسهاب، وذكر ما كان فيها من حرق للكتب عام 48 ق. م. على إثر إحراق أسطول يوليوس قيصر، وما حصل في عهد القيصر تيودوسيس عام 1391م.
وأيضًا مما جعل المرء يقف في قبول هذه الرواية التاريخية أنها تزعم أن كتب المكتبة أحرقت في أربعة آلاف حمام لمدة ستة أشهر! فهذا عدد حمامات الإسكندرية آنذاك كما في كتاب ابن العبري.
ثم عدد المخطوطات التي ذكرت في تلك المكتبة سبعمائة ألف مخطوط، ولو قسِّمت على أربعة آلاف حمام لكان لكل حمام 175 مخطوط، وحرق هذا العدد لا يحتاج إلا بضعة أيام إن لم يكن يومًا واحدًا!
ولو أراد عمرو تدمير المكتبة فلا داعي لإرسال تلك المخطوطات إلى الحمامات، ولأحرقها في مكانها.
ثم إذا افترضنا أنها بقيت في الحمامات ستة أشهر لَتسرَّب منها شيء، ولظهر لنا عيانًا، ولَحدَّثنا التاريخ عن ذلك، خاصة مع حرص يوحنا النحوي كما في هذه القصة.
ثم يذكر المؤرخون أن يوحنا هذا قد مات قبل الفتح الإسلامي لمصر بثلاثين سنة!
ويذكر أورازيوس أنه كان في الإسكندرية في أوائل القرن الخامس الميلادي، فوجد رفوف المكتبة خالية من الكتب عند زيارته ينعق فيها البوم، حيث أتلفت قبل عشرين سنة من رؤيته على يد تيوفيل بطريق الإسكندرية بأمر من الإمبراطور.
ثم ليس من المعروف في التاريخ الإسلامي حرق المكتبات، بل على العكس من ذلك، وهو احترام العلم وأهله وأدواته، فهو مخالف لعادات المسلمين التي عرفوا بها عند الفتوحات.
فالحقيقة أن مكتبة الإسكندرية أحرقت على يد النصارى، وتحديدًا على عهد جول قيصر، ثم إن تيوفيل بطريق الإسكندرية انتحل أدنى الأسباب لقيام ثورة في المدينة وإتلاف ما بقي من كتب في مكتبة البطالسة كما ذكر أورازيوس.
وبعد تيوفيل تولى الأمر ابن أخته سيريل، وكان خطيبًا مفوهًا، له على الشعب سلطان بفصاحته، وكانت في الإسكندرية بنت تسمى (هيباتي الرياضية) على دين المصريين القدماء وتشتغل بالفلسفة، فأثار الشعب عليها حتى لا يميل الناس إلى علمها حتى قبضوا عليها وهي سائرة إلى دار ندوتها، وجردوها من ثيابها، وأخذوها إلى الكنيسة مكشوفة العورة، وقتلوها هناك، ثم قطع جسمها وجرِّد اللحم عن العظم، وألقي ما بقي في النار.
وقد كذَّب قصة حرق المسلمين للكتب بالإسكندرية ألفريد بتلر أيضًا حيث عقد فصلًا كاملًا لإبطال هذه التهمة، وبيان أن النصارى هم من أحرقوها، وأن نسبة ذلك إلى العرب سخف وتخريف لا يمت للعلم والعقل بصلة([13]).
ولا نستطرد في تفصيل المكتبات والكتب والعلماء الذين قصدتهم الكنيسة من أهل الإسلام سواء في الأندلس أو غيرها من المناطق الحدودية مع النصارى.
وقد كفانا غوستاف لوبون شر الرد على هؤلاء حيث قال تعليقًا على الرواية المزعومة: “أما إحراقُ مكتبَة الإسكندرية المزعوم فمِن الأعمال الهمجيَّة التي تأباها عادات العرب، والتي تجعَل المرء يسأل: كيفَ جازت هذه القصة على بعض العلماء الأعلام زمنًا طويلًا؟! وهذه القصة دُحضت في زماننا، فلا نرى أن نعود إلى البحث فيها، ولا شيء أسهلَ مِن أن نُثبت بما لدينا من الأدلة الواضحة أن النصارى هم الذين أحرَقوا كتبَ المُشركين في الإسكندرية -قبل الفتح العربي- بعنايةٍ، كالتي هدموا بها التماثيل، ولم يبقَ منها ما يُحرق”([14]).
كما كفانا تفصيل القول في اهتمام الأمة الإسلامية بالكتب والمكتبات، وثراء المكتبة بعد عناية المسلمين بها، وضعف جهد غيرهم أمامهم حين قال: “وهذا عدا اشتمال المدن الكبرى كبغداد والقاهرة وطليطلة وقرطبة إلخ على جامعات مشتملة على مختبرات ومراصد ومكتبات غنية، وكل ما يساعد على البحث العلمي، وكان للعرب في إسبانية وحدها سبعون مكتبة عامة، وكان في مكتبة الخليفة الحكم الثاني بقرطبة ستمائة ألف كتاب، منها أربعة وأربعون مجلدًا من الفهارس كما روى مؤرخو العرب، وقد قيل بسبب ذلك: إن شارل الحكيم لم يستطع بعد أربعمائة سنة أن يجمع في مكتبة فرنسة الملكية أكثر من تسعمائة مجلد يكاد ثلثها يكون خاصًّا بعلم اللاهوت”([15]).
وبعد إيراد كل هذه الدلائل والروايات بان للقارئ أن النصارى هم من أحرقوا مكتبة الإسكندرية، ولكنهم يهوون الإسقاط فحسب.
- المرأة مضطهدة ومسلوبة الحقوق في الإسلام:
يروج اليوم وقبل اليوم عن الإسلام أنه لم يعط المرأة حقها، وأنها عاشت في العصور الإسلامية مسلوبة الحقوق مهضومة الجانب، ولكن الغريب أن يرميَ الإسلامَ بذلك من كان دينه أشنع وأصرح في ظلم المرأة وسلبها حقوقَها الإنسانية فضلًا عن حقوقها الخاصة، يقول فولتير: “لقد نسبنا إلى القرآن كثيرًا من الأباطيل، ولكنه في الحقيقة براء منها، فالقسس صنفوا كتبًا كثيرة في ذم المسلمين، وكتب كُتابنا -وهم لا يحصرهم العد- مؤلفات واسعة استطاعوا بها أن يجعلوا النساء من حزبهم، ذلك بأنهم نقلوا إليهن بأن محمدًا يعتبرهن حيوانات ذات ذكاء، وأن الشريعة الإسلامية لا تراهن إلا إماء لا يملكن من دنياهن شيئًا، ولا حظ لهن في الحياة الآخرة”([16]).
ومن أولئك اللورد كرومر حيث يقول: “إن لفشل الإسلام كنظام اجتماعي أسبابًا، منها أنه جعل المرأة في مركز منحط كثيرًا عن الرجل”([17]).
ولسنا نكثر النقل عن المستشرقين في هذا الباب، ولا نخوض أيضًا في الرد عليهم وتقرير مكانة المرأة في الإسلام، فليس هذا شأننا في هذه الورقة، ولكن ماذا عن مكانة المرأة عند هؤلاء الذين رموا الإسلام بكونه عدوًّا للمرأة؟
إن نصوص التوراة والإنجيل الموجودتان اليوم فيهما ما يغني في فضح ذلك، فضلا عن الرهبان والقساوسة، فقد جاء في العهد القديم: “درت أنا وقلبي لأعلم وأبحث ولأطلب حكمة وعقلًا، ولأعرف الشر أنه جهالة والحماقة أنها جنون، فوجدت أمرَّ من الموت المرأة التي هي شباك، وقلبها أشراك، ويداها قيود، الصالح قدَّام الله ينجو منها”([18]).
وجاء في رسالة بولس الرسول إلى إيموثاوس: “لست آذن للمرأة أن تُعلَّم ولا تتسلط على الرجل، بل تكون في سكوت؛ لأن آدم جُبل أولًا ثم حواء، وآدم لم يغو لكن المرأة أغويت، فحصلت في التعدي”([19]).
وعن حال المرأة في المجتمع الغربي يقول الشيخ مصطفى السباعي: “ولما دخلت أمم الغرب في المسيحية كانت آراء رجال الدين قد أثرت في نظرتهم إلى المرأة، فعقد الفرنسيون في عام 586 للميلاد مؤتمرًا للبحث: هل تعد المرأة إنسانًا أم غير إنسان؟ وأخيرًا قرروا أنها إنسان خلقت لخدمة الرجل فحسب. واستمر احتقار الغربيين للمرأة وحرمانهم لحقوقها طيلة القرون الوسطى حتى إن عهد الفروسية الذي كان يظن فيه أن المرأة احتلت شيئًا من المكانة الاجتماعية حيث كان الفرسان يتغزلون بها ويرفعون من شأنها لم يكن عهد خير لها بالنسبة لوضعها القانوني والاجتماعي، فقد ظلت تعتبر قاصرة لا حق لها في التصرف بأموالها دون إذن زوجها.
ومن الطريف أن نذكر أن القانون الإنجليزي حتى عام 1805 كان يبيح للرجل أن يبيع زوجته، وقد حدد ثمن الزوجة بستة بنسات (نصف شلن – ربع ليرة سورية) فقد حدث أن باع إنجليزي زوجته عام 1931 بخمسمائة جنيه، وقال محاميه في الدفاع عنه: إن القانون الإنجليزي قبل مائة عام كان يبيح للزوج أن يبيع زوجته، وكان القانون الإنجليزي عام 1801 يحدد ثمن الزوجة بستة بنسات بشرط أن يتم البيع بموافقة الزوجة، فأجابت المحكمة بأن هذا القانون قد ألغي عام 1805 بقانون يمنع بيع الزوجات أو التنازل عنهن، وبعد المداولة حكمت المحكمة على بائع زوجته بالسجن عشرة أشهر.
وقد حدث في العام الماضي أن باع إيطالي زوجته لآخر على أقساط، فلما امتنع المشتري عن سداد الأقساط الأخيرة قتله الزوج البائع”([20]).
ثم بعد هذا كله لا يأبه هؤلاء بادعاء عداوة الإسلام للمرأة وسلبها حقوقها، ولكنهم في الحقيقة هواة إسقاط.
- الإسلام دين خاص بالعرب:
كان همُّ المستشرقين وشغلهم الشاغل هو صدُّ أوربا عن الإسلام؛ ولذلك كانوا يثيرون الشبهات التي تبعد الناس عن الإسلام، فإن اقتنع أحد منهم بالإسلام وصحة أدلته جاؤوا بشبهة أخرى فقالوا: وإن سلمنا بصحة الدين الإسلامي وحججه ودلائله ولكن هذا الدين خاص بالعرب وليس هو دينًا للعالمين كلهم، ومحمد نبي العرب خاصة.
يقول مور: “فكرة عموم الرسالة جاءت فيما بعد، وأن هذه الفكرة على الرغم من كثرة الآيات والأحاديث التي تؤيِّدها لم يفكر فيها محمد نفسه، وعلى فرض أنه فكر فيها فقد كان تفكيره تفكيرًا غامضا؛ فإن عالَمه الذي كان يفكر فيه إنما كان بلاد العرب، كما أن هذا الدين الجديد لم يهيأ إلا لها، وأن محمدًا لم يوجِّه دعوته منذ بعث إلى أن مات إلا للعرب دون غيرهم، وهكذا نرى أن نواة عالمية الإسلام قد غرست، ولكنها إذا كانت قد اختمرت ونمت بعد ذلك فإنما يرجع هذا إلى الظروف والأحوال أكثر منه إلى الخطط والمناهج”([21]).
وكما ذكرنا فإن هذا الزعم متداول بشدة بين المستشرقين، بل هو زعم القساوسة وأرباب النصارى منذ بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، ونجده حاضرًا في نقاشات أئمة الإسلام الذين ألفوا في الأديان وكتبهم، وقد تلقفه المستشرقون كما ذكرنا، فمنهم مور، ومنهم جاك س. ريسلر وفنسنك وغيرهم([22]).
وهذه الشبهة من أقدم الشبهات، ولسنا نفيض في الرد عليها، ولكن الواجب علينا هنا هو بيان وجه الإسقاط فيها، ولسنا بحاجة إلى مزيد عناء، وقد كُفينا ذلك بما في الكتاب المقدس من نصوص تؤكد خصوصية دين المسيح لبني إسرائيل، حيث جاء في إنجيل متى قول المسيح: “لم أرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة”([23])، وجاء فيه أيضًا: “هؤلاء الاثنا عشر أرسلهم يسوع وأوصاهم قائلًا: إلى طريق أمم لا تمضوا، وإلى مدينة للسامريين لا تدخلوا، بل اذهبوا بالحري إلى خراف بيت إسرائيل الضالة”([24]). ولما جاءته امرأة كنعانية تستعطفه، وتطلب إليه أن يدعو لابنتها المريضة، قال لها: “ليس حسنًا أن يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب”([25]).
وقد يقول قائل: إنكم ترددون هذه النصوص ولا تنظرون إلى النص الآخر الموجود في الكتاب المقدس المقرر لعالمية الديانة النصرانية والذي جاء فيه: “اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم، وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس”([26])، فالرد أن هذا النص من النصوص المستحدثة وليست من أقوال المسيح، فمع كونه مناقضًا للنص السابق الصريح من في المسيح نجد في هامش هذا النص في الكتاب المقدس توضيحًا يقول: “لم تكن هذه العبارة موجودة في النسخة الأصلية اليونانية”.
وإن سألت: فمن الذي ابتدع هذه البدعة في الديانة النصرانية وعممها، فإن ذلك واضح؛ حيث إن الأناجيل ليس فيها شيء من النصوص الدالة على عموم رسالة المسيح بل الخصوص، وإنما النصوص الدالة على العموم من نصوص بولس اليهودي الذي أدخل على دين المسيح جملة من العقائد والشرائع المحرفة حيلة منه، ومن نصوصه التي شرعت عموم رسالة المسيح: “فإني أقول لكم أيها الأمم، بما أني أنا رسول للأمم أمجد خدمتي”([27])، ويقول: “ولكن لما سر الله الذي أفرزني من بطن أمي ودعاني بنعمته أن يعلن ابنه في لأبشر به بين الأمم”([28])، ويقول: “أعطيت هذه النعمة أن أبشر بين الأمم”([29]).
ولكننا نرى المسيحيين يزعمون أن دينهم عالمي وليس خاصًّا ببني إسرائيل، وهو من أكبر إشكالات دينهم وعيوبهم التي جروها إلى دين الإسلام إسقاطًا، وليس علينا سوى أن نقول: رمتني بدائها وانسلت.
- الإسلام نظام طبقي يأكل القوي فيه الضعيف:
يدّعي جملة من المستشرقين ممن يثير الشبه على الإسلام أنه دين طبقي ظالم؛ يمكِّن للقوي ويعطيه الصلاحيات، ويسخِّر الضعيف للأقوياء، ويستدلون لذلك بجملة آيات منها: قول الله تعالى: {وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا} [الزخرف: 32]، وقوله تعالى: {وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ} [النحل: 71]، وهذه الدعوى تمت مناقشتها من قبل باحثين وعلماء من قبل، ولسنا في صدد كشف زيفها، ولكن المقصود هنا بيان كونها من إسقاطات المستشرقين.
فمما لا شك فيه أن الأمة النصرانية عاشت طبقية سحيقة في عصورها الطويلة، وظل عامة الشعب كالعبيد لا يملكون أدنى حقوقهم كالتنقُّل والتملُّك وغيرهما، وعاشوا أهوالا وأحوالا لا يكاد يتخيلها ابن القرن الحادي والعشرين، فبيّن ول ديورانت أنواع الطبقات المجتمعية في تلك الفترة، فكان منهم طبقة النبلاء (نبلاء السيف)، وضمت هذه الطبقة شرائح متحاسدة، أعلاها شريحة ذريَّة الملك وأولاد إخوته وأخواته، ويليهم الأمراء من أبناء الملوك السَّابقين، ثم (الأدواق)، ثم الحاصلون على لقب (مركيز)، ثم لقب (كونت)، ثم لقب (فيكونت)، ولقب (بارون)، و(شيفالييه). ومن تلك الطبقات طبقة رجال الدين، وعلى رأسها (الإكليروس)، ويشكِّل أفرادها من الوجهة العملية فرعًا من النبلاء، وكانت لهم العشور، بالإضافة إلى الهبات والوصايا، ودخل العقارات الثابتة. ثم الطبقة الثالثة وهي طبقة العامة (سواد الشعب): وتضم هذه الطبقة الفلاحين: الذين خضعوا للرسوم الإقطاعية والعشور الكنسية، ولم يكونوا يستطيعون أن يهجروا أرضهم أو يبيعوها أو ينقلوها أو يغيروا محال إقامتهم دون موافقة سيدهم، وكان عليهم بعد دفع الرسوم الإقطاعية وعشور الكنيسة، وكانوا ملزمين أيضًا بأن يعملوا للدولة دون أجر من 12 إلى 15 يومًا في السنة في إقامة الجسور وبناء الطرق أو إصلاحها (أعمال السخرة)، وكان يعاقب بالسِّجن إذا قاوم أو توانى. وتضمّ أيضًا (خدم المنازل) وهم أدنى مكانة من الفلاحين في السلم الاجتماعي، وكانوا فقراء إلى حد لم يهيئ إلا القليل منهم أن يتزوَّجوا. وتضمّ (الطبقة العمالية) في المدن وهم أعلى قليلًا من شريحة الفلاحين، وكانت تشكِّل الحرفيِّين في الحوانيت والمصانع وحمَّالي البضائع ومتعهدي الخدمات وعمَّال البناء أو الترميم. وفيما بين شريحة الفلاحين الدنيا وشريحة العمال العليا في هذه الطبقة قامت الشريحة الوسطى، تضمر لها الأولى البغض والكراهية وتزدريها الثانية، وكانت تضم الأطباء والأساتذة ورجال الإدارة وأصحاب المصانع والتجَّار، ورجال المال، وهذه الشريحة الوسطى شقَّت طريقها إلى الثروة والنفود والسلطة في حذق ومهارة وصبر وجلد. وكانت الطبقة العليا التي تملك المال تملك السلطان، وبالتالي تملك وسائل التشريع، فتأتي تشريعاتها لحماية نفسها ولإبقاء العامة خاضعة لسلطانها محرومة من كثير من الحقوق مرهقة بالضرائب([30]).
فأي طبقية أشنع وأشد تعنتًا من هذه؟!
ثم أي تمييز هذا الذي يتحدثون عنه في الإسلام بدعوى أنه يشرِّع للقوي أكل الضعيف، ألم يجعل الإسلام الركن الثالث من أركانه عطف الأقوياء على الضعفاء؟! أليس في القرآن: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ} [التوبة: 60]؟! أليس من آيات القرآن: {مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ} [الحشر: 7]؟! ألم يقل المولى سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13]؟! ألم ينادي الأنصاري: يا للأنصار، وينادي المهاجري: يا للمهاجرين، ونادى فيهم النبي صلى الله عليه وسلم: «دعوها فإنها منتنة»([31])، ولكن القوم هواة إسقاط، فهم يعيبون المسلمين بما في دينهم المحرَّف من العيوب.
الخاتمة:
عظمت موجة الشبهات الموجهة إلى الدين الإسلامي، ومن المؤسف أن كثيرًا ممن يردد تلك الشبهات من الأوساط الإسلامية حاله كحال ببغاء؛ لا يدري عن أصول تلك الشبهة ولا عن أوائل مثيريها، ومن بحث في أصولها وأول من قالها من المستشرقين اليهود والنصارى يستطيع أن يلاحظ وبكل سهولة أنها إسقاطات يهودية أو نصرانية في كثير من الأحيان؛ فقد اصطحبوا إشكالاتهم في دينهم المحرَّف وعيوبهم في عقائدهم وأسقطوها في ميادين الفكر الإسلامي.
ولئن كان ذاك منهج المستشرقين اليهود والنصارى فإننا لا نجد مبررًا لمن ينقل عنهم هذه الشبه ويثيرها بين المسلمين جزافًا لمجرد أن أولئك قالوا بها، وقد ظهر في هذه الورقة جليًّا أن كثيرًا من المستشرقين حين ينظرون إلى الإسلام ينظرون بعيونهم وبواقعهم لا بما هو الإسلام في حقيقته وواقعه، وهذا من الأخطاء الجوهرية في المنهجية البحثية لدى المستشرقين إن أحسنَّا بهم الظن لا كما يقول نيتشه: “لا يخطئون فقط في كل جملة يقولونها بل يكذبون، أي: إنهم لم يعودوا أحرارًا في أن يكذبوا ببراءة وبسبب الجهل”([32]).
ثم نجدهم يبثُّون أكاذيبهم بشكلٍ استعراضي خاص؛ لخَلْق نوع من الإبهار الهوليودي حتى ينقدح في ذهن المتلقِّي قوة تناسب تلك الثياب المنحولة والمعاني المكذوبة مع الإسلام.
هذا نوع من مكرهم و{يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ (7) لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ} [الأنفال: 7، 8].
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)
([1]) جامع البيان (20/ 331)، وينظر: تفسير ابن كثير (6/ 484).
([3]) ينظر: الأمثال لابن سلام (ص: 73)، جمهرة الأمثال لأبي هلال العسكري (1/ 475)، مجمع الأمثال لأبي الفضل الميداني (1/ 102).
([4]) نقلا عن: زعماء الإصلاح، أحمد أمين (2/ 41).
([5]) ينظر: الإسلام روح المدنية، مصطفى الغلاييني (ص:13).
([6]) رسالة بولس الأولى إلى أهل كورنثوس (3/ 8-21).
([7]) تاريخ الحضارات العام لمجموعة من المؤلفين (4/ 70 وما بعدها).
([8]) ينظر: قصة الحضارة (21/ 85).
([9]) قصة الحضارة، ول ديورانت (21/ 85)، وينظر: حضارة الإسلام، جلال مظهر (ص: 159).
([10]) حضارة العرب (ص: 434 وما بعدها).
([11]) نقلا عن: زعماء الإصلاح، أحمد أمين (2/ 41).
([12]) تاريخ مختصر الدول (1/ 102)، والموجود في الطبعات اليوم إلى قوله: (وكان لا يفارقه)، ويذكر الأستاذ شوقي أبو خليل أنه عثر على النص الباقي في طبعة سابقة، وقد حذفه الناشر لعلمه بعدم صحة ذلك الكلام.
([13]) ينظر: فتح العرب لمصر، ألفريد بتلر (ص: 418 وما بعدها).
([14]) حضارة العرب (ص: 208 وما بعدها).
([15]) حضارة العرب (ص: 434 وما بعدها).
([16]) الهلال والصليب (ص: 89).
([17]) ينظر: الإسلام روح المدنية، مصطفى الغلاييني (ص:257).
([18]) الجامعة (7/ 25 وما بعدها).
([19]) رسالة بولس إلى إيموثاوس (2/ 13 وما بعدها).
([20]) المرأة بين الفقه والقانون (ص: 19) نقلا عن مجلة حضارة الإسلام: السنة الثانية (ص: 1078).
([21]) Muir. Tha Caliphate, p 34-44، نقلا عن الإسقاط في مناهج المستشرقين والمبشرين، شوقي أبو خليل (ص:108).
([22]) ينظر: الحضارة العربية، جاك س. ريسلر، ترجمة غنيم عبدون (ص:27).
([30]) قصة الحضارة (36/ 6) بتصرف.