الاثنين - 03 جمادى الآخر 1447 هـ - 24 نوفمبر 2025 م

موقف الفقيه العزّ بن عبد السلام من ابن عربيّ الاتّحادي

A A

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة

تمهيد:

تواترت كلماتُ أهل العلم العدول من مختلف المذاهب في ذمّ محمد بن علي بن محمد بن عربي الحاتمي الطائي الأندلسي الشهير بمحيي الدين ابن عربي (558هـ-638هـ) أحد أشهر رؤوس الضلالة في تاريخ الإسلام، واشتهرت كلماتهم في التحذير منه وبيان انحرافه وإلحاده، حتى أفرد بعضهم في ذلك الفتاوى والمؤلَّفات، ومن العلماء المشاهير الذين ذمّوا ابن عربي وحذّروا منه الشيخ الأصولي الفقيه أبو محمد عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام بن أبي القاسم بن حسن السُّلَمي الشافعي الملقب بسلطان العلماء (577هـ-660هـ)، وقد نقل كلامه في ذمّه غير واحد من أهل العلم، وهذه ورقة علمية في بيان ذلك وتفصيله. 

 

أولا: كلمة العز بن عبد السلام في ذم ابن عربي:

روى ابنُ دقيق العيد عن العز بن عبد السلام -وكلاهما ولي قضاءَ القضاة في دولة المماليك- كلمةً في حقّ ابن عربي الاتحادي، ثم رواها العلماء عن ابن دقيق العيد، وكثر تداولها بينهم، وهي كلمة في ذمِّ ابن عربي وكشف حاله.

فممّن روى عن ابن دقيق العيد عن العز بن عبد السلام ذمَّ ابن عربي:

1- أبو بكر ابن سالار:

قال ابن تيمية: (حدثني صاحبنا العالم الفاضل أبو بكر بن سالار، عن الشيخ تقي الدين ابن دقيق العيد -شيخ وقته-، عن الإمام أبي محمد ابن عبد السلام أنهم سألوه عن ابن عربي لما دخل مصر فقال: شيخ سوءٍ كذابٌ مقبوح، يقول بقدم العالم ولا يُحرِّمُ فرجًا. وكان تقي الدين يقول: هو صاحب خيال واسع. حدثني بذلك غير واحد من الفقهاء المصريين ممن سمع كلام ابن دقيق العيد)([1]).

قال الذهبي بعد أن نقل كلمة العز: (هكذا حدثني شيخنا ابن تيمية الحراني به عن جماعةٍ حدَّثوه عن شيخنا ابن دقيق العيد أنه سمع الشيخ عز الدين يقول ذلك. وحدثني بذلك المقاتلي. ونقلته من خطّ أبي الفتح ابن سيد الناس أنه سمعه من ابن دقيق العيد)([2]).

وقد علّق ابن تيمية على كلمة العزّ بقوله: (فقوله: “يقول بقدم العالم”؛ لأن هذا قولُه، وهذا كُفرٌ معروف، فكَفَّرَهُ الفقيه أبو محمد بذلك، ولم يكن بعدُ ظهر من قوله: إن العالم هو الله، وإن العالم صورة الله، وهوية الله، فإن هذا أعظم من كفر القائلين بقدم العالم الذين يثبتون واجبَ الوجود، ويقولون إنه صدر عنه الوجود الممكن)([3]).

2- فخر الدين المقاتلي:

قال الذهبي بعد كلامه آنف الذكر: (وحدثني بذلك المقاتلي)([4]).

3- ابن سيّد الناس:

قال الذهبي: (ونقل رفيقُنا أبو الفتح اليعمري وكان متثبِّتًا، قال: سمعت الإمام تقيَّ الدين ابن دقيق العيد يقول: سمعت شيخنا أبا محمد بن عبد السلام السلمي يقول -وجرى ذكر أبي عبد الله بن العربي الطائي فقال-: هو [شيخ]([5]) ‌سوء ‌كذاب. فقلت له: وكذاب أيضًا؟ قال: نعم، تذاكرنا بدمشق التزويج بالجن، فقال: هذا محال؛ لأن الإنس جسم كثيف والجن روح لطيف، ولن يعلق الجسم الكثيف الروح اللطيف. ثم بعد قليل رأيته وبه شجّة، فقال: تزوجت جنية فرزقت منها ثلاثة أولاد، فاتفق يوما أني أغضبتها فضربتني بعظم حصلت منه هذه الشجة، وانصرفت، فلم أرها بعد هذا… أو معناه. قلت (الذهبي): نقله لي بحروفه ابن رافع من خط أبي الفتح)([6]).

وقال: (ونقلته من خط أبي الفتح ابن سيد الناس أنه سمعه من ابن دقيق العيد)([7]).

وقال الصفدي: (وأخبرني الشيخ فتح الدين إجازة ومن خطه أنقل، قال: سمعتُ شيخَنَا الإمام أبا الفتح القشيري يقول: سألت الشيخ عز الدين ابن عبد السلام عن الشيخ أبي بكر ابن العربي فقال: شيخ سوء كذاب مقبوح، يقول بقدم العالم ولا يرى تحريم الفرج. فسألتُه عن كذبه، فقال: كان يُنكِرُ تزويج الإنس بالجن، ويقول: الجن روح لطيف، والإنس جسم كثيف، لا يجتمعان، ثم زعم أنَّهُ تزوَّجَ امرأة من الجن، وأقامت معه مدة، ثم ضربته بعظم جمل فشجَّتهُ، وأرانا شَجَّة بوجهه وبرِئت)([8]).

وقال التقي الفاسي: (ووجدت بخطِّ الحافظ أبي الفتح ابن سيد الناس وأنبأني عنه غير واحد، سمعتُ الشيخ الإمام الحافظ الزاهد العلامة أبا الفتح محمد بن علي بن وهب القشيري يقول: سمعت شيخنا الإمام أبا محمد بن عبد السلام وجرى ذكر أبي عبد الله محمد بن العربي، فقال: شيخ سوء مقبوح كذاب. فقلت له: وكذاب أيضًا؟ قال: نعم، تذاكرنا يومًا بمسجد الجامع بدمشق التزويج بجواري الجن، فقال: هذا فرض محال؛ لأن الإنس جسم كثيف، والجن روح لطيف، ولن يعلو الجسم الكثيف الروح اللطيف. ثم بعد قليل رأيت به شجة، فسألته عن سببها، قال: تزوَّجتُ امرأةً من الجن، ورزقت منها ثلاثة أولاد، فاتفق يومًا أن تفاوضنا، فأغضبتها؛ فضربتني بعظم، حصلت منه هذه الشجة وانصرفت، فلم أرها بعدها، أو معناه)([9]).

ثم قال الفاسي: (وما ذكره الإمام ابن عبد السلام من أوصاف ابن عربي المذمومة لا تلائم صفات أولياء الله تعالى. ووجه تكذيبه فى الحكاية التى ذكرناها عنه: أنه لا يستقيم أن يتزوج امرأة جنية ولا إنسية، ويُرزق منها ثلاثة أولاد فى مدة قليلة)([10]).

4- التقي السبكي:

قال البقاعي: (حدثنا شيخُنَا شيخ الإسلام الذي لم تر عيناي مثله عمادُ الدين إسماعيل بن عمر بن كثير من لفظه غير مرة، حدثني شيخ الإسلام العلامة قاضي القضاة تقي الدين أبو الحسن علي بن عبد الكافي السبكي، حدثنا الشيخُ العلامة شيخ الشيوخ قاضي القضاة تقي الدين أبو الفتح محمد بن علي القشيري المعروف بابن دقيق العيد -القائل في آخر عمره: لي أربعون سنة ما تكلمت بكلمة إلا أعددت لها جوابًا بين يدي الله تعالى- قال: سألت شيْخَنا سلطان العلماء عز الدين أبا محمد عبد العزيز بن عبد السلام الدمشقي عن ابن عربي، فقال: شيخ سوء كذاب، يقول بقدم العالم، ولا يحرم فرجًا)([11]).

فهذه الكلمة في ذم ابن عربي إذًا رواها عن ابن دقيق العيد عن العز بن عبد السلام جمعٌ من العلماء، ونقلها عن كل واحدٍ منهم علماء أيضًا، فهي كلمة مُسلسَلَةٌ بالعلماء.

وقد دلت رواية هؤلاء العلماء لكلمة العز بن عبد السلام على اشتهار ذمّه لدى علماء الإسلام في عهد المماليك، وقد صَنَّف علماء ذلك العهد تصانيف مفردة في ذم الاتحادية والتحذير منهم، كرسائل عماد الدين الواسطي وابن تيمية وتصنيف البقاعي، ثم لما سَقَطت دولة المماليك على يد سلطان العثمانيين الاتحادي سليم الأول زاد التمسك بابن العربي والدفاع عنه، وسرى ذلك إلى الفقهاء، ولم يعد مقتصرًا على الفقراء والصوفية والمعظّمين لهم من السلاطين، حتى ظهر في زمن الدولة العثمانية مثلُ عبد الغني النابلسي الذي شرح «فصوص الحكم»، وكتب كتاب: «العقود اللؤلؤية في طريق السادة المولوية» الذي نضح تكفيرًا للمنكرين لبدع المولوية، وحكى الخلاف في إيمان فرعون ولم يجوّز لعنَه!([12]).

وكان من أول ما فعله العثمانيون بعد استيلائهم على دمشق إعمار قبر ابن عربي.

قال المناوي في ترجمة ابن عربي: (وقد عَظُم انتشارُ كُتُبِه بأرضِ الرُّوم، فإنه أخبر في بعضها بصفة جدّ السلطان سليمان، وفتحه لبلدهم في وقت كذا([13])، فكان كذلك، فلذلك بنى على قبره قبة عظيمة، وجعل فيها طعامًا وخيرات، حتى احتاج بعض المنكرين عليه من الفقهاء لدخولها بعدما كانوا يبولون ويروثون على قبره)([14]).

ثانيا: رواية مخالفة ضعيفة في مدح ابن عربي:

قال اليافعي: (وسمعتُ أن الشيخ الفقيه الإمام عز الدين بن عبد السلام كان يطعن فى ابن العربي، ويقول: هو زنديق. فقال له يومًا بعضُ أصحابه: أريد أن تريني القطب، فأشار إلى ابن عربي، وقال: هذاك هو! فقيل: فأنت تطعن فيه! فقال: حتى أصونَ ظاهر الشرع! أو كما قال -رضي الله عنهما-. أخبرني بذلك غير واحد ما بين مشهور بالصلاح والفضل، ومعروف بالدين، ثقة عدل، من أهل الشام ومن أهل مصر، إلا أن بعضهم روى: أُريدُ أن تريني وليًّا، وبعضهم روى: القطب)([15]).

وقد جعل المناوي هذه الرواية هي ما استقرَّ عليه قول العز بن عبد السلام في ابن عربي، فقال: (وممن كان يعتقده سلطان العلماء ابن عبد السلام فإنه سئل عنه أوّلًا فقال: شيخ سوء كذّاب، لا يحرّم فرجًا، ثم وصفه بعد ذلك بالولاية، بل بالقطبانية، وتكرر ذلك منه)([16]). ثم نقل كلام اليافعي.

وقال مفتي حضرموت عبد الرحمن السقاف: (وكثير من يروي عن سلطان العلماء عز الدين ابن عبد السلام أنه يغضّ من شأن الشيخ الأكبر بين العامة والفقهاء، وفي مجالس الدرس، ثم لا يلبث أن يطنب في مدحه بين الخاصة وأرباب القلوب، وكل ذلك من الحكمة والمصلحة والتدبير، فلا إشكال)([17]).

وهذه الرواية منتقدة بما يأتي:

1- ضعف إسنادها:

فقد رواها اليافعي عن مجاهيل، فلا يمكن أن تعارض الرواية المتقدمة التي تناقلها العلماء الأثبات بها.

قال التقي الفاسي: (وإنما لم يكن ما حكاه اليافعي معارضًا لما سبق من ذم ابن عربي؛ لأن ما حكاه اليافعي بغير إسناد إلى ابن عبد السلام، وحكم ذلك الاطّراح، والعمل بما صح إسناده فى ذمه. والله أعلم. وأظن ظنًّا قويًّا أن هذه الحكاية من انتحال غلاة الصوفية المعتقدين لابن عربي، فانتشرت حتى نقلت إلى أهل الخير، فتلقوها بسلامة صدر، وكان اليافعي رحمه الله سليم الصدر فيما بلغنا)([18]).

2- نكارة متنها:

قال التقي الفاسي: (وإنما قوي ظنِّي بعدم صحة هذه الحكاية؛ لأنها توهم اتحاد زمان مدح ابن عبد السلام لابن عربي وذم ابن عبد السلام له، فإن تعليل ابن عبد السلام ذمه لابن عربي لصيانته للشرع يقتضى أن ابن عربي عالي الرتبة فى نفس الأمر حال ذم ابن عبد السلام له، وهذا لا يصدر من عالم مُتَّقٍ، فكيف بمن كان عظيم المقدار فى العلم والتقوى، كابن عبد السلام؟! ومن ظنَّ به ذلك فقد أخطأ وأثم؛ لما فى ذلك من تناقض القول)([19]).

ويُقَال أيضًا في بيان نكارة هذه الرواية: إنها تصوّر العز بن عبد السلام ذا وجهين، يأتي العامة والفقهاء بوجه، ويأتي الصوفية بوجه آخر! ولا يخفى ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذمِّ ذي الوجهين، قال صلى الله عليه وسلم: «تَجِدُونَ مِن شَرِّ النَّاسِ ذا الوَجْهَيْنِ، الذي يَأْتي هَؤُلاءِ بوَجْهٍ، وهَؤُلاءِ بوَجْهٍ»([20])، وقال صلى الله عليه وسلم: «ما يَنبَغي لذي الوجهَيْن أنْ يكونَ أَمينًا»([21]). وحكى الغزالي الاتفاق على أن ملاقاة الاثنين بوجهين: نفاق([22]).

وإنما استثنى أهل العلم من ذلك أن يدخل بين المُتعادِيَيْن بقصد الإصلاح، وليس منه ما جاء في هذه الحكاية، أو أن يجامل كلًّا منهما ويكون صادقًا، ولا مجاملة في الدين، ولا يليق بالعز بن عبد السلام -وهو من هو شجاعة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر- أن يُجامِلَ في الدين.

وأما ما ذكره المناوي من أن العز بن عبد السلام سُئِلَ أوّلًا عن ابن العربي فقال: شيخ سوء كذّاب، لا يحرّم فرجًا، ثم وصفه بعد ذلك بالولاية، بل بالقطبانية، وتكرر ذلك منه، فهو مخالفٌ للواقع التاريخي، وقد بين ذلك التقي الفاسي بقوله: (وما ذكر في الحكاية من ثناء ابن عبد السلام على ابن عربي على تقدير صحته: منسوخ بما ذكره ابن دقيق العيد عن ابن عبد السلام فى ذمه لابن عربي. فإن ابن دقيق العيد لم يسمع ذلك من ابن عبد السلام إلا بمصر، بعد موت ابن عربي بسنين؛ لأن ابن دقيق العيد ولد فى شعبان سنة خمس وعشرين وستمائة، ونشأ ببلدة قوص، واشتغل بها في مذهب الشافعي وغيره من العلوم على ابن عبد السلام، فبلُوغُه واشتغاله بالعلم في بلده ثم قدُومه إلى القاهرة لا يكون إلا بعد سنة أربعين وستمائة، وابن عربي مات في ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين وستمائة بدمشق، وثناءُ ابن عبد السلام على ابن عربي المذكور كان في حياة ابن عربي، بدليل ما فيها من أنه أراه لمن يسأله عن القطب أو الولى، وفي السنة التي مات فيها ابن عربي أو في التي بعدها كان خروج ابن عبد السلام من دمشق)([23]).

فترتيب الأحداث التاريخية يمنع أن تكون تلك القصّة تاليةً زمانًا لذمِّ العز لابن عربي، كما زعم المناوي.

وللمناوي ولعٌ بالصدّ عن متابعةِ الذامّين للاتحادية من علماء مذهبِه، حتى إنه حكى قصّة ابتلاء بعض العلماء -وهو محمد بن إلياس الرومي([24])– بالمرض لما بحث عن «شرح المنهاج» للتقي السبكي لكونه حطّ فيه على ابن الفارض، فلم يكن أمامه بعد تلك العقوبة الربانية بالمرض إلا أن يرجع عن الإنكار على ابن الفارض!

ونختم بقول الذهبي حيث قال مُعلِّقًا على كلمة العز بن عبد السلام: (نسأل الله العفو، وأن يكتب الإيمان في قلوبنا، وأن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة. فوالله، لأن يعيش المسلم جاهلًا خلف البقر لا يعرف من العلم شيئًا سوى سور من القرآن يُصلِّي بها الصلوات، ويؤمن بالله وباليوم الآخر: خير له بكثير من هذا العرفان، وهذه الحقائق، ولو قرأ مائة كتاب أو عمل مائة خلوة)([25]).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) «مجموع الفتاوى» (2/ 244).

([2]) «تاريخ الإسلام» (14/ 278).

([3]) «مجموع الفتاوى» (2/ 131).

([4]) «تاريخ الإسلام» (14/ 278).

([5]) في المطبوع من «ميزان الاعتدال»: كلمة (شيعي) بدل (شيخ)، والتصويب من «لسان الميزان» لابن حجر الترجمة رقم (7229)، وهو الموافق لسائر الكتب التي ذكرت هذه الكلمة.

([6]) «ميزان الاعتدال» (3/ 659)، ونحوه في «معجم شيوخ الذهبي» كما نقله أبو زرعة العراقي في «الأجوبة المرضية عن الأسئلة المكية» (ص: 89-90).

([7]) «تاريخ الإسلام» (14/ 278).

([8]) «الوافي بالوفيات» (4/ 125).

([9]) «العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين» (2/ 289).

([10]) «العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين» (2/ 289).

([11]) «تنبيه الغبي إلى تكفير ابن عربي» (ص: 152).

([12]) «الحديقة الندية» (ص: 102). وانظر: «دعوة جماعة قاضي زاده الإصلاحية في الدولة العثمانية» (ص: 117-120).

([13]) يعني ما ورد في «الشجرة النعمانية»، قال الشيخ عبد الرزاق البيطار في «حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر» (ص: 804): (وفي «شرح ‌الشجرة ‌النعمانية» تبقى قوتها وسلطنتها إلى ظهور المهدي، وأنهم يكونون من أعوانه وأنصاره بأنفسهم وأموالهم وخزائنهم وعساكرهم وآلاتهم وعددهم). ولم يقع شيء من تخرصات الاتحادية!

([14]) «الكواكب الدرية في تراجم السادة الصوفية» (2/ 519).

([15]) «الإرشاد والتطريز في فضل ذكر الله وتلاوة كتابه العزيز» (ص: 158).

([16]) «الكواكب الدرية في تراجم السادة الصوفية» (2/ 517).

([17]) «نسيم حاجر في تأييد قولي عن مذهب المهاجر» (ص: 5).

([18]) «العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين» (2/ 290).

([19]) «العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين» (2/ 290).

([20]) أخرجه البخاري (3493)، ومسلم (2526).

([21]) أخرجه أحمد (8781) واللفظ له، والبزار (8110).

([22]) «إحياء علوم الدين» (5/ 561).

([23]) «العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين» (2/ 291).

([24]) جاء في ترجمته أنه لما أنكر على الشيخ محيي الدين ابن العربي بعض أقواله، فعزله السلطان العثماني سليمان القانوني من الإفتاء. «الأعلام» للزركلي (6/ 40).

([25]) «ميزان الاعتدال» (3/ 660).

التعليقات مغلقة.

جديد سلف

الاستدلال بتساهل الفقهاء المتأخرين في بعض بدع القبور (الجزء الثاني)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة خامسًا: الاستدلال بإباحة التوسل وشدّ الرحل لقبور الصالحين: استدلّ المخالفون بما أجازه جمهور المتأخرين من التوسّل بالصالحين، أو إباحة تحرّي دعاء الله عند قبور الصالحين، ونحو ذلك، وهاتان المسألتان لا يعتبرهما السلفيون من الشّرك، وإنما يختارون أنها من البدع؛ لأنّ الداعي إنما يدعو الله تعالى متوسلًا بالصالح، أو عند […]

الاستدلال بتساهل الفقهاء المتأخرين في بعض بدع القبور (الجزء الأول)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من المعلوم أن مسائل التوحيد والشرك من أخطر القضايا التي يجب ضبطها وفقَ الأدلة الشرعية والفهم الصحيح للكتاب والسنة، إلا أنه قد درج بعض المنتسبين إلى العلم على الاستدلال بأقوال بعض الفقهاء المتأخرين لتبرير ممارساتهم، ظنًّا منهم أن تلك الأقوال تؤيد ما هم عليه تحت ستار “الخلاف الفقهي”، […]

ممن يقال: أساء المسلمون لهم في التاريخ

أحد عشر ممن يقال: أساء المسلمون لهم في التاريخ. مما يتكرر كثيراً ذكرُ المستشرقين والعلمانيين ومن شايعهم أساميَ عدد ممن عُذِّب أو اضطهد أو قتل في التاريخ الإسلامي بأسباب فكرية وينسبون هذا النكال أو القتل إلى الدين ،مشنعين على من اضطهدهم أو قتلهم ؛واصفين كل أهل التدين بالغلظة وعدم التسامح في أمورٍ يؤكد كما يزعمون […]

كيفَ نُثبِّتُ السُّنة النبويَّة ونحتَجُّ بها وَقَد تأخَّر تدوِينُها؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ إثارةَ الشكوك حول حجّيّة السنة النبوية المشرَّفة بسبب تأخُّر تدوينها من الشبهات الشهيرة المثارة ضدَّ السنة النبوية، وهي شبهة قديمة حديثة؛ فإننا نجدها في كلام الجهمي الذي ردّ عليه الإمامُ عثمانُ بن سعيد الدَّارِميُّ (ت 280هـ) رحمه الله -وهو من أئمَّة الحديث المتقدمين-، كما نجدها في كلام […]

نقد القراءة الدنيوية للبدع والانحرافات الفكرية

مقدمة: يناقش هذا المقال لونا جديدًا منَ الانحرافات المعاصرة في التعامل مع البدع بطريقةٍ مُحدثة يكون فيها تقييم البدعة على أساس دنيويّ سياسيّ، وليس على الأساس الدينيّ الفكري الذي عرفته الأمّة، وينتهي أصحاب هذا الرأي إلى التشويش على مبدأ محاربة البدع والتقليل من شأنه واتهام القائمين عليه، والأهم من ذلك إعادة ترتيب البدَع على أساسٍ […]

كشف الالتباس عما جاء في تفسير ابن عباس رضي الله عنهما لقوله تعالى في حق الرسل عليهم السلام: (وظنوا أنهم قد كُذبوا)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن ابن عباس رضي الله عنهما هو حبر الأمة وترجمان القرآن، ولا تخفى مكانة أقواله في التفسير عند جميع الأمة. وقد جاء عنه في قول الله تعالى: (وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُمۡ قَدۡ كُذِبُواْ) (يوسف: 110) ما يوهم مخالفة العصمة، واستدركت عليه عائشة رضي الله عنها لما بلغها تفسيره. والمفسرون منهم […]

تعريف بكتاب “نقض دعوى انتساب الأشاعرة لأهل السنة والجماعة بدلالة الكِتابِ والسُّنَّةِ والإِجْمَاعِ”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقَـدّمَـــة: في المشهد العقدي المعاصر ارتفع صوت الطائفة الأشعرية حتى غلب في بعض الميادين، وتوسعت دائرة دعواها الانتساب إلى أهل السنة والجماعة. وتواترُ هذه الدعوى وتكرارها أدّى إلى اضطراب في تحديد مدلول هذا اللقب لقب أهل السنة؛ حتى كاد يفقد حدَّه الفاصل بين منهج السلف ومنهج المتكلمين الذي ظلّ […]

علم الكلام السلفي الأصول والآليات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: اختلف العلماء في الموقف من علم الكلام، فمنهم المادح الممارس، ومنهم الذامّ المحترس، ومنهم المتوسّط الذي يرى أن علم الكلام نوعان: نوع مذموم وآخر محمود، فما حقيقة علم الكلام؟ وما الذي يفصِل بين النوعين؟ وهل يمكن أن يكون هناك علم كلام سلفيّ؟ وللجواب عن هذه الأسئلة وغيرها رأى […]

بين المعجزة والتكامل المعرفي.. الإيمان بالمعجزة وأثره على تكامل المعرفة الإنسانية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لقد جاء القرآن الكريم شاهدًا على صدق نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، بل وعلى صدق الأنبياء كلهم من قبله؛ مصدقًا لما معهم من الكتب، وشاهدا لما جاؤوا به من الآيات البينات والمعجزات الباهرات. وهذا وجه من أوجه التكامل المعرفي الإسلامي؛ فالقرآن مادّة غزيرة للمصدر الخبري، وهو […]

قواعد علمية للتعامل مع قضية الإمام أبي حنيفة رحمه الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من القضايا التي عملت على إثراء التراث الفقهي الإسلامي: قضية الخلاف بين مدرسة أهل الرأي وأهل الحديث، وهذا وإن كان يُرى من جانبه الإيجابي، إلا أنه تمخَّض عن جوانب سلبية أيضًا، فاحتدام الصراع بين الفريقين مع ما كان يرجّحه أبو حنيفة من مذهب الإرجاء نتج عنه روايات كثيرة […]

كيف نُؤمِن بعذاب القبر مع عدم إدراكنا له بحواسِّنا؟

مقدمة: إن الإيمان بعذاب القبر من أصول أهل السنة والجماعة، وقد خالفهم في ذلك من خالفهم من الخوارج والقدرية، ومن ينكر الشرائع والمعاد من الفلاسفة والملاحدة. وجاءت في الدلالة على ذلك آيات من كتاب الله، كقوله تعالى: {ٱلنَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ أَدْخِلُواْ ءَالَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ ٱلْعَذَابِ} [غافر: 46]. وقد تواترت الأحاديث […]

موقف الحنابلةِ من الفكر الأشعريِّ من خلال “طبقات الحنابلة” و”ذيله”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: تحتوي كتبُ التراجم العامّة والخاصّة على مضمَرَاتٍ ودفائنَ من العلم، فهي مظنَّةٌ لمسائلَ من فنون من المعرفة مختلفة، تتجاوز ما يتعلَّق بالمترجم له، خاصَّة ما تعلَّق بطبقات فقهاء مذهب ما، والتي تعدُّ جزءًا من مصادر تاريخ المذهب، يُذكر فيها ظهوره وتطوُّره، وأعلامه ومؤلفاته، وأفكاره ومواقفه، ومن المواقف التي […]

مسألة التحسين والتقبيح العقليين بين أهل السنة والمتكلمين -الجزء الثالث- (أخطاء المخالفين في محل الإجماع)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الفصل الثالث: أخطاء المخالفين في محل الإجماع: ذكر الرازي ومن تبعه أن إطلاق الحسن والقبح بمعنى الملاءمة والمنافرة وبمعنى الكمال والنقصان محلّ إجماع بينهم وبين المعتزلة، كما تقدّم كلامه. فأما الإطلاق الأول وهو كون الشيء ملائمًا للطبع أو منافرًا: فقد مثَّلُوا لذلك بإنقاذِ الغَرقى واتهامِ الأبرياء، وبحسن الشيء الحلو […]

مسألة التحسين والتقبيح العقليين بين أهل السنة والمتكلمين -الجزء الثاني- (أخطاء المخالفين في محل النزاع)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الفصل الثاني: أخطاء المخالفين في محل النزاع: ابتكر الفخر الرازيُّ تحريرًا لمحل الخلاف بين الأشاعرة والمعتزلة في المسألة فقال في (المحصل): “مسألة: الحُسنُ والقبح‌ قد يُراد بهما ملاءمةُ الطبع ومنافرَتُه، وكون‌ُ الشي‌ء صفةَ كمال أو نقصان، وهما بهذين المعنيين عقليان. وقد يُراد بهما كونُ الفعل موجبًا للثوابِ والعقابِ والمدحِ […]

ترجمة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ (1362  – 1447هـ)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اسمه ونسبه([1]): هو سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب. مولده ونشأته: وُلِد سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ رحمه الله بمدينة مكة المكرمة في الثالث من شهر ذي الحجة عام 1362هـ. وقد […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017