السبت - 25 جمادى الأول 1445 هـ - 09 ديسمبر 2023 م

موقف الفقيه العزّ بن عبد السلام من ابن عربيّ الاتّحادي

A A

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة

تمهيد:

تواترت كلماتُ أهل العلم العدول من مختلف المذاهب في ذمّ محمد بن علي بن محمد بن عربي الحاتمي الطائي الأندلسي الشهير بمحيي الدين ابن عربي (558هـ-638هـ) أحد أشهر رؤوس الضلالة في تاريخ الإسلام، واشتهرت كلماتهم في التحذير منه وبيان انحرافه وإلحاده، حتى أفرد بعضهم في ذلك الفتاوى والمؤلَّفات، ومن العلماء المشاهير الذين ذمّوا ابن عربي وحذّروا منه الشيخ الأصولي الفقيه أبو محمد عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام بن أبي القاسم بن حسن السُّلَمي الشافعي الملقب بسلطان العلماء (577هـ-660هـ)، وقد نقل كلامه في ذمّه غير واحد من أهل العلم، وهذه ورقة علمية في بيان ذلك وتفصيله. 

 

أولا: كلمة العز بن عبد السلام في ذم ابن عربي:

روى ابنُ دقيق العيد عن العز بن عبد السلام -وكلاهما ولي قضاءَ القضاة في دولة المماليك- كلمةً في حقّ ابن عربي الاتحادي، ثم رواها العلماء عن ابن دقيق العيد، وكثر تداولها بينهم، وهي كلمة في ذمِّ ابن عربي وكشف حاله.

فممّن روى عن ابن دقيق العيد عن العز بن عبد السلام ذمَّ ابن عربي:

1- أبو بكر ابن سالار:

قال ابن تيمية: (حدثني صاحبنا العالم الفاضل أبو بكر بن سالار، عن الشيخ تقي الدين ابن دقيق العيد -شيخ وقته-، عن الإمام أبي محمد ابن عبد السلام أنهم سألوه عن ابن عربي لما دخل مصر فقال: شيخ سوءٍ كذابٌ مقبوح، يقول بقدم العالم ولا يُحرِّمُ فرجًا. وكان تقي الدين يقول: هو صاحب خيال واسع. حدثني بذلك غير واحد من الفقهاء المصريين ممن سمع كلام ابن دقيق العيد)([1]).

قال الذهبي بعد أن نقل كلمة العز: (هكذا حدثني شيخنا ابن تيمية الحراني به عن جماعةٍ حدَّثوه عن شيخنا ابن دقيق العيد أنه سمع الشيخ عز الدين يقول ذلك. وحدثني بذلك المقاتلي. ونقلته من خطّ أبي الفتح ابن سيد الناس أنه سمعه من ابن دقيق العيد)([2]).

وقد علّق ابن تيمية على كلمة العزّ بقوله: (فقوله: “يقول بقدم العالم”؛ لأن هذا قولُه، وهذا كُفرٌ معروف، فكَفَّرَهُ الفقيه أبو محمد بذلك، ولم يكن بعدُ ظهر من قوله: إن العالم هو الله، وإن العالم صورة الله، وهوية الله، فإن هذا أعظم من كفر القائلين بقدم العالم الذين يثبتون واجبَ الوجود، ويقولون إنه صدر عنه الوجود الممكن)([3]).

2- فخر الدين المقاتلي:

قال الذهبي بعد كلامه آنف الذكر: (وحدثني بذلك المقاتلي)([4]).

3- ابن سيّد الناس:

قال الذهبي: (ونقل رفيقُنا أبو الفتح اليعمري وكان متثبِّتًا، قال: سمعت الإمام تقيَّ الدين ابن دقيق العيد يقول: سمعت شيخنا أبا محمد بن عبد السلام السلمي يقول -وجرى ذكر أبي عبد الله بن العربي الطائي فقال-: هو [شيخ]([5]) ‌سوء ‌كذاب. فقلت له: وكذاب أيضًا؟ قال: نعم، تذاكرنا بدمشق التزويج بالجن، فقال: هذا محال؛ لأن الإنس جسم كثيف والجن روح لطيف، ولن يعلق الجسم الكثيف الروح اللطيف. ثم بعد قليل رأيته وبه شجّة، فقال: تزوجت جنية فرزقت منها ثلاثة أولاد، فاتفق يوما أني أغضبتها فضربتني بعظم حصلت منه هذه الشجة، وانصرفت، فلم أرها بعد هذا… أو معناه. قلت (الذهبي): نقله لي بحروفه ابن رافع من خط أبي الفتح)([6]).

وقال: (ونقلته من خط أبي الفتح ابن سيد الناس أنه سمعه من ابن دقيق العيد)([7]).

وقال الصفدي: (وأخبرني الشيخ فتح الدين إجازة ومن خطه أنقل، قال: سمعتُ شيخَنَا الإمام أبا الفتح القشيري يقول: سألت الشيخ عز الدين ابن عبد السلام عن الشيخ أبي بكر ابن العربي فقال: شيخ سوء كذاب مقبوح، يقول بقدم العالم ولا يرى تحريم الفرج. فسألتُه عن كذبه، فقال: كان يُنكِرُ تزويج الإنس بالجن، ويقول: الجن روح لطيف، والإنس جسم كثيف، لا يجتمعان، ثم زعم أنَّهُ تزوَّجَ امرأة من الجن، وأقامت معه مدة، ثم ضربته بعظم جمل فشجَّتهُ، وأرانا شَجَّة بوجهه وبرِئت)([8]).

وقال التقي الفاسي: (ووجدت بخطِّ الحافظ أبي الفتح ابن سيد الناس وأنبأني عنه غير واحد، سمعتُ الشيخ الإمام الحافظ الزاهد العلامة أبا الفتح محمد بن علي بن وهب القشيري يقول: سمعت شيخنا الإمام أبا محمد بن عبد السلام وجرى ذكر أبي عبد الله محمد بن العربي، فقال: شيخ سوء مقبوح كذاب. فقلت له: وكذاب أيضًا؟ قال: نعم، تذاكرنا يومًا بمسجد الجامع بدمشق التزويج بجواري الجن، فقال: هذا فرض محال؛ لأن الإنس جسم كثيف، والجن روح لطيف، ولن يعلو الجسم الكثيف الروح اللطيف. ثم بعد قليل رأيت به شجة، فسألته عن سببها، قال: تزوَّجتُ امرأةً من الجن، ورزقت منها ثلاثة أولاد، فاتفق يومًا أن تفاوضنا، فأغضبتها؛ فضربتني بعظم، حصلت منه هذه الشجة وانصرفت، فلم أرها بعدها، أو معناه)([9]).

ثم قال الفاسي: (وما ذكره الإمام ابن عبد السلام من أوصاف ابن عربي المذمومة لا تلائم صفات أولياء الله تعالى. ووجه تكذيبه فى الحكاية التى ذكرناها عنه: أنه لا يستقيم أن يتزوج امرأة جنية ولا إنسية، ويُرزق منها ثلاثة أولاد فى مدة قليلة)([10]).

4- التقي السبكي:

قال البقاعي: (حدثنا شيخُنَا شيخ الإسلام الذي لم تر عيناي مثله عمادُ الدين إسماعيل بن عمر بن كثير من لفظه غير مرة، حدثني شيخ الإسلام العلامة قاضي القضاة تقي الدين أبو الحسن علي بن عبد الكافي السبكي، حدثنا الشيخُ العلامة شيخ الشيوخ قاضي القضاة تقي الدين أبو الفتح محمد بن علي القشيري المعروف بابن دقيق العيد -القائل في آخر عمره: لي أربعون سنة ما تكلمت بكلمة إلا أعددت لها جوابًا بين يدي الله تعالى- قال: سألت شيْخَنا سلطان العلماء عز الدين أبا محمد عبد العزيز بن عبد السلام الدمشقي عن ابن عربي، فقال: شيخ سوء كذاب، يقول بقدم العالم، ولا يحرم فرجًا)([11]).

فهذه الكلمة في ذم ابن عربي إذًا رواها عن ابن دقيق العيد عن العز بن عبد السلام جمعٌ من العلماء، ونقلها عن كل واحدٍ منهم علماء أيضًا، فهي كلمة مُسلسَلَةٌ بالعلماء.

وقد دلت رواية هؤلاء العلماء لكلمة العز بن عبد السلام على اشتهار ذمّه لدى علماء الإسلام في عهد المماليك، وقد صَنَّف علماء ذلك العهد تصانيف مفردة في ذم الاتحادية والتحذير منهم، كرسائل عماد الدين الواسطي وابن تيمية وتصنيف البقاعي، ثم لما سَقَطت دولة المماليك على يد سلطان العثمانيين الاتحادي سليم الأول زاد التمسك بابن العربي والدفاع عنه، وسرى ذلك إلى الفقهاء، ولم يعد مقتصرًا على الفقراء والصوفية والمعظّمين لهم من السلاطين، حتى ظهر في زمن الدولة العثمانية مثلُ عبد الغني النابلسي الذي شرح «فصوص الحكم»، وكتب كتاب: «العقود اللؤلؤية في طريق السادة المولوية» الذي نضح تكفيرًا للمنكرين لبدع المولوية، وحكى الخلاف في إيمان فرعون ولم يجوّز لعنَه!([12]).

وكان من أول ما فعله العثمانيون بعد استيلائهم على دمشق إعمار قبر ابن عربي.

قال المناوي في ترجمة ابن عربي: (وقد عَظُم انتشارُ كُتُبِه بأرضِ الرُّوم، فإنه أخبر في بعضها بصفة جدّ السلطان سليمان، وفتحه لبلدهم في وقت كذا([13])، فكان كذلك، فلذلك بنى على قبره قبة عظيمة، وجعل فيها طعامًا وخيرات، حتى احتاج بعض المنكرين عليه من الفقهاء لدخولها بعدما كانوا يبولون ويروثون على قبره)([14]).

ثانيا: رواية مخالفة ضعيفة في مدح ابن عربي:

قال اليافعي: (وسمعتُ أن الشيخ الفقيه الإمام عز الدين بن عبد السلام كان يطعن فى ابن العربي، ويقول: هو زنديق. فقال له يومًا بعضُ أصحابه: أريد أن تريني القطب، فأشار إلى ابن عربي، وقال: هذاك هو! فقيل: فأنت تطعن فيه! فقال: حتى أصونَ ظاهر الشرع! أو كما قال -رضي الله عنهما-. أخبرني بذلك غير واحد ما بين مشهور بالصلاح والفضل، ومعروف بالدين، ثقة عدل، من أهل الشام ومن أهل مصر، إلا أن بعضهم روى: أُريدُ أن تريني وليًّا، وبعضهم روى: القطب)([15]).

وقد جعل المناوي هذه الرواية هي ما استقرَّ عليه قول العز بن عبد السلام في ابن عربي، فقال: (وممن كان يعتقده سلطان العلماء ابن عبد السلام فإنه سئل عنه أوّلًا فقال: شيخ سوء كذّاب، لا يحرّم فرجًا، ثم وصفه بعد ذلك بالولاية، بل بالقطبانية، وتكرر ذلك منه)([16]). ثم نقل كلام اليافعي.

وقال مفتي حضرموت عبد الرحمن السقاف: (وكثير من يروي عن سلطان العلماء عز الدين ابن عبد السلام أنه يغضّ من شأن الشيخ الأكبر بين العامة والفقهاء، وفي مجالس الدرس، ثم لا يلبث أن يطنب في مدحه بين الخاصة وأرباب القلوب، وكل ذلك من الحكمة والمصلحة والتدبير، فلا إشكال)([17]).

وهذه الرواية منتقدة بما يأتي:

1- ضعف إسنادها:

فقد رواها اليافعي عن مجاهيل، فلا يمكن أن تعارض الرواية المتقدمة التي تناقلها العلماء الأثبات بها.

قال التقي الفاسي: (وإنما لم يكن ما حكاه اليافعي معارضًا لما سبق من ذم ابن عربي؛ لأن ما حكاه اليافعي بغير إسناد إلى ابن عبد السلام، وحكم ذلك الاطّراح، والعمل بما صح إسناده فى ذمه. والله أعلم. وأظن ظنًّا قويًّا أن هذه الحكاية من انتحال غلاة الصوفية المعتقدين لابن عربي، فانتشرت حتى نقلت إلى أهل الخير، فتلقوها بسلامة صدر، وكان اليافعي رحمه الله سليم الصدر فيما بلغنا)([18]).

2- نكارة متنها:

قال التقي الفاسي: (وإنما قوي ظنِّي بعدم صحة هذه الحكاية؛ لأنها توهم اتحاد زمان مدح ابن عبد السلام لابن عربي وذم ابن عبد السلام له، فإن تعليل ابن عبد السلام ذمه لابن عربي لصيانته للشرع يقتضى أن ابن عربي عالي الرتبة فى نفس الأمر حال ذم ابن عبد السلام له، وهذا لا يصدر من عالم مُتَّقٍ، فكيف بمن كان عظيم المقدار فى العلم والتقوى، كابن عبد السلام؟! ومن ظنَّ به ذلك فقد أخطأ وأثم؛ لما فى ذلك من تناقض القول)([19]).

ويُقَال أيضًا في بيان نكارة هذه الرواية: إنها تصوّر العز بن عبد السلام ذا وجهين، يأتي العامة والفقهاء بوجه، ويأتي الصوفية بوجه آخر! ولا يخفى ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذمِّ ذي الوجهين، قال صلى الله عليه وسلم: «تَجِدُونَ مِن شَرِّ النَّاسِ ذا الوَجْهَيْنِ، الذي يَأْتي هَؤُلاءِ بوَجْهٍ، وهَؤُلاءِ بوَجْهٍ»([20])، وقال صلى الله عليه وسلم: «ما يَنبَغي لذي الوجهَيْن أنْ يكونَ أَمينًا»([21]). وحكى الغزالي الاتفاق على أن ملاقاة الاثنين بوجهين: نفاق([22]).

وإنما استثنى أهل العلم من ذلك أن يدخل بين المُتعادِيَيْن بقصد الإصلاح، وليس منه ما جاء في هذه الحكاية، أو أن يجامل كلًّا منهما ويكون صادقًا، ولا مجاملة في الدين، ولا يليق بالعز بن عبد السلام -وهو من هو شجاعة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر- أن يُجامِلَ في الدين.

وأما ما ذكره المناوي من أن العز بن عبد السلام سُئِلَ أوّلًا عن ابن العربي فقال: شيخ سوء كذّاب، لا يحرّم فرجًا، ثم وصفه بعد ذلك بالولاية، بل بالقطبانية، وتكرر ذلك منه، فهو مخالفٌ للواقع التاريخي، وقد بين ذلك التقي الفاسي بقوله: (وما ذكر في الحكاية من ثناء ابن عبد السلام على ابن عربي على تقدير صحته: منسوخ بما ذكره ابن دقيق العيد عن ابن عبد السلام فى ذمه لابن عربي. فإن ابن دقيق العيد لم يسمع ذلك من ابن عبد السلام إلا بمصر، بعد موت ابن عربي بسنين؛ لأن ابن دقيق العيد ولد فى شعبان سنة خمس وعشرين وستمائة، ونشأ ببلدة قوص، واشتغل بها في مذهب الشافعي وغيره من العلوم على ابن عبد السلام، فبلُوغُه واشتغاله بالعلم في بلده ثم قدُومه إلى القاهرة لا يكون إلا بعد سنة أربعين وستمائة، وابن عربي مات في ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين وستمائة بدمشق، وثناءُ ابن عبد السلام على ابن عربي المذكور كان في حياة ابن عربي، بدليل ما فيها من أنه أراه لمن يسأله عن القطب أو الولى، وفي السنة التي مات فيها ابن عربي أو في التي بعدها كان خروج ابن عبد السلام من دمشق)([23]).

فترتيب الأحداث التاريخية يمنع أن تكون تلك القصّة تاليةً زمانًا لذمِّ العز لابن عربي، كما زعم المناوي.

وللمناوي ولعٌ بالصدّ عن متابعةِ الذامّين للاتحادية من علماء مذهبِه، حتى إنه حكى قصّة ابتلاء بعض العلماء -وهو محمد بن إلياس الرومي([24])– بالمرض لما بحث عن «شرح المنهاج» للتقي السبكي لكونه حطّ فيه على ابن الفارض، فلم يكن أمامه بعد تلك العقوبة الربانية بالمرض إلا أن يرجع عن الإنكار على ابن الفارض!

ونختم بقول الذهبي حيث قال مُعلِّقًا على كلمة العز بن عبد السلام: (نسأل الله العفو، وأن يكتب الإيمان في قلوبنا، وأن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة. فوالله، لأن يعيش المسلم جاهلًا خلف البقر لا يعرف من العلم شيئًا سوى سور من القرآن يُصلِّي بها الصلوات، ويؤمن بالله وباليوم الآخر: خير له بكثير من هذا العرفان، وهذه الحقائق، ولو قرأ مائة كتاب أو عمل مائة خلوة)([25]).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) «مجموع الفتاوى» (2/ 244).

([2]) «تاريخ الإسلام» (14/ 278).

([3]) «مجموع الفتاوى» (2/ 131).

([4]) «تاريخ الإسلام» (14/ 278).

([5]) في المطبوع من «ميزان الاعتدال»: كلمة (شيعي) بدل (شيخ)، والتصويب من «لسان الميزان» لابن حجر الترجمة رقم (7229)، وهو الموافق لسائر الكتب التي ذكرت هذه الكلمة.

([6]) «ميزان الاعتدال» (3/ 659)، ونحوه في «معجم شيوخ الذهبي» كما نقله أبو زرعة العراقي في «الأجوبة المرضية عن الأسئلة المكية» (ص: 89-90).

([7]) «تاريخ الإسلام» (14/ 278).

([8]) «الوافي بالوفيات» (4/ 125).

([9]) «العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين» (2/ 289).

([10]) «العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين» (2/ 289).

([11]) «تنبيه الغبي إلى تكفير ابن عربي» (ص: 152).

([12]) «الحديقة الندية» (ص: 102). وانظر: «دعوة جماعة قاضي زاده الإصلاحية في الدولة العثمانية» (ص: 117-120).

([13]) يعني ما ورد في «الشجرة النعمانية»، قال الشيخ عبد الرزاق البيطار في «حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر» (ص: 804): (وفي «شرح ‌الشجرة ‌النعمانية» تبقى قوتها وسلطنتها إلى ظهور المهدي، وأنهم يكونون من أعوانه وأنصاره بأنفسهم وأموالهم وخزائنهم وعساكرهم وآلاتهم وعددهم). ولم يقع شيء من تخرصات الاتحادية!

([14]) «الكواكب الدرية في تراجم السادة الصوفية» (2/ 519).

([15]) «الإرشاد والتطريز في فضل ذكر الله وتلاوة كتابه العزيز» (ص: 158).

([16]) «الكواكب الدرية في تراجم السادة الصوفية» (2/ 517).

([17]) «نسيم حاجر في تأييد قولي عن مذهب المهاجر» (ص: 5).

([18]) «العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين» (2/ 290).

([19]) «العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين» (2/ 290).

([20]) أخرجه البخاري (3493)، ومسلم (2526).

([21]) أخرجه أحمد (8781) واللفظ له، والبزار (8110).

([22]) «إحياء علوم الدين» (5/ 561).

([23]) «العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين» (2/ 291).

([24]) جاء في ترجمته أنه لما أنكر على الشيخ محيي الدين ابن العربي بعض أقواله، فعزله السلطان العثماني سليمان القانوني من الإفتاء. «الأعلام» للزركلي (6/ 40).

([25]) «ميزان الاعتدال» (3/ 660).

التعليقات مغلقة.

جديد سلف

التَّقليدُ في العقائد عند الأشاعِرَة (3) هل كفَّر الأشاعرة عوامَّ المسلمين؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تمهيد: من أكبر المسائل الخلافية بين أهل السنة والأشاعرة: مسألة التقليد في العقائد، وقد قال مجمل الأشاعرة بمنع التقليد في العقائد مطلقًا، وأوجبوا النظر الكلاميَّ -كما مرَّ بيانه في الجزأين الأولين-، ولهذا القول آثار عديدة، من أهمها مسألة إيمان المقلّد: هل يصح إيمانه أو لا يصح؟ وإذا لم يصحّحوا […]

عرض وتَعرِيف بكِتَاب (نقدُ القراءةِ العلمانيَّة للسِّيرة النبويَّة – الدِّراساتُ العربيَّة المعاصرةِ أنموذجًا)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   المعلومات الفنية للكتاب: عنوان الكتاب: نقدُ القراءةِ العلمانيَّة للسِّيرة النبويَّة – الدِّراساتُ العربيَّة المعاصرةِ أنموذجًا. اسم المؤلف: د. منير بن حامد بن فراج البقمي. دار الطباعة: مركز التأصيل للدراسات والأبحاث، جدة. رقم الطبعة وتاريخها: الطَّبعة الأولَى، عام 1444هـ-2022م. حجم الكتاب: يقع في مجلد، وعدد صفحاته (544) صفحة. مشكلة […]

هل رُوح الشريعة أولى منَ النصوص؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة يتداول العلمانيون في خطابهم مفاهيم متعدّدة مثل: المقاصد، والمصالح، والمغزى، والجوهر، والروح، والضمير الحديث، والضمير الإسلامي، والوجدان الحديث، والمنهج، والرحمة([1]). وقد جعلوا تلك الألفاظ وسيلة للاحتيال على الأوامر والنواهي الربانية، حتى ليخيَّل للمرء أن الأحكام الشرعية أحكام متذبذبة وأوصاف إضافية نسبيّة منوطة بما يراه المكلَّف ملائمًا لطبعه أو منافرًا، […]

متى يكون الموقفُ من العلماء غلوًّا؟

العلماء ورثة الأنبياء وأمناء الشريعة وحملة الكتاب، ولا يشكّ في فضلهم إلا من جهل ما يحملون، أو ظنّ سوءًا بمن أنعم عليهم به، ولا شكّ أن الفهم عن الله وتعقّل مراده والوقوف عند حدوده قدر المستطاع من أعظم نعَم الله على عبده، ولهذا مدَح الله المجتهدَ في طلب الحقّ؛ أصاب الحق أو الأجر، قال سبحانه: […]

دعاء نوح عليه السلام على قومه بالهلاك .. شبهة وجواب

مقدمة: أرسل الله تعالى نوحًا عليه السلام إلى قومه ليدعوَهم إلى عبادة الله وحده، فلما بلَّغ رسالة ربه ونصحهم رفضوا دعوتَه ونصيحتَه، وزعموا أنه عليه السلام لا يستحقّ أن يكون رسولًا إليهم؛ لأنه بشرٌ مثلهم، ولو شاء الله إرسال رسول إليهم لأنزل ملكًا من الملائكة، وادَّعوا أن الذي دعا نوحا إلى هذا هو رغبته في […]

التَّقليدُ في العقائد عند الأشاعِرَة (2) – مناقشة أصول الأشاعرة في مسألة التقليد في العقائد –

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مرَّ بنا في الجزء الأول من هذه الورقة قولُ الأشاعرة في التقليد في العقائد، وأنهم يمنعونه، ويستدلّون على قولهم بأصول عديدة، من أهمها ثلاثة أصول، وهي: الأصل الأول: وجوب النظر. الأصل الثاني: ذم الشارع للتقليد. الأصل الثالث: طلب اليقين في العقائد. أما الأصل الأول فهو الأصل الأبرز لديهم، وعليه […]

هل كان في تأسيس الإمام الشافعي لعِلم أُصول الفقه جنايةٌ على العقل المُسلم؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة قد كثُرت شبهات الحداثيّين حول الإمام محمد بن إدريس الشافعي، ووقفوا منه موقفًا عدائيًّا شديدًا، وكتبوا في ذلك أبحاثًا ومؤلّفاتٍ تجاوزوا فيها الحدّ. ومن أبرز تلك الشبهات التي أثاروها: أنَّ الإمام رحمه الله بتأليفه كتاب الرسالة، وتدوينه لعلم أُصول الفقه قام -بزعم الحداثيين- بضرب العقل الإسلامي فيما يتعلَّق بالفقه […]

عرض وتعريف بكتاب: الأثر الكلامي في علم أصول الفقه -قراءة في نقد أبي المظفر السمعاني-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المعلومات الفنية للكتاب:  عنوان الكتاب: (الأثر الكلامي في علم أصول الفقه -قراءة في نقد أبي المظفر السمعاني-).  اسـم المؤلف: الدكتور: السعيد صبحي العيسوي.  الطبعة: الأولى.  سنة الطبع: 1443هـ.  عدد الصفحات: (543) صفحة، في مجلد واحد.  الناشر: تكوين للدراسات والأبحاث.  أصل الكتاب: رسالة علمية تقدّم بها المؤلف لنيل درجة العالمية […]

برامج التنمية البشرية وأثرها في نشر الإلحاد في بلاد المسلمين -البرمجة اللغوية العصبية-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تعريف البرمجة اللغوية العصبية: البرمجة العصبية (NLP) هي اختصار لثلاث كلمات: NEURO – LINGUISTIC – PROGRAMMING يتكوّن مصطلح البرمجة اللغوية العصبية من ثلاث ألفاظ مركبة: لفظ “البرمجة”: ويشير إلى أن الناس يتصرفون وفق برامج وأنظمة شخصية تتحكم في طرق تعاملهم مع شؤون الحياة المختلفة. و“اللغوية”: وفيها إشارة إلى أساليب […]

التَّقليدُ في العقائد عند الأشاعِرَة (1) – أصول الأشاعرة في مسألة التقليد في العقائد –

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: التقليدُ في العقائد من المسائل المهمة التي دار -ولا يزال يدور- حولها جدلٌ كبير داخلَ الفكر الإسلامي، وحتَّى داخلَ الفكر السُّنّي أحيانًا وإن كان النزاع في الأصل هو بين أهل السنة والجماعة وبين المتكلّمين عمومًا والأشاعرة بالخصوص، وأهمِّية المسألة تكمن في الآثار المترتبة عليها، مثل قبول إيمان المقلّد، […]

تحقيق القول في مراتب الاستغاثة ودرجاتها وشبهة تلقي الفقهاء لها بالقبول

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة لا شكَّ أنَّ وجوبَ إفرادِ الله تعالى وحدَه بالدعاء دون غيره من المعلوم بالضرورة من دين الإسلام، فالله عز وجل شرع لعباده دعاءَه وحده لا شريك له، وهو سبحانه يستجيب لهم في كلّ زمان ومكان، على اختلاف حاجاتهم وتنوّع لغاتهم، كما قال سبحانه: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ […]

دفع شبهات الطاعنين في أبي هريرة رضي الله عنه الجزء (3) “موقف عمر بن الخطاب رضي الله عنه من إكثار أبي هريرة من الرواية”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة إن موقف عمر بن الخطاب رضي الله عنه في التشديد من الإكثار من الرواية خشية الوقوع في الزلل والخطأ من المواقف الثابتة عنه التي دلت عليها الروايات الصحيحة. قال ابن قتيبة: (وكان عمر أيضًا شديدًا على من أكثر الرواية، أو أتى بخبرٍ في الحُكمِ لا شاهدَ لَهُ عليه، وكان […]

مصادر التلقي عند الصوفية “عرض ونقد”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: مِن أهمِّ الأصول التي تقوم عليها عقيدة أهل السنة والجماعة مصادر التلقي والاستدلال؛ إذ إنَّ مصادر التلقّي عند كلّ طائفة هي العامل الرئيس في تكوين الفكر لديها؛ لذا يعتمد أهل السنة في تلقي مسائل الاعتقاد على الكتاب والسنة؛ وذلك لأن العقيدة توقيفية، فلا تثبت إلا بدليل من الشارع، […]

هل حديثُ: «النساءُ ناقِصاتُ عَقلٍ ودينٍ» يُكرِّس النظرةَ الدُّونيةَ للمرأةِ؟

إن الخطاب الحداثي والعلماني الذي يدعي الدفاعَ عن حقوق المرأة ينطلق من مبدأ المساواة التامّة بين الذكر والأنثى، بل قد وصل إلى درجة من التطرف جعلته يصل إلى ما يسمَّى بالتمركز حول الأنثى (الفيمنيزم)، الذي حقيقته الدعوة إلى الصراع مع الرجل والتمرد عليه، والوقوف له بالندية. وقد أدى ذلك بالحداثيين والعلمانيين إلى نصب العداوة مع […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017