السبت - 12 ذو القعدة 1446 هـ - 10 مايو 2025 م

حديث إزالة النخامة من المسجد واعتراض الحداثيين

A A

يرى بعض الحداثيين أنَّ هذا الدينَ قد جمع بين بعضِ التناقضات، منها أمور تتعلق بالنظافة؛ إذ كيف يسمح النبي صلى الله عليه وسلم  لصحابته أن يتنخَّموا عن يسارهم وتحت أقدامهم وهم في الصلاة، خاصة لو حدث ذلك في المسجد، أليس هذا منظرًا مؤذيًا لمن حوله؟ ثم أليس هذا الفعل فيه سوء أدب مع الله؟! فإذا كنّا لا نفعل ذلك أثناء ملاقاة ملك أو أمير او مسؤول، فكيف بقيامنا أمام ملك الملوك؟!

والجواب:

أن الإسلام دين الطُّهر والنظافة والفطرة والجمال، وقد جاءت النصوص صريحة في العناية بالمساجد وتنظيفها وتطييبها، وعدم إهانتها برمي القاذورات والقمامة فيها، فمن ذلك:

– الأمر بتنظيف المساجد وتطييبها:

عن عائشة رضي الله عنها قالت: أَمَر رسول الله صلى الله عليه وسلم بِبناء المساجد في الدُّورِ، وأن تُنظَّف، وتُطيَّب([1]).

ففي الحديث حثّ على تنظيف المساجد وتطهيرها، وذلك بإزالة الأوسَاخ والقَذر عنها، وصيانتها وحفظها، وأن تجعل فيها الروائح الطيبة من البخور وغيره مما له رائحة طيبة.

– صيانة المساجد عن النجاسات والقاذورات:

عن أنس بن مالك -في قصة بول الأعرابي في المسجد- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ هذِه المَساجِدَ لا تَصْلُحُ لِشيءٍ مِن هذا البَوْلِ ولا القَذَرِ، إنّما هي لِذِكْرِ اللهِ عز وجل والصَّلاةِ وقِراءَةِ القُرْآنِ»، أوْ كما قالَ رَسولُ اللهِ ﷺ. قالَ: فأمَرَ رَجُلًا مِنَ القَوْمِ فَجاءَ بدَلْوٍ مِن ماءٍ فَشَنَّهُ عليه([2]).

ففي الحديث وجوب صيانة المساجد عن النجاسات، وذلك بإزالة ما وقع منها بصبّ دلو من الماء. ويفهم منه كذلك تحريم إلقاء القذارة في المسجد من بصاق وغيره، وإذا كان القَذَر نجاسة كان التحريم أشدَّ.

– تعيين من يقوم بتنظيف المساجد:

عن أبي هريرة أنّ امْرَأَةً سَوْداءَ كانَتْ تَقُمُّ المَسْجِدَ -أوْ: شابًّا-، فَفَقَدَها رَسولُ اللهِ ﷺ، فَسَأَلَ عَنْها -أوْ: عنْه-، فَقالوا: ماتَ، قالَ: «أفلا كُنْتُمْ آذَنْتُمُونِي؟!» قالَ: فَكَأنّهُمْ صَغَّرُوا أمْرَها -أوْ: أمْرَهُ-، فَقالَ: «دُلُّونِي على قَبْرِهِ» فَدَلُّوهُ، فَصَلّى عَلَيْها، ثُمَّ قالَ: «إنّ هذِه القُبُورَ مَمْلُوءَةٌ ظُلْمَةً على أهْلِها، وإنّ اللهَ عز وجل يُنَوِّرُها لهمْ بصَلاتي عليهم»([3]).

وفي رواية: أنّ امرأةً كانَت تلتَقِطُ الخرقَ والعيدانِ منَ المسجِدِ([4]).

فدلّ الحديث على فضل تنظيف المسجد، وذلك لعناية النبي e لمن قامت بذلك، وسؤاله عنها لما افتقدها، وأن صيانة المساجد عن الأوساخ والقاذورات ليس عملًا خاصًّا بالرجال، فيشترك فيه النساء كذلك.

– التنخُّم في المسجد خطيئة:

عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «البُزاقُ في المَسْجِدِ خَطِيئَةٌ، وكَفّارَتُها دَفْنُها»([5]).

واستدل بعض أهل العلم بهذا النص على تحريم البصاق في المسجد، وبعضهم جعل التحريم مقيدًا فيما إذا تفل فيه ولم يدفنه، أما إذا ستر بصاقه فلا إثم عليه([6]).

وليس معنى ذلك أن يبصق ويدفن، فإنه صلى الله عليه وسلم جعل البصاق معصية، ولا يجوز لأحد أن يعمل ذنبًا ويتبعه بما يكفّره من الحسنات الماحية([7])؛ بل منِ احتاج إلى البصاق وهو في صلاة وبصق على الأرض فعليه أن يدفنه.

ويؤيد هذا ما رواه أبو ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «عُرِضَتْ عليَّ أُمَّتي بأعمالِها حَسَنةً وسيِّئةً، فرأيْتُ في مَحاسِنِ أعمالِها إماطةَ الأَذى عنِ الطريقِ، ورأيْتُ في سَيِّئِ أعمالِها النُّخاعةَ في المَسجِدِ لا تُدفَنُ»([8]).

دل ظاهر هذا الحديث أيضًا على أن هذا القبح والذم لا يختص بصاحب النخامة، بل يدخل فيه هو وكل من رآها ولا يزيلها بدفن أو حكٍّ أو نحوه([9]).

– تغيُّظ الرسول e من التنخُّم في المسجد:

 عن ابن عمر: بينما رسولُ اللهِ ﷺ يخطبُ يومًا إذ رأى نُخامةً في قبلةِ المسجدِ، فتغيَّظَ على الناسِ ثم حكَّها -قال: وأحسبُه قال: فدعا بزعفرانٍ فلطَّخَه به-، وقال: «إن اللهَ قِبَلَ وجه أحدِكم إذا صلّى، فلا يَبزُقْ بين يديه»([10]).

ففيه تعظيم قدر المساجد وصونها عن كل دَنَسٍ، فترفع منها النجاسات والقاذورات وكل ما يستقذر؛ وذلك لأنه صلى الله عليه وسلم غضب على الحاضرين في المسجد؛ ربما لغفلتهم عن تطهير المسجد عن القاذورات([11])، ولعدم احترام القبلة وتعظيمها، وقد علل ذلك بقوله: «فإن الله عَزَّ وَجَلَّ قِبَل وجهه»، وهذا التعليل يدل على أن البزاق في القبلة حرام، سواء كان في المسجد أو لا، ولا سيما من المصلي، فلا يجري فيه الخلاف في أن كراهية البزاق في المسجد هل هي للتنزيه أو للتحريم([12]).

وظاهر الرواية أيضًا أن النخامة كانت يابسة، إذ لو كانت رطبة لقال: (مسحها) بدل (حكَّها). فهي تفيد أن الاستقذار يكون باليابس كما يكون بالرطب([13]).

والخلاصة: أن الشريعة أولت المساجد اهتمامًا بالغًا، وتجسيدًا لهذا الاهتمام جاءت النصوص في الحث على نظافتها وتطييبها، والإنكار على تدنيسها بالقاذورات أو الأنجاس.

ماذا يفعل من احتاج إلى التنخُّم في الصلاة؟

ليعلم أن أحاديث جواز البصق في الصلاة ليست مطلقة، فإن بدر من المصلي بُصاق فعليه مراعاة عدة أمور:

أولًا: أن يكون البصق عن يساره؛ لحديث: «فإن الله عَزَّ وَجَلَّ قِبل وجهه إذا صلَّى»([14]).

ثانيًا: أن يكون البصق على الثوب أو المنديل، مع كراهة أن يكون على الأرض.

وقد صرح النووي بهذا في شرح قوله: «وليبزق تحت قدمه وعن يساره»، قال: (هذا في غير المسجد، أما المصلي في المسجد فلا يبزق إلا في ثوبه لقوله e: «البزاق في المسجد خطيئة»، فكيف يأذن فيه e؟! وإنما نهى عن البصاق عن اليمين تشريفا لها… فإن تعذر غير اليمين بأن يكون عن يساره مصل فله البصاق عن يمينه؛ لكن الأولى تنزيه اليمين عن ذلك ما أمكن)([15]).

قال ابن قدامة: (وإذا بدره البصاق وهو في المسجد بصق في ثوبه، ويحك بعضه ببعض، وإن كان في غير المسجد يبصق عن يساره، أو تحت قدمه)([16]).

ثالثًا: إذا بصق على أرض المسجد فعليه أن يزيله.

قال النووي: (واعلم أن البزاق في المسجد خطيئة مطلقًا، سواء احتاج إلى البزاق أو لم يحتج، بل يبزق في ثوبه، فإن بزق في المسجد فقد ارتكب الخطيئة، وعليه أن يكفر هذه الخطيئة بدفن البزاق)([17])، وتغييبه في التراب؛ لئلا يعلق بثوب مسلم أو رجله فيؤذيه، ولذا أمر بدفنه ولا كفارة له إلا ذلك، وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «إذا تنخَّمَ أحدُكم في المسجد فلْيُغَيِّبْ نُخامَتَه؛ أن يُصِيبَ جلدَ مؤمنٍ أو ثوبَه فتُؤْذِيَه»([18]).

قال ابن رجب: (وهذا مما يدل على أن قرار المسجد وباطنه يجوز أن يجعل مدفنًا للأقذار الطاهرة)([19]).

وأما إذا كان المسجد مفروشًا -كحال المساجد اليوم- فلا يجوز البصق فيه بحال من الأحوال، لا سيما وقد تيسرت -ولله الحمد- المناديل بأنواعها وشاع استعمالها بين الناس([20]).

الخاتمة:

اعتنى الإسلام ببناء المساجد وعمارتها ونظافتها، وحرم تنجيسها وتدنيسها بالنجاسات أو القاذورات، بل وأذية المصلين فيها بالروائح الكريهة؛ لذا نهى آكل البصل والثوم من حضور صلاة الجماعة.

والبزاق في المسجد خطيئة، يفعله المصلي اضطرارًا في المساجد التي بها رمل أو تراب أو نحوه، ويؤمر بدفنه، حتى لا يؤذي غيره، وأما المساجد المفروشة اليوم فلا يجوز البصاق على أرضها، بل يكتفى بالبصق على المنديل أو على طرف الثوب، والله تعالى أعلم.

والحمد لله رب العالمين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) أخرجه أبو داود (٤٥٥)، والترمذي (٥٩٤)، وابن ماجه (٧٥٨)، وحسنه ابن حجر في تخريج مشكاة المصابيح (١‏/٣٣٦)، وصححه الألباني في صحيح الترمذي (487).

([2]) أخرجه مسلم (285).

([3]) أخرجه البخاري (٤٦٠)، ومسلم (٩٥٦).

([4]) صحيح ابن خزيمة (1300).

([5]) أخرجه البخاري (٤١٥)، ومسلم (٥٥٢).

([6]) انظر: طرح التثريب (2/ 382).

([7]) ينظر: منحة العلام شرح بلوغ المرام، لعبد الله الفوزان (ص: 386).

([8]) أخرجه ابن حبان (1641).

([9]) ينظر: شرح صحيح مسلم للنووي (5/ 38).

([10]) أخرجه البخاري (١٢١٣)، ومسلم (٥٤٧)، وأبو داود (٤٧٩) واللفظ له، وأحمد (٤٥٠٩).

([11]) ينظر: المنهل العذب المورود شرح سنن أبي داود (4/ 98).

([12]) ينظر: ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (9/ 107).

([13]) ينظر: المنهل العذب المورود شرح سنن أبي داود (4/ 98).

([14]) أخرجه البخاري (٤٠٦)، ومسلم (٥٤٧).

([15]) شرح صحيح مسلم (5/ 39).

([16]) المغني (2/ 11).

([17]) شرح صحيح مسلم (5/ 41).

([18]) أخرجه ابن أبي شيبة (7553)، وأحمد (١٥٤٣)، والبزار (١١٢٧)، وحسن ابن حجر إسناده في الفتح (1/ 610).

([19]) فتح الباري (3/ 137).

([20]) ينظر: منحة العلام شرح بلوغ المرام، لعبد الله الفوزان (ص: 387).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

ترجمة الشيخ أ. د. أحمد بن علي سير مباركي (1368-1446هـ/ 1949-2025م)(1)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اسمه ونسبه: هو الشَّيخ الأستاذ الدكتور أحمد بن علي بن أحمد سير مباركي. مولده: كان مسقط رأسه في جنوب المملكة العربية السعودية، وتحديدًا بقرية المنصورة التابعة لمحافظة صامطة، وهي إحدى محافظات منطقة جازان، وذلك عام 1365هـ([2]). نشأته العلمية: نشأ الشيخ نشأتَه الأولى في مدينة جيزان في مسقط رأسه قرية […]

(الاستواء معلوم والكيف مجهول) نصٌ في المسألة، وعبث العابثين لا يلغي النصوص

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. فقد طُبِع مؤخرًا كتاب كُتِبَ على غلافه: (الاستواء معلوم والكيف مجهول: تقرير لتفويض المعنى لا لإثباته عند أكثر من تسعين إمامًا مخالفين لابن تيمية: فكيف تم تحريف دلالتها؟). وعند مطالعة هذا الكتاب تعجب من مؤلفه […]

التصوف بين منهجين الولاية نموذجًا

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: منذ أن نفخ الله في جسد آدم الروح، ومسح على ظهره، وأخذ العهد على ذريته أن يعبدوه، ظلّ حادي الروح يحدوها إلى ربها، وصوت العقل ينادي عليها بالانحياز للحق والتعرف على الباري، والضمير الإنساني يؤنّب الإنسان، ويوبّخه حين يشذّ عن الفطرة؛ فالخِلْقَة البشرية والهيئة الإنسانية قائلة بلسان الحال: […]

ابن تيميَّـة والأزهر.. بين التنافر و الوِفاق

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يُعد شيخ الإسلام ابن تيمية أحد كبار علماء الإسلام الذين تركوا أثرًا عظيمًا في الفقه والعقيدة والتفسير، وكان لعلمه واجتهاده تأثير واسع امتدّ عبر الأجيال. وقد استفاد من تراثه كثير من العلماء في مختلف العصور، ومن بينهم علماء الأزهر الشريف الذين نقلوا عنه، واستشهدوا بأقواله، واعتمدوا على كتبه […]

القول بالصرفة في إعجاز القرآن بين المؤيدين والمعارضين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ الآياتِ الدالةَ على نبوّة محمدٍ صلى الله عليه وسلم كثيرة كثرةَ حاجة الناس لمعرفة ذلك المطلَب الجليل، ثم إن القرآن الكريم هو أجلّ تلك الآيات، فهو معجزة النبي صلى الله عليه وسلم المستمرّة على تعاقُب الأزمان، وقد تعدَّدت أوجه إعجازه في ألفاظه ومعانيه، ومع ما بذله المسلمون […]

الطاقة الكونية مفهومها – أصولها الفلسفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تمهيد: إن الله عز وجل خلق الإنسان، وفطره على التوحيد، وجعل في قلبه حبًّا وميلًا لعبادته سبحانه وتعالى، قال الله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [الروم: 30]، قال السعدي رحمه الله: […]

موقف الليبرالية من أصول الأخلاق

مقدمة: تتميَّز الرؤية الإسلامية للأخلاق بارتكازها على قاعدة مهمة تتمثل في ثبات المبادئ الأخلاقية وتغير المظاهر السلوكية، فالأخلاق محكومة بمعيار رباني ثابت يحدد مسارها، ويمنع تغيرها وتبدلها تبعًا لتغير المزاج البشري، فحسنها ثابت الحسن أبدًا، وقبيحها ثابت القبح أبدًا، إذ هي تحمل صفات ثابتة في ذاتها تتميز من خلالها مدحًا أو ذمًّا خيرًا أو شرًّا([1]). […]

حجاب الله تعالى -دراسة عقدية-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: معرفة الله سبحانه وتعالى هي قوت القلوب، ومحفِّزها نحو الترقِّي في مقامات العبودية، وكلما عرف الإنسان ربَّه اقترب إليه وأحبَّه، والقلبُ إذا لم تحرِّكه معرفةُ الله حقَّ المعرفة فإنه يعطب في الطريق، ويستحوذ عليه الكسل والانحراف ولو بعد حين، وكلما كان الإنسان بربه أعرف كان له أخشى […]

ترجمة الشَّيخ د. عبد الله بن محمد الطريقي “‏‏أستاذ الفقه الطبي والتاريخ الحنبلي” (1366-1446هـ/ 1947-2024م)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   اسمه ونسبه([1]): هو الشيخ الأستاذ الدكتور عبد الله بن محمد بن أحمد بن عبد المحسن بن عبد الله بن حمود بن محمد الطريقي، الودعاني الدوسري نسبًا. مولده: كان مسقط رأسه في الديار النجدية بالمملكة العربية السعودية، وتحديدا في ناحية الروضة الواقعة جنوبي البلدة (العَقْدَة) -ويمكن القول بأنه حي من […]

ضبط السنة التشريعية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: السنة النبوية لها مكانة رفيعة في التشريع الإسلامي، فهي المصدر الثاني بعد القرآن الكريم، وهي التطبيق العملي لما جاء فيه، كما أنها تبيّن معانيه وتوضّح مقاصده. وقد وردت آيات وأحاديث كثيرة تأمر بطاعة النبي صلى الله عليه وسلم والعمل بسنته، وتحذّر من مخالفته أو تغيير سنته، وتؤكد أن […]

القواعد الأصولية لفهم إطلاقات السلف والتوفيق بينها وبين تطبيقاتهم العملية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تُعدّ مسألة التعامل مع أقوال السلَف الصالح من أهمّ القضايا التي أُثيرت في سياق دراسة الفكر الإسلامي، خاصةً في موضوع التكفير والتبديع والأحكام الشرعية المتعلقة بهما؛ وذلك لارتباطها الوثيق بالحكم على الأفراد والمجتمعات بالانحراف عن الدين، مما يترتب عليه آثار جسيمة على المستوى الفردي والجماعي. وقد تعامل العلماء […]

التدرج في تطبيق الشريعة.. ضوابط وتطبيقات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن الله تعالى أرسل الرسل وأنزل الكتب ليقوم الناس الناس بالقسط، قال تعالى: ﴿‌لَقَدۡ ‌أَرۡسَلۡنَا ‌رُسُلَنَا بِٱلۡبَيِّنَٰتِ وَأَنزَلۡنَا مَعَهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡمِيزَانَ لِيَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلۡقِسۡطِ﴾ [الحديد: 25] أي: “ليعمل الناس بينهم بالعدل”[1]. والكتاب هو النقل المُصَدَّق، والميزان هو: “العدل. قاله مجاهد وقتادة وغيرهما”[2]، أو “ما يعرف به العدل”[3]. وهذا […]

تأطير المسائل العقدية وبيان مراتبها وتعدّد أحكامها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إنَّ علمَ العقيدة يُعدُّ من أهم العلوم الإسلامية التي ينبغي أن تُعنى بالبحث والتحرير، وقد شهدت الساحة العلمية في العقود الأخيرة تزايدًا في الاهتمام بمسائل العقيدة، إلا أن هذا الاهتمام لم يكن دائمًا مصحوبًا بالتحقيق العلمي المنهجي، مما أدى إلى تداخل المفاهيم وغموض الأحكام؛ فاختلطت القضايا الجوهرية مع […]

توظيف التاريخ في تعزيز مسائل العقيدة والحاضر العقدي

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إنَّ دراسةَ التاريخ الإسلاميِّ ليست مجرَّدَ استعراضٍ للأحداث ومراحل التطور؛ بل هي رحلة فكرية وروحية تستكشف أعماقَ العقيدة وتجلّياتها في حياة الأمة، فإنَّ التاريخ الإسلاميَّ يحمل بين طياته دروسًا وعبرًا نادرة، تمثل نورًا يُضيء الدروب ويعزز الإيمان في قلوب المؤمنين. وقد اهتم القرآن الكريم بمسألة التاريخ اهتمامًا بالغًا […]

تصفيد الشياطين في رمضان (كشف المعنى، وبحثٌ في المعارضات)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  تمهيد يشكِّل النصُّ الشرعي في المنظومة الفكرية الإسلامية مرتكزًا أساسيًّا للتشريع وبناء التصورات العقدية، إلا أن بعض الاتجاهات الفكرية الحديثة -ولا سيما تلك المتبنِّية للنزعة العقلانية- سعت إلى إخضاع النصوص الشرعية لمنطق النقد العقلي المجرد، محاولةً بذلك التوفيق بين النصوص الدينية وما تصفه بالواقع المادي أو مقتضيات المنطق الحديث، […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017