الاثنين - 04 ربيع الآخر 1446 هـ - 07 أكتوبر 2024 م

حديث إزالة النخامة من المسجد واعتراض الحداثيين

A A

يرى بعض الحداثيين أنَّ هذا الدينَ قد جمع بين بعضِ التناقضات، منها أمور تتعلق بالنظافة؛ إذ كيف يسمح النبي صلى الله عليه وسلم  لصحابته أن يتنخَّموا عن يسارهم وتحت أقدامهم وهم في الصلاة، خاصة لو حدث ذلك في المسجد، أليس هذا منظرًا مؤذيًا لمن حوله؟ ثم أليس هذا الفعل فيه سوء أدب مع الله؟! فإذا كنّا لا نفعل ذلك أثناء ملاقاة ملك أو أمير او مسؤول، فكيف بقيامنا أمام ملك الملوك؟!

والجواب:

أن الإسلام دين الطُّهر والنظافة والفطرة والجمال، وقد جاءت النصوص صريحة في العناية بالمساجد وتنظيفها وتطييبها، وعدم إهانتها برمي القاذورات والقمامة فيها، فمن ذلك:

– الأمر بتنظيف المساجد وتطييبها:

عن عائشة رضي الله عنها قالت: أَمَر رسول الله صلى الله عليه وسلم بِبناء المساجد في الدُّورِ، وأن تُنظَّف، وتُطيَّب([1]).

ففي الحديث حثّ على تنظيف المساجد وتطهيرها، وذلك بإزالة الأوسَاخ والقَذر عنها، وصيانتها وحفظها، وأن تجعل فيها الروائح الطيبة من البخور وغيره مما له رائحة طيبة.

– صيانة المساجد عن النجاسات والقاذورات:

عن أنس بن مالك -في قصة بول الأعرابي في المسجد- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ هذِه المَساجِدَ لا تَصْلُحُ لِشيءٍ مِن هذا البَوْلِ ولا القَذَرِ، إنّما هي لِذِكْرِ اللهِ عز وجل والصَّلاةِ وقِراءَةِ القُرْآنِ»، أوْ كما قالَ رَسولُ اللهِ ﷺ. قالَ: فأمَرَ رَجُلًا مِنَ القَوْمِ فَجاءَ بدَلْوٍ مِن ماءٍ فَشَنَّهُ عليه([2]).

ففي الحديث وجوب صيانة المساجد عن النجاسات، وذلك بإزالة ما وقع منها بصبّ دلو من الماء. ويفهم منه كذلك تحريم إلقاء القذارة في المسجد من بصاق وغيره، وإذا كان القَذَر نجاسة كان التحريم أشدَّ.

– تعيين من يقوم بتنظيف المساجد:

عن أبي هريرة أنّ امْرَأَةً سَوْداءَ كانَتْ تَقُمُّ المَسْجِدَ -أوْ: شابًّا-، فَفَقَدَها رَسولُ اللهِ ﷺ، فَسَأَلَ عَنْها -أوْ: عنْه-، فَقالوا: ماتَ، قالَ: «أفلا كُنْتُمْ آذَنْتُمُونِي؟!» قالَ: فَكَأنّهُمْ صَغَّرُوا أمْرَها -أوْ: أمْرَهُ-، فَقالَ: «دُلُّونِي على قَبْرِهِ» فَدَلُّوهُ، فَصَلّى عَلَيْها، ثُمَّ قالَ: «إنّ هذِه القُبُورَ مَمْلُوءَةٌ ظُلْمَةً على أهْلِها، وإنّ اللهَ عز وجل يُنَوِّرُها لهمْ بصَلاتي عليهم»([3]).

وفي رواية: أنّ امرأةً كانَت تلتَقِطُ الخرقَ والعيدانِ منَ المسجِدِ([4]).

فدلّ الحديث على فضل تنظيف المسجد، وذلك لعناية النبي e لمن قامت بذلك، وسؤاله عنها لما افتقدها، وأن صيانة المساجد عن الأوساخ والقاذورات ليس عملًا خاصًّا بالرجال، فيشترك فيه النساء كذلك.

– التنخُّم في المسجد خطيئة:

عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «البُزاقُ في المَسْجِدِ خَطِيئَةٌ، وكَفّارَتُها دَفْنُها»([5]).

واستدل بعض أهل العلم بهذا النص على تحريم البصاق في المسجد، وبعضهم جعل التحريم مقيدًا فيما إذا تفل فيه ولم يدفنه، أما إذا ستر بصاقه فلا إثم عليه([6]).

وليس معنى ذلك أن يبصق ويدفن، فإنه صلى الله عليه وسلم جعل البصاق معصية، ولا يجوز لأحد أن يعمل ذنبًا ويتبعه بما يكفّره من الحسنات الماحية([7])؛ بل منِ احتاج إلى البصاق وهو في صلاة وبصق على الأرض فعليه أن يدفنه.

ويؤيد هذا ما رواه أبو ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «عُرِضَتْ عليَّ أُمَّتي بأعمالِها حَسَنةً وسيِّئةً، فرأيْتُ في مَحاسِنِ أعمالِها إماطةَ الأَذى عنِ الطريقِ، ورأيْتُ في سَيِّئِ أعمالِها النُّخاعةَ في المَسجِدِ لا تُدفَنُ»([8]).

دل ظاهر هذا الحديث أيضًا على أن هذا القبح والذم لا يختص بصاحب النخامة، بل يدخل فيه هو وكل من رآها ولا يزيلها بدفن أو حكٍّ أو نحوه([9]).

– تغيُّظ الرسول e من التنخُّم في المسجد:

 عن ابن عمر: بينما رسولُ اللهِ ﷺ يخطبُ يومًا إذ رأى نُخامةً في قبلةِ المسجدِ، فتغيَّظَ على الناسِ ثم حكَّها -قال: وأحسبُه قال: فدعا بزعفرانٍ فلطَّخَه به-، وقال: «إن اللهَ قِبَلَ وجه أحدِكم إذا صلّى، فلا يَبزُقْ بين يديه»([10]).

ففيه تعظيم قدر المساجد وصونها عن كل دَنَسٍ، فترفع منها النجاسات والقاذورات وكل ما يستقذر؛ وذلك لأنه صلى الله عليه وسلم غضب على الحاضرين في المسجد؛ ربما لغفلتهم عن تطهير المسجد عن القاذورات([11])، ولعدم احترام القبلة وتعظيمها، وقد علل ذلك بقوله: «فإن الله عَزَّ وَجَلَّ قِبَل وجهه»، وهذا التعليل يدل على أن البزاق في القبلة حرام، سواء كان في المسجد أو لا، ولا سيما من المصلي، فلا يجري فيه الخلاف في أن كراهية البزاق في المسجد هل هي للتنزيه أو للتحريم([12]).

وظاهر الرواية أيضًا أن النخامة كانت يابسة، إذ لو كانت رطبة لقال: (مسحها) بدل (حكَّها). فهي تفيد أن الاستقذار يكون باليابس كما يكون بالرطب([13]).

والخلاصة: أن الشريعة أولت المساجد اهتمامًا بالغًا، وتجسيدًا لهذا الاهتمام جاءت النصوص في الحث على نظافتها وتطييبها، والإنكار على تدنيسها بالقاذورات أو الأنجاس.

ماذا يفعل من احتاج إلى التنخُّم في الصلاة؟

ليعلم أن أحاديث جواز البصق في الصلاة ليست مطلقة، فإن بدر من المصلي بُصاق فعليه مراعاة عدة أمور:

أولًا: أن يكون البصق عن يساره؛ لحديث: «فإن الله عَزَّ وَجَلَّ قِبل وجهه إذا صلَّى»([14]).

ثانيًا: أن يكون البصق على الثوب أو المنديل، مع كراهة أن يكون على الأرض.

وقد صرح النووي بهذا في شرح قوله: «وليبزق تحت قدمه وعن يساره»، قال: (هذا في غير المسجد، أما المصلي في المسجد فلا يبزق إلا في ثوبه لقوله e: «البزاق في المسجد خطيئة»، فكيف يأذن فيه e؟! وإنما نهى عن البصاق عن اليمين تشريفا لها… فإن تعذر غير اليمين بأن يكون عن يساره مصل فله البصاق عن يمينه؛ لكن الأولى تنزيه اليمين عن ذلك ما أمكن)([15]).

قال ابن قدامة: (وإذا بدره البصاق وهو في المسجد بصق في ثوبه، ويحك بعضه ببعض، وإن كان في غير المسجد يبصق عن يساره، أو تحت قدمه)([16]).

ثالثًا: إذا بصق على أرض المسجد فعليه أن يزيله.

قال النووي: (واعلم أن البزاق في المسجد خطيئة مطلقًا، سواء احتاج إلى البزاق أو لم يحتج، بل يبزق في ثوبه، فإن بزق في المسجد فقد ارتكب الخطيئة، وعليه أن يكفر هذه الخطيئة بدفن البزاق)([17])، وتغييبه في التراب؛ لئلا يعلق بثوب مسلم أو رجله فيؤذيه، ولذا أمر بدفنه ولا كفارة له إلا ذلك، وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «إذا تنخَّمَ أحدُكم في المسجد فلْيُغَيِّبْ نُخامَتَه؛ أن يُصِيبَ جلدَ مؤمنٍ أو ثوبَه فتُؤْذِيَه»([18]).

قال ابن رجب: (وهذا مما يدل على أن قرار المسجد وباطنه يجوز أن يجعل مدفنًا للأقذار الطاهرة)([19]).

وأما إذا كان المسجد مفروشًا -كحال المساجد اليوم- فلا يجوز البصق فيه بحال من الأحوال، لا سيما وقد تيسرت -ولله الحمد- المناديل بأنواعها وشاع استعمالها بين الناس([20]).

الخاتمة:

اعتنى الإسلام ببناء المساجد وعمارتها ونظافتها، وحرم تنجيسها وتدنيسها بالنجاسات أو القاذورات، بل وأذية المصلين فيها بالروائح الكريهة؛ لذا نهى آكل البصل والثوم من حضور صلاة الجماعة.

والبزاق في المسجد خطيئة، يفعله المصلي اضطرارًا في المساجد التي بها رمل أو تراب أو نحوه، ويؤمر بدفنه، حتى لا يؤذي غيره، وأما المساجد المفروشة اليوم فلا يجوز البصاق على أرضها، بل يكتفى بالبصق على المنديل أو على طرف الثوب، والله تعالى أعلم.

والحمد لله رب العالمين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) أخرجه أبو داود (٤٥٥)، والترمذي (٥٩٤)، وابن ماجه (٧٥٨)، وحسنه ابن حجر في تخريج مشكاة المصابيح (١‏/٣٣٦)، وصححه الألباني في صحيح الترمذي (487).

([2]) أخرجه مسلم (285).

([3]) أخرجه البخاري (٤٦٠)، ومسلم (٩٥٦).

([4]) صحيح ابن خزيمة (1300).

([5]) أخرجه البخاري (٤١٥)، ومسلم (٥٥٢).

([6]) انظر: طرح التثريب (2/ 382).

([7]) ينظر: منحة العلام شرح بلوغ المرام، لعبد الله الفوزان (ص: 386).

([8]) أخرجه ابن حبان (1641).

([9]) ينظر: شرح صحيح مسلم للنووي (5/ 38).

([10]) أخرجه البخاري (١٢١٣)، ومسلم (٥٤٧)، وأبو داود (٤٧٩) واللفظ له، وأحمد (٤٥٠٩).

([11]) ينظر: المنهل العذب المورود شرح سنن أبي داود (4/ 98).

([12]) ينظر: ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (9/ 107).

([13]) ينظر: المنهل العذب المورود شرح سنن أبي داود (4/ 98).

([14]) أخرجه البخاري (٤٠٦)، ومسلم (٥٤٧).

([15]) شرح صحيح مسلم (5/ 39).

([16]) المغني (2/ 11).

([17]) شرح صحيح مسلم (5/ 41).

([18]) أخرجه ابن أبي شيبة (7553)، وأحمد (١٥٤٣)، والبزار (١١٢٧)، وحسن ابن حجر إسناده في الفتح (1/ 610).

([19]) فتح الباري (3/ 137).

([20]) ينظر: منحة العلام شرح بلوغ المرام، لعبد الله الفوزان (ص: 387).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

جديد سلف

دعوى العلمانيين أن علماء الإسلام يكفرون العباقرة والمفكرين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة عرفت الحضارة الإسلامية ازدهارًا كبيرًا في كافة الأصعدة العلمية والاجتماعية والثقافية والفكرية، ولقد كان للإسلام اللبنة الأولى لهذه الانطلاقة من خلال مبادئه التي تحثّ على العلم والمعرفة والتفكر في الكون، والعمل إلى آخر نفَسٍ للإنسان، حتى أوصى الإنسان أنَّه إذا قامت عليه الساعة وفي يده فسيلة فليغرسها. ولقد كان […]

حديث: «إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ» شبهة ونقاش

من أكثر الإشكالات التي يمكن أن تؤثِّرَ على الشباب وتفكيرهم: الشبهات المتعلِّقة بالغيب والقدر، فهما بابان مهمّان يحرص أعداء الدين على الدخول منهما إلى قلوب المسلمين وعقولهم لزرع الشبهات التي كثيرًا ما تصادف هوى في النفس، فيتبعها فئام من المسلمين. وفي هذا المقال عرضٌ ونقاشٌ لشبهة واردة على حديثٍ من أحاديث النبي صلى الله عليه […]

آثار الحداثة على العقيدة والأخلاق

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الفكر الحداثي مذهبٌ غربيّ معاصر دخيل على الإسلام، والحداثة تعني: (محاولة الإنسان المعاصر رفض النَّمطِ الحضاري القائم، والنظامِ المعرفي الموروث، واستبدال نمطٍ جديد مُعَلْمَن تصوغه حصيلةٌ من المذاهب والفلسفات الأوروبية المادية الحديثة به على كافة الأصعدة؛ الفنية والأدبية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية والفكرية…)([1]). ومما جاء أيضا في تعريفه: (محاولة […]

الإيمان بالغيب عاصم من وحل المادية (أهمية الإيمان بالغيب في العصر المادي)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يعيش إنسان اليوم بين أحد رجلين: رجل تغمره الطمأنينة واليقين، ورجل ترهقه الحيرة والقلق والشكّ؛ نعم هذا هو الحال، ولا يكاد يخرج عن هذا أحد؛ فالأول هو الذي آمن بالغيب وآمن بالله ربا؛ فعرف الحقائق الوجوديّة الكبرى، وأدرك من أين جاء؟ ومن أوجده؟ ولماذا؟ وإلى أين المنتهى؟ بينما […]

مناقشة دعوى الإجماع على منع الخروج عن المذاهب الأربعة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على من بعث رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد: فإن طريقة التعامل مع اختلاف أهل العلم بَيَّنَها الله تعالى بقوله: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ ‌أَطِيعُواْ ‌ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ مِنكُمۡۖ فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ […]

بدعية المولد .. بين الصوفية والوهابية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدّمة: من الأمور المقرَّرة في دين الإسلام أن العبادات مبناها على الشرع والاتباع، لا على الهوى والابتداع، فإنَّ الإسلام مبني على أصلين: أحدهما: أن نعبد الله وحده لا شريك له، والثاني أن نعبده بما شرعه على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، فالأصل في العبادات المنع والتوقيف. عَنْ عَلِيٍّ […]

الخرافات وأبواب الابتداع 

[ليس معقولاً، لا نقلاً، ولا عقلاً، إطلاق لفظ «السُّنَّة» على كل شيء لم يذكر فيه نص صريح من القرآن أو السنة، أو سار عليه إجماع الأمة كلها، في مشارق الأرض ومغاربها]. ومصيبة كبرى أن تستمر التهم المعلبة،كوهابي ، وأحد النابتة ، وضال، ومنحرف، ومبتدع وما هو أشنع من ذلك، على كل من ينادي بالتزام سنة […]

ترجمة الشَّيخ د. علي ناصر فقيهي

‏‏للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة ترجمة الشَّيخ د. علي ناصر فقيهي([1]) اسمه ونسبه: هو الشَّيخ الأستاذ الدكتور علي بن محمد بن ناصر آل حامض الفقيهي. مولده: كان مسقط رأسه في جنوب المملكة العربية السعودية، وتحديدا بقرية المنجارة التابعة لمحافظة أحد المسارحة، إحدى محافظات منطقة جيزان، عام 1354هـ. نشأته العلمية: نشأ الشيخ في مدينة جيزان […]

مناقشة دعوَى أنّ مشركِي العرب جحدوا الربوبية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: اعتَمَد بعضُ الأشاعرةِ في العصور الحديثةِ على مخالفة البدهيات الشرعية، وتوصَّلوا إلى نتائج لم يقل بها سلفُهم من علماء الأشعرية؛ وذلك لأنهم لما نظروا في أدلة ابن تيمية ومنطلقاته الفكرية وعرفوا قوتها وصلابتها، وأن طرد هذه الأصول والتزامَها تهدم ما لديهم من بدعٍ، لم يكن هناك بُدّ من […]

حرية الاعتقاد وممارسة الشعائر الدينية في الإسلام

  إنَّ حريةَ الاعتقاد في الإسلام تميَّزت بتفاصيل كثيرة واضحة، وهي تعني أن كلَّ شخص حرّ في اختيار ما يؤمن به وما يدين به، ولا يجب على أحدٍ أن يُكرهَه على اعتقاده، كما تعني الاحترامَ لحرية الآخرين في اختياراتهم الدينية والمعتقدات الشخصية. موقفُ الإسلام من الحرية الدينية: الأصلُ عدمُ الإجبار على الإسلام، ولا يُكره أحد […]

دفع إشكال في مذهب الحنابلة في مسألة حَلِّ السِّحر بالسحر

  في هذا العصر -عصر التقدم المادي- تزداد ظاهرة السحر نفوذًا وانتشارًا، فأكثر شعوب العالم تقدّمًا مادّيًّا -كأمريكا وفرنسا وألمانيا- تجري فيها طقوس السحر على نطاق واسع وبطرق متنوعة، بل إن السحر قد واكب هذا التطور المادي، فأقيمت الجمعيات والمعاهد لتعليم السحر سواء عن طريق الانتظام أو الانتساب، كما نظمت المؤتمرات والندوات في هذا المجال. […]

الفكر الغنوصي في “إحياء علوم الدين” لأبي حامد الغزالي وموقف فقهاء ومتصوفة الغرب الإسلامي منه

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة بسم الله الرحمن الرحيم لا تخفى المكانة التي حظي بها كتاب إحياء علوم الدين عند المتصوفة في المغرب والأندلس، فكتب التراجم والمناقب المتصوفة المغربية المشهورة، شاهدة على حضور معرفي مؤثر ظاهر لهذا الكتاب في تشكيل العقل المتصوف وتوجيه ممارسته، وأول ما يثير الانتباه فيه، هو التأكيد على الأثر المشرقي […]

لماذا أحرق أبو بكر وعمر الأحاديث؟

تمهيد: يلتفُّ بعض فرق المبتدعة حول الحداثيين والعلمانيين، ويلتفُّ العلمانيون ومن نحى نحوهم حول هذه الفرق، ويتقاطع معهم منكرو السنَّة ليجتمعوا كلّهم ضدَّ منهج أهل السنة والجماعة في تثبيت حجية السنة والأخذ بها والعمل بها والذبِّ عنها. وبالرغم من أنّ دوافع هذه الفرق والطوائف قد تختلف، إلا أنها تأخذ من بعضها البعض حتى يطعنوا في […]

هل كان ابن فيروز وغيره أعلم من ابن عبد الوهاب بمنهج ابن تيمية؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة يعتمد المخالفون على أن مناوئي الدعوة -من الحنابلة- كانوا معظِّمين لابن تيمية وابن القيم، بل وينتسبون إليهم أيضًا؛ كابن فيروز وابن داود وابن جرجيس، ويعتبرون ذلك دليلًا كافيًا على كونهم على مذهب ابن تيمية، وعلى كون الشيخ محمد بن عبد الوهاب بعيدًا عن منهج الشيخين ابن تيمية وابن القيم. […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017