الأربعاء - 22 شوّال 1445 هـ - 01 مايو 2024 م

جواب شبهة حول الاستسقاء بقبور الصالحين والأولياء – وفيه جواب عن الاستدلال بقول مجاهد عن قبر أبي أيوب: “كانوا إذا ‌أمحلوا ‌كشفوا ‌عَنْ ‌قبره فمطروا” –

A A

من الشبهاتِ التي يوردُها من يجوِّز الاستغاثة بالأموات أو طلب الدعاء منهم أو التوسل بذواتهم وجاههم: بعض الآثار والحكايات المروية في الاستسقاء بقبور الأنبياء والصالحين، ومن ذلك: ما نقله ابن عبد البر وغيره في ترجمة أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه ودفنه عند سور القسطنطينية، فأورد قول مجاهد عن قبر أبي أيوب هناك: “كانوا إذا ‌أمحلوا ‌كشفوا ‌عَنْ ‌قبره فمطروا”([1]).

والمخالف يستدلّ بمثل هذا على جواز التبرك بقبور الصالحين، والتمسح بها، وتخصيصها بالعبادة رجاء بركتها، وعلى جواز التوسّل بالأنبياء والصالحين، وأن يسألهم أو يسأل الله تعالى بهم.

والجواب عن ذلك من وجوه:

الوجه الأول: أن الحجة في النقل إنما تكون بالنقل الموثَّق عن المعصوم، فهذا الذي تقوم به الحجة ويصلح للاستدلال، وما سوى ذلك فلا عبرة به.

وإذا كان النقل الذي لم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم لا تقوم به حجّة في أمور الحلال والحرام بالإجماع، فكيف بالنقول الواهية عمَّن دونه؟!

فالعلماء في أمور الأحكام يتشدِّدون في قبول الأحاديث ويتحرّون، بخلاف المغازي والسير والتفسير والمواعظ فيتساهلون، قال الإمام أحمد رحمه الله: “إذا جاء الحلال والحرام أردنا قومًا هكذا” وقبض على أصابع يديه الأربع من كل يد ولم يضم الإبهام([2])، وقال عبد الرحمن بن مهدي: “إذا رَوَينا عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحلال والحرام والأحكام تشدَّدنا في الأسانيد وانتقدنا الرجال، وإذا رَوَينا في فضائل الأعمال والثواب والعقاب تساهلنا في الأسانيد وتسامحنا في الرجال”([3]).

فالنقل غير الثابت عن المعصوم لا تقوم به حجة، فما بالك بما هو كذب عليه؟! وما بالك بما هو كذب على غيره ممن قوله لا يكون حجة أصلا حتى لو ثبت؟!

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: “ثم سائر هذه الحجج [في تخصيص القبور بشيء من العبادة] دائرة بين نقل لا يجوز إثبات الشرع به، أو قياس لا يجوز استحباب العبادات بمثله، مع العلم بأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يشرعها، وتركُه مع قيام المقتضي للفعل بمنزلة فعله، وإنما يُثْبِتُ العبادات بمثل هذه الحكايات والمقاييس -من غير نقل عن الأنبياء- النصارى وأمثالُهم. وإنما المتَّبَع في إثبات أحكام الله كتابُ الله وسنةُ رسوله صلى الله عليه وسلم وسبيلُ السابقين أو الأولين، لا يجوز إثبات حكم شرعي بدون هذه الأصول الثلاثة نصًّا واستنباطًا بحال”([4]).

فهذه مقدمة مهمّة حتى تتبين مراتب الأدلة، وألا تُبنى الأحكام الكبار على مثل هذه الحكايات الواهية الساقطة، وترد بها الأدلة الصحيحة الصريحة.

الوجه الثاني: هذا الأثر المحتجّ به لا يثبت سنده بحال، وقد أورده مسندًا أبو بكر أحمد بن مروان بن محمد الدينوري (ت: 333هـ) في (كتاب المجالسة) من طريق أحمد بن علي المقرئ، نا الأصمعي، عن أبيه، عن جده أن أبا أيوب الأنصاري -وهو خالد بن زيد- غزا بلاد الروم، فمات بالقسطنطينية، فقُبِر مع سور المدينة وبُنِي عليه، فلما أصبحوا أشرف عليهم الروم، فقالوا: يا معشر العرب، قد كان لكم الليلة شأن، فقالوا: مات رجل من أكابر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووالله لئن نُبِش لا ضرب بناقوس في بلاد العرب. قال: وكان الروم إذا ‌أمحلوا ‌كشفوا ‌عن ‌قبره فأُمْطِروا([5]).

وأحمد بن مروان الدينوري مصنف الكتاب قال الذهبي في ترجمته: “اتهمه الدارقطني، ومشاه غيره”([6])، وقال الحافظ ابن حجر: “وصرح الدارقطني في غرائب مالك بأنه يضع الحديث”([7]).

وأما النقل عن مجاهد فلم يوجَد مسندًا، وإنما ذكر ذلك ابن قتيبة الدينوري (ت: 276هـ) مرسلا بلا سند([8]). وأورده ابن عبد البر (ت: 463هـ) كذلك مرسلا بلا سند([9]).

الوجه الثالث: أنه لو صحت الحكاية فليس فيها حجة؛ لأنها من فعل النصارى، فأي حجة في فعلهم؟! بل هذا هو عين ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم وحذّرنا منه.

فعن عائشة رضي الله عنها قالت: لَمَّا نَزَلَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَفِقَ يَطْرَحُ خَمِيصَةً لَهُ عَلَى وَجْهِهِ، فَإِذَا اغْتَمَّ بِهَا كَشَفَهَا عَنْ وَجْهِهِ، فَقَالَ وَهُوَ كَذَلِكَ: «‌لَعْنَةُ ‌اللَّهِ ‌عَلَى ‌اليَهُودِ ‌وَالنَّصَارَى؛ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» يُحَذِّرُ مَا صَنَعُوا([10]).

فهذا الفعل تشبُّه بالنصارى، وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ‌‌«‌مَنْ ‌تَشَبَّهَ ‌بِقَوْمٍ ‌فَهُوَ ‌مِنْهُمْ»([11]).

وحكاية العالم من المسلمين لا تدل على موافقته على ذلك، وليس أدلّ على ذلك من أن شيخ الإسلام ابن تيمية نفسه قد نقل هذا الكلام في كتابه (الجواب الصحيح)([12]) مع كونه أنكر مشروعية ما فعلوه في كتابه (الاقتضاء) كما سننقله عنه. فحكاية العالم لأمر سمعه أو شاهده لا تستلزم الإقرار بما تضمنته حكايته.

الوجه الرابع: أنه لو صحت الحكاية لما كان فيها دليل على التوسل أو التبرك الممنوعَيْن، فليس في الحكاية مثلا أنهم سألوا المقبور نفسه، ولا أنهم سألوا الله تعالى به، بل غاية الأمر -فرَضا وتنزّلا- أن يكون طلبًا لنزول رحمة الله تعالى على القبر؛ فإن رحمة الله وبركاته تتنزل على قبور الصالحين؛ فإنها روضة من رياض الجنة، ولكن هذا لا يجيز فعل ما لا يشرع عندها كالتبرك بترابها ونحو ذلك كما يفعل الجهال، ولا سؤال الله تعالى بها أو بأصحابها. وهذا كله تنزّلا وعلى فرض أنه صدر عن معصوم تقوم الحجة بقوله أو بفعله، وليس أنه فعل النصارى الضالين الذين هم أصل هذه البدع والخرافات.

الوجه الخامس: أن حصول النفع بالدعاء عند قبر لا يدل على مشروعية ذلك؛ فإن الأحكام لا تؤخذ بالاستحسان ولا التجربة. وقد يحدث مثل هذا لعباد الأوثان عند قبورهم، وكذلك يقع للنصارى واليهود ومن كل الطوائف، إما فتنة واختبارًا، أو لضرورة قامت في قلب الداعي، أو لغيرها من الأسباب التي يمنُّ الله تعالى بها على العباد، مع كون السبب محرمًا.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: “اليهود والنصارى عندهم من الحكايات والقياسات من هذا النمط كثير، بل المشركون الذين بعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يدعون عند أوثانهم فيستجاب لهم أحيانًا، كما قد يستجاب لهؤلاء أحيانًا، وفي وقتنا هذا عند النصارى من هذا طائفة، فإن كان هذا وحده دليلًا على أن الله يرضى ذلك ويحبه فليطّرَد الدليل. وذلك كفرٌ متناقض”([13]).

الوجه السادس: أن الاستسقاء عند قبور الصالحين واعتقاد أفضلية الدعاء عندها بدعة محدثة غير مشروعة، ومخالفة لفعل الصحابة والتابعين وتابعيهم، بل مخالفة لكلام النبي صلى الله عليه وسلم.

فعن علي بن الحسين أنه رأى رجلا يجيء إلى فرجة كانت عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم، فيدخل فيها فيدعو، فدعاه فقال: أَلَا أُحَدِّثُكَ بِحَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: «‌لَا ‌تَتَّخِذُوا ‌قَبْرِي ‌عِيدًا، وَلَا بُيُوتَكُمْ قُبُورًا، وَصَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ تَبْلُغُنِي حَيْثُمَا كُنْتُمْ»([14]).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: “فانظر هذه السنة كيف مخرجها من أهل المدينة وأهل البيت الذين لهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم قرب النسب وقرب الدار؛ لأنهم إلى ذلك أحوج من غيرهم، فكانوا لها أضبط”([15]).

فقصد القبور من أجل العبادة والدعاء عندها هو من اتخاذها عيدًا، كما دل على ذلك الحديث.

وهذا الاستسقاء بقبور الصالحين مخالف لإجماع الصحابة، فعن أنس بن مالك أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب، فقال: «اللَّهُمَّ إِنَّا كُنَّا ‌نَتَوَسَّلُ ‌إِلَيْكَ ‌بِنَبِيِّنَا فَتَسْقِينَا، وَإِنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِعَمِّ نَبِيِّنَا فَاسْقِنَا»، قَالَ: فَيُسْقَوْنَ([16]).

فلم يذهبوا لقبر النبي صلى الله عليه وسلم ولا توسَّلوا به، وإنما قدموا واحدًا منهم للدعاء، كما كانوا يفعلون مع النبي صلى الله عليه وسلم في حياته.

وفي مغازي ابن إسحاق عن أبي العالية قال: لما فتحنا تستر [عام 17هـ] وجدنا في بيت مال الهرمزان سريرا عليه رجل ميت، عند رأسه مصحف، فأخذنا المصحف فحملناه إلى عمر، فدعا له كعبًا فنسخه بالعربية، فأنا أول رجل قرأه من العرب، قرأته مثل ما أقرأ القرآن. فقلت لأبي العالية: ما كان فيه؟ قال: سيرتكم وأموركم ولحون كلامكم وما هو كائن بعد. قلت: فماذا صنعتم بالرجل؟ قال: حفرنا له بالنهار ثلاثة عشر قبرًا متفرقة. فلما كان الليل دفناه وسوّينا القبور كلها؛ لنُعميّه على الناس لا ينبشونه. قلت: وما يرجون منه؟ قال: كانت السماء إذا حبست عنهم بَرَزُوا بسريره فيُمْطرون. فقلت: من كنتم تظنون الرجل؟ قال: رجل يقال له: دانيال. فقلت: منذ كم وجدتموه مات؟ قال: منذ ثلاثمائة سنة. قلت: ما كان تغيّر منه شيء؟ قال: لا، إلا شعيرات من قفاه([17]).

ورواه ابن أبي شيبة عن أنس: أنهم لما ‌فتحوا ‌تستر قال: فوجد رجلا أنفه ذراع في التابوت، كانوا يستظهرون ويستمطرون به، فكتب أبو موسى إلى عمر بن الخطاب بذلك، فكتب عمر: إن هذا نبي من الأنبياء، والنار لا تأكل الأنبياء، والأرض لا تأكل الأنبياء. فكتب أن انظر أنت وأصحابك -يعني أصحاب أبي موسى- فادفنوه في مكان لا يعلمه أحد غيركما. قال: فذهبت أنا وأبو موسى فدفناه([18]).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: “ففي هذه القصة ما فعله المهاجرون والأنصار من تعمية قبره؛ لئلا يفتتن به الناس، وهو إنكار منهم لذلك. ويُذكر أن قبر أبي أيوب الأنصاري عند أهل القسطنطينية كذلك، ولا قدوة بهم؛ فقد كان من قبور أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأمصار عدد كثير، وعندهم التابعون، ومن بعدهم من الأئمة، وما استغاثوا عند قبر صاحب قطّ، ولا استسقوا عند قبره ولا به، ولا استنصروا عنده ولا به”([19]).

وقال ابن القيم رحمه الله: “ففى هذه القصة ما فعله المهاجرون والأنصار من تعمية قبره لئلا يفتتن به الناس، ولم يبرزوه للدعاء عنده والتبرك به، ولو ظفر به المتأخرون لجالدوا عليه بالسيوف، ولعبدوه من دون الله، فهم قد اتخذوا من القبور أوثانًا من لا يداني هذا ولا يقاربه، وأقاموا لها سدنة، وجعلوها معابد أعظم من المساجد. فلو كان الدعاء عند القبور والصلاة عندها والتبرك بها فضيلة أو سنة أو مباحًا، لنصب المهاجرون والأنصار هذا القبر عَلَمًا لذلك، ودعوا عنده، وسَنُّوا ذلك لمن بعدهم”([20]).

فهذه ستة أوجه، تبين فساد الاستدلال بهذه الحكاية. والله المستعان.

وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، وسلم تسليما كثيرا.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) الاستيعاب (4/ 1606).

([2]) ينظر: تاريخ ابن معين (227).

([3]) ينظر: المدخل إلى السنن الكبرى، البيهقي (808).

([4]) اقتضاء الصراط المستقيم (2/ 207-208).

([5]) المجالسة وجواهر العلم (1257). قال محقق الكتاب الشيخ مشهور سلمان: “إسناده ضعيف جدًّا”.

 

([6]) ميزان الاعتدال (1/ 156).

([7]) لسان الميزان (1/ 309).

([8]) المعارف (ص: 275).

([9]) الاستيعاب (4/ 1606).

([10]) اخرجه البخاري (435)، ومسلم (531).

([11]) أخرجه أبو داود (4031) واللفظ له، وأحمد (5114)، وصححه الألباني.

([12]) الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح (6/ 119).

([13]) اقتضاء الصراط المستقيم (2/ 208).

([14]) فضل الصلاة على النبي، إسماعيل القاضي (20). وأخرجه الضياء في المختارة (428). وأخرجه أبو داود (2042) مختصرا، وصححه بشواهده الألباني.

([15]) اقتضاء الصراط المستقيم (2/ 176).

([16]) أخرجه البخاري (1010).

([17]) المغازي (ص: 66). وقال ابن كثير: “هذا إسناد صحيح إلى أبي العالية”. البداية والنهاية (2/ 40).

([18]) مصنف ابن أبي شيبة (33819)، وسنده صحيح.

([19]) اقتضاء الصراط المستقيم (2/ 200-201).

([20]) إغاثة اللهفان (1/ 203-204).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

جديد سلف

تذكير المسلمين بخطورة القتال في جيوش الكافرين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: من المعلومِ أنّ موالاة المؤمنين والبراءة من الكافرين من أعظم أصول الإيمان ولوازمه، كما قال تعالى: ﴿إِنَّمَا ‌وَلِيُّكُمُ ‌ٱللَّهُ ‌وَرَسُولُهُۥ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ﴾ [المائدة: 55]، وقال تعالى: ﴿‌لَّا ‌يَتَّخِذِ ‌ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلۡكَٰفِرِينَ أَوۡلِيَآءَ مِن دُونِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَۖ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ فَلَيۡسَ مِنَ ٱللَّهِ فِي شَيۡءٍ إِلَّآ أَن تَتَّقُواْ مِنۡهُمۡ تُقَىٰةۗ […]

ابن سعود والوهابيّون.. بقلم الأب هنري لامنس اليسوعي

 للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   بسم الله الرحمن الرحيم هنري لامنس اليَسوعيّ مستشرقٌ بلجيكيٌّ فرنسيُّ الجنسيّة، قدِم لبنان وعاش في الشرق إلى وقت هلاكه سنة ١٩٣٧م، وله كتبٌ عديدة يعمَل من خلالها على الطعن في الإسلام بنحوٍ مما يطعن به بعضُ المنتسبين إليه؛ كطعنه في أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وله ترجمةٌ […]

الإباضــــية.. نشأتهم – صفاتهم – أبرز عقائدهم

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من الأصول المقرَّرة في مذهب السلف التحذيرُ من أهل البدع، وذلك ببيان بدعتهم والرد عليهم بالحجة والبرهان. ومن هذه الفرق الخوارج؛ الذين خرجوا على الأمة بالسيف وكفَّروا عموم المسلمين؛ فالفتنة بهم أشدّ، لما عندهم من الزهد والعبادة، وزعمهم رفع راية الجهاد، وفوق ذلك هم ليسوا مجرد فرقة كلامية، […]

دعوى أن الخلاف بين الأشاعرة وأهل الحديث لفظي وقريب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يعتمِد بعض الأشاعرة المعاصرين بشكلٍ رئيس على التصريحات الدعائية التي يجذبون بها طلاب العلم إلى مذهبهم، كأن يقال: مذهب الأشاعرة هو مذهب جمهور العلماء من شراح كتب الحديث وأئمة المذاهب وعلماء اللغة والتفسير، ثم يبدؤون بعدِّ أسماء غير المتكلِّمين -كالنووي وابن حجر والقرطبي وابن دقيق العيد والسيوطي وغيرهم- […]

التداخل العقدي بين الفرق المنحرفة (الأثر النصراني على الصوفية)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: بدأ التصوُّف الإسلامي حركة زهدية، ولجأ إليه جماعة من المسلمين تاركين ملذات الدنيا؛ سعيًا للفوز بالجنة، واقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، ثم تطور وأصبح نظامًا له اتجاهاتٌ عقائدية وعقلية ونفسية وسلوكية. ومن مظاهر الزهد الإكثار من الصوم والتقشّف في المأكل والملبس، ونبذ ملذات الحياة، إلا أن الزهد […]

فقه النبوءات والتبشير عند الملِمّات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: منَ الملاحَظ أنه عند نزول المصائب الكبرى بالمسلمين يفزع كثير من الناس للحديث عن أشراط الساعة، والتنبّؤ بأحداث المستقبَل، ومحاولة تنزيل ما جاء في النصوص عن أحداث نهاية العالم وملاحم آخر الزمان وظهور المسلمين على عدوّهم من اليهود والنصارى على وقائع بعينها معاصرة أو متوقَّعة في القريب، وربما […]

كيف أحبَّ المغاربةُ السلفيةَ؟ وشيء من أثرها في استقلال المغرب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدّمة المعلِّق في كتابِ (الحركات الاستقلاليَّة في المغرب) الذي ألَّفه الشيخ علَّال الفاسي رحمه الله كان هذا المقال الذي يُطلِعنا فيه علَّالٌ على شيءٍ من الصراع الذي جرى في العمل على استقلال بلاد المغرب عنِ الاسِتعمارَين الفرنسيِّ والإسبانيِّ، ولا شكَّ أن القصةَ في هذا المقال غيرُ كاملة، ولكنها […]

التوازن بين الأسباب والتوكّل “سرّ تحقيق النجاح وتعزيز الإيمان”

توطئة: إن الحياةَ مليئة بالتحدِّيات والصعوبات التي تتطلَّب منا اتخاذَ القرارات والعمل بجدّ لتحقيق النجاح في مختلِف مجالات الحياة. وفي هذا السياق يأتي دورُ التوازن بين الأخذ بالأسباب والتوكل على الله كمفتاح رئيس لتحقيق النجاح وتعزيز الإيمان. إن الأخذ بالأسباب يعني اتخاذ الخطوات اللازمة والعمل بجدية واجتهاد لتحقيق الأهداف والأمنيات. فالشخص الناجح هو من يعمل […]

الانتقادات الموجَّهة للخطاب السلفي المناهض للقبورية (مناقشة نقدية)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: ينعمُ كثير من المسلمين في زماننا بفكرٍ دينيٍّ متحرِّر من أغلال القبورية والخرافة، وما ذاك إلا من ثمار دعوة الإصلاح السلفيّ التي تهتمُّ بالدرجة الأولى بالتأكيد على أهمية التوحيد وخطورة الشرك وبيان مداخِله إلى عقائد المسلمين. وبدلًا من تأييد الدعوة الإصلاحية في نضالها ضدّ الشرك والخرافة سلك بعض […]

كما كتب على الذين من قبلكم (الصوم قبل الإسلام)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: مما هو متَّفق عليه بين المسلمين أن التشريع حقٌّ خالص محض لله سبحانه وتعالى، فهو سبحانه {لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} [الأعراف: 54]، فالتشريع والتحليل والتحريم بيد الله سبحانه وتعالى الذي إليه الأمر كله؛ فهو الذي شرَّع الصيام في هذا الشهر خاصَّة وفضَّله على غيره من الشهور، وهو الذي حرَّم […]

مفهوم العبادة في النّصوص الشرعيّة.. والردّ على تشغيبات دعاة القبور

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة لا يَخفَى على مسلم أنَّ العبادة مقصَد عظيم من مقاصد الشريعة، ولأجلها أرسل الله الرسل وأنزل الكتب، وكانت فيصلًا بين الشّرك والتوحيد، وكل دلائل الدّين غايتها أن يَعبد الإنسان ربه طوعًا، وما عادت الرسل قومها على شيء مثل ما عادتهم على الإشراك بالله في عبادتِه، بل غالب كفر البشرية […]

تحديد ضابط العبادة والشرك والجواب عن بعض الإشكالات المعاصرة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة لقد أمر اللهُ تبارك وتعالى عبادَه أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]، ومدار العبادة في اللغة والشرع على التذلُّل والخضوع والانقياد. يقال: طريق معبَّد، وبعير معبَّد، أي: مذلَّل. يقول الراغب الأصفهاني مقررًا المعنى: “العبودية: إظهار التذلّل، والعبادة أبلغُ منها؛ […]

رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة.. بين أهل السنة والصوفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الناظر المدقّق في الفكر الصوفي يجد أن من أخطر ما قامت عليه العقيدة الصوفية إهدار مصادر الاستدلال والتلقي، فقد أخذوا من كل ملة ونحلة، ولم يلتزموا الكتاب والسنة، حتى قال فيهم الشيخ عبد الرحمن الوكيل وهو الخبير بهم: “إن التصوف … قناع المجوسي يتراءى بأنه رباني، بل قناع […]

دعوى أن الحنابلة بعد القاضي أبي يعلى وقبل ابن تيمية كانوا مفوضة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة إن عهدَ القاضي أبي يعلى رحمه الله -ومن تبِع طريقته كابن الزاغوني وابن عقيل وغيرهما- كان بداية ولوج الحنابلة إلى الطريقة الكلامية، فقد تأثَّر القاضي أبو يعلى بأبي بكر الباقلاني الأشعريّ آخذًا آراءه من أبي محمد الأصبهاني المعروف بابن اللبان، وهو تلميذ الباقلاني، فحاول أبو يعلى التوفيق بين مذهب […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017