الأربعاء - 08 ذو الحجة 1446 هـ - 04 يونيو 2025 م

مقولة الخصوم بنفي العصمة عن أئمة السلفية… كيف نفهمها ونتعامل معها؟

A A

لعلَّه من أشهر الأساليب الهجوميّة لخصوم المنهج السلفي: المبادرةُ للقول بأن أئمتَه ليسوا قدِّيسين أو معصومين من الخطأ، فابن تيمية عالم كبير لكنه يصيب ويخطئ، ومحمد بن عبد الوهاب (داعية وليس نبيًّا)([1]).

وغنيٌّ عن القول بأن المراد من هذا الكلام ليس تثبيتَ الحقائق وتأكيدَها، بل هو أسلوب هجوميّ مألوفٌ يستخدمه خصومُ السلفية لتحقيق مجموعةٍ من المكاسب، نذكر بعضها ونقدِّم مقترحا للتعامل مع مثل هذه المقولات الشائعة في خطاب المناوئين.

أولًا: يجري هذا الأسلوبُ على القاعدة المشهورة في عالَم الحرب والسياسة: (الهجوم خير وسيلةٍ للدفاع)، فهي محاولة من الخصم لدفع التهمة عن نفسه، وصرف الأنظار عن علله ونقائصه، ونقل الصراع لساحة خصمه السلفي عن طريق اتهامه بالتهمة التي تلاحقه وهي التعصب والغلو في العلماء والتعامل معهم كأنبياء معصومين عن الزلل والخطأ.

ثانيا: تُسهم هذه الطريقةُ الهجومية في إشغال السلفيين بردِّ الاتهامات وتفنيدها بدلًا من ممارسة دورهم الإصلاحي القائم على نقد مواطن الخلل والانحراف في المشهد الدينيّ، سواء على مستوى الأفكار والعقائد أو الأفعال والسلوكيات؛ بغية محاولة استعادة الإسلام الأول النقيّ من كل الشوائب والزيادات.

فالهجوم هنا لا يكتفي بصرف الأنظار عن الغلو وتقديس آراء العلماء المستفحل في طرائق المبتدعة، بل يقتحم ساحة السلفية ويُشغلها بمناقشة الاتهامات؛ بغية تعطيل عملها وشلّ حركتها.

ثالثًا: نفي العصمة عن أئمة السلفية قدحٌ صريحٌ في أتباع هذا المنهج واتهامٌ لهم بأنهم يقدِّسون أئمتَهم ويحكمون ضمنيًّا بعصمتهم، فهذه المقولة بوابة للطعن في الأتباع بعد عزلهم عن أئمتهم مع إظهار شيء من التوقير لأولئك الأئمّة، وهو أسلوب قديم جديد يستخدمه المبتدعة، كما فعل الأشعرية في بغداد في عدوانهم على الحنابلة، فزعموا أن أصحاب أحمد وقعوا في التجسيم وخالفوا إمامَهم، وكما يفعل إخوانهم اليوم في عزل ابن تيمية عن أشياعه السلفيّين، فيظهرون بعض الثناء على ابن تيمية في مقابل اتهام أتباعِه بالغلو فيه وإنزاله منزلة المعصومين.

وبعد عزل الأتباع واتهامهم بالجهل والمغالاة في الأئمة يتمهَّد الطريق أمام نقد المبادئ والأفكار التي نادى بها رموز الإصلاح السلفي، ويصبح نفيُ العصمة ذريعةً لنقد المبدأ الصحيح والجرأةِ على مناقشة الثوابت الأساسيّة في المنهج السلفي، فما دام ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب ليسوا معصومَين عن الخطأ فلا حرج في نقد أقوالهم ومذاهبهم.

ويلجأ الخصمُ هنا لمغالطةٍ وتلبيس مفادُه اشتراط العصمة في العلماء لقبول أقوالهم وتحصينها من النَّقد، ويكمن التلبيس في استدعاء مسألة العصمة في غير محلِّها ودون الحاجة لبحثها، فهي أشبه بقنبلة دخانية أو وسيلة للتشويش وخلط الأوراق، فقبول الآراء والأقوال ليس له صلة بالعصمة، بل هو منوط بالدليل والحجة، فما قام عليه الدليل والبرهان وجب لزوم اتباعه والأخذ به بغضّ النظر عن عصمة القائل به أو لا.

فنفي العصمة عن أئمة السلفيّة ليس له أيّ معنى؛ لأنها منفيّة بالضرورة عن أئمة الخصوم كذلك، وكلامُهم خاضع للنقد ودائر بين القبول أو الترك، فتخصيص نفي الغلوّ عن أئمة السلفيين لا يندرج تحت باب بيان الحقّ، إنما يندرج في المقاصد التي أشرنا لبعضها آنفا.

كيف التعامل مع هذه المقولات؟

ربما يلجأ البعض إلى دفع الاتّهام وإثبات براءةِ السلفيين من الغلو في أئمتهم، وفي هذا استجابة لمقصد الخصم بدفع السلفيّين إلى موقع الدفاع؛ لذا نضع بين يدي القارئ مقترحاتٍ أكثرَ ملاءَمة لمناقشة هذه الآراء:

الوعظ بمجانبة الغلو لا يليق بالمبتدعة:

فاقد الشيء لا يعطيه، والغارق في الغلوّ ليس مؤهَّلًا لوعظ الناس بالقصد ولزوم العدل في معاملة العلماء، بل الأحرى به أن ينقِذ نفسَه قبل أن يسعَى في صلاح غيره، ومعلوم أن الابتداع بكافّة أشكاله وألوانه غلوّ وطغيان عن الحد في الأخذ بمسائل الدين العلمية أو العملية، فحقيقة كلّ بدعة جنوحٌ لأقصى اليمين أو أقصى اليسار تجاه قضية دينية معينة، والطوائف البدعية ليست سوى جماعات تغلو في أئمتها، وتعتصم بما قرَّروه في أصول الدين، وتحاكم سائر المسلمين إلى هذه الأصول، توالي وتعادي عليها.

فالبدع هي المثال الحيّ لمرض الغلو في الدين، والذي ينقل قاعدة الولاء والعداء من أصول الدين كما نطق بها الوحي الشريف إلى اجتهادات البشر وتفسيراتهم لتلك الأصول.

النقد الإصلاحي شعار السلفيين دون خصومهم:

يحاول المبتدع بمقالته هذه تقمُّص دور المصلح الذي يُنكر الغلوَّ في العلماء ويرفض تقديسهم، وهذا الدور لا يصلُح إلا لأهله من الذين تجرؤوا على نقد الدخيل من المعتقدات والسلوكيات التعبدية في حياة المسلمين ورفضه، وتجرؤوا على إنكار ما بات معروفًا أو مسكوتًا عنه لدى علماء زمانهم، لا يبالون بمن خالفهم أو خذلهم ما داموا معتصمين بالدليل والحُجّة، فهم روّاد النقد الإصلاحي وبه يُعرفون، وهم عنوان التمرّد على تقديس المذاهب والأشياخ وطرق التصوّف، وهم خير من يمارس النقدَ بعلم وعدلٍ، ويرفض الوصاية على العقول بذريعة التمذهب المذموم أو توقير الأولياء والصالحين العارفين.

أما من كان لا يعرف الدين إلا على مذهب فلان وطريقة العارف الفلاني وعقيدة المتكلّم الفلاني، ويحارب عن التزام هذه الاختيارات في التديّن والتمذهُب، فالأولى به أن يبقى داخل قوقعته، لا أن يمارس الوعظ والتنظير على غيره؛ لأن أدنى نقد قد يُوجَّه لمذهبه وشيخ طريقته وإمامه في أصول الدين سيُخرِج من داخله ذلك المتعصبَ الذي بسببه لا يطيق سماع كلمة في أئمته المعظمين، فلا يصبر على ذلك إلا من كان متحررًا من لوثة الغلو وداء التعصب.

السلفيون أسعدُ الناس بتأكيد نفي العصمة عن سائر العلماء:

فرح الخصوم بمقالتهم وظنّوا أنهم يكيدون السلفيّين بها، لكنهم لم يُدركوا أنهم قد أقروا بالمبدأ الذي ينادي به دعاة المنهج السلفي، ويناضلون من أجل تقريره، ويتخذونه منطلقًا في جدال خصومهم، ذلك أنه كلّما أنكروا على المخالف بدعةً أو قولًا محدَثًا اعتصم برأي عالم أو اختيار فقيه أو مذهب، ظنًّا منه أنه قد وجد دليلًا على بدعته ومستندًا لرأيه، لكنه في الحقيقة قد لجأ لبيت العنكبوت، فأيسر ما يبدِّد فرحه بدليله هو القول بأن العلماء يصيبون ويخطئون، فليس العبرة بكلامهم واجتهادهم، بل بما قام عليه الدليل وشهد له الوحي، هذا من جهة.

ومن جهة أخرى فإنّ تقرير مبدأ نفي العصمة عن علماء المسلمين يقطع الطريق أمام المبتدعة للاحتجاج على السلفيين بفعلٍ أو رأيٍ منسوبٍ لأحدِ العلماء، فإنَّ ذلك لا يقيم الحجة على السلفيين في حال ثبوته، فمن أراد الاحتجاج بفعل منسوب للإمام مالك بن أنس رحمه الله في التوسل، فليس له ذلك إن صحّ ذلك الفعل أو الرأي عن مالك، وإذا أراد الصوفي الاحتجاج برأي يُنسب للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله في التبرك بقبر النبي صلى الله عليه وسلم، فليس له ذلك إن سلّمنا جدلًا بصحته وثبوتِ نسبته للإمام أحمد، وكذلك الشأن في كل ما يُنسب للأئمة من رأي أو فعل أو إقرار، لا يمكن الاحتجاج به والركون إليه، بل يمكن دفعه بنفي عصمة العلماء، وسرد الأدلة على مخالفة ذلك القول، فيكون التحاكم للأدلة دون آراء العلماء.

وذلك يشمل أقوال الأئمة المعظَّمين لدى السلفيين كابن تيمية وتلاميذه وشيعته من أهل زمانه، وإمام الدعوة النجدية محمد بن عبد الوهاب وأنصاره رحمهم الله، فضلا عن المعاصرين من أئمة هذا المنهج الإصلاحي.

فليس للمبتدع أن يفرحَ بشيء من أقوالهم إن وجد فيها ما يظنّ أنه ينصر رأيَه ومذهبه ويُلزِم مخالفَه السلفي، فلو افترضنا ثبوت ذلك، فأنصار مذهب السلف أبعد الناس عن الرهبة في اجتناب خطأ العالم مع حفظ حقّه وتوقيره والتماس العذر له في رأيه.

وخلاصة القول أن نفي العصمة عن العلماء هو أول ما يبدأ به السلفيون للإنكار على مخالفيهم، وهو أول ما يقطع طريق المخاصم لهم إن أراد الاحتجاج برأي عالم موافق أو مخالف لهم. والحمد لله رب العالمين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) هذا عنوان كتاب لحسن فرحان المالكي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

ذلك ومن يعظم شعائر الله .. إطلالة على تعظيم السلف لشعائر الحج

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: لا جرم أن الحج مدرسة من أعظم المدارس أثرا على المرء المسلم وعلى حياته كلها، سواء في الفكر أو السلوك أو العبادات، وسواء في أعمال القلوب أو أعمال الجوارح؛ فإن الحاج في هذه الأيام المعدودات لو حجَّ كما أراد الله وعرف مقاصد الحج من تعظيم الله وتعظيم شعائره […]

‏‏ترجمة الشيخ الداعية سعد بن عبد الله بن ناصر البريك رحمه الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اسمه ونسبه: هو الشيخ سعد بن عبد الله بن ناصر البريك. مولده: ولد الشيخ رحمه الله في مدينة الرياض يوم الاثنين الرابع عشر من شهر رمضان عام واحد وثمانين وثلاثمائة وألف للهجرة النبوية 14/ 9/ 1381هـ الموافق 19 فبراير 1962م. نشأته العلمية: نشأ رحمه الله نشأته الأولى في مدينة […]

تسييس الحج

  منذ أن رفعَ إبراهيمُ عليه السلام القواعدَ من البيت وإسماعيلُ وأفئدة الناس تهوي إليه، وقد جعله الله مثابةً للناس وأمنا، أي: مصيرًا يرجعون إليه، ويأمنون فيه، فعظَّمه الناسُ، وعظَّموا من عظَّمه وأقام بجواره، وظل المشركون يعتبرون القائمين على الحرم من خيارهم، فيضعون عندهم سيوفهم، ولا يطلب أحد منهم ثأره فيهم ولا عندهم ولو كان […]

البدع العقدية والعملية حول الكعبة المشرفة ..تحليل عقائدي وتاريخي

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة تُعدُّ الكعبةُ المشرّفة أقدسَ بقاع الأرض، ومهوى أفئدة المسلمين، حيث ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بعقيدة التوحيد منذ أن رفع قواعدها نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام، تحقيقًا لأمر الله، وإقامةً للعبادة الخالصة. وقد حظيت بمكانةٍ عظيمة في الإسلام، حيث جعلها الله قبلةً للمسلمين، فتتوجه إليها وجوههم في الصلاة، […]

الصد عن أبواب الرؤوف الرحيم

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من أهمّ خصائص الدين الإسلامي أنه يؤسّس أقوم علاقة بين الإنسان وبين إلهه وخالقه سبحانه وتعالى، وإبعاد كلّ ما يشوب هذه العلاقة من المنغّصات والمكدرات والخوادش؛ حيث تقوم هذه العلاقة على التوحيد والإيمان والتكامل بين المحبة والخوف والرجاء؛ ولا علاقة أرقى ولا أشرف ولا أسعد للإنسان منها ولا […]

إطلاقات أئمة الدعوة.. قراءة تأصيلية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: يقتضي البحث العلمي الرصين -لا سيما في مسائل الدين والعقيدة- إعمالَ أدوات منهجية دقيقة، تمنع التسرع في إطلاق الأحكام، وتُجنّب الباحثَ الوقوعَ في الخلط بين المواقف والعبارات، خاصة حين تكون صادرة عن أئمة مجدِّدين لهم أثر في الواقع العلمي والدعوي. ومن أبرز تلك الأدوات المنهجية: فهم الإطلاق […]

التوحيد في موطأ الإمام مالك

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يختزن موطأ الإمام مالك رضي الله عنه كنوزًا من المعارف والحكمة في العلم والعمل، ففيه تفسيرٌ لآيات من كتاب الله تعالى، وسرد للحديث وتأويله، وجمع بين مختلفه وظاهر متعارضه، وعرض لأسباب وروده، ورواية للآثار، وتحقيق للمفاهيم، وشرح للغريب، وتنبيه على الإجماع، واستعمال للقياس، وفنون من الجدل وآدابه، وتنبيهات […]

مناقشة دعوى مخالفة حديث: «لن يُفلِح قومٌ ولَّوا أمرهم امرأة» للواقع

مقدمة: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وآله وصحبه أجمعين، أمّا بعد: تُثار بين حين وآخر بعض الإشكالات على بعض الأحاديث النبوية، وقد كتبنا في مركز سلف ضمن سلسلة –دفع الشبهة الغويّة عن أحاديث خير البريّة– جملةً من البحوث والمقالات متعلقة بدفع الشبهات، ونبحث اليوم بعض الإشكالات المتعلقة بحديث: «لن يُفلِحَ قومٌ وَلَّوْا […]

ترجمة الشيخ أ. د. أحمد بن علي سير مباركي (1368-1446هـ/ 1949-2025م)(1)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اسمه ونسبه: هو الشَّيخ الأستاذ الدكتور أحمد بن علي بن أحمد سير مباركي. مولده: كان مسقط رأسه في جنوب المملكة العربية السعودية، وتحديدًا بقرية المنصورة التابعة لمحافظة صامطة، وهي إحدى محافظات منطقة جازان، وذلك عام 1365هـ([2]). نشأته العلمية: نشأ الشيخ نشأتَه الأولى في مدينة جيزان في مسقط رأسه قرية […]

(الاستواء معلوم والكيف مجهول) نصٌ في المسألة، وعبث العابثين لا يلغي النصوص

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. فقد طُبِع مؤخرًا كتاب كُتِبَ على غلافه: (الاستواء معلوم والكيف مجهول: تقرير لتفويض المعنى لا لإثباته عند أكثر من تسعين إمامًا مخالفين لابن تيمية: فكيف تم تحريف دلالتها؟). وعند مطالعة هذا الكتاب تعجب من مؤلفه […]

التصوف بين منهجين الولاية نموذجًا

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: منذ أن نفخ الله في جسد آدم الروح، ومسح على ظهره، وأخذ العهد على ذريته أن يعبدوه، ظلّ حادي الروح يحدوها إلى ربها، وصوت العقل ينادي عليها بالانحياز للحق والتعرف على الباري، والضمير الإنساني يؤنّب الإنسان، ويوبّخه حين يشذّ عن الفطرة؛ فالخِلْقَة البشرية والهيئة الإنسانية قائلة بلسان الحال: […]

ابن تيميَّـة والأزهر.. بين التنافر و الوِفاق

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يُعد شيخ الإسلام ابن تيمية أحد كبار علماء الإسلام الذين تركوا أثرًا عظيمًا في الفقه والعقيدة والتفسير، وكان لعلمه واجتهاده تأثير واسع امتدّ عبر الأجيال. وقد استفاد من تراثه كثير من العلماء في مختلف العصور، ومن بينهم علماء الأزهر الشريف الذين نقلوا عنه، واستشهدوا بأقواله، واعتمدوا على كتبه […]

القول بالصرفة في إعجاز القرآن بين المؤيدين والمعارضين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ الآياتِ الدالةَ على نبوّة محمدٍ صلى الله عليه وسلم كثيرة كثرةَ حاجة الناس لمعرفة ذلك المطلَب الجليل، ثم إن القرآن الكريم هو أجلّ تلك الآيات، فهو معجزة النبي صلى الله عليه وسلم المستمرّة على تعاقُب الأزمان، وقد تعدَّدت أوجه إعجازه في ألفاظه ومعانيه، ومع ما بذله المسلمون […]

الطاقة الكونية مفهومها – أصولها الفلسفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تمهيد: إن الله عز وجل خلق الإنسان، وفطره على التوحيد، وجعل في قلبه حبًّا وميلًا لعبادته سبحانه وتعالى، قال الله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [الروم: 30]، قال السعدي رحمه الله: […]

موقف الليبرالية من أصول الأخلاق

مقدمة: تتميَّز الرؤية الإسلامية للأخلاق بارتكازها على قاعدة مهمة تتمثل في ثبات المبادئ الأخلاقية وتغير المظاهر السلوكية، فالأخلاق محكومة بمعيار رباني ثابت يحدد مسارها، ويمنع تغيرها وتبدلها تبعًا لتغير المزاج البشري، فحسنها ثابت الحسن أبدًا، وقبيحها ثابت القبح أبدًا، إذ هي تحمل صفات ثابتة في ذاتها تتميز من خلالها مدحًا أو ذمًّا خيرًا أو شرًّا([1]). […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017