الأحد - 04 محرّم 1447 هـ - 29 يونيو 2025 م

التوازن بين الأسباب والتوكّل “سرّ تحقيق النجاح وتعزيز الإيمان”

A A

توطئة:

إن الحياةَ مليئة بالتحدِّيات والصعوبات التي تتطلَّب منا اتخاذَ القرارات والعمل بجدّ لتحقيق النجاح في مختلِف مجالات الحياة. وفي هذا السياق يأتي دورُ التوازن بين الأخذ بالأسباب والتوكل على الله كمفتاح رئيس لتحقيق النجاح وتعزيز الإيمان.

إن الأخذ بالأسباب يعني اتخاذ الخطوات اللازمة والعمل بجدية واجتهاد لتحقيق الأهداف والأمنيات. فالشخص الناجح هو من يعمل بكلّ تفانٍ وإصرار لتحقيق ما يرغب فيه، ويستغلّ كافة الفرص المتاحَة أمامه. ومن هنا يأتي أهمية التخطيط والعمل بجدية والاستثمار في تطوير الذات واكتساب المهارات اللازمة لتحقيق النجاح.

مع ذلك فإن التوكل على الله -وهو عملٌ قلبيٌّ- يعدّ جزءًا أساسيًّا من المعادلة. فالإنسان بالرغم من جهوده وتخطيطه يجب أن يكون على يقين بأن النجاح لا يأتي إلا بإرادة الله وبركته. فمع أهمية الجدّ والاجتهاد، إلا أن التفوق والتميز يأتيان بإذن من الله وتوفيقه.

والتوازن بين الأخذ بالأسباب والتوكل على الله يعزّز الثقة بالنفس ويرسخ الإيمان، فعندما يكون الشخص ملتزمًا باتخاذ الخطوات الضرورية وفعل كل ما في وسعه، وفي الوقت نفسه يثق تمامًا بأن نجاحه مرهون بإرادة الله، وأن التوكل عليه هو أساس كل نجاح حقيقي، فإنه يعيش حياة متوازنة ومطمئنة.

هنا يبرز سرّ السعادة عند المسلم، حيث يكون الرضا والطمأنينة في قلبه، سواء حصل المقصود بالأسباب المبذولة أم لم يحصل. فالمسلم يعمل بجدّ واجتهاد، وفي الوقت ذاته يثق تمام الثقة بأن الله سيقوم بتدبير الأمور بالشكل الذي يراه مناسبًا.

ولذلك فإن الأخذ بالأسباب والتوكلَ على الله يشكِّلان جزءًا مهمًّا من حياته، فما شروط الأخذ بالأسباب؟ وما علاقتها بالتوحيد؟ وكيف نزن بينها وبين التوكل على الله؟

هذا ما سنعرفه في هذا المقال.

أهمية الأخذ بالأسباب:

بالنظر إلى تعاليم الإسلام وسائر الملل نجد أن جمهور العقلاء يؤكّدون على أهمية الأخذ بالأسباب في تحقيق أي عمل. وهذا المفهوم هو الذي اعتمده الصحابة والتابعون لهم بإحسان، وكذلك أئمة الإسلام من الفقهاء والمشهورين وغيرهم، فإنهم يرون أن القدر والشرع والحكمة جميعها من صنع الله، وأنه جعل لكل حادثة أسبابًا متعددة([1]).

وقد تعدّدت الأدلة الدالة على هذا المفهوم في الكتاب والسنة؛ فالإسلام يحثّ على العمل والاجتهاد، ويحثّ على استغلال الوسائل المتاحة لتحقيق الأهداف. وقد جعل الله للحوادث أسبابًا كثيرة، فأخبرنا سبحانه وتعالى في كتابه الكريم بأنه هو الذي أحيا الأرض بعد موتها بسبب الماء الذي أنزله من السماء. فالماء هو المصدر الأساسي لحياة الكائنات على الأرض، وهو مفتاح الحياة والنمو والاستمرارية، قال تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [البقرة: 164].

 وأيضًا: بيّن الله سبحان في كتابه الكريم أنه من عظمته وكمال قدرته أنزل الماء من السماء بسبب السحاب، وأخرج الثمر والنباتات الخضراء بفضل هذا الماء الذي ينزله على الأرض. ففي هذا الإشارة إلى عظمة الله وقدرته على الخلق وتدبير كل شيء في هذا الكون، وأنه جعل لكل شيء سببًا، قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [الأعراف: 57].

شروط العمل بالأسباب:

للعمل بالأسباب جملةٌ من الشروط:

1- ألا يعتقد استقلاليتها:

تحدَّث أهل العلم عن شروط العمل بالأسباب وأهميتها، فأكّدوا على أنه يجب على المؤمن أن يعمل بالأسباب، وألا يعتقد تأثير الأسباب على الاستقلال. فالأسباب الكونية خلقها الله تعالى، وهي بحاجة إلى أسباب أخرى تعاونها وتدفع موانع تعارضها، وهذا لا يقدر عليه إلا الله وحده.

قال ابن تيمية: “وأهل السنة لا ينكرون وجودَ ما خلقه الله من الأسباب، ولا يجعلونها مستقله بالآثار، بل يعلمون أنه ما من سبب مخلوق إلا وحكمه متوقّف على سبب آخر، وله موانع تمنع حكمَه، كما أن الشمس سبب في الشعاع، وذلك موقوف على حصول الجسم القابل به، وله مانع كالسحاب والسقف، والله خالق الأسباب كلها، ودافع الموانع”([2]).

2- وجود صلة وثيقة بين السبب والنتيجة:

يعتبر الارتباط بين السبب والمسبَّب أمرًا أساسيًّا في حياتنا اليومية، فلا يمكننا إدراك العالم من حولنا دون فهم هذه العلاقة؛ إذ يجب أن يكون هناك ارتباط حقيقي بين السبب والنتيجة، وهذا ما يمكن للإنسان أن يدركه من خلال التجربة والملاحظة.

فعلى سبيل المثال: عندما نتعرض لحروق الشمس ندرك أن السبب وراء ذلك هو التعرض المفرط لأشعة الشمس دون حماية، وهذا ما تثبته التجربة. كما أننا ندرك من خلال العادات أن هناك ارتباطًا بين تناول الطعام الصحيّ والحفاظ على الصحة، حيث يعتبر ذلك مسببًا للحصول على جسم سليم وصحي.

وكما أننا أدركنا أهمية فهم هذا الارتباط بين السبب والنتيجة والتأكد من صحته من خلال التجربة والخبرة؛ فعلينا أيضًا أن ندرك صحة ذلك الارتباط بما ثبت لدينا من طريق شرعي.

فمن أثبت شيئًا سببًا بلا علم أو يخالف الشرع كان مبطلًا، مثل أن يظن أن النذر سبب في الدفع البلاء وحصول النعماء، وقد ثبت في الصحيحين عن النبي r أنه نهى عن النذر وقال: «إنَّه لا يَأْتي بخَيْرٍ، وإنَّما يُسْتَخْرَجُ به مِنَ البَخِيلِ»([3])([4]).

والخلاصة أن العلم بكون الشيء سببًا يحصل بطريقين: الأول: بطريق الشرع، والثاني: بطريق التجربة.

وبناءً على ذلك، لو لبس الإنسان حلقة أو خيطًا على أنه سبب لرفع البلاء أو دفعه فقد أشرك شركًا أصغر؛ لأن الله تعالى لم يجعله سببًا شرعيًّا ولا قدريًّا كونيًّا، فيكون شارك الله تعالى في الحكم لهذا الشيء بأنه سبب، والله تعالى لم يجعله سببًا([5]).

3- عدم الاعتماد على الأسباب، بل يعتمد على مسببها وهو الله تعالى:

نُقل عن بعض العلماء أن الالتفات إلى الأسباب يعتبر شركًا في التوحيد، وأن محو الأسباب يعتبر نقصًا في العقل، وأن الانصراف عن الأسباب بالكلية يعد مخالفة للشرع([6]).

وقد أشار شيخ الإسلام ابن تيمية إلى أن الالتفات إلى السبب يعني اعتماد القلب عليه ورجاءه، وهذا لا يجوز في المخلوقات؛ لأنها ليست مستقلة بالتأثير، وإنما تحتاج إلى شركاء ومعاونين. ومع ذلك إذا لم يشأ مسبب الأسباب أن يحدث شيء فإنه لن يحدث؛ ما يؤكد أن الله هو رب كل شيء ومالكه؛ لذا يجب على المسلم أن يكون قلبه معتمدًا على الله، وليس على سبب من الأسباب. ومع ذلك، يُيسر له من الأسباب ما يصلحه في الدنيا والآخرة، وإذا كانت هذه الأسباب ممكنة له وهو مأمور بها فَعَلَها مع التوكل على الله.

فعلى سبيل المثال: يجب على المؤمن أن يجاهد العدوّ ويحمل السلاح، دون أن يكتفي بالتوكّل على الله. فمن ترك الأسباب المأمور بها فهو عاجز مفرط مذموم([7]).

وقد لخّص ابن القيم هذا الموضوع تلخيصًا وافيًا ووضحه توضيحًا دقيقًا؛ إذ يقول معلقًا على عبارة: “الالتفات إلى الأسباب شرك في التوحيد” بأن الالتفات إلى الأسباب يتضمَّن ضربين: الأول هو الشرك، والثاني هو العبودية والتوحيد.

فالشرك هو أن يعتمد الإنسان على تلك الأسباب ويطمئنّ إليها، معتقدًا أنها هي المحصّلة لتحقيق المقصود بذاته. وبذلك يكون معرضًا عن المسبب الحقيقي، ويجعل نظره وتفكيره مقصورًا فقط على تلك الأسباب دون أن يراجع السبب الحقيقي والأسمى وهو الله سبحانه وتعالى.

أما الضرب الثاني من الالتفات إلى الأسباب فهو العبودية والتوحيد، حيث يكون الإنسان مدركًا بأن تلك الأسباب لا تملك قدرة حقيقية على تحقيق المصلحة أو دفع المضرة إلا بإذن من الله سبحانه وتعالى. وبذلك يكون توجُّهه وثقته موجَّهة نحو الله وحده، معترفًا بأن كلَّ شيء بيده، وأن كلَّ سبب لا يمكن أن يؤتي ثماره إلا بإذن من الخالق([8]).

ختامًا:

معرفة مفهوم الالتفات إلى الأسباب بشكل صحيح تتطلَّب منا أن نكون على علم بأن كل شيء في هذا الكون مقدَّر من قبل الله سبحانه وتعالى، وأن الأسباب لا تملك قدرة حقيقية بذاتها؛ لذا علينا أن نكون مدركين دائمًا لعظمة الخالق وأن نتوجه إليه في كل أمور حياتنا، معتمدين على عظمته وقدرته في تدبير شؤوننا.

والتوكل لا يعني الإهمال في التحضير والاستعداد، بل يعني الثقة بأن كل شيء بيد الله وأنه هو المتصرف في كل شيء، وأنه لم يأمر بالتوكل إلا بعد التحرز والأخذ بالأسباب، قال الله تعالى: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} [آل عمران: 159].

والحمد لله ربّ العالمين.

ــــــــــــــــــــــــــ

(المراجع)

([1]) انظر: مجموع الفتاوى (17/ 200-201)، درء التعارض (6/ 49).

([2]) درء التعارض (9/ 29).

([3]) أخرجه البخاري (6608)، ومسلم (4237).

([4]) انظر: مجموع الفتاوى (1/ 137)، المستدرك على مجموع الفتاوى (1/ 140).

([5]) انظر: القول المفيد (1/ 159-163)، القول السديد (ص: 42-44)، جهود شيخ الإسلام ابن تيمية في توحيد الربوبية (ص: 236).

([6]) انظر: مجموع الفتاوى (1/ 131، 10/ 257)، منهاج السنة (5/ 366).

([7]) انظر: مجموع الفتاوى (8/ 528-529).

([8]) انظر: مدارج السالكين (3/ 493).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

مصطلح أهل السنة والجماعة.. دلالته وتاريخه

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: مصطلح “أهل السنة والجماعة” من المصطلحات الكبرى التي حظِيت بعنايةِ العلماء عبر العصور؛ نظرًا لأهميته في تحديد منهج أهل الحق الذين ساروا على طريق النبي ﷺ وأصحابه، وابتعدوا عن الأهواء والبدع، ويُعدّ هذا المصطلح من أوسع المصطلحات التي استُخدمت في التاريخ الإسلامي، حيث لم يكن مجردَ توصيف عام، […]

نزعة الشّكّ في العقيدة .. بين النّقد والهدم

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: إنَّ العقيدة هي الركيزة الأساسية التي يقوم عليها الإيمان، وهي أصل العلوم وأشرفها، إذ تتعلق بالله سبحانه وتعالى وأسمائه وصفاته، وبالإيمان برسله وكتبه، وباليوم الآخر وما أعدَّ الله فيه من ثواب وعقاب. فهي من الثوابت الراسخة التي لا تقبل الجدل ولا المساومة، إذ بها تتحقق الغاية العظمى من […]

السلفية في المغرب.. أصول ومعالم (من خلال مجلة “دعوة الحق” المغربية)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مدخل: مجلة “دعوة الحق” مجلة شهرية مغربية، تعنى بالدراسات الإسلامية وبشؤون الثقافة والفكر، أسست سنة 1957م، من إصدار وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وهي مجلة رافقت بناء الدولة المغربية بعد الاستقلال، واجتمعت فيها أقلام مختلفة التخصصات، من المشرق والمغرب، وكانت “الحركة السلفية” و”العقيدة السلفية” و”المنهج السلفي” جزءا مهمًّا من مضامين […]

قطعية تحريم الخمر في الإسلام

شبهة حول تحريم الخمر: لم يزل سُكْرُ الفكرة بأحدهم حتى ادَّعى عدمَ وجود دليل قاطع على حرمة الخمر، وتلمَّس لقوله مستساغًا في ظلمة من الباطل بعد أن عميت عليه الأنباء، فقال: إن الخمر غير محرم بنص القرآن؛ لأن القرآن لم يذكره في المحرمات في قوله تعلاى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ […]

السَّلَف والحجاج العَقلِيّ .. الإمام الدارمي أنموذجًا

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: من الحقائق العلمية التي تجلَّت مع قيام النهضة العلمية لأئمة السلف في القرنين الثاني والثالث وما بعدها تكامل المنهج العلمي والمعرفي في الدين الإسلامي؛ فالإسلام دينٌ متكاملٌ في مبانيه ومعانيه ومعارفه ومصادره؛ وهو قائم على التكامل بين المصادر المعرفية وما تنتجه من علوم، سواء الغيبيات والماورائيات أو الحسيات […]

ذلك ومن يعظم شعائر الله .. إطلالة على تعظيم السلف لشعائر الحج

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: لا جرم أن الحج مدرسة من أعظم المدارس أثرا على المرء المسلم وعلى حياته كلها، سواء في الفكر أو السلوك أو العبادات، وسواء في أعمال القلوب أو أعمال الجوارح؛ فإن الحاج في هذه الأيام المعدودات لو حجَّ كما أراد الله وعرف مقاصد الحج من تعظيم الله وتعظيم شعائره […]

‏‏ترجمة الشيخ الداعية سعد بن عبد الله بن ناصر البريك رحمه الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اسمه ونسبه: هو الشيخ سعد بن عبد الله بن ناصر البريك. مولده: ولد الشيخ رحمه الله في مدينة الرياض يوم الاثنين الرابع عشر من شهر رمضان عام واحد وثمانين وثلاثمائة وألف للهجرة النبوية 14/ 9/ 1381هـ الموافق 19 فبراير 1962م. نشأته العلمية: نشأ رحمه الله نشأته الأولى في مدينة […]

تسييس الحج

  منذ أن رفعَ إبراهيمُ عليه السلام القواعدَ من البيت وإسماعيلُ وأفئدة الناس تهوي إليه، وقد جعله الله مثابةً للناس وأمنا، أي: مصيرًا يرجعون إليه، ويأمنون فيه، فعظَّمه الناسُ، وعظَّموا من عظَّمه وأقام بجواره، وظل المشركون يعتبرون القائمين على الحرم من خيارهم، فيضعون عندهم سيوفهم، ولا يطلب أحد منهم ثأره فيهم ولا عندهم ولو كان […]

البدع العقدية والعملية حول الكعبة المشرفة ..تحليل عقائدي وتاريخي

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة تُعدُّ الكعبةُ المشرّفة أقدسَ بقاع الأرض، ومهوى أفئدة المسلمين، حيث ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بعقيدة التوحيد منذ أن رفع قواعدها نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام، تحقيقًا لأمر الله، وإقامةً للعبادة الخالصة. وقد حظيت بمكانةٍ عظيمة في الإسلام، حيث جعلها الله قبلةً للمسلمين، فتتوجه إليها وجوههم في الصلاة، […]

الصد عن أبواب الرؤوف الرحيم

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من أهمّ خصائص الدين الإسلامي أنه يؤسّس أقوم علاقة بين الإنسان وبين إلهه وخالقه سبحانه وتعالى، وإبعاد كلّ ما يشوب هذه العلاقة من المنغّصات والمكدرات والخوادش؛ حيث تقوم هذه العلاقة على التوحيد والإيمان والتكامل بين المحبة والخوف والرجاء؛ ولا علاقة أرقى ولا أشرف ولا أسعد للإنسان منها ولا […]

إطلاقات أئمة الدعوة.. قراءة تأصيلية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: يقتضي البحث العلمي الرصين -لا سيما في مسائل الدين والعقيدة- إعمالَ أدوات منهجية دقيقة، تمنع التسرع في إطلاق الأحكام، وتُجنّب الباحثَ الوقوعَ في الخلط بين المواقف والعبارات، خاصة حين تكون صادرة عن أئمة مجدِّدين لهم أثر في الواقع العلمي والدعوي. ومن أبرز تلك الأدوات المنهجية: فهم الإطلاق […]

التوحيد في موطأ الإمام مالك

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يختزن موطأ الإمام مالك رضي الله عنه كنوزًا من المعارف والحكمة في العلم والعمل، ففيه تفسيرٌ لآيات من كتاب الله تعالى، وسرد للحديث وتأويله، وجمع بين مختلفه وظاهر متعارضه، وعرض لأسباب وروده، ورواية للآثار، وتحقيق للمفاهيم، وشرح للغريب، وتنبيه على الإجماع، واستعمال للقياس، وفنون من الجدل وآدابه، وتنبيهات […]

مناقشة دعوى مخالفة حديث: «لن يُفلِح قومٌ ولَّوا أمرهم امرأة» للواقع

مقدمة: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وآله وصحبه أجمعين، أمّا بعد: تُثار بين حين وآخر بعض الإشكالات على بعض الأحاديث النبوية، وقد كتبنا في مركز سلف ضمن سلسلة –دفع الشبهة الغويّة عن أحاديث خير البريّة– جملةً من البحوث والمقالات متعلقة بدفع الشبهات، ونبحث اليوم بعض الإشكالات المتعلقة بحديث: «لن يُفلِحَ قومٌ وَلَّوْا […]

ترجمة الشيخ أ. د. أحمد بن علي سير مباركي (1368-1446هـ/ 1949-2025م)(1)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اسمه ونسبه: هو الشَّيخ الأستاذ الدكتور أحمد بن علي بن أحمد سير مباركي. مولده: كان مسقط رأسه في جنوب المملكة العربية السعودية، وتحديدًا بقرية المنصورة التابعة لمحافظة صامطة، وهي إحدى محافظات منطقة جازان، وذلك عام 1365هـ([2]). نشأته العلمية: نشأ الشيخ نشأتَه الأولى في مدينة جيزان في مسقط رأسه قرية […]

(الاستواء معلوم والكيف مجهول) نصٌ في المسألة، وعبث العابثين لا يلغي النصوص

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. فقد طُبِع مؤخرًا كتاب كُتِبَ على غلافه: (الاستواء معلوم والكيف مجهول: تقرير لتفويض المعنى لا لإثباته عند أكثر من تسعين إمامًا مخالفين لابن تيمية: فكيف تم تحريف دلالتها؟). وعند مطالعة هذا الكتاب تعجب من مؤلفه […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017