الجمعة - 27 ربيع الأول 1447 هـ - 19 سبتمبر 2025 م

التوازن بين الأسباب والتوكّل “سرّ تحقيق النجاح وتعزيز الإيمان”

A A

توطئة:

إن الحياةَ مليئة بالتحدِّيات والصعوبات التي تتطلَّب منا اتخاذَ القرارات والعمل بجدّ لتحقيق النجاح في مختلِف مجالات الحياة. وفي هذا السياق يأتي دورُ التوازن بين الأخذ بالأسباب والتوكل على الله كمفتاح رئيس لتحقيق النجاح وتعزيز الإيمان.

إن الأخذ بالأسباب يعني اتخاذ الخطوات اللازمة والعمل بجدية واجتهاد لتحقيق الأهداف والأمنيات. فالشخص الناجح هو من يعمل بكلّ تفانٍ وإصرار لتحقيق ما يرغب فيه، ويستغلّ كافة الفرص المتاحَة أمامه. ومن هنا يأتي أهمية التخطيط والعمل بجدية والاستثمار في تطوير الذات واكتساب المهارات اللازمة لتحقيق النجاح.

مع ذلك فإن التوكل على الله -وهو عملٌ قلبيٌّ- يعدّ جزءًا أساسيًّا من المعادلة. فالإنسان بالرغم من جهوده وتخطيطه يجب أن يكون على يقين بأن النجاح لا يأتي إلا بإرادة الله وبركته. فمع أهمية الجدّ والاجتهاد، إلا أن التفوق والتميز يأتيان بإذن من الله وتوفيقه.

والتوازن بين الأخذ بالأسباب والتوكل على الله يعزّز الثقة بالنفس ويرسخ الإيمان، فعندما يكون الشخص ملتزمًا باتخاذ الخطوات الضرورية وفعل كل ما في وسعه، وفي الوقت نفسه يثق تمامًا بأن نجاحه مرهون بإرادة الله، وأن التوكل عليه هو أساس كل نجاح حقيقي، فإنه يعيش حياة متوازنة ومطمئنة.

هنا يبرز سرّ السعادة عند المسلم، حيث يكون الرضا والطمأنينة في قلبه، سواء حصل المقصود بالأسباب المبذولة أم لم يحصل. فالمسلم يعمل بجدّ واجتهاد، وفي الوقت ذاته يثق تمام الثقة بأن الله سيقوم بتدبير الأمور بالشكل الذي يراه مناسبًا.

ولذلك فإن الأخذ بالأسباب والتوكلَ على الله يشكِّلان جزءًا مهمًّا من حياته، فما شروط الأخذ بالأسباب؟ وما علاقتها بالتوحيد؟ وكيف نزن بينها وبين التوكل على الله؟

هذا ما سنعرفه في هذا المقال.

أهمية الأخذ بالأسباب:

بالنظر إلى تعاليم الإسلام وسائر الملل نجد أن جمهور العقلاء يؤكّدون على أهمية الأخذ بالأسباب في تحقيق أي عمل. وهذا المفهوم هو الذي اعتمده الصحابة والتابعون لهم بإحسان، وكذلك أئمة الإسلام من الفقهاء والمشهورين وغيرهم، فإنهم يرون أن القدر والشرع والحكمة جميعها من صنع الله، وأنه جعل لكل حادثة أسبابًا متعددة([1]).

وقد تعدّدت الأدلة الدالة على هذا المفهوم في الكتاب والسنة؛ فالإسلام يحثّ على العمل والاجتهاد، ويحثّ على استغلال الوسائل المتاحة لتحقيق الأهداف. وقد جعل الله للحوادث أسبابًا كثيرة، فأخبرنا سبحانه وتعالى في كتابه الكريم بأنه هو الذي أحيا الأرض بعد موتها بسبب الماء الذي أنزله من السماء. فالماء هو المصدر الأساسي لحياة الكائنات على الأرض، وهو مفتاح الحياة والنمو والاستمرارية، قال تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [البقرة: 164].

 وأيضًا: بيّن الله سبحان في كتابه الكريم أنه من عظمته وكمال قدرته أنزل الماء من السماء بسبب السحاب، وأخرج الثمر والنباتات الخضراء بفضل هذا الماء الذي ينزله على الأرض. ففي هذا الإشارة إلى عظمة الله وقدرته على الخلق وتدبير كل شيء في هذا الكون، وأنه جعل لكل شيء سببًا، قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [الأعراف: 57].

شروط العمل بالأسباب:

للعمل بالأسباب جملةٌ من الشروط:

1- ألا يعتقد استقلاليتها:

تحدَّث أهل العلم عن شروط العمل بالأسباب وأهميتها، فأكّدوا على أنه يجب على المؤمن أن يعمل بالأسباب، وألا يعتقد تأثير الأسباب على الاستقلال. فالأسباب الكونية خلقها الله تعالى، وهي بحاجة إلى أسباب أخرى تعاونها وتدفع موانع تعارضها، وهذا لا يقدر عليه إلا الله وحده.

قال ابن تيمية: “وأهل السنة لا ينكرون وجودَ ما خلقه الله من الأسباب، ولا يجعلونها مستقله بالآثار، بل يعلمون أنه ما من سبب مخلوق إلا وحكمه متوقّف على سبب آخر، وله موانع تمنع حكمَه، كما أن الشمس سبب في الشعاع، وذلك موقوف على حصول الجسم القابل به، وله مانع كالسحاب والسقف، والله خالق الأسباب كلها، ودافع الموانع”([2]).

2- وجود صلة وثيقة بين السبب والنتيجة:

يعتبر الارتباط بين السبب والمسبَّب أمرًا أساسيًّا في حياتنا اليومية، فلا يمكننا إدراك العالم من حولنا دون فهم هذه العلاقة؛ إذ يجب أن يكون هناك ارتباط حقيقي بين السبب والنتيجة، وهذا ما يمكن للإنسان أن يدركه من خلال التجربة والملاحظة.

فعلى سبيل المثال: عندما نتعرض لحروق الشمس ندرك أن السبب وراء ذلك هو التعرض المفرط لأشعة الشمس دون حماية، وهذا ما تثبته التجربة. كما أننا ندرك من خلال العادات أن هناك ارتباطًا بين تناول الطعام الصحيّ والحفاظ على الصحة، حيث يعتبر ذلك مسببًا للحصول على جسم سليم وصحي.

وكما أننا أدركنا أهمية فهم هذا الارتباط بين السبب والنتيجة والتأكد من صحته من خلال التجربة والخبرة؛ فعلينا أيضًا أن ندرك صحة ذلك الارتباط بما ثبت لدينا من طريق شرعي.

فمن أثبت شيئًا سببًا بلا علم أو يخالف الشرع كان مبطلًا، مثل أن يظن أن النذر سبب في الدفع البلاء وحصول النعماء، وقد ثبت في الصحيحين عن النبي r أنه نهى عن النذر وقال: «إنَّه لا يَأْتي بخَيْرٍ، وإنَّما يُسْتَخْرَجُ به مِنَ البَخِيلِ»([3])([4]).

والخلاصة أن العلم بكون الشيء سببًا يحصل بطريقين: الأول: بطريق الشرع، والثاني: بطريق التجربة.

وبناءً على ذلك، لو لبس الإنسان حلقة أو خيطًا على أنه سبب لرفع البلاء أو دفعه فقد أشرك شركًا أصغر؛ لأن الله تعالى لم يجعله سببًا شرعيًّا ولا قدريًّا كونيًّا، فيكون شارك الله تعالى في الحكم لهذا الشيء بأنه سبب، والله تعالى لم يجعله سببًا([5]).

3- عدم الاعتماد على الأسباب، بل يعتمد على مسببها وهو الله تعالى:

نُقل عن بعض العلماء أن الالتفات إلى الأسباب يعتبر شركًا في التوحيد، وأن محو الأسباب يعتبر نقصًا في العقل، وأن الانصراف عن الأسباب بالكلية يعد مخالفة للشرع([6]).

وقد أشار شيخ الإسلام ابن تيمية إلى أن الالتفات إلى السبب يعني اعتماد القلب عليه ورجاءه، وهذا لا يجوز في المخلوقات؛ لأنها ليست مستقلة بالتأثير، وإنما تحتاج إلى شركاء ومعاونين. ومع ذلك إذا لم يشأ مسبب الأسباب أن يحدث شيء فإنه لن يحدث؛ ما يؤكد أن الله هو رب كل شيء ومالكه؛ لذا يجب على المسلم أن يكون قلبه معتمدًا على الله، وليس على سبب من الأسباب. ومع ذلك، يُيسر له من الأسباب ما يصلحه في الدنيا والآخرة، وإذا كانت هذه الأسباب ممكنة له وهو مأمور بها فَعَلَها مع التوكل على الله.

فعلى سبيل المثال: يجب على المؤمن أن يجاهد العدوّ ويحمل السلاح، دون أن يكتفي بالتوكّل على الله. فمن ترك الأسباب المأمور بها فهو عاجز مفرط مذموم([7]).

وقد لخّص ابن القيم هذا الموضوع تلخيصًا وافيًا ووضحه توضيحًا دقيقًا؛ إذ يقول معلقًا على عبارة: “الالتفات إلى الأسباب شرك في التوحيد” بأن الالتفات إلى الأسباب يتضمَّن ضربين: الأول هو الشرك، والثاني هو العبودية والتوحيد.

فالشرك هو أن يعتمد الإنسان على تلك الأسباب ويطمئنّ إليها، معتقدًا أنها هي المحصّلة لتحقيق المقصود بذاته. وبذلك يكون معرضًا عن المسبب الحقيقي، ويجعل نظره وتفكيره مقصورًا فقط على تلك الأسباب دون أن يراجع السبب الحقيقي والأسمى وهو الله سبحانه وتعالى.

أما الضرب الثاني من الالتفات إلى الأسباب فهو العبودية والتوحيد، حيث يكون الإنسان مدركًا بأن تلك الأسباب لا تملك قدرة حقيقية على تحقيق المصلحة أو دفع المضرة إلا بإذن من الله سبحانه وتعالى. وبذلك يكون توجُّهه وثقته موجَّهة نحو الله وحده، معترفًا بأن كلَّ شيء بيده، وأن كلَّ سبب لا يمكن أن يؤتي ثماره إلا بإذن من الخالق([8]).

ختامًا:

معرفة مفهوم الالتفات إلى الأسباب بشكل صحيح تتطلَّب منا أن نكون على علم بأن كل شيء في هذا الكون مقدَّر من قبل الله سبحانه وتعالى، وأن الأسباب لا تملك قدرة حقيقية بذاتها؛ لذا علينا أن نكون مدركين دائمًا لعظمة الخالق وأن نتوجه إليه في كل أمور حياتنا، معتمدين على عظمته وقدرته في تدبير شؤوننا.

والتوكل لا يعني الإهمال في التحضير والاستعداد، بل يعني الثقة بأن كل شيء بيد الله وأنه هو المتصرف في كل شيء، وأنه لم يأمر بالتوكل إلا بعد التحرز والأخذ بالأسباب، قال الله تعالى: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} [آل عمران: 159].

والحمد لله ربّ العالمين.

ــــــــــــــــــــــــــ

(المراجع)

([1]) انظر: مجموع الفتاوى (17/ 200-201)، درء التعارض (6/ 49).

([2]) درء التعارض (9/ 29).

([3]) أخرجه البخاري (6608)، ومسلم (4237).

([4]) انظر: مجموع الفتاوى (1/ 137)، المستدرك على مجموع الفتاوى (1/ 140).

([5]) انظر: القول المفيد (1/ 159-163)، القول السديد (ص: 42-44)، جهود شيخ الإسلام ابن تيمية في توحيد الربوبية (ص: 236).

([6]) انظر: مجموع الفتاوى (1/ 131، 10/ 257)، منهاج السنة (5/ 366).

([7]) انظر: مجموع الفتاوى (8/ 528-529).

([8]) انظر: مدارج السالكين (3/ 493).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

جُهود الشيخ صالح بن أحمد الْمُصَوَّعي في نشر الدعوة السلفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الشيخ صالح بن أحمد الْمُصَوَّعي من العلماء البارزين في القرن الرابع عشر الهجري، وقد برزت جهوده في خدمة الإسلام والمسلمين. وقد تأثر رحمه الله بالمنهج السلفي، وبذل جهودًا كبيرة في نشر هذا المنهج وتوعية الناس بأهميته، كما عمل على نبذ البدع وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي قد تنشأ في […]

وصفُ القرآنِ بالقدم عند الحنابلة.. قراءة تحليلية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يُعدّ مصطلح (القِدَم) من أكثر الألفاظ التي أثارت جدلًا بين المتكلمين والفلاسفة من جهة، وبين طوائف من أهل الحديث والحنابلة من جهة أخرى، لا سيما عند الحديث عن كلام الله تعالى، وكون القرآن غير مخلوق. وقد أطلق بعض متأخري الحنابلة -في سياق الرد على المعتزلة والجهمية- وصف (القديم) […]

التطبيقات الخاطئة لنصوص الشريعة وأثرها على قضايا الاعتقاد

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من الأمور المقرَّرة عند أهل العلم أنه ليس كل ما يُعلم يقال، والعامة إنما يُدعون للأمور الواضحة من الكتاب والسنة، بخلاف دقائق المسائل، سواء أكانت من المسائل الخبرية، أم من المسائل العملية، وما يسع الناس جهله ولا يكلفون بعلمه أمر نسبيٌّ يختلف باختلاف الناس، وهو في دائرة العامة […]

الصحابة في كتاب (الروض الأنف) لأبي القاسم السهيلي الأندلسي (581هـ) -وصف وتحليل-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يحرص مركز سلف للبحوث والدراسات على توفية “السلف” من الصحابة ومنِ اتبعهم بإحسان في القرون الأولى حقَّهم من الدراسات والأبحاث الجادة والعميقة الهادفة، وينال الصحابةَ من ذلك حظٌّ يناسب مقامهم وقدرهم، ومن ذلك هذه الورقة العلمية المتعلقة بالصحابة في (الروض الأنف) لأبي القاسم السهيلي الأندلسي رحمه الله، ولهذه […]

معنى الكرسي ورد الشبهات حوله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يُعَدُّ كرسيُّ الله تعالى من القضايا العقدية العظيمة التي ورد ذكرُها في القرآن الكريم وفي سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد نال اهتمام العلماء والمفسرين نظرًا لما يترتب عليه من دلالات تتعلّق بجلال الله سبحانه وكمال صفاته. فقد جاء ذكره في قوله تعالى: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} […]

لماذا لا يُبيح الإسلامُ تعدُّد الأزواج كما يُبيح تعدُّد الزوجات؟

فعن عائشة رضي الله عنها قالت: (إنَّ النِّكَاحَ فِي الجاهلية كان على أربع أَنْحَاءٍ: فَنِكَاحٌ مِنْهَا نِكَاحُ النَّاسِ الْيَوْمَ: يَخْطُبُ الرجل إلى الرجل وليته أوابنته، فَيُصْدِقُهَا ثُمَّ يَنْكِحُهَا. وَنِكَاحٌ آخَرُ: كَانَ الرَّجُلُ يَقُولُ لِامْرَأَتِهِ إِذَا طَهُرَتْ مِنْ طَمْثِهَا أَرْسِلِي إِلَى فُلَانٍ ‌فَاسْتَبْضِعِي ‌مِنْهُ، وَيَعْتَزِلُهَا زَوْجُهَا وَلَا يَمَسُّهَا أَبَدًا، حَتَّى يَتَبَيَّنَ حَمْلُهَا مِنْ ذَلِكَ الرَّجُلِ الَّذِي […]

مركزية السنة النبوية في دعوة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ الدعوةَ الإصلاحية السلفيَّة الحديثة ترتكِز على عدّة أسُس بُنيت عليها، ومن أبرز هذه الأسُس السنةُ النبوية التي كانت هدفًا ووسيلة في آنٍ واحد، حيث إن دعوةَ الإصلاح تهدف إلى الرجوع إلى ما كان عليه السلف من التزام الهدي النبوي من جهة، وإلى تقرير أن السنة النبوية الصحيحة […]

الحكم على عقيدة الأشاعرة بالفساد هل يلزم منه التكفير؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لا شك أن الحكم على الناس فيما اختلفوا فيه يُعَدّ من الأمور العظيمة التي يتهيَّبها أهل الديانة ويحذرها أهل المروءة؛ لما في ذلك من تتبع الزلات، والخوض أحيانا في أمور لا تعني الإنسانَ، وويل ثم ويل لمن خاض في ذلك وهو لا يقصد صيانة دين، ولا تعليم شرع، […]

ترجمة الشيخ شرف الشريف (1361-1447هـ)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة ترجمة الشيخ شرف الشريف([1]) اسمه ونسبه:    هو شرف بن علي بن سلطان بن جعفر بن سلطان العبدلي الشريف. يتَّصل نسبه إلى الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما. نشأته ودراسته وشيوخه: ولد رحمه الله عام 1361هـ في محافظة تربة في العلاوة، وقد بدأ تعليمه الأوّلي في مدرسة […]

وهم التعارض بين آيات القرآن وعلم الكَونِيّات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يمتاز التصوُّرُ الإسلامي بقدرته الفريدة على الجمع بين مصادر المعرفة المختلفة: الحسّ، العقل، والخبر الصادق، دون أن يجعل أحدها في تعارض مع الآخر. فالوحي مصدر هداية، والعقل أداة فهم، والحسّ مدخل المعرفة، والتجربة طريق التحقُّق. وكل هذه المسالك تتكامل في المنهج الإسلامي، دون تصادم أو تعارض؛ لأنها جميعًا […]

لا يفتي أهلُ الدثور لأهل الثغور -تحليل ودراسة-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: في خِضَم الأحداث المتتالية والمؤلمة التي تمرُّ بها أمة الإسلام، وكان لها أثر ظاهر على استقرارها، ومسَّت جوانبَ أساسيّة من أمنها وأمانها في حياتها، برزت حقيقةٌ شرعيّة بحاجة لدراسة وتمييز، ورغم قيام العلماء من فجر الإسلام بواجبهم الشرعيّ في البيان وعدم الكتمان، إلا أنَّ ارتباطَ هذه الحقيقة بأحداث […]

مؤلفات مطبوعة في معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما (عرض ووصف)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: “السيد الحليم“، هكذا وُصف الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما، وقد كان سيِّدًا في المسلمين، حليمًا ذكيًّا ثقِفًا، يحسن إيراد الأمور وتصديرها، جعله النبي صلى الله عليه وسلم كاتبًا من كتاب الوحي القرآني؛ لأمانته وفقهه، وقد صح في فضله أحاديث، ومهما وقع منه ومن معه […]

جواب الاعتراضات على القدر المشترك (الجزء الأول)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: كنا كتبنا ورقةً علمية بمركز سلف للبحوث والدراسات حول مفهوم القدر المشترك، ووضّحناه وقربناه للعامة، وبقِيَت اعتراضات يوردها بعضهم عليه، وقد تُلبس على العامة دينَهم، وهذه الاعتراضات مثاراتُ الغلط فيها أكثرُ من أن تحصى، وأوسعُ من أن تحصَر، وبعضها ناتج عن عُجمة في اللسان، وبعضها أنشأه أصحابه على […]

ترجمة الشيخ الدكتور جعفر شيخ إدريس (1349-1447هـ / 1931-2025م)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الأرض تحيا إذا ما عاش عالمُها *** متى يمت عالمٌ منها يمُت طرَف كالأرض تحيا إذا ما الغيثُ حلّ بها *** وإن أبى عاد في أكنافها التلَف قال العلامةُ ابن القيم رحمه الله: “إن الإحـاطـة بـتراجم أعـيـان الأمـة مطلوبـة، ولـذوي الـمعـارف مـحبوبـة، فـفـي مـدارسـة أخـبـارهم شـفـاء للعليل، وفي مطالعة […]

‏‏ترجمة الشَّيخ محمد بن سليمان العُلَيِّط (1)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اسمه ونسبه: هو الشَّيخ أبو عمر محمد بن سليمان بن عبد الكريم بن حمد العُلَيِّط. ويبدو أن اشتقاق اسم الأسرة (العُلَيِّط) من أعلاط الإبل، وهي من أعرق الأسر القصيمية الثريَّة وتحديدا في مدينة بريدة، والتي خرج من رَحِمها الشيخ العابد الزاهد الوَرِع التقيّ محمد العُلَيِّط([2]). مولده: كان مسقط رأسه […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017