السبت - 18 شوّال 1445 هـ - 27 ابريل 2024 م

التوازن بين الأسباب والتوكّل “سرّ تحقيق النجاح وتعزيز الإيمان”

A A

توطئة:

إن الحياةَ مليئة بالتحدِّيات والصعوبات التي تتطلَّب منا اتخاذَ القرارات والعمل بجدّ لتحقيق النجاح في مختلِف مجالات الحياة. وفي هذا السياق يأتي دورُ التوازن بين الأخذ بالأسباب والتوكل على الله كمفتاح رئيس لتحقيق النجاح وتعزيز الإيمان.

إن الأخذ بالأسباب يعني اتخاذ الخطوات اللازمة والعمل بجدية واجتهاد لتحقيق الأهداف والأمنيات. فالشخص الناجح هو من يعمل بكلّ تفانٍ وإصرار لتحقيق ما يرغب فيه، ويستغلّ كافة الفرص المتاحَة أمامه. ومن هنا يأتي أهمية التخطيط والعمل بجدية والاستثمار في تطوير الذات واكتساب المهارات اللازمة لتحقيق النجاح.

مع ذلك فإن التوكل على الله -وهو عملٌ قلبيٌّ- يعدّ جزءًا أساسيًّا من المعادلة. فالإنسان بالرغم من جهوده وتخطيطه يجب أن يكون على يقين بأن النجاح لا يأتي إلا بإرادة الله وبركته. فمع أهمية الجدّ والاجتهاد، إلا أن التفوق والتميز يأتيان بإذن من الله وتوفيقه.

والتوازن بين الأخذ بالأسباب والتوكل على الله يعزّز الثقة بالنفس ويرسخ الإيمان، فعندما يكون الشخص ملتزمًا باتخاذ الخطوات الضرورية وفعل كل ما في وسعه، وفي الوقت نفسه يثق تمامًا بأن نجاحه مرهون بإرادة الله، وأن التوكل عليه هو أساس كل نجاح حقيقي، فإنه يعيش حياة متوازنة ومطمئنة.

هنا يبرز سرّ السعادة عند المسلم، حيث يكون الرضا والطمأنينة في قلبه، سواء حصل المقصود بالأسباب المبذولة أم لم يحصل. فالمسلم يعمل بجدّ واجتهاد، وفي الوقت ذاته يثق تمام الثقة بأن الله سيقوم بتدبير الأمور بالشكل الذي يراه مناسبًا.

ولذلك فإن الأخذ بالأسباب والتوكلَ على الله يشكِّلان جزءًا مهمًّا من حياته، فما شروط الأخذ بالأسباب؟ وما علاقتها بالتوحيد؟ وكيف نزن بينها وبين التوكل على الله؟

هذا ما سنعرفه في هذا المقال.

أهمية الأخذ بالأسباب:

بالنظر إلى تعاليم الإسلام وسائر الملل نجد أن جمهور العقلاء يؤكّدون على أهمية الأخذ بالأسباب في تحقيق أي عمل. وهذا المفهوم هو الذي اعتمده الصحابة والتابعون لهم بإحسان، وكذلك أئمة الإسلام من الفقهاء والمشهورين وغيرهم، فإنهم يرون أن القدر والشرع والحكمة جميعها من صنع الله، وأنه جعل لكل حادثة أسبابًا متعددة([1]).

وقد تعدّدت الأدلة الدالة على هذا المفهوم في الكتاب والسنة؛ فالإسلام يحثّ على العمل والاجتهاد، ويحثّ على استغلال الوسائل المتاحة لتحقيق الأهداف. وقد جعل الله للحوادث أسبابًا كثيرة، فأخبرنا سبحانه وتعالى في كتابه الكريم بأنه هو الذي أحيا الأرض بعد موتها بسبب الماء الذي أنزله من السماء. فالماء هو المصدر الأساسي لحياة الكائنات على الأرض، وهو مفتاح الحياة والنمو والاستمرارية، قال تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [البقرة: 164].

 وأيضًا: بيّن الله سبحان في كتابه الكريم أنه من عظمته وكمال قدرته أنزل الماء من السماء بسبب السحاب، وأخرج الثمر والنباتات الخضراء بفضل هذا الماء الذي ينزله على الأرض. ففي هذا الإشارة إلى عظمة الله وقدرته على الخلق وتدبير كل شيء في هذا الكون، وأنه جعل لكل شيء سببًا، قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [الأعراف: 57].

شروط العمل بالأسباب:

للعمل بالأسباب جملةٌ من الشروط:

1- ألا يعتقد استقلاليتها:

تحدَّث أهل العلم عن شروط العمل بالأسباب وأهميتها، فأكّدوا على أنه يجب على المؤمن أن يعمل بالأسباب، وألا يعتقد تأثير الأسباب على الاستقلال. فالأسباب الكونية خلقها الله تعالى، وهي بحاجة إلى أسباب أخرى تعاونها وتدفع موانع تعارضها، وهذا لا يقدر عليه إلا الله وحده.

قال ابن تيمية: “وأهل السنة لا ينكرون وجودَ ما خلقه الله من الأسباب، ولا يجعلونها مستقله بالآثار، بل يعلمون أنه ما من سبب مخلوق إلا وحكمه متوقّف على سبب آخر، وله موانع تمنع حكمَه، كما أن الشمس سبب في الشعاع، وذلك موقوف على حصول الجسم القابل به، وله مانع كالسحاب والسقف، والله خالق الأسباب كلها، ودافع الموانع”([2]).

2- وجود صلة وثيقة بين السبب والنتيجة:

يعتبر الارتباط بين السبب والمسبَّب أمرًا أساسيًّا في حياتنا اليومية، فلا يمكننا إدراك العالم من حولنا دون فهم هذه العلاقة؛ إذ يجب أن يكون هناك ارتباط حقيقي بين السبب والنتيجة، وهذا ما يمكن للإنسان أن يدركه من خلال التجربة والملاحظة.

فعلى سبيل المثال: عندما نتعرض لحروق الشمس ندرك أن السبب وراء ذلك هو التعرض المفرط لأشعة الشمس دون حماية، وهذا ما تثبته التجربة. كما أننا ندرك من خلال العادات أن هناك ارتباطًا بين تناول الطعام الصحيّ والحفاظ على الصحة، حيث يعتبر ذلك مسببًا للحصول على جسم سليم وصحي.

وكما أننا أدركنا أهمية فهم هذا الارتباط بين السبب والنتيجة والتأكد من صحته من خلال التجربة والخبرة؛ فعلينا أيضًا أن ندرك صحة ذلك الارتباط بما ثبت لدينا من طريق شرعي.

فمن أثبت شيئًا سببًا بلا علم أو يخالف الشرع كان مبطلًا، مثل أن يظن أن النذر سبب في الدفع البلاء وحصول النعماء، وقد ثبت في الصحيحين عن النبي r أنه نهى عن النذر وقال: «إنَّه لا يَأْتي بخَيْرٍ، وإنَّما يُسْتَخْرَجُ به مِنَ البَخِيلِ»([3])([4]).

والخلاصة أن العلم بكون الشيء سببًا يحصل بطريقين: الأول: بطريق الشرع، والثاني: بطريق التجربة.

وبناءً على ذلك، لو لبس الإنسان حلقة أو خيطًا على أنه سبب لرفع البلاء أو دفعه فقد أشرك شركًا أصغر؛ لأن الله تعالى لم يجعله سببًا شرعيًّا ولا قدريًّا كونيًّا، فيكون شارك الله تعالى في الحكم لهذا الشيء بأنه سبب، والله تعالى لم يجعله سببًا([5]).

3- عدم الاعتماد على الأسباب، بل يعتمد على مسببها وهو الله تعالى:

نُقل عن بعض العلماء أن الالتفات إلى الأسباب يعتبر شركًا في التوحيد، وأن محو الأسباب يعتبر نقصًا في العقل، وأن الانصراف عن الأسباب بالكلية يعد مخالفة للشرع([6]).

وقد أشار شيخ الإسلام ابن تيمية إلى أن الالتفات إلى السبب يعني اعتماد القلب عليه ورجاءه، وهذا لا يجوز في المخلوقات؛ لأنها ليست مستقلة بالتأثير، وإنما تحتاج إلى شركاء ومعاونين. ومع ذلك إذا لم يشأ مسبب الأسباب أن يحدث شيء فإنه لن يحدث؛ ما يؤكد أن الله هو رب كل شيء ومالكه؛ لذا يجب على المسلم أن يكون قلبه معتمدًا على الله، وليس على سبب من الأسباب. ومع ذلك، يُيسر له من الأسباب ما يصلحه في الدنيا والآخرة، وإذا كانت هذه الأسباب ممكنة له وهو مأمور بها فَعَلَها مع التوكل على الله.

فعلى سبيل المثال: يجب على المؤمن أن يجاهد العدوّ ويحمل السلاح، دون أن يكتفي بالتوكّل على الله. فمن ترك الأسباب المأمور بها فهو عاجز مفرط مذموم([7]).

وقد لخّص ابن القيم هذا الموضوع تلخيصًا وافيًا ووضحه توضيحًا دقيقًا؛ إذ يقول معلقًا على عبارة: “الالتفات إلى الأسباب شرك في التوحيد” بأن الالتفات إلى الأسباب يتضمَّن ضربين: الأول هو الشرك، والثاني هو العبودية والتوحيد.

فالشرك هو أن يعتمد الإنسان على تلك الأسباب ويطمئنّ إليها، معتقدًا أنها هي المحصّلة لتحقيق المقصود بذاته. وبذلك يكون معرضًا عن المسبب الحقيقي، ويجعل نظره وتفكيره مقصورًا فقط على تلك الأسباب دون أن يراجع السبب الحقيقي والأسمى وهو الله سبحانه وتعالى.

أما الضرب الثاني من الالتفات إلى الأسباب فهو العبودية والتوحيد، حيث يكون الإنسان مدركًا بأن تلك الأسباب لا تملك قدرة حقيقية على تحقيق المصلحة أو دفع المضرة إلا بإذن من الله سبحانه وتعالى. وبذلك يكون توجُّهه وثقته موجَّهة نحو الله وحده، معترفًا بأن كلَّ شيء بيده، وأن كلَّ سبب لا يمكن أن يؤتي ثماره إلا بإذن من الخالق([8]).

ختامًا:

معرفة مفهوم الالتفات إلى الأسباب بشكل صحيح تتطلَّب منا أن نكون على علم بأن كل شيء في هذا الكون مقدَّر من قبل الله سبحانه وتعالى، وأن الأسباب لا تملك قدرة حقيقية بذاتها؛ لذا علينا أن نكون مدركين دائمًا لعظمة الخالق وأن نتوجه إليه في كل أمور حياتنا، معتمدين على عظمته وقدرته في تدبير شؤوننا.

والتوكل لا يعني الإهمال في التحضير والاستعداد، بل يعني الثقة بأن كل شيء بيد الله وأنه هو المتصرف في كل شيء، وأنه لم يأمر بالتوكل إلا بعد التحرز والأخذ بالأسباب، قال الله تعالى: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} [آل عمران: 159].

والحمد لله ربّ العالمين.

ــــــــــــــــــــــــــ

(المراجع)

([1]) انظر: مجموع الفتاوى (17/ 200-201)، درء التعارض (6/ 49).

([2]) درء التعارض (9/ 29).

([3]) أخرجه البخاري (6608)، ومسلم (4237).

([4]) انظر: مجموع الفتاوى (1/ 137)، المستدرك على مجموع الفتاوى (1/ 140).

([5]) انظر: القول المفيد (1/ 159-163)، القول السديد (ص: 42-44)، جهود شيخ الإسلام ابن تيمية في توحيد الربوبية (ص: 236).

([6]) انظر: مجموع الفتاوى (1/ 131، 10/ 257)، منهاج السنة (5/ 366).

([7]) انظر: مجموع الفتاوى (8/ 528-529).

([8]) انظر: مدارج السالكين (3/ 493).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

جديد سلف

ابن سعود والوهابيّون.. بقلم الأب هنري لامنس اليسوعي

 للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   بسم الله الرحمن الرحيم هنري لامنس اليَسوعيّ مستشرقٌ بلجيكيٌّ فرنسيُّ الجنسيّة، قدِم لبنان وعاش في الشرق إلى وقت هلاكه سنة ١٩٣٧م، وله كتبٌ عديدة يعمَل من خلالها على الطعن في الإسلام بنحوٍ مما يطعن به بعضُ المنتسبين إليه؛ كطعنه في أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وله ترجمةٌ […]

الإباضــــية.. نشأتهم – صفاتهم – أبرز عقائدهم

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من الأصول المقرَّرة في مذهب السلف التحذيرُ من أهل البدع، وذلك ببيان بدعتهم والرد عليهم بالحجة والبرهان. ومن هذه الفرق الخوارج؛ الذين خرجوا على الأمة بالسيف وكفَّروا عموم المسلمين؛ فالفتنة بهم أشدّ، لما عندهم من الزهد والعبادة، وزعمهم رفع راية الجهاد، وفوق ذلك هم ليسوا مجرد فرقة كلامية، […]

دعوى أن الخلاف بين الأشاعرة وأهل الحديث لفظي وقريب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يعتمِد بعض الأشاعرة المعاصرين بشكلٍ رئيس على التصريحات الدعائية التي يجذبون بها طلاب العلم إلى مذهبهم، كأن يقال: مذهب الأشاعرة هو مذهب جمهور العلماء من شراح كتب الحديث وأئمة المذاهب وعلماء اللغة والتفسير، ثم يبدؤون بعدِّ أسماء غير المتكلِّمين -كالنووي وابن حجر والقرطبي وابن دقيق العيد والسيوطي وغيرهم- […]

التداخل العقدي بين الفرق المنحرفة (الأثر النصراني على الصوفية)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: بدأ التصوُّف الإسلامي حركة زهدية، ولجأ إليه جماعة من المسلمين تاركين ملذات الدنيا؛ سعيًا للفوز بالجنة، واقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، ثم تطور وأصبح نظامًا له اتجاهاتٌ عقائدية وعقلية ونفسية وسلوكية. ومن مظاهر الزهد الإكثار من الصوم والتقشّف في المأكل والملبس، ونبذ ملذات الحياة، إلا أن الزهد […]

فقه النبوءات والتبشير عند الملِمّات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: منَ الملاحَظ أنه عند نزول المصائب الكبرى بالمسلمين يفزع كثير من الناس للحديث عن أشراط الساعة، والتنبّؤ بأحداث المستقبَل، ومحاولة تنزيل ما جاء في النصوص عن أحداث نهاية العالم وملاحم آخر الزمان وظهور المسلمين على عدوّهم من اليهود والنصارى على وقائع بعينها معاصرة أو متوقَّعة في القريب، وربما […]

كيف أحبَّ المغاربةُ السلفيةَ؟ وشيء من أثرها في استقلال المغرب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدّمة المعلِّق في كتابِ (الحركات الاستقلاليَّة في المغرب) الذي ألَّفه الشيخ علَّال الفاسي رحمه الله كان هذا المقال الذي يُطلِعنا فيه علَّالٌ على شيءٍ من الصراع الذي جرى في العمل على استقلال بلاد المغرب عنِ الاسِتعمارَين الفرنسيِّ والإسبانيِّ، ولا شكَّ أن القصةَ في هذا المقال غيرُ كاملة، ولكنها […]

التوازن بين الأسباب والتوكّل “سرّ تحقيق النجاح وتعزيز الإيمان”

توطئة: إن الحياةَ مليئة بالتحدِّيات والصعوبات التي تتطلَّب منا اتخاذَ القرارات والعمل بجدّ لتحقيق النجاح في مختلِف مجالات الحياة. وفي هذا السياق يأتي دورُ التوازن بين الأخذ بالأسباب والتوكل على الله كمفتاح رئيس لتحقيق النجاح وتعزيز الإيمان. إن الأخذ بالأسباب يعني اتخاذ الخطوات اللازمة والعمل بجدية واجتهاد لتحقيق الأهداف والأمنيات. فالشخص الناجح هو من يعمل […]

الانتقادات الموجَّهة للخطاب السلفي المناهض للقبورية (مناقشة نقدية)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: ينعمُ كثير من المسلمين في زماننا بفكرٍ دينيٍّ متحرِّر من أغلال القبورية والخرافة، وما ذاك إلا من ثمار دعوة الإصلاح السلفيّ التي تهتمُّ بالدرجة الأولى بالتأكيد على أهمية التوحيد وخطورة الشرك وبيان مداخِله إلى عقائد المسلمين. وبدلًا من تأييد الدعوة الإصلاحية في نضالها ضدّ الشرك والخرافة سلك بعض […]

كما كتب على الذين من قبلكم (الصوم قبل الإسلام)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: مما هو متَّفق عليه بين المسلمين أن التشريع حقٌّ خالص محض لله سبحانه وتعالى، فهو سبحانه {لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} [الأعراف: 54]، فالتشريع والتحليل والتحريم بيد الله سبحانه وتعالى الذي إليه الأمر كله؛ فهو الذي شرَّع الصيام في هذا الشهر خاصَّة وفضَّله على غيره من الشهور، وهو الذي حرَّم […]

مفهوم العبادة في النّصوص الشرعيّة.. والردّ على تشغيبات دعاة القبور

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة لا يَخفَى على مسلم أنَّ العبادة مقصَد عظيم من مقاصد الشريعة، ولأجلها أرسل الله الرسل وأنزل الكتب، وكانت فيصلًا بين الشّرك والتوحيد، وكل دلائل الدّين غايتها أن يَعبد الإنسان ربه طوعًا، وما عادت الرسل قومها على شيء مثل ما عادتهم على الإشراك بالله في عبادتِه، بل غالب كفر البشرية […]

تحديد ضابط العبادة والشرك والجواب عن بعض الإشكالات المعاصرة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة لقد أمر اللهُ تبارك وتعالى عبادَه أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]، ومدار العبادة في اللغة والشرع على التذلُّل والخضوع والانقياد. يقال: طريق معبَّد، وبعير معبَّد، أي: مذلَّل. يقول الراغب الأصفهاني مقررًا المعنى: “العبودية: إظهار التذلّل، والعبادة أبلغُ منها؛ […]

رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة.. بين أهل السنة والصوفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الناظر المدقّق في الفكر الصوفي يجد أن من أخطر ما قامت عليه العقيدة الصوفية إهدار مصادر الاستدلال والتلقي، فقد أخذوا من كل ملة ونحلة، ولم يلتزموا الكتاب والسنة، حتى قال فيهم الشيخ عبد الرحمن الوكيل وهو الخبير بهم: “إن التصوف … قناع المجوسي يتراءى بأنه رباني، بل قناع […]

دعوى أن الحنابلة بعد القاضي أبي يعلى وقبل ابن تيمية كانوا مفوضة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة إن عهدَ القاضي أبي يعلى رحمه الله -ومن تبِع طريقته كابن الزاغوني وابن عقيل وغيرهما- كان بداية ولوج الحنابلة إلى الطريقة الكلامية، فقد تأثَّر القاضي أبو يعلى بأبي بكر الباقلاني الأشعريّ آخذًا آراءه من أبي محمد الأصبهاني المعروف بابن اللبان، وهو تلميذ الباقلاني، فحاول أبو يعلى التوفيق بين مذهب […]

درء الإشكال عن حديث «لولا حواء لم تخن أنثى»

  تمهيد: معارضة القرآن، معارضة العقل، التنقّص من النبي صلى الله عليه وسلم، التنقص من النساء، عبارات تجدها كثيرا في الكتب التي تهاجم السنة النبوية وتنكر على المسلمين تمسُّكَهم بأقوال نبيهم وأفعاله وتقريراته صلى الله عليه وسلم، فتجدهم عند ردِّ السنة وبيان عدم حجّيَّتها أو حتى إنكار صحّة المرويات التي دوَّنها الصحابة ومن بعدهم يتكئون […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017