الجمعة - 11 ذو القعدة 1446 هـ - 09 مايو 2025 م

الحج بدون تصريح ..رؤية شرعية

A A

لا يشكّ مسلم في مكانة الحج في نفوس المسلمين، وفي قداسة الأرض التي اختارها الله مكانا لمهبط الوحي، وأداء هذا الركن، وإعلان هذه الشعيرة، وما من قوم بقيت عندهم بقية من شريعة إلا وكان فيها تعظيم هذه الشعيرة، وتقديس ذياك المكان، فلم تزل دعوة أبينا إبراهيم تلحق بكل مولود، وتفتح كل باب: {رَّبَّنَآ إِنِّيٓ أَسۡكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيۡرِ ذِي زَرۡعٍ عِندَ بَيۡتِكَ ٱلۡمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ فَٱجۡعَلۡ أَفئۡ‍ِٔدَة مِّنَ ٱلنَّاسِ تَهۡوِيٓ إِلَيۡهِمۡ وَٱرۡزُقۡهُم مِّنَ ٱلثَّمَرَٰتِ لَعَلَّهُمۡ يَشۡكُرُونَ} [إبراهيم: 37].

فلم تزل الأفئدة متعلقةً به مريدة له، ولولا تبعيض إبراهيم لدعوته لحجه اليهود والنصارى كما ورد عن ابن عباس([1]).

ولئن حُرِم اليهود والنصارى حبَّه، فقد عادوا بنصيبهم من ذلك على كل منتسب للحنيفية السمحة، فتعلق جميع أهل القبلة به، وأعملوا المطيّ، وقطعوا الفيافي والقفار إليه، وأتوه رجالا وعلى كل ضامر، ومن رأى حال الناس وإقبالهم مع كثرة عددهم وضيق المكان ومحدودية الموارد علم يقينا أن هذا الأمر لا يمكن أن يُترك سدى، وأنه لا بد من ضبط الناس في فتاويهم وزيارتهم وتأمينهم وتوفير ما أمكن من الراحة لضيوف الرحمن، وحتى لا يقع الحاج في الإضرار بالناس والإلحاد في الحرم من حيث لا يشعر، فمن حرم عليه قتل صيد البر لا يباح له الإضرار بأهل الشهادة، وقد اتفق العقلاء من العرب قبل الإسلام على تقديم ساكنة مكة على غيرهم لأن الضيافة تقع على عواتقهم، فعظّموهم وأذعنوا لهم وسلموهم ما بأيديهم من الأسلحة، وتركوا ثأرهم تعظيما للبيت وسدنته. ثم جاء الإسلام فما زاد البيت إلا تشريفا وتعظيما، ولم تختلف كلمة الفقهاء والأمراء على التسليم لكل فعل يرفع الخلاف عن الحجاج، وييسّر عليهم أمر دينهم، فتوارث أجلاء الأمة كرسيَّ الإفتاء ولم يترك لمن هبّ ودبّ، فقد قال سُلَيْمَانَ بْنَ أَحْمَدَ: “سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: ‌كَانَتِ ‌الْحَلْقَةُ ‌فِي ‌الْفُتْيَا بِمَكَّةَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ لِابْنِ عَبَّاسٍ وَبَعْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ، لِعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ”([2]).

ولا شك أن ضبط الفتيا وما يسع في الخلاف ليس بأولى من ضبط المناسك والزائرين، ورفع الضرر عنهم، حتى لا ينتقل حرم الله إلى مكان لإراقة الدماء والفوضى ونشر البدع، وهنا لزم بيان أمور يستدلّ بها على أهمية التزام أنظمة الحج المقترحة من طرف الهيئات المعنيّة بتنظيم الحجيج:

أولا: لا يختلف اثنان أن الحجاج من مشارب شتى، ومذاهب شتى، وفيهم المريدون للإلحاد في الحرم لأغراض مذهبية وسياسية، ويسعون لإفشال تنظيم الحج، وإضعاف أداء الجهات القائمة عليه. وهذا يستلزم أنظمة إجرائية تجمع بين ضبط أمن الحجاج وعدم صد أهل الشهادتين مهما غلظت بدعتهم عن المسجد الحرام.

ثانيا: الحرم مكان محدود المساحة معروف الابتداء والانتهاء، فمن المعلوم أنه لا يمكن استيعاب المساحة لكل راغب في الحج من أمة يبلغ تعدادها ألف ألف مليون ونصف ألف ألف مليون، ولا سبيل لذلك إلا بجعل الحج مقصورا على عدد محدود من الناس تتمكن الجهات من ضبطه وتسييره.

ثالثا: الإمكانيات المخصّصة لتنظيم الحج رغم أنها هائلة وكبيرة ولله الحمد؛ لكنها تبقى محدودة، ولا يمكن أن تستوعب كل الوافدين، فلزم مراعاتها. والمقصود بالإمكانات هنا الإمكانات الأمنية والصحية وكل ما يتعلق براحة الحجيج.

هذه أمور مع غيرها -مما نعلم ومما يخفى علينا ولا يمكننا استقصاؤه- كلها تدعو إلى ضرورة تنظيم الحج وتحديد قنوات رسمية له، والتي من أهمها التصاريح التي تضمن عدم مجاوزة الأعداد الطاقة الاستيعابية للأماكن المقدسة، ولقدرات الجهات المنظمة، وأي دعوة لتجاوزها خاصة إذا كانت مرسلة وفضائية لا بد لصاحبها أن يضمن أن لا تترتب أي آثار شرعية على فتواه من دخول متسلّلين غير نظاميّين، وخروجٍ للأمور عن السيطرة ومضايقة الحجاج الرسميين في السكن والطرقات، وما ينتج عن الكثرة من تدافع وموت جماعي، وازدحام للجسور والأنفاق، وهو أمر طالما وقع ولم يحدّ منه إلا هذه النظم الحديثة التي استحدثت لتفادي هذا الخلل، ومن ثم فإن اشتراط التصريح في الحج ملزم شرعًا لكل مسلم؛ وذلك لأمور منها:

  1. أنه من قبيل تقييد المأذون فيه شرعًا الذي يجوز للسلطان فعله للمصلحة؛ فالفعل العام الظاهر يجوز للسلطان أن يلزم الناس فيه بسياسة ينضبط فيها أمرهم ولا ترفع وجوبه، ولا تسقط أداءه، وذلك مثل ضبط الجمعات وأوقاتها وأماكنها والعيدين وغير ذلك من الشرائع التي يرجع إلى السلطان بعض التقدير في أدائها. ويدخل في ذلك تحديد المدة بين الحجتين، وبين العمرتين، والأولى بالحج عند ازدحام المستحقين وتقارب حظوظهم.
  2. أن الاستحسان المتعارف عليه عند الفقهاء منطبق عليه؛ فالاستحسان يشمل أمورا منها: “ترك الدَّلِيل للْمصْلحَة، وَمِنْه ترك الدَّلِيل للْعُرْف، وَمِنْه ترك الدَّلِيل لإِجْمَاع أهل الْمَدِينَة، وَمِنْه ترك الدَّلِيل للتيسير لرفع الْمَشَقَّة وإيثار التَّوسعَة على الْخلق”([3]). فرفع المشقة والتيسير على الناس مطلب شرعي.
  3. أن السلف قد فعلوا نظير هذا، فقد ورد في مصنف ابن أبي شيبة عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: قُلْتُ لِلْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ: نَهَى عُمَرُ عَنِ الْعُمْرَةِ فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ، وَقَالَ: نَهَى عُثْمَانُ عَنْهَا([4]).

وقد بين عمر رضي الله عنه مستنده في المنع، ففي صحيح مسلم عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِي مُوسَى، أَنَّهُ كَانَ يُفْتِي بِالْمُتْعَةِ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: ‌رُوَيْدَكَ ‌بِبَعْضِ ‌فُتْيَاكَ، فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فِي النُّسُكِ بَعْدُ، حَتَّى لَقِيَهُ بَعْدُ، فَسَأَلَهُ، فَقَالَ عُمَرُ: قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ فَعَلَهُ وَأَصْحَابُهُ، وَلَكِنْ كَرِهْتُ أَنْ يَظَلُّوا مُعْرِسِينَ بِهِنَّ فِي الْأَرَاكِ، ثُمَّ يَرُوحُونَ فِي الْحَجِّ تَقْطُرُ رُءُوسُهُمْ([5]).

فقد كره عمر رضي الله عنه التمتع لما يقتضيه من التحلّل والتمتع بالنساء إلى حين الخروج إلى عرفات، فما بالك بالمنع حفظا لدماء المسلمين وأعراضهم وأموالهم؟!

  1. ومنها موافقته لقواعد الشرع العامة من جلب المصالح ودرء المفاسد.
  2. ومنها كذلك أن التصريح يدخل ضمن ما يسمى عند الفقهاء بتخلية الطريق الذي هو من شروط الاستطاعة كما نص عليه فقهاء المذاهب، فالمالكية يرونها من فروع الاستطاعة([6]). وجعلها الشافعية من الشروط، قال الروياني: “ثم اعلم أن هذه الشرائط على ثلاثة أضرب: ضربٌ يمنع الوجوب والصحّة، وهو الإسلام والعقل، وضربٌ هو شرط في الوجُوب دون الإجزاء، وهو الاستطاعة وتخليه الطريق، وإمكان المسير”([7]). ومثله للحنابلة([8]). وقد بين شمس الدين محمد بن عبد الله الزركشي الحنبلي معنى تخلية الطريق عندهم فقال: “معنى ‌تخلية ‌الطريق: أن يكون آمنا مما يخاف في النفس والبضع والمال، سالما من خفارة وإن كانت يسيرة، اختاره القاضي وغيره، حذارا من الرشوة في العبادة. وعن ابن حامد: يجب بذل الخفارة اليسيرة، هذا نقل أبي البركات، وأبي محمد في الكافي، وفي المقنع والمغني والتلخيص: إن لم يجحف بماله لزمه البذل، لأن ذلك مما يتسامح بمثله”([9]).

فإذا تبين أن المسألة مبناها على المصلحة الشرعية وجب على المسلم الالتزام بها في نفسه وأهله، والوفاء للمسلمين بشروطهم، وإن هو خالف فإنه معرَّض للإثم والإلحاد في الحرم، ضامن بتفريطه لكل ما ينجم فعله من مفسدة، فقد فسر العلماء الإلحاد في الحرم بكل عمل سيئ حتى أدخلوا فيه احتكار الطعام، قال مجاهد: “احتِكارُ الطَّعامِ بمَكَّةَ إلحادٌ، وليس الجالبُ كالمُقيمِ”. وهو مروي عن حبيب بن ثابت([10]).

أما بطلان الحج بدون تصريح فهذا مبحث منفرد لسنا بصدَد بيانه؛ وإنما غرضنا بيان حرمة تجاوز الأنظمة التي شرعت للمصلحة لما فيها من التعاون على البر والتقوى، وتعظيم شعائر الله.

والحمد لله رب العالمين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) تفسير الطبري (17/ 25).

([2]) حلية الأولياء (3/ 311).

([3]) المحصول لابن العربي (ص: 131).

([4]) مصنف ابن أبي شيبة (13035).

([5]) صحيح مسلم (1222).

([6]) الذخيرة للقرافي (3/ 179).

([7]) بحر المذهب (3/ 350).

([8]) ينظر: المغني (3/ 331) والشرح الكبير (3/ 315).

([9]) شرح الزركشي على مختصر الخرقي (3/ 27).

([10]) تفسير الطبري (18/ 602).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

ترجمة الشيخ أ. د. أحمد بن علي سير مباركي (1368-1446هـ/ 1949-2025م)(1)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اسمه ونسبه: هو الشَّيخ الأستاذ الدكتور أحمد بن علي بن أحمد سير مباركي. مولده: كان مسقط رأسه في جنوب المملكة العربية السعودية، وتحديدًا بقرية المنصورة التابعة لمحافظة صامطة، وهي إحدى محافظات منطقة جازان، وذلك عام 1365هـ([2]). نشأته العلمية: نشأ الشيخ نشأتَه الأولى في مدينة جيزان في مسقط رأسه قرية […]

(الاستواء معلوم والكيف مجهول) نصٌ في المسألة، وعبث العابثين لا يلغي النصوص

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. فقد طُبِع مؤخرًا كتاب كُتِبَ على غلافه: (الاستواء معلوم والكيف مجهول: تقرير لتفويض المعنى لا لإثباته عند أكثر من تسعين إمامًا مخالفين لابن تيمية: فكيف تم تحريف دلالتها؟). وعند مطالعة هذا الكتاب تعجب من مؤلفه […]

التصوف بين منهجين الولاية نموذجًا

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: منذ أن نفخ الله في جسد آدم الروح، ومسح على ظهره، وأخذ العهد على ذريته أن يعبدوه، ظلّ حادي الروح يحدوها إلى ربها، وصوت العقل ينادي عليها بالانحياز للحق والتعرف على الباري، والضمير الإنساني يؤنّب الإنسان، ويوبّخه حين يشذّ عن الفطرة؛ فالخِلْقَة البشرية والهيئة الإنسانية قائلة بلسان الحال: […]

ابن تيميَّـة والأزهر.. بين التنافر و الوِفاق

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يُعد شيخ الإسلام ابن تيمية أحد كبار علماء الإسلام الذين تركوا أثرًا عظيمًا في الفقه والعقيدة والتفسير، وكان لعلمه واجتهاده تأثير واسع امتدّ عبر الأجيال. وقد استفاد من تراثه كثير من العلماء في مختلف العصور، ومن بينهم علماء الأزهر الشريف الذين نقلوا عنه، واستشهدوا بأقواله، واعتمدوا على كتبه […]

القول بالصرفة في إعجاز القرآن بين المؤيدين والمعارضين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ الآياتِ الدالةَ على نبوّة محمدٍ صلى الله عليه وسلم كثيرة كثرةَ حاجة الناس لمعرفة ذلك المطلَب الجليل، ثم إن القرآن الكريم هو أجلّ تلك الآيات، فهو معجزة النبي صلى الله عليه وسلم المستمرّة على تعاقُب الأزمان، وقد تعدَّدت أوجه إعجازه في ألفاظه ومعانيه، ومع ما بذله المسلمون […]

الطاقة الكونية مفهومها – أصولها الفلسفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تمهيد: إن الله عز وجل خلق الإنسان، وفطره على التوحيد، وجعل في قلبه حبًّا وميلًا لعبادته سبحانه وتعالى، قال الله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [الروم: 30]، قال السعدي رحمه الله: […]

موقف الليبرالية من أصول الأخلاق

مقدمة: تتميَّز الرؤية الإسلامية للأخلاق بارتكازها على قاعدة مهمة تتمثل في ثبات المبادئ الأخلاقية وتغير المظاهر السلوكية، فالأخلاق محكومة بمعيار رباني ثابت يحدد مسارها، ويمنع تغيرها وتبدلها تبعًا لتغير المزاج البشري، فحسنها ثابت الحسن أبدًا، وقبيحها ثابت القبح أبدًا، إذ هي تحمل صفات ثابتة في ذاتها تتميز من خلالها مدحًا أو ذمًّا خيرًا أو شرًّا([1]). […]

حجاب الله تعالى -دراسة عقدية-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: معرفة الله سبحانه وتعالى هي قوت القلوب، ومحفِّزها نحو الترقِّي في مقامات العبودية، وكلما عرف الإنسان ربَّه اقترب إليه وأحبَّه، والقلبُ إذا لم تحرِّكه معرفةُ الله حقَّ المعرفة فإنه يعطب في الطريق، ويستحوذ عليه الكسل والانحراف ولو بعد حين، وكلما كان الإنسان بربه أعرف كان له أخشى […]

ترجمة الشَّيخ د. عبد الله بن محمد الطريقي “‏‏أستاذ الفقه الطبي والتاريخ الحنبلي” (1366-1446هـ/ 1947-2024م)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   اسمه ونسبه([1]): هو الشيخ الأستاذ الدكتور عبد الله بن محمد بن أحمد بن عبد المحسن بن عبد الله بن حمود بن محمد الطريقي، الودعاني الدوسري نسبًا. مولده: كان مسقط رأسه في الديار النجدية بالمملكة العربية السعودية، وتحديدا في ناحية الروضة الواقعة جنوبي البلدة (العَقْدَة) -ويمكن القول بأنه حي من […]

ضبط السنة التشريعية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: السنة النبوية لها مكانة رفيعة في التشريع الإسلامي، فهي المصدر الثاني بعد القرآن الكريم، وهي التطبيق العملي لما جاء فيه، كما أنها تبيّن معانيه وتوضّح مقاصده. وقد وردت آيات وأحاديث كثيرة تأمر بطاعة النبي صلى الله عليه وسلم والعمل بسنته، وتحذّر من مخالفته أو تغيير سنته، وتؤكد أن […]

القواعد الأصولية لفهم إطلاقات السلف والتوفيق بينها وبين تطبيقاتهم العملية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تُعدّ مسألة التعامل مع أقوال السلَف الصالح من أهمّ القضايا التي أُثيرت في سياق دراسة الفكر الإسلامي، خاصةً في موضوع التكفير والتبديع والأحكام الشرعية المتعلقة بهما؛ وذلك لارتباطها الوثيق بالحكم على الأفراد والمجتمعات بالانحراف عن الدين، مما يترتب عليه آثار جسيمة على المستوى الفردي والجماعي. وقد تعامل العلماء […]

التدرج في تطبيق الشريعة.. ضوابط وتطبيقات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن الله تعالى أرسل الرسل وأنزل الكتب ليقوم الناس الناس بالقسط، قال تعالى: ﴿‌لَقَدۡ ‌أَرۡسَلۡنَا ‌رُسُلَنَا بِٱلۡبَيِّنَٰتِ وَأَنزَلۡنَا مَعَهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡمِيزَانَ لِيَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلۡقِسۡطِ﴾ [الحديد: 25] أي: “ليعمل الناس بينهم بالعدل”[1]. والكتاب هو النقل المُصَدَّق، والميزان هو: “العدل. قاله مجاهد وقتادة وغيرهما”[2]، أو “ما يعرف به العدل”[3]. وهذا […]

تأطير المسائل العقدية وبيان مراتبها وتعدّد أحكامها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إنَّ علمَ العقيدة يُعدُّ من أهم العلوم الإسلامية التي ينبغي أن تُعنى بالبحث والتحرير، وقد شهدت الساحة العلمية في العقود الأخيرة تزايدًا في الاهتمام بمسائل العقيدة، إلا أن هذا الاهتمام لم يكن دائمًا مصحوبًا بالتحقيق العلمي المنهجي، مما أدى إلى تداخل المفاهيم وغموض الأحكام؛ فاختلطت القضايا الجوهرية مع […]

توظيف التاريخ في تعزيز مسائل العقيدة والحاضر العقدي

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إنَّ دراسةَ التاريخ الإسلاميِّ ليست مجرَّدَ استعراضٍ للأحداث ومراحل التطور؛ بل هي رحلة فكرية وروحية تستكشف أعماقَ العقيدة وتجلّياتها في حياة الأمة، فإنَّ التاريخ الإسلاميَّ يحمل بين طياته دروسًا وعبرًا نادرة، تمثل نورًا يُضيء الدروب ويعزز الإيمان في قلوب المؤمنين. وقد اهتم القرآن الكريم بمسألة التاريخ اهتمامًا بالغًا […]

تصفيد الشياطين في رمضان (كشف المعنى، وبحثٌ في المعارضات)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  تمهيد يشكِّل النصُّ الشرعي في المنظومة الفكرية الإسلامية مرتكزًا أساسيًّا للتشريع وبناء التصورات العقدية، إلا أن بعض الاتجاهات الفكرية الحديثة -ولا سيما تلك المتبنِّية للنزعة العقلانية- سعت إلى إخضاع النصوص الشرعية لمنطق النقد العقلي المجرد، محاولةً بذلك التوفيق بين النصوص الدينية وما تصفه بالواقع المادي أو مقتضيات المنطق الحديث، […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017