الخميس - 15 جمادى الأول 1447 هـ - 06 نوفمبر 2025 م

الدِّيوان الصوفي.. نظريةٌ بدعيةٌ وخرافةٌ صوفيةٌ

A A

ما الديوان الصوفي؟

يصوِّر الفكر الصوفي أن لهم مجلسًا يطلَق عليه اسم: (الديوان الصوفي)، وهذا المجلس النيابي تمثَّل فيه أقطار الدنيا من النخبِ الممتازة من الصوفية، وهو حكومةٌ باطنيةٌ خفيَّة يرونَ أن عليها يتوقَّفُ نظام العالم، ويتخيَّلون انعقاده في غار حراء خارج مكة، وفي أماكن أخرى أحيانًا؛ ليدير العالم من خلال قراراته، ويجتمع فيه سائر صنوف الأولياء عندَهم من سائر أقطار الأرض، ورئيس مجلس هذه الحكومة الأعلى يُدعَى: (القطب)، وهو أرفعهم درجة، وإليه رئاسة الاجتماعات، وهو صاحب القرار الأوَّل والأخير، وأعضاء هذا المجلس لا يعوقهم عن الحضور حواجز الزمان والمكان، فهم يأتون من أرجاء الأرض في لمحة البصر أو أقرب، يعبرون البحار والجبال والصحاري في يُسر بالِغ، كما يسير عوامّ البشر في السهل الممهَّد، ودون رئيس هذا المجلس يحضر طبقات ودرجات مختلفة من الأولياء([1]).

تنظيمات مجلس الديوان ومكان انعقاده:

الديوان يكون بغار حراء الذي كان يتعبَّد فيه الرسول صلى الله عليه وسلم قبل البعثة، ويجلس الغوث خارج الغار، ومكة خلف كتفِه الأيمن، والمدينة أمام ركبته اليسرى، وأربعة أقطاب عن يمينه، وهم مالكيةٌ على مذهب مالك بن أنس رضي الله عنه، وثلاثة أقطاب عن يساره واحد من كل مذهب، والوكيل أمامَه، ويسمَّى: قاضي الديوان، وهو في هذا الوقت مالكيّ أيضًا من بني خالد القاطنين بناحية البصرى، واسمه: سيدي محمد بن عبد الكريم البصراوي، ويتكلَّم الغوث مع الوكيل؛ ولذلك يسمَّى وكيلًا لأنه ينوب في الكلام عن جميع من في الديوان.

أما الأقطاب السبعة فتصرُّفهم على أمر الغوث، وكل واحد من الأقطاب السبعة تحته عدد مخصوص يتصرَّفون تحته، والصفوف الستة من وراء الوكيل، وتكون دائرتها من القطب الرابع الذي على اليسار من الأقطاب الثلاثة، فالأقطاب السبعة هم أطراف الدائرة، وهذا هو الصف الأول، وخالطه الثاني على صفته وعلى دائرته، وهكذا الثالث إلى أن يكون السادس آخرها([2]).

وقد سئل الدباغ: هل يكون الديوان في موضع آخر غير غار حراء؟ فقال: “نعم يكون في موضع يقال له: (زاوية أَسَا) خارج أرض سوس، بينها وبين أرض غرب السودان، فيحضره أولياء السودان، ومنهم من لا يحضر الديوان إلا في تلك الليلة، ويأذن الله تعالى ويسوق أهل آفاق تلك الأراضي، ويجتمعون بالوضع المذكور قبل تلك الليلة بيوم أو يومين، وبعدها كذلك يجتمع في ذلك السوق من التبر ما لا يحصى”([3]).

ساعة انعقاد المجلس:

وأما ساعة الديوان -عندهم- فهي الساعة التي ولد فيها النبي صلى الله عليه وسلم، في ساعة الاستجابة من ثلث الليل الأخير التي وردت بها الأحاديث، ومن أراد أن يظفر بهذه الساعة فليقرأ عند إرادة النوم: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ ‌الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا﴾ إلى آخر السورة [الكهف: 107-110]، ويطلب من الله تعالى أن يوقظه في الساعة المذكورة فإنه يفيق فيها، ذكره الشيخ عبد الرحمن الثعالبي رضي الله عنه، يقول بعض الصوفية: “قد جربناه ما لا يحصى، وجربه غيرنا حتى إنه وقع لجماعة غير مأمورة أن يقرؤوا الآية المذكورة، ويطلبوا من الله تعالى الإفاقة في الساعة المذكورة، كل منهم يفعل ذلك في خاصة نفسه من غير أن يعلم به صاحبه، وإذا أفاقوا أفاقوا جميعًا في وقت واحد”([4]).

ويقول الدباغ: “وفي تلك الساعة -يعني قبيل الفجر- يجتمع أهل الديوان من أولياء الله تعالى من سائر أقطار الأرض، وفيهم الغوث، والأقطاب السبعة، وأهل الدائرة والعدد… ويكون اجتماعهم بغار حراء خارج مكة. وهم الحاملون لعمود نور الإسلام، ومنهم تستمد جميع الأمة”([5]).

لغة أهل الديوان:

اللغة المفضَّلة لأهل الديوان هي اللغة السريانية، يقول الدباغ: “إن لغة أهل الديوان هي السريانية؛ لاختصارها وجمعها المعاني الكثيرة، ولأن الديوان يحضر الأرواح والملائكة، والسريانية هي لغتهم، ولا يتكلمون العربية إلا إذا حضر النبي صلى الله عليه وسلم أدبًا معه”([6]).

ويقول: “إنه أحد أهل الديوان -يدعى عبد الله البرناوي- كان يحسن السريانية أكثر لمخالطته أهل الديوان؛ فإنهم لا يتكلمون إلا بها”([7]).

ويقول: “إن اللغة السريانية هي لغة الأرواح، وبها تتخاطب الأولياء من أهل الديوان فيما بينهم؛ لاختصارها وحملها المعاني الكثيرة التي لا يمكن أداؤها بمثل ألفاظها في لغة أخرى”([8]).

في الديوان يحضر الأنبياء والملائكة والأموات:

يزعم الصوفية أن النبي صلى الله عليه وسلم يحضر معهم بعض مجالسهم، فإذا حضر جلس في موضع الغوث، وجلس الغوث في موضع الوكيل للصف، وإذا جاء النبي صلى الله عليه وسلم -حسب زعمهم- جاءت معه الأنوار التي لا تطاق دائمًا، وهي أنوار محرقة مفزعة قاتله لحينها، وهي أنوار المهابة والجلالة والعظمة، حتى إننا لو فرضنا أربعين رجلًا بلغوا في الشجاعة مبلغًا لا مزيد عليه ثم فُجِئوا بهذه الأنوار، فإنهم يُصعقون لحينهم، إلا أن الله تعالى يرزق أولياءه القوة على تلقِّيها، ومع ذلك فإنه قليل منهم هو الذي يضبط الأمور والتي صدرت في ساعة حضوره صلى الله عليه وسلم([9]).

وأما حضور الملائكة في الديوان فيقول أحد الصوفية: “إن الديوان أولًا كان معمورًا بالملائكة، ولما بعث الله النبي صلى الله عليه وسلم جعل الديوان يعمر بأولياء هذه الأمة، فظهر أن أولئك الملائكة كانوا نائبين عن أولياء هذه الأمة المشرفة… وإذا حضر النبي صلى الله عليه وسلم في الديوان وجاءت معه الأنوار التي لا تطاق بادرت الملائكة الذين مع أهل الديوان ودخلوا في نوره صلى الله عليه وسلم، فما دام النبي صلى الله عليه وسلم في الديوان لا يظهر منهم ملك، فإذا خرج النبي صلى الله عليه وسلم رجع الملائكة إلى مراكزهم. والله أعلم”([10]).

كما يزعمون أن أبا بكر وعمر وعثمان وعليًّا وفاطمة والحسن والحسين أعضاء في الديوان، فيقول الدباغ: “وإذا حضر سيد الوجود صلى الله عليه وسلم مع غيبة الغوث، فإنه يحضر معه أبو بكر وعمر وعثمان وعلي والحسن والحسين وأمهما فاطمة الزهراء؛ تارة كلهم، وتارة بعضهم، رضي الله عنهم أجمعين”. قال: “وتجلس مولاتنا فاطمة مع جماعة النسوة اللاتي يحضرن الديوان في جهة اليسار كما سبق، وتكون مولاتنا فاطمة أمامهن رضي الله عنها وعنهن”. قال رضي الله عنه: “وسمعتها رضي الله عنها اتصلت على أبيها صلى الله عليه وسلم ليلة من الليالي وهي تقول: اللهم صل على من روحه محراب الأرواح والملائكة والكون، اللهم صل على من هو إمام الأنبياء والمرسلين، اللهم صل على من هو إمام أهل الجنة عباد الله المؤمنين، وكانت تصلي عليه صلى الله عليه وسلم، لكن لا بهذا اللفظ وإنما أنا استخرجت معناه”([11]).

“ويحضره -يعني الديوان- بعض الكمَّل من الأموات، ويكونون في الصفوف مع الأحياء، ويتميزون بثلاثة أمور:

أحدها: أن زيَّهم لا يتبدّل، بخلاف زي الحي وهيئته… فإذا رأيت في الديوان رجلًا على زي لا يتبدل فاعلم أنه من الموتى، كأن تراه محلوق الشعر لا ينبت له شعر، واعلم أنه على تلك الحالة مات.

ثانيها: أنه لا تقع معهم مشاورة في أمور الأحياء لأنهم لا تصرف لهم فيها.

ثالثها: أن ذات الميت لا ظلَّ لها، فإذا وقف الميت بينك وبين الشمس فإنك لا ترى له ظلًّا. وكم مرة أذهبُ إلى الديوان أو إلى مجمع من مجامع الأولياء وقد طلعت الشمس، فإذا رأوني من بعيد استقبلوني، فأراهم بعين رأسي متميزين، هذا بظله وهذا لا ظل له”([12]).

وهذه كلها أكاذيب وخيالات شيطانية لا حقيقة لها في الواقع.

من هنا يتم التصرف في العالم كله:

إذا اجتمع أهل الديوان اتفقوا على ما يكون من ذلك الوقت إلى مثله من الغد، فهم يتكلمون في قضاء الله تعالى في اليوم المستقبل والليلة التي تليه، ولهم التصرف في العوالم كلها السفلية والعلوية وحتى في الحجب السبعين، وحتى في عالم الرقَّا وهو ما فوق الحجب السبعين، فهم الذين يتصرفون فيه وفي أهله، وفي خواطرهم وما تهجس به ضمائرهم، فلا يهجس في خاطر واحد منهم شيء إلا بإذن أهل التصرف، وإذا كان هذا في عالم الرقَّا الذي هو فوق الحجب السبعين التي هي فوق العرش فما ظنك بغيره من العوالم؟!… بل يذكر الدباغ: أن القطّ لا يأكل الفأر إلا بإذنه هو([13]).

معنى هذا أنه لا يصحّ أن يُنسَب إلى أحد شيء من الأقوال والأفعال -حسنها وقبيحها- غير حكام هذه الدولة الباطنية، وأن الله سبحانه وتعالى لم يبق له فعل يفعله ما دام هؤلاء قد نازعوه ملكه، وتمكَّنوا من الاستيلاء والتصرف في كل شيء حتى في خواطر جميع المخلوقات في جميع العوالم، نعوذ بالله من الوقاحة والجرأة على الله والقول عليه بلا علم([14]).

سلوكيات أهل الديوان:

من صفاتهم: التعصب الأعمى والاستبداد بالرأي، وقلّة الصبر، وعدم التحلّي بضبط النفس، وعدم احترام آراء الآخرين ومصالحهم؛ مما يؤدي بهم إلى التقاتل أثناء انعقاد مجلسهم وسفك الدماء وإزهاق الأرواح.

وفي وصف هذه السلوكيات يقول الدباغ: “قد يغيب الغوث عن الديوان فلا يحضره، فيحصل بين أولياء الله تعالى من أهل الديوان ما يوجب اختلافهم، فيقع منهم التصرف الموجب لأن يقتل بعضهم بعضا، فإن كان غالبهم اختار أمرًا وخالف الأقل في ذلك فإن الأقل يحصل فيهم التصرف السابق فيموتون جميعًا. وقد اختلفوا ذات يوم في أمر، فقالت طائفة منهم قليلة: إن لم يكن ذلك الأمر فلنمت، فقالت الطائفة الكثيرة: فموتوا إن شئتم. فماتت الطائفة القليلة، فإن تكافأ الفريقان حصل التصرف فيهما جميعا”([15]).

ويفهم من هذا أنه ما من مجلس ديواني ينعقد إلا ويخلف ضحايا من القتلى!

الخاتمة:

الديوان الصوفي خرافة وخيالات شيطانية، يزعمون أنهم يجتمعون مع الأقطاب والأوتاد وسائر صنوف الأولياء عندهم من سائر أقطار الدنيا، ويتخيَّلون انعقاده في غار حراء خارج مكة، وفي أماكن أخرى أحيانًا؛ ليدير العالم من خلال قراراته، وهي مجرد أوهام لا يسندها دليل شرعي، ولا أمر واقعي، وآثاره في الفكر الصوفي عظيمة؛ حيث يسلمون عقولهم وتفكيرهم لمن يُسمَّون بالأقطاب والغوث بحجة أنهم المتصرفون في العالم والعالمون بما فيه!

والحمد لله رب العالمين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) انظر: تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي (1/ 125).

([2]) انظر: الإبريز من كلام سيدي عبد العزيز (ص: 163-164).

([3]) الإبريز (ص: 190).

([4]) الإبريز (ص: 164).

([5]) الإبريز (ص: 108).

([6]) الإبريز (ص: 168).

([7]) الإبريز (ص: 121).

([8]) الإبريز (ص: 119، 188).

([9]) الإبريز (ص: 164).

([10]) الإبريز (ص: 174).

([11]) الإبريز (ص: 168).

([12]) انظر: الإبريز (ص: 184).

([13]) انظر: الإبريز (ص: 190).

([14]) انظر: تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي (ص: 129-130).

([15]) انظر: الإبريز (ص: 189-190).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

نقد القراءة الدنيوية للبدع والانحرافات الفكرية

مقدمة: يناقش هذا المقال لونا جديدًا منَ الانحرافات المعاصرة في التعامل مع البدع بطريقةٍ مُحدثة يكون فيها تقييم البدعة على أساس دنيويّ سياسيّ، وليس على الأساس الدينيّ الفكري الذي عرفته الأمّة، وينتهي أصحاب هذا الرأي إلى التشويش على مبدأ محاربة البدع والتقليل من شأنه واتهام القائمين عليه، والأهم من ذلك إعادة ترتيب البدَع على أساسٍ […]

كشف الالتباس عما جاء في تفسير ابن عباس رضي الله عنهما لقوله تعالى في حق الرسل عليهم السلام: (وظنوا أنهم قد كُذبوا)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن ابن عباس رضي الله عنهما هو حبر الأمة وترجمان القرآن، ولا تخفى مكانة أقواله في التفسير عند جميع الأمة. وقد جاء عنه في قول الله تعالى: (وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُمۡ قَدۡ كُذِبُواْ) (يوسف: 110) ما يوهم مخالفة العصمة، واستدركت عليه عائشة رضي الله عنها لما بلغها تفسيره. والمفسرون منهم […]

تعريف بكتاب “نقض دعوى انتساب الأشاعرة لأهل السنة والجماعة بدلالة الكِتابِ والسُّنَّةِ والإِجْمَاعِ”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقَـدّمَـــة: في المشهد العقدي المعاصر ارتفع صوت الطائفة الأشعرية حتى غلب في بعض الميادين، وتوسعت دائرة دعواها الانتساب إلى أهل السنة والجماعة. وتواترُ هذه الدعوى وتكرارها أدّى إلى اضطراب في تحديد مدلول هذا اللقب لقب أهل السنة؛ حتى كاد يفقد حدَّه الفاصل بين منهج السلف ومنهج المتكلمين الذي ظلّ […]

علم الكلام السلفي الأصول والآليات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: اختلف العلماء في الموقف من علم الكلام، فمنهم المادح الممارس، ومنهم الذامّ المحترس، ومنهم المتوسّط الذي يرى أن علم الكلام نوعان: نوع مذموم وآخر محمود، فما حقيقة علم الكلام؟ وما الذي يفصِل بين النوعين؟ وهل يمكن أن يكون هناك علم كلام سلفيّ؟ وللجواب عن هذه الأسئلة وغيرها رأى […]

بين المعجزة والتكامل المعرفي.. الإيمان بالمعجزة وأثره على تكامل المعرفة الإنسانية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لقد جاء القرآن الكريم شاهدًا على صدق نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، بل وعلى صدق الأنبياء كلهم من قبله؛ مصدقًا لما معهم من الكتب، وشاهدا لما جاؤوا به من الآيات البينات والمعجزات الباهرات. وهذا وجه من أوجه التكامل المعرفي الإسلامي؛ فالقرآن مادّة غزيرة للمصدر الخبري، وهو […]

قواعد علمية للتعامل مع قضية الإمام أبي حنيفة رحمه الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من القضايا التي عملت على إثراء التراث الفقهي الإسلامي: قضية الخلاف بين مدرسة أهل الرأي وأهل الحديث، وهذا وإن كان يُرى من جانبه الإيجابي، إلا أنه تمخَّض عن جوانب سلبية أيضًا، فاحتدام الصراع بين الفريقين مع ما كان يرجّحه أبو حنيفة من مذهب الإرجاء نتج عنه روايات كثيرة […]

كيف نُؤمِن بعذاب القبر مع عدم إدراكنا له بحواسِّنا؟

مقدمة: إن الإيمان بعذاب القبر من أصول أهل السنة والجماعة، وقد خالفهم في ذلك من خالفهم من الخوارج والقدرية، ومن ينكر الشرائع والمعاد من الفلاسفة والملاحدة. وجاءت في الدلالة على ذلك آيات من كتاب الله، كقوله تعالى: {ٱلنَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ أَدْخِلُواْ ءَالَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ ٱلْعَذَابِ} [غافر: 46]. وقد تواترت الأحاديث […]

موقف الحنابلةِ من الفكر الأشعريِّ من خلال “طبقات الحنابلة” و”ذيله”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: تحتوي كتبُ التراجم العامّة والخاصّة على مضمَرَاتٍ ودفائنَ من العلم، فهي مظنَّةٌ لمسائلَ من فنون من المعرفة مختلفة، تتجاوز ما يتعلَّق بالمترجم له، خاصَّة ما تعلَّق بطبقات فقهاء مذهب ما، والتي تعدُّ جزءًا من مصادر تاريخ المذهب، يُذكر فيها ظهوره وتطوُّره، وأعلامه ومؤلفاته، وأفكاره ومواقفه، ومن المواقف التي […]

مسألة التحسين والتقبيح العقليين بين أهل السنة والمتكلمين -الجزء الثالث- (أخطاء المخالفين في محل الإجماع)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الفصل الثالث: أخطاء المخالفين في محل الإجماع: ذكر الرازي ومن تبعه أن إطلاق الحسن والقبح بمعنى الملاءمة والمنافرة وبمعنى الكمال والنقصان محلّ إجماع بينهم وبين المعتزلة، كما تقدّم كلامه. فأما الإطلاق الأول وهو كون الشيء ملائمًا للطبع أو منافرًا: فقد مثَّلُوا لذلك بإنقاذِ الغَرقى واتهامِ الأبرياء، وبحسن الشيء الحلو […]

مسألة التحسين والتقبيح العقليين بين أهل السنة والمتكلمين -الجزء الثاني- (أخطاء المخالفين في محل النزاع)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الفصل الثاني: أخطاء المخالفين في محل النزاع: ابتكر الفخر الرازيُّ تحريرًا لمحل الخلاف بين الأشاعرة والمعتزلة في المسألة فقال في (المحصل): “مسألة: الحُسنُ والقبح‌ قد يُراد بهما ملاءمةُ الطبع ومنافرَتُه، وكون‌ُ الشي‌ء صفةَ كمال أو نقصان، وهما بهذين المعنيين عقليان. وقد يُراد بهما كونُ الفعل موجبًا للثوابِ والعقابِ والمدحِ […]

ترجمة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ (1362  – 1447هـ)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اسمه ونسبه([1]): هو سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب. مولده ونشأته: وُلِد سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ رحمه الله بمدينة مكة المكرمة في الثالث من شهر ذي الحجة عام 1362هـ. وقد […]

مسألة التحسين والتقبيح العقليين بين أهل السنة والمتكلمين -الجزء الأول- (تحرير القول في مسألة)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ مسألةَ التحسين والتقبيح العقليين من المسائل الجليلة التي اختلفت فيها الأنظار، وتنازعت فيها الفرق على ممرّ الأعصار، وكان لكل طائفةٍ من الصواب والزلل بقدر ما كُتب لها. ولهذه المسألة تعلّق كبير بمسائلَ وأصولٍ عقدية، فهي فرع عن مسألة التعليل والحكمة، ومسألة التعليل والحكمة فرع عن إثبات الصفات […]

جُهود الشيخ صالح بن أحمد الْمُصَوَّعي في نشر الدعوة السلفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الشيخ صالح بن أحمد الْمُصَوَّعي من العلماء البارزين في القرن الرابع عشر الهجري، وقد برزت جهوده في خدمة الإسلام والمسلمين. وقد تأثر رحمه الله بالمنهج السلفي، وبذل جهودًا كبيرة في نشر هذا المنهج وتوعية الناس بأهميته، كما عمل على نبذ البدع وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي قد تنشأ في […]

وصفُ القرآنِ بالقدم عند الحنابلة.. قراءة تحليلية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يُعدّ مصطلح (القِدَم) من أكثر الألفاظ التي أثارت جدلًا بين المتكلمين والفلاسفة من جهة، وبين طوائف من أهل الحديث والحنابلة من جهة أخرى، لا سيما عند الحديث عن كلام الله تعالى، وكون القرآن غير مخلوق. وقد أطلق بعض متأخري الحنابلة -في سياق الرد على المعتزلة والجهمية- وصف (القديم) […]

التطبيقات الخاطئة لنصوص الشريعة وأثرها على قضايا الاعتقاد

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من الأمور المقرَّرة عند أهل العلم أنه ليس كل ما يُعلم يقال، والعامة إنما يُدعون للأمور الواضحة من الكتاب والسنة، بخلاف دقائق المسائل، سواء أكانت من المسائل الخبرية، أم من المسائل العملية، وما يسع الناس جهله ولا يكلفون بعلمه أمر نسبيٌّ يختلف باختلاف الناس، وهو في دائرة العامة […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017