الثلاثاء - 21 رجب 1446 هـ - 21 يناير 2025 م

الدِّيوان الصوفي.. نظريةٌ بدعيةٌ وخرافةٌ صوفيةٌ

A A

ما الديوان الصوفي؟

يصوِّر الفكر الصوفي أن لهم مجلسًا يطلَق عليه اسم: (الديوان الصوفي)، وهذا المجلس النيابي تمثَّل فيه أقطار الدنيا من النخبِ الممتازة من الصوفية، وهو حكومةٌ باطنيةٌ خفيَّة يرونَ أن عليها يتوقَّفُ نظام العالم، ويتخيَّلون انعقاده في غار حراء خارج مكة، وفي أماكن أخرى أحيانًا؛ ليدير العالم من خلال قراراته، ويجتمع فيه سائر صنوف الأولياء عندَهم من سائر أقطار الأرض، ورئيس مجلس هذه الحكومة الأعلى يُدعَى: (القطب)، وهو أرفعهم درجة، وإليه رئاسة الاجتماعات، وهو صاحب القرار الأوَّل والأخير، وأعضاء هذا المجلس لا يعوقهم عن الحضور حواجز الزمان والمكان، فهم يأتون من أرجاء الأرض في لمحة البصر أو أقرب، يعبرون البحار والجبال والصحاري في يُسر بالِغ، كما يسير عوامّ البشر في السهل الممهَّد، ودون رئيس هذا المجلس يحضر طبقات ودرجات مختلفة من الأولياء([1]).

تنظيمات مجلس الديوان ومكان انعقاده:

الديوان يكون بغار حراء الذي كان يتعبَّد فيه الرسول صلى الله عليه وسلم قبل البعثة، ويجلس الغوث خارج الغار، ومكة خلف كتفِه الأيمن، والمدينة أمام ركبته اليسرى، وأربعة أقطاب عن يمينه، وهم مالكيةٌ على مذهب مالك بن أنس رضي الله عنه، وثلاثة أقطاب عن يساره واحد من كل مذهب، والوكيل أمامَه، ويسمَّى: قاضي الديوان، وهو في هذا الوقت مالكيّ أيضًا من بني خالد القاطنين بناحية البصرى، واسمه: سيدي محمد بن عبد الكريم البصراوي، ويتكلَّم الغوث مع الوكيل؛ ولذلك يسمَّى وكيلًا لأنه ينوب في الكلام عن جميع من في الديوان.

أما الأقطاب السبعة فتصرُّفهم على أمر الغوث، وكل واحد من الأقطاب السبعة تحته عدد مخصوص يتصرَّفون تحته، والصفوف الستة من وراء الوكيل، وتكون دائرتها من القطب الرابع الذي على اليسار من الأقطاب الثلاثة، فالأقطاب السبعة هم أطراف الدائرة، وهذا هو الصف الأول، وخالطه الثاني على صفته وعلى دائرته، وهكذا الثالث إلى أن يكون السادس آخرها([2]).

وقد سئل الدباغ: هل يكون الديوان في موضع آخر غير غار حراء؟ فقال: “نعم يكون في موضع يقال له: (زاوية أَسَا) خارج أرض سوس، بينها وبين أرض غرب السودان، فيحضره أولياء السودان، ومنهم من لا يحضر الديوان إلا في تلك الليلة، ويأذن الله تعالى ويسوق أهل آفاق تلك الأراضي، ويجتمعون بالوضع المذكور قبل تلك الليلة بيوم أو يومين، وبعدها كذلك يجتمع في ذلك السوق من التبر ما لا يحصى”([3]).

ساعة انعقاد المجلس:

وأما ساعة الديوان -عندهم- فهي الساعة التي ولد فيها النبي صلى الله عليه وسلم، في ساعة الاستجابة من ثلث الليل الأخير التي وردت بها الأحاديث، ومن أراد أن يظفر بهذه الساعة فليقرأ عند إرادة النوم: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ ‌الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا﴾ إلى آخر السورة [الكهف: 107-110]، ويطلب من الله تعالى أن يوقظه في الساعة المذكورة فإنه يفيق فيها، ذكره الشيخ عبد الرحمن الثعالبي رضي الله عنه، يقول بعض الصوفية: “قد جربناه ما لا يحصى، وجربه غيرنا حتى إنه وقع لجماعة غير مأمورة أن يقرؤوا الآية المذكورة، ويطلبوا من الله تعالى الإفاقة في الساعة المذكورة، كل منهم يفعل ذلك في خاصة نفسه من غير أن يعلم به صاحبه، وإذا أفاقوا أفاقوا جميعًا في وقت واحد”([4]).

ويقول الدباغ: “وفي تلك الساعة -يعني قبيل الفجر- يجتمع أهل الديوان من أولياء الله تعالى من سائر أقطار الأرض، وفيهم الغوث، والأقطاب السبعة، وأهل الدائرة والعدد… ويكون اجتماعهم بغار حراء خارج مكة. وهم الحاملون لعمود نور الإسلام، ومنهم تستمد جميع الأمة”([5]).

لغة أهل الديوان:

اللغة المفضَّلة لأهل الديوان هي اللغة السريانية، يقول الدباغ: “إن لغة أهل الديوان هي السريانية؛ لاختصارها وجمعها المعاني الكثيرة، ولأن الديوان يحضر الأرواح والملائكة، والسريانية هي لغتهم، ولا يتكلمون العربية إلا إذا حضر النبي صلى الله عليه وسلم أدبًا معه”([6]).

ويقول: “إنه أحد أهل الديوان -يدعى عبد الله البرناوي- كان يحسن السريانية أكثر لمخالطته أهل الديوان؛ فإنهم لا يتكلمون إلا بها”([7]).

ويقول: “إن اللغة السريانية هي لغة الأرواح، وبها تتخاطب الأولياء من أهل الديوان فيما بينهم؛ لاختصارها وحملها المعاني الكثيرة التي لا يمكن أداؤها بمثل ألفاظها في لغة أخرى”([8]).

في الديوان يحضر الأنبياء والملائكة والأموات:

يزعم الصوفية أن النبي صلى الله عليه وسلم يحضر معهم بعض مجالسهم، فإذا حضر جلس في موضع الغوث، وجلس الغوث في موضع الوكيل للصف، وإذا جاء النبي صلى الله عليه وسلم -حسب زعمهم- جاءت معه الأنوار التي لا تطاق دائمًا، وهي أنوار محرقة مفزعة قاتله لحينها، وهي أنوار المهابة والجلالة والعظمة، حتى إننا لو فرضنا أربعين رجلًا بلغوا في الشجاعة مبلغًا لا مزيد عليه ثم فُجِئوا بهذه الأنوار، فإنهم يُصعقون لحينهم، إلا أن الله تعالى يرزق أولياءه القوة على تلقِّيها، ومع ذلك فإنه قليل منهم هو الذي يضبط الأمور والتي صدرت في ساعة حضوره صلى الله عليه وسلم([9]).

وأما حضور الملائكة في الديوان فيقول أحد الصوفية: “إن الديوان أولًا كان معمورًا بالملائكة، ولما بعث الله النبي صلى الله عليه وسلم جعل الديوان يعمر بأولياء هذه الأمة، فظهر أن أولئك الملائكة كانوا نائبين عن أولياء هذه الأمة المشرفة… وإذا حضر النبي صلى الله عليه وسلم في الديوان وجاءت معه الأنوار التي لا تطاق بادرت الملائكة الذين مع أهل الديوان ودخلوا في نوره صلى الله عليه وسلم، فما دام النبي صلى الله عليه وسلم في الديوان لا يظهر منهم ملك، فإذا خرج النبي صلى الله عليه وسلم رجع الملائكة إلى مراكزهم. والله أعلم”([10]).

كما يزعمون أن أبا بكر وعمر وعثمان وعليًّا وفاطمة والحسن والحسين أعضاء في الديوان، فيقول الدباغ: “وإذا حضر سيد الوجود صلى الله عليه وسلم مع غيبة الغوث، فإنه يحضر معه أبو بكر وعمر وعثمان وعلي والحسن والحسين وأمهما فاطمة الزهراء؛ تارة كلهم، وتارة بعضهم، رضي الله عنهم أجمعين”. قال: “وتجلس مولاتنا فاطمة مع جماعة النسوة اللاتي يحضرن الديوان في جهة اليسار كما سبق، وتكون مولاتنا فاطمة أمامهن رضي الله عنها وعنهن”. قال رضي الله عنه: “وسمعتها رضي الله عنها اتصلت على أبيها صلى الله عليه وسلم ليلة من الليالي وهي تقول: اللهم صل على من روحه محراب الأرواح والملائكة والكون، اللهم صل على من هو إمام الأنبياء والمرسلين، اللهم صل على من هو إمام أهل الجنة عباد الله المؤمنين، وكانت تصلي عليه صلى الله عليه وسلم، لكن لا بهذا اللفظ وإنما أنا استخرجت معناه”([11]).

“ويحضره -يعني الديوان- بعض الكمَّل من الأموات، ويكونون في الصفوف مع الأحياء، ويتميزون بثلاثة أمور:

أحدها: أن زيَّهم لا يتبدّل، بخلاف زي الحي وهيئته… فإذا رأيت في الديوان رجلًا على زي لا يتبدل فاعلم أنه من الموتى، كأن تراه محلوق الشعر لا ينبت له شعر، واعلم أنه على تلك الحالة مات.

ثانيها: أنه لا تقع معهم مشاورة في أمور الأحياء لأنهم لا تصرف لهم فيها.

ثالثها: أن ذات الميت لا ظلَّ لها، فإذا وقف الميت بينك وبين الشمس فإنك لا ترى له ظلًّا. وكم مرة أذهبُ إلى الديوان أو إلى مجمع من مجامع الأولياء وقد طلعت الشمس، فإذا رأوني من بعيد استقبلوني، فأراهم بعين رأسي متميزين، هذا بظله وهذا لا ظل له”([12]).

وهذه كلها أكاذيب وخيالات شيطانية لا حقيقة لها في الواقع.

من هنا يتم التصرف في العالم كله:

إذا اجتمع أهل الديوان اتفقوا على ما يكون من ذلك الوقت إلى مثله من الغد، فهم يتكلمون في قضاء الله تعالى في اليوم المستقبل والليلة التي تليه، ولهم التصرف في العوالم كلها السفلية والعلوية وحتى في الحجب السبعين، وحتى في عالم الرقَّا وهو ما فوق الحجب السبعين، فهم الذين يتصرفون فيه وفي أهله، وفي خواطرهم وما تهجس به ضمائرهم، فلا يهجس في خاطر واحد منهم شيء إلا بإذن أهل التصرف، وإذا كان هذا في عالم الرقَّا الذي هو فوق الحجب السبعين التي هي فوق العرش فما ظنك بغيره من العوالم؟!… بل يذكر الدباغ: أن القطّ لا يأكل الفأر إلا بإذنه هو([13]).

معنى هذا أنه لا يصحّ أن يُنسَب إلى أحد شيء من الأقوال والأفعال -حسنها وقبيحها- غير حكام هذه الدولة الباطنية، وأن الله سبحانه وتعالى لم يبق له فعل يفعله ما دام هؤلاء قد نازعوه ملكه، وتمكَّنوا من الاستيلاء والتصرف في كل شيء حتى في خواطر جميع المخلوقات في جميع العوالم، نعوذ بالله من الوقاحة والجرأة على الله والقول عليه بلا علم([14]).

سلوكيات أهل الديوان:

من صفاتهم: التعصب الأعمى والاستبداد بالرأي، وقلّة الصبر، وعدم التحلّي بضبط النفس، وعدم احترام آراء الآخرين ومصالحهم؛ مما يؤدي بهم إلى التقاتل أثناء انعقاد مجلسهم وسفك الدماء وإزهاق الأرواح.

وفي وصف هذه السلوكيات يقول الدباغ: “قد يغيب الغوث عن الديوان فلا يحضره، فيحصل بين أولياء الله تعالى من أهل الديوان ما يوجب اختلافهم، فيقع منهم التصرف الموجب لأن يقتل بعضهم بعضا، فإن كان غالبهم اختار أمرًا وخالف الأقل في ذلك فإن الأقل يحصل فيهم التصرف السابق فيموتون جميعًا. وقد اختلفوا ذات يوم في أمر، فقالت طائفة منهم قليلة: إن لم يكن ذلك الأمر فلنمت، فقالت الطائفة الكثيرة: فموتوا إن شئتم. فماتت الطائفة القليلة، فإن تكافأ الفريقان حصل التصرف فيهما جميعا”([15]).

ويفهم من هذا أنه ما من مجلس ديواني ينعقد إلا ويخلف ضحايا من القتلى!

الخاتمة:

الديوان الصوفي خرافة وخيالات شيطانية، يزعمون أنهم يجتمعون مع الأقطاب والأوتاد وسائر صنوف الأولياء عندهم من سائر أقطار الدنيا، ويتخيَّلون انعقاده في غار حراء خارج مكة، وفي أماكن أخرى أحيانًا؛ ليدير العالم من خلال قراراته، وهي مجرد أوهام لا يسندها دليل شرعي، ولا أمر واقعي، وآثاره في الفكر الصوفي عظيمة؛ حيث يسلمون عقولهم وتفكيرهم لمن يُسمَّون بالأقطاب والغوث بحجة أنهم المتصرفون في العالم والعالمون بما فيه!

والحمد لله رب العالمين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) انظر: تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي (1/ 125).

([2]) انظر: الإبريز من كلام سيدي عبد العزيز (ص: 163-164).

([3]) الإبريز (ص: 190).

([4]) الإبريز (ص: 164).

([5]) الإبريز (ص: 108).

([6]) الإبريز (ص: 168).

([7]) الإبريز (ص: 121).

([8]) الإبريز (ص: 119، 188).

([9]) الإبريز (ص: 164).

([10]) الإبريز (ص: 174).

([11]) الإبريز (ص: 168).

([12]) انظر: الإبريز (ص: 184).

([13]) انظر: الإبريز (ص: 190).

([14]) انظر: تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي (ص: 129-130).

([15]) انظر: الإبريز (ص: 189-190).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

الحالة السلفية في فكر الإمام أبي المعالي الجويني إمام الحرمين -أصول ومعالم-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: من الأمور المحقَّقة عند الباحثين صحةُ حصول مراجعات فكرية حقيقية عند كبار المتكلمين المنسوبين إلى الأشعرية وغيرها، وقد وثِّقت تلك المراجعات في كتب التراجم والتاريخ، ونُقِلت عنهم في ذلك عبارات صريحة، بل قامت شواهد الواقع على ذلك عند ملاحظة ما ألَّفوه من مصنفات ومقارنتها، وتحقيق المتأخر منها والمتقدم، […]

أحوال السلف في شهر رجب

 مقدمة: إن الله تعالى خَلَقَ الخلق، واصطفى من خلقه ما يشاء، ففضّله على غيره، قال تعالى: ﴿وَرَبُّكَ يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُ ‌وَيَخۡتَارُ﴾ [القصص: 68]. والمقصود بالاختيار: الاصطفاء بعد الخلق، فالخلق عامّ، والاصطفاء خاصّ[1]. ومن هذا تفضيله تعالى بعض الأزمان على بعض، كالأشهر الحرم، ورمضان، ويوم الجمعة، والعشر الأواخر من رمضان، وعشر ذي الحجة، وغير ذلك مما […]

هل يُمكِن الاستغناءُ عن النُّبوات ببدائلَ أُخرى كالعقل والضمير؟

مقدمة: هذه شبهة من الشبهات المثارة على النبوّات، وهي مَبنيَّة على سوء فَهمٍ لطبيعة النُّبوة، ولوظيفتها الأساسية، وكشف هذه الشُّبهة يحتاج إلى تَجْلية أوجه الاحتياج إلى النُّبوة والوحي. وحاصل هذه الشبهة: أنَّ البَشَر ليسوا في حاجة إلى النُّبوة في إصلاح حالهم وعَلاقتهم مع الله، ويُمكِن تحقيقُ أعلى مراتب الصلاح والاستقامة من غير أنْ يَنزِل إليهم […]

الصوفية وعجز الإفصاح ..الغموض والكتمان نموذجا

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  توطئة: تتجلى ظاهرة الغموض والكتمان في الفكر الصوفي من خلال مفهوم الظاهر والباطن، ويرى الصوفية أن علم الباطن هو أرقى مراتب المعرفة، إذ يستند إلى تأويلات عميقة -فيما يزعمون- للنصوص الدينية، مما يتيح لهم تفسير القرآن والحديث بطرق تتناغم مع معتقداتهم الفاسدة، حيث يدّعون أن الأئمة والأولياء هم الوحيدون […]

القيادة والتنمية عند أتباع السلف الصالح الأمير عبد الله بن طاهر أمير خراسان وما وراء النهر أنموذجا (182-230ه/ 798-845م)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  المقدمة: كنتُ أقرأ قصةَ الإمام إسحاق بن راهويه -رحمه الله- عندما عرض كتاب (التاريخ الكبير) للإمام البخاري -رحمه الله- على الأمير عبد الله بن طاهر، وقال له: (ألا أريك سحرًا؟!)، وكنت أتساءل: لماذا يعرض كتابًا متخصِّصًا في علم الرجال على الأمير؟ وهل عند الأمير من الوقت للاطّلاع على الكتب، […]

دعوى غلو النجديين وخروجهم عن سنن العلماء

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تكثر الدعاوى حول الدعوة النجدية، وتكثر الأوهام حول طريقتهم سواء من المخالفين أو حتى من بعض الموافقين الذين دخلت عليهم بعض شُبه الخصوم، وزاد الطين بلة انتسابُ كثير من الجهال والغلاة إلى طريقة الدعوة النجدية، ووظفوا بعض عباراتهم -والتي لا يحفظون غيرها- فشطوا في التكفير بغير حق، وأساؤوا […]

التحقيق في موقف ابن الزَّمْلَكَاني من ابن تيّمِيَّة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: يُعتَبَر ابن الزَّمْلَكَاني الذي ولد سنة 667هـ مُتقاربًا في السنِّ مع شيخ الإسلام الذي ولد سنة 661هـ، ويكبره شيخ الإسلام بنحو ست سنوات فقط، وكلاهما نشأ في مدينة دمشق في العصر المملوكي، فمعرفة كلٍّ منهما بالآخر قديمة جِدًّا من فترة شبابهما، وكلاهما من كبار علماء مذهبِه وعلماء المسلمين. […]

الشَّبَهُ بين شرك أهل الأوثان وشرك أهل القبور

مقدمة: نزل القرآنُ بلسان عربيٍّ مبين، وكان لبيان الشرك من هذا البيان حظٌّ عظيم، فقد بيَّن القرآن الشرك، وقطع حجّةَ أهله، وأنذر فاعلَه، وبين عقوبته وخطرَه عليه. وقد جرت سنة العلماء على اعتبار عموم الألفاظ، واتباع الاشتقاق للأوصاف في الأفعال، فمن فعل الشرك فقد استوجب هذا الاسمَ، لا يرفعه عنه شرعًا إلا فقدانُ شرط أو […]

هل مُجرد الإقرار بالربوبية يُنجِي صاحبه من النار؟

مقدمة: كثيرٌ ممن يحبّون العاجلة ويذرون الآخرة يكتفون بالإقرار بالربوبية إقرارًا نظريًّا؛ تفاديًا منهم لسؤال البدهيات العقلية، وتجنُّبا للصّدام مع الضروريات الفطرية، لكنهم لا يستنتجون من ذلك استحقاق الخالق للعبودية، وإذا رجعوا إلى الشرع لم يقبَلوا منه التفصيلَ؛ حتى لا ينتقض غزلهم مِن بعدِ قوة، وقد كان هذا حالَ كثير من الأمم قبل الإسلام، وحين […]

هل كان شيخ الإسلام أبو عثمان الصابوني أشعريًّا؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: مِن مسالك أهل الباطل في الترويج لباطلهم نِسبةُ أهل الفضل والعلم ومن لهم لسان صدق في الآخرين إلى مذاهبهم وطرقهم. وقديمًا ادَّعى اليهود والنصارى والمشركون انتساب خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام إلى دينهم وملَّتهم، فقال تعالى ردًّا عليهم في ذلك: ﴿‌مَا ‌كَانَ ‌إِبۡرَٰهِيمُ يَهُودِيّا وَلَا نَصۡرَانِيّا وَلَٰكِن كَانَ […]

هل علاقة الوهابية بالصوفية المُتسنِّنة علاقة تصادم؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تعتبر الصوفيةُ أحدَ المظاهر الفكرية في تاريخ التراث والفكر الإسلامي، وقد بدأت بالزهد والعبادة وغير ذلك من المعاني الطيِّبة التي يشتمل عليها الإسلام، ثم أصبحت فيما بعد عِلمًا مُستقلًّا يصنّف فيه المصنفات وتكتب فيه الكتب، وارتبطت بجهود عدد من العلماء الذين أسهموا في نشر مبادئها السلوكية وتعدَّدت مذاهبهم […]

مناقشة دعوى بِدعية تقسيم التوحيد

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة    مقدّمة: إن معرفة التوحيد الذي جاء به الأنبياء من أهم المهمّات التي يجب على المسلم معرفتها، ولقد جاءت آيات الكتاب العزيز بتوحيد الله سبحانه في ربوبيته وأنه الخالق الرازق المدبر، قال تعالى: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف: 54]، كما أمر الله تبارك وتعالى عباده […]

اتفاق علماء المسلمين على عدم شرط الربوبية في مفهوم العبادة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدّمة: كنّا قد ردَدنا في (مركز سلف) على أطروحة أحد المخالفين الذي راح يتحدّى فيها السلفيين في تحديد ضابط مستقيم للعبادة، وقد رد ردًّا مختصرًا وزعم أنا نوافقه على رأيه في اشتراط اعتقاد الربوبية؛ لما ذكرناه من تلازم الظاهر والباطن، وتلازم الألوهية والربوبية، وقد زعم أيضًا أن بعض العلماء […]

هل اختار السلفيون آراءً تخالف الإجماع؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: كثير من المزاعم المعاصرة حول السلفية لا تنبني على علمٍ منهجيٍّ صحيح، وإنما تُبنى على اجتزاءٍ للحقيقة دونما عرضٍ للحقيقة بصورة كاملة، ومن تلك المزاعم: الزعمُ بأنَّ السلفية المعاصرة لهم اختيارات فقهية تخالف الإجماع وتوافق الظاهرية أو آراء ابن تيمية، ثم افترض المخالف أنهم خالفوا الإجماع لأجل ذلك. […]

الألوهية والمقاصد ..إفراد العبادة لله مقصد مقاصد العقيدة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: مما يكاد يغيب عن أذهان بعض المسلمين اليوم أن العبودية التي هي أهمّ مقاصد الدين ليست مجرد شعائر وقتيّة يؤدّيها الإنسان؛ فكثير من المسلمين لسان حالهم يقول: أنا أعبدُ الله سبحانه وتعالى وقتَ العبادة ووقتَ الشعائر التعبُّدية كالصلاة والصيام وغيرها، أعبد الله بها في حينها كما أمر الله […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017