الثلاثاء - 21 رجب 1446 هـ - 21 يناير 2025 م

الحجاب.. شبهات علمانية، عرض ونقاش

A A

 

الهجوم على الحجاب قديم متجدِّد، ولا يفتأ العلمانيون والليبراليون من شحذ أقلامهم دائما في الصحف والمواقع والمنتديات الثقافية للكتابة عن الحجاب وحوله، سالبين بذلك حتى أبسط الحقوق التي ينادون بها، وهي الحرية.

فالمسلمة التي تلتزم بحجابها دائما عندهم في موطن الرَّيب، أو أنها مضطهَدة، مسلوبة الحقوق والإرادة، ولا يرون تقدُّما علميًّا أو فكريًّا أو أخلاقيًّا للأمة إلا بترك الحجاب.

معظم المهاترات التي تحصل حول الحجاب ورفضه من هذا القبيل، فهم يدعون إلى الحرية ويمنعوها عند أول قماش للحجاب، ويدعون إلى عدم تدخل الرجال في أمور النساء ليقرروا هم الرجال حتى هذه القاعدة!

في هذا المقال لن نتكلم عن الحجاب وحكمه وصفته وشروطه، فقد كُتب عن ذلك الكثير، لكنني سأمر على بعض الشبهات العلمانية التي يتحججون بها لمحاربة فضيلة الحجاب، ولهذا لن أخوض في احتجاجهم ببعض الأحاديث، أو حتى فهمهم لآيات الحجاب.

أولا: دعواهم أن الحجاب يخفي الشخصية:

يقولون هذا غالبًا عند تبرير قمع أي نظام سياسيّ للحجاب، ومنعه في البلاد مع السماح لكل أنواع اللبس الأخرى، ويمكن مناقشة هذا في الآتي:

1- المتحجِّب لإخفاء شخصيته إما أنه يخفي شخصيته لارتكاب جريمة، أو لإخفاء فسق أو فحش أو غير ذلك، وكثيرا ما يقولون -حقيقة أو تهكّما- إن كثيرا من النساء الساقطات يرتدين الحجاب لإخفاء فعلهنّ عن المجتمع حتى تصل إلى مبتغاها، فيقال: من المعلوم أن كثيرا من الدول تعاقب على الحجاب، أو تجعل المحجبة بعيدة عن الوظائف والتعليم والمناصب، وتتعرض المحجبة لمضايقات شتى، ومع ذلك تتمسك المسلمة المؤمنة بحجابها، فهل تفعل الفاجرة ذلك وتتقبل كل هذا السوء لأجل وصولها إلى الفجور؟!

ثم إن كثيرًا من هذه الدول أو معظمها تقنِّن التبرج والسفور والفسوق أساسًا، فما الداعي إلى أن تتحجَّب المرأة حتى تصل إلى مبتغاها السيئ؟!

فإن قيل: فيتحجب من يريد ارتكاب جريمة، يقال:

2- إذا انتحل أحد شخصية أمير أو وزير أو لبس زيًّا خاصًّا -كأن يكون قد لبس زيًّا عسكريا مثلا بنية ارتكاب جريمة- هل يلغى الزيُّ أم يعاقب الفاعل؟

لماذا يختلف الأمر حين يتعلَّق بالحجاب؛ خاصة وأن من يريد إخفاء شخصيته يمكنه أن يفعل ذلك بوجود الحجاب أو بدونه، ووسائل التنكّر كثيرة.

3- كم نسبة الجرائم التي ارتكبت من خلال تخفّي المجرم بالحجاب؟ الإجابة عن هذا السؤال كفيل بالرد على هذه الشبهة، فطوال هذه القرون كلها لم تصبح هذه ظاهرةً، ولا حتى ذكر تكرار هذا الفعل، فهو في حكم النادر والشاذ إن وجد، بل يرى بعض الراصدين والباحثين أن هذا لم يثبت حتى الآن، وإن وجد فسيكون رقما لا يُذكر، كأن تكون حالة من بين مليون حالة مثلا!

4- إذا كانت الحجة هي: إخفاء الشخصية وتخفّي المجرم، فمن المنطقي أن تمنع الكمامات، وربما مساحيق التجميل، وكل ما من شأنه تغيير شيء في وجه الإنسان أو تغطيته كليا أو جزئيا، لكن العويل كله يقف عند الحجاب!

5- الإسلام لم يمنع التأكد من المرأة إذا اشتبه بها، وذلك بكشف وجهها عند الحاجة والضرورة حتى يتمّ التأكد منها، فالأصل باقٍ، والخوف منتفٍ من أن تقوم بأمر ما يمس أمن المجتمع.

ثانيا: دعوى أن الحجاب ضد حرية المجتمع:

يتشدَّق كثير من العلمانيين بأن الحجاب ضدّ حرية المجتمع، وأن رعاية الحريات واجبة، وينبغي هنا أن نقف وقفات:

1- الحرية الوحيدة التي تنتهك هي حرية المسلمة التي أرادت لبس الحجاب بموجب الحرية التي يراعيها العلمانيون، فالاضطهاد في الدين والفكر واللبس إنما يمارس على المسلمين فحسب.

2- يقولون: إن قوانين المجتمع تنصّ على منع أي لبس يكون شعارا لفكرة أو دين، وبهذا تمنع المسلمة أيضا من ارتداء الحجاب، ولكن الإحصائيات والواقع يشهد بضدّ هذا، ففي الوقت الذي تمنع فيه دولٌ المسلمة من ارتداء الحجاب لا تُذكر حادثة واحدة لطرد يهودي أو مسيحي أو حتى سيخي من المدرسة لإظهار شعار ديني، فالطرد دائما من نصيب المسلمين والمسلمات، وفضيحة التناقض الغريب في القوانين العلمانية تكشف عنها تلميذة فرنسية كاثوليكية اسمها (كاثرين) في تعليق لها على طرد زميلتها ليلى المسلمة وأختها من المدرسة بسبب الحجاب حيث تقول: “إنني أتعجب لماذا طردت ليلى وأختها من المدرسة بينما هناك فتيات أخريات يحضرن إلى المدرسة بملابس تشبه أزياء (الساحرات) ويحملن حُلِيا مخيفة على شكل ثعابين أو وحوش أو عفاريت، لكن أحدا لم يعترض على حريتهن في لبس ما يحلو لهن. هناك زميلة لنا تأتي إلى المدرسة مرتدية (تي شيرت) مكتوب عليه: (اقترعوا لصالح الشيطان)، أليس هذا الشعار دعوة صريحة وواضحة إلى معتقدها في عبادة الشيطان؟! لكن أحدا لم يطلب منها خلع هذا اللباس”([1]).

والواقع يشهد على كل حال ويؤكد يوما بعد يوم أن القوانين تطبَّق على من يريدون فقط، وأن رفع الشعارات أو لبس اللباس الديني يصبح نقضًا للحرية متى أرادوا ذلك، ويصبح حرية شخصية متى أرادوا أيضا، فالتعامل هنا ليس بالقوانين وإنما بأمور أخرى.

ثالثا: دعوى أن الحجاب ليس شرطا للعفة:

يتشدَّق كثير من العلمانيين بوجود نساء غير أخلاقيات وهنّ محجبات، ووجود أخريات على قدر من الأخلاق وهن غير محجبات، فلماذا الحجاب؟! والجواب:

1- من يقول هذا يبتعد كثيرا عن البحث عن حكمة الحجاب، فحكمة الحجاب ليست التربية النفسية والخلقية للمرأة فقط، وسيأتي الكلام على ذلك، لكنه أيضا: حفاظ على المرأة من الأذى، ومن تطاول ضعاف النفوس عليها، وحماية للمجتمع من أن يفتتن الرجال بالنساء، والقول بأن عدم الحجاب لا يسبب فتنة مجرد مكابرة، والأرقام والإحصائيات عن التحرش والاغتصاب في الدول التي تقنن التعري وتمنع الحجاب تشهد بذلك، فهي أرقام عالية جدًّا في مجتمع ينفتح فيه الرجال على النساء.

2- لم يدَّع أحد أن مجرد وجود الحجاب يعدُّ رمزا للأخلاق العالية، لكن كونه ليس رمزا لا يعني أنه ليس داعيا إلى الفضيلة، فالاحتشام نفسه يدعو إلى كثير من الأخلاق الفاضلة كالحياء والعفة وغض البصر.

3- الأعمال الظاهرة لا شك أنها مرتبطة بالباطن، فهي ليست مجرد طقوس شكلية يقوم بها الإنسان المسلم، بل لا توجد شعيرة ظاهرة إلا وتؤثر في باطن الإنسان، يقول ابن تيمية (ت: 728هـ): “وهذه الأمور الباطنة والظاهرة بينهما ارتباط ومناسبة، فإن ما يقوم بالقلب من الشعور والحال يوجب أمورا ظاهرة، وما يقوم بالظاهر من سائر الأعمال، يوجب للقلب شعورا وأحوالا”([2]).

ويقول أيضا: “كل ما أوجبه الله على العباد لا بد أن يجب على القلب فإنه الأصل وإن وجب على غيره تبعا، فالعبد المأمور المنهي إنما يعلم بالأمر والنهي قلبه، وإنما يقصد بالطاعة والامتثال القلب، والعلم بالمأمور والامتثال يكون قبل وجود الفعل المأمور به كالصلاة والزكاة والصيام، وإذا كان العبد قد أعرض عن معرفة الأمر وقصد الامتثال كان أول المعصية منه؛ بل كان هو العاصي وغيره تبع له في ذلك؛ ولهذا قال في حق الشقي: {فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى * وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى} الآيات، وقال في حق السعداء: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} في غير موضع”([3]).

4- أن العبادات التي شرعها الله لا تترك عبادة لأجل أخرى حال كونهما واجبتين، فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، فمن صلى ومع ذلك ارتكب الفحشاء والمنكر لا نأمره بترك الصلاة فيجمع بين السوأتين، وإنما يعالج نفسه، وكذلك الحال مع الحجاب والتبرج.

رابعا: دعوى أن الحجاب عائق عن التقدُّم:

كثيرا ما تشير أصابع العلمانيين إلى نساء ناجحات ماديا في مجال السياسة أو الاقتصاد أو أي مجال كان، مدعين أن هذا النجاح سببه ترك الحجاب، وأن سبب تخلفنا هو الحجاب الذي تلبسه النساء المسلمات.

1- بداية: هل ينكر العلماني كل المنجزات التي قدمها نساء المسلمين، ولا ترى عينه إلا ما يراه نجاحا لغير المتحجبات؟ يقول الغزلي (ت: 505هـ): “لم يزل الرجال على ممر الزمان مكشوفي الوجوه والنساء يخرجن منتقبات”([4])، فمع هذا لا يخفى نجاح المسلمات في شتى المجالات في القديم والحديث، ولم يكن الحجاب عائقا لهن عن هذا التقدم.

2- من المعلوم أن الدليل الشرعي هو الكتاب والسنة والإجماع والقياس، فمتى أضيف إليها الواقع؟! ولو احتججنا بالواقع لغيرنا كثيرا من الأحكام الإسلامية.

3- هذا الفعل مجرد انتقاء، فقد عمد هؤلاء إلى كتب التاريخ أو الواقع وانتقوا شخصيات غير محجبة، وقد علموا أن بجانب كل واحدة منهن سواد عظيم من المحجبات الناجحات اللاتي لم يشر إليهن، فلماذا لا يقلب الدليل ويجعل الحجاب هو الحافز على التقدم والنجاح، ويستدل بفتيات ونساء غير محجبات في أحط مراحل الفجور والسوء الأخلاقي والفشل الاجتماعي على أن ترك الحجاب يؤدي إلى هذا؟!

خامسا: دعوى أن الحجاب كبت وتزمت يؤدي إلى التطرف، والتبرج لا يلفت النظر:

يدَّعي هؤلاء أن التبرج ليس فيه مفاسد، وأن المفاسد إنما هي في مخيلة الإسلاميين الذين يرون وجوب الحجاب، وأن الحجاب نفسه يؤدّي إلى الكبت، فهل هذا صحيح؟ الجواب:

1- لو كان هذا الكلام صحيحا لكانت الدول الغربية أقل الدول من حيث الاغتصاب والتحرش والجرائم الأخلاقية؛ ذلك أن هذه الدول أعطت هذا الجانب اهتماما كبيرا، فضيَّقت على الحجاب، وقنَّنت التبرج والسفور وحثَّت عليه، فهل أدى ذلك إلى قلة حالات الاغتصاب أو التحرش الجنسي؟! الأرقام والإحصائيات تشير إلى عكس ذلك تماما، فكندا وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة وأمريكا في أعلى قائمة الدول التي يتعرض فيها النساء للاغتصاب، فمُمارسو جرائم الاغتصاب بأمريكا من الرجال يبلغ نسبتهم 99%، أما بالنسبة للضحايا فنسبة 91% من الضحايا من النساء و9% من الرجال([5])، وأظهرت بيانات أخرى أن أمريكا تشهد جريمة اعتداء جنسي كل 107 ثانية([6]).

ومثل هذه الإحصائيات الرسمية غفلت عنها عين العلماني، بينما يدَّعي ادعاء أن الحجاب يحرّض المجتمع على الاغتصاب والتحرش.

2- القول بأن التبرج والسفور والتعري لا يغير شيئا مكابرةٌ، فالغريزة موجودة في الرجال والنساء، وهي سر أودعه الله في خلقه لاستمرار النسل وغير ذلك من الحكم، ولا يمكن لأحد أن ينكر وجود هذه الغريزة، فمع وجودها القول بأن مناظر التعري والتبرج لا تغير شيئا منافٍ للحقيقة، ومكابرة للواقع، والإحصائيات السابقة تؤكد ذلك.

وأخيرا: الحجاب أمر شرعي، شرعه الإسلام، وفهمه الصحابة الكرام، فكان نساؤهم على الحجاب الكامل كما أراد الله، ولم يكن هذا الحجاب يوما عائقا عن التقدم أو تحقيق النجاحات، كما أن الحجاب حافظ للمرأة والمجتمع في آن واحد، والإحصائيات تشهد كيف أن التبرج والسفور يؤدي بالمجتمع إلى جرف هار، والمتضرر الأكبر هو المرأة التي يدعون نصرتها بمنع الحجاب!

والحمد لله رب العالمين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) ينظر الرابط:

https://www.aletihad.ae/wejhatarticle/2147/%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%AC%D9%88%D9%85-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AC%D8%A7%D8%A8

([2]) اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم (1/ 92).

([3]) مجموع الفتاوى (14/ 114).

([4]) إحياء علوم الدين (2/ 47).

([5]) ينظر الرابط:

https://medevel.com/ar/kthr-ldwl-f-maadlt-lgtsb-f-laalm/

([6]) ينظر الرابط:

https://www.aa.com.tr/ar/%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A/4-%D8%A8%D9%84%D8%AF%D8%A7%D9%86-%D9%85%D8%AA%D9%82%D8%AF%D9%85%D8%A9-%D8%B6%D9%85%D9%86-%D9%82%D8%A7%D8%A6%D9%85%D8%A9-%D9%84%D8%A3%D8%B9%D9%84%D9%89-11-%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%AC%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%85-%D8%A7%D8%BA%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%A8-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%AA%D9%82%D8%B1%D9%8A%D8%B1/1402976

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

الحالة السلفية في فكر الإمام أبي المعالي الجويني إمام الحرمين -أصول ومعالم-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: من الأمور المحقَّقة عند الباحثين صحةُ حصول مراجعات فكرية حقيقية عند كبار المتكلمين المنسوبين إلى الأشعرية وغيرها، وقد وثِّقت تلك المراجعات في كتب التراجم والتاريخ، ونُقِلت عنهم في ذلك عبارات صريحة، بل قامت شواهد الواقع على ذلك عند ملاحظة ما ألَّفوه من مصنفات ومقارنتها، وتحقيق المتأخر منها والمتقدم، […]

أحوال السلف في شهر رجب

 مقدمة: إن الله تعالى خَلَقَ الخلق، واصطفى من خلقه ما يشاء، ففضّله على غيره، قال تعالى: ﴿وَرَبُّكَ يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُ ‌وَيَخۡتَارُ﴾ [القصص: 68]. والمقصود بالاختيار: الاصطفاء بعد الخلق، فالخلق عامّ، والاصطفاء خاصّ[1]. ومن هذا تفضيله تعالى بعض الأزمان على بعض، كالأشهر الحرم، ورمضان، ويوم الجمعة، والعشر الأواخر من رمضان، وعشر ذي الحجة، وغير ذلك مما […]

هل يُمكِن الاستغناءُ عن النُّبوات ببدائلَ أُخرى كالعقل والضمير؟

مقدمة: هذه شبهة من الشبهات المثارة على النبوّات، وهي مَبنيَّة على سوء فَهمٍ لطبيعة النُّبوة، ولوظيفتها الأساسية، وكشف هذه الشُّبهة يحتاج إلى تَجْلية أوجه الاحتياج إلى النُّبوة والوحي. وحاصل هذه الشبهة: أنَّ البَشَر ليسوا في حاجة إلى النُّبوة في إصلاح حالهم وعَلاقتهم مع الله، ويُمكِن تحقيقُ أعلى مراتب الصلاح والاستقامة من غير أنْ يَنزِل إليهم […]

الصوفية وعجز الإفصاح ..الغموض والكتمان نموذجا

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  توطئة: تتجلى ظاهرة الغموض والكتمان في الفكر الصوفي من خلال مفهوم الظاهر والباطن، ويرى الصوفية أن علم الباطن هو أرقى مراتب المعرفة، إذ يستند إلى تأويلات عميقة -فيما يزعمون- للنصوص الدينية، مما يتيح لهم تفسير القرآن والحديث بطرق تتناغم مع معتقداتهم الفاسدة، حيث يدّعون أن الأئمة والأولياء هم الوحيدون […]

القيادة والتنمية عند أتباع السلف الصالح الأمير عبد الله بن طاهر أمير خراسان وما وراء النهر أنموذجا (182-230ه/ 798-845م)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  المقدمة: كنتُ أقرأ قصةَ الإمام إسحاق بن راهويه -رحمه الله- عندما عرض كتاب (التاريخ الكبير) للإمام البخاري -رحمه الله- على الأمير عبد الله بن طاهر، وقال له: (ألا أريك سحرًا؟!)، وكنت أتساءل: لماذا يعرض كتابًا متخصِّصًا في علم الرجال على الأمير؟ وهل عند الأمير من الوقت للاطّلاع على الكتب، […]

دعوى غلو النجديين وخروجهم عن سنن العلماء

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تكثر الدعاوى حول الدعوة النجدية، وتكثر الأوهام حول طريقتهم سواء من المخالفين أو حتى من بعض الموافقين الذين دخلت عليهم بعض شُبه الخصوم، وزاد الطين بلة انتسابُ كثير من الجهال والغلاة إلى طريقة الدعوة النجدية، ووظفوا بعض عباراتهم -والتي لا يحفظون غيرها- فشطوا في التكفير بغير حق، وأساؤوا […]

التحقيق في موقف ابن الزَّمْلَكَاني من ابن تيّمِيَّة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: يُعتَبَر ابن الزَّمْلَكَاني الذي ولد سنة 667هـ مُتقاربًا في السنِّ مع شيخ الإسلام الذي ولد سنة 661هـ، ويكبره شيخ الإسلام بنحو ست سنوات فقط، وكلاهما نشأ في مدينة دمشق في العصر المملوكي، فمعرفة كلٍّ منهما بالآخر قديمة جِدًّا من فترة شبابهما، وكلاهما من كبار علماء مذهبِه وعلماء المسلمين. […]

الشَّبَهُ بين شرك أهل الأوثان وشرك أهل القبور

مقدمة: نزل القرآنُ بلسان عربيٍّ مبين، وكان لبيان الشرك من هذا البيان حظٌّ عظيم، فقد بيَّن القرآن الشرك، وقطع حجّةَ أهله، وأنذر فاعلَه، وبين عقوبته وخطرَه عليه. وقد جرت سنة العلماء على اعتبار عموم الألفاظ، واتباع الاشتقاق للأوصاف في الأفعال، فمن فعل الشرك فقد استوجب هذا الاسمَ، لا يرفعه عنه شرعًا إلا فقدانُ شرط أو […]

هل مُجرد الإقرار بالربوبية يُنجِي صاحبه من النار؟

مقدمة: كثيرٌ ممن يحبّون العاجلة ويذرون الآخرة يكتفون بالإقرار بالربوبية إقرارًا نظريًّا؛ تفاديًا منهم لسؤال البدهيات العقلية، وتجنُّبا للصّدام مع الضروريات الفطرية، لكنهم لا يستنتجون من ذلك استحقاق الخالق للعبودية، وإذا رجعوا إلى الشرع لم يقبَلوا منه التفصيلَ؛ حتى لا ينتقض غزلهم مِن بعدِ قوة، وقد كان هذا حالَ كثير من الأمم قبل الإسلام، وحين […]

هل كان شيخ الإسلام أبو عثمان الصابوني أشعريًّا؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: مِن مسالك أهل الباطل في الترويج لباطلهم نِسبةُ أهل الفضل والعلم ومن لهم لسان صدق في الآخرين إلى مذاهبهم وطرقهم. وقديمًا ادَّعى اليهود والنصارى والمشركون انتساب خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام إلى دينهم وملَّتهم، فقال تعالى ردًّا عليهم في ذلك: ﴿‌مَا ‌كَانَ ‌إِبۡرَٰهِيمُ يَهُودِيّا وَلَا نَصۡرَانِيّا وَلَٰكِن كَانَ […]

هل علاقة الوهابية بالصوفية المُتسنِّنة علاقة تصادم؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تعتبر الصوفيةُ أحدَ المظاهر الفكرية في تاريخ التراث والفكر الإسلامي، وقد بدأت بالزهد والعبادة وغير ذلك من المعاني الطيِّبة التي يشتمل عليها الإسلام، ثم أصبحت فيما بعد عِلمًا مُستقلًّا يصنّف فيه المصنفات وتكتب فيه الكتب، وارتبطت بجهود عدد من العلماء الذين أسهموا في نشر مبادئها السلوكية وتعدَّدت مذاهبهم […]

مناقشة دعوى بِدعية تقسيم التوحيد

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة    مقدّمة: إن معرفة التوحيد الذي جاء به الأنبياء من أهم المهمّات التي يجب على المسلم معرفتها، ولقد جاءت آيات الكتاب العزيز بتوحيد الله سبحانه في ربوبيته وأنه الخالق الرازق المدبر، قال تعالى: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف: 54]، كما أمر الله تبارك وتعالى عباده […]

اتفاق علماء المسلمين على عدم شرط الربوبية في مفهوم العبادة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدّمة: كنّا قد ردَدنا في (مركز سلف) على أطروحة أحد المخالفين الذي راح يتحدّى فيها السلفيين في تحديد ضابط مستقيم للعبادة، وقد رد ردًّا مختصرًا وزعم أنا نوافقه على رأيه في اشتراط اعتقاد الربوبية؛ لما ذكرناه من تلازم الظاهر والباطن، وتلازم الألوهية والربوبية، وقد زعم أيضًا أن بعض العلماء […]

هل اختار السلفيون آراءً تخالف الإجماع؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: كثير من المزاعم المعاصرة حول السلفية لا تنبني على علمٍ منهجيٍّ صحيح، وإنما تُبنى على اجتزاءٍ للحقيقة دونما عرضٍ للحقيقة بصورة كاملة، ومن تلك المزاعم: الزعمُ بأنَّ السلفية المعاصرة لهم اختيارات فقهية تخالف الإجماع وتوافق الظاهرية أو آراء ابن تيمية، ثم افترض المخالف أنهم خالفوا الإجماع لأجل ذلك. […]

الألوهية والمقاصد ..إفراد العبادة لله مقصد مقاصد العقيدة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: مما يكاد يغيب عن أذهان بعض المسلمين اليوم أن العبودية التي هي أهمّ مقاصد الدين ليست مجرد شعائر وقتيّة يؤدّيها الإنسان؛ فكثير من المسلمين لسان حالهم يقول: أنا أعبدُ الله سبحانه وتعالى وقتَ العبادة ووقتَ الشعائر التعبُّدية كالصلاة والصيام وغيرها، أعبد الله بها في حينها كما أمر الله […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017