الخميس - 19 جمادى الأول 1446 هـ - 21 نوفمبر 2024 م

الحجاب.. شبهات علمانية، عرض ونقاش

A A

 

الهجوم على الحجاب قديم متجدِّد، ولا يفتأ العلمانيون والليبراليون من شحذ أقلامهم دائما في الصحف والمواقع والمنتديات الثقافية للكتابة عن الحجاب وحوله، سالبين بذلك حتى أبسط الحقوق التي ينادون بها، وهي الحرية.

فالمسلمة التي تلتزم بحجابها دائما عندهم في موطن الرَّيب، أو أنها مضطهَدة، مسلوبة الحقوق والإرادة، ولا يرون تقدُّما علميًّا أو فكريًّا أو أخلاقيًّا للأمة إلا بترك الحجاب.

معظم المهاترات التي تحصل حول الحجاب ورفضه من هذا القبيل، فهم يدعون إلى الحرية ويمنعوها عند أول قماش للحجاب، ويدعون إلى عدم تدخل الرجال في أمور النساء ليقرروا هم الرجال حتى هذه القاعدة!

في هذا المقال لن نتكلم عن الحجاب وحكمه وصفته وشروطه، فقد كُتب عن ذلك الكثير، لكنني سأمر على بعض الشبهات العلمانية التي يتحججون بها لمحاربة فضيلة الحجاب، ولهذا لن أخوض في احتجاجهم ببعض الأحاديث، أو حتى فهمهم لآيات الحجاب.

أولا: دعواهم أن الحجاب يخفي الشخصية:

يقولون هذا غالبًا عند تبرير قمع أي نظام سياسيّ للحجاب، ومنعه في البلاد مع السماح لكل أنواع اللبس الأخرى، ويمكن مناقشة هذا في الآتي:

1- المتحجِّب لإخفاء شخصيته إما أنه يخفي شخصيته لارتكاب جريمة، أو لإخفاء فسق أو فحش أو غير ذلك، وكثيرا ما يقولون -حقيقة أو تهكّما- إن كثيرا من النساء الساقطات يرتدين الحجاب لإخفاء فعلهنّ عن المجتمع حتى تصل إلى مبتغاها، فيقال: من المعلوم أن كثيرا من الدول تعاقب على الحجاب، أو تجعل المحجبة بعيدة عن الوظائف والتعليم والمناصب، وتتعرض المحجبة لمضايقات شتى، ومع ذلك تتمسك المسلمة المؤمنة بحجابها، فهل تفعل الفاجرة ذلك وتتقبل كل هذا السوء لأجل وصولها إلى الفجور؟!

ثم إن كثيرًا من هذه الدول أو معظمها تقنِّن التبرج والسفور والفسوق أساسًا، فما الداعي إلى أن تتحجَّب المرأة حتى تصل إلى مبتغاها السيئ؟!

فإن قيل: فيتحجب من يريد ارتكاب جريمة، يقال:

2- إذا انتحل أحد شخصية أمير أو وزير أو لبس زيًّا خاصًّا -كأن يكون قد لبس زيًّا عسكريا مثلا بنية ارتكاب جريمة- هل يلغى الزيُّ أم يعاقب الفاعل؟

لماذا يختلف الأمر حين يتعلَّق بالحجاب؛ خاصة وأن من يريد إخفاء شخصيته يمكنه أن يفعل ذلك بوجود الحجاب أو بدونه، ووسائل التنكّر كثيرة.

3- كم نسبة الجرائم التي ارتكبت من خلال تخفّي المجرم بالحجاب؟ الإجابة عن هذا السؤال كفيل بالرد على هذه الشبهة، فطوال هذه القرون كلها لم تصبح هذه ظاهرةً، ولا حتى ذكر تكرار هذا الفعل، فهو في حكم النادر والشاذ إن وجد، بل يرى بعض الراصدين والباحثين أن هذا لم يثبت حتى الآن، وإن وجد فسيكون رقما لا يُذكر، كأن تكون حالة من بين مليون حالة مثلا!

4- إذا كانت الحجة هي: إخفاء الشخصية وتخفّي المجرم، فمن المنطقي أن تمنع الكمامات، وربما مساحيق التجميل، وكل ما من شأنه تغيير شيء في وجه الإنسان أو تغطيته كليا أو جزئيا، لكن العويل كله يقف عند الحجاب!

5- الإسلام لم يمنع التأكد من المرأة إذا اشتبه بها، وذلك بكشف وجهها عند الحاجة والضرورة حتى يتمّ التأكد منها، فالأصل باقٍ، والخوف منتفٍ من أن تقوم بأمر ما يمس أمن المجتمع.

ثانيا: دعوى أن الحجاب ضد حرية المجتمع:

يتشدَّق كثير من العلمانيين بأن الحجاب ضدّ حرية المجتمع، وأن رعاية الحريات واجبة، وينبغي هنا أن نقف وقفات:

1- الحرية الوحيدة التي تنتهك هي حرية المسلمة التي أرادت لبس الحجاب بموجب الحرية التي يراعيها العلمانيون، فالاضطهاد في الدين والفكر واللبس إنما يمارس على المسلمين فحسب.

2- يقولون: إن قوانين المجتمع تنصّ على منع أي لبس يكون شعارا لفكرة أو دين، وبهذا تمنع المسلمة أيضا من ارتداء الحجاب، ولكن الإحصائيات والواقع يشهد بضدّ هذا، ففي الوقت الذي تمنع فيه دولٌ المسلمة من ارتداء الحجاب لا تُذكر حادثة واحدة لطرد يهودي أو مسيحي أو حتى سيخي من المدرسة لإظهار شعار ديني، فالطرد دائما من نصيب المسلمين والمسلمات، وفضيحة التناقض الغريب في القوانين العلمانية تكشف عنها تلميذة فرنسية كاثوليكية اسمها (كاثرين) في تعليق لها على طرد زميلتها ليلى المسلمة وأختها من المدرسة بسبب الحجاب حيث تقول: “إنني أتعجب لماذا طردت ليلى وأختها من المدرسة بينما هناك فتيات أخريات يحضرن إلى المدرسة بملابس تشبه أزياء (الساحرات) ويحملن حُلِيا مخيفة على شكل ثعابين أو وحوش أو عفاريت، لكن أحدا لم يعترض على حريتهن في لبس ما يحلو لهن. هناك زميلة لنا تأتي إلى المدرسة مرتدية (تي شيرت) مكتوب عليه: (اقترعوا لصالح الشيطان)، أليس هذا الشعار دعوة صريحة وواضحة إلى معتقدها في عبادة الشيطان؟! لكن أحدا لم يطلب منها خلع هذا اللباس”([1]).

والواقع يشهد على كل حال ويؤكد يوما بعد يوم أن القوانين تطبَّق على من يريدون فقط، وأن رفع الشعارات أو لبس اللباس الديني يصبح نقضًا للحرية متى أرادوا ذلك، ويصبح حرية شخصية متى أرادوا أيضا، فالتعامل هنا ليس بالقوانين وإنما بأمور أخرى.

ثالثا: دعوى أن الحجاب ليس شرطا للعفة:

يتشدَّق كثير من العلمانيين بوجود نساء غير أخلاقيات وهنّ محجبات، ووجود أخريات على قدر من الأخلاق وهن غير محجبات، فلماذا الحجاب؟! والجواب:

1- من يقول هذا يبتعد كثيرا عن البحث عن حكمة الحجاب، فحكمة الحجاب ليست التربية النفسية والخلقية للمرأة فقط، وسيأتي الكلام على ذلك، لكنه أيضا: حفاظ على المرأة من الأذى، ومن تطاول ضعاف النفوس عليها، وحماية للمجتمع من أن يفتتن الرجال بالنساء، والقول بأن عدم الحجاب لا يسبب فتنة مجرد مكابرة، والأرقام والإحصائيات عن التحرش والاغتصاب في الدول التي تقنن التعري وتمنع الحجاب تشهد بذلك، فهي أرقام عالية جدًّا في مجتمع ينفتح فيه الرجال على النساء.

2- لم يدَّع أحد أن مجرد وجود الحجاب يعدُّ رمزا للأخلاق العالية، لكن كونه ليس رمزا لا يعني أنه ليس داعيا إلى الفضيلة، فالاحتشام نفسه يدعو إلى كثير من الأخلاق الفاضلة كالحياء والعفة وغض البصر.

3- الأعمال الظاهرة لا شك أنها مرتبطة بالباطن، فهي ليست مجرد طقوس شكلية يقوم بها الإنسان المسلم، بل لا توجد شعيرة ظاهرة إلا وتؤثر في باطن الإنسان، يقول ابن تيمية (ت: 728هـ): “وهذه الأمور الباطنة والظاهرة بينهما ارتباط ومناسبة، فإن ما يقوم بالقلب من الشعور والحال يوجب أمورا ظاهرة، وما يقوم بالظاهر من سائر الأعمال، يوجب للقلب شعورا وأحوالا”([2]).

ويقول أيضا: “كل ما أوجبه الله على العباد لا بد أن يجب على القلب فإنه الأصل وإن وجب على غيره تبعا، فالعبد المأمور المنهي إنما يعلم بالأمر والنهي قلبه، وإنما يقصد بالطاعة والامتثال القلب، والعلم بالمأمور والامتثال يكون قبل وجود الفعل المأمور به كالصلاة والزكاة والصيام، وإذا كان العبد قد أعرض عن معرفة الأمر وقصد الامتثال كان أول المعصية منه؛ بل كان هو العاصي وغيره تبع له في ذلك؛ ولهذا قال في حق الشقي: {فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى * وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى} الآيات، وقال في حق السعداء: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} في غير موضع”([3]).

4- أن العبادات التي شرعها الله لا تترك عبادة لأجل أخرى حال كونهما واجبتين، فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، فمن صلى ومع ذلك ارتكب الفحشاء والمنكر لا نأمره بترك الصلاة فيجمع بين السوأتين، وإنما يعالج نفسه، وكذلك الحال مع الحجاب والتبرج.

رابعا: دعوى أن الحجاب عائق عن التقدُّم:

كثيرا ما تشير أصابع العلمانيين إلى نساء ناجحات ماديا في مجال السياسة أو الاقتصاد أو أي مجال كان، مدعين أن هذا النجاح سببه ترك الحجاب، وأن سبب تخلفنا هو الحجاب الذي تلبسه النساء المسلمات.

1- بداية: هل ينكر العلماني كل المنجزات التي قدمها نساء المسلمين، ولا ترى عينه إلا ما يراه نجاحا لغير المتحجبات؟ يقول الغزلي (ت: 505هـ): “لم يزل الرجال على ممر الزمان مكشوفي الوجوه والنساء يخرجن منتقبات”([4])، فمع هذا لا يخفى نجاح المسلمات في شتى المجالات في القديم والحديث، ولم يكن الحجاب عائقا لهن عن هذا التقدم.

2- من المعلوم أن الدليل الشرعي هو الكتاب والسنة والإجماع والقياس، فمتى أضيف إليها الواقع؟! ولو احتججنا بالواقع لغيرنا كثيرا من الأحكام الإسلامية.

3- هذا الفعل مجرد انتقاء، فقد عمد هؤلاء إلى كتب التاريخ أو الواقع وانتقوا شخصيات غير محجبة، وقد علموا أن بجانب كل واحدة منهن سواد عظيم من المحجبات الناجحات اللاتي لم يشر إليهن، فلماذا لا يقلب الدليل ويجعل الحجاب هو الحافز على التقدم والنجاح، ويستدل بفتيات ونساء غير محجبات في أحط مراحل الفجور والسوء الأخلاقي والفشل الاجتماعي على أن ترك الحجاب يؤدي إلى هذا؟!

خامسا: دعوى أن الحجاب كبت وتزمت يؤدي إلى التطرف، والتبرج لا يلفت النظر:

يدَّعي هؤلاء أن التبرج ليس فيه مفاسد، وأن المفاسد إنما هي في مخيلة الإسلاميين الذين يرون وجوب الحجاب، وأن الحجاب نفسه يؤدّي إلى الكبت، فهل هذا صحيح؟ الجواب:

1- لو كان هذا الكلام صحيحا لكانت الدول الغربية أقل الدول من حيث الاغتصاب والتحرش والجرائم الأخلاقية؛ ذلك أن هذه الدول أعطت هذا الجانب اهتماما كبيرا، فضيَّقت على الحجاب، وقنَّنت التبرج والسفور وحثَّت عليه، فهل أدى ذلك إلى قلة حالات الاغتصاب أو التحرش الجنسي؟! الأرقام والإحصائيات تشير إلى عكس ذلك تماما، فكندا وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة وأمريكا في أعلى قائمة الدول التي يتعرض فيها النساء للاغتصاب، فمُمارسو جرائم الاغتصاب بأمريكا من الرجال يبلغ نسبتهم 99%، أما بالنسبة للضحايا فنسبة 91% من الضحايا من النساء و9% من الرجال([5])، وأظهرت بيانات أخرى أن أمريكا تشهد جريمة اعتداء جنسي كل 107 ثانية([6]).

ومثل هذه الإحصائيات الرسمية غفلت عنها عين العلماني، بينما يدَّعي ادعاء أن الحجاب يحرّض المجتمع على الاغتصاب والتحرش.

2- القول بأن التبرج والسفور والتعري لا يغير شيئا مكابرةٌ، فالغريزة موجودة في الرجال والنساء، وهي سر أودعه الله في خلقه لاستمرار النسل وغير ذلك من الحكم، ولا يمكن لأحد أن ينكر وجود هذه الغريزة، فمع وجودها القول بأن مناظر التعري والتبرج لا تغير شيئا منافٍ للحقيقة، ومكابرة للواقع، والإحصائيات السابقة تؤكد ذلك.

وأخيرا: الحجاب أمر شرعي، شرعه الإسلام، وفهمه الصحابة الكرام، فكان نساؤهم على الحجاب الكامل كما أراد الله، ولم يكن هذا الحجاب يوما عائقا عن التقدم أو تحقيق النجاحات، كما أن الحجاب حافظ للمرأة والمجتمع في آن واحد، والإحصائيات تشهد كيف أن التبرج والسفور يؤدي بالمجتمع إلى جرف هار، والمتضرر الأكبر هو المرأة التي يدعون نصرتها بمنع الحجاب!

والحمد لله رب العالمين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) ينظر الرابط:

https://www.aletihad.ae/wejhatarticle/2147/%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%AC%D9%88%D9%85-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AC%D8%A7%D8%A8

([2]) اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم (1/ 92).

([3]) مجموع الفتاوى (14/ 114).

([4]) إحياء علوم الدين (2/ 47).

([5]) ينظر الرابط:

https://medevel.com/ar/kthr-ldwl-f-maadlt-lgtsb-f-laalm/

([6]) ينظر الرابط:

https://www.aa.com.tr/ar/%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A/4-%D8%A8%D9%84%D8%AF%D8%A7%D9%86-%D9%85%D8%AA%D9%82%D8%AF%D9%85%D8%A9-%D8%B6%D9%85%D9%86-%D9%82%D8%A7%D8%A6%D9%85%D8%A9-%D9%84%D8%A3%D8%B9%D9%84%D9%89-11-%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%AC%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%85-%D8%A7%D8%BA%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%A8-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%AA%D9%82%D8%B1%D9%8A%D8%B1/1402976

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

صيانة الشريعة لحق الحياة وحقوق القتلى، ودفع إشكال حول حديث قاتل المئة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: إنّ أهلَ الأهواء حين لا يجدون إشكالًا حقيقيًّا أو تناقضًا -كما قد يُتوهَّم- أقاموا سوق الأَشْكَلة، وافترضوا هم إشكالا هشًّا أو مُتخيَّلًا، ونحن نهتبل فرصة ورود هذا الإشكال لنقرر فيه ولنثبت ونبرز تلك الصفحة البيضاء لصون الدماء ورعاية حقّ الحياة وحقوق القتلى، سدًّا لأبواب الغواية والإضلال المشرَعَة، وإن […]

برهان الأخلاق ودلالته على وجود الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ قضيةَ الاستدلال على وجود الله تعالى، وأنه الربّ الذي لا ربّ سواه، وأنه المعبود الذي استحقَّ جميع أنواع العبادة قضية ضرورية في حياة البشر؛ ولذا فطر الله سبحانه وتعالى الخلق كلَّهم على معرفتها، وجعل معرفته سبحانه وتعالى أمرًا ضروريًّا فطريًّا شديدَ العمق في وجدان الإنسان وفي عقله. […]

التوظيف العلماني للقرائن.. المنهجية العلمية في مواجهة العبث الفكري الهدّام

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة     مقدمة: حاول أصحاب الفكر الحداثي ومراكزُهم توظيفَ بعض القضايا الأصولية في الترويج لقضاياهم العلمانية الهادفة لتقويض الشريعة، وترويج الفكر التاريخي في تفسير النصّ، ونسبية الحقيقة، وفتح النص على كلّ المعاني، وتحميل النص الشرعي شططَهم الفكري وزيفَهم المروَّج له، ومن ذلك محاولتُهم اجترار القواعد الأصولية التي يظنون فيها […]

بين عُذوبة الأعمال القلبية وعَذاب القسوة والمادية.. إطلالة على أهمية أعمال القلوب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: تعاظمت وطغت المادية اليوم على حياة المسلمين حتى إن قلب الإنسان لا يكاد يحس بطعم الحياة وطعم العبادة إلا وتأتيه القسوة من كل مكان، فكثيرا ما تصطفُّ الجوارح بين يدي الله للصلاة ولا يحضر القلب في ذلك الصف إلا قليلا. والقلب وإن كان بحاجة ماسة إلى تعاهُدٍ […]

الإسهامات العلمية لعلماء نجد في علم الحديث.. واقع يتجاوز الشائعات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لا يخلو زمن من الأزمان من الاهتمام بالعلوم وطلبها وتعليمها، فتنشط الحركة التعليمية وتزدهر، وربما نشط علم معين على بقية العلوم نتيجة لاحتياج الناس إليه، أو خوفًا من اندثاره. وقد اهتم علماء منطقة نجد في حقبهم التاريخية المختلفة بعلوم الشريعة، يتعلمونها ويعلِّمونها ويرحلون لطلبها وينسخون كتبها، فكان أول […]

عرض وتعريف بكتاب: المسائل العقدية التي خالف فيها بعضُ الحنابلة اعتقاد السّلف.. أسبابُها، ومظاهرُها، والموقف منها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تمهيد: من رحمة الله عز وجل بهذه الأمة أن جعلها أمةً معصومة؛ لا تجتمع على ضلالة، فهي معصومة بكلِّيّتها من الانحراف والوقوع في الزّلل والخطأ، أمّا أفراد العلماء فلم يضمن لهم العِصمة، وهذا من حكمته سبحانه ومن رحمته بالأُمّة وبالعالـِم كذلك، وزلّة العالـِم لا تنقص من قدره، فإنه ما […]

قياس الغائب على الشاهد.. هل هي قاعِدةٌ تَيْمِيَّة؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   القياس بمفهومه العام يُقصد به: إعطاء حُكم شيء لشيء آخر لاشتراكهما في عِلته([1])، وهو بهذا المعنى مفهوم أصولي فقهي جرى عليه العمل لدى كافة الأئمة المجتهدين -عدا أهل الظاهر- طريقا لاستنباط الأحكام الشرعية العملية من مصادرها المعتبرة([2])، وقد استعار الأشاعرة معنى هذا الأصل لإثبات الأحكام العقدية المتعلقة بالله […]

فَقْدُ زيدِ بنِ ثابتٍ لآيات من القرآن عند جمع المصحف (إشكال وبيان)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: القرآن الكريم وحي الله تعالى لنبيّه محمد صلى الله عليه وسلم، المعجزة الخالدة، تتأمله العقول والأفهام، وتَتَعرَّفُه المدارك البشرية في كل الأزمان، وحجته قائمة، وتقف عندها القدرة البشرية، فتعجز عن الإتيان بمثلها، وتحمل من أنار الله بصيرته على الإذعان والتسليم والإيمان والاطمئنان. فهو دستور الخالق لإصلاح الخلق، وقانون […]

إرث الجهم والجهميّة .. قراءة في الإعلاء المعاصر للفكر الجهمي ومحاولات توظيفه

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إذا كان لكلِّ ساقطة لاقطة، ولكل سلعة كاسدة يومًا سوقٌ؛ فإن ريح (الجهم) ساقطة وجدت لها لاقطة، مستفيدة منها ومستمدّة، ورافعة لها ومُعليَة، وفي زماننا الحاضر نجد محاولاتِ بعثٍ لأفكارٍ منبوذة ضالّة تواترت جهود السلف على ذمّها وقدحها، والحط منها ومن معتنقها وناشرها([1]). وقد يتعجَّب البعض أَنَّى لهذا […]

شبهات العقلانيين حول حديث: (إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لا يزال العقلانيون يحكِّمون كلامَ الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم إلى عقولهم القاصرة، فينكِرون بذلك السنةَ النبوية ويردُّونها، ومن جملة تشغيباتهم في ذلك شبهاتُهم المثارَة حول حديث: «الشيطان يجري في ابن آدم مجرى الدم» الذي يعتبرونه مجردَ مجاز أو رمزية للإشارة إلى سُرعة وقوع الإنسان في الهوى […]

شُبهة في فهم حديث الثقلين.. وهل ترك أهل السنة العترة واتَّبعوا الأئمة الأربعة؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة حديث الثقلين يعتبر من أهمّ سرديات الخطاب الديني عند الشيعة بكافّة طوائفهم، وهو حديث معروف عند أهل العلم، تمسَّك بها طوائف الشيعة وفق عادة تلك الطوائف من الاجتزاء في فهم الإسلام، وعدم قراءة الإسلام قراءة صحيحة وفق منظورٍ شمولي. ولقد ورد الحديث بعدد من الألفاظ، أصحها ما رواه مسلم […]

المهدي بين الحقيقة والخرافة والرد على دعاوى المشككين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا، لَا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلَّا هَالِكٌ»([1]). ومن رحمته صلى الله عليه وسلم بالأمه أنه أخبر بأمور كثيرة واقعة بعده، وهي من الغيب الذي أطلعه الله عليه، وهو صلى الله عليه وسلم لا […]

قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لو كان الإيمان منوطًا بالثريا، لتناوله رجال من فارس) شبهة وجواب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  يقول بعض المنتصرين لإيران: لا إشكالَ عند أحدٍ من أهل العلم أنّ العربَ وغيرَهم من المسلمين في عصرنا قد أعرَضوا وتولَّوا عن الإسلام، وبذلك يكون وقع فعلُ الشرط: {وَإِن تَتَوَلَّوْاْ}، ويبقى جوابه، وهو الوعد الإلهيُّ باستبدال الفرس بهم، كما لا إشكال عند المنصفين أن هذا الوعدَ الإلهيَّ بدأ يتحقَّق([1]). […]

دعوى العلمانيين أن علماء الإسلام يكفرون العباقرة والمفكرين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة عرفت الحضارة الإسلامية ازدهارًا كبيرًا في كافة الأصعدة العلمية والاجتماعية والثقافية والفكرية، ولقد كان للإسلام اللبنة الأولى لهذه الانطلاقة من خلال مبادئه التي تحثّ على العلم والمعرفة والتفكر في الكون، والعمل إلى آخر نفَسٍ للإنسان، حتى أوصى الإنسان أنَّه إذا قامت عليه الساعة وفي يده فسيلة فليغرسها. ولقد كان […]

حديث: «إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ» شبهة ونقاش

من أكثر الإشكالات التي يمكن أن تؤثِّرَ على الشباب وتفكيرهم: الشبهات المتعلِّقة بالغيب والقدر، فهما بابان مهمّان يحرص أعداء الدين على الدخول منهما إلى قلوب المسلمين وعقولهم لزرع الشبهات التي كثيرًا ما تصادف هوى في النفس، فيتبعها فئام من المسلمين. وفي هذا المقال عرضٌ ونقاشٌ لشبهة واردة على حديثٍ من أحاديث النبي صلى الله عليه […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017