آثار الحداثة على العقيدة والأخلاق
للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة
مقدمة:
الفكر الحداثي مذهبٌ غربيّ معاصر دخيل على الإسلام، والحداثة تعني: (محاولة الإنسان المعاصر رفض النَّمطِ الحضاري القائم، والنظامِ المعرفي الموروث، واستبدال نمطٍ جديد مُعَلْمَن تصوغه حصيلةٌ من المذاهب والفلسفات الأوروبية المادية الحديثة به على كافة الأصعدة؛ الفنية والأدبية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية والفكرية…)([1]).
ومما جاء أيضا في تعريفه: (محاولة صياغة نموذج للفِكر والحياة، يتجاوز الموروث، ويتحرَّر من قيوده؛ لِيُحَقِّق تقدُّم الإنسان ورُقِيَّه بعقله ومناهِجِه العَصْرية الغربية؛ لتطويع الكون لإرادته، واستخراج مُقدَّراته لخدمته)([2]).
وقد تسرَّبت هذه الأفكار إلى بلاد المسلمين ولا سيما مع تكثيف أصحابها جهودهم في نشرها عبر وسائل كثيرة، والتمويه بأنها من الأفكار التي لها ميزة خاصة في إسعاد الناس، وأنها تمنح الحياة بعدًا جديدًا، فكان لها آثار عظيمة على عقيدة الناس وأخلاقهم وقيمهم.
وهذه الآثار لها مظاهر شتى، منها: الاستهزاء بالإسلام كدين، ومنها النيل من الرسول صلى الله عليه وسلم، أو كتابه الكريم، أو الحط من التاريخ الإسلامي، أو نشر الرذيلة وسوء الأخلاق مما يتنافى مع ديننا الحنيف.
فالحداثة إذن فكر يقوم على نبذ التراث القديم، ونشر الأفكار المادية الإلحادية، والتأثير على العقيدة والأخلاق والقيم، وذلك تحت غطاء التجديد والتنوير.
وهذه ورقة مختصرة تبين آثار الحداثة على العقيدة والأخلاق.
مركز سلف للبحوث والدراسات
جذور الحداثة الغربية والعربية:
الحداثة هي انسلاخ صريح وواضح عن كل قديم وموروث، وذلك للتجربة الغربية المريرة مع طغيان الكنيسة، وتحالفها مع السلطة الظالمة، وجشاعة الإقطاعيين، وتحريم العلم وقمع المفكرين، فالإنسان الغربي مر بمراحل عصيبة لم يثبت أمامها لضعف عقائده وبطلانها، حيث اعتنق الوثنية ثم لفظها، ثم قدّس المسيحية حتى ثار عليها وسماها بعصور الظلام، فعشق الطبيعة ثم هجرها، وعشق الواقع ففرّ منه مذعورًا، فقرر الكفرَ بالله صراحة، وحمل المادية التاريخية والجدلية ثم كفر بها، فقال: إن الفن للفن، وما لبث حتى كفر بذلك، فدعا إلى الحرية والإخاء والمساواة دعوة طلاء وغشاوة، حتى جاءت الوجودية فأزالت الطلاء والغشاوة، وجعلت الحرية فوضى، والالتزام تفلُّتا، والإيمان بأي شيء كفرًا، فلم يعد في حياة الإنسان الغربي إلا أن تنفجر كل هذه المذاهب انفجارًا رهيبا يحطّم كلّ قيمة، لتعلن يأسه وفشله في أن يجد أمنا وأمانًا روحيا وفكريا، وجاءت الحداثة لتمثل هذا الانفجار الرهيب اليائس، انفجار الإنسان الذي لم يعرف الأمن في ذاته آلاف السنين، فجرب كل ما أوحت به الشياطين، جرب العلم والمال والطبيعة، فما أفادته بشيء، فكفر بها جميعا، وعبر عن هذا الكفر بالحداثة([3]).
وعن الحداثة الغربية وتركها لكل ماضٍ -ولو كان هذا الماضي قريبا- والدعوة للانسلاخ عن الهوية يقول الحداثي زيجمونت باومان: (حتى يكون المرء من أهل الحداثة لا بد أن يأخذ بالتحديث، وأن يعكفَ عليه ويفرضه، فلا يكفي للتحديث أن يكون وأن تبقى هويته على حالتها الأصلية الكاملة، بل لا بد من أن يدخل عالم الصيرورة الدائمة، رافضا الاكتمال والتعريف التام، فإذا حلت بنية جديدة مكان بنية قديمة باعتبارها موضة قديمة وسلعة منتهية الصلاحية، فإن ذلك لا يعدو أن يكون تسوية لحظية أخرى يعلم الجميع أنها حالة مؤقتة حتى إشعار آخر، فمن السمات الأصيلة للحداثة أن يكون الشيء في أية مرحلة وفي كل الأوقات “ما بعد الشيء”، والإيمان المتنامي بأن التغيير هو الثبات الوحيد، وأن اللايقين هو اليقين الوحيد، إذ كانت الحداثة في المئة عام الماضية تعني محاولة الوصول إلى حالة نهائية من الكمال، أما الآن فإن الحداثة تعني عملية تحسين وتقدم لا حد لها، ومن دون وجود حالة نهائية في الأفق، ومن دون رغبة في وجود هذه الحالة)([4]). وهذا يبين استمرار التيه لدى الإنسان الغربي، وذلك لما يعانيه من الفراغ الروحي حتى وصل به الحال إلى الكفر، وصارت الحداثة هي ضالته، ومع استمرار تيهه فلا يستبعد كفره بالحداثة قريبا.
أما الحداثة العربية فما هي إلا امتداد للحداثة الغربية، ومحاولة حثيثة لتطبيق النموذج الغربي على الحياة العربية والإسلامية، وذلك من خلال أفكار وتوجهات معينة، ليسود بها فكر ضال ظاهره فيه الرحمة وباطنه فيه الضياع والانحلال، ويعترف معتنقو هذا المذهب بتبعيتهم الصريحة، وأنهم في ذلك مجرد إمعات تتبع الغرب، دون تعرضهم لما تعرض له الإنسان الغربي من ملابسات أدت به إلى اعتناق هذا المذهب، فالإنسان المسلم لديه من الكمال الروحي ما يكفيه، ويجد فيه إجابات على تساؤلاته، وتاريخه الإسلامي حافل بالبطولات والعلم والعلماء، على عكس الإنسان الغربي الذي عانى طيلة حياته من الفراغ الروحي والاضطهاد الديني([5]).
ومن اعترافات الحداثيين بتبعيتهم العمياء للغرب ما قالته أنيسة الأمين حين قررت وقالت: (فالحداثة هي حداثة الغرب، نتاج تاريخ يقارب المائتي عام من التحولات والتغيرات والثورات، ونحن نتلقّى أشكالها وتجلياتها المادية والفكرية والأخلاقية دون أن نعيش الخضات التاريخية الكبرى التي أنتجت هذه الظاهرة العالمية، فالحداثة ارتبطت في نشأتها وفي مفهومها بالفكر العربي، وهي تعبير عن التحول الحضاري في أوروبا وفي أمريكا وواقعهما التاريخي، وأن العالم لم يعرفها إلا من حلال استيراده الذي لا ينقطع لنظم الحياة الغربية)([6]).
آثار الحداثة على العقيدة والأخلاق:
الحداثة تسببت في خلق آثار سيئة على عقائد الناس وإيمانهم وأخلاقهم، حيث سعت في هدم العقيدة وإزاحتها من القلوب والعقول والأعمال، أو على أقل الأحوال التشكيك في ثبوتها وصحتها، فمن هذه الآثار الخطيرة:
الأول: نفي وجود الله تعالى أو التشكيك في ذلك؛ وجحود أن لهذا الكون خالقًا ومدبرًا، وإبعاد الثنائية عن العالم والإنسان، وإزاحة مفهوم أن الكون ينقسم إلى خالق ومخلوق، وفي هذا الصدد يقول حسن حنفيّ: (إن العالم مقسوم إلى قسمين: اللَّه والعالم، فينعكس ذلك حتمًا في المجتمع، على السلطان على الحاكم والمحكوم، وسينعكس في الأسرة على الرجل والمرأة، والسؤال الموجه لك هو: أن هناك ثلاثة اختيارات، اختيار حركة تحرر المرأة… في البداية لتحرير المرأة من الرجل، وهناك المثقف العلماني الذي يبدأ بتغيير النظام السياسيّ، وهناك الذي يحاول تثوير الدين، ما لم نقض على هذا التصور الثنائي للعالم ورؤية العالم بين حاكم ومحكوم، وعلى المستوى الدينيّ بين خالق ومخلوق، فلن تستطيع حركات تحرر المرأة أن تفعل شيئًا، ولن يستطيع المثقف العلمانيّ أن يؤدي دوره ما لم نقض على هذا التصور، هذا السؤال الأول في آليات التغيير)([7]).
ويقول حداثي آخر وهو يقرر ذات الفكرة: (إنه لا شك الاعتقاد بوجود خالق أزليّ كليّ الحضور واحد أحد لكل شيء، خالق واجب الوجود، وكليّ العلم، وكليّ الخير، وذي حرية تامة ومصدر للإلزام الأخلاقي، إن أي اعتقاد آخر يتعارض معه مستبعد بالضرورة من المنظومة الاعتقادية للمسلم… هل يُمكن أن يكون اللَّه ذو الطبيعة المسندة إليه من قبل الإسلام كائنًا يُمكن أن يأمر البشر بأن يقيموا دولتهم على أسس معينة لا سواها، بغض النظر عن ظروفهم الزمانية والمكانية؟ هل يُمكن لكائن له طبيعة اللَّه أن يفرض على المؤمنين في كل عصورهم وأممهم ألا يفصلوا بين دينهم والسياسة؟…)([8]).
فها هو بعد التشكيك في اللَّه تعالى، وبعد نظرية الاستبعاد التي ذكرها يتهكم باللَّه تعالى ويعتبره صاحب طبيعة مسندة إليه من قبل الإسلام! أي: أنه تعالى ليس له حقيقة، وإن افتُرض أنه موجود فوجوده ليس إلّا وصفًا مخترعًا من قِبَل الدين الإسلاميّ، ثم يوغل في التهكم فيصف اللَّه بأنه “كائن”. وبعضهم قد تجاوز هذا الحد في التهكم والسخرية والإلحاد وتلفَّظ بكلام عظيم في حق اللَّه تعالى([9]).
الثاني: السخرية والتدنيس والاستخفاف باللَّه تعالى وألوهيته جلَّ وعلا، وجحد حق العبادة له سبحانه وتعالى، والسخرية بالعبادة ومظاهرها، وعبودية غير اللَّه تعالى، والحيرة والشك في الغاية من الحياة ووجود الإنسان، والزعم بأن الوجود عبث، واحترام الكفر والإلحاد وملل الكفر وامتداح أهلها والثناء على أقوالهم وأعمالهم الضالة([10]).
ومن المعلوم أن توحيد الألوهية هو: إفراد الله بالعبادة والطاعة، والاعتقاد الجازم أن الله هو المعبود الحق وما سواه باطل، وهو الذي يجب إفراده بالعبادة قولًا وفعلًا وقصدًا، فلا إله إلّا اللَّه وحده لا شريك له، وهذا النوع من التوحيد هو الذي بعث اللَّه به الرسل، وأنزلت به الكتب، كما قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 25]. وهذا التوحيد هو الذي من أجله خلق الله الإنس والجن: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]، وبسببه تباينوا فكان منهم أهل النجاة وهم المؤمنون الموحدون، وأهل الهلاك وهم الكافرون والمنافقون، وهو الذي سيسأل عنه الخلق يوم القيامة قبل غيره. وهذا التوحيد هو معنى “لا إله إلّا اللَّه”، وأهله هم حزب اللَّه، وأهل رحمته ورضوانه وجنته، ومنكروه أو منتقصوه هم أعداء اللَّه وأهل غضبه ومقته، وهو محور الدين كله وأساس كل شيء فيه، فإن صح صح كل شيء، وإن فسد فسد كل شيء([11]).
إن إسقاط الألوهية والعبودية بعد جحد وجود اللَّه وربوبيته من أهم الأسس التي تمارسها الحداثة في سائر أعمالها ومنطلقاتها، وهو ما قرره في تلمود الحداثة (الثابت والمتحول) فقال: (لم يعد الإنسان عبدًا للَّه ولا خاضعًا له، أي: لم تعد علاقته به علاقة عبد بسيد… ولم تعد هذه العلاقة علاقة مخلوق بخالق…)([12]).
فصراع الحداثة مع الإسلام ليس إلّا امتدادًا للصراع القديم بين الإسلام والكفر، والإيمان والجاهلية، وحزب الرحمن وحزب الشيطان، وأكبر دليل على ذلك أنك تجد أشد شيع الحداثة عتوًّا ركزوا جهدهم منذ البداية على نسف الحقائق الأولية لدين الإسلام: الربوبية والألوهية على وجه الخصوص، ثم النبوة والوحي والغيبيات، يقول أحد الحداثيين وهو يقرر فكرة تأليه الإنسان بدلا من ألوهية الله سبحانه وتعالى: (ما عاد الإنجاز يقاس بالانسجام مع مفاهيم غيبية، بل مع عمل يتَّجه صوب أهداف موضوعية عقلانيًّا، وفي إيجاز فإن السلوك بدأ يقاس في ضوء قيم جديدة… فالإنسانية إذًا هي خالدة وحدها دون سواها، مستبدلًا بفكرة الألوهية فكرة البشرية كما فعل كونت)([13]).
وهكذا بكل ادعائية يقرر أن السلوك الإنسانيّ بدأ يقاس في ضوء قيم جديدة هي القيم المادية الإلحادية، بعيدًا عن الغيبيات، وبعيدًا عن الألوهية التي ذهبت -على حد زعم الكاتب- وجاء بديلًا عنها فكرة تأليه الإنسان؛ لأن الإنسانية خالدة([14]).
يقول إحسان عباس: (وأصبح التطور لا يعني انتقال سمات مذهب شعريّ في حقبة ما إلى سمات مذهب آخر في حقبة أخرى، بل أصبح حركة متسارعة بعدد الأفراد الذين يقولون الشعر، وبذلك قضى على فكرة الخلود الكلاسيكية، وأصبح التميز في الدائرة الشعرية مرحليًّا، وصحب هذا كله إيمان بأن كل قيمة ثابتة -أيًّا كان منبتها ومهما تكن مدة ثباته- فهي تشير إلى الركود أو التخلف والجمود، سواء أكانت تلك القيم تتصل بالدين أو بنمط حياة أو طريقة تفكير، وكان هذا الوجه من النظر يصيب أكثر ما يصيب مؤسسة قائمة على ثوابت ضرورية مثل الدين -وخاصة الدين الإسلاميّ في صورته السنية- من حيث إنه صورة كبيرة من صور التراث، والحق أن الإنسان الحديث حين يعتقد أنه يعيش في كون قد غابت عنه الألوهية، فإنه لا بد أن يعيد النظر في كثير من القيم التي كانت تتصل بالنواحي الغيبية، ولكن الإسلام ليس قاصرًا على هذا الجانب، وإنّما هو أيضًا نظام حياة وأسلوب تنظيم، وبما أن التنظيم يعني ثبات قيم معينة، فإن الثورة على التراث كانت تتناول هذا الجانب منه أيضًا)([15]).
وهذا النص يحتوي عدة قضايا:
1- أن التطور -أصل الأصول الحداثية- لا يعني التجديد الفنيّ، بل القضاء على فكرة الثبات والأصول والقواعد والضوابط الاعتقادية والفكرية والخلقية.
2- أن أول قضية يتصدى لها “مبدأ التطور الحداثيّ” هي قضية الدين، وتصديه لها بطريقة الزحزحة والإزاحة والإذابة والإبعاد.
3- أن الدين المقصود والمستهدف من هذه الخطة الإبليسية الحداثية هو دين الإسلام، وعقيدة أهل السنة والجماعة على وجه الخصوص.
4- أن المراد بالتراث عند حديثهم عن مواجهة التراث وهدم التراث ومحاكمة التراث وإزاحة التراث هو الدين الإسلاميّ.
5- اعتقاد الحداثيين أن الإنسان الحديث يعيش في كون غابت عنه الألوهية، وهذا هو مربط مقاصدهم في مصطلحات التطور وعدم الثبات والتجديد في مقابل الجمود والتراث.
ولعاقل أن يسأل: أي إنسان تريدون؟ إن كان الإنسان الغربيّ حيث القبلة التي وجهتم لها وجوهكم، فليس هو المعيار لإثبات هذه الدعوى التي تتذرعون بها لجحد الدين ونسف علاقة الإنسان به، وإن كان الإنسان المراد هو الإنسان العربيّ حيث الكلام عن حداثة عربية فلا ريب أن العربي مهما بلغ تفريطه العصيانيّ فما زال يؤمن باللَّه ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًّا، ولا يستثنى من ذلك إلّا المرتدون من أبناء المسلمين من شيوعيين وعلمانيين وحداثيين وباطنيين وأضرابهم، أمّا أصحاب الكفر الأصليّ من نصارى ويهود العرب فهذا هو مضمارهم.
6- أن جحد الألوهية والزعم بغيابها عن واقع الإنسان -والمراد الألوهية التوحيدية حسب العقيدة الإسلامية- لا يقتصر عند مجرد الجحد النظريّ، بل يمتد إلى كل مقتضيات الألوهية، إلى النظر إلى أن الإسلام نظام حياة وأسلوب تنظيم؛ لأن النظام ثابت، والإسلام ثابت، ولا بد من تقويض الثابت والمؤسس والمنظم والمؤصل كيما تسود الحداثة الهادمة الفوضوية التخريبية.
7- أن هذا النص وإن كان وصفًا تحليليًّا لواقع الحداثة إلّا أنه إقرار ضمنيّ من صاحبه بسلامة وصحة هذا المنحى الإلحاديّ الذي وصفه وشرحه، وهو في أحسن الأحوال يصف وكأن الأمر -أمر الألوهية والدين الإسلاميّ- لا يعنيه من قريب أو بعيد.
ولما كانت الحداثة بهذه المثابة من التصور والاعتقاد وجدنا أن كُتابها ومنظريها ودعاتها وأتباعها يحومون حول هذه المعاني سعيًا لقطع الصلة بالإسلام أولًا لكونه يشكل القوة الفاعلة المناقضة لاعتقاداتهم الباطلة، ولكونه عالج مشكلات الانحراف الاعتقاديّ والعمليّ منذ أول وهلة في صراعه مع الكفر والشرك والإلحاد والوثنية، وكشف عوار هذه الانحرافات التي أوبقت الإنسان وردته إلى أسفل سافلين، ولكون الإسلام يحتوي على القوة البرهانية الدامغة، ويتحدى بقوة حقيقية كل ألوان وأشكال الزيف والردة والانحطاط([16]).
الثالث: السخرية بأسماء اللَّه وصفاته، ومخاطبته تعالى بما لا يليق به، ووصفه وتسميته بأسماء وأوصاف النقص، ووصفه جل وعلا بما لم يصف به نفسه، وإضافة أشياء إليه تهكمًا واستخفافًا به تعالى وتقدس.
إن أدب الفوضى الحداثية قد فاض قبحه، وانتشر نتن عقائده، وأول منطلقاتهم في ذلك النيل من جلال اللَّه وعظمته وقداسته جلَّ وعلا، لقد قامت مدارسهم العديدة على ثالوث الحداثة المدمر: “التجاوز والتمرد والرفض”. وأول شيء في تجاوزهم وتمردهم ورفضهم هو الدين، وخاصة دين الإسلام القويم.
وأساليبهم في ذلك عديدة، منها: “تدنيس المقدس” الذي أضحى غاية من أعظم غايتهم، وهدفًا من أهم أهدافهم؛ ولذلك توجهوا نحو أركان إيمان المؤمنين فسلطوا عليها ألفاظهم الدنسة وعباراتهم النجسة، وغامروا في أودية الهلكات بسبابهم وسخريتهم من اللَّه مالك الملكوت جبار السموات والأرض قاصم الجبابرة جلَّ وعلا([17]).
الرابع: إشاعة الفوضى العقدية والثقافية في العالم الإسلامي بين كثير من القارئين؛ لأن الصحف والمجلات والكتب التي تخاطب الشباب كثير منها منطلقاته حداثية، ثائرة على العقيدة القويمة، وبخاصة أن تلك المقالات الحداثية تدغدغ عواطف الشباب وأدعياء الثقافة والمبتدئين، بعباراتها الأدبية والإبداعية المبطَّنة بالتمرد على المعتقد الصحيح والقيم النبيلة.
ومن ثم تأثر شباب المسلمين وناشئتهم بالفكر الحداثي الثوري، فأصبحنا نقرأ ونسمع لشباب صغار جرأة عظيمة في نقد العقيدة والأحكام الشرعية واللغة العربية والعلماء؛ وذلك في بعض الصحف والمنتديات والمهرجانات ونحوها.
ومن تتبع الصحف والمجلات والأندية والمهرجانات واللقاءات الأدبية والثقافية يتبين له أن أثر الحداثيين جدّ خطير على عقيدة المسلمين، وذلك أنهم خدعوا كثيرًا من الناس، وبخاصة الشباب ذكورًا وإناثًا، فاتبعوهم على مذهبهم وهم صغار لا يفقهون أهداف الحداثة ومقاصدها، فكم من شباب صغار جهال يتجرؤون على نقد الأحكام الشرعية ولمز العقائد الموروثة والقدح بالأئمة والعلماء، بينما يدعون إلى الاقتداء بأئمة الحداثة وقادتها الذين هم في نظرهم الطبقة المثقَّفَة والنُّخبة والصّفوة.
وبعض هؤلاء الشباب الصغار لا يستهان بعددهم يحضرون الندوات الحداثية، ويعجبون بما يقال فيها، مما يدل على عمق الأثر في نفوسهم من أولئك الحداثيين الذين ربَّوهم تدريجيًّا على محبة مذهبهم الباطل، بل إنه يُفسح المجال -في بعض المنتديات- لمشاركات الشباب الإبداعية، فيلقون ما كتبوه على منهج أساتذتهم الحداثيين، فيسمع منهم الرفض والتمرد، وضرورة تجاوز النمطي والسائد، وفوق ذلك اللمز والغمر بالمسلَّمات العقدية([18]).
ومن أمثلة ذلك ما كتبه أحدهم في إحدى الصحف المحلية يقول: هل يخاف أستاذ الجامعة من الجديد والطارئ! هل يخشى الرأي الآخر في ظل المكرس والسائد والمنصوص عليه؟!… ولكن من أين لي وزملائي أن نحظى بهذه النومة الهنيئة؟! من أين لي ذلك وقد عرفت طريقي إلى زكي نجيب محمود والجابري وأحمد كمال زكي والغذامي ومجلة فصول؟!…([19]).
وهذا نتاج تربية الحداثيين لهم، وأثر من آثار الغزو الحداثي الذي يسعى الحداثيون إلى تمكينه من نفوس الناس، وصرفهم إليه.
وتأمل ما ذكره بعضهم ملخِّصًا ما يسعون إليه، حين قال: (أنا لا أطالب بالتنازل عن البعد الفلسفي للثقافة النقدية، هذا شرط أساسي جدًّا، وأعتقد أن أخطر الممارسات الثقافية المفقودة في ثقافتنا العربية هي البعد الفلسفي. ونحن بحاجة إلى أن ندرّب الناس على التفكير الفلسفي، ولكنه لن يصل الناس إذا ظلَّ متعاليًا عليهم، وسيصلهم إذا حاول أن يداخلهم في شأنهم اليومي، في فعلهم المباشر، وهذه في زعمي قضية تستاهل على الأقل أن نجرّبها…
فالأزمة الثقافية والحضارية التي تعيشها الأمة العربية تتطلب من كل إنسان لديه قسط من المعرفة والثقافة أن يندمج في الجماهير، أن يضع الجماهير هدفًا أمام عينيه…
هل تستطيع أن نتمسك بالبعد المعرفي والفلسفي للنظريات والمناهج بكل مكتسباتها، وفي الوقت ذاته نتمسك بالناس أيضًا… أعتقد أن المهمة المطلوبة للنقد اليوم هي أن يقيم هذه المعادلة… لقد جرّبنا النقد الجماهيري في الستينات، والنقد النخبوي في الثمانينات، فهل نستطيع في نهاية هذا القرن أن نمد أيدينا إلى الناس، وأن نجعل الناس يمدون عقولهم إلينا؟ وأعتقد أن هذا هو على الأقل شيء يحسن أن نجربه…
إن الجمهور كائنات حية لها عقول، وتستطيع أن تفهم إذا قدمت لها المعرفة تقديمًا يستثيرها، المشكلة هنا أننا لا نقدم ما يثير الجماهير، لا نقدم طبقًا شهيًّا قابلًا لأن يُشتهى من الناس، نحن نقدم أطباقًا لا يستسيغها إلا فئات خاصة جدًّا، بقي أن نقدّم المعرفة للناس، والناس سيكونون حينئذ مطالبون بأن يندمجوا؛ لأن الناقد قرر أن يدخل في صفوفهم)([20]).
الخامس: إيجاد طبقة معزولة عن المجتمع سياسيًّا وعقديًّا، فالنظام المطبق في البلاد لا يعجبها، بل -كما هو المنهج الحداثي- ترى ضرورة رفضه والثورة عليه.
والعقيدة الموروثة والشريعة المألوفة لا تخضع لها، ولا ترضى بها، بل لا بد من التمرد عليها وتخطيها. والواقع كله رجعي متخلف، في سياسته وعقيدته وأخلاقه وأعرافه، يجب تجاوزه بعد تهديمه.
فهذه الطائفة أو الطبقة عنوانها: القلق الدائم، والإحساس بغربة زمانية ومكانية وفكرية -أي: عقدية وشرعية وخلقية-.
هذه الغربة سببها الشعور بضرورة الانفصال عن سياسة الدولة وعلم العلماء، وقبل ذلك العقيدة الموروثة السائدة والمعروفة.
فهي في السياسة تتطلع إلى سلطة فوضوية لا تحرم محرمًا، ولا تمنع قولًا أو عملًا، بل إنهم يرفضون السلطة تمامًا.
وفي العقيدة تتطلع إلى فلسفة وضعية حديثة غربية، أو إلى منهج الفلسفات الغربية، لا تؤمن بدين، ولا تصدر عن تراثية قديمة([21]).
وفي الأخلاق والسلوك تسعى إلى العبثية والحرية الجنسية؛ حيث لا يبقى شيء محرم في العقل الحداثي.
ثم إن هذه الطبقة تسعى جاهدة إلى التغلغل في وسائل التربية والتعليم والإعلام والتوجيه في بلاد المسلمين؛ لتربية الأجيال على منهجها الغريب([22]).
ولا تمانع هذه الطبقة من استعمال (لغة التراث) للوصول إلى: (جماهير الناس)، ومن ثم تربيتهم على المنهج الحداثي ومبادئه، بل إنهم يوصون بعضهم بذلك، وتأمل قول الحداثي اليساري حسن حنفي: (الخطاب الإسلامي يعرف كيف يقول وكيف يتكلم، إنه يستعمل لغة القرآن والحديث، وهذه اللغة -كما تعلمون- هي جسر الإعلام والمشائخ تلهب مشاعر الناس، إلا أن هذا الخطاب لا يعرف ماذا يقول: لا يتكلم لا في تحرير الأرض، ولا في العدالة الاجتماعية، ولا في الحريات العامة، ولا في القهر الاجتماعي، ولا في الفقر، ولا في الغنى، أي: أنه فارغ المضمون.
أما الخطاب العلماني فإنه يعرف ماذا يقول، يتكلم في قضايا الواقع والمجتمع والحرية والقهر والعدالة، لكنه لا يعرف كيف يقول: لأنه لا يستعمل لغة التراث، وبالتالي لا يصل إلى جماهير الناس، فمرة يستخدم الماركسية، ومرة الليبرالية.. ومرة جون ستيوارت، ومرة القومية… وهل هناك نموذج أوضح من عبد الناصر؟! لقد انتهى؛ لأنه لم يستعمل الخطاب الإسلامي إلا للدعاية وضد الإخوان، أنا في حقيقة الأمر أبحث في خطاب يعرف كيف يقول، ويعرف ماذا يقول في آن واحد، ليس المهم التوفيق، فالتوفيق مدانٌ علميًّا، أما بالنسبة لي، فإني أعتبر أن البحث العلمي والعمل السياسي هما شيء واحد)([23]).
(إن الخطاب الإسلامي يبدأ من النص استنباطا، ويكيِّف الواقع طبقا للنص، أما الخطاب العلماني فإنه يبدأ من الواقع استقراءً ويبين تاريخية النص، وفي حقيقة الأمر إنه خلاف في الروح العلمية، هؤلاء تعلموا ذلك، أن النقل أساس العقل، وهؤلاء رشديون (أي: نسبة لابن رشد) فلاسفة تعلموا أن العقل أساس النقل، وأنا أضيف الواقع أيضًا، ومن ثم فإن ثلاثية الوحي والعقل والواقع التي أضيفها في هذه الوحدة الرئيسية هي أساس الفكر والعلم والحداثة… إلخ، وبالتالي فهو خلاف في المنهج، فليعذر كل منا الآخر، الأخ العلماني يقول للسلفي: أنت تقول النص، ولكن النص واقع يتحرك بدليل أسباب النزول، والناسخ والمنسوخ، والأخ السلفي يقول للعلماني: أنت تريد الواقع، ولكن الوحي جاء من الواقع… الخلاف نفسه، ومن ذا الذي يكسب من الخلاف وشق الصف الوطني؟ الحاكم، فهو يضربهما كليهما، هذا مرة، وذاك مرة أخرى)([24]).
السادس: السخرية من الأخلاق الإسلامية والدعوة إلى الانحلال والفوضى الخلقية.
إن للأخلاق في الإسلام منزلة عظيمة ودرجة كبيرة، إلى درجة أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل صاحب الخلق الحسن أكمل الناس إيمانًا، حيث قال صلى الله عليه وسلم: «أكمَلُ المُؤمِنِينَ إيمانًا أحسَنُهم خُلُقًا»([25])، وذلك أن التقيد بالأخلاق الحسنة ابتغاء مرضاة اللَّه تعالى يقتضي المصابرة والمجاهدة، وذلك بتحمل مشقة مخالفة الهوى، ومشقة معالجة أمور الحياة الاجتماعية المتقبلة.
وقد جعل الإسلام حسن الخلق جماعًا للفضائل كلها، وأخبر عن نفسه صلى الله عليه وسلم بقوله: «إنَّما بُعِثْتُ لأُتمِّمَ صالحَ الأخلاقِ»([26]).
ونذكر هنا بعض الشواهد على الانحراف الخلقي عند الحداثيين من خلال كلامهم الداعي إلى هذه الانحرافات، أو من خلال ممارساتهم التي اعترفوا فيها بالانحلال الخلقي:
1- الإباحية الجنسية:
من أخلاقيات الحداثة دعوتهم إلى الإباحية الجنسية من خلال استخراجهم لأقوال الزنادقة من الصوفيين والباطنيين، وإشادتهم بها، ودعوتهم إلى الأخذ بما فيها، ومن خلال تقريرهم أن الإباحية هي أصل التحرر والتحضر والازدهار، وأن الحرية الجنسية أساس كل حرية([27]).
2- تعاطي المسكر:
أكثروا من ذكر أم الخبائث وامتداحها، بل إن تعاطيها عندهم من أبسط الأمور وأهونها، وأقوالهم الواصفة للخمر وأحوالهم معها كثيرة([28]).
3- استعمال العبارات القذرة:
إن التعفف عن ذكر الأشياء القذرة بأسمائها أو الإشارة إليها بالكناية والتعريض دليل على رفعة الذوق وسلامة السلوك، وفي الإسلام تسميات من هذا القبيل مثل قضاء الحاجة، والغائط، والجماع، والنكاح، والمقارفة، والبضع، والعذرة، وغير ذلك.
أمَّا عديمو الذوق ومنتكسو الفطر فلا يأبهون بترديد أحقر العبارات وأقذرها، وهذا منتشر في كتبهم([29]).
السابع: تجرؤ بعض النساء على الأحكام الشرعية بنقدها والخروج عليها، وحجتهن في ذلك أقوال الحداثيين وشبههم.
فأصبحنا نقرأ ونسمع من ينادين برفض الحجاب؛ لأنه رمز العهود المظلمة والعصور الوسطى، ويطالبن بالحرية والاختلاط؛ لأنهما علامة التقدم والتحضر، وأن الفكر الحديث يوجب التمرد على العادات والتقاليد القديمة. بل تجرأت بعض النساء وعملت بما يدعو إليه الحداثيون من تبرج وسفور واختلاط، حتى سمعنا وقرأنا عن المهرجانات الحداثية المختلطة في كثير من دول العالم الإسلامي، وقد يمثل هذه البلاد نساء كاسيات عاريات متبرجات سافرات، كما حدث ذلك في مهرجان المربد بالعراق، ومهرجان الشعر بالكويت، وغيرهما([30]).
ومن ذلك الأثر انتشار الكتابات النسائية التي تحمل مخالفات عقدية، وتنطلق من منطلقات حداثية تمردية، وهي كثيرة، بل وفي بعضها قلة أدب وسوء خلق، تعجب من جرأة كاتبتها([31]).
تقول الحداثية فاطمة المرنيسي: (وأنا أنضم إلى خالدة سعيد في طرحها للحل، وهو إعادة رسم خارطة المقدّسات، وهذا هو ما فعله الغرب؛ لأنهم فرّقوا ما بين الإيمان والخضوع، وفي رأيي أن الإيمان عقيدة، أو قضية شخصية واختيار شخصي، ولكن الخضوع للسلطان يختلف تمامًا عن الإيمان، فالإيمان لا علاقة له بالسلطة السياسية)([32]).
وقد كانت الحداثية خالدة سعيد تتساءل عن حل مشكلة الحداثة في العالم الإسلامي، وكان من الحلول حذف الإسلام! إلا أنها رأت أن حذف الإسلام صعب، والسعي إليه مطلوب؛ لأن الإسلام بنية عميقة راسخة في نفوس المسلمين؛ ولذا فمن الصعوبة حذفه، ولو قام في البلاد العربية أتاتورك جديد، أما الحل عندها فهو: إعادة رسم خارطة المقدسات([33]).
ثم قالت فاطمة المرنيسي: (الحداثة ليست هي ثقافة النخبة، بل أصبحت ثقافة الشعب… لقد كنت حتى السنوات الأخيرة امرأة منسية، امرأة مسكينة، تكتب وتكتب بالفرنسية، وهي غربية ومغربة… إلخ، ولكنني أصبحت بغتة صوتًا غريبًا يفجع الإسلام ويفجر قنبلة، كيف تحولت من 19% إلى 86% حيث كنت بليدة، وأصبحت قنبلة فظيعة، إن شبابنا يستمعون إلى إذاعة (ب. ب. س) القسم العربي، ويتطلعون إلى الأفكار ويقرؤون شعر أدونيس…)([34]).
ولهذا يقول الحداثي المصري محمود أمين العالم: (ولا حداثة بغير تحرير المرأة من كل القيود التي تقيد جسدها وفكرها وحياتها)([35]).
ويفتخر الحداثي الجزائري رشيد بوجدرة بأن الحداثة أدت دورها في تحرير المرأة، فأوجدت اتجاهًا يقول بحق المرأة في العمل والوجه السافر، بل أكد أن الحداثة أثرت حتى على بعض الاتجاهات الأصولية، ثم قال: (إذن حين يقبل الأصوليون بأن تسفر المرأة عن وجهها فذاك ولا شك خطوة إلى الأمام)([36]).
وفي الختام فإن الفكر الحداثي تكمن خطورته بمكوناته الماركسية والوجودية والباطنية في كونه أصبح من أكبر التيارات التي تدعو إلى الإلحاد والكفر الصريح بالله سبحانه وتعالى، بل لقد أصبح من أكبر العوامل التي جعلت الشهوات والرغبات تتغلب على إرادة الشباب، فباتوا يرون الدين مانعًا لهم ويشكل حاجزًا بينهم وبين الاستمتاع بحياتهم، وهذا المنطق الإلحادي الإنكاري لو تركت البشرية له العنان لتعطلت مسيرة الحياة بأكملها، ولن يجني الإنسان من ورائه سوى التيه والتخبط والضلال؛ ولذا فإن هذا التيار المنحرف بات يشكل خطر جسيما على عقيدة الفرد والمجتمع وأخلاقهم، فينبغي التحذير منهم وبيان خطرهم وفضحهم، والله الهادي إلى سواء السبيل.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)
([1]) انظر: الحداثة والنص القرآني، محمد رشيد ريان (ص: 15).
([2]) انظر: الحداثة وموقفها من السنة (ص: 33).
([3]) انظر: الانحرافات العقدية في تفسير الحداثيين (ص: 24).
([4]) الحداثة، زيجمونت باومان، ترجمه حجاج أبو جبر (ص: 25-26).
([5]) انظر: الانحرافات العقدية في تفسير الحداثيين (ص: 25).
([6]) انظر: الحدثة في العالم العربي، محمد بن عبد العزيز العلي (ص: 187).
([7]) الإسلام والحداثة (ص: 387-388).
([8]) الحداثة والإسلام من مقال للبناني عادل ظاهر بعنوان: (الإسلام والعلمانية) (ص: 74-76).
([9]) انظر: الانحراف العقدي في أدب الحداثة وفكرها (1/ 134).
([10]) انظر: الانحراف العقدي في أدب الحداثة وفكرها (3/ 2236).
([11]) انظر: طريق الهجرتين لابن القيم (ص: 305).
([12]) الثابت والمتحول -صدمة الحداثة- (ص: 173).
([13]) المثقفون العرب والغرب لهشام شرابي نقلًا عن قضايا وشهادات (2/ 18)، من مقال لسعد اللَّه ونوس بعنوان: (بين الحداثة والتحديث).
([14]) انظر: الانحراف العقدي في أدب الحداثة وفكرها (1/ 310).
([15]) اتجاهات الشعر العربيّ المعاصر (ص: 113).
([16]) انظر: الانحراف العقدي في أدب الحداثة وفكرها (1/ 308-310).
([17]) انظر: الانحراف العقدي في أدب الحداثة وفكرها (1/ 664).
([18]) انظر: الحداثة في العالم العربي (4/ 1547-1549).
([19]) صحيفة الرياض العدد 9191، 6/ 3/ 1414هـ (ص: 7).
([20]) مجلة الحوادث 29/ 10/ 1993م (ص: 67).
([21]) انظر: حداثة السؤال بخصوص الحداثة العربية في الشعر والثقافة (ص: 43-64، 185-187).
([22]) انظر: الحداثة في العالم العربي (4/ 1551).
([23]) ندوة موقف الإسلام والحداثة (ص: 221).
([24]) المصدر السابق (ص: 222).
([25]) أخرجه أبو داود (٤٦٨٢)، والترمذي (١١٦٢)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (١٢٣٠).
([26]) أخرجه أحمد (٨٩٥٢)، قال الهيثمي في مجمع الزوائد (٩/ ١٨): رجاله رجال الصحيح.
([27]) انظر: الأعمال الشعرية لأدونيس (1/ 548، 566، 569-570)، والثابت والمتحول -صدمة الحداثة- (ص: 188-189).
([28]) انظر مثلًا: الآثار الكاملة للماغوط (ص: 38، 45، 46، 67، 217)، وديوان سميح القاسم (ص: 230-232، 561)، والخبز الحافي (ص: 40، 49، 77، 131، 227).
([29]) انظر: الحداثة الأولى (ص: 217)، ومجلة الناقد، العدد الثالث عشر (ص: 66-70)، وقصيدة لنزار بعنوان: سيكولوجية قطة، والمجموعات الشعرية لجبرا (ص: 106).
([30]) انظر: صحيفة الوطن العدد 4041، 11/ 9/ 1406هـ (ص: 25).
([31]) انظر: الحداثة في العالم العربي (4/ 1557).
([32]) ندوة مواقف الإسلام والحداثة (ص: 399).
([33]) المصدر السابق (ص: 399-401).