جُهود الشيخ صالح بن أحمد الْمُصَوَّعي في نشر الدعوة السلفية
للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة
مقدمة:
الشيخ صالح بن أحمد الْمُصَوَّعي من العلماء البارزين في القرن الرابع عشر الهجري، وقد برزت جهوده في خدمة الإسلام والمسلمين.
وقد تأثر رحمه الله بالمنهج السلفي، وبذل جهودًا كبيرة في نشر هذا المنهج وتوعية الناس بأهميته، كما عمل على نبذ البدع وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي قد تنشأ في المجتمع.
ويمتاز الشيخ بالتواضع والعمل الدؤوب، حيث قام بإلقاء الدروس والمحاضرات، وكان له تأثير كبير في نفوس الناس، كما قام بكتابة الكثير من الكتب التي تساهم في نشر الوعي الديني والثقافي بين الناس.
إن إرث الشيخ صالح الْمُصَوَّعي سيظل حاضرًا في المجتمع المدني لسنوات عديدة، حيث ستستمرّ كتبه في إلهام الأجيال القادمة وتوجيهها نحو الطريق الصحيح في الحياة.
فمن الشيخ صالح الْمُصَوَّعي؟ وما أبرز جهوده في نشر السلفية؟
مركز سلف للبحوث والدراسات
ترجمة مختصرة للشيخ الْمُصَوَّعي([1]):
هو الشيخ صالح بن أحمد الْمُصَوَّعي نزيل المدينة المنورة، وموطنه الأصلي بلاد إرتريا، والتي كانت تحت سيطرة الاستعمار الإيطالي، وعندما خاف على دينه خرج مهاجرًا مع بضعة نفر من أصحابه، ولم يكن معه أحد من أقربائه، فأقام في المدينة النبوية، وكان صاحب عبادة وطول قراءة واطلاع.
كان له رحمه الله عدة مؤلفات أشار الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله إلى أحدها وهي (الرسالة الدفاعية) حيث قال رحمه الله: “وممن كتب في هذا أيضًا أخونا صالح بن أحمد الْمُصَوَّعي رحمه الله، فقد كتب فيها رسالة صغيرة، فنَّد فيها المزاعم وأبطل ما قاله هؤلاء الكتبة بأن الجهاد في الإسلام للدفاع فقط”([2]).
ومن مؤلّفاته:
١- إرشاد المحتار إلى سبيل المختار.
٢- كشف التلبيس.
3- إبادة دعوى مدّعي الدفاع بنصوص الغزو والجهاد لإعلاء كلمة الله.
4- لا شيوعية ولا اشتراكية في الإسلام.
5- بشرى المتّقين وإنذار الفاسقين بكلام سيد المرسلين.
6- البرهان الواضح فيمن تحرم عليه الزكاة.
7- إسعاف الحجاج.
8- تدمير أباطيل محمد بن أحمد نور بالقرآن والحديث.
٩- تحذير الحاج والزائر مما أحدثه الناس في الغابر.
۱۰- تحذير المسلمين بحديث رسول رب العالمين عن الوقوع في الملاعن الثلاثة.
۱۱- سيرة خير العباد (مجرد من زاد المعاد).
١٢- تحكيم الناظر فيما جرى من الاختلاف بين أمة أبي القاسم.
واشتغل رحمه الله بالتدريس في المسجد النبوي ودار الحديث المدنية، وذكره الشيخ عمر محمد بكر الفلاني ضمن من أدركهم وهم يقومون بمهمة التدريس في المسجد النبوي([3]).
توفي رحمه الله في آخر التسعينات الهجرية في مدينة الطائف ودفن فيها([4])، وقيل: في حدود سنة 1395هـ([5]).
جهوده في نشر السلفية:
لقد تنوعت جهود الشيخ رحمه الله في نشر السلفية ما بين تأليف للكتب، ودحض شبهات المفترين، وعقد الدروس لطلبة العلم وإلقاء المواعظ في المساجد وغيرها، ويمكن إجمال هذه الجهود في الآتي:
أولا: الدعوة إلى الكتاب والسنة:
استند الشيخ رحمه الله في تقريراته إلى أدلة الكتاب والسنة وأقوال سلف الأمة، يقول رحمه الله: “الكتاب والسنة كلاهما يقضيان بعد الشهادتين بوجوب اتباعه ﷺ بمنطوقها ومفهومها”([6]).
وذكر أن سلوك هذا المنهج هو الطريق الموصل لمرضاة الله سبحانه وتعالى والنجاة يوم القيامة، فقال: “ولا يصل المسلم إلى مرضاة الله سبحانه وتعالى إلا باتباع ما جاء به النبي الكريم، ومن أراد أن ينال رضا الله بغير ما جاء به رسول الله ﷺ فقد نصب لنفسه سلم الحرمان، وبلغ درجة الطغيان”([7]).
كما ذكر أن ترك الكتاب والسنة هو سبب التفرق بين المسلمين فقال: “أما التفرق الذي حدث في المسلمين حدث بترك الكتاب والسنة”([8]).
ثانيا: الانتصار لما جاء في الكتاب والسنة والرد على أباطيل محمد بن أحمد:
وقد بين الشيخ رحمه الله بطلان عدد من المسائل التي قررها محمد بن أحمد نور صاحب رسالة: (الطعن على عقائد الوهابيين)، ومن المسائل التي ناقشها:
المسألة الأولى: الاستغاثة بالأولياء، وأن الاستغاثة شرط في محبتهم، وأن القول بعدم جواز ذلك تنقيص في حقهم كما زعم([9]).
وقد رد عليه الشيخ في هذه المسألة وفق ما جاء في الكتاب والسنة وكلام السلف الأمة، فإن من عقيدة أهل السنة والجماعة محبة أولياء الرحمن أحياء وأمواتا، وجواز طلب الدعاء منهم في حياتهم، والدعاء لهم إذا ماتوا، وذلك في صلاة الجنازة وغيرها، ويحرم الاستغاثة بهم في الشدائد، والنذر لهم للتقرب إليهم، كما يحرم الطواف بهم حول قبورهم، والحلف بهم، ودعاؤهم بعد الموت كما هو نص كتاب الله تعالى، قال الله تعالى: ﴿وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ﴾ [الأحقاف: 5]([10]).
فالحاصل أن الاستغاثة بالأموات لم تثبت قط، ولم يقل بها أحد من أهل العلم الذين يعتدّ بهم، إلا الجهلة عبَّاد العِباد([11]).
وليس كل من يزعم أنه ولي هو ولي للرحمن حقًّا، وهؤلاء قد يَعُدّون من جملة الأولياء المخابيلَ والمهابيلَ الرقاصين، وأما الأولياء عند أهل السنة فهم أكثر بكثير منهم عند أهل الباطل؛ لأن كل مؤمن اتقى الله هو عند أهل السنة ولي سواء ظهرت منه كرامات أم لا؛ والدليل على ذلك قوله تعالى: ﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦٢) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ﴾ [يونس: 62، 63]، فقد حدَّ سبحانه وتعالى الأولياء بالإيمان والتقوى فقط حدًّا قاطعًا مانعًا، فإن ظهر خارق العادات من هؤلاء الموصوفين نعدها كرامات، وإن ظهر خارق العادات من فسقة المسلمين أو الكفار نعده استدراجًا وتلاعبًا من الشيطان؛ لأنهم من أوليائه يستدرجهم به من حيث لا يعلمون([12]).
وأما حب الرسول ﷺ فهو حب ديني لا يتم إيمان العبد إلا به كما جاء في الحديث، عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: «لا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ حتّى أكُونَ أحَبَّ إلَيْهِ مِن والِدِهِ ووَلَدِهِ والنّاسِ أجْمَعِينَ»([13])، وقال تعالى: ﴿إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ﴾ [آل عمران: 68]، فقد جعل سبحانه وتعالى أولى الناس بإبراهيم الذين اتبعوه فيما جاء به([14]).
وعلامة المحبة معروفة عند العقلاء؛ وأمارتها: اتباع من يحبه وطاعته، فلذلك أهل السنة أولى برسول الله ﷺ من أهل البدعة، والذين يزعمون حب رسول الله ﷺ مع مخالفتهم له فيما أمر به ونهى عنه مثل هذا الحب يعد حبا كاذبًا؛ ففِعلُهم يكذّب قولهم، لأن بيِّنَة المحبة طاعة المحبوب في المنْشَط والمَكْره، قال تعالى لنبيه: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ﴾ [آل عمران: 31].
فهذه هي عقيدة أهل السنة في الأنبياء والأولياء، وأعداء السنة تقوّلوا عليهم بما لم يقولوا، واستهونوا أن يقولوا: إن أهل السنة لا يستغيثون بالأولياء ولا يتوسلون بهم، رأوا أن ذلك لا يؤثر على الناس ولا ينفرهم عن أهل السنة، بل قد يوجد فيهم من يصوب ذلك، فعدلوا عنه وافتروا عليهم وقالوا: إن أهل السنة يبغضون النبي ﷺ والأولياء، ولا ريب أن من سمع مثل هذا من المسلمين سيغضب، ويحق له أن يغضب، وينفر من قائله على الظن بأن ذلك صحيح، وخصوصًا بُغض النبي ﷺ لأنه يخرج من الدين.
ولو كان أعداء السنة صادقين فيما نسبوه إلى السلفية لأتوا عليه بالبيِّنة من كتبهم، بأن يذكروا أن ذلك موجود في كتاب كذا في الصفحة رقم كذا كما يفعل أهل السنة فيما إذا ذكروا عنهم شيئا؛ ليكون عليهم حجة ولنا بينة، وهكذا يعمل الصدوق في قوله، وأما الكذوب فإنه لا يستطيع أن يفعل ذلك؛ لأنه يُفضح حينما يراجع الكتاب الذي زعم أنه نقل منه، وفضيحة الدنيا أعظم عندهم من فضيحة الآخرة، والدعاوى إن لم تقم عليها بينات ترجع حين التحقيق سرابا ووبالا على صاحبها.
فالواجب على المؤمن العاقل أن لا يقبل كل قول قيل، وخصوصًا في السوء، ولا يغتر بالعمائم كأسنمة البخت.. قال تعالى: ﴿إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾ [الحجرات: 6]([15]).
المسألة الثانية: بيان ضلال الطرق الصوفية:
استدل الصوفية على صحة الطرق الصوفية بعدة أدلة ومنها:
1- قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾ [العنكبوت: 69]، فمن أراد أن ينكر تعدّد طرق الصوفية فليكسر الباء وليزد (يا) بعدها ليكون (السبيل) مفردًا… فإن اتحاد حقّ الشريعة كاتحاد عين كثيرة الماء، وتعدد طرق الصوفية كجداول عديدة متفرعة عنها([16]).
2- قول الغزالي في كتاب الإحياء روينا حديثا عن النبي ﷺ: (ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في الجنة إلا الزنادقة). قال الصوفي: إذ لو كانت هذه الفرق كلها على كثرتها خالية عن الحق لما دخلت الجنة([17]).
وقد رد الشيخ ذلك بما جاء في الكتاب والسنة وكلام سلف الأمة، فمن ذلك:
1- السبل التي يَهدي إليها ربُّنا من جاهد فيه هي سبل الخير التي شرعها لعباده المؤمنين في كتابه العزيز وسنة نبيه محمد ﷺ، وهي كثيرة كما جاء في الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ أنه قال: «الإِيمانُ بضْعٌ وسَبْعُونَ –أوْ: بضْعٌ وسِتُّونَ- شُعْبَةً، فأفْضَلُها قَوْلُ: لا إلَهَ إلّا اللَّهُ، وأَدْناها إماطَةُ الأذى عَنِ الطَّرِيقِ، والْحَياءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإيمانِ»([18]).
ومن السبل وشعَب الإيمان: الصلاة فرائضها ونوافلها، ومن السبل: الصوم فرائضه ونوافله، ومن السبل: الحج فرضه ونفله، ومن السبل: الأمر بالمعروف والنهي من المنكر، ومن السبل: الجهاد. وجميع التكاليف الشرعية هي شعب وهي السبل([19]).
قال البغوي في تفسيره: “قال الفضيل بن عياض: (والذين جاهدوا في طلب العلم لنهدينهم سبل العمل به)، وقال سهل بن عبد الله: (والذين جاهدوا في إقامة السنة لنهدينهم سبل الجنة)، وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما: (والذين جاهدوا في طاعتنا لنهدينهم سبل ثوابنا)”([20]). هذا تفسير أهل العلم للآية، وهو الذي لا ريب فيه أنه الصواب([21]).
2- أما الحديث المذكور بعد التتبع في كتب الحديث وحتى كتب الموضوعات فإنه لا يوجد له أصلٌ. وقد ذكر الشوكاني في الأحاديث الموضوعة شبيها له بالجملة: (تفترقُ أمَّتي على سَبعينَ، أو إِحدى وسبعينَ فرقةً، كلُّهم في الجنَّةِ إلا فِرقةً واحدةً) قالوا: يا رسولَ اللَّهِ، من هم؟ قالَ: (الزَّنادقةُ والقدريَّةُ)([22]). رواه العقيلي عن أنس مرفوعًا، وفي إسناده رجل مجهول. وقال العقيلي: هذا حديث لا يرجع منه إلى حجة([23]). ورواه الدارقطني([24])، قال العلماء: وضعه الأبرد بن الأشرس. قال في الميزان: “هو كذاب وضاع”([25]).
3- وأمّا مثَلُه الأجْوَف الذي قال فيه: إن الطرق كالجداول متفرّعة من نهر واحد فقد كذب في ذلك، ويُرَد عليه من جهات:
أولًا: لم يكن للطرق الصوفية أصل شرعي.
ثانيا: لم يكن لطرقهم المبتدعة مصدر واحد، وإنما كل امرئ منهم يحدّث بحديث ما شاء مما يسميه الذكر وينسبه إلى الصحابي الجليل بعد أسماء يسردها من كيسه، لا يعرف منهم إلا الصحابي المكذوب عليه أو التابعي. وبعضهم يزعم أنهم أخذوها عن رسول الله ﷺ رأسا.
ومما يدل على أن الطرق مبتدعة لا أصل لها أنك تراهم يضلل بعضهم بعضا، وكل واحد منهم يرى أنه طريقته هي الأصل، وهي المأخوذة عن النبي ﷺ، وهي الأفضل من طريقة غيره، ويرون أن الجنة مضمونة لهم ولمن اتبع طريقتهم، ولا يسلم منهم من ذلك إلا يسير.
هذا مع أن بعضهم يعلم أنه ليس للطرق أصل في الشرع، ولكن يتمسكون بها لتكون لهم سُلّمًا للتعيُّش، يقول الشيخ أحمد: “وقد أخبرني بذلك رجل فاضل من أهل العلم قال: إنه اجتمع مع شيخ من أهل العلم ووجد عنده شيخ الطريقة، فقال الشيخ لشيخ الطريقة ما معناه: إنك تعلم يا شيخ أن الطرق شيء محدث في الدين وخير لك أن تتركها. فقال شيخ الطريقة مجيبا له: إني أعلم أنها بدعة، ولكن هي سبب عيشي. فقال له الشيخ: أنت تراها بدعة وتتمسك بها للتَّعَيُّش، ولكن أولادك لا يرون ما تراه أنت، بل يرونها دينًا يتمسكون بها فيهلكون، فقال: ما يهمّني ذلك”([26]).
وقد ذكر رحمه الله الصوفية وجملة من انحرافاتهم العقدية موضّحًا بطلان طرقهم المبتدعة، وقال: “كما ترى فريقًا منهم يُدْعون الصوفية يزعمون أن لهم طريقًا إلى الله غير طريق الرسول ﷺ، ويقولون أقوالًا يثقل ذكرها على اللسان، ويقولون: نحن أهل السنة أهل الباطن، وفي الحقيقة هم أهل الباطل الذي لا باطل بعده، وفريقا من الطرقية يكذبون على النبي ﷺ، ويقولون طريقتنا مروية عنه، ويسندونها إليه بأسماء يسردونها من عند أنفسهم مما لا يعلمه أهل الحديث، وفريقًا منهم يزعم أنهم يأخذونها مباشرة عنه ﷺ، وهذا الفريق هو الغالب في المسلمين اليوم، والعجب كل العجب من بعض من ينتسب إلى العلم أنهم يأتون شيخ الطريقة الجاهل ليستأذنوه في الذكر وهم يتلون ليلًا ونهارًا قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا﴾ [الأحزاب: 41] بصيغه الأمر لا يصيغه الإذن، وبعد أمر الله لهم بالذكر يطلبون الإذن من عبد الله الجاهل المبتدع”([27]).
ثالثا: الدعوة إلى اتباع هدي النبي ﷺ في أحكام الحج والزيارة:
ومن جهود الشيخ رحمه الله في بيان وجوب اتباع هدي النبي ﷺ في أحكام الحج والزيارة تأليفه كتابًا سمَّاه (تحذير الحاج الزائر مما أحدثه الناس في الغابر)، وقد ذكر في مقدمته سبب جمعه لهذه الرسالة؛ وهو أن كثيرا من الحجاج عوام جهال لا يعلمون شيئا من أحكام الحج ولا من آداب الزيارة، ولذلك يعملون أعمالًا ويتركون أفعالًا تكون سببًا لبطلان حجهم أو نقصه.
وكان من الواجب عليهم أن يتعلموا أولا أحكام الحج وآداب الزيارة قبل الشروع فيهما، كما قال البخاري رحمه الله: العلم قبل القول والعمل.
ومن المعلوم أن كل عامل عمل بغير سابقة معرفة يكون ما يفسده من عمله أكثر مما يصلحه، فهو كحاطب ليل يقبض على كل ما يراه مستطيلا، لا يفرق بين الخشبة التي تنفعه وبين الأفعى التي تضره، وذلك لأنه لا يبصر إلا يسيرًا. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث أخرجه مسلم: «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد»([28])، أي: مردود على عامله غير مقبول منه، سواء عمله بالجهل أو عمدًا.. والأخير أخبث([29]).
وقد اجتهد الشيخ رحمه الله في هذا الكتاب في بيان مسائل الحج والزيارة التي تكثر فيها المخالفة من قبل الحجاج، ومن تلك المسائل التي أوردها وبيّن الصواب فيها بالأدلة الشرعية:
1- ذبح هدي التمتع بمكة قبل يوم النحر، وبيّن أن النبي ﷺ لم يذبح هديه إلا في منى يوم النحر، وقال: «خُذُوا عَنِّي مناسكَكم»([30]).
2- النفرة من عرفة قبل الغروب، وبيّن أن الرسول ﷺ لم ينفر من عرفة إلا بعد الغروب.
3- ترك الوقوف بمزدلفة وصلاة الصبح بها، والصواب: أن الرسول ﷺ بات بها وصلى الفجر فيها وقال: «مَن شَهِدَ صلاتَنا هذه، ووَقَفَ معَنا حتى ندفَعَ، وقد وقَفَ بعَرَفةَ قبلَ ذلك ليلًا أو نهارًا، فقد أتَمَّ حَجَّه وقَضى تَفَثَه»([31]). وجعل رسول الله صلاة الصبح بمزدلفة من تمام الحج بنصّ الحديث، ولم يأذن لأحد بالذهاب في الليل من مزدلفة إلى منى إلا للنساء.
4- رمي الجمار في اليوم الثاني قبل الزوال، وبين أن الرسول ﷺ لم يرم في الأيام الثلاثة إلا بعد الزوال.
5- ذبح السخال الضعاف للهدي، ولو وُزِن لحمه لم يتجاوز أربع كيلوات قطعًا. وقد جعل رسول الله للأضاحي والفداء سِنًّا محدودًا من كل نوع من الحيوان، لا يجزئ أقل منه.
6- تلقين السلام عند قبر النبي ﷺ ورفع الصوت والصياح والصخب، والتبرك بالحجرة وتمسيحها وتقبيلها. وقد بين الشيخ أن هذه الأفعال مخالفة لهدي النبي ﷺ، وأن تلقين السلام عند قبر النبي ﷺ ورفع الصوت بذلك لم يذكر عن السلف الصالح.
كما بين أن التمسح بالحجرة وتقبيلها لا يجوز من عدة أوجه:
الأول: أن التمسح بالحجرة وتقبيلها معصية وإساءة للأدب مع الرسول الأعظم.
الثاني: التبرك الذي تزعمونه هو لأنفسكم ومن حظكم حسب زعمكم، وطاعة من تتبركون به وحسن الأدب معه من حقه ولكم فيه خير عظيم، فلم قدّمتم حقكم على حقه وأنتم تزعمون حبه وتعظيمه وترجون بركاته وتسيئون الأدب معه؟!([32]).
الثالث: من المعلوم أن التبرك يكون بشيء مشروع أو مس جسد متبرَّك به، أو مسَّه المتبرَّك به، كما نقل عن بعض الصحابة رضي الله عنهم أنهم كانوا يستشفون بجُبَّة رسول الله ﷺ وأن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما أخرجت جُبَّة رسول الله وقالت: (كانَتْ عِنْدَ عائِشَةَ حتّى قُبِضَتْ، فَلَمّا قُبِضَتْ قَبَضْتُها، وَكانَ النَّبيُّ ﷺ يَلْبَسُها، فَنَحْنُ نَغْسِلُها لِلْمَرْضى يُسْتَشْفى بها)([33])، وأما التبرك بالحديد والصفر المحيط بالقبر الشريف اليوم، فإن الرسول ﷺ لم يرهما أبدًا ولم يمسهما، ولا السلف الصالح المشهود لهم بخير، إنما جُلِبا من أوربا في عهد قريب بعد انقراض السلف الصالح، صنعته الأيدي النصرانية واليهودية، فالتمسح بهما للتبرك يكون تبرَّكًا بهم، وهم لا خير فيهم كما تعلمون. كما ذهب جميع المذاهب الأربعة بتحريم الصياح أمام المصطفى ﷺ وتقبيل الحجرة والتمسح بها والطواف بها([34]).
الرابع: ذكر الأدلة النقلية على عدم جواز رفع الصوت عند القبر ومن ذلك: قول الله سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ﴾ [الحجرات: 2]، وقد أجمعت الأمة بأن حرمة رسول الله ميتًا كحرمته حيًّا، وأن الله سبحانه وتعالى قد مدح قومًا في كتابه العزيز بغضّ أصواتهم عند رسول الله ﷺ وبشَّرهم بأجر عظيم، وذمَّ الآخرين لرفع أصواتهم عند رسول الله ﷺ ونفى عنهم العقل، قال سبحانه وتعالى في الأولين: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ﴾ [الحجرات: 3]، وقال عز وجل في الآخرين: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ﴾ [الحجرات: 4].
قال ابن كثير في تفسيره: “قال العلماء: يكره رفع الصوت عند قبره ﷺ كما كان يكره في حياته عليه الصلاة والسلام، لأنه محترم حيا وفي قبره ﷺ دائمًا، ثم نهى عن الجهر له بالقول كما يجهر الرجل لمخاطبه ممن عنده، بل يخاطبه بسكينة ووقار وتعظيم، ولهذا قال تبارك وتعالى: ﴿وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ﴾ [الحجرات: 2]”. ثم قال ابن كثير رحمه الله: “قول الله عز وجل: ﴿أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ﴾ [الحجرات: 2]، أي: إنما نهيناكم عن رفع الصوت عنده خشية أن يغضب من ذلك، فيغضب الله تعالى لغضبه، فيحبط عمل من أغضبه وهو لا يدرى”([35]).
وعن السائب بن يزيد الصحابي رضى الله عنه قال: كُنْتُ في المَسْجِدِ فَحَصَبَنِي رَجُلٌ، فَنَظَرْتُ فَإِذا عُمَرُ بنُ الخَطّابِ، فَقالَ: اذْهَبْ فَأْتِنِي بهَذَيْنِ، فَجِئْتُهُ بهِما، قالَ: مَن أنْتُما؟ -أوْ: مِن أيْنَ أنْتُما؟- قالا: مِن أهْلِ الطّائِفِ، قالَ: لو كُنْتُما مِن أهْلِ البَلَدِ لَأَوْجَعْتُكُما، تَرْفَعانِ أصْواتَكُما في مَسْجِدِ رَسولِ اللَّهِ ﷺ!([36]).
ويلاحظ أن الشيخ رحمه الله في بيان المسائل السابقة استدل بما جاء في الكتاب والسنة وكلام السلف الصالح، وقد دعا إلى اتباع هذا النهج بقوله: “فيا أيها المسلمون، اتقوا الله وارجعوا إلى كتاب ربكم وسنة نبيكم محمد ﷺ وأقوال علمائكم الذين سبقوا”([37]).
رابعا: الرد على شبهات أهل الباطل ومن ذلك:
الرد على من زعم أن النبي ﷺ جاهد الكفار دفاعًا فقط، وليس لإعلاء كلمة الله وإظهار دينه؛ وقد بين بأن ما ذهبوا إليه باطل من عدة وجوه:
1- في هذا القول نسبة الضعف للنبي ﷺ والتهاون عما أمر به في كتابه العزيز الذي لا يأتيه الباطل، وسنة نبيه الذي لا ينطق عن الهوى إن هُوَ إلا وحي يوحى.
2- أن نصوص الكتاب والسنة قد دلت على مشروعية الجهاد لإعلاء كلمة الله وإظهار دينه، وليس للدفاع فقط كما زعموا، ومن ذلك قوله تعالى: ﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ﴾ [الأنفال: 39]، وقوله ﷺ: «أُمِرْتُ أنْ أُقاتِلَ النّاسَ حتّى يَشْهَدُوا أنْ لا إلَهَ إلّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، ويُقِيمُوا الصَّلاةَ، ويُؤْتُوا الزَّكاةَ، فَإِذا فَعَلُوا ذلكَ عَصَمُوا مِنِّي دِماءَهُمْ وأَمْوالَهُمْ إلّا بحَقِّ الإسْلامِ، وحِسابُهُمْ على اللَّهِ»([38]). فهذه الآية والحديث صريحان بأن سبب الجهاد وقتال المشركين هو الشرك بالله لا غير، ولا ينتهي قتالهم إلا بانتهائه الذي هو السبب، ولا ينتهي المسبب حتى ينتهي السبب، و(حتى) في العربية معلومة أنها للغاية([39]).
3- أن مغازي رسول الله ﷺ معلومة مشهورة، وكانت راياته ترفرف في الشام وتبوك ومؤتة ونجد ومكة وحُنين والطائف واليمن وغير ذلك. وهذه البلدان معلوم أنها تبعد عن المدينة بمراحل طويلة، منها ما يبعد عن المدينة نصف شهر، ومنها ما يبعد أكثر من ذلك، ومنها دون ذلك. ولم ينقل أن أحدًا آذى رسول الله ﷺ من العرب غير قومه قريش، وثقيف حين خرج إليهم ليؤووه لكي يبلِّغ رسالة ربه، وقد أقر الله عينَه فيهم؛ أما قريش فقد جعلهم الله يوم الفتح تحت يده وتصرفه فقال لهم: «أنتم الطلقاء»([40])، وأما ثقيف فقد حاصرهم بعد غزوة هوازن ثمانية عشر يومًا أو بضعة وعشرين على قول ابن إسحاق، وتحصنوا منه بحصونهم المنيعة، فقفل عنهم إلى المدينة، فأوفدوا إليه وأسلموا خشية أن يُصيبهم ما أصاب أهل مكة وهوازن، فبادروا إلى الإسلام([41]).
الحاصل أن مغازي رسول الله ﷺ معلومة وسيرته مشهورة كالشمس ليس دونها سحاب، وهي فخر الرسول الله ﷺ ولأمته لا عيب عليهم كما ظنها الطاعنون والمدافعون، فما من علاج لمن رأى الحق باطلا إلا أن يقال فيه ما قيل في معنى هذا، وقد أحسن القائل:
عاب التعلم قوم لا عقول لهم وما عليه إذا عابوه من ضَرر
ما ضرَّ شمسَ الضحى والشمسُ طالعة ألا يرى ضوأها من ليس ذا بصر([42])
هذا وقد فصَّل الشيخ رحمه الله في هذه المسألة تفصيلا طويلا، ودحض شبهات المبطلين بأدلة الكتاب والسنة وأقوال أهل العلم([43]).
الخاتمة:
الشيخ صالح أحمد الْمُصَوَّعي المدني عالم سلفي، وهو واحد من العلماء الذين يتبنون المنهج السلفي ويدافعون عنه بكل قوة.
وُلِد في مدينة إرتريا، ثم نزل المدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية، وتلقى تعليمه الأولي في بلدته.
تميز الشيخ بالجد والاجتهاد في طلب العلم، حتى أصبح من أبرز العلماء في الساحة الإسلامية.
يتمتع بثقافة واسعة في الشريعة الإسلامية والفقه، وقد اتسمت مؤلفاته بالعمق والتأصيل.
تبنى الشيخ المنهج السلفي في فهم الإسلام، حيث سعى للرجوع إلى السلف الصالح وفهم الدين على نحو صحيح. وقد اتخذ من هذا المنهج قاعدة لكل أبحاثه ومؤلفاته، حيث يسعى دائمًا لتبيان أصول هذا المنهج وتطبيقاته في الحياة اليومية.
إضافة إلى ذلك، يُعتبر الشيخ من أبرز المدافعين عن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، التي تعتبر من الدعوات الإصلاحية التي تحارب في هذا العصر، فقد كتب عدة مؤلفات تدافع عن هذه الدعوة المباركة، وتبرز مكانتها في فهم الإسلام بشكل صحيح وفق أصول التوحيد والسنة.
كما كتب عدة رسائل يحث فيها على التقوى والاقتداء بالسلف الصالح، ويُعتبر صوتًا مؤثرًا في توجيه الجماهير نحو سُبُل الخير والصلاح.
وفي الختام، نجد أن الشيخ يُعتبر واحدًا من كبار العلماء الذين يُحافظون على منهجية سلفية صحيحة، ويُدافعون عنها بكل قوة، كما يُظهر اهتمامًا كبيرًا بالأمة ورغبة دائمة في توجيهها نحو الخير والهدى، فجزاه الله خيرًا على جهوده ونفع بعلمه، ورحمه رحمة واسعة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)
([1]) انظر ترجمته في: جهود بعض علماء المدينة النبوية في تقرير العقيدة السلفية، فايز الأحمدي (ص: 359-360).
([2]) فتاوی الشيخ ابن باز (۱۹۹۳).
([3]) مجلة المنهل، العدد (٤٩٩) (ص:٢٦١-٢٦٢).
([4]) أفاده الشيخ عمر بن عيسى وكيل دار الحديث، نقلًا عن جهود بعض علماء المدينة النبوية في تقرير العقيدة السلفية، فايز الأحمدي (ص: 360).
([5]) معلمو المسجد النبوي (ص: 278).
([6]) إرشاد المحتار إلى سبيل المختار (ص: 12).
([7]) تحذير الحاج الزائر مما أحدثه الناس في الغابر (ص:5).
([8]) إرشاد المحتار إلى سبيل المختار (ص: 6).
([9]) انظر: رسالة الطعن على عقائد الوهابيين (ص: 79).
([10]) انظر: تدمير أباطيل محمد بن أحمد نور (ص: 8).
([11]) انظر: تدمير أباطيل محمد بن أحمد نور (ص: 38).
([12]) انظر: تدمير أباطيل محمد بن أحمد نور (ص: 11-12).
([13]) أخرجه البخاري (١٥)، ومسلم (٤٤).
([14]) انظر: تدمير أباطيل محمد بن أحمد نور (ص: 13).
([15]) انظر: تدمير أباطيل محمد بن أحمد نور (ص: 14).
([16]) انظر: رسالة الطعن على عقائد الوهابيين (ص: 36).
([17]) انظر: رسالة الطعن على عقائد الوهابيين (ص: 36).
([18]) أخرجه البخاري (٩)، ومسلم (٣٥).
([19]) انظر: تدمير أباطيل محمد بن أحمد نور (ص: 66).
([21]) انظر: تدمير أباطيل محمد بن أحمد نور (ص: 63).
([22]) أخرجه العقيلي في الضعفاء (٤/ ٢٠١)، وابن عدي في الكامل (٣/ ٦٥)، والديلمي في الفردوس (٢٣٥٩)، قال الشوكاني في الفوائد المجموعة (٥٠٢): “في إسناده مجهول”.
([24]) انظر: الموضوعات لابن الجوزي (1/ 196).
([25]) ميزان الاعتدال للذهبي (1/ 78).
([26]) انظر: تدمير أباطيل محمد بن أحمد نور (ص: 63-68).
([27]) انظر: إرشاد المحتار إلى السبيل المختار (ص: 20).
([28]) أخرجه مسلم برقم (1718).
([29]) انظر: تحذير الحاج الزائر مما أحدثه الناس في الغابر (ص: 3-4).
([31]) أخرجه أبو داود (١٩٥٠)، والترمذي (٨٩١)، والنسائي (٣٠٤٣)، وصححه الترمذي.
([32]) انظر: تحذير الحاج الزائر مما أحدثه الناس في الغابر (ص: 8).
([34]) انظر: تحذير الحاج الزائر مما أحدثه الناس في الغابر (ص: 9).
([35]) تفسير ابن كثير (7/ 368).
([37]) تحذير الحاج الزائر مما أحدثه الناس في الغابر (ص: 9).
([38]) أخرجه البخاري (٢٥)، ومسلم (٢٢).
([39]) انظر: إبادة دعوى مدعي الدفاع بنصوص الغزو والجهاد لإعلاء كلمة الله (ص: 11).
([40]) أخرجه الطبري في تاريخه (١٢/ ٩٣)، وضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة (3/ 308).
([41]) انظر: إبادة دعوى مدعي الدفاع بنصوص الغزو والجهاد لإعلاء كلمة الله (ص: 7).
([42]) البيتان في معجم الأدباء (١٩/ ١٨٧).
([43]) انظر التفصيل في كتابه: إبادة دعوى مدعي الدفاع بنصوص الغزو والجهاد لإعلاء كلمة الله.