الجمعة - 22 شعبان 1446 هـ - 21 فبراير 2025 م

هل مُجرد الإقرار بالربوبية يُنجِي صاحبه من النار؟

A A

مقدمة:

كثيرٌ ممن يحبّون العاجلة ويذرون الآخرة يكتفون بالإقرار بالربوبية إقرارًا نظريًّا؛ تفاديًا منهم لسؤال البدهيات العقلية، وتجنُّبا للصّدام مع الضروريات الفطرية، لكنهم لا يستنتجون من ذلك استحقاق الخالق للعبودية، وإذا رجعوا إلى الشرع لم يقبَلوا منه التفصيلَ؛ حتى لا ينتقض غزلهم مِن بعدِ قوة، وقد كان هذا حالَ كثير من الأمم قبل الإسلام، وحين جاء الإسلام نشأت فيه طوائف لم تتخلَّ عن ثقافة منشئها، ففهمت القرآنَ وفقًا لبيئتها الثقافية والعِلمية، فلم تقبل تفسيرًا للإله يخالف ما استقرَّت عليه العلوم العقلية في طورها الأوّل، ففسّروا الإله بالقادر على الاختراع([1]).

وهذا التفسير رغمَ قصوره عن النصاب الشرعيّ لمدلول كلمة الإله؛ فإنه كذلك غير جارٍ على سنّة العرب في لسانها، وقد نتجت عنه نتائج كثيرة حيث عُدَّ المعنى الأول من أصول الدين في المفهوم الكلاميّ؛ لأنه كلام في الصانع وإثباته، وعُدَّ المعنى الشرعي واللغوي للكلمة الذي يفيد معنى الاستحقاق من فروع الدين، ومسائل العمل الخارجة عن حد التوحيد في المفهوم الكلامي، فالموحِّد هو من أفرد الله بخواصّ الألوهية التي هي تدبير العالم وكونه واجب الوجود… إلى آخره.

عدم التزام أهل الاصطلاح بلازم اصطلاحهم:

ولأنّ هذا المعنى الذي تقدَّم لا يستقيم مع النصوص فقد اختلفت كلمة أهله فيه، ولم يستطيعوا التزام هذا المعنى من كلّ الوجوه؛ فلم يخل كلامهم من تصريح أو تلميح إلى أن من معاني الألوهية استحقاق العبادة، لكنهم يضيفون إليها ما ذكرنا مما لا يدخل في معناها لغة ولا يلزم منها شرعا([2])؛ لأنّ فيه خلطًا بين معانٍ قد تحصل دون الأخرى، بمعنى أن المعتقِد للخالقيّة والاختراع والتدبير لا يكفيه ذلك في الإقرار بالتوحيد بمعناه الشرعي، وبيان ذلك من وجوه:

الوجه الأول: أن المشركين لم يعتقدوا خالقًا مع الله عز وجل مشاركا له في تدبير الكون، وإنما اعتقدوا معبودًا يُعبَد معه على أنه شفيع أو وسيط، ومن ذلك ما ورد عن ابن عباس رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: كان المشركون يقولون: لبيك لا شريك لك، قال: فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ويلكم! قد قد»، فيقولون: ‌إلا ‌شريكا ‌هو ‌لك، تملكه وما ملك، يقولون هذا وهم يطوفون بالبيت([3]).

الوجه الثاني: أن القرآن قد أخبر بإقرارهم بالربوبية مع قيامهم على الشرك، وهذا مبيَّن في كثير من الآيات، منها قوله تعالى: {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُون} [الزمر: 38].

وقوله تعالى: {قُل لِّمَنِ ٱلۡأَرۡضُ وَمَن فيها إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِۚ قُلۡ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ * قُلۡ مَن رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ ٱلسَّبۡعِ وَرَبُّ ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡعَظِيمِ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِۚ قُلۡ أَفَلَا تَتَّقُونَ * قُلۡ مَنۢ بِيَدِهِۦ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيۡء وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيۡهِ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِۚ قُلۡ فَأَنَّىٰ تُسۡحَرُونَ} [المؤمنون: 84-89].

وقد تعقَّب الطبري مجاهدًا في تفسير قوله تعالى: {فَلَا تَجْعَلُوا للهِ أَندَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 22] بحملها على أهل الكتاب؛ فقال الطبري معقّبا عليه: “وأحسَب أن الذي دَعا مجاهدًا إلى هذا التأويل وإضافة ذلك إلى أنه خطاب لأهل التوراة والإنجيل دُون غيرهم الظنُّ منه بالعرب أنها لم تكن تعلم أنّ اللهَ خالقها ورازقها، بجحودها وحدانيةَ ربِّها، وإشراكها معه في العبادة غيره. وإنّ ذلك لَقولٌ! ولكنّ الله -جلّ ثناؤه- قد أخبرَ في كتابه عنها أنها كانت تُقرّ بوحدانيته، غير أنها كانت تُشرك في عبادته ما كانت تُشرك فيها، فقال جل ثناؤه: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} [الزخرف: 87]، وقال: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ} [يونس: 31]، فالذي هو أولى بتأويل قوله: {وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} إذْ كان ما كان عند العرب من العلم بوحدانِيَّة الله وأنه مُبدعُ الخلق وخالقهم ورازقهم نظير الذي كان من ذلك عند أهل الكتابين، ولم يكن في الآية دلالة على أنّ الله -جل ثناؤه- عنى بقوله: {وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} أحدَ الحزبين، بل مخرَج الخطاب بذلك عامٌّ للناس كافةً لهم؛ لأنه تحدَّى الناس كلهم بقوله: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبَدُوا رَبَّكُمْ} [البقرة: 21] أن يكون تأويلُهُ ما قاله ابنُ عباس وقتادة من أنه يعني بذلك كل مكلف عالم بوحدانية الله، وأنه لا شريكَ له في خلقه، يُشرِك معه في عبادته غيرَه، كائنًا من كان من الناس، عربيًّا كان أو أعجميًّا، كاتبًا أو أميًّا، وإن كان الخطابُ لكفار أهل الكتابِ الذين كانوا حَواليْ دَار هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأهل النفاق منهم، وممن بينَ ظَهرانيهم ممّن كان مشركًا فانتقل إلى النفاق بمقدَم رسول الله صلى الله عليه وسلم”([4]).

الوجه الثالث: إقرار السلف بأن المشركين لم يكونوا ينكرون الربوبية، بل ينكرون العبودية، فقد ورد عن ابن عباس في قوله تعالى: {‌وَمَا ‌يُؤْمِنُ ‌أَكْثَرُهُمْ ‌بِاللَّهِ ‌إِلَّا ‌وَهُمْ مُشْرِكُونَ} [يوسف: 106]، قال: من إيمانهم إذا قيل لهم: مَن خلق السماء؟ ومن خلق الأرض؟ ومن خلق الجبال؟ قالوا: الله. وهم مشركون([5]). وعنْ مُجَاهِدٍ قال: “إيمانهم قولهم: الله يخلقنا ويرزقنا ويميتنا، وهو إيمان المشركين”([6]). وعن قتادة قال: “لا يسأل أحد من المشركين: من ربك؟ إلا قال: الله، وهو يشرك في ذلك”([7]). ومثله عن عكرمة([8]).

الوجه الرابع: أن الله احتجَّ عليهم بمعاني الربوبية في تقرير الألوهية والبعث، ولو لم يكونوا مقرين بذلك لما كان للاحتجاج عليهم به حجة، من ذلك قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِين} [الأعراف: 54]، وقوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ اللّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلًا لاَّ رَيْبَ فِيهِ فَأَبَى الظَّالِمُونَ إَلاَّ كُفُورًا} [الإسراء: 99]، وقوله: {أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَى وَهُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيم} [يس: 81].

قال مقاتل بن سليمان: “يقول: لأنهم مقرون بأن الله خلقهم، {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ ‌لَيَقُولُنَّ ‌اللَّهُ} [الزمر: 38]، ولا يقدرون أن يقولوا غير ذلك، وهم مع ذلك يعبدون غير الله عز وجل”([9]).

علاقة الربوبية بالألوهية:

إذا ظهر لك بالدليل أن المشركين مع إقرارهم بتوحيد الربوبية فإنهم وُصِفُوا بالشرك، بقي لك أن تعرف حظّ الربوبية من الألوهية، فالربوبية دليل على الألوهية، وبرهان عليها، فمن أقر بها ولم يوحّد كان مناقضًا لنفسه، ومن هنا احتجّ القرآن على جميع الخلق بالربوبية على استحقاق الله تعالى للعبودية، وجعل من لم يقرّ بالعبودية لم تنفعه الربوبية؛ لأنه فرَّق وقطع بين الدليل ومدلوله.

غلط المتكلمين:

وقد وقع غلط لكثير من الطوائف الكلامية؛ فظنوا التوحيد منحصرًا في توحيد الذات والصفات والأفعال، وتركوا توحيد الله في أفعال العباد الصادرة عنهم على وجه القُربة، وسبب ذلك بناءُ الباب على الدليل العقلي؛ فكل ما لا يعرف بالدليل العقلي على وجه التفصيل أخرجوه من مسمّى التوحيد نظريّا، وخلطوا بين البواعث الحقيقية للعبادة مثل اعتقاد الربوبية، وبين البواعث الباطلة التي عند المشركين، وهي تعظيم موروث الآباء والأجداد، وقد نص الله على ذلك في حقهم فقال: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُون} [البقرة: 170]، وقال: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِير} [لقمان: 21].

وكذلك انسجام الإنسان مع محيطه الاجتماعي، قال سبحانه: {وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِين} [العنكبوت: 25].

فبواعث المشركين على شركهم هي هذه، وليس اعتقاد الربوبية كما يصوِّر بعض الباحثين. فإذا عرفت هذا عرفت أن الفعل يسمَّى شركًا لسببين:

السبب الأول: من حيث إن الله هو المستحقّ له، فصرف لغيره، مثل الدعاء والنذر والصلاة.

السبب الثاني: الإتيان به من غير بيّنة، وصرفه لغير الله على سبيل التعبّد، فكل هذا شرك؛ ولهذا تجد القرآن يسأل عن المستند في تلك الأفعال: هل هو أمر من الله أو سلطان؟ فإذا لم يكن فهو باطل ومردود، قال سبحانه: {سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم حَتَّى ذَاقُواْ بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إَلاَّ تَخْرُصُون} [الأنعام: 148]، وقال سبحانه: {سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرَّعْبَ فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَان} [الأنفال: 12].

الخلاصة:

يتحصّل مما سبق أن الإقرار بالربوبية وإفراد الله بأفعاله لا يكفي في تحقيق التوحيد، بل لا بدّ من إفراد الله بأفعال العباد على وجه التعبُّد، فلا يدعى غير الله، ولا يستغاث إلا بالله، ولا يصرف شيء مما طُلِب من العبدُ أن يصرفه لله لغير الله، وقد كان هذا واضحا لكل من نزل القرآن فيهم، ومن جاء بعدهم من علماء الأمة، لم تختلف كلمتهم في هذا المعنى كما قررناه من كلام المفسرين من أكابر الصحابة والتابعين وغيرهم، والحمد لله رب العالمين.

ـــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) ينظر: الملل والنحل للشهرستاني (1/ 100)، وأصول الدين للبغدادي (ص: 123)، والتفسير الكبير للرازي (32/ 116).

([2]) ينظر: شرح العقائد النسفية (ص: 25)، وحاشية الكستلي على شرح العقائد النسفية (ص: 50).

([3]) أخرجه مسلم (1185).

([4]) تفسير الطبري (1/ 373).

([5]) تفسير الطبري (16/ 286).

([6]) تفسير مجاهد (ص: 401).

([7]) تفسير عبد الرزاق (2/ 223).

([8]) خلق أفعال العباد للبخاري (ص: 100).

([9]) تفسير مقاتل بن سليمان (2/ 552).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

موقف الإمامية الاثني عشرية من خالد بن الوليد -قراءة نقدية-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن الله أعزّ الأمة، ووجّهها نحو الطريق المستقيم، وفتح لها أبواب الخير بدين الإسلام، هذا الدين العظيم اصطفى الله له محمدَ بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، واصطفى له من بين أهل الأرض رجالًا عظماء صحبوه فأحسنوا الصحبة، وسخروا كل طاقاتهم في نشر دين الله مع نبي […]

التلازم بين العقيدة والشريعة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: من تأمل وتتبَّع أسفار العهدين القديم والحديث يدرك أنهما لا يتَّسمان بالشمول والكمال الذي يتَّسم به الوحي الإسلامي؛ ذلك أن الدين الإسلامي جاء كاملا شاملا للفكر والسلوك، وشاملا للعقيدة والشريعة والأخلاق، وإن شئت فقل: لأعمال القلوب وأعمال الجوارح واللسان، كما جاء شاملا لقول القلب واللسان، وهذا بخلاف غيره […]

إنكار ابن مسعود للمعوذتين لا طعن فيه في القرآن ولا في الصحابة

يعمد كثير من الملاحدة إلى إثارة التشكيك في الإسلام ومصادره، ليس تقويةً لإلحاده، ولكن محاولة لتضعيف الإسلام نفسه، ولا شك أن مثل هذا التشكيك فيه الكثير من النقاش حول قبوله من الملاحدة، أعني: أن الملحد لا يؤمن أساسًا بالنص القرآني ولا بالسنة النبوية، ومع ذلك فإنه في سبيل زرع التشكيك بالإسلام يستخدم هذه النصوص ضد […]

دعاوى المناوئين لفتاوى ابن باز وابن عثيمين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تُثار بين الحين والآخر نقاشات حول فتاوى علماء العصر الحديث، ومن أبرز هؤلاء العلماء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله ابن باز والشيخ محمد بن صالح العثيمين. ويطغى على هذه النقاشات اتهام المخالف لهما بالتشدد والتطرف بل والتكفير، لا سيما فيما يتعلق بمواقفهما من المخالفين لهما في العقيدة […]

شبهات العقلانيين حول حديث “الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم” ومناقشتها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة    مقدمة: لا يزال العقلانيون يحكِّمون كلامَ الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم إلى عقولهم القاصرة، فينكِرون بذلك السنةَ النبوية ويردُّونها، ومن جملة تشغيباتهم في ذلك شبهاتُهم المثارَة حول حديث: «الشيطان يجري في ابن آدم مجرى الدم» الذي يعتبرونه مجردَ مجاز أو رمزية للإشارة إلى سُرعة وقوع الإنسان في […]

البهائية.. عرض ونقد

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد مات بعد أن أتم الله تعالى عليه النعمة وأكمل له الملة، وأنزل عليه وهو قائم بعرفة يوم عرفة: {اليومَ أكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وأَتْمَمْتُ علَيْكُم نِعْمَتي ورَضِيتُ لَكُمُ الإسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3]، وهي الآية التي حسدتنا عليها اليهود كما في الصحيحين أنَّ […]

الصمت في التصوف: عبادة مبتدعة أم سلوك مشروع؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: الصوفية: جماعةٌ دينية لهم طريقةٌ مُعيَّنة تُعرف بالتصوّف، وقد مَرَّ التصوّف بمراحل، فأوَّل ما نشأ كان زُهدًا في الدنيا وانقطاعًا للعبادة، ثم تطوَّر شيئًا فشيئًا حتى صار إلحادًا وضلالًا، وقال أصحابه بالحلول ووحدة الوجود وإباحة المحرمات([1])، وبين هذا وذاك بدعٌ كثيرة في الاعتقاد والعمل والسلوك. وفي إطار تصدِّي […]

دفع مزاعم القبورية حول حديث: «اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد»

مقدمة: من الفِرى ردُّ الأحاديث الصحيحة المتلقّاة بالقبول انتصارًا للأهواء والضلالات البدعية، وما من نصّ صحيح يسُدُّ ضلالًا إلا رُمِي بسهام النكارة أو الشذوذ ودعوى البطلان والوضع، فإن سلم منها سلّطت عليه سهام التأويل أو التحريف، لتسلم المزاعم وتنتفي معارضة الآراء المزعومة والمعتقدات. وليس هذا ببعيد عن حديث «‌اتخذوا ‌قبور ‌أنبيائهم»، فقد أثار أحدهم إشكالًا […]

استباحة المحرَّمات.. معناها وروافدها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: من أعظم البدع التي تهدم الإسلام بدعة استباحةُ الشريعة، واعتقاد جواز الخروج عنها، وقد ظهرت هذه البدعة قديمًا وحديثًا في أثواب شتى وعبر روافد ومصادر متعدِّدة، وكلها تؤدّي في نهايتها للتحلّل من الشريعة وعدم الخضوع لها. وانطلاقًا من واجب الدفاع عن أصول الإسلام وتقرير قواعده العظام الذي أخذه […]

الحالة السلفية في فكر الإمام أبي المعالي الجويني إمام الحرمين -أصول ومعالم-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: من الأمور المحقَّقة عند الباحثين صحةُ حصول مراجعات فكرية حقيقية عند كبار المتكلمين المنسوبين إلى الأشعرية وغيرها، وقد وثِّقت تلك المراجعات في كتب التراجم والتاريخ، ونُقِلت عنهم في ذلك عبارات صريحة، بل قامت شواهد الواقع على ذلك عند ملاحظة ما ألَّفوه من مصنفات ومقارنتها، وتحقيق المتأخر منها والمتقدم، […]

أحوال السلف في شهر رجب

 مقدمة: إن الله تعالى خَلَقَ الخلق، واصطفى من خلقه ما يشاء، ففضّله على غيره، قال تعالى: ﴿وَرَبُّكَ يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُ ‌وَيَخۡتَارُ﴾ [القصص: 68]. والمقصود بالاختيار: الاصطفاء بعد الخلق، فالخلق عامّ، والاصطفاء خاصّ[1]. ومن هذا تفضيله تعالى بعض الأزمان على بعض، كالأشهر الحرم، ورمضان، ويوم الجمعة، والعشر الأواخر من رمضان، وعشر ذي الحجة، وغير ذلك مما […]

هل يُمكِن الاستغناءُ عن النُّبوات ببدائلَ أُخرى كالعقل والضمير؟

مقدمة: هذه شبهة من الشبهات المثارة على النبوّات، وهي مَبنيَّة على سوء فَهمٍ لطبيعة النُّبوة، ولوظيفتها الأساسية، وكشف هذه الشُّبهة يحتاج إلى تَجْلية أوجه الاحتياج إلى النُّبوة والوحي. وحاصل هذه الشبهة: أنَّ البَشَر ليسوا في حاجة إلى النُّبوة في إصلاح حالهم وعَلاقتهم مع الله، ويُمكِن تحقيقُ أعلى مراتب الصلاح والاستقامة من غير أنْ يَنزِل إليهم […]

الصوفية وعجز الإفصاح ..الغموض والكتمان نموذجا

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  توطئة: تتجلى ظاهرة الغموض والكتمان في الفكر الصوفي من خلال مفهوم الظاهر والباطن، ويرى الصوفية أن علم الباطن هو أرقى مراتب المعرفة، إذ يستند إلى تأويلات عميقة -فيما يزعمون- للنصوص الدينية، مما يتيح لهم تفسير القرآن والحديث بطرق تتناغم مع معتقداتهم الفاسدة، حيث يدّعون أن الأئمة والأولياء هم الوحيدون […]

القيادة والتنمية عند أتباع السلف الصالح الأمير عبد الله بن طاهر أمير خراسان وما وراء النهر أنموذجا (182-230ه/ 798-845م)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  المقدمة: كنتُ أقرأ قصةَ الإمام إسحاق بن راهويه -رحمه الله- عندما عرض كتاب (التاريخ الكبير) للإمام البخاري -رحمه الله- على الأمير عبد الله بن طاهر، وقال له: (ألا أريك سحرًا؟!)، وكنت أتساءل: لماذا يعرض كتابًا متخصِّصًا في علم الرجال على الأمير؟ وهل عند الأمير من الوقت للاطّلاع على الكتب، […]

دعوى غلو النجديين وخروجهم عن سنن العلماء

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تكثر الدعاوى حول الدعوة النجدية، وتكثر الأوهام حول طريقتهم سواء من المخالفين أو حتى من بعض الموافقين الذين دخلت عليهم بعض شُبه الخصوم، وزاد الطين بلة انتسابُ كثير من الجهال والغلاة إلى طريقة الدعوة النجدية، ووظفوا بعض عباراتهم -والتي لا يحفظون غيرها- فشطوا في التكفير بغير حق، وأساؤوا […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017