السبت - 22 جمادى الآخر 1447 هـ - 13 ديسمبر 2025 م

هل مُجرد الإقرار بالربوبية يُنجِي صاحبه من النار؟

A A

مقدمة:

كثيرٌ ممن يحبّون العاجلة ويذرون الآخرة يكتفون بالإقرار بالربوبية إقرارًا نظريًّا؛ تفاديًا منهم لسؤال البدهيات العقلية، وتجنُّبا للصّدام مع الضروريات الفطرية، لكنهم لا يستنتجون من ذلك استحقاق الخالق للعبودية، وإذا رجعوا إلى الشرع لم يقبَلوا منه التفصيلَ؛ حتى لا ينتقض غزلهم مِن بعدِ قوة، وقد كان هذا حالَ كثير من الأمم قبل الإسلام، وحين جاء الإسلام نشأت فيه طوائف لم تتخلَّ عن ثقافة منشئها، ففهمت القرآنَ وفقًا لبيئتها الثقافية والعِلمية، فلم تقبل تفسيرًا للإله يخالف ما استقرَّت عليه العلوم العقلية في طورها الأوّل، ففسّروا الإله بالقادر على الاختراع([1]).

وهذا التفسير رغمَ قصوره عن النصاب الشرعيّ لمدلول كلمة الإله؛ فإنه كذلك غير جارٍ على سنّة العرب في لسانها، وقد نتجت عنه نتائج كثيرة حيث عُدَّ المعنى الأول من أصول الدين في المفهوم الكلاميّ؛ لأنه كلام في الصانع وإثباته، وعُدَّ المعنى الشرعي واللغوي للكلمة الذي يفيد معنى الاستحقاق من فروع الدين، ومسائل العمل الخارجة عن حد التوحيد في المفهوم الكلامي، فالموحِّد هو من أفرد الله بخواصّ الألوهية التي هي تدبير العالم وكونه واجب الوجود… إلى آخره.

عدم التزام أهل الاصطلاح بلازم اصطلاحهم:

ولأنّ هذا المعنى الذي تقدَّم لا يستقيم مع النصوص فقد اختلفت كلمة أهله فيه، ولم يستطيعوا التزام هذا المعنى من كلّ الوجوه؛ فلم يخل كلامهم من تصريح أو تلميح إلى أن من معاني الألوهية استحقاق العبادة، لكنهم يضيفون إليها ما ذكرنا مما لا يدخل في معناها لغة ولا يلزم منها شرعا([2])؛ لأنّ فيه خلطًا بين معانٍ قد تحصل دون الأخرى، بمعنى أن المعتقِد للخالقيّة والاختراع والتدبير لا يكفيه ذلك في الإقرار بالتوحيد بمعناه الشرعي، وبيان ذلك من وجوه:

الوجه الأول: أن المشركين لم يعتقدوا خالقًا مع الله عز وجل مشاركا له في تدبير الكون، وإنما اعتقدوا معبودًا يُعبَد معه على أنه شفيع أو وسيط، ومن ذلك ما ورد عن ابن عباس رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: كان المشركون يقولون: لبيك لا شريك لك، قال: فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ويلكم! قد قد»، فيقولون: ‌إلا ‌شريكا ‌هو ‌لك، تملكه وما ملك، يقولون هذا وهم يطوفون بالبيت([3]).

الوجه الثاني: أن القرآن قد أخبر بإقرارهم بالربوبية مع قيامهم على الشرك، وهذا مبيَّن في كثير من الآيات، منها قوله تعالى: {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُون} [الزمر: 38].

وقوله تعالى: {قُل لِّمَنِ ٱلۡأَرۡضُ وَمَن فيها إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِۚ قُلۡ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ * قُلۡ مَن رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ ٱلسَّبۡعِ وَرَبُّ ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡعَظِيمِ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِۚ قُلۡ أَفَلَا تَتَّقُونَ * قُلۡ مَنۢ بِيَدِهِۦ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيۡء وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيۡهِ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِۚ قُلۡ فَأَنَّىٰ تُسۡحَرُونَ} [المؤمنون: 84-89].

وقد تعقَّب الطبري مجاهدًا في تفسير قوله تعالى: {فَلَا تَجْعَلُوا للهِ أَندَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 22] بحملها على أهل الكتاب؛ فقال الطبري معقّبا عليه: “وأحسَب أن الذي دَعا مجاهدًا إلى هذا التأويل وإضافة ذلك إلى أنه خطاب لأهل التوراة والإنجيل دُون غيرهم الظنُّ منه بالعرب أنها لم تكن تعلم أنّ اللهَ خالقها ورازقها، بجحودها وحدانيةَ ربِّها، وإشراكها معه في العبادة غيره. وإنّ ذلك لَقولٌ! ولكنّ الله -جلّ ثناؤه- قد أخبرَ في كتابه عنها أنها كانت تُقرّ بوحدانيته، غير أنها كانت تُشرك في عبادته ما كانت تُشرك فيها، فقال جل ثناؤه: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} [الزخرف: 87]، وقال: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ} [يونس: 31]، فالذي هو أولى بتأويل قوله: {وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} إذْ كان ما كان عند العرب من العلم بوحدانِيَّة الله وأنه مُبدعُ الخلق وخالقهم ورازقهم نظير الذي كان من ذلك عند أهل الكتابين، ولم يكن في الآية دلالة على أنّ الله -جل ثناؤه- عنى بقوله: {وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} أحدَ الحزبين، بل مخرَج الخطاب بذلك عامٌّ للناس كافةً لهم؛ لأنه تحدَّى الناس كلهم بقوله: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبَدُوا رَبَّكُمْ} [البقرة: 21] أن يكون تأويلُهُ ما قاله ابنُ عباس وقتادة من أنه يعني بذلك كل مكلف عالم بوحدانية الله، وأنه لا شريكَ له في خلقه، يُشرِك معه في عبادته غيرَه، كائنًا من كان من الناس، عربيًّا كان أو أعجميًّا، كاتبًا أو أميًّا، وإن كان الخطابُ لكفار أهل الكتابِ الذين كانوا حَواليْ دَار هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأهل النفاق منهم، وممن بينَ ظَهرانيهم ممّن كان مشركًا فانتقل إلى النفاق بمقدَم رسول الله صلى الله عليه وسلم”([4]).

الوجه الثالث: إقرار السلف بأن المشركين لم يكونوا ينكرون الربوبية، بل ينكرون العبودية، فقد ورد عن ابن عباس في قوله تعالى: {‌وَمَا ‌يُؤْمِنُ ‌أَكْثَرُهُمْ ‌بِاللَّهِ ‌إِلَّا ‌وَهُمْ مُشْرِكُونَ} [يوسف: 106]، قال: من إيمانهم إذا قيل لهم: مَن خلق السماء؟ ومن خلق الأرض؟ ومن خلق الجبال؟ قالوا: الله. وهم مشركون([5]). وعنْ مُجَاهِدٍ قال: “إيمانهم قولهم: الله يخلقنا ويرزقنا ويميتنا، وهو إيمان المشركين”([6]). وعن قتادة قال: “لا يسأل أحد من المشركين: من ربك؟ إلا قال: الله، وهو يشرك في ذلك”([7]). ومثله عن عكرمة([8]).

الوجه الرابع: أن الله احتجَّ عليهم بمعاني الربوبية في تقرير الألوهية والبعث، ولو لم يكونوا مقرين بذلك لما كان للاحتجاج عليهم به حجة، من ذلك قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِين} [الأعراف: 54]، وقوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ اللّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلًا لاَّ رَيْبَ فِيهِ فَأَبَى الظَّالِمُونَ إَلاَّ كُفُورًا} [الإسراء: 99]، وقوله: {أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَى وَهُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيم} [يس: 81].

قال مقاتل بن سليمان: “يقول: لأنهم مقرون بأن الله خلقهم، {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ ‌لَيَقُولُنَّ ‌اللَّهُ} [الزمر: 38]، ولا يقدرون أن يقولوا غير ذلك، وهم مع ذلك يعبدون غير الله عز وجل”([9]).

علاقة الربوبية بالألوهية:

إذا ظهر لك بالدليل أن المشركين مع إقرارهم بتوحيد الربوبية فإنهم وُصِفُوا بالشرك، بقي لك أن تعرف حظّ الربوبية من الألوهية، فالربوبية دليل على الألوهية، وبرهان عليها، فمن أقر بها ولم يوحّد كان مناقضًا لنفسه، ومن هنا احتجّ القرآن على جميع الخلق بالربوبية على استحقاق الله تعالى للعبودية، وجعل من لم يقرّ بالعبودية لم تنفعه الربوبية؛ لأنه فرَّق وقطع بين الدليل ومدلوله.

غلط المتكلمين:

وقد وقع غلط لكثير من الطوائف الكلامية؛ فظنوا التوحيد منحصرًا في توحيد الذات والصفات والأفعال، وتركوا توحيد الله في أفعال العباد الصادرة عنهم على وجه القُربة، وسبب ذلك بناءُ الباب على الدليل العقلي؛ فكل ما لا يعرف بالدليل العقلي على وجه التفصيل أخرجوه من مسمّى التوحيد نظريّا، وخلطوا بين البواعث الحقيقية للعبادة مثل اعتقاد الربوبية، وبين البواعث الباطلة التي عند المشركين، وهي تعظيم موروث الآباء والأجداد، وقد نص الله على ذلك في حقهم فقال: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُون} [البقرة: 170]، وقال: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِير} [لقمان: 21].

وكذلك انسجام الإنسان مع محيطه الاجتماعي، قال سبحانه: {وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِين} [العنكبوت: 25].

فبواعث المشركين على شركهم هي هذه، وليس اعتقاد الربوبية كما يصوِّر بعض الباحثين. فإذا عرفت هذا عرفت أن الفعل يسمَّى شركًا لسببين:

السبب الأول: من حيث إن الله هو المستحقّ له، فصرف لغيره، مثل الدعاء والنذر والصلاة.

السبب الثاني: الإتيان به من غير بيّنة، وصرفه لغير الله على سبيل التعبّد، فكل هذا شرك؛ ولهذا تجد القرآن يسأل عن المستند في تلك الأفعال: هل هو أمر من الله أو سلطان؟ فإذا لم يكن فهو باطل ومردود، قال سبحانه: {سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم حَتَّى ذَاقُواْ بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إَلاَّ تَخْرُصُون} [الأنعام: 148]، وقال سبحانه: {سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرَّعْبَ فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَان} [الأنفال: 12].

الخلاصة:

يتحصّل مما سبق أن الإقرار بالربوبية وإفراد الله بأفعاله لا يكفي في تحقيق التوحيد، بل لا بدّ من إفراد الله بأفعال العباد على وجه التعبُّد، فلا يدعى غير الله، ولا يستغاث إلا بالله، ولا يصرف شيء مما طُلِب من العبدُ أن يصرفه لله لغير الله، وقد كان هذا واضحا لكل من نزل القرآن فيهم، ومن جاء بعدهم من علماء الأمة، لم تختلف كلمتهم في هذا المعنى كما قررناه من كلام المفسرين من أكابر الصحابة والتابعين وغيرهم، والحمد لله رب العالمين.

ـــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) ينظر: الملل والنحل للشهرستاني (1/ 100)، وأصول الدين للبغدادي (ص: 123)، والتفسير الكبير للرازي (32/ 116).

([2]) ينظر: شرح العقائد النسفية (ص: 25)، وحاشية الكستلي على شرح العقائد النسفية (ص: 50).

([3]) أخرجه مسلم (1185).

([4]) تفسير الطبري (1/ 373).

([5]) تفسير الطبري (16/ 286).

([6]) تفسير مجاهد (ص: 401).

([7]) تفسير عبد الرزاق (2/ 223).

([8]) خلق أفعال العباد للبخاري (ص: 100).

([9]) تفسير مقاتل بن سليمان (2/ 552).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

تَعرِيف بكِتَاب (مجموعة الرَّسائل العقديَّة للعلامة الشَّيخ محمد عبد الظَّاهر أبو السَّمح)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المعلومات الفنية للكتاب: عنوان الكتاب: مجموعة الرَّسائل العقديَّة للعلامة الشَّيخ محمد عبد الظَّاهر أبو السَّمح. اسم المؤلف: أ. د. عبد الله بن عمر الدميجي، أستاذ العقيدة بكلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى. رقم الطبعة وتاريخها: الطبعة الأولى في دار الهدي النبوي بمصر ودار الفضيلة بالرياض، عام 1436هـ/ 2015م. […]

الحالة السلفية عند أوائل الصوفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: تعدَّدت وجوه العلماء في تقسيم الفرق والمذاهب، فتباينت تحريراتهم كمًّا وكيفًا، ولم يسلم اعتبار من تلك الاعتبارات من نقدٍ وملاحظة، ولعلّ أسلمَ طريقة اعتبارُ التقسيم الزمني، وقد جرِّب هذا في كثير من المباحث فكانت نتائج ذلك محكمة، بل يستطيع الباحث أن يحاكم الاعتبارات كلها به، وهو تقسيم […]

إعادة قراءة النص الشرعي عند النسوية الإسلامية.. الأدوات والقضايا

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: تشكّل النسوية الإسلامية اتجاهًا فكريًّا معاصرًا يسعى إلى إعادة قراءة النصوص الدينية المتعلّقة بقضايا المرأة بهدف تقديم فهمٍ جديد يعزّز حقوقها التي يريدونها لا التي شرعها الله، والفكر النسوي الغربي حين استورده بعض المسلمين إلى بلاد الإسلام رأوا أنه لا يمكن أن يتلاءم بشكل تام مع الفكر الإسلامي، […]

اختلاف أهل الحديث في إطلاق الحدوث والقدم على القرآن الكريم -قراءة تحليلية-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يُعَدّ مبحث الحدوث والقدم من القضايا المركزية في الخلاف العقدي، لما له من أثر مباشر في تقرير مسائل صفات الله تعالى، وبخاصة صفة الكلام. غير أنّ النظر في تراث الحنابلة يكشف عن تباينٍ ظاهر في عباراتهم ومواقفهم من هذه القضية، حيث منع جمهور السلف إطلاق لفظ المحدث على […]

وقفة تاريخية حول استدلال الأشاعرة بصلاح الدين ومحمد الفاتح وغيرهما

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يتكرر في الخطاب العقدي المعاصر استدعاء الأعلام التاريخيين والحركات الجهادية لتثبيت الانتماءات المذهبية، فيُستدلّ بانتماء بعض القادة والعلماء إلى الأشعرية أو التصوف لإثبات صحة هذه الاتجاهات العقدية، أو لترسيخ التصور القائل بأن غالب أهل العلم والجهاد عبر التاريخ كانوا على هذا المذهب أو ذاك. غير أن هذا النمط […]

الاستدلال بتساهل الفقهاء المتأخرين في بعض بدع القبور (الجزء الثاني)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة خامسًا: الاستدلال بإباحة التوسل وشدّ الرحل لقبور الصالحين: استدلّ المخالفون بما أجازه جمهور المتأخرين من التوسّل بالصالحين، أو إباحة تحرّي دعاء الله عند قبور الصالحين، ونحو ذلك، وهاتان المسألتان لا يعتبرهما السلفيون من الشّرك، وإنما يختارون أنها من البدع؛ لأنّ الداعي إنما يدعو الله تعالى متوسلًا بالصالح، أو عند […]

الاستدلال بتساهل الفقهاء المتأخرين في بعض بدع القبور (الجزء الأول)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من المعلوم أن مسائل التوحيد والشرك من أخطر القضايا التي يجب ضبطها وفقَ الأدلة الشرعية والفهم الصحيح للكتاب والسنة، إلا أنه قد درج بعض المنتسبين إلى العلم على الاستدلال بأقوال بعض الفقهاء المتأخرين لتبرير ممارساتهم، ظنًّا منهم أن تلك الأقوال تؤيد ما هم عليه تحت ستار “الخلاف الفقهي”، […]

ممن يقال: أساء المسلمون لهم في التاريخ

أحد عشر ممن يقال: أساء المسلمون لهم في التاريخ. مما يتكرر كثيراً ذكرُ المستشرقين والعلمانيين ومن شايعهم أساميَ عدد ممن عُذِّب أو اضطهد أو قتل في التاريخ الإسلامي بأسباب فكرية وينسبون هذا النكال أو القتل إلى الدين ،مشنعين على من اضطهدهم أو قتلهم ؛واصفين كل أهل التدين بالغلظة وعدم التسامح في أمورٍ يؤكد كما يزعمون […]

كيفَ نُثبِّتُ السُّنة النبويَّة ونحتَجُّ بها وَقَد تأخَّر تدوِينُها؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ إثارةَ الشكوك حول حجّيّة السنة النبوية المشرَّفة بسبب تأخُّر تدوينها من الشبهات الشهيرة المثارة ضدَّ السنة النبوية، وهي شبهة قديمة حديثة؛ فإننا نجدها في كلام الجهمي الذي ردّ عليه الإمامُ عثمانُ بن سعيد الدَّارِميُّ (ت 280هـ) رحمه الله -وهو من أئمَّة الحديث المتقدمين-، كما نجدها في كلام […]

نقد القراءة الدنيوية للبدع والانحرافات الفكرية

مقدمة: يناقش هذا المقال لونا جديدًا منَ الانحرافات المعاصرة في التعامل مع البدع بطريقةٍ مُحدثة يكون فيها تقييم البدعة على أساس دنيويّ سياسيّ، وليس على الأساس الدينيّ الفكري الذي عرفته الأمّة، وينتهي أصحاب هذا الرأي إلى التشويش على مبدأ محاربة البدع والتقليل من شأنه واتهام القائمين عليه، والأهم من ذلك إعادة ترتيب البدَع على أساسٍ […]

كشف الالتباس عما جاء في تفسير ابن عباس رضي الله عنهما لقوله تعالى في حق الرسل عليهم السلام: (وظنوا أنهم قد كُذبوا)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن ابن عباس رضي الله عنهما هو حبر الأمة وترجمان القرآن، ولا تخفى مكانة أقواله في التفسير عند جميع الأمة. وقد جاء عنه في قول الله تعالى: (وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُمۡ قَدۡ كُذِبُواْ) (يوسف: 110) ما يوهم مخالفة العصمة، واستدركت عليه عائشة رضي الله عنها لما بلغها تفسيره. والمفسرون منهم […]

تعريف بكتاب “نقض دعوى انتساب الأشاعرة لأهل السنة والجماعة بدلالة الكِتابِ والسُّنَّةِ والإِجْمَاعِ”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقَـدّمَـــة: في المشهد العقدي المعاصر ارتفع صوت الطائفة الأشعرية حتى غلب في بعض الميادين، وتوسعت دائرة دعواها الانتساب إلى أهل السنة والجماعة. وتواترُ هذه الدعوى وتكرارها أدّى إلى اضطراب في تحديد مدلول هذا اللقب لقب أهل السنة؛ حتى كاد يفقد حدَّه الفاصل بين منهج السلف ومنهج المتكلمين الذي ظلّ […]

علم الكلام السلفي الأصول والآليات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: اختلف العلماء في الموقف من علم الكلام، فمنهم المادح الممارس، ومنهم الذامّ المحترس، ومنهم المتوسّط الذي يرى أن علم الكلام نوعان: نوع مذموم وآخر محمود، فما حقيقة علم الكلام؟ وما الذي يفصِل بين النوعين؟ وهل يمكن أن يكون هناك علم كلام سلفيّ؟ وللجواب عن هذه الأسئلة وغيرها رأى […]

بين المعجزة والتكامل المعرفي.. الإيمان بالمعجزة وأثره على تكامل المعرفة الإنسانية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لقد جاء القرآن الكريم شاهدًا على صدق نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، بل وعلى صدق الأنبياء كلهم من قبله؛ مصدقًا لما معهم من الكتب، وشاهدا لما جاؤوا به من الآيات البينات والمعجزات الباهرات. وهذا وجه من أوجه التكامل المعرفي الإسلامي؛ فالقرآن مادّة غزيرة للمصدر الخبري، وهو […]

قواعد علمية للتعامل مع قضية الإمام أبي حنيفة رحمه الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من القضايا التي عملت على إثراء التراث الفقهي الإسلامي: قضية الخلاف بين مدرسة أهل الرأي وأهل الحديث، وهذا وإن كان يُرى من جانبه الإيجابي، إلا أنه تمخَّض عن جوانب سلبية أيضًا، فاحتدام الصراع بين الفريقين مع ما كان يرجّحه أبو حنيفة من مذهب الإرجاء نتج عنه روايات كثيرة […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017