الجمعة - 18 جمادى الآخر 1446 هـ - 20 ديسمبر 2024 م

هل مُجرد الإقرار بالربوبية يُنجِي صاحبه من النار؟

A A

مقدمة:

كثيرٌ ممن يحبّون العاجلة ويذرون الآخرة يكتفون بالإقرار بالربوبية إقرارًا نظريًّا؛ تفاديًا منهم لسؤال البدهيات العقلية، وتجنُّبا للصّدام مع الضروريات الفطرية، لكنهم لا يستنتجون من ذلك استحقاق الخالق للعبودية، وإذا رجعوا إلى الشرع لم يقبَلوا منه التفصيلَ؛ حتى لا ينتقض غزلهم مِن بعدِ قوة، وقد كان هذا حالَ كثير من الأمم قبل الإسلام، وحين جاء الإسلام نشأت فيه طوائف لم تتخلَّ عن ثقافة منشئها، ففهمت القرآنَ وفقًا لبيئتها الثقافية والعِلمية، فلم تقبل تفسيرًا للإله يخالف ما استقرَّت عليه العلوم العقلية في طورها الأوّل، ففسّروا الإله بالقادر على الاختراع([1]).

وهذا التفسير رغمَ قصوره عن النصاب الشرعيّ لمدلول كلمة الإله؛ فإنه كذلك غير جارٍ على سنّة العرب في لسانها، وقد نتجت عنه نتائج كثيرة حيث عُدَّ المعنى الأول من أصول الدين في المفهوم الكلاميّ؛ لأنه كلام في الصانع وإثباته، وعُدَّ المعنى الشرعي واللغوي للكلمة الذي يفيد معنى الاستحقاق من فروع الدين، ومسائل العمل الخارجة عن حد التوحيد في المفهوم الكلامي، فالموحِّد هو من أفرد الله بخواصّ الألوهية التي هي تدبير العالم وكونه واجب الوجود… إلى آخره.

عدم التزام أهل الاصطلاح بلازم اصطلاحهم:

ولأنّ هذا المعنى الذي تقدَّم لا يستقيم مع النصوص فقد اختلفت كلمة أهله فيه، ولم يستطيعوا التزام هذا المعنى من كلّ الوجوه؛ فلم يخل كلامهم من تصريح أو تلميح إلى أن من معاني الألوهية استحقاق العبادة، لكنهم يضيفون إليها ما ذكرنا مما لا يدخل في معناها لغة ولا يلزم منها شرعا([2])؛ لأنّ فيه خلطًا بين معانٍ قد تحصل دون الأخرى، بمعنى أن المعتقِد للخالقيّة والاختراع والتدبير لا يكفيه ذلك في الإقرار بالتوحيد بمعناه الشرعي، وبيان ذلك من وجوه:

الوجه الأول: أن المشركين لم يعتقدوا خالقًا مع الله عز وجل مشاركا له في تدبير الكون، وإنما اعتقدوا معبودًا يُعبَد معه على أنه شفيع أو وسيط، ومن ذلك ما ورد عن ابن عباس رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: كان المشركون يقولون: لبيك لا شريك لك، قال: فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ويلكم! قد قد»، فيقولون: ‌إلا ‌شريكا ‌هو ‌لك، تملكه وما ملك، يقولون هذا وهم يطوفون بالبيت([3]).

الوجه الثاني: أن القرآن قد أخبر بإقرارهم بالربوبية مع قيامهم على الشرك، وهذا مبيَّن في كثير من الآيات، منها قوله تعالى: {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُون} [الزمر: 38].

وقوله تعالى: {قُل لِّمَنِ ٱلۡأَرۡضُ وَمَن فيها إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِۚ قُلۡ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ * قُلۡ مَن رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ ٱلسَّبۡعِ وَرَبُّ ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡعَظِيمِ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِۚ قُلۡ أَفَلَا تَتَّقُونَ * قُلۡ مَنۢ بِيَدِهِۦ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيۡء وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيۡهِ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِۚ قُلۡ فَأَنَّىٰ تُسۡحَرُونَ} [المؤمنون: 84-89].

وقد تعقَّب الطبري مجاهدًا في تفسير قوله تعالى: {فَلَا تَجْعَلُوا للهِ أَندَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 22] بحملها على أهل الكتاب؛ فقال الطبري معقّبا عليه: “وأحسَب أن الذي دَعا مجاهدًا إلى هذا التأويل وإضافة ذلك إلى أنه خطاب لأهل التوراة والإنجيل دُون غيرهم الظنُّ منه بالعرب أنها لم تكن تعلم أنّ اللهَ خالقها ورازقها، بجحودها وحدانيةَ ربِّها، وإشراكها معه في العبادة غيره. وإنّ ذلك لَقولٌ! ولكنّ الله -جلّ ثناؤه- قد أخبرَ في كتابه عنها أنها كانت تُقرّ بوحدانيته، غير أنها كانت تُشرك في عبادته ما كانت تُشرك فيها، فقال جل ثناؤه: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} [الزخرف: 87]، وقال: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ} [يونس: 31]، فالذي هو أولى بتأويل قوله: {وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} إذْ كان ما كان عند العرب من العلم بوحدانِيَّة الله وأنه مُبدعُ الخلق وخالقهم ورازقهم نظير الذي كان من ذلك عند أهل الكتابين، ولم يكن في الآية دلالة على أنّ الله -جل ثناؤه- عنى بقوله: {وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} أحدَ الحزبين، بل مخرَج الخطاب بذلك عامٌّ للناس كافةً لهم؛ لأنه تحدَّى الناس كلهم بقوله: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبَدُوا رَبَّكُمْ} [البقرة: 21] أن يكون تأويلُهُ ما قاله ابنُ عباس وقتادة من أنه يعني بذلك كل مكلف عالم بوحدانية الله، وأنه لا شريكَ له في خلقه، يُشرِك معه في عبادته غيرَه، كائنًا من كان من الناس، عربيًّا كان أو أعجميًّا، كاتبًا أو أميًّا، وإن كان الخطابُ لكفار أهل الكتابِ الذين كانوا حَواليْ دَار هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأهل النفاق منهم، وممن بينَ ظَهرانيهم ممّن كان مشركًا فانتقل إلى النفاق بمقدَم رسول الله صلى الله عليه وسلم”([4]).

الوجه الثالث: إقرار السلف بأن المشركين لم يكونوا ينكرون الربوبية، بل ينكرون العبودية، فقد ورد عن ابن عباس في قوله تعالى: {‌وَمَا ‌يُؤْمِنُ ‌أَكْثَرُهُمْ ‌بِاللَّهِ ‌إِلَّا ‌وَهُمْ مُشْرِكُونَ} [يوسف: 106]، قال: من إيمانهم إذا قيل لهم: مَن خلق السماء؟ ومن خلق الأرض؟ ومن خلق الجبال؟ قالوا: الله. وهم مشركون([5]). وعنْ مُجَاهِدٍ قال: “إيمانهم قولهم: الله يخلقنا ويرزقنا ويميتنا، وهو إيمان المشركين”([6]). وعن قتادة قال: “لا يسأل أحد من المشركين: من ربك؟ إلا قال: الله، وهو يشرك في ذلك”([7]). ومثله عن عكرمة([8]).

الوجه الرابع: أن الله احتجَّ عليهم بمعاني الربوبية في تقرير الألوهية والبعث، ولو لم يكونوا مقرين بذلك لما كان للاحتجاج عليهم به حجة، من ذلك قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِين} [الأعراف: 54]، وقوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ اللّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلًا لاَّ رَيْبَ فِيهِ فَأَبَى الظَّالِمُونَ إَلاَّ كُفُورًا} [الإسراء: 99]، وقوله: {أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَى وَهُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيم} [يس: 81].

قال مقاتل بن سليمان: “يقول: لأنهم مقرون بأن الله خلقهم، {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ ‌لَيَقُولُنَّ ‌اللَّهُ} [الزمر: 38]، ولا يقدرون أن يقولوا غير ذلك، وهم مع ذلك يعبدون غير الله عز وجل”([9]).

علاقة الربوبية بالألوهية:

إذا ظهر لك بالدليل أن المشركين مع إقرارهم بتوحيد الربوبية فإنهم وُصِفُوا بالشرك، بقي لك أن تعرف حظّ الربوبية من الألوهية، فالربوبية دليل على الألوهية، وبرهان عليها، فمن أقر بها ولم يوحّد كان مناقضًا لنفسه، ومن هنا احتجّ القرآن على جميع الخلق بالربوبية على استحقاق الله تعالى للعبودية، وجعل من لم يقرّ بالعبودية لم تنفعه الربوبية؛ لأنه فرَّق وقطع بين الدليل ومدلوله.

غلط المتكلمين:

وقد وقع غلط لكثير من الطوائف الكلامية؛ فظنوا التوحيد منحصرًا في توحيد الذات والصفات والأفعال، وتركوا توحيد الله في أفعال العباد الصادرة عنهم على وجه القُربة، وسبب ذلك بناءُ الباب على الدليل العقلي؛ فكل ما لا يعرف بالدليل العقلي على وجه التفصيل أخرجوه من مسمّى التوحيد نظريّا، وخلطوا بين البواعث الحقيقية للعبادة مثل اعتقاد الربوبية، وبين البواعث الباطلة التي عند المشركين، وهي تعظيم موروث الآباء والأجداد، وقد نص الله على ذلك في حقهم فقال: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُون} [البقرة: 170]، وقال: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِير} [لقمان: 21].

وكذلك انسجام الإنسان مع محيطه الاجتماعي، قال سبحانه: {وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِين} [العنكبوت: 25].

فبواعث المشركين على شركهم هي هذه، وليس اعتقاد الربوبية كما يصوِّر بعض الباحثين. فإذا عرفت هذا عرفت أن الفعل يسمَّى شركًا لسببين:

السبب الأول: من حيث إن الله هو المستحقّ له، فصرف لغيره، مثل الدعاء والنذر والصلاة.

السبب الثاني: الإتيان به من غير بيّنة، وصرفه لغير الله على سبيل التعبّد، فكل هذا شرك؛ ولهذا تجد القرآن يسأل عن المستند في تلك الأفعال: هل هو أمر من الله أو سلطان؟ فإذا لم يكن فهو باطل ومردود، قال سبحانه: {سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم حَتَّى ذَاقُواْ بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إَلاَّ تَخْرُصُون} [الأنعام: 148]، وقال سبحانه: {سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرَّعْبَ فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَان} [الأنفال: 12].

الخلاصة:

يتحصّل مما سبق أن الإقرار بالربوبية وإفراد الله بأفعاله لا يكفي في تحقيق التوحيد، بل لا بدّ من إفراد الله بأفعال العباد على وجه التعبُّد، فلا يدعى غير الله، ولا يستغاث إلا بالله، ولا يصرف شيء مما طُلِب من العبدُ أن يصرفه لله لغير الله، وقد كان هذا واضحا لكل من نزل القرآن فيهم، ومن جاء بعدهم من علماء الأمة، لم تختلف كلمتهم في هذا المعنى كما قررناه من كلام المفسرين من أكابر الصحابة والتابعين وغيرهم، والحمد لله رب العالمين.

ـــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) ينظر: الملل والنحل للشهرستاني (1/ 100)، وأصول الدين للبغدادي (ص: 123)، والتفسير الكبير للرازي (32/ 116).

([2]) ينظر: شرح العقائد النسفية (ص: 25)، وحاشية الكستلي على شرح العقائد النسفية (ص: 50).

([3]) أخرجه مسلم (1185).

([4]) تفسير الطبري (1/ 373).

([5]) تفسير الطبري (16/ 286).

([6]) تفسير مجاهد (ص: 401).

([7]) تفسير عبد الرزاق (2/ 223).

([8]) خلق أفعال العباد للبخاري (ص: 100).

([9]) تفسير مقاتل بن سليمان (2/ 552).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

هل مُجرد الإقرار بالربوبية يُنجِي صاحبه من النار؟

مقدمة: كثيرٌ ممن يحبّون العاجلة ويذرون الآخرة يكتفون بالإقرار بالربوبية إقرارًا نظريًّا؛ تفاديًا منهم لسؤال البدهيات العقلية، وتجنُّبا للصّدام مع الضروريات الفطرية، لكنهم لا يستنتجون من ذلك استحقاق الخالق للعبودية، وإذا رجعوا إلى الشرع لم يقبَلوا منه التفصيلَ؛ حتى لا ينتقض غزلهم مِن بعدِ قوة، وقد كان هذا حالَ كثير من الأمم قبل الإسلام، وحين […]

هل كان شيخ الإسلام أبو عثمان الصابوني أشعريًّا؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: مِن مسالك أهل الباطل في الترويج لباطلهم نِسبةُ أهل الفضل والعلم ومن لهم لسان صدق في الآخرين إلى مذاهبهم وطرقهم. وقديمًا ادَّعى اليهود والنصارى والمشركون انتساب خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام إلى دينهم وملَّتهم، فقال تعالى ردًّا عليهم في ذلك: ﴿‌مَا ‌كَانَ ‌إِبۡرَٰهِيمُ يَهُودِيّا وَلَا نَصۡرَانِيّا وَلَٰكِن كَانَ […]

هل علاقة الوهابية بالصوفية المُتسنِّنة علاقة تصادم؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تعتبر الصوفيةُ أحدَ المظاهر الفكرية في تاريخ التراث والفكر الإسلامي، وقد بدأت بالزهد والعبادة وغير ذلك من المعاني الطيِّبة التي يشتمل عليها الإسلام، ثم أصبحت فيما بعد عِلمًا مُستقلًّا يصنّف فيه المصنفات وتكتب فيه الكتب، وارتبطت بجهود عدد من العلماء الذين أسهموا في نشر مبادئها السلوكية وتعدَّدت مذاهبهم […]

مناقشة دعوى بِدعية تقسيم التوحيد

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة    مقدّمة: إن معرفة التوحيد الذي جاء به الأنبياء من أهم المهمّات التي يجب على المسلم معرفتها، ولقد جاءت آيات الكتاب العزيز بتوحيد الله سبحانه في ربوبيته وأنه الخالق الرازق المدبر، قال تعالى: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف: 54]، كما أمر الله تبارك وتعالى عباده […]

اتفاق علماء المسلمين على عدم شرط الربوبية في مفهوم العبادة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدّمة: كنّا قد ردَدنا في (مركز سلف) على أطروحة أحد المخالفين الذي راح يتحدّى فيها السلفيين في تحديد ضابط مستقيم للعبادة، وقد رد ردًّا مختصرًا وزعم أنا نوافقه على رأيه في اشتراط اعتقاد الربوبية؛ لما ذكرناه من تلازم الظاهر والباطن، وتلازم الألوهية والربوبية، وقد زعم أيضًا أن بعض العلماء […]

هل اختار السلفيون آراءً تخالف الإجماع؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: كثير من المزاعم المعاصرة حول السلفية لا تنبني على علمٍ منهجيٍّ صحيح، وإنما تُبنى على اجتزاءٍ للحقيقة دونما عرضٍ للحقيقة بصورة كاملة، ومن تلك المزاعم: الزعمُ بأنَّ السلفية المعاصرة لهم اختيارات فقهية تخالف الإجماع وتوافق الظاهرية أو آراء ابن تيمية، ثم افترض المخالف أنهم خالفوا الإجماع لأجل ذلك. […]

الألوهية والمقاصد ..إفراد العبادة لله مقصد مقاصد العقيدة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: مما يكاد يغيب عن أذهان بعض المسلمين اليوم أن العبودية التي هي أهمّ مقاصد الدين ليست مجرد شعائر وقتيّة يؤدّيها الإنسان؛ فكثير من المسلمين لسان حالهم يقول: أنا أعبدُ الله سبحانه وتعالى وقتَ العبادة ووقتَ الشعائر التعبُّدية كالصلاة والصيام وغيرها، أعبد الله بها في حينها كما أمر الله […]

تحقيق القول في زواج النبي ﷺ بأُمِّ المؤمنين زينب ومعنى (وتخفي في نفسك ما الله مبديه)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة لهج المستشرقون والمنصّرون بالطعن في مقام النبي صلى الله عليه وسلم بسبب قصة زواج النبي صلى الله عليه وسلم بأم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها، حتى قال الشيخ رشيد رضا رحمه الله: (دُعاة النصرانية يذكرون هذه الفرية في كل كتابٍ يلفِّقونه في الطعن على الإسلام، والنيل من […]

جُهود الشيخ صالح بن أحمد الْمُصَوَّعي في نشر الدعوة السلفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الشيخ صالح بن أحمد الْمُصَوَّعي من العلماء البارزين في القرن الرابع عشر الهجري، وقد برزت جهوده في خدمة الإسلام والمسلمين. وقد تأثر رحمه الله بالمنهج السلفي، وبذل جهودًا كبيرة في نشر هذا المنهج وتوعية الناس بأهميته، كما عمل على نبذ البدع وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي قد تنشأ في […]

صيانة الشريعة لحق الحياة وحقوق القتلى، ودفع إشكال حول حديث قاتل المئة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: إنّ أهلَ الأهواء حين لا يجدون إشكالًا حقيقيًّا أو تناقضًا -كما قد يُتوهَّم- أقاموا سوق الأَشْكَلة، وافترضوا هم إشكالا هشًّا أو مُتخيَّلًا، ونحن نهتبل فرصة ورود هذا الإشكال لنقرر فيه ولنثبت ونبرز تلك الصفحة البيضاء لصون الدماء ورعاية حقّ الحياة وحقوق القتلى، سدًّا لأبواب الغواية والإضلال المشرَعَة، وإن […]

برهان الأخلاق ودلالته على وجود الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ قضيةَ الاستدلال على وجود الله تعالى، وأنه الربّ الذي لا ربّ سواه، وأنه المعبود الذي استحقَّ جميع أنواع العبادة قضية ضرورية في حياة البشر؛ ولذا فطر الله سبحانه وتعالى الخلق كلَّهم على معرفتها، وجعل معرفته سبحانه وتعالى أمرًا ضروريًّا فطريًّا شديدَ العمق في وجدان الإنسان وفي عقله. […]

التوظيف العلماني للقرائن.. المنهجية العلمية في مواجهة العبث الفكري الهدّام

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة     مقدمة: حاول أصحاب الفكر الحداثي ومراكزُهم توظيفَ بعض القضايا الأصولية في الترويج لقضاياهم العلمانية الهادفة لتقويض الشريعة، وترويج الفكر التاريخي في تفسير النصّ، ونسبية الحقيقة، وفتح النص على كلّ المعاني، وتحميل النص الشرعي شططَهم الفكري وزيفَهم المروَّج له، ومن ذلك محاولتُهم اجترار القواعد الأصولية التي يظنون فيها […]

بين عُذوبة الأعمال القلبية وعَذاب القسوة والمادية.. إطلالة على أهمية أعمال القلوب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: تعاظمت وطغت المادية اليوم على حياة المسلمين حتى إن قلب الإنسان لا يكاد يحس بطعم الحياة وطعم العبادة إلا وتأتيه القسوة من كل مكان، فكثيرا ما تصطفُّ الجوارح بين يدي الله للصلاة ولا يحضر القلب في ذلك الصف إلا قليلا. والقلب وإن كان بحاجة ماسة إلى تعاهُدٍ […]

الإسهامات العلمية لعلماء نجد في علم الحديث.. واقع يتجاوز الشائعات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لا يخلو زمن من الأزمان من الاهتمام بالعلوم وطلبها وتعليمها، فتنشط الحركة التعليمية وتزدهر، وربما نشط علم معين على بقية العلوم نتيجة لاحتياج الناس إليه، أو خوفًا من اندثاره. وقد اهتم علماء منطقة نجد في حقبهم التاريخية المختلفة بعلوم الشريعة، يتعلمونها ويعلِّمونها ويرحلون لطلبها وينسخون كتبها، فكان أول […]

عرض وتعريف بكتاب: المسائل العقدية التي خالف فيها بعضُ الحنابلة اعتقاد السّلف.. أسبابُها، ومظاهرُها، والموقف منها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تمهيد: من رحمة الله عز وجل بهذه الأمة أن جعلها أمةً معصومة؛ لا تجتمع على ضلالة، فهي معصومة بكلِّيّتها من الانحراف والوقوع في الزّلل والخطأ، أمّا أفراد العلماء فلم يضمن لهم العِصمة، وهذا من حكمته سبحانه ومن رحمته بالأُمّة وبالعالـِم كذلك، وزلّة العالـِم لا تنقص من قدره، فإنه ما […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017