الأحد - 09 رمضان 1446 هـ - 09 مارس 2025 م

الشَّبَهُ بين شرك أهل الأوثان وشرك أهل القبور

A A

مقدمة:

نزل القرآنُ بلسان عربيٍّ مبين، وكان لبيان الشرك من هذا البيان حظٌّ عظيم، فقد بيَّن القرآن الشرك، وقطع حجّةَ أهله، وأنذر فاعلَه، وبين عقوبته وخطرَه عليه. وقد جرت سنة العلماء على اعتبار عموم الألفاظ، واتباع الاشتقاق للأوصاف في الأفعال، فمن فعل الشرك فقد استوجب هذا الاسمَ، لا يرفعه عنه شرعًا إلا فقدانُ شرط أو قيام مانع، ومع ذلك لا يرفع المانع الحكمَ في حقّ المكلَّف بعد زواله إلا بعلم قاطع أو حجة بالغة، أو تحقق شرط بعد فقدانه، ومن ثم كان أهل الإيمان لا يفرقون بين وعيد نزل في المشركين وبين غيره؛ لأن الأحكام معلقة بتلك الأوصاف، وهي غير مقصورة على فاعليها الأوائل.

فرأينا في المركز أن نكتب عن هذه المسألة ونجليها لنحقق الفائدة المرجوة.

تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من حال المشركين:

لن تعدم في القرآن تحذيرًا من حال المشركين، وعدم الاقتداء بهم، والأمر أظهر في السنة، فالأحاديث متكاثرة في الإخبار برجوع كثير من الأمة إلى الجاهلية الأولى، من ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم، وتكثر الزلازل، ويتقارب الزمان، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج -وهو القتل- حتى يكثر فيكم المال فيفيض»([1])، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يذهب الليل والنهار حتى تعبَد اللات والعزى»، قيل: يا رسول الله، إن كنت لأظن حين أنزل الله: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [الصف: 9] أنّ ذلك تامّا، قال: «إنه سيكون من ذلك ما شاء الله، ثم يبعث الله ريحا طيبة، فتوفَّى كل من في قلبه مثقال حبه خردل من إيمان، فيبقى من لا خير فيه، فيرجعون إلى دين آبائهم»([2]).

وإن تعجب فعجب أن يقطع مرتادٌ للعلم بعدم وجود الشرك في الأمة على نحو ما كان في الجاهلية، مع أن الأحاديث في هذا المعنى متواترة ومظاهره كثيرة؛ فعند رأس كل ميت نائحة من نوائح الجاهلية، وداع يرجو من الميت ما لا يرجو من الله. ومن أوجه الشبه الصريحة: الظن أن الشرك هو ادعاء خالق مع الله، أما عبادة غيره فليست من ذلك، وقد صرح بذلك بعض الباحثين ومنظّري عبادة القبور، رغم وضوح الرد عليهم في القرآن، ونحن نبين لك أوجه الشبه اختصارا بعون الله:

أولا: الظن أن التوحيد هو توحيد الربوبية:

أي: عدم اعتقاد خالق مدبّر مع الله، وأن هذا كاف في نفي الشرك، وهذا عين ما كان عند أهل الجاهلية، فقد قال الله سبحانه: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ} [العنكبوت: 61].

قال ابن كثير رحمه الله: “يقول تعالى مقرّرا أنه لا إله إلا هو؛ ‌لأن ‌المشركين -‌الذين ‌يعبدون معه غيره- معترفون أنه المستقلّ بخلق السماوات والأرض والشمس والقمر، وتسخير الليل والنهار، وأنه الخالق الرازق لعباده، ومقدر آجالهم واختلافها واختلاف أرزاقهم، ففاوت بينهم، فمنهم الغني والفقير، وهو العليم بما يصلح كلًّا منهم، ومن يستحقّ الغنى ممن يستحقّ الفقر، فذكر أنه المستبدّ بخلق الأشياء المتفرد بتدبيرها، فإذا كان الأمر كذلك فلم يعبد غيره؟! ولم يتوكل على غيره؟! فكما أنه الواحد في ملكه فليكن الواحد في عبادته، وكثيرا ما يقرر تعالى مقام الإلهية بالاعتراف بتوحيد الربوبية. وقد كان المشركون يعترفون بذلك، كما كانوا يقولون في تلبيتهم: لبيك لا شريك لك، إلا شريكا هو لك، تملكه وما ملك”([3]).

ثانيا: دعاء الأموات من دون الله وجعلهم وسائط:

فيصرف الإنسان لهم كلّ ما يصرف لله من دعاء ونذر وذبح، ويدّعي أن ذلك يقرّبه من الله، ولا فرق بين متقدمي أهل الجاهلية ومتأخِّريهم إلا أن الأوائل كانوا على دراية بما يفعلون، ويدركون أنه عبادة، والأواخر جهال باللغة والشرع، وقد رصد العلماء هذا الشبه فصاحوا صيحة نذير للأمة، فأنذروها مغبة الهروب من التكليف إلى اتباع الهوى، وفي ذلك يقول أبو الوفاء ابن عقيل: “‌لما ‌صعبت ‌التكاليف على الجهال والطغام عدلوا عن أوضاع الشرع إلى تعظيم أوضاع وضعوها لأنفسهم، فسهلت عليهم إذ لم يدخلوا بها تحت أمر غيرهم، وهم عندي كفار بهذه الأوضاع، مثل تعظيم القبور، وخطاب الموتى بالحوائج، وكتب الرقاع فيها: مولاي افعل بي كذا وكذا، وإلقاء الخرق على الشجر اقتداء بمن عبد اللات والعزى”([4]).

ثالثا: تحذير النبي صلى الله عليه وسلم أهل الإيمان من الوقوع في الذرائع المفضية إلى الشرك:

يدلّ على ما ذكرنا تحذير النبي صلى الله عليه وسلم أهل الإيمان من الوقوع في الذرائع المفضية إلى الشرك، ومنها التبرك بالأشجار على نحو ما كان في الجاهلية، وقد أكبر النبي صلى الله عليه وسلم هذا العمل من الصحابة وهم حَمَلة العلم العدول، فكيف يؤمَن على من هو دونهم!؟ ففي الحديث عن أبي واقد الليثي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خرج إلى خيبر مرَّ بشجرة للمشركين يقال لها: ذات أنواط، يعلقون عليها أسلحتهم، فقالوا: يا رسول الله، اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «سبحان الله! هذا كما قال قوم موسى: اجعل لنا إلها كما لهم آلهة. والذي نفسي بيده، لتركبن سنة من كان قبلكم»([5]).

قال أبوبكر الطرطوشي المالكي معلّقا على هذا الحديث: “فانظروا -رحمكم الله- أينما وجدتم سدرة أو شجرة يقصدها الناس، ويعظمون من شأنها، ويرجون البرء والشفاء من قِبَلها، وينوطون بها المسامير والخرق؛ فهي ذات أنواط فاقطعوها”([6]).

وقال ابن عطية معلّقا على قصة قوم موسى حين قالوا له: اجعل لنا إلها: “والظاهر من مقالة بني إسرائيل لموسى: {اجْعَلْ لَنا إِلهًا كَما لَهُمْ آلِهَةٌ} أنهم استحسنوا ما رأوه من آلهة أولئك القوم، فأرادوا أن يكون ذلك في شرع موسى وفي جملة ما يتقرّب به إلى الله، وإلا فبعيد أن يقولوا لموسى: اجعل لنا صنما نفرده بالعبادة ونكفُر بربك، فعرَّفهم موسى أن هذا جهل منهم إذ سألوا أمرًا حرامًا فيه الإشراك في العبادة، ومنه يُتَطرق إلى إفراد الأصنام بالعبادة والكفر بالله عز وجل، وعلى هذا الذي قلت يقع التشابه الذي قصَّه النبي صلى الله عليه وسلم في قول أبي واقد الليثي له في غزوة حنين إذ مرّوا على دوح سدرة خضراء عظيمة: اجعل لنا يا رسول الله ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، وكانت ذات أنواط سرحة لبعض المشركين يعلِّقون بها أسلحتهم، ولها يوم يجتمعون إليها فيه، فأراد أبو واقد وغيره أن يشرع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في الإسلام، فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها ذريعة إلى عبادة تلك السرحة، فأنكره”([7]).

فأنت ترى -أيها المبارك- إقبال القبورية على القبور، وإعراضهم عن ذكر الله، وإن ذكروه ذكروه بذكر مبتدَع، وهم يغضبون حتى تبلغ القلوب الحناجر إذا شكَّك في مناقب أوليائهم التي لم تثبت لهم بإخبار وحي مصدّق، ويكونون أبرد من الثلج حين يقوم العامّي بصرف شيء من خصائص الألوهية لوليّ؛ كأن يدعوَه من دون الله، أو يذبح له، أو ينذر له، ويشمئزون إذا نادى مناد من أهل القبلة: أن هذه أفعال لا يستحقها إلا الله، وهذه خصلة سيئة من خصال المشركين، {وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُون} [الزمر: 45].

فالحاصل: أن القبورية تشترك مع أهل الجاهلية في الحال، وهو الإقبال على من لا ينفع ولا يضرّ، وترك الخالق المنعم، والاعتذار عن ذلك الترك بأنه أعظم من أن يفرد بالعبادة، فلا بد من وسيلة، ويجعلون تعظيم الله لبعض مخلوقاته دليلا على استحقاقها لعبادة الدعاء واللجوء وغير ذلك، هذا مع الإعراض عما جاءت به الرسل من الدين الواضح القائم على إفراد الله بالعبادة وإبطال ألوهية غيره. ومن تأمل حال المتعلِّمين من القبورية وغاية ما ينتهي إليه خطابهم وجد أن لازم قولهم هو ادعاء الخلاف اللفظي بين النبي وبين المشركين، فما كان ينقص المشركين لكي تصحّ عبادتهم للصالحين إلا أن يصرِّحوا بنفي النفع والضرّ عنها حقيقة، وأنها مجرّد وسائل ووسائط، وما يأتي منها هو مجاز فقط، ولو قال لقائل: أجعلتني لله ندا؟! لكان له من ذلك مخرج بقوله: تجوَّزت في العبارة.

نسأل الله الهداية والتوفيق.
ـــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) أخرجه البخاري (989).

([2]) أخرجه مسلم (2907).

([3]) تفسير القرآن العظيم (6/ 294).

([4]) الكلام بلفظه نقله ابن الجوزي في تلبيس إبليس (ص: 530).

([5]) أخرجه الترمذي (2180)، وأحمد (21897).

([6]) الحوادث والبدع (ص: 39).

([7]) المحرر الوجيز (2/ 448). وقد نقله عنه كذلك أبو حيان متصرفا فيه بما لا يخل بمعناه ونسبه إليه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

أثر ابن تيمية في مخالفيه

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: شيخ الإسلام ابن تيمية هو البحرُ من أيِّ النواحِي جِئتَه والبدرُ من أيّ الضَّواحِي أتيتَه جَرَتْ آباؤُه لشأْو ما قَنِعَ به، ولا وقفَ عنده طليحًا مريحًا من تَعَبِه، طلبًا لا يَرضَى بِغاية، ولا يُقضَى له بِنهايَة. رَضَعَ ثَدْيَ العلمِ مُنذُ فُطِم، وطَلعَ وجهُ الصباحِ ليُحاكِيَهُ فَلُطِم، وقَطَعَ الليلَ […]

عرض وتعريف بكتاب (نقض كتاب: مفهوم شرك العبادة لحاتم بن عارف العوني)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدّمة: إنَّ أعظمَ قضية جاءت بها الرسل جميعًا هي توحيد الله سبحانه وتعالى في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، حيث أُرسلت الرسل برسالة الإخلاص والتوحيد، وقد أكَّد الله عز وجل ذلك في قوله: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 25]. […]

عبادة السلف في رمضان وأين نحن منها؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: لا يخفى أن السلف الصالح -رضوان الله عليهم- كانوا يحرصون كل الحرص على كثرة التعبد لله سبحانه وتعالى بما ورد من فضائل الأعمال، وبما ثبت من الصالحات الباقيات التي تعبَّد بها النبي صلى الله عليه وسلم، بل إنهم كانوا يتهيؤون للمواسم – ومنها شهر رمضان – بالدعاء والتضرع […]

النصيرية.. نشأتهم – عقائدهم – خطرهم على الأمة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: لقد كانت الباطِنيَّةُ -وما زالت- مصدرَ خطَرٍ على الإسلامِ والمسلمين مذ وُجِدت، وقد أيقَن أعداءُ الإسلامِ أنَّ حَسْمَ المواجهة مع المسلمين وجهًا لوجهٍ لن يُجدِيَ شيئًا في تحقيق أهدافِهم والوصولِ لمآربهم؛ ولذلك كانت الحركاتُ الباطِنيَّةُ بعقائِدِها وفِتَنِها نتيجةً لاتجاهٍ جديدٍ للكيد للمسلمين عن طريق التدثُّرِ باسمِه والتستُّرِ بحبِّ […]

موقف الإمامية الاثني عشرية من خالد بن الوليد -قراءة نقدية-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن الله أعزّ الأمة، ووجّهها نحو الطريق المستقيم، وفتح لها أبواب الخير بدين الإسلام، هذا الدين العظيم اصطفى الله له محمدَ بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، واصطفى له من بين أهل الأرض رجالًا عظماء صحبوه فأحسنوا الصحبة، وسخروا كل طاقاتهم في نشر دين الله مع نبي […]

التلازم بين العقيدة والشريعة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: من تأمل وتتبَّع أسفار العهدين القديم والحديث يدرك أنهما لا يتَّسمان بالشمول والكمال الذي يتَّسم به الوحي الإسلامي؛ ذلك أن الدين الإسلامي جاء كاملا شاملا للفكر والسلوك، وشاملا للعقيدة والشريعة والأخلاق، وإن شئت فقل: لأعمال القلوب وأعمال الجوارح واللسان، كما جاء شاملا لقول القلب واللسان، وهذا بخلاف غيره […]

إنكار ابن مسعود للمعوذتين لا طعن فيه في القرآن ولا في الصحابة

يعمد كثير من الملاحدة إلى إثارة التشكيك في الإسلام ومصادره، ليس تقويةً لإلحاده، ولكن محاولة لتضعيف الإسلام نفسه، ولا شك أن مثل هذا التشكيك فيه الكثير من النقاش حول قبوله من الملاحدة، أعني: أن الملحد لا يؤمن أساسًا بالنص القرآني ولا بالسنة النبوية، ومع ذلك فإنه في سبيل زرع التشكيك بالإسلام يستخدم هذه النصوص ضد […]

دعاوى المناوئين لفتاوى ابن باز وابن عثيمين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تُثار بين الحين والآخر نقاشات حول فتاوى علماء العصر الحديث، ومن أبرز هؤلاء العلماء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله ابن باز والشيخ محمد بن صالح العثيمين. ويطغى على هذه النقاشات اتهام المخالف لهما بالتشدد والتطرف بل والتكفير، لا سيما فيما يتعلق بمواقفهما من المخالفين لهما في العقيدة […]

شبهات العقلانيين حول حديث “الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم” ومناقشتها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة    مقدمة: لا يزال العقلانيون يحكِّمون كلامَ الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم إلى عقولهم القاصرة، فينكِرون بذلك السنةَ النبوية ويردُّونها، ومن جملة تشغيباتهم في ذلك شبهاتُهم المثارَة حول حديث: «الشيطان يجري في ابن آدم مجرى الدم» الذي يعتبرونه مجردَ مجاز أو رمزية للإشارة إلى سُرعة وقوع الإنسان في […]

البهائية.. عرض ونقد

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد مات بعد أن أتم الله تعالى عليه النعمة وأكمل له الملة، وأنزل عليه وهو قائم بعرفة يوم عرفة: {اليومَ أكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وأَتْمَمْتُ علَيْكُم نِعْمَتي ورَضِيتُ لَكُمُ الإسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3]، وهي الآية التي حسدتنا عليها اليهود كما في الصحيحين أنَّ […]

الصمت في التصوف: عبادة مبتدعة أم سلوك مشروع؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: الصوفية: جماعةٌ دينية لهم طريقةٌ مُعيَّنة تُعرف بالتصوّف، وقد مَرَّ التصوّف بمراحل، فأوَّل ما نشأ كان زُهدًا في الدنيا وانقطاعًا للعبادة، ثم تطوَّر شيئًا فشيئًا حتى صار إلحادًا وضلالًا، وقال أصحابه بالحلول ووحدة الوجود وإباحة المحرمات([1])، وبين هذا وذاك بدعٌ كثيرة في الاعتقاد والعمل والسلوك. وفي إطار تصدِّي […]

دفع مزاعم القبورية حول حديث: «اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد»

مقدمة: من الفِرى ردُّ الأحاديث الصحيحة المتلقّاة بالقبول انتصارًا للأهواء والضلالات البدعية، وما من نصّ صحيح يسُدُّ ضلالًا إلا رُمِي بسهام النكارة أو الشذوذ ودعوى البطلان والوضع، فإن سلم منها سلّطت عليه سهام التأويل أو التحريف، لتسلم المزاعم وتنتفي معارضة الآراء المزعومة والمعتقدات. وليس هذا ببعيد عن حديث «‌اتخذوا ‌قبور ‌أنبيائهم»، فقد أثار أحدهم إشكالًا […]

استباحة المحرَّمات.. معناها وروافدها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: من أعظم البدع التي تهدم الإسلام بدعة استباحةُ الشريعة، واعتقاد جواز الخروج عنها، وقد ظهرت هذه البدعة قديمًا وحديثًا في أثواب شتى وعبر روافد ومصادر متعدِّدة، وكلها تؤدّي في نهايتها للتحلّل من الشريعة وعدم الخضوع لها. وانطلاقًا من واجب الدفاع عن أصول الإسلام وتقرير قواعده العظام الذي أخذه […]

الحالة السلفية في فكر الإمام أبي المعالي الجويني إمام الحرمين -أصول ومعالم-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: من الأمور المحقَّقة عند الباحثين صحةُ حصول مراجعات فكرية حقيقية عند كبار المتكلمين المنسوبين إلى الأشعرية وغيرها، وقد وثِّقت تلك المراجعات في كتب التراجم والتاريخ، ونُقِلت عنهم في ذلك عبارات صريحة، بل قامت شواهد الواقع على ذلك عند ملاحظة ما ألَّفوه من مصنفات ومقارنتها، وتحقيق المتأخر منها والمتقدم، […]

أحوال السلف في شهر رجب

 مقدمة: إن الله تعالى خَلَقَ الخلق، واصطفى من خلقه ما يشاء، ففضّله على غيره، قال تعالى: ﴿وَرَبُّكَ يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُ ‌وَيَخۡتَارُ﴾ [القصص: 68]. والمقصود بالاختيار: الاصطفاء بعد الخلق، فالخلق عامّ، والاصطفاء خاصّ[1]. ومن هذا تفضيله تعالى بعض الأزمان على بعض، كالأشهر الحرم، ورمضان، ويوم الجمعة، والعشر الأواخر من رمضان، وعشر ذي الحجة، وغير ذلك مما […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017