الاثنين - 05 جمادى الأول 1447 هـ - 27 أكتوبر 2025 م

تسييس الحج

A A

 

منذ أن رفعَ إبراهيمُ عليه السلام القواعدَ من البيت وإسماعيلُ وأفئدة الناس تهوي إليه، وقد جعله الله مثابةً للناس وأمنا، أي: مصيرًا يرجعون إليه، ويأمنون فيه، فعظَّمه الناسُ، وعظَّموا من عظَّمه وأقام بجواره، وظل المشركون يعتبرون القائمين على الحرم من خيارهم، فيضعون عندهم سيوفهم، ولا يطلب أحد منهم ثأره فيهم ولا عندهم ولو كان المقتول أباه أو أخاه، وما زاد الإسلام هذا البيت إلا رفعة وعزًّا، قال الله سبحانه: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَاب} [البقرة: 197].

وبيَّن ربّ العالمين خطر صدّ الناس عن الحج، وإرادة الشر في هذه البقعة المقدسة، فقال سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيم} [الحج: 25]. قال الطبري: “يقولُ تعالى ذكرُه: إن الذين جَحَدوا توحيدَ اللَّهِ وكَذَّبوا رسولَه، وأنكَروا ما جاءَهم به من عندِ ربِّهم، {وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} يقولُ: ويَمْنَعون الناسَ عن دينِ اللَّهِ أن يدخُلوا فيه، وعن المسجدِ الحرامِ الذي جعَله اللَّهُ للناسِ الذين آمَنوا به كافةً، لم يَخْصُصْ منهم بعضًا دونَ بعضٍ، {سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ} يقولُ: معتدلٌ في الواجبِ عليه من تَعْظيمِ حُرْمةِ المسجدِ الحرامِ، وقضاءِ نُسُكِه به، والنزولِ فيه حيث شاء، {الْعَاكِفُ فِيهِ} وهو المُقِيمُ به، {وَالْبَادِ} وهو المُنْتابُ إليه مِن غيرِه”([1]).

ومن هنا أجمع المسلمون على أنه لا يُمنع من الحج أيُّ منتسِب إلى الإسلام ظاهرًا، وأن من فعل ذلك دخل في معنى الوعيد المذكور في الآية؛ فلم نسمع في التاريخ الإسلامي أنَّ أحدًا امتُحن في عقيدته عند الحج؛ لأن إرادة الحج كافية في الحكم بإسلام الشخص، وأوجب الإسلام الحج على كل مستطيع له ما دام الطريق آمنا ولم يمنعه عدو.

فلم يَمتنِع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحج ولا من العمرة والبيتُ بأيدي المشركين، وتحيط به الأوثان حتى ردّوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه، وسَجَّل القرآن ذلك عليهم فقال سبحانه: {هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا أَن يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلاَ رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَاء مُّؤْمِنَاتٌ لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطَؤُوهُمْ فَتُصِيبَكُم مِّنْهُم مَّعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَن يَشَاء لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} [الفتح: 25].

دعوات تسيس الحج:

وقد تناهى إلى أسماعنا في هذه الأيام دعواتٌ آثمة غيرُ بريئة تصدّ الناس عن الحج والعمرة، وتقدِّم لذلك بعضَ ما يُلقي الشيطان إلى أهلها من زخرف القول، وأشدّ ذلك قول أحد كبراء أعداء الصحابة ومبدِّلي الشرائع: إن الحج موسم سياسيّ، والحشد له حشد سياسيّ. وهذا إن لم يكن كُفرا بهذه الشريعة الظاهرة عند المسلمين فهو جهل مطبق بجميع الشرائع السماوية التي نصت على الحج وأدائه، وهذا القول يثير تساؤلات مهمة:

إذا كان الحج مجرد موسم سياسي؛ فما الشعارات السياسية التي تُرفع فيه؟

ومنِ السياسي الذي شرعه للأمة على هذا النحو؟ ومتى شرعه؟ 

وهل وصفه بالسياسي دعوة لإلغائه كموسم، أم إرجاع له إلى صفته الدينية؟

هذه الأسئلة بالرغم من موضوعيتها لكن أجوبتها واقعية؛ فالمسلمون لا يعرفون حجا إلا الحج المأخوذ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع حين قال: «لتأخذوا مناسككم؛ فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه»([2]).

وقد شرعه الله عَزَّ وَجَلَّ بجميع تفاصيله من مواقيته المكانية والزمانية، إلى أدائه على الوجه الذي يفعله المسلمون جميعا في وقت واحد، فهو مصدر اتفاق للأمة، ومظهر من مظاهر وِحدتها؛ ولعل من رزايا زماننا أن يجعل الحج وسيلة للخلاف والشقاق، ويختلف فيه الناس على نبيهم على نحو ما حذرهم منه في خطبه في الحج؛ فعن ابن شهاب: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن وسعيد بن المسيب قالا: كان أبو هريرة يحدث أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فافعلوا منه ما استطعتم، فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم»([3]).

فمن القعود بكل صراط وابتغاء العنت للمسلمين أن يشكِّكوا في هذه الشعيرة، وأن تلوث عليهم فطرهم بالصد عنها، ولا أَعْجَبَ من جهادٍ يكون سببا في المطالبة بتعطيل هذه الشعيرة، فأيُّ جهاد يكون هدفه إعلاء كلمة الله وهو لا يلقي بالا للحج، ولا لاستمراره، وبقاء هيبة الحرمين كما هي في قلوب المسلمين؟!

وقد رأينا في الأعوام الأخيرة دعوات كثيرة تدعو لعدم تسييس الحج، وغالب من يتكلّم بهذه الدعوات هم أوَّل من يسيّسون الحجَّ في أي مناسبة سنحت لهم، بدءًا برفع الشعارات الطائفية في الحجيج، وانتهاء بفتاوى تحرِّض المسلمين على ترك الحج والعمرة؛ محادَّة للملكة، ومماحكة لها، وبعضهم يتذرَّع بقرارات منع دخول المملكة لبعض السياسيين، وهذا لا يعدّ تسييسًا للحجّ؛ لأن منع من فيه خطر على أمن البلاد أو أمن الحجيج هو من الواجب الذي لا يتم الواجب إلا به، ولو قُدِّرَ أن هؤلاء المتكلمين أداروا الحج لكانت دائرة المنع عندهم أكثر، ولأسباب أقل موضوعية مما تعلنه المملكة تجاه من يهدِّدها ويهدِّد أمنها.

ولتفادي هذا القلق الدينيّ فإنه يجب على كل حريص على الإسلام وعلى أهله أن يدعوا لميثاق أخلاقي يجنب الشعائر المزايدة عليها، وخاصة الشعائر الجامعة مثل الحج، فالناس يُلبُّون فيه تلبية واحدة، ويقفون موقفًا واحدًا، ويلبسون ثوبًا واحدًا، وكلهم مجمعون على أنه من أفضل العبادات، خاصة عند العجز عن غيرها، وأنه خير لا شر فيه، فمن القعود بكل صراط أن تناله يد المزايدات السياسة، وأن يجعل وسيلة للتجييش ضد من يقوم برعايته، فرعاية الحجيج وأمنهم أمر مقدَّسٌ يجب حمده لا التنكر له.

ومن سلبيات تسييسه:

– تفريق الأمة وإذهاب ريحها.

– تشويه الشرائع، والعدول بها عن مقاصدها، فمن مقاصد الحج توحيد المسلمين، وجمع كلمتهم على الخير، وتخلّصهم من جميع الولاءات الدنيوية من زي وملبس ووطن؛ ليكون ولاء المسلم لربه، وإقباله عليه وتسييسُه يثير النعارات، ويخرج بالمسلمين عن مراد الله منهم.

– تعريض أمن الحجاج للخطر بسفك دمائهم، والتهوين من شأن الالتزام بأنظمة الحج التي وُضِعَتْ لضبط الأمن، وضمان سلامة ضيوف الرحمن.

– الاستهانة بحرمات الله، فمكان عظّم شجره وصيده فإنه من انتهاك حرمة الله تعريض من حرمت دماؤهم إلى الأبد وأعراضهم للخطر فيه، فذلك من الإلحاد الذي نهى الله عنه.

مظاهر اتفاق المسلمين في الحج:

فمن مظاهر اتفاق المسلمين في الحج اتفاقهم في مواقيته الزمانية والمكانية؛ فلا أحد يؤدي الحج خارج المواقيت المحددة شرعا، لا قبلها، ولا بعدها، ولا أحد يحرم من غير المواقيت المكانية التي عينتها الشريعة مواضعَ للإحرام، ولا أحد يقصد بالحج غير بيت الله الحرام والمشاعر المقدسة التي جعلها الله مناسك لعباده؛ فبأي ذنب تغتال هذه الشريعة الجامعة؟!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) تفسير الطبري (16/ 501).

([2]) رواه مسلم (1297).

([3]) رواه مسلم (1337).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

علم الكلام السلفي الأصول والآليات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: اختلف العلماء في الموقف من علم الكلام، فمنهم المادح الممارس، ومنهم الذامّ المحترس، ومنهم المتوسّط الذي يرى أن علم الكلام نوعان: نوع مذموم وآخر محمود، فما حقيقة علم الكلام؟ وما الذي يفصِل بين النوعين؟ وهل يمكن أن يكون هناك علم كلام سلفيّ؟ وللجواب عن هذه الأسئلة وغيرها رأى […]

بين المعجزة والتكامل المعرفي.. الإيمان بالمعجزة وأثره على تكامل المعرفة الإنسانية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لقد جاء القرآن الكريم شاهدًا على صدق نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، بل وعلى صدق الأنبياء كلهم من قبله؛ مصدقًا لما معهم من الكتب، وشاهدا لما جاؤوا به من الآيات البينات والمعجزات الباهرات. وهذا وجه من أوجه التكامل المعرفي الإسلامي؛ فالقرآن مادّة غزيرة للمصدر الخبري، وهو […]

قواعد علمية للتعامل مع قضية الإمام أبي حنيفة رحمه الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من القضايا التي عملت على إثراء التراث الفقهي الإسلامي: قضية الخلاف بين مدرسة أهل الرأي وأهل الحديث، وهذا وإن كان يُرى من جانبه الإيجابي، إلا أنه تمخَّض عن جوانب سلبية أيضًا، فاحتدام الصراع بين الفريقين مع ما كان يرجّحه أبو حنيفة من مذهب الإرجاء نتج عنه روايات كثيرة […]

كيف نُؤمِن بعذاب القبر مع عدم إدراكنا له بحواسِّنا؟

مقدمة: إن الإيمان بعذاب القبر من أصول أهل السنة والجماعة، وقد خالفهم في ذلك من خالفهم من الخوارج والقدرية، ومن ينكر الشرائع والمعاد من الفلاسفة والملاحدة. وجاءت في الدلالة على ذلك آيات من كتاب الله، كقوله تعالى: {ٱلنَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ أَدْخِلُواْ ءَالَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ ٱلْعَذَابِ} [غافر: 46]. وقد تواترت الأحاديث […]

موقف الحنابلةِ من الفكر الأشعريِّ من خلال “طبقات الحنابلة” و”ذيله”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: تحتوي كتبُ التراجم العامّة والخاصّة على مضمَرَاتٍ ودفائنَ من العلم، فهي مظنَّةٌ لمسائلَ من فنون من المعرفة مختلفة، تتجاوز ما يتعلَّق بالمترجم له، خاصَّة ما تعلَّق بطبقات فقهاء مذهب ما، والتي تعدُّ جزءًا من مصادر تاريخ المذهب، يُذكر فيها ظهوره وتطوُّره، وأعلامه ومؤلفاته، وأفكاره ومواقفه، ومن المواقف التي […]

مسألة التحسين والتقبيح العقليين بين أهل السنة والمتكلمين -الجزء الثالث- (أخطاء المخالفين في محل الإجماع)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الفصل الثالث: أخطاء المخالفين في محل الإجماع: ذكر الرازي ومن تبعه أن إطلاق الحسن والقبح بمعنى الملاءمة والمنافرة وبمعنى الكمال والنقصان محلّ إجماع بينهم وبين المعتزلة، كما تقدّم كلامه. فأما الإطلاق الأول وهو كون الشيء ملائمًا للطبع أو منافرًا: فقد مثَّلُوا لذلك بإنقاذِ الغَرقى واتهامِ الأبرياء، وبحسن الشيء الحلو […]

مسألة التحسين والتقبيح العقليين بين أهل السنة والمتكلمين -الجزء الثاني- (أخطاء المخالفين في محل النزاع)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الفصل الثاني: أخطاء المخالفين في محل النزاع: ابتكر الفخر الرازيُّ تحريرًا لمحل الخلاف بين الأشاعرة والمعتزلة في المسألة فقال في (المحصل): “مسألة: الحُسنُ والقبح‌ قد يُراد بهما ملاءمةُ الطبع ومنافرَتُه، وكون‌ُ الشي‌ء صفةَ كمال أو نقصان، وهما بهذين المعنيين عقليان. وقد يُراد بهما كونُ الفعل موجبًا للثوابِ والعقابِ والمدحِ […]

ترجمة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ (1362  – 1447هـ)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اسمه ونسبه([1]): هو سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب. مولده ونشأته: وُلِد سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ رحمه الله بمدينة مكة المكرمة في الثالث من شهر ذي الحجة عام 1362هـ. وقد […]

مسألة التحسين والتقبيح العقليين بين أهل السنة والمتكلمين -الجزء الأول- (تحرير القول في مسألة)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ مسألةَ التحسين والتقبيح العقليين من المسائل الجليلة التي اختلفت فيها الأنظار، وتنازعت فيها الفرق على ممرّ الأعصار، وكان لكل طائفةٍ من الصواب والزلل بقدر ما كُتب لها. ولهذه المسألة تعلّق كبير بمسائلَ وأصولٍ عقدية، فهي فرع عن مسألة التعليل والحكمة، ومسألة التعليل والحكمة فرع عن إثبات الصفات […]

جُهود الشيخ صالح بن أحمد الْمُصَوَّعي في نشر الدعوة السلفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الشيخ صالح بن أحمد الْمُصَوَّعي من العلماء البارزين في القرن الرابع عشر الهجري، وقد برزت جهوده في خدمة الإسلام والمسلمين. وقد تأثر رحمه الله بالمنهج السلفي، وبذل جهودًا كبيرة في نشر هذا المنهج وتوعية الناس بأهميته، كما عمل على نبذ البدع وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي قد تنشأ في […]

وصفُ القرآنِ بالقدم عند الحنابلة.. قراءة تحليلية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يُعدّ مصطلح (القِدَم) من أكثر الألفاظ التي أثارت جدلًا بين المتكلمين والفلاسفة من جهة، وبين طوائف من أهل الحديث والحنابلة من جهة أخرى، لا سيما عند الحديث عن كلام الله تعالى، وكون القرآن غير مخلوق. وقد أطلق بعض متأخري الحنابلة -في سياق الرد على المعتزلة والجهمية- وصف (القديم) […]

التطبيقات الخاطئة لنصوص الشريعة وأثرها على قضايا الاعتقاد

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من الأمور المقرَّرة عند أهل العلم أنه ليس كل ما يُعلم يقال، والعامة إنما يُدعون للأمور الواضحة من الكتاب والسنة، بخلاف دقائق المسائل، سواء أكانت من المسائل الخبرية، أم من المسائل العملية، وما يسع الناس جهله ولا يكلفون بعلمه أمر نسبيٌّ يختلف باختلاف الناس، وهو في دائرة العامة […]

الصحابة في كتاب (الروض الأنف) لأبي القاسم السهيلي الأندلسي (581هـ) -وصف وتحليل-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يحرص مركز سلف للبحوث والدراسات على توفية “السلف” من الصحابة ومنِ اتبعهم بإحسان في القرون الأولى حقَّهم من الدراسات والأبحاث الجادة والعميقة الهادفة، وينال الصحابةَ من ذلك حظٌّ يناسب مقامهم وقدرهم، ومن ذلك هذه الورقة العلمية المتعلقة بالصحابة في (الروض الأنف) لأبي القاسم السهيلي الأندلسي رحمه الله، ولهذه […]

معنى الكرسي ورد الشبهات حوله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يُعَدُّ كرسيُّ الله تعالى من القضايا العقدية العظيمة التي ورد ذكرُها في القرآن الكريم وفي سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد نال اهتمام العلماء والمفسرين نظرًا لما يترتب عليه من دلالات تتعلّق بجلال الله سبحانه وكمال صفاته. فقد جاء ذكره في قوله تعالى: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} […]

لماذا لا يُبيح الإسلامُ تعدُّد الأزواج كما يُبيح تعدُّد الزوجات؟

فعن عائشة رضي الله عنها قالت: (إنَّ النِّكَاحَ فِي الجاهلية كان على أربع أَنْحَاءٍ: فَنِكَاحٌ مِنْهَا نِكَاحُ النَّاسِ الْيَوْمَ: يَخْطُبُ الرجل إلى الرجل وليته أوابنته، فَيُصْدِقُهَا ثُمَّ يَنْكِحُهَا. وَنِكَاحٌ آخَرُ: كَانَ الرَّجُلُ يَقُولُ لِامْرَأَتِهِ إِذَا طَهُرَتْ مِنْ طَمْثِهَا أَرْسِلِي إِلَى فُلَانٍ ‌فَاسْتَبْضِعِي ‌مِنْهُ، وَيَعْتَزِلُهَا زَوْجُهَا وَلَا يَمَسُّهَا أَبَدًا، حَتَّى يَتَبَيَّنَ حَمْلُهَا مِنْ ذَلِكَ الرَّجُلِ الَّذِي […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017