السبت - 22 جمادى الآخر 1447 هـ - 13 ديسمبر 2025 م

تسييس الحج

A A

 

منذ أن رفعَ إبراهيمُ عليه السلام القواعدَ من البيت وإسماعيلُ وأفئدة الناس تهوي إليه، وقد جعله الله مثابةً للناس وأمنا، أي: مصيرًا يرجعون إليه، ويأمنون فيه، فعظَّمه الناسُ، وعظَّموا من عظَّمه وأقام بجواره، وظل المشركون يعتبرون القائمين على الحرم من خيارهم، فيضعون عندهم سيوفهم، ولا يطلب أحد منهم ثأره فيهم ولا عندهم ولو كان المقتول أباه أو أخاه، وما زاد الإسلام هذا البيت إلا رفعة وعزًّا، قال الله سبحانه: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَاب} [البقرة: 197].

وبيَّن ربّ العالمين خطر صدّ الناس عن الحج، وإرادة الشر في هذه البقعة المقدسة، فقال سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيم} [الحج: 25]. قال الطبري: “يقولُ تعالى ذكرُه: إن الذين جَحَدوا توحيدَ اللَّهِ وكَذَّبوا رسولَه، وأنكَروا ما جاءَهم به من عندِ ربِّهم، {وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} يقولُ: ويَمْنَعون الناسَ عن دينِ اللَّهِ أن يدخُلوا فيه، وعن المسجدِ الحرامِ الذي جعَله اللَّهُ للناسِ الذين آمَنوا به كافةً، لم يَخْصُصْ منهم بعضًا دونَ بعضٍ، {سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ} يقولُ: معتدلٌ في الواجبِ عليه من تَعْظيمِ حُرْمةِ المسجدِ الحرامِ، وقضاءِ نُسُكِه به، والنزولِ فيه حيث شاء، {الْعَاكِفُ فِيهِ} وهو المُقِيمُ به، {وَالْبَادِ} وهو المُنْتابُ إليه مِن غيرِه”([1]).

ومن هنا أجمع المسلمون على أنه لا يُمنع من الحج أيُّ منتسِب إلى الإسلام ظاهرًا، وأن من فعل ذلك دخل في معنى الوعيد المذكور في الآية؛ فلم نسمع في التاريخ الإسلامي أنَّ أحدًا امتُحن في عقيدته عند الحج؛ لأن إرادة الحج كافية في الحكم بإسلام الشخص، وأوجب الإسلام الحج على كل مستطيع له ما دام الطريق آمنا ولم يمنعه عدو.

فلم يَمتنِع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحج ولا من العمرة والبيتُ بأيدي المشركين، وتحيط به الأوثان حتى ردّوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه، وسَجَّل القرآن ذلك عليهم فقال سبحانه: {هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا أَن يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلاَ رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَاء مُّؤْمِنَاتٌ لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطَؤُوهُمْ فَتُصِيبَكُم مِّنْهُم مَّعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَن يَشَاء لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} [الفتح: 25].

دعوات تسيس الحج:

وقد تناهى إلى أسماعنا في هذه الأيام دعواتٌ آثمة غيرُ بريئة تصدّ الناس عن الحج والعمرة، وتقدِّم لذلك بعضَ ما يُلقي الشيطان إلى أهلها من زخرف القول، وأشدّ ذلك قول أحد كبراء أعداء الصحابة ومبدِّلي الشرائع: إن الحج موسم سياسيّ، والحشد له حشد سياسيّ. وهذا إن لم يكن كُفرا بهذه الشريعة الظاهرة عند المسلمين فهو جهل مطبق بجميع الشرائع السماوية التي نصت على الحج وأدائه، وهذا القول يثير تساؤلات مهمة:

إذا كان الحج مجرد موسم سياسي؛ فما الشعارات السياسية التي تُرفع فيه؟

ومنِ السياسي الذي شرعه للأمة على هذا النحو؟ ومتى شرعه؟ 

وهل وصفه بالسياسي دعوة لإلغائه كموسم، أم إرجاع له إلى صفته الدينية؟

هذه الأسئلة بالرغم من موضوعيتها لكن أجوبتها واقعية؛ فالمسلمون لا يعرفون حجا إلا الحج المأخوذ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع حين قال: «لتأخذوا مناسككم؛ فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه»([2]).

وقد شرعه الله عَزَّ وَجَلَّ بجميع تفاصيله من مواقيته المكانية والزمانية، إلى أدائه على الوجه الذي يفعله المسلمون جميعا في وقت واحد، فهو مصدر اتفاق للأمة، ومظهر من مظاهر وِحدتها؛ ولعل من رزايا زماننا أن يجعل الحج وسيلة للخلاف والشقاق، ويختلف فيه الناس على نبيهم على نحو ما حذرهم منه في خطبه في الحج؛ فعن ابن شهاب: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن وسعيد بن المسيب قالا: كان أبو هريرة يحدث أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فافعلوا منه ما استطعتم، فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم»([3]).

فمن القعود بكل صراط وابتغاء العنت للمسلمين أن يشكِّكوا في هذه الشعيرة، وأن تلوث عليهم فطرهم بالصد عنها، ولا أَعْجَبَ من جهادٍ يكون سببا في المطالبة بتعطيل هذه الشعيرة، فأيُّ جهاد يكون هدفه إعلاء كلمة الله وهو لا يلقي بالا للحج، ولا لاستمراره، وبقاء هيبة الحرمين كما هي في قلوب المسلمين؟!

وقد رأينا في الأعوام الأخيرة دعوات كثيرة تدعو لعدم تسييس الحج، وغالب من يتكلّم بهذه الدعوات هم أوَّل من يسيّسون الحجَّ في أي مناسبة سنحت لهم، بدءًا برفع الشعارات الطائفية في الحجيج، وانتهاء بفتاوى تحرِّض المسلمين على ترك الحج والعمرة؛ محادَّة للملكة، ومماحكة لها، وبعضهم يتذرَّع بقرارات منع دخول المملكة لبعض السياسيين، وهذا لا يعدّ تسييسًا للحجّ؛ لأن منع من فيه خطر على أمن البلاد أو أمن الحجيج هو من الواجب الذي لا يتم الواجب إلا به، ولو قُدِّرَ أن هؤلاء المتكلمين أداروا الحج لكانت دائرة المنع عندهم أكثر، ولأسباب أقل موضوعية مما تعلنه المملكة تجاه من يهدِّدها ويهدِّد أمنها.

ولتفادي هذا القلق الدينيّ فإنه يجب على كل حريص على الإسلام وعلى أهله أن يدعوا لميثاق أخلاقي يجنب الشعائر المزايدة عليها، وخاصة الشعائر الجامعة مثل الحج، فالناس يُلبُّون فيه تلبية واحدة، ويقفون موقفًا واحدًا، ويلبسون ثوبًا واحدًا، وكلهم مجمعون على أنه من أفضل العبادات، خاصة عند العجز عن غيرها، وأنه خير لا شر فيه، فمن القعود بكل صراط أن تناله يد المزايدات السياسة، وأن يجعل وسيلة للتجييش ضد من يقوم برعايته، فرعاية الحجيج وأمنهم أمر مقدَّسٌ يجب حمده لا التنكر له.

ومن سلبيات تسييسه:

– تفريق الأمة وإذهاب ريحها.

– تشويه الشرائع، والعدول بها عن مقاصدها، فمن مقاصد الحج توحيد المسلمين، وجمع كلمتهم على الخير، وتخلّصهم من جميع الولاءات الدنيوية من زي وملبس ووطن؛ ليكون ولاء المسلم لربه، وإقباله عليه وتسييسُه يثير النعارات، ويخرج بالمسلمين عن مراد الله منهم.

– تعريض أمن الحجاج للخطر بسفك دمائهم، والتهوين من شأن الالتزام بأنظمة الحج التي وُضِعَتْ لضبط الأمن، وضمان سلامة ضيوف الرحمن.

– الاستهانة بحرمات الله، فمكان عظّم شجره وصيده فإنه من انتهاك حرمة الله تعريض من حرمت دماؤهم إلى الأبد وأعراضهم للخطر فيه، فذلك من الإلحاد الذي نهى الله عنه.

مظاهر اتفاق المسلمين في الحج:

فمن مظاهر اتفاق المسلمين في الحج اتفاقهم في مواقيته الزمانية والمكانية؛ فلا أحد يؤدي الحج خارج المواقيت المحددة شرعا، لا قبلها، ولا بعدها، ولا أحد يحرم من غير المواقيت المكانية التي عينتها الشريعة مواضعَ للإحرام، ولا أحد يقصد بالحج غير بيت الله الحرام والمشاعر المقدسة التي جعلها الله مناسك لعباده؛ فبأي ذنب تغتال هذه الشريعة الجامعة؟!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) تفسير الطبري (16/ 501).

([2]) رواه مسلم (1297).

([3]) رواه مسلم (1337).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

تَعرِيف بكِتَاب (مجموعة الرَّسائل العقديَّة للعلامة الشَّيخ محمد عبد الظَّاهر أبو السَّمح)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المعلومات الفنية للكتاب: عنوان الكتاب: مجموعة الرَّسائل العقديَّة للعلامة الشَّيخ محمد عبد الظَّاهر أبو السَّمح. اسم المؤلف: أ. د. عبد الله بن عمر الدميجي، أستاذ العقيدة بكلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى. رقم الطبعة وتاريخها: الطبعة الأولى في دار الهدي النبوي بمصر ودار الفضيلة بالرياض، عام 1436هـ/ 2015م. […]

الحالة السلفية عند أوائل الصوفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: تعدَّدت وجوه العلماء في تقسيم الفرق والمذاهب، فتباينت تحريراتهم كمًّا وكيفًا، ولم يسلم اعتبار من تلك الاعتبارات من نقدٍ وملاحظة، ولعلّ أسلمَ طريقة اعتبارُ التقسيم الزمني، وقد جرِّب هذا في كثير من المباحث فكانت نتائج ذلك محكمة، بل يستطيع الباحث أن يحاكم الاعتبارات كلها به، وهو تقسيم […]

إعادة قراءة النص الشرعي عند النسوية الإسلامية.. الأدوات والقضايا

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: تشكّل النسوية الإسلامية اتجاهًا فكريًّا معاصرًا يسعى إلى إعادة قراءة النصوص الدينية المتعلّقة بقضايا المرأة بهدف تقديم فهمٍ جديد يعزّز حقوقها التي يريدونها لا التي شرعها الله، والفكر النسوي الغربي حين استورده بعض المسلمين إلى بلاد الإسلام رأوا أنه لا يمكن أن يتلاءم بشكل تام مع الفكر الإسلامي، […]

اختلاف أهل الحديث في إطلاق الحدوث والقدم على القرآن الكريم -قراءة تحليلية-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يُعَدّ مبحث الحدوث والقدم من القضايا المركزية في الخلاف العقدي، لما له من أثر مباشر في تقرير مسائل صفات الله تعالى، وبخاصة صفة الكلام. غير أنّ النظر في تراث الحنابلة يكشف عن تباينٍ ظاهر في عباراتهم ومواقفهم من هذه القضية، حيث منع جمهور السلف إطلاق لفظ المحدث على […]

وقفة تاريخية حول استدلال الأشاعرة بصلاح الدين ومحمد الفاتح وغيرهما

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يتكرر في الخطاب العقدي المعاصر استدعاء الأعلام التاريخيين والحركات الجهادية لتثبيت الانتماءات المذهبية، فيُستدلّ بانتماء بعض القادة والعلماء إلى الأشعرية أو التصوف لإثبات صحة هذه الاتجاهات العقدية، أو لترسيخ التصور القائل بأن غالب أهل العلم والجهاد عبر التاريخ كانوا على هذا المذهب أو ذاك. غير أن هذا النمط […]

الاستدلال بتساهل الفقهاء المتأخرين في بعض بدع القبور (الجزء الثاني)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة خامسًا: الاستدلال بإباحة التوسل وشدّ الرحل لقبور الصالحين: استدلّ المخالفون بما أجازه جمهور المتأخرين من التوسّل بالصالحين، أو إباحة تحرّي دعاء الله عند قبور الصالحين، ونحو ذلك، وهاتان المسألتان لا يعتبرهما السلفيون من الشّرك، وإنما يختارون أنها من البدع؛ لأنّ الداعي إنما يدعو الله تعالى متوسلًا بالصالح، أو عند […]

الاستدلال بتساهل الفقهاء المتأخرين في بعض بدع القبور (الجزء الأول)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من المعلوم أن مسائل التوحيد والشرك من أخطر القضايا التي يجب ضبطها وفقَ الأدلة الشرعية والفهم الصحيح للكتاب والسنة، إلا أنه قد درج بعض المنتسبين إلى العلم على الاستدلال بأقوال بعض الفقهاء المتأخرين لتبرير ممارساتهم، ظنًّا منهم أن تلك الأقوال تؤيد ما هم عليه تحت ستار “الخلاف الفقهي”، […]

ممن يقال: أساء المسلمون لهم في التاريخ

أحد عشر ممن يقال: أساء المسلمون لهم في التاريخ. مما يتكرر كثيراً ذكرُ المستشرقين والعلمانيين ومن شايعهم أساميَ عدد ممن عُذِّب أو اضطهد أو قتل في التاريخ الإسلامي بأسباب فكرية وينسبون هذا النكال أو القتل إلى الدين ،مشنعين على من اضطهدهم أو قتلهم ؛واصفين كل أهل التدين بالغلظة وعدم التسامح في أمورٍ يؤكد كما يزعمون […]

كيفَ نُثبِّتُ السُّنة النبويَّة ونحتَجُّ بها وَقَد تأخَّر تدوِينُها؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ إثارةَ الشكوك حول حجّيّة السنة النبوية المشرَّفة بسبب تأخُّر تدوينها من الشبهات الشهيرة المثارة ضدَّ السنة النبوية، وهي شبهة قديمة حديثة؛ فإننا نجدها في كلام الجهمي الذي ردّ عليه الإمامُ عثمانُ بن سعيد الدَّارِميُّ (ت 280هـ) رحمه الله -وهو من أئمَّة الحديث المتقدمين-، كما نجدها في كلام […]

نقد القراءة الدنيوية للبدع والانحرافات الفكرية

مقدمة: يناقش هذا المقال لونا جديدًا منَ الانحرافات المعاصرة في التعامل مع البدع بطريقةٍ مُحدثة يكون فيها تقييم البدعة على أساس دنيويّ سياسيّ، وليس على الأساس الدينيّ الفكري الذي عرفته الأمّة، وينتهي أصحاب هذا الرأي إلى التشويش على مبدأ محاربة البدع والتقليل من شأنه واتهام القائمين عليه، والأهم من ذلك إعادة ترتيب البدَع على أساسٍ […]

كشف الالتباس عما جاء في تفسير ابن عباس رضي الله عنهما لقوله تعالى في حق الرسل عليهم السلام: (وظنوا أنهم قد كُذبوا)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن ابن عباس رضي الله عنهما هو حبر الأمة وترجمان القرآن، ولا تخفى مكانة أقواله في التفسير عند جميع الأمة. وقد جاء عنه في قول الله تعالى: (وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُمۡ قَدۡ كُذِبُواْ) (يوسف: 110) ما يوهم مخالفة العصمة، واستدركت عليه عائشة رضي الله عنها لما بلغها تفسيره. والمفسرون منهم […]

تعريف بكتاب “نقض دعوى انتساب الأشاعرة لأهل السنة والجماعة بدلالة الكِتابِ والسُّنَّةِ والإِجْمَاعِ”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقَـدّمَـــة: في المشهد العقدي المعاصر ارتفع صوت الطائفة الأشعرية حتى غلب في بعض الميادين، وتوسعت دائرة دعواها الانتساب إلى أهل السنة والجماعة. وتواترُ هذه الدعوى وتكرارها أدّى إلى اضطراب في تحديد مدلول هذا اللقب لقب أهل السنة؛ حتى كاد يفقد حدَّه الفاصل بين منهج السلف ومنهج المتكلمين الذي ظلّ […]

علم الكلام السلفي الأصول والآليات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: اختلف العلماء في الموقف من علم الكلام، فمنهم المادح الممارس، ومنهم الذامّ المحترس، ومنهم المتوسّط الذي يرى أن علم الكلام نوعان: نوع مذموم وآخر محمود، فما حقيقة علم الكلام؟ وما الذي يفصِل بين النوعين؟ وهل يمكن أن يكون هناك علم كلام سلفيّ؟ وللجواب عن هذه الأسئلة وغيرها رأى […]

بين المعجزة والتكامل المعرفي.. الإيمان بالمعجزة وأثره على تكامل المعرفة الإنسانية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لقد جاء القرآن الكريم شاهدًا على صدق نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، بل وعلى صدق الأنبياء كلهم من قبله؛ مصدقًا لما معهم من الكتب، وشاهدا لما جاؤوا به من الآيات البينات والمعجزات الباهرات. وهذا وجه من أوجه التكامل المعرفي الإسلامي؛ فالقرآن مادّة غزيرة للمصدر الخبري، وهو […]

قواعد علمية للتعامل مع قضية الإمام أبي حنيفة رحمه الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من القضايا التي عملت على إثراء التراث الفقهي الإسلامي: قضية الخلاف بين مدرسة أهل الرأي وأهل الحديث، وهذا وإن كان يُرى من جانبه الإيجابي، إلا أنه تمخَّض عن جوانب سلبية أيضًا، فاحتدام الصراع بين الفريقين مع ما كان يرجّحه أبو حنيفة من مذهب الإرجاء نتج عنه روايات كثيرة […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017