الأحد - 05 ذو الحجة 1446 هـ - 01 يونيو 2025 م

تسييس الحج

A A

 

منذ أن رفعَ إبراهيمُ عليه السلام القواعدَ من البيت وإسماعيلُ وأفئدة الناس تهوي إليه، وقد جعله الله مثابةً للناس وأمنا، أي: مصيرًا يرجعون إليه، ويأمنون فيه، فعظَّمه الناسُ، وعظَّموا من عظَّمه وأقام بجواره، وظل المشركون يعتبرون القائمين على الحرم من خيارهم، فيضعون عندهم سيوفهم، ولا يطلب أحد منهم ثأره فيهم ولا عندهم ولو كان المقتول أباه أو أخاه، وما زاد الإسلام هذا البيت إلا رفعة وعزًّا، قال الله سبحانه: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَاب} [البقرة: 197].

وبيَّن ربّ العالمين خطر صدّ الناس عن الحج، وإرادة الشر في هذه البقعة المقدسة، فقال سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيم} [الحج: 25]. قال الطبري: “يقولُ تعالى ذكرُه: إن الذين جَحَدوا توحيدَ اللَّهِ وكَذَّبوا رسولَه، وأنكَروا ما جاءَهم به من عندِ ربِّهم، {وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} يقولُ: ويَمْنَعون الناسَ عن دينِ اللَّهِ أن يدخُلوا فيه، وعن المسجدِ الحرامِ الذي جعَله اللَّهُ للناسِ الذين آمَنوا به كافةً، لم يَخْصُصْ منهم بعضًا دونَ بعضٍ، {سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ} يقولُ: معتدلٌ في الواجبِ عليه من تَعْظيمِ حُرْمةِ المسجدِ الحرامِ، وقضاءِ نُسُكِه به، والنزولِ فيه حيث شاء، {الْعَاكِفُ فِيهِ} وهو المُقِيمُ به، {وَالْبَادِ} وهو المُنْتابُ إليه مِن غيرِه”([1]).

ومن هنا أجمع المسلمون على أنه لا يُمنع من الحج أيُّ منتسِب إلى الإسلام ظاهرًا، وأن من فعل ذلك دخل في معنى الوعيد المذكور في الآية؛ فلم نسمع في التاريخ الإسلامي أنَّ أحدًا امتُحن في عقيدته عند الحج؛ لأن إرادة الحج كافية في الحكم بإسلام الشخص، وأوجب الإسلام الحج على كل مستطيع له ما دام الطريق آمنا ولم يمنعه عدو.

فلم يَمتنِع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحج ولا من العمرة والبيتُ بأيدي المشركين، وتحيط به الأوثان حتى ردّوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه، وسَجَّل القرآن ذلك عليهم فقال سبحانه: {هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا أَن يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلاَ رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَاء مُّؤْمِنَاتٌ لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطَؤُوهُمْ فَتُصِيبَكُم مِّنْهُم مَّعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَن يَشَاء لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} [الفتح: 25].

دعوات تسيس الحج:

وقد تناهى إلى أسماعنا في هذه الأيام دعواتٌ آثمة غيرُ بريئة تصدّ الناس عن الحج والعمرة، وتقدِّم لذلك بعضَ ما يُلقي الشيطان إلى أهلها من زخرف القول، وأشدّ ذلك قول أحد كبراء أعداء الصحابة ومبدِّلي الشرائع: إن الحج موسم سياسيّ، والحشد له حشد سياسيّ. وهذا إن لم يكن كُفرا بهذه الشريعة الظاهرة عند المسلمين فهو جهل مطبق بجميع الشرائع السماوية التي نصت على الحج وأدائه، وهذا القول يثير تساؤلات مهمة:

إذا كان الحج مجرد موسم سياسي؛ فما الشعارات السياسية التي تُرفع فيه؟

ومنِ السياسي الذي شرعه للأمة على هذا النحو؟ ومتى شرعه؟ 

وهل وصفه بالسياسي دعوة لإلغائه كموسم، أم إرجاع له إلى صفته الدينية؟

هذه الأسئلة بالرغم من موضوعيتها لكن أجوبتها واقعية؛ فالمسلمون لا يعرفون حجا إلا الحج المأخوذ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع حين قال: «لتأخذوا مناسككم؛ فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه»([2]).

وقد شرعه الله عَزَّ وَجَلَّ بجميع تفاصيله من مواقيته المكانية والزمانية، إلى أدائه على الوجه الذي يفعله المسلمون جميعا في وقت واحد، فهو مصدر اتفاق للأمة، ومظهر من مظاهر وِحدتها؛ ولعل من رزايا زماننا أن يجعل الحج وسيلة للخلاف والشقاق، ويختلف فيه الناس على نبيهم على نحو ما حذرهم منه في خطبه في الحج؛ فعن ابن شهاب: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن وسعيد بن المسيب قالا: كان أبو هريرة يحدث أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فافعلوا منه ما استطعتم، فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم»([3]).

فمن القعود بكل صراط وابتغاء العنت للمسلمين أن يشكِّكوا في هذه الشعيرة، وأن تلوث عليهم فطرهم بالصد عنها، ولا أَعْجَبَ من جهادٍ يكون سببا في المطالبة بتعطيل هذه الشعيرة، فأيُّ جهاد يكون هدفه إعلاء كلمة الله وهو لا يلقي بالا للحج، ولا لاستمراره، وبقاء هيبة الحرمين كما هي في قلوب المسلمين؟!

وقد رأينا في الأعوام الأخيرة دعوات كثيرة تدعو لعدم تسييس الحج، وغالب من يتكلّم بهذه الدعوات هم أوَّل من يسيّسون الحجَّ في أي مناسبة سنحت لهم، بدءًا برفع الشعارات الطائفية في الحجيج، وانتهاء بفتاوى تحرِّض المسلمين على ترك الحج والعمرة؛ محادَّة للملكة، ومماحكة لها، وبعضهم يتذرَّع بقرارات منع دخول المملكة لبعض السياسيين، وهذا لا يعدّ تسييسًا للحجّ؛ لأن منع من فيه خطر على أمن البلاد أو أمن الحجيج هو من الواجب الذي لا يتم الواجب إلا به، ولو قُدِّرَ أن هؤلاء المتكلمين أداروا الحج لكانت دائرة المنع عندهم أكثر، ولأسباب أقل موضوعية مما تعلنه المملكة تجاه من يهدِّدها ويهدِّد أمنها.

ولتفادي هذا القلق الدينيّ فإنه يجب على كل حريص على الإسلام وعلى أهله أن يدعوا لميثاق أخلاقي يجنب الشعائر المزايدة عليها، وخاصة الشعائر الجامعة مثل الحج، فالناس يُلبُّون فيه تلبية واحدة، ويقفون موقفًا واحدًا، ويلبسون ثوبًا واحدًا، وكلهم مجمعون على أنه من أفضل العبادات، خاصة عند العجز عن غيرها، وأنه خير لا شر فيه، فمن القعود بكل صراط أن تناله يد المزايدات السياسة، وأن يجعل وسيلة للتجييش ضد من يقوم برعايته، فرعاية الحجيج وأمنهم أمر مقدَّسٌ يجب حمده لا التنكر له.

ومن سلبيات تسييسه:

– تفريق الأمة وإذهاب ريحها.

– تشويه الشرائع، والعدول بها عن مقاصدها، فمن مقاصد الحج توحيد المسلمين، وجمع كلمتهم على الخير، وتخلّصهم من جميع الولاءات الدنيوية من زي وملبس ووطن؛ ليكون ولاء المسلم لربه، وإقباله عليه وتسييسُه يثير النعارات، ويخرج بالمسلمين عن مراد الله منهم.

– تعريض أمن الحجاج للخطر بسفك دمائهم، والتهوين من شأن الالتزام بأنظمة الحج التي وُضِعَتْ لضبط الأمن، وضمان سلامة ضيوف الرحمن.

– الاستهانة بحرمات الله، فمكان عظّم شجره وصيده فإنه من انتهاك حرمة الله تعريض من حرمت دماؤهم إلى الأبد وأعراضهم للخطر فيه، فذلك من الإلحاد الذي نهى الله عنه.

مظاهر اتفاق المسلمين في الحج:

فمن مظاهر اتفاق المسلمين في الحج اتفاقهم في مواقيته الزمانية والمكانية؛ فلا أحد يؤدي الحج خارج المواقيت المحددة شرعا، لا قبلها، ولا بعدها، ولا أحد يحرم من غير المواقيت المكانية التي عينتها الشريعة مواضعَ للإحرام، ولا أحد يقصد بالحج غير بيت الله الحرام والمشاعر المقدسة التي جعلها الله مناسك لعباده؛ فبأي ذنب تغتال هذه الشريعة الجامعة؟!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) تفسير الطبري (16/ 501).

([2]) رواه مسلم (1297).

([3]) رواه مسلم (1337).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

‏‏ترجمة الشيخ الداعية سعد بن عبد الله بن ناصر البريك رحمه الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اسمه ونسبه: هو الشيخ سعد بن عبد الله بن ناصر البريك. مولده: ولد الشيخ رحمه الله في مدينة الرياض يوم الاثنين الرابع عشر من شهر رمضان عام واحد وثمانين وثلاثمائة وألف للهجرة النبوية 14/ 9/ 1381هـ الموافق 19 فبراير 1962م. نشأته العلمية: نشأ رحمه الله نشأته الأولى في مدينة […]

تسييس الحج

  منذ أن رفعَ إبراهيمُ عليه السلام القواعدَ من البيت وإسماعيلُ وأفئدة الناس تهوي إليه، وقد جعله الله مثابةً للناس وأمنا، أي: مصيرًا يرجعون إليه، ويأمنون فيه، فعظَّمه الناسُ، وعظَّموا من عظَّمه وأقام بجواره، وظل المشركون يعتبرون القائمين على الحرم من خيارهم، فيضعون عندهم سيوفهم، ولا يطلب أحد منهم ثأره فيهم ولا عندهم ولو كان […]

البدع العقدية والعملية حول الكعبة المشرفة ..تحليل عقائدي وتاريخي

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة تُعدُّ الكعبةُ المشرّفة أقدسَ بقاع الأرض، ومهوى أفئدة المسلمين، حيث ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بعقيدة التوحيد منذ أن رفع قواعدها نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام، تحقيقًا لأمر الله، وإقامةً للعبادة الخالصة. وقد حظيت بمكانةٍ عظيمة في الإسلام، حيث جعلها الله قبلةً للمسلمين، فتتوجه إليها وجوههم في الصلاة، […]

الصد عن أبواب الرؤوف الرحيم

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من أهمّ خصائص الدين الإسلامي أنه يؤسّس أقوم علاقة بين الإنسان وبين إلهه وخالقه سبحانه وتعالى، وإبعاد كلّ ما يشوب هذه العلاقة من المنغّصات والمكدرات والخوادش؛ حيث تقوم هذه العلاقة على التوحيد والإيمان والتكامل بين المحبة والخوف والرجاء؛ ولا علاقة أرقى ولا أشرف ولا أسعد للإنسان منها ولا […]

إطلاقات أئمة الدعوة.. قراءة تأصيلية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: يقتضي البحث العلمي الرصين -لا سيما في مسائل الدين والعقيدة- إعمالَ أدوات منهجية دقيقة، تمنع التسرع في إطلاق الأحكام، وتُجنّب الباحثَ الوقوعَ في الخلط بين المواقف والعبارات، خاصة حين تكون صادرة عن أئمة مجدِّدين لهم أثر في الواقع العلمي والدعوي. ومن أبرز تلك الأدوات المنهجية: فهم الإطلاق […]

التوحيد في موطأ الإمام مالك

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يختزن موطأ الإمام مالك رضي الله عنه كنوزًا من المعارف والحكمة في العلم والعمل، ففيه تفسيرٌ لآيات من كتاب الله تعالى، وسرد للحديث وتأويله، وجمع بين مختلفه وظاهر متعارضه، وعرض لأسباب وروده، ورواية للآثار، وتحقيق للمفاهيم، وشرح للغريب، وتنبيه على الإجماع، واستعمال للقياس، وفنون من الجدل وآدابه، وتنبيهات […]

مناقشة دعوى مخالفة حديث: «لن يُفلِح قومٌ ولَّوا أمرهم امرأة» للواقع

مقدمة: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وآله وصحبه أجمعين، أمّا بعد: تُثار بين حين وآخر بعض الإشكالات على بعض الأحاديث النبوية، وقد كتبنا في مركز سلف ضمن سلسلة –دفع الشبهة الغويّة عن أحاديث خير البريّة– جملةً من البحوث والمقالات متعلقة بدفع الشبهات، ونبحث اليوم بعض الإشكالات المتعلقة بحديث: «لن يُفلِحَ قومٌ وَلَّوْا […]

ترجمة الشيخ أ. د. أحمد بن علي سير مباركي (1368-1446هـ/ 1949-2025م)(1)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اسمه ونسبه: هو الشَّيخ الأستاذ الدكتور أحمد بن علي بن أحمد سير مباركي. مولده: كان مسقط رأسه في جنوب المملكة العربية السعودية، وتحديدًا بقرية المنصورة التابعة لمحافظة صامطة، وهي إحدى محافظات منطقة جازان، وذلك عام 1365هـ([2]). نشأته العلمية: نشأ الشيخ نشأتَه الأولى في مدينة جيزان في مسقط رأسه قرية […]

(الاستواء معلوم والكيف مجهول) نصٌ في المسألة، وعبث العابثين لا يلغي النصوص

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. فقد طُبِع مؤخرًا كتاب كُتِبَ على غلافه: (الاستواء معلوم والكيف مجهول: تقرير لتفويض المعنى لا لإثباته عند أكثر من تسعين إمامًا مخالفين لابن تيمية: فكيف تم تحريف دلالتها؟). وعند مطالعة هذا الكتاب تعجب من مؤلفه […]

التصوف بين منهجين الولاية نموذجًا

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: منذ أن نفخ الله في جسد آدم الروح، ومسح على ظهره، وأخذ العهد على ذريته أن يعبدوه، ظلّ حادي الروح يحدوها إلى ربها، وصوت العقل ينادي عليها بالانحياز للحق والتعرف على الباري، والضمير الإنساني يؤنّب الإنسان، ويوبّخه حين يشذّ عن الفطرة؛ فالخِلْقَة البشرية والهيئة الإنسانية قائلة بلسان الحال: […]

ابن تيميَّـة والأزهر.. بين التنافر و الوِفاق

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يُعد شيخ الإسلام ابن تيمية أحد كبار علماء الإسلام الذين تركوا أثرًا عظيمًا في الفقه والعقيدة والتفسير، وكان لعلمه واجتهاده تأثير واسع امتدّ عبر الأجيال. وقد استفاد من تراثه كثير من العلماء في مختلف العصور، ومن بينهم علماء الأزهر الشريف الذين نقلوا عنه، واستشهدوا بأقواله، واعتمدوا على كتبه […]

القول بالصرفة في إعجاز القرآن بين المؤيدين والمعارضين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ الآياتِ الدالةَ على نبوّة محمدٍ صلى الله عليه وسلم كثيرة كثرةَ حاجة الناس لمعرفة ذلك المطلَب الجليل، ثم إن القرآن الكريم هو أجلّ تلك الآيات، فهو معجزة النبي صلى الله عليه وسلم المستمرّة على تعاقُب الأزمان، وقد تعدَّدت أوجه إعجازه في ألفاظه ومعانيه، ومع ما بذله المسلمون […]

الطاقة الكونية مفهومها – أصولها الفلسفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تمهيد: إن الله عز وجل خلق الإنسان، وفطره على التوحيد، وجعل في قلبه حبًّا وميلًا لعبادته سبحانه وتعالى، قال الله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [الروم: 30]، قال السعدي رحمه الله: […]

موقف الليبرالية من أصول الأخلاق

مقدمة: تتميَّز الرؤية الإسلامية للأخلاق بارتكازها على قاعدة مهمة تتمثل في ثبات المبادئ الأخلاقية وتغير المظاهر السلوكية، فالأخلاق محكومة بمعيار رباني ثابت يحدد مسارها، ويمنع تغيرها وتبدلها تبعًا لتغير المزاج البشري، فحسنها ثابت الحسن أبدًا، وقبيحها ثابت القبح أبدًا، إذ هي تحمل صفات ثابتة في ذاتها تتميز من خلالها مدحًا أو ذمًّا خيرًا أو شرًّا([1]). […]

حجاب الله تعالى -دراسة عقدية-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: معرفة الله سبحانه وتعالى هي قوت القلوب، ومحفِّزها نحو الترقِّي في مقامات العبودية، وكلما عرف الإنسان ربَّه اقترب إليه وأحبَّه، والقلبُ إذا لم تحرِّكه معرفةُ الله حقَّ المعرفة فإنه يعطب في الطريق، ويستحوذ عليه الكسل والانحراف ولو بعد حين، وكلما كان الإنسان بربه أعرف كان له أخشى […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017