الخميس - 05 رجب 1447 هـ - 25 ديسمبر 2025 م

قطعية تحريم الخمر في الإسلام

A A

شبهة حول تحريم الخمر:

لم يزل سُكْرُ الفكرة بأحدهم حتى ادَّعى عدمَ وجود دليل قاطع على حرمة الخمر، وتلمَّس لقوله مستساغًا في ظلمة من الباطل بعد أن عميت عليه الأنباء، فقال: إن الخمر غير محرم بنص القرآن؛ لأن القرآن لم يذكره في المحرمات في قوله تعلاى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيم} [المائدة: 3].

واعتبر أن النهي عن السّكر وقتَ الصلاة دليل على عدم حرمته في غير ذلك الوقت، مع إفاضة بغير إضافة في بقية كلامه، وكما قيل: آفة التعالم الاسترسالُ وها هنا أمور يجب بيانها لإبطال هذه الشبهة.

الرد على الشبهة:

أولًا: لا يخفى على من له أدنى إلمام بالشرع وعلم بمشتهرات المسائل فيه أن إنكار حرمة الخمر يعدّ من إنكار المعلوم من الدين بالضرورة، وعليه فالردّ على مثل هذه الشبهة هو لوأدها حتى لا تُترَك؛ لظهور الحقّ في زماننا، فيدَّعي مدَّعٍ بعد هذا أنها قيلت ولم تُرَدّ.

ثانيًا: مما يعلم ضرورة أن القطعية في الحكم تكون بتوارد النصوص ولو كانت ظنية في آحادها؛ فإن تواردها على معنى واحد يفيد القطع بأن هذا المعنى مراد للمتكلّم بلا ريب، فلو قال لك قائل: لا تلمس هذا الثوب، ولا تلبسه، ولا تقربه، ولا تبعه، ولا تشتره، ولا تنتفع به؛ لَتَحَصَّلَ لديك من مجموع هذه النواهي القطعُ بأن المتكلم يريد منعَك من هذا الثوب وتحريمه عليك، فكيف إذا أضاف إلى هذه النواهي تقبيح الثوب، والتهديد عليه بالعقوبة المغلَّظة؟! ومثل هذا وأشد ورد في تحريم الخمر.

ثالثًا: من أغلاط المماري في هذا الحكم إلزامُه للشارع أن يكون تحريمه على حرف واحد، وأن يسرد المحرمات سردًا يمتنع معه الزيادة فيها، وهذا القول يلزم منه عدم تحريم ما هو أشد من هذه المحرمات، وهو القول على الله بغير علم، ونكاح الأمهات، والشرك بالله، والكفر بالرسل؛ مما لم يذكر في الآية التي أحال إليها.

رابعًا: ما استدل به المماري من قوله سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ} [النساء: 43]، فإنه ذكر معنى صحيحا، وبنى عليه أصلا باطلا، فإن الآية فعلا تدلّ بمفهومها على عدم النهي عن السكر في غير الصلاة؛ لكن هذا الاستدلال يُسلَّم لو كانت الآية هي دليل التحريم، والأمر ليس كذلك، بل الخمر كانت مباحة بما يعرف عند الفقهاء بالبراءة الأصلية كما في قوله تعالى: {وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُون} [النحل: 67]، ففي الحديث قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْخَمْرُ مِنْ هَاتَيْنِ الشَّجَرَتَيْنِ النَّخْلَةِ وَالْعِنَبَةِ»([1]).

ثم تدرجت الشريعة في تحريمها، فقد ورد في السنن عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: لما نزل تحريم الخمر قال عمر: اللهم بين لنا في الخمر بيانا شفاء، فنزلت الآية التي في البقرة: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ} الآية [البقرة: 219]، قال: فدُعي عمر فقُرئت عليه، قال: اللهم بين لنا في الخمر بيانا شفاء، فنزلت الآية التي في النساء: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى} [النساء: 43]، فكان منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقيمت الصلاة ينادي: ألا لا يقربن الصلاة سكران، فدُعِي عمر فقرئت عليه، فقال: اللهم بين لنا في الخمر بيانا شفاء، فنزلت هذه الآية: {فَهَلْ أَنتُمْ مُنتَهُونَ}، قال عمر انتهينا([2]).

فأنت ترى أن المماري إنما تمسّك بمرحلة من مراحل التحريم ليرد بها ما بعدها مما هو قطعي في معنى التحريم، وهذا طيش علميّ يوجب الحَجر.

خامسًا: تَمَسُّكُ المماري بآية المائدة ليردّ بها الآية الأخرى في التحريم جهلٌ منه بعلوم القرآن وبتواريخ النزول، فتحريم الخمر كان في السنة الثالثة للهجرة على أصح الأقوال أو الثامنة([3])، وآية المائدة من آخر ما نزل من القرآن في العام الحادي عشر من الهجرة النبوية([4]) مما يدل على أن التحريم استقر قبل نزول هذه الآية.

سادسًا: من المعلوم أن الظاهر يُقطع بمعناه إذا تعزز بالإجماع، فقد أجمع من نزل عليهم القرآن ومن جاء بعدهم ممن يحتجّ به من أهل العلم على أن الخمر محرّمة بكلام الله، وبما تواتر عن رسول الله صلى الله عليه في تحريمها، ومما ورد في تحريمها مما يعلم العربي من لسانه قطعيته في النهي قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون} [المائدة: 90].

وفي الحديث: «لَا يَزْنِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَسْرِقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ»([5]).

وعَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كُنْتُ سَاقِيَ الْقَوْمِ حَيْثُ حُرِّمَتِ الْخَمْرُ فِي مَنْزِلِ أَبِي طَلْحَةَ، وَمَا شَرَابُنَا يَوْمَئِذٍ إِلَّا الْفَضِيخُ، فَدَخَلَ عَلَيْنَا رَجُلٌ، فَقَالَ: إِنَّ الْخَمْرَ قَدْ حُرِّمَتْ، وَنَادَى مُنَادِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْنَا: هَذَا مُنَادِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ([6]).

أقوال العلماء في قطعية المسألة:

من تتبّع الأحاديث في الباب أو الإجماع في الكتب أعياه ذلك، فهو أشهر من الضلال في هذا العصر، وفي تتبعه والتنصيص عليه إضعاف للحكم؛ فاشتهاره في الفنّ يغني عن عزوه، والجهل به يغني عن عزل صاحبه من دائرة الدارسين فضلا عن المتخصصين.

ودونك بعض أقوال العلماء في حكم الخمر، فقد نقل فقهاء المذاهب الإجماع على حرمة الخمر تحريما قطعيا، وذلك عند كلامهم على الأشربة، فيذكرون المختلَف في حكمه منها والمتفق على حرمته، وينصون على حرمة الخمر:

قال أبو الحسين محمد بن أحمد القدوري الحنفي: “الأمة اتفقت على تكفير ‌مستحلِّ ‌الخمر، وأجمعوا على أن مستحلَّ هذه الأشربة لا يكفُر، فدلّ على أن أحدهما غير الآخر؛ لأنهم اتفقوا على تحريم الخمر، واختلفوا في تحريم النبيذ. وموضوع الإجماع غير موضع الخلاف”([7]).

والخرشي من المالكية وكذلك العدوي في حاشيته عليه كلهم يحكون الاتفاق على حرمة الخمر([8]).

والجويني من الشافعية يحكي الاتفاق على حرمة الخمر وأنها قطعية([9])، ومثله زكريا الأنصاري([10]).

وكذلك المحققون من أهل العلم ممن اعتنوا بنقل الإجماع، قال ابن حرم رحمه الله: “‌وَاتَّفَقُوا ‌أن ‌من ‌شرب ‌نقطة خمر وَهُوَ يعلمهَا خمرًا من عصير الْعِنَب وَقد بلغ ذَلِك حدّ الإسكار وَلم يتب وَلَا طَال الْأَمر وظفر سَاعَة شربهَا وَلم يكن فِي دَار الْحَرْب أن الضَّرْب يجب عَلَيْهِ إذا كَانَ حِين شربه لذَلِك عَاقِلا مُسلما بَالغا غير مكرَه وَلَا سَكرَان، سَكِر أَو لم يسكر”([11]).

وقال ابن عبد البر: “‌وقد ‌أجمعوا ‌على ‌أن ‌قليل ‌الخمر من العنب فيه من الحدّ مثل ما في كثيرها، ولا يراعى السكر فيها”([12]).

ولا يخفى أنَّ الحد ثمرة التحريم وسببه.

وإذا علمتَ هذا -أيها المباركُ- فاعلم أن الغرض هو تنبيه اللبيب، وتسجيل موقف إنكار في ظل زحمة الشبهات، حتى لا يأتي على الناس زمان ينكرون حرمته رغم اشتهارها كما أنكروا الرجمَ قبله، فحرمته فَيْصَلٌ في الإسلام، وما من كتاب في الفقه ولا في التفسير إلا ويذكره، ويذكر حدّه، وحكم مستحلّه، وكونه حراما نجسًا لا يُنْتَفَعُ به في بيع ولا شراء ولا دواء، وآية الجهل بفقه الإسلام طلَبُ الدليل على حرمته؛ فحرمتُه أظهرُ من أن تنكَر، ودليلها أشهرُ من أن ينصَّ عليه، فقد وصف في القرآن بأنه قرين الأنصاب والأزلام، وأنه رجس من عمل الشيطان، وأمر باجتنابه والابتعاد عنه، ولعن رسول الله صلى الله عليه وسلم شاربه فقال: «لعن الله الخمر، ولعن شاربها، وساقيها، وعاصرها، ومعتصرها، وبائعها، ومبتاعها، وحاملها، والمحمولة إليه، وآكل ثمنها»([13]).

والحمد لله رب العالمين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) أخرجه النسائي في الكبرى (5064).

([2]) سنن أبي داود (3670).

([3]) ينظر: تفسير القرطبي (6/ 285).

([4]) ينظر: تفسير البغوي (3/ 11).

([5]) أخرجه البخاري (5578).

([6]) أخرجه أبو داود (3673).

([7]) التجريد (12/ 508).

([8]) ينظر: شرح الخرشي على مختصر خليل مع حاشية العدوي (8/ 108).

([9]) ينظر: نهاية المطلب في دراية المذهب (17/ 326).

([10]) ينظر: أسنى المطالب في شرح روض الطالب (4/ 117).

([11]) مراتب الإجماع (ص: 133).

([12]) الاستذكار (8/ 3).

([13]) أخرجه أحمد (5716)، وأبو داود (3674)، والبيهقي في الكبرى (10778).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

دعوى أن ابن تيمية شخصية جدلية دراسة ونقاش (الجزء الأول)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   يُعتبر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله من كبار علماء الإسلام في عصره والعصور المتأخِّرة، وكان مجاهدًا بقلمه ولسانه وسنانه، والعصر الذي عاش فيه استطال فيه التتار من جهة، واستطالت فيه الزنادقة وأصحاب الحلول والاتحاد والفرق الملحِدة من جهةٍ أخرى، فشمَّر عن ساعديه، وردّ عليهم بالأصول العقلية والنقلية، […]

قواعد عامة للتعامل مع تاريخ الوهابية والشبهات عنها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يفتقِر كثيرٌ من المخالفين لمنهجية الحكم على المناهج والأشخاص بسبب انطلاقهم من تصوراتٍ مجتزأة، لا سيما المسائل التاريخية التي يكثر فيها الأقاويل وصعوبة تمييز القول الصحيح من بين ركام الباطل، ولما كانت الشبهات حول تاريخ دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب كثيرة ومُتشعبة رأيت أن أضع قواعد عامة […]

تَعرِيف بكِتَاب (مجموعة الرَّسائل العقديَّة للعلامة الشَّيخ محمد عبد الظَّاهر أبو السَّمح)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المعلومات الفنية للكتاب: عنوان الكتاب: مجموعة الرَّسائل العقديَّة للعلامة الشَّيخ محمد عبد الظَّاهر أبو السَّمح. اسم المؤلف: أ. د. عبد الله بن عمر الدميجي، أستاذ العقيدة بكلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى. رقم الطبعة وتاريخها: الطبعة الأولى في دار الهدي النبوي بمصر ودار الفضيلة بالرياض، عام 1436هـ/ 2015م. […]

الحالة السلفية عند أوائل الصوفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: تعدَّدت وجوه العلماء في تقسيم الفرق والمذاهب، فتباينت تحريراتهم كمًّا وكيفًا، ولم يسلم اعتبار من تلك الاعتبارات من نقدٍ وملاحظة، ولعلّ أسلمَ طريقة اعتبارُ التقسيم الزمني، وقد جرِّب هذا في كثير من المباحث فكانت نتائج ذلك محكمة، بل يستطيع الباحث أن يحاكم الاعتبارات كلها به، وهو تقسيم […]

إعادة قراءة النص الشرعي عند النسوية الإسلامية.. الأدوات والقضايا

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: تشكّل النسوية الإسلامية اتجاهًا فكريًّا معاصرًا يسعى إلى إعادة قراءة النصوص الدينية المتعلّقة بقضايا المرأة بهدف تقديم فهمٍ جديد يعزّز حقوقها التي يريدونها لا التي شرعها الله، والفكر النسوي الغربي حين استورده بعض المسلمين إلى بلاد الإسلام رأوا أنه لا يمكن أن يتلاءم بشكل تام مع الفكر الإسلامي، […]

اختلاف أهل الحديث في إطلاق الحدوث والقدم على القرآن الكريم -قراءة تحليلية-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يُعَدّ مبحث الحدوث والقدم من القضايا المركزية في الخلاف العقدي، لما له من أثر مباشر في تقرير مسائل صفات الله تعالى، وبخاصة صفة الكلام. غير أنّ النظر في تراث الحنابلة يكشف عن تباينٍ ظاهر في عباراتهم ومواقفهم من هذه القضية، حيث منع جمهور السلف إطلاق لفظ المحدث على […]

وقفة تاريخية حول استدلال الأشاعرة بصلاح الدين ومحمد الفاتح وغيرهما

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يتكرر في الخطاب العقدي المعاصر استدعاء الأعلام التاريخيين والحركات الجهادية لتثبيت الانتماءات المذهبية، فيُستدلّ بانتماء بعض القادة والعلماء إلى الأشعرية أو التصوف لإثبات صحة هذه الاتجاهات العقدية، أو لترسيخ التصور القائل بأن غالب أهل العلم والجهاد عبر التاريخ كانوا على هذا المذهب أو ذاك. غير أن هذا النمط […]

الاستدلال بتساهل الفقهاء المتأخرين في بعض بدع القبور (الجزء الثاني)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة خامسًا: الاستدلال بإباحة التوسل وشدّ الرحل لقبور الصالحين: استدلّ المخالفون بما أجازه جمهور المتأخرين من التوسّل بالصالحين، أو إباحة تحرّي دعاء الله عند قبور الصالحين، ونحو ذلك، وهاتان المسألتان لا يعتبرهما السلفيون من الشّرك، وإنما يختارون أنها من البدع؛ لأنّ الداعي إنما يدعو الله تعالى متوسلًا بالصالح، أو عند […]

الاستدلال بتساهل الفقهاء المتأخرين في بعض بدع القبور (الجزء الأول)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من المعلوم أن مسائل التوحيد والشرك من أخطر القضايا التي يجب ضبطها وفقَ الأدلة الشرعية والفهم الصحيح للكتاب والسنة، إلا أنه قد درج بعض المنتسبين إلى العلم على الاستدلال بأقوال بعض الفقهاء المتأخرين لتبرير ممارساتهم، ظنًّا منهم أن تلك الأقوال تؤيد ما هم عليه تحت ستار “الخلاف الفقهي”، […]

ممن يقال: أساء المسلمون لهم في التاريخ

أحد عشر ممن يقال: أساء المسلمون لهم في التاريخ. مما يتكرر كثيراً ذكرُ المستشرقين والعلمانيين ومن شايعهم أساميَ عدد ممن عُذِّب أو اضطهد أو قتل في التاريخ الإسلامي بأسباب فكرية وينسبون هذا النكال أو القتل إلى الدين ،مشنعين على من اضطهدهم أو قتلهم ؛واصفين كل أهل التدين بالغلظة وعدم التسامح في أمورٍ يؤكد كما يزعمون […]

كيفَ نُثبِّتُ السُّنة النبويَّة ونحتَجُّ بها وَقَد تأخَّر تدوِينُها؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ إثارةَ الشكوك حول حجّيّة السنة النبوية المشرَّفة بسبب تأخُّر تدوينها من الشبهات الشهيرة المثارة ضدَّ السنة النبوية، وهي شبهة قديمة حديثة؛ فإننا نجدها في كلام الجهمي الذي ردّ عليه الإمامُ عثمانُ بن سعيد الدَّارِميُّ (ت 280هـ) رحمه الله -وهو من أئمَّة الحديث المتقدمين-، كما نجدها في كلام […]

نقد القراءة الدنيوية للبدع والانحرافات الفكرية

مقدمة: يناقش هذا المقال لونا جديدًا منَ الانحرافات المعاصرة في التعامل مع البدع بطريقةٍ مُحدثة يكون فيها تقييم البدعة على أساس دنيويّ سياسيّ، وليس على الأساس الدينيّ الفكري الذي عرفته الأمّة، وينتهي أصحاب هذا الرأي إلى التشويش على مبدأ محاربة البدع والتقليل من شأنه واتهام القائمين عليه، والأهم من ذلك إعادة ترتيب البدَع على أساسٍ […]

كشف الالتباس عما جاء في تفسير ابن عباس رضي الله عنهما لقوله تعالى في حق الرسل عليهم السلام: (وظنوا أنهم قد كُذبوا)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن ابن عباس رضي الله عنهما هو حبر الأمة وترجمان القرآن، ولا تخفى مكانة أقواله في التفسير عند جميع الأمة. وقد جاء عنه في قول الله تعالى: (وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُمۡ قَدۡ كُذِبُواْ) (يوسف: 110) ما يوهم مخالفة العصمة، واستدركت عليه عائشة رضي الله عنها لما بلغها تفسيره. والمفسرون منهم […]

تعريف بكتاب “نقض دعوى انتساب الأشاعرة لأهل السنة والجماعة بدلالة الكِتابِ والسُّنَّةِ والإِجْمَاعِ”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقَـدّمَـــة: في المشهد العقدي المعاصر ارتفع صوت الطائفة الأشعرية حتى غلب في بعض الميادين، وتوسعت دائرة دعواها الانتساب إلى أهل السنة والجماعة. وتواترُ هذه الدعوى وتكرارها أدّى إلى اضطراب في تحديد مدلول هذا اللقب لقب أهل السنة؛ حتى كاد يفقد حدَّه الفاصل بين منهج السلف ومنهج المتكلمين الذي ظلّ […]

علم الكلام السلفي الأصول والآليات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: اختلف العلماء في الموقف من علم الكلام، فمنهم المادح الممارس، ومنهم الذامّ المحترس، ومنهم المتوسّط الذي يرى أن علم الكلام نوعان: نوع مذموم وآخر محمود، فما حقيقة علم الكلام؟ وما الذي يفصِل بين النوعين؟ وهل يمكن أن يكون هناك علم كلام سلفيّ؟ وللجواب عن هذه الأسئلة وغيرها رأى […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017