الأربعاء - 26 صفر 1447 هـ - 20 أغسطس 2025 م

قطعية تحريم الخمر في الإسلام

A A

شبهة حول تحريم الخمر:

لم يزل سُكْرُ الفكرة بأحدهم حتى ادَّعى عدمَ وجود دليل قاطع على حرمة الخمر، وتلمَّس لقوله مستساغًا في ظلمة من الباطل بعد أن عميت عليه الأنباء، فقال: إن الخمر غير محرم بنص القرآن؛ لأن القرآن لم يذكره في المحرمات في قوله تعلاى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيم} [المائدة: 3].

واعتبر أن النهي عن السّكر وقتَ الصلاة دليل على عدم حرمته في غير ذلك الوقت، مع إفاضة بغير إضافة في بقية كلامه، وكما قيل: آفة التعالم الاسترسالُ وها هنا أمور يجب بيانها لإبطال هذه الشبهة.

الرد على الشبهة:

أولًا: لا يخفى على من له أدنى إلمام بالشرع وعلم بمشتهرات المسائل فيه أن إنكار حرمة الخمر يعدّ من إنكار المعلوم من الدين بالضرورة، وعليه فالردّ على مثل هذه الشبهة هو لوأدها حتى لا تُترَك؛ لظهور الحقّ في زماننا، فيدَّعي مدَّعٍ بعد هذا أنها قيلت ولم تُرَدّ.

ثانيًا: مما يعلم ضرورة أن القطعية في الحكم تكون بتوارد النصوص ولو كانت ظنية في آحادها؛ فإن تواردها على معنى واحد يفيد القطع بأن هذا المعنى مراد للمتكلّم بلا ريب، فلو قال لك قائل: لا تلمس هذا الثوب، ولا تلبسه، ولا تقربه، ولا تبعه، ولا تشتره، ولا تنتفع به؛ لَتَحَصَّلَ لديك من مجموع هذه النواهي القطعُ بأن المتكلم يريد منعَك من هذا الثوب وتحريمه عليك، فكيف إذا أضاف إلى هذه النواهي تقبيح الثوب، والتهديد عليه بالعقوبة المغلَّظة؟! ومثل هذا وأشد ورد في تحريم الخمر.

ثالثًا: من أغلاط المماري في هذا الحكم إلزامُه للشارع أن يكون تحريمه على حرف واحد، وأن يسرد المحرمات سردًا يمتنع معه الزيادة فيها، وهذا القول يلزم منه عدم تحريم ما هو أشد من هذه المحرمات، وهو القول على الله بغير علم، ونكاح الأمهات، والشرك بالله، والكفر بالرسل؛ مما لم يذكر في الآية التي أحال إليها.

رابعًا: ما استدل به المماري من قوله سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ} [النساء: 43]، فإنه ذكر معنى صحيحا، وبنى عليه أصلا باطلا، فإن الآية فعلا تدلّ بمفهومها على عدم النهي عن السكر في غير الصلاة؛ لكن هذا الاستدلال يُسلَّم لو كانت الآية هي دليل التحريم، والأمر ليس كذلك، بل الخمر كانت مباحة بما يعرف عند الفقهاء بالبراءة الأصلية كما في قوله تعالى: {وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُون} [النحل: 67]، ففي الحديث قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْخَمْرُ مِنْ هَاتَيْنِ الشَّجَرَتَيْنِ النَّخْلَةِ وَالْعِنَبَةِ»([1]).

ثم تدرجت الشريعة في تحريمها، فقد ورد في السنن عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: لما نزل تحريم الخمر قال عمر: اللهم بين لنا في الخمر بيانا شفاء، فنزلت الآية التي في البقرة: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ} الآية [البقرة: 219]، قال: فدُعي عمر فقُرئت عليه، قال: اللهم بين لنا في الخمر بيانا شفاء، فنزلت الآية التي في النساء: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى} [النساء: 43]، فكان منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقيمت الصلاة ينادي: ألا لا يقربن الصلاة سكران، فدُعِي عمر فقرئت عليه، فقال: اللهم بين لنا في الخمر بيانا شفاء، فنزلت هذه الآية: {فَهَلْ أَنتُمْ مُنتَهُونَ}، قال عمر انتهينا([2]).

فأنت ترى أن المماري إنما تمسّك بمرحلة من مراحل التحريم ليرد بها ما بعدها مما هو قطعي في معنى التحريم، وهذا طيش علميّ يوجب الحَجر.

خامسًا: تَمَسُّكُ المماري بآية المائدة ليردّ بها الآية الأخرى في التحريم جهلٌ منه بعلوم القرآن وبتواريخ النزول، فتحريم الخمر كان في السنة الثالثة للهجرة على أصح الأقوال أو الثامنة([3])، وآية المائدة من آخر ما نزل من القرآن في العام الحادي عشر من الهجرة النبوية([4]) مما يدل على أن التحريم استقر قبل نزول هذه الآية.

سادسًا: من المعلوم أن الظاهر يُقطع بمعناه إذا تعزز بالإجماع، فقد أجمع من نزل عليهم القرآن ومن جاء بعدهم ممن يحتجّ به من أهل العلم على أن الخمر محرّمة بكلام الله، وبما تواتر عن رسول الله صلى الله عليه في تحريمها، ومما ورد في تحريمها مما يعلم العربي من لسانه قطعيته في النهي قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون} [المائدة: 90].

وفي الحديث: «لَا يَزْنِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَسْرِقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ»([5]).

وعَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كُنْتُ سَاقِيَ الْقَوْمِ حَيْثُ حُرِّمَتِ الْخَمْرُ فِي مَنْزِلِ أَبِي طَلْحَةَ، وَمَا شَرَابُنَا يَوْمَئِذٍ إِلَّا الْفَضِيخُ، فَدَخَلَ عَلَيْنَا رَجُلٌ، فَقَالَ: إِنَّ الْخَمْرَ قَدْ حُرِّمَتْ، وَنَادَى مُنَادِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْنَا: هَذَا مُنَادِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ([6]).

أقوال العلماء في قطعية المسألة:

من تتبّع الأحاديث في الباب أو الإجماع في الكتب أعياه ذلك، فهو أشهر من الضلال في هذا العصر، وفي تتبعه والتنصيص عليه إضعاف للحكم؛ فاشتهاره في الفنّ يغني عن عزوه، والجهل به يغني عن عزل صاحبه من دائرة الدارسين فضلا عن المتخصصين.

ودونك بعض أقوال العلماء في حكم الخمر، فقد نقل فقهاء المذاهب الإجماع على حرمة الخمر تحريما قطعيا، وذلك عند كلامهم على الأشربة، فيذكرون المختلَف في حكمه منها والمتفق على حرمته، وينصون على حرمة الخمر:

قال أبو الحسين محمد بن أحمد القدوري الحنفي: “الأمة اتفقت على تكفير ‌مستحلِّ ‌الخمر، وأجمعوا على أن مستحلَّ هذه الأشربة لا يكفُر، فدلّ على أن أحدهما غير الآخر؛ لأنهم اتفقوا على تحريم الخمر، واختلفوا في تحريم النبيذ. وموضوع الإجماع غير موضع الخلاف”([7]).

والخرشي من المالكية وكذلك العدوي في حاشيته عليه كلهم يحكون الاتفاق على حرمة الخمر([8]).

والجويني من الشافعية يحكي الاتفاق على حرمة الخمر وأنها قطعية([9])، ومثله زكريا الأنصاري([10]).

وكذلك المحققون من أهل العلم ممن اعتنوا بنقل الإجماع، قال ابن حرم رحمه الله: “‌وَاتَّفَقُوا ‌أن ‌من ‌شرب ‌نقطة خمر وَهُوَ يعلمهَا خمرًا من عصير الْعِنَب وَقد بلغ ذَلِك حدّ الإسكار وَلم يتب وَلَا طَال الْأَمر وظفر سَاعَة شربهَا وَلم يكن فِي دَار الْحَرْب أن الضَّرْب يجب عَلَيْهِ إذا كَانَ حِين شربه لذَلِك عَاقِلا مُسلما بَالغا غير مكرَه وَلَا سَكرَان، سَكِر أَو لم يسكر”([11]).

وقال ابن عبد البر: “‌وقد ‌أجمعوا ‌على ‌أن ‌قليل ‌الخمر من العنب فيه من الحدّ مثل ما في كثيرها، ولا يراعى السكر فيها”([12]).

ولا يخفى أنَّ الحد ثمرة التحريم وسببه.

وإذا علمتَ هذا -أيها المباركُ- فاعلم أن الغرض هو تنبيه اللبيب، وتسجيل موقف إنكار في ظل زحمة الشبهات، حتى لا يأتي على الناس زمان ينكرون حرمته رغم اشتهارها كما أنكروا الرجمَ قبله، فحرمته فَيْصَلٌ في الإسلام، وما من كتاب في الفقه ولا في التفسير إلا ويذكره، ويذكر حدّه، وحكم مستحلّه، وكونه حراما نجسًا لا يُنْتَفَعُ به في بيع ولا شراء ولا دواء، وآية الجهل بفقه الإسلام طلَبُ الدليل على حرمته؛ فحرمتُه أظهرُ من أن تنكَر، ودليلها أشهرُ من أن ينصَّ عليه، فقد وصف في القرآن بأنه قرين الأنصاب والأزلام، وأنه رجس من عمل الشيطان، وأمر باجتنابه والابتعاد عنه، ولعن رسول الله صلى الله عليه وسلم شاربه فقال: «لعن الله الخمر، ولعن شاربها، وساقيها، وعاصرها، ومعتصرها، وبائعها، ومبتاعها، وحاملها، والمحمولة إليه، وآكل ثمنها»([13]).

والحمد لله رب العالمين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) أخرجه النسائي في الكبرى (5064).

([2]) سنن أبي داود (3670).

([3]) ينظر: تفسير القرطبي (6/ 285).

([4]) ينظر: تفسير البغوي (3/ 11).

([5]) أخرجه البخاري (5578).

([6]) أخرجه أبو داود (3673).

([7]) التجريد (12/ 508).

([8]) ينظر: شرح الخرشي على مختصر خليل مع حاشية العدوي (8/ 108).

([9]) ينظر: نهاية المطلب في دراية المذهب (17/ 326).

([10]) ينظر: أسنى المطالب في شرح روض الطالب (4/ 117).

([11]) مراتب الإجماع (ص: 133).

([12]) الاستذكار (8/ 3).

([13]) أخرجه أحمد (5716)، وأبو داود (3674)، والبيهقي في الكبرى (10778).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

وهم التعارض بين آيات القرآن وعلم الكَونِيّات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يمتاز التصوُّرُ الإسلامي بقدرته الفريدة على الجمع بين مصادر المعرفة المختلفة: الحسّ، العقل، والخبر الصادق، دون أن يجعل أحدها في تعارض مع الآخر. فالوحي مصدر هداية، والعقل أداة فهم، والحسّ مدخل المعرفة، والتجربة طريق التحقُّق. وكل هذه المسالك تتكامل في المنهج الإسلامي، دون تصادم أو تعارض؛ لأنها جميعًا […]

لا يفتي أهلُ الدثور لأهل الثغور -تحليل ودراسة-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: في خِضَم الأحداث المتتالية والمؤلمة التي تمرُّ بها أمة الإسلام، وكان لها أثر ظاهر على استقرارها، ومسَّت جوانبَ أساسيّة من أمنها وأمانها في حياتها، برزت حقيقةٌ شرعيّة بحاجة لدراسة وتمييز، ورغم قيام العلماء من فجر الإسلام بواجبهم الشرعيّ في البيان وعدم الكتمان، إلا أنَّ ارتباطَ هذه الحقيقة بأحداث […]

مؤلفات مطبوعة في معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما (عرض ووصف)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: “السيد الحليم“، هكذا وُصف الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما، وقد كان سيِّدًا في المسلمين، حليمًا ذكيًّا ثقِفًا، يحسن إيراد الأمور وتصديرها، جعله النبي صلى الله عليه وسلم كاتبًا من كتاب الوحي القرآني؛ لأمانته وفقهه، وقد صح في فضله أحاديث، ومهما وقع منه ومن معه […]

جواب الاعتراضات على القدر المشترك (الجزء الأول)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: كنا كتبنا ورقةً علمية بمركز سلف للبحوث والدراسات حول مفهوم القدر المشترك، ووضّحناه وقربناه للعامة، وبقِيَت اعتراضات يوردها بعضهم عليه، وقد تُلبس على العامة دينَهم، وهذه الاعتراضات مثاراتُ الغلط فيها أكثرُ من أن تحصى، وأوسعُ من أن تحصَر، وبعضها ناتج عن عُجمة في اللسان، وبعضها أنشأه أصحابه على […]

ترجمة الشيخ الدكتور جعفر شيخ إدريس (1349-1447هـ / 1931-2025م)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الأرض تحيا إذا ما عاش عالمُها *** متى يمت عالمٌ منها يمُت طرَف كالأرض تحيا إذا ما الغيثُ حلّ بها *** وإن أبى عاد في أكنافها التلَف قال العلامةُ ابن القيم رحمه الله: “إن الإحـاطـة بـتراجم أعـيـان الأمـة مطلوبـة، ولـذوي الـمعـارف مـحبوبـة، فـفـي مـدارسـة أخـبـارهم شـفـاء للعليل، وفي مطالعة […]

‏‏ترجمة الشَّيخ محمد بن سليمان العُلَيِّط (1)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اسمه ونسبه: هو الشَّيخ أبو عمر محمد بن سليمان بن عبد الكريم بن حمد العُلَيِّط. ويبدو أن اشتقاق اسم الأسرة (العُلَيِّط) من أعلاط الإبل، وهي من أعرق الأسر القصيمية الثريَّة وتحديدا في مدينة بريدة، والتي خرج من رَحِمها الشيخ العابد الزاهد الوَرِع التقيّ محمد العُلَيِّط([2]). مولده: كان مسقط رأسه […]

الأوراد الصوفية المشتهرة في الميزان

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ الذكرَ من أعظم العبادات القلبية واللفظية التي شرعها الله لعباده، ورتَّب عليها الأجور العظيمة، كما قال تعالى: ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ﴾ [البقرة: 152]، وقال سبحانه: ﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ [الرعد: 28]. وقد داوم النبي صلى الله عليه وسلم على الأذكار الشرعية، وعلَّمها أصحابَه، وكان يرشِدهم إلى أذكار الصباح […]

مناقشة دعوى الرازي: “عدم هداية القرآن إلى العلم بالله وأنبيائه”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لا جرم أن الله أنزل علينا قرآنا بدأه بوصفه: {لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} من إنس وجان، وتولَّى بنفسه حفظه لفظًا ومعنًى، وبَيَّنَه أتم بيان، وجعله هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، وحرَّر وفنَّد الشبهات التي ترِد على الفؤاد قبل أن ينطق بها لسان، فجلُّ ما استطاعه من […]

أصول الخطأ في الفتوى وأثره على حياة المسلمين المعاصرة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: عن معاوية رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ، وَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ وَاللَّهُ يُعْطِي، وَلَنْ تَزَالَ هَذِهِ الأُمَّةُ قَائِمَةً عَلَى أَمْرِ اللَّهِ، لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ»([1]). العلم هو أفضل ما رغب فيه […]

أشهر من امتُحنوا في مسألة خلق القرآن

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة إن فتنة القول بخلق القرآن من أعظم الفتن التي مرت بالأمة الإسلامية، وأشد المحن التي امتحن الله بها كثيرًا من العلماء والصالحين، حيث تعرض لها أئمة أعلام وفقهاء كبار، فثبتوا على الحق، ورفضوا الخضوع للبدع وأصحابها، وأفنوا أعمارهم في الذب عن عقيدة أهل السنة والجماعة، مؤكدين أن القرآن […]

بيانُ مركزِ سلف في الردِّ على فتوى دار الإفتاء المصريَّة بجواز طَلَب المدَدِ من الأموات

الحمد لله ربِّ العالمين، وأشهد لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله وخليله ومصطفاه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومنِ اهتدَى بهداه. أما بعد: فقد أصدَرت دارُ الإفتاء المصريّة فتوى تجيزُ فيها طلَبَ المدَدِ منَ الأموات، وهو ما يُعدُّ من المسائل العظيمةِ التي تمُسُّ أصلَ الدين وتوحيدَ ربِّ […]

ردّ ما نُسِب إلى الإمام مالك رحمه الله من (جواز قتل ثُلُث الأُمَّة لاستصلاح الثلثين)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إن حفظ النفس من المقاصد الضرورية الخمس التي اتفقت في شأنها الشرائع، وبمراعاتها يستقر صلاح الدنيا والآخرة، وجاءت الشريعة الإسلامية بمراعاتها من جهتي الوجود والعدم. وبذل فقهاء المسلمين جهودهم في بيان تلك التشريعات والأحكام المتعلقة بحفظ النفس، إذ بها تنتظم حياة الناس وشؤونهم. ومما نُسِب إلى الإمام مالك […]

مشاهد وقباب آل البيت في بلاد الشام .. بين الحقيقة والخرافة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الناظر في تاريخ بناء المشاهد والقباب في العالم الإسلامي يدرك منذ اللحظة الأولى أنّ الذي ساعد على نشر هذه البدعة السياسيون من أتباع المذاهب الباطنية التي تزعم الانتساب للتشيع لآل البيت، فالقرامطة والبويهيون والحمدانيون أول من بدأ ببناء الأضرحة كمزارات مقدّسة كالضريح المنسوب إلى علي بن أبي طالب؛ […]

المنهج العلموي في العلوم التجريبية… تقويم ونقاش

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: شهد التاريخ الإسلامي ازدهارًا غير مسبوق في مجال العلوم التجريبية خلال القرون الأولى من الحضارة الإسلامية، حيث لم يكن العلم مفصولًا عن الدين، بل كان الاستكشاف العقلي للظواهر الطبيعية يُعدّ جزءًا من عبادة الله والتأمل في خلقه. فقد أسّس الحسن بن الهيثم منهجًا تجريبيًّا في دراسة الضوء والرؤية، […]

صيانة الشريعة لحق الحياة وحقوق القتلى “ودفع إشكال حول حديث قاتل المئة”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: إنّ أهلَ الأهواء حين لا يجدون إشكالًا حقيقيًّا أو تناقضًا -كما قد يُتوهَّم- أقاموا سوق الأَشْكَلة، وافترضوا هم إشكالا هشًّا أو مُتخيَّلًا، ونحن نهتبل فرصة ورود هذا الإشكال لنقرر فيه ولنثبت ونبرز تلك الصفحة البيضاء لصون الدماء ورعاية حقّ الحياة وحقوق القتلى، سدًّا لأبواب الغواية والإضلال المشرَعَة، وإن […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017