الأربعاء - 27 ذو الحجة 1445 هـ - 03 يوليو 2024 م

حديث «فحجّ آدمُ موسى»: قراءة في الإشكالات وجوابها

A A

الحمد لله الذي رفع الحق وأظهره، والصلاة والسلام على خير نبي أرسله، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تلا.

أما بعد: فهناك محاولات حثيثة من بعض المخالفين لمنهج السلف لاستنساخ الشبهات القديمة؛ مستغلّين انشغال كثير من الناس عن استماع العلم والتحصّن به، وفي هذه المقالة تبيين لحديث نبويّ شريف لطالما اشتبه على أصحاب الزيغ والانحراف؛ فقابلوه تارة بدفعه وردّه، وتارة بالاستدلال به في غير موضعه، والسعيد من اعتصم بالكتاب والسنة ولم يضرب الأدلة الشرعية بعضها ببعض.

نص الحديث:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى، فَقَالَ لَهُ مُوسَى: أَنْتَ آدَمُ الَّذِي أَخْرَجَتْكَ خَطِيئَتُكَ مِنَ الجَنَّةِ، فَقَالَ لَهُ آدَمُ: أَنْتَ مُوسَى الَّذِي اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِرِسَالاتِهِ وَبِكَلامِهِ، ثُمَّ تَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قُدِّرَ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُخْلَقَ»، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى» مَرَّتَيْنِ([1]).

شرح الحديث:

في هذا الحديث إخبار من النبي صلى الله عليه وسلم عن الحوار التي وقع بين آدم وموسى -عليهما السلام- عندما التقيا، ولعل ذلك كان في البرزخ أوّل ما مات موسى، فالتقت أرواحهما في السماء، كما جزم بذلك ابن عبد البر والقابسي([2]).

وقوله صلى الله عليه وسلم: «فحَجَّ آدمُ مُوسَى» يعني: “غلب آدمُ موسى بالحجة، وظهر عليه بها”([3]).

وقد وقع بعض الفرق الضالة في تفسيره بما يوافق مشربهم وهواهم، وسَلِم أهل السنة والجماعة فسعدوا بفهمه على وجهه الصحيح.

القول الصواب في احتجاج آدم وموسى:

إن أول ما يستفاد من هذا الحديث: التسليم للقدر عند وقوع المصائب، وعدم لوم المذنب التائب، وأن المؤمن مأمور أن يرجع إلى القدر عند المصائب، لا عند الذنوب والمعايب، فيصبر على المصائب، ويستغفر من الذنوب، كما قال تعالى: {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ} [الروم: 60]([4])، وتفصيل ذلك:

أن موسى قام بتوجيه اللوم إلى آدم عليهما السلام لأنه كان السبب في إخراج نفسه وذريته من الجنة، من جهة وقوع المصيبة، وهي الخروج من جنة الخلد، وهذه المصيبة وقعت على آدم بسبب أكله من الشجرة التي نُهي عن قربها؛ يقول تعالى: {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35) فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ} [البقرة: 35، 36].

ولم يكن موسى ليوجه إلى آدم عليهما السلام اللوم بسبب مخالفته لما نهاه الله تعالى عنه من الأكل من الشجرة؛ فإن موسى كان أعلم من أن يلومه لحقِّ الله على ذنب قد علم أنه تاب منه.

لذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية (ت 728هـ): “الصواب في قصة آدم وموسى: أن موسى لم يلم آدم إلا من جهة المصيبة التي أصابته وذريته بما فعل، لا لأجل أن تارك الأمر مذنب عاص؛ ولهذا قال: لماذا أخرجتنا ونفسك من الجنة؟ لم يقل: لماذا خالفت الأمر؟ ولماذا عصيت؟ والناس مأمورون عند المصائب التي تصيبهم بأفعال الناس أو بغير أفعالهم بالتسليم للقدر وشهود الربوبية؛ كما قال تعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} [التغابن: 11]، قال ابن مسعود أو غيره: هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلم([5])([6]).

فصح مما سبق أن آدم احتج على موسى بقدر الله تعالى في وقوع المصيبة، ولم يحتج بالقدر على فعل الذنب والعيب؛ وبهذا حجَّ آدمُ موسى وظهر عليه وغلبه بأن خروجه من الجنة كان بأمر كتبه الله تعالى عليه قبل أن يخلق؛ مشيرًا بذلك إلى قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} [البقرة: 30]، “أي: مستخلف في الأرض خليفةً، ومُصَيِّر فيها خَلَفًا”([7])، فآدم عليه السلام خُلق ابتداء ليكون وهو وذريته خلفاء في الأرض.

يقول الإمام النووي (ت 676هـ): “ومعنى كلام آدم: أنك يا موسى تعلم أن هذا كُتب عليَّ قبل أن أخلق، وقُدِّر عليَّ، فلا بدَّ من وقوعه، ولو حرصت أنا والخلائق أجمعون على رد مثقال ذرة منه لم نقدر، فلِمَ تلومني على ذلك؟!”([8]).

وإذا كان آدم عليه السلام قد تاب الله تعالى عليه واجتباه وهداه؛ كما قال تعالى: {وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى (121) ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى} [طه: 121، 122]، وقال سبحانه: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [البقرة: 37]، فلم يجز لموسى عليه السلام ولا لغيره أن يقع في ذمِّ آدم عليه السلام، ولا أن يلومه بحال، لا من جهة المعصية -أعني: أكله من الشجرة- فإن الله تعالى قد غفر له، ولا من جهة المصيبة التي وقعت عليه وعلى ذريته بالخروج من جنة الخلد؛ فإن آدم وحواء حين هبطا على الأرض لم يكن معهما أحد من ذريتهما، وكون ذريتهما صاروا في الدنيا دون الجنة فإنه أمر مقدر عليهم لا يستحقون به لوم آدم على فعله، كيف وقد تاب الله تعالى على آدم واجتباه؟!([9]).

شبهات الطوائف المخالفة حول الحديث:

ظن بعض الطوائف المبتدعة -وتبعهم أذيالهم من المعاصرين- أن في الحديث دليلًا على الاحتجاج بالقدر على معصية الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، “ولا ريب أنه يمتنع أن يكون هذا مراد الحديث، ويجب تنزيه النبي صلى الله عليه وسلم، بل وجميع الأنبياء وأتباع الأنبياء أن يجعلوا القدر حجة لمن عصى الله ورسوله”([10])، وفيما يلي أشهر شبهاتهم حول الحديث، مع الجواب عنها:

الشبهة الأولى: إنكار القدرية:

قد أنكر القدرية -المنكرين للقدر- هذا الحديث؛ لأنه صريح في إثبات القدر السابق، وبناء عليه عمد بعضهم إلى تضعيف الحديث، والقول بأنه حديث كذب؛ كأبي علي الجبائي المعتزلي وغيره([11])، وتبعهم على القول بتكذيبه بعض المعاصرين([12]).

الجواب عن هذه الشبهة:

هذا الحديث ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم بألفاظ متنوعة، وهو في أعلى درجات الصحة؛ فقد اتفق الإمامان البخاري ومسلم على إخراجه في صحيحيهما.

كما أقرّ بصحته واحتج به أهل العلم قاطبة؛ يقول الحافظ ابن عبد البر (ت 463هـ): “هذا الحديث عند جماعة أهل العلم بالحديث صحيح من جهة الإسناد، وكلهم يرويه ويُقر بصحته، ويحتج به أهل الحديث والفقه -وهم أهل السنة- في إثبات قِدَم علم الله عز وجل ذكره”([13]).

وقد نص بعض أهل العلم على تواتره عن أبي هريرة رضي الله عنه، وأنه لا يرده ولا يعترض عليه إلا مبتدع معاند؛ يقول الحافظ ابن كثير (ت 774هـ): “ومن كذّب بهذا الحديث فمعاند؛ لأنه متواتر عن أبى هريرة رضى الله عنه، وناهيك به عدالة وحفظًا وإتقانًا”([14]).

والحديث حجة لأهل السنة والجماعة على أن أعمال العباد كلها قد قدرها الله عز وجل، وأنه علمها قبل كونها، بخلاف قول أهل البدع الذين يقولون: “أفعال العباد ليست مقدورة لله”، ويقولون: “إن الله خلق الأشياء كلها غير الأعمال”، تعالى الله عما يقولون علوًّا كبيرًا.

ومن الأدلة المؤيدة للحديث في دحض معتقدهم الفاسد قول الله تعالى: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} [الصافات: 96]، وقوله تعالى: {لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف: 54]([15]).

يقول الحافظ ابن عبد البر: “هذا الحديث من أوضح ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في إثبات القدر، ودفع قول القدرية، وبالله التوفيق والعصمة”([16]).

الشبهة الثانية: الاحتجاج بالقدر على المعصية:

احتج بالحديث الجبرية القائلون بأنه لا فعل للعبد، حيث سلبوا العبد قدرته واختياره، وقالوا: إنه مجبر على عمله؛ لأنه مكتوب عليه([17]).

وحاولوا تأييد معتقدهم الفاسد بهذا الحديث، فشذَّ مسعود بن ناصر السّجزي الحافظ -وكان قدريًّا- فقرأ: “فحجَّ آدمَ موسى”، فنصب “آدمَ” على أنه المفعول، وجعل “موسى” في محلّ الرفع على أنه الفاعل([18]).

الجواب عن هذه الشبهة:

أولًا: الرواية الصحيحة هي: «فحجّ آدمُ موسى» برفع آدم وهو الفاعل؛ يقول الإمام النووي: “هكذا الرواية في جميع كتب الحديث باتفاق الناقلين والرواة والشرَّاح وأهل الغريب”([19]).

ويقول الحافظ ابن حجر (ت 852هـ) ردًّا على مسعود السّجزي: “هو محجوج بالاتفاق قبله على أن آدم بالرفع، على أنه الفاعل، وقد أخرجه أحمد من رواية الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة بلفظ: «فحجَّه آدمُ»([20])، وهذا يرفع الإشكال؛ فإن رواته أئمة حفاظ، والزهري من كبار الفقهاء الحفاظ، فروايته هي المعتمدة في ذلك”([21]).

ثانيًا: لا يصحّ احتجاج الجبرية بهذا الحديث؛ لأدلة كثيرة منها:

  • أن آدم عليه السلام أعلم من أن يحتجّ بالقدر على أن المذنب لا ملام عليه.
  • وكيف يحتج آدم بالذنب وقد علم أن إبليس -لعنه الله- سبب ذنبه؛ وهو أيضًا كان مقدرًا عليه؟!
  • وآدم عليه السلام قد تاب من الذنب واستغفر، فلو كان الاحتجاج بالقدر نافعًا له عند ربه لاحتج ولم يتب ويستغفر.
  • أن الله تعالى قد أخبر في كتابه بعقوبات الكفار مثل قوم نوح وهود وصالح وغيرهم، وكل ذلك يدل دلالة قاطعة على أن لا حجة لأحد في القدر.
  • وأيضًا فقد شرع الله من عقوبة المحاربين من الكفار وأهل القبلة وقتل المرتد وعقوبة الزاني والسارق والشارب ما يبين ذلك([22]).

ثالثًا: هناك جواب ثالث حسن قاله ابن القيم (ت 751هـ): “وقد يتوجه جواب آخر، وهو: أن الاحتجاج بالقدر على الذنب ينفع في موضع، ويضر في موضع:

فينفع إذا احتج به بعد وقوعه والتوبة منه وترك معاودته كما فعل آدم، فيكون في ذكر القدر إذ ذاك من التوحيد ومعرفة أسماء الرب وصفاته…

وأما الموضع الذي يضرّ الاحتجاج به ففي الحال والمستقبل؛ بأن يرتكب فعلًا محرمًا، أو يترك واجبًا، فيلومه عليه لائم، فيحتج بالقدر على إقامته عليه وإصراره، فيبطل بالاحتجاج به حقًّا، ويرتكب باطلًا، كما احتجّ به المصرّون على شركهم وعبادتهم غير الله فقالوا: {لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا} [الأنعام: 148]، {وَقَالُوا لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ} [الزخرف: 20]، فاحتجّوا به مصوّبين لما هم عليه، وأنهم لم يندموا على فعله، ولم يعزموا على تركه، ولم يقروا بفساده، فهذا ضدّ احتجاج من تبين له خطأ نفسه، وندم وعزم كل العزم على أن لا يعود، فإذا لامه لائم بعد ذلك قال: كان ما كان بقدر الله”([23]).

والحمد لله على توفيقه، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

ــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) أخرجه البخاري (3409)، ومسلم (2652).

([2]) ينظر: فتح الباري لابن حجر (11/ 506).

([3]) ينظر: تفسير الموطأ للقنازعي (2/ 739)، شرح صحيح البخاري لابن بطال (10/ 315)، كشف المشكل من حديث الصحيحين لابن الجوزي (1/ 131)، وشرح النووي على صحيح مسلم (16/ 202).

([4]) ينظر: رفع الشبهة والغرر عمن يحتجّ على فعل المعاصي بالقدر، لمرعي الكرمي (ص: 30).

([5]) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (4/ 110)، وفي شعب الإيمان (12/ 345).

([6]) مجموع الفتاوى (8/ 319).

([7]) قاله الطبري في تفسيره (1/ 448).

([8]) شرح صحيح مسلم (16/ 202).

([9]) ينظر: مجموع الفتاوى (8/ 108، 321).

([10]) من كلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (8/ 304).

([11]) ينظر: شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل (ص: 13)، وفتح الباري (11/ 510).

([12]) منهم عدنان إبراهيم في بعض محاضراته، ودونك رابطها:

وقال بأنه كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى من رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم!!

([13]) الاستذكار (8/ 258).

([14]) قصص الأنبياء (1/ 37).

([15]) ينظر: تفسير الموطأ للقنازعي (2/ 740).

([16]) التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد (18/ 17).

([17]) ينظر: شرح العقيدة الواسطية للعثيمين (2/ 222).

([18]) ينظر: فتح الباري (11/ 509).

([19]) شرح صحيح مسلم (16/ 201-202).

([20]) مسند أحمد (7635).

([21]) فتح الباري (11/ 509).

([22]) ينظر: مجموع الفتاوى (8/ 322-324).

([23]) شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل (ص: 18).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

جديد سلف

هل يُمكِن الاستغناءُ عن النُّبوات ببدائلَ أُخرى كالعقل والضمير؟

هذه شبهة من الشبهات المثارة على النبوّات، وهي مَبنيَّة على سوء فَهمٍ لطبيعة النُّبوة، ولوظيفتها الأساسية، وكشف هذه الشُّبهة يحتاج إلى تَجْلية أوجه الاحتياج إلى النُّبوة والوحي. وحاصل هذه الشبهة: أنَّ البَشَر ليسوا في حاجة إلى النُّبوة في إصلاح حالهم وعَلاقتهم مع الله، ويُمكِن تحقيقُ أعلى مراتب الصلاح والاستقامة من غير أنْ يَنزِل إليهم وحيٌ […]

هل يرى ابن تيمية أن مصر وموطن بني إسرائيل جنوب غرب الجزيرة العربية؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة (تَنتقِل مصر من أفريقيا إلى غرب جزيرة العرب وسط أوديتها وجبالها، فهي إما قرية “المصرمة” في مرتفعات عسير بين أبها وخميس مشيط، أو قرية “مصر” في وادي بيشة في عسير، أو “آل مصري” في منطقة الطائف). هذا ما تقوله كثيرٌ من الكتابات المعاصرة التي ترى أنها تسلُك منهجًا حديثًا […]

هل يُمكن أن يغفرَ الله تعالى لأبي لهب؟

من المعلوم أن أهل السنة لا يشهَدون لمعيَّن بجنة ولا نار إلا مَن شهد له الوحي بذلك؛ لأن هذا من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله تعالى، ولكننا نقطع بأن من مات على التوحيد والإيمان فهو من أهل الجنة، ومن مات على الكفر والشرك فهو مخلَّد في النار لا يخرج منها أبدًا، وأدلة ذلك مشهورة […]

مآخذ الفقهاء في استحباب صيام يوم عرفة إذا وافق يوم السبت

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. فقد ثبت فضل صيام يوم عرفة في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (‌صِيَامُ ‌يَوْمِ ‌عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ)([1]). وهذا لغير الحاج. أما إذا وافق يومُ عرفة يومَ السبت: فاستحبابُ صيامه ثابتٌ أيضًا، وتقرير […]

لماذا يُمنَع من دُعاء الأولياء في قُبورهم ولو بغير اعتقاد الربوبية فيهم؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة هناك شبهة مشهورة تثار في الدفاع عن اعتقاد القبورية المستغيثين بغير الله تعالى وتبرير ما هم عليه، مضمونها: أنه ليس ثمة مانعٌ من دعاء الأولياء في قبورهم بغير قصد العبادة، وحقيقة ما يريدونه هو: أن الممنوع في مسألة الاستغاثة بالأنبياء والأولياء في قبورهم إنما يكون محصورًا بالإتيان بأقصى غاية […]

الحج بدون تصريح ..رؤية شرعية

لا يشكّ مسلم في مكانة الحج في نفوس المسلمين، وفي قداسة الأرض التي اختارها الله مكانا لمهبط الوحي، وأداء هذا الركن، وإعلان هذه الشعيرة، وما من قوم بقيت عندهم بقية من شريعة إلا وكان فيها تعظيم هذه الشعيرة، وتقديس ذياك المكان، فلم تزل دعوة أبينا إبراهيم تلحق بكل مولود، وتفتح كل باب: {رَّبَّنَآ إِنِّيٓ أَسۡكَنتُ […]

المعاهدة بين المسلمين وخصومهم وبعض آثارها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة باب السياسة الشرعية باب واسع، كثير المغاليق، قليل المفاتيح، لا يدخل منه إلا من فقُهت نفسه وشرفت وتسامت عن الانفعال وضيق الأفق، قوامه لين في غير ضعف، وشدة في غير عنف، والإنسان قد لا يخير فيه بين الخير والشر المحض، بل بين خير فيه دخن وشر فيه خير، والخير […]

إمعانُ النظر في مَزاعم مَن أنكَر انشقاقَ القَمر

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الحمد لله رب العالمين، وأصلى وأسلم على المبعوث رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد: فإن آية انشقاق القمر من الآيات التي أيد الله بها نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم، فكانت من أعلام نبوّته، ودلائل صدقه، وقد دلّ عليها القرآن الكريم، والسنة النبوية دلالة قاطعة، وأجمعت عليها […]

هل يَعبُد المسلمون الكعبةَ والحجَرَ الأسودَ؟

الحمد لله الذي أكمل لنا الدين، وهدنا صراطه المستقيم. وبعد، تثار شبهة في المدارس التنصيريّة المعادية للإسلام، ويحاول المعلِّمون فيها إقناعَ أبناء المسلمين من طلابهم بها، وقد تلتبس بسبب إثارتها حقيقةُ الإسلام لدى من دخل فيه حديثًا([1]). يقول أصحاب هذه الشبهة: إن المسلمين باتجاههم للكعبة في الصلاة وطوافهم بها يعبُدُون الحجارة، وكذلك فإنهم يقبِّلون الحجرَ […]

التحقيق في نسبةِ ورقةٍ ملحقةٍ بمسألة الكنائس لابن تيمية متضمِّنة للتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم وبآله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ تحقيقَ المخطوطات من أهمّ مقاصد البحث العلميّ في العصر الحاضر، كما أنه من أدقِّ أبوابه وأخطرها؛ لما فيه من مسؤولية تجاه الحقيقة العلمية التي تحملها المخطوطة ذاتها، ومن حيث صحّة نسبتها إلى العالم الذي عُزيت إليه من جهة أخرى، ولذلك كانت مَهمة المحقّق متجهةً في الأساس إلى […]

دعوى مخالفة علم الأركيولوجيا للدين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: عِلم الأركيولوجيا أو علم الآثار هو: العلم الذي يبحث عن بقايا النشاط الإنساني القديم، ويُعنى بدراستها، أو هو: دراسة تاريخ البشرية من خلال دراسة البقايا المادية والثقافية والفنية للإنسان القديم، والتي تكوِّن بمجموعها صورةً كاملةً من الحياة اليومية التي عاشها ذلك الإنسان في زمانٍ ومكانٍ معيَّنين([1]). ولقد أمرنا […]

جوابٌ على سؤال تَحَدٍّ في إثبات معاني الصفات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة أثار المشرف العام على المدرسة الحنبلية العراقية -كما وصف بذلك نفسه- بعضَ التساؤلات في بيانٍ له تضمَّن مطالبته لشيوخ العلم وطلبته السلفيين ببيان معنى صفات الله تبارك وتعالى وفقَ شروطٍ معيَّنة قد وضعها، وهي كما يلي: 1- أن يكون معنى الصفة في اللغة العربية وفقَ اعتقاد السلفيين. 2- أن […]

معنى الاشتقاق في أسماء الله تعالى وصفاته

مما يشتبِه على بعض المشتغلين بالعلم الخلطُ بين قول بعض العلماء: إن أسماء الله تعالى مشتقّة، وقولهم: إن الأسماء لا تشتقّ من الصفات والأفعال. وهذا من باب الخلط بين الاشتقاق اللغوي الذي بحثه بتوسُّع علماء اللغة، وأفردوه في مصنفات كثيرة قديمًا وحديثًا([1]) والاشتقاق العقدي في باب الأسماء والصفات الذي تناوله العلماء ضمن مباحث الاعتقاد. ومن […]

محنة الإمام شهاب الدين ابن مري البعلبكي في مسألة الاستغاثة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: فإن فصول نزاع شيخ الإسلام ابن تيمية مع خصومه طويلة، امتدت إلى سنوات كثيرة، وتنوَّعَت مجالاتها ما بين مسائل اعتقادية وفقهية وسلوكية، وتعددت أساليب خصومه في مواجهته، وسعى خصومه في حياته – سيما في آخرها […]

العناية ودلالتها على وحدانيّة الخالق

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ وجودَ الله تبارك وتعالى أعظمُ وجود، وربوبيّته أظهر مدلول، ودلائل ربوبيته متنوِّعة كثيرة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (إن دلائل الربوبية وآياتها أعظم وأكثر من كلّ دليل على كل مدلول) ([1]). فلقد دلَّت الآيات على تفرد الله تعالى بالربوبية على خلقه أجمعين، وقد جعل الله لخلقه أمورًا […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017