الخميس - 19 جمادى الأول 1446 هـ - 21 نوفمبر 2024 م

لماذا توقَّفت النبوَّةُ لو كانت طريقَ الجنَّة؟!

A A

لم يترك الله سبحانه وتعالى الخلق سدى؛ لا يدرون من أين جاؤوا، ولا يعلمون إلى أين هم ذاهبون، ولا يعرفون غايتهم في هذه الحياة، بل أرسل سبحانه وتعالى الرسل وأنزل الكتب وشرع الشرائع وهدى الخلق إلى الحق، قال تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحديد: 25].

ولما كان من الضَّروري وجود مرجعٍ يبصِّر الإنسان بمبدأ وجوده ومنتهاه وغايته في هذه الحياة، كان لا بد من وجود الصلة بين الله وبين الإنسان، وذلك عن طريق الرسل الذين يصطفيهم الله تعالى من البشرِ أنفسهم؛ ليكون أدعى للاستيعاب عنهم والتصديق بهم، وليُمثِّلوا النموذج الأرقى لتلك الغاية والقدوة العليا في تمثيلها.

هذا لون من ألوان العناية الربانية بالإنسان، بل هي عناية بأهم ما يحتاجه الإنسان وهو أولى وأحرى، فإذا كانت العناية بنوع الإنسان ظاهرة في هذا الكون، فالسماء سقف له يظله، والأرض فراش له يقله، والنجوم مصابيح وعلامات، والجبال أوتاد ودلالات، والأمطار والأشجار والأنهار والبحار وغيرها من المخلوقات مسخَّرات لتيسير رزقه، فإن العناية به أهم، وهي أشد وأعظم في قضية الهداية والدلالة على غاية وجوده؛ إذ هي القضية الكبرى والمسألة العظمى.

فالتعرف على خالق الإنسان وخالق الكون وغايته من خلقه وطريق السعادة في الدنيا والآخرة لا يمكن أن يعرف إلا بالنبوة، يقول ابن القيم: “لا سبيل إلى السعادة والفلاح لا في الدنيا ولا في الآخرة إلا على أيدي الرسل، ولا سبيل إلى معرفة الطيب والخبيث على التفصيل إلا من جهتهم، ولا ينال رضا الله البتة إلا على أيديهم، فالطيب من الأعمال والأقوال والأخلاق ليس إلا هديهم وما جاؤوا به، فهم الميزان الراجح الذي على أقوالهم وأعمالهم وأخلاقهم توزن الأقوال والأخلاق والأعمال، وبمتابعتهم يتميز أهل الهدى من أهل الضلال، فالضرورة إليهم أعظم من ضرورة البدن إلى روحه والعين إلى نورها والروح إلى حياتها”([1]).

ولكن هاهنا سؤال آخر: إذا كانت النبوة بتلك المثابة والأهمية فلماذا توقَّفت؟! ولماذا جفَّ ينبوع تلك الحكمة الإلهية التي يدَّعيها أهل الأديان السماوية لو كانت محل إرواء للعالم أجمع؟!

ولعل من نافلة القول أن نقول بأن هذا المشكك أو السائل لم يفهم طبيعة النبوة المحمدية -على صاحبها أزكى الصلوات وأعطر التسليمات- ولا استوعب حجِّيتها وبرهانيَّتها، ولا درس مضامينها وحيثيَّاتها.

فهذا الإشكال أو الاعتراض وإن كان في ظاهره على عموم النبوة إلا أنه في الحقيقة اعتراض على النبوة المحمدية، وهو ما سنناقشه بعد النقاش في كونه اعتراضًا على مشيئة الله وحكمته.

لنتأمل سويًّا في أي جزء شئت من أجزاء هذا الكون المتقن والمحكم بأعلى أنواع الدقة والضبط، ففي أي عِلم من علوم الطبيعة حدقت بعينيك تجد العجب العجاب، بدءًا من الذرَّة وقوانينها، ومرورا بالفلك والفيزياء والكيمياء والأحياء، حتى إنها أذهلت أساطين الملحدين وأرغمتهم على الاعتراف بهذا الإتقان والإحكام([2])، يقول الملحد الفيزيائي ستيفن هوكنج: “معظم الثوابت الأساسية في نظرياتنا تبدو مضبوطة بدقة، بمعنى أنها لو عدلت بمقادير بسيطة فإن الكون سيختلف كَيفيًّا، سيكون في حالات عديدة غير ملائم لتطورات الحياة”([3])، ويقول عالم الفلك آلن سانديج: “إني مقتنع أن وجود الحياة بكل ما فيها من تنظيم في كل كائن من كائناتها الحية مركب بمنتهى البراعة”([4]).

إن من يتأمل في إتقان هذا الكون الفسيح ودقة تكويناته المتناهية يوقن كل اليقين بأن له خالقًا عظيمًا، له كمال العلم والحكمة والإرادة والقوة.

وعلينا أن نستصحب هذا الأمر ونحن نناقش تلك الشبهة، فالحكيم العليم الخبير الذي خلق الكون بعلمه وحكمته وقدرته له الخلق والأمر، فله سبحانه وتعالى أن يعطي النبوة لمن شاء، ويبدأها بمن شاء، ويختمها بمن شاء، على أن ذلك لا يعني أن فعلها عبثٌ أو لهو ولعب.

فبالنبوة وما فيها من الهداية والدلالة والشرائع تصلح البشرية، إذا عرفت هذا فاعلم أن نبوة نبيِّنا محمد -عليه الصلاة والسَّلام- قامت عليها الأدلة والبراهين الفطرية والعقلية والواقعية، وما زالت تلك الأدلة قائمة، وما زال مفعولها نافذًا، وما زالت حجِّيتها ناجعة، وما زال الكتاب الذي جاء به يتلى ويعمل به، وما زالت شريعته ودينه الذي جاء به صالحًا لكل زمان ومكان، ولن ينضب معينه ما بقي في الأرض إنسان يتنفس، وكل من ألقى سمعه وهو شهيد آمن به، وكل من نظر إليه بقلب سليم اقتنع به، فدونك كتاب الله تعالى ففيه النور والهدى والبيان.

وليست هذه دعوى، بل هي دعوة لي ولك إلى أن نتأمَّل ونتدبَّر ما في هذا القرآن الكريم من الدلائل والبيِّنات. “فإن هذا الكتاب الكريم يأبى بطبيعته أن يكون من صنع البشر، وينادي بلسان حاله أنه رسالة القضاء والقدر، حتى إنه لو وجد ملقًى في صحراء لأيقن الناظر فيه أن ليس من هذه الأرض منبعه ومنبته، وإنما كان من أفق السماء مطلعه ومهبطه”([5]).

فأيّ لون من ألوان الحجِّية والبرهانية شاءه عقلك وجده في ذلك القرآن، فتفكَّر كيف حُفظَ على مدى القرون الغابرة والأزمان العابرة، ولم يتأثر بعوامل الانحراف والضياع والحذف والتغيير، بل القرآن الذي نزل به جبريل عليه السلام وتلاه النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو قرآن اليوم، والآيات هي الآيات، سواء كنت في شرق الأرض أو في غربها، سواء ذهبت إلى بيض المسلمين أو سودهم، وسواء كنت في حواضر الإسلام أو بواديها، وهو ما نجد القرآن نفسه يؤكد عليه: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9]، وهذا الحفظ يغني عن وجود نبيٍّ بشخصه بين أظهرنا يتولَّى حفظ رسالة الله تعالى للبشرية.

هذا لون، ثم انظر إلى ما فيه من البيان الباهر والحجج القاهرة، فأساليب البيان الرصينة تلفيها في القرآن، ومسالك البرهنة والحجج تجدها في القرآن، والقياسات والاعتبارات والتضمينات العقلية والبيانية تجد القرآن قد سبق إليها([6]).

وهذا لون آخر، ثم استبصر ما فيه من الأخبار الصادقة والمقولات العلمية الصحيحة، التي تتابعت المكتشفات والمخترعات على مر الأزمان بتصديق ما فيها، ويكفينا في ذلك آية الروم، سواء شئت إعجازه في القدم أو في العصور المتأخرة، فقد نزل وهو ينهج هذا النهج كاشفًا عمَّا سيحصل في بضع سنين، وهو غلبة الروم، وقد حصل ما وعد الله.

فهذا لون ثالث، وبعد ذلك فلتحدِّق النظر في ذلك الشخص العظيم الكريم الذي نزل عليه القرآن وصفاته وسيرته وأيامه ومكارم خلقه ونبل شمائله ويمن بركاته المنقولة إلينا بالتواتر، هل يمكن أن يكون هو اكتسبها بنفسه؟!

فهذا لون رابع، ثم تفحَّص الدين والشريعة التي جاء بها، وكيف هي صالحة لكل زمان ومكان، ومرنة تتكيَّف في كل حال مع كل زمان، وهي مع ذلك محكمة لا يعتريها التحريف والتغيير والنقصان، فمنهجه خير منهج، وهديه خير هدي، قال تعالى‏:‏ ‏{‏الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا‏}‏ [المائدة: 3]، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكَتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ‏}‏ [النحل: 89]، ودونك البحث والتقصِّي فتأمل.

ثم انظر في حالته العلمية، وأوضاع محيطه وبيئته من الناحية العلمية، أوَيمكن لمن كان حاله حال ذلك النبي الأميّ -عليه الصلاة والسلام- علميًّا أن يأتي بمثل هذا القرآن؟!

وهذا لون، ثم تأمل إلى ترتيبه الصوتي وتناغم حروفه، وتواؤم حركاته وسكناته، وانسجام مداته وغنَّاته، وتآلف كلماته ووقفاته، أنى يكون ذلك من صنع إنسان؟! بل قد عجزت الإنسانية عن أن تأتي بمثله، ولئن اجتمعت الإنس والجن لا يأتون بمثله، وما زال التحدي قائمًا: {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} [البقرة: 23، 24].

ثم تفكَّر في أثر ذلك القرآن على البشرية وتاريخها أجمع، كيف أثَّر فيهم وتملَّك عقولهم وأفكارهم وسلوكهم وأفعالهم، وكيف تغيَّرت أخلاقهم وآمالهم.

وعلى كل فإن “طرق العلم بصدق النبيّ -عليه أفضل الصلاة والسلام- بل وتفاوت الطرق في معرفة قدر النبوة والنبيّ متعددة تعددًا كثيرا؛ إذ النبيّ يخبر عن الله سبحانه أنه قال ذلك؛ إما إخبارا من الله تعالى، وإما أمرا أو نهيا، ولكل من حال المخبر عنه والمخبر به بل ومن حال المخبرين -مصدقهم ومكذبهم- دلالة على المطلوب سوى ما ينفصل عن ذلك من الخوارق وأخبار الأولين والهواتف والكهان وغير ذلك، فالمخبر مطلقا يعلم صدقه وكذبه أمور كثيرة لا يحصل العلم بآحادها كما يحصل العلم بمخبر الأخبار المتواترة، بل بمخبر الخبر الواحد الذي احتف بخبره قرائن أفادت العلم”([7]). ومن السفاهة -بل كل السفاهة- أن نشطب كل تلك الأدلة والطرق العلمية بجرة قلم.

إن حال من يرد النبوة كلها من أجل شبهة كهذه كحال تاجر نظر إلى عيب توهَّمه في طرف يسير من أطراف البضاعة، فرد الجمل بما حمل طرًّا، وصرف وجهه ولم يعقب، ثم راح يعيب السلعة، ويتعامى عما فيها من حسن وقيمة، بل قد تعدى ذلك إلى حشد الحشود وتحريض الناس على ذلك البائع ومحاولة الحجر عليه وإخراجه من السوق.

ثم ختم النبوة ثابتة بالنصوص القاطعة والبراهين اليقينية، يقول تعالى: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} [الأحزاب: 40]، يقول ابن كثير -رحمه الله- في تفسير هذه الآية بعد أن أورد الأحاديث والنصوص: “والأحاديث في هذا [ختم النبوة] كثيرة، فمن رحمة الله تعالى بالعباد إرسال محمد -صلوات الله وسلامه عليه- إليهم، ثم من تشريفه لهم ختم الأنبياء والمرسلين به، وإكمال الدين الحنيف له، وقد أخبر تعالى في كتابه ورسوله في السنة المتواترة عنه أنه لا نبي بعده”([8]).

إذن الطرق الدالة على صدق النبي صلى الله عليه وسلم وصحة النبوة كثيرة متضافرة، وكذلك الأدلة على ختم النبوة، وفيما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم الحجة والبلاغ، وليست الحجة في وجود شخص النبي صلى الله عليه وسلم أو موته وحياته، بل الحجة والبرهان فيما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وبقاء دلالته وبرهانيته على صدق ما جاء به صلى الله عليه وسلم، فما جاء به محفوظ بحفظ الله سبحانه وتعالى.

فإن الحق يؤخذ به في أي زمان وأي مكان ومن أي شخص كان، بشرط أن تقوم الحجة عليه ويكون دليله حقًّا واضحًا، فالعبرة بالدليل والحجة والبرهان، لا بالأشخاص والأعيان، وما دامت حجة النبي صلى الله عليه وسلم قائمة نافذة فلا مجال لذلك الاعتراض والإشكال، فإن المقصود قد تم بوجود الحجة والدليل الدال على صدق ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم.

فإن البيِّنات والبراهين العقلية يأخذ بها العقلاء لما فيها من الحق، دون اعتبار قائلها أو ظروفه، فهي قائمة بذاتها، في داخلها مقوِّمات حياتها وفاعليّتها، ووجودها كافٍ للقناعة بها والإيمان بها.

أرأيت حين يأخذ علماء الطبيعة بقول كوبر نيكوس في الشمس والأرض وقول نيوتن في الجاذبية؟! هل يا ترى يقولون: لماذا مات نيوتن؟! لن نقبل رأيه لأنه مات وهو غير موجود معنا الآن!! فهل لهذا القائل عقل؟! وهل يقبل مثله في أندية أويى الحجا؟!

والحال نفسه فيما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم والأنبياء من قبله، فإنه ما من نبيٍّ أرسل إلا ومعه الحجج والبراهين القاطعة التي لا محيد عنها لأيّ إنسان، قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43) بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل: 43، 44]، وقال تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ} [الروم: 47]، وقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [إبراهيم: 4].

إذن الدلائل الدالة على صدق النبي صلى الله عليه وسلم وصحة النبوة كثيرة متضافرة، وما جاء به نبينا -عليه الصلاة والسلام- من الهدى والشرائع محفوظ باق وصالح لكل زمان ومكان، وفيه الحجة والبلاغ، وليست الحجة في وجود شخص النبي صلى الله عليه وسلم أو موته وحياته، فلا حاجة لوحي ونبي بعده عليه الصلاة والسلام ما دام الشرع الذي جاء به من عند الله خالدًا، وما دام الكتاب الذي أنزل إليه باقيًا إلى قيام الساعة.

ـــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) زاد المعاد في هدي خير العباد (1/ 69).

([2]) من الكتب التي تحدثت عن الإتقان: شفاء العليل، ومفتاح دار السعادة، كلاهما لابن القيم، والحكمة في مخلوقات الله عزَّ وجل للغزالي، والعلم ودليل التصميم في الكون لعدد من المؤلفين الغربيين، وهم: مايكل بيهي وويليام ديمبسكي وستيفن ماير.

([3]) التصميم العظيم، لستيفن هوكنج (ص: 192).

([4]) العلم ووجود الله، لجون لينكس (ص: 328).

([5]) النبأ العظيم، د. محمد دراز (ص: 106).

([6]) ينظر: سلسلة الأوراق العلمية الصادرة عن المركز بعنوان: السلف والمهارات العقلية.

([7]) شرح العقيدة الأصفهانية، لابن تيمية (ص: 200).

([8]) تفسير ابن كثير، ت. سلامة (6/ 430).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

صيانة الشريعة لحق الحياة وحقوق القتلى، ودفع إشكال حول حديث قاتل المئة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: إنّ أهلَ الأهواء حين لا يجدون إشكالًا حقيقيًّا أو تناقضًا -كما قد يُتوهَّم- أقاموا سوق الأَشْكَلة، وافترضوا هم إشكالا هشًّا أو مُتخيَّلًا، ونحن نهتبل فرصة ورود هذا الإشكال لنقرر فيه ولنثبت ونبرز تلك الصفحة البيضاء لصون الدماء ورعاية حقّ الحياة وحقوق القتلى، سدًّا لأبواب الغواية والإضلال المشرَعَة، وإن […]

برهان الأخلاق ودلالته على وجود الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ قضيةَ الاستدلال على وجود الله تعالى، وأنه الربّ الذي لا ربّ سواه، وأنه المعبود الذي استحقَّ جميع أنواع العبادة قضية ضرورية في حياة البشر؛ ولذا فطر الله سبحانه وتعالى الخلق كلَّهم على معرفتها، وجعل معرفته سبحانه وتعالى أمرًا ضروريًّا فطريًّا شديدَ العمق في وجدان الإنسان وفي عقله. […]

التوظيف العلماني للقرائن.. المنهجية العلمية في مواجهة العبث الفكري الهدّام

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة     مقدمة: حاول أصحاب الفكر الحداثي ومراكزُهم توظيفَ بعض القضايا الأصولية في الترويج لقضاياهم العلمانية الهادفة لتقويض الشريعة، وترويج الفكر التاريخي في تفسير النصّ، ونسبية الحقيقة، وفتح النص على كلّ المعاني، وتحميل النص الشرعي شططَهم الفكري وزيفَهم المروَّج له، ومن ذلك محاولتُهم اجترار القواعد الأصولية التي يظنون فيها […]

بين عُذوبة الأعمال القلبية وعَذاب القسوة والمادية.. إطلالة على أهمية أعمال القلوب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: تعاظمت وطغت المادية اليوم على حياة المسلمين حتى إن قلب الإنسان لا يكاد يحس بطعم الحياة وطعم العبادة إلا وتأتيه القسوة من كل مكان، فكثيرا ما تصطفُّ الجوارح بين يدي الله للصلاة ولا يحضر القلب في ذلك الصف إلا قليلا. والقلب وإن كان بحاجة ماسة إلى تعاهُدٍ […]

الإسهامات العلمية لعلماء نجد في علم الحديث.. واقع يتجاوز الشائعات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لا يخلو زمن من الأزمان من الاهتمام بالعلوم وطلبها وتعليمها، فتنشط الحركة التعليمية وتزدهر، وربما نشط علم معين على بقية العلوم نتيجة لاحتياج الناس إليه، أو خوفًا من اندثاره. وقد اهتم علماء منطقة نجد في حقبهم التاريخية المختلفة بعلوم الشريعة، يتعلمونها ويعلِّمونها ويرحلون لطلبها وينسخون كتبها، فكان أول […]

عرض وتعريف بكتاب: المسائل العقدية التي خالف فيها بعضُ الحنابلة اعتقاد السّلف.. أسبابُها، ومظاهرُها، والموقف منها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تمهيد: من رحمة الله عز وجل بهذه الأمة أن جعلها أمةً معصومة؛ لا تجتمع على ضلالة، فهي معصومة بكلِّيّتها من الانحراف والوقوع في الزّلل والخطأ، أمّا أفراد العلماء فلم يضمن لهم العِصمة، وهذا من حكمته سبحانه ومن رحمته بالأُمّة وبالعالـِم كذلك، وزلّة العالـِم لا تنقص من قدره، فإنه ما […]

قياس الغائب على الشاهد.. هل هي قاعِدةٌ تَيْمِيَّة؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   القياس بمفهومه العام يُقصد به: إعطاء حُكم شيء لشيء آخر لاشتراكهما في عِلته([1])، وهو بهذا المعنى مفهوم أصولي فقهي جرى عليه العمل لدى كافة الأئمة المجتهدين -عدا أهل الظاهر- طريقا لاستنباط الأحكام الشرعية العملية من مصادرها المعتبرة([2])، وقد استعار الأشاعرة معنى هذا الأصل لإثبات الأحكام العقدية المتعلقة بالله […]

فَقْدُ زيدِ بنِ ثابتٍ لآيات من القرآن عند جمع المصحف (إشكال وبيان)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: القرآن الكريم وحي الله تعالى لنبيّه محمد صلى الله عليه وسلم، المعجزة الخالدة، تتأمله العقول والأفهام، وتَتَعرَّفُه المدارك البشرية في كل الأزمان، وحجته قائمة، وتقف عندها القدرة البشرية، فتعجز عن الإتيان بمثلها، وتحمل من أنار الله بصيرته على الإذعان والتسليم والإيمان والاطمئنان. فهو دستور الخالق لإصلاح الخلق، وقانون […]

إرث الجهم والجهميّة .. قراءة في الإعلاء المعاصر للفكر الجهمي ومحاولات توظيفه

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إذا كان لكلِّ ساقطة لاقطة، ولكل سلعة كاسدة يومًا سوقٌ؛ فإن ريح (الجهم) ساقطة وجدت لها لاقطة، مستفيدة منها ومستمدّة، ورافعة لها ومُعليَة، وفي زماننا الحاضر نجد محاولاتِ بعثٍ لأفكارٍ منبوذة ضالّة تواترت جهود السلف على ذمّها وقدحها، والحط منها ومن معتنقها وناشرها([1]). وقد يتعجَّب البعض أَنَّى لهذا […]

شبهات العقلانيين حول حديث: (إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لا يزال العقلانيون يحكِّمون كلامَ الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم إلى عقولهم القاصرة، فينكِرون بذلك السنةَ النبوية ويردُّونها، ومن جملة تشغيباتهم في ذلك شبهاتُهم المثارَة حول حديث: «الشيطان يجري في ابن آدم مجرى الدم» الذي يعتبرونه مجردَ مجاز أو رمزية للإشارة إلى سُرعة وقوع الإنسان في الهوى […]

شُبهة في فهم حديث الثقلين.. وهل ترك أهل السنة العترة واتَّبعوا الأئمة الأربعة؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة حديث الثقلين يعتبر من أهمّ سرديات الخطاب الديني عند الشيعة بكافّة طوائفهم، وهو حديث معروف عند أهل العلم، تمسَّك بها طوائف الشيعة وفق عادة تلك الطوائف من الاجتزاء في فهم الإسلام، وعدم قراءة الإسلام قراءة صحيحة وفق منظورٍ شمولي. ولقد ورد الحديث بعدد من الألفاظ، أصحها ما رواه مسلم […]

المهدي بين الحقيقة والخرافة والرد على دعاوى المشككين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا، لَا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلَّا هَالِكٌ»([1]). ومن رحمته صلى الله عليه وسلم بالأمه أنه أخبر بأمور كثيرة واقعة بعده، وهي من الغيب الذي أطلعه الله عليه، وهو صلى الله عليه وسلم لا […]

قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لو كان الإيمان منوطًا بالثريا، لتناوله رجال من فارس) شبهة وجواب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  يقول بعض المنتصرين لإيران: لا إشكالَ عند أحدٍ من أهل العلم أنّ العربَ وغيرَهم من المسلمين في عصرنا قد أعرَضوا وتولَّوا عن الإسلام، وبذلك يكون وقع فعلُ الشرط: {وَإِن تَتَوَلَّوْاْ}، ويبقى جوابه، وهو الوعد الإلهيُّ باستبدال الفرس بهم، كما لا إشكال عند المنصفين أن هذا الوعدَ الإلهيَّ بدأ يتحقَّق([1]). […]

دعوى العلمانيين أن علماء الإسلام يكفرون العباقرة والمفكرين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة عرفت الحضارة الإسلامية ازدهارًا كبيرًا في كافة الأصعدة العلمية والاجتماعية والثقافية والفكرية، ولقد كان للإسلام اللبنة الأولى لهذه الانطلاقة من خلال مبادئه التي تحثّ على العلم والمعرفة والتفكر في الكون، والعمل إلى آخر نفَسٍ للإنسان، حتى أوصى الإنسان أنَّه إذا قامت عليه الساعة وفي يده فسيلة فليغرسها. ولقد كان […]

حديث: «إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ» شبهة ونقاش

من أكثر الإشكالات التي يمكن أن تؤثِّرَ على الشباب وتفكيرهم: الشبهات المتعلِّقة بالغيب والقدر، فهما بابان مهمّان يحرص أعداء الدين على الدخول منهما إلى قلوب المسلمين وعقولهم لزرع الشبهات التي كثيرًا ما تصادف هوى في النفس، فيتبعها فئام من المسلمين. وفي هذا المقال عرضٌ ونقاشٌ لشبهة واردة على حديثٍ من أحاديث النبي صلى الله عليه […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017