الأربعاء - 27 ذو الحجة 1445 هـ - 03 يوليو 2024 م

حديث: «الشؤم في الدار والمرأة والفرس» تفسير ومناقشة

A A

قد يعجب المرء حينما يرى إجمال المصطفى صلى الله عليه وسلم وبيانه لطرائق أهل البدع في رد الحق، واحتيالهم لدفعه وصدِّ الناس عنه؛ حيث يقول صلى الله عليه وسلم: «يَحْمِلُ هَذَا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ؛ يَنْفُونَ عَنْهُ تَحْرِيفَ الْغَالِينَ، وَانْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ، وَتَأْوِيلَ الْجَاهِلين»([1]).

فهذه الأمور الثلاثة -أعني: التحريف، والانتحال، والتأويل- هي طرق أهل الزيغ ومسالك أهل الأهواء قديمًا وحديثًا في رد أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد قيَّض الله تعالى لهذه الأمة علماء عدولًا ينافحون ويدافعون عن الحق وأهله.

وبين أيدينا حديث لطالما تشدَّق به أهل الباطل؛ محاولين الطعن فيه، وتأطيره تحت ظلال العقل القاصر([2])، ثم تصدير فهمهم الخاطئ للناس؛ تزهيدًا في الاحتجاج بالسنة المطهرة وفي العمل بها.

نص الحديث:

عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الشُّؤْمُ فِي الدَّارِ، وَالْمَرْأَةِ، وَالْفَرَسِ»([3]).

درجة الحديث:

هذا الحديث صحيح في أعلى درجات الصحة؛ حيث رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث ابن عمر وسهل بن سعد([4])، وفي صحيح مسلم عن جابر بن عبد الله([5])، بألفاظ متقاربة، ولم يتعقبهما الحفاظ، بل أقروا بصحته. كما ثبت خارج الصحيحين من حديث أبي هريرة، ومعاوية بن حكيم، وأم سلمة -رضي الله عنهم أجمعين-.

وأما معارضة أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- لحديث أبي هريرة في هذا المعنى -وذلك فيما رواه أبو حسان قال: دخل رجلان من بني عامر على عائشة فأخبراها أن أبا هريرة يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «الطِّيَرَةُ فِي الدَّارِ، وَالْمَرْأَةِ، وَالْفَرَسِ»، فغضبت، فطارت شقة منها في السماء، وشقة في الأرض، وقالت: والذي أنزل الفرقان على محمد، ما قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم قطّ، إنما قال: «كان أهل الجاهلية يتطيَّرون من ذلك»([6])– فقد وجَّهه حُفَّاظ الحديث، وبيَّنوا أن قول أم المؤمنين عائشة اجتهادٌ مرجوح، لا يقوى على معارضة الأحاديث الصحيحة الثابتة في ذلك، يقول الحافظ ابن القيم: “ولكن قول عائشة هذا مرجوح، ولها -رضي الله عنها- اجتهاد في رد بعض الأحاديث الصحيحة، خالفها فيه غيرها من الصحابة، وهي -رضي الله عنها- لما طنت أن هذا الحديث يقتضي إثبات الطيرة التي هي من الشرك، لم يسعها غير تكذيبه وردِّه، ولكن الذين رووه ممن لا يمكن رد روايتهم، ولم ينفرد بهذا أبو هريرة وحده، ولو انفرد به فهو حافظ الأمة على الإطلاق، وكل ما رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو صحيح، بل قد رواه عن النبي عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وسهل بن سعد الساعدي، وجابر بن عبد الله الأنصاري، وأحاديثهم في الصحيح، فالحق أن الواجب بيان معنى الحديث، ومباينته للطيرة الشركية([7]).

وهو ما سنعرض له -بحول الله تعالى- في الفقرة التالية.

بيان معنى الحديث والرد على مزاعم من طعن فيه:

التشاؤم والتطير شيء واحد، وأصله: الشيء المكروه من قول أو فعل أو مرئي.

وقد كانوا في الجاهلية يتشاءمون بالسَّوانح والبَوارح([8]) من الطير والظباء وغيرهما، فإن أخذت ذات اليمين تبركوا بها ومضوا في حوائجهم، وإن أخذت ذات الشمال تشاءموا وانصرفوا عن قصدهم؛ فكان ذلك يصدهم عن مقاصدهم ومصالحهم، فنفاه الشرع وأبطله ونهى عنه، وأخبر أنه ليس له تأثير في جلب نفع أو دفع ضر([9]).

وقد خصت هذه الثلاثة -المرأة والدار والفرس- بالذكر على جهة العادة، لا على جهة الخِلقة، بمعنى: أنه ليس كل امرأة أو دار أو دابة تكون مشؤومة، وإنما يقع ذلك في العادة من بعض النساء أو بعض الدور أو بعض الدواب، وليس هو صفة ملازمة لها؛ يقول القاضي ابن العربي المالكي: “حصر الشؤم في الدار والمرأة والفرس، وذلك حصر عادة لا خلقة”([10]).

وقد تفنَّن الإمام البخاري في إبراز هذا المعنى، حيث قال في ترجمته لهذا الحديث: “باب ما يُتَّقى من شؤم المرأة، وقوله تعالى: {إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلاَدِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ} [التغابن: 14]”([11])؛ يقول الحافظ ابن حجر: “كأنه يشير إلى اختصاص الشؤم ببعض النساء دون بعض، مما دلت عليه الآية من التبعيض”([12]).

وقال بعض العلماء: إنما خُصّت هذه الثلاثة -المرأة والدار والفرس- بالذكر؛ لطول ملازمة المرء لها([13]).

شبهة المعارضة بين الحديث ونهيه صلى الله عليه وسلم عن الطيرة:

ادَّعى بعض الملاحدة معارضة حديث: «الشُّؤْمُ فِي الدَّارِ، وَالْمَرْأَةِ، وَالْفَرَسِ» لحديث: «لا طِيَرة»([14]).

الجواب عن هذه الشبهة:

قد تنوَّعت أنظارُ العلماء في بيان المراد بالشؤم من هذه الثلاثة، وأنه لا تعارض بينه وبين أحاديث نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطيرة، كما في قوله: «لَا عَدْوَى، وَلَا طِيَرَةَ، وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ: الْكَلِمَةُ الْحَسَنَةُ، الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ»([15])، وإخباره صلى الله عليه وسلم بأن الطيرة من الشرك بقوله: «الطِّيَرَةُ شِرْكٌ، الطِّيَرَةُ شِرْكٌ» ثَلَاثًا([16])، أي: اعتقاد أنها تنفع أو تضر إذا عملوا بمقتضاها معتقدين تأثيرها فهو شرك؛ لأنهم جعلوا لها أثرًا في الفعل والإيجاد([17]).

يقول ابن قتيبة: “ونحن نقول: إنه ليس في هذا اختلاف، ولكل معنى منها وقت وموضع، فإذا وضع بموضعه زال الاختلاف”([18]).

ويمكن إجمال الجواب عن تلك الشبهة في عدة اتجاهات ذكرها العلماء، ومن أشهرها ما يأتي:

الاتجاه الأول: الحديث يفسِّر بعضه بعضًا:

من المقرَّر عند علماء الحديث وحفاظه: أنه لا تتم دراسة الحديث وفهمه على وجهه إلا بعد جمع طرقه، والنظر فيها؛ يقول الإمام أحمد بن حنبل: “الحديث إذا لم تجمع طرقه لم تفهمه، والحديث يفسِّر بعضه بعضًا”([19]).

وبالنظر في ألفاظ هذا الحديث نجد أنها قد جاءت على وجهين:

أحدهما: بصيغة الجزم، عن ابن عمر -رضي الله عنهما- مرفوعًا: «الشُّؤْمُ فِي الدَّارِ، وَالْمَرْأَةِ، وَالْفَرَسِ».

والثاني: بصيغة الشرط، وذلك في الصحيحين من رواية ابن عمر مرفوعًا: «إِنْ يَكُنْ مِنَ الشُّؤْمِ شَيْءٌ حَقٌّ فَفِي الْفَرَسِ، وَالْمَرْأَةِ، وَالدَّارِ»([20])، ومن رواية سهل بن سعد -رضي الله عنه- مرفوعًا: «إِنْ كَانَ فِي شَيْءٍ فَفِي المَرْأَةِ، وَالفَرَسِ، وَالمَسْكَنِ» -يعني الشؤم-([21]).

ولهذا ذهبت طائفة من أهل العلم إلى احتمال وقوع الخطأ في رواية الجزم، يقول الحافظ ابن القيم: “قالوا: ولعل الوهم وقع من ذلك، وهو أن الراوي غلط، وقال: «الشؤم في ثلاثة»، وإنما الحديث: «إن كان الشؤم في شيء ففي ثلاثة»، قالوا: وقد اختلف على ابن عمر، والروايتان صحيحتان عنه، قالوا: وبهذا يزول الإشكال، ويتبين وجه الصواب”([22]).

وبناء على هذا: فليس في الحديث ما يثبت صحة الطيرة المنهي عنها، بل هو إلى نفي الطيرة أقرب؛ يقول الإمام أبو جعفر الطبري: “وأما قوله صلى الله عليه وسلم: «إن كان الشؤم في شيء ففي الدار والمرأة والفرس»، فإنه لم يثبت بذلك صحة الطيرة، بل إنما أخبر صلى الله عليه وسلم أن ذلك إن كان في شيء ففي هذه الثلاث، وذلك إلى النفي أقرب منه إلى الإيجاب؛ لأن قول القائل: إن كان في هذه الدار أحد فزيد، غير إثبات منه أن فيها زيدًا، بل ذلك من النفي أن يكون فيها زيد أقرب منه إلى الإثبات أن فيها زيدًا”([23]).

الاتجاه الثاني: الحديث مستثنى من النهي عن الطيرة:

ذهب جماعة من أهل العلم ومنهم الإمام الخطابي إلى أن هذا الحديث مستثنى من أحاديث النهي عن الطيرة، أي: الطيرة منهيّ عنها إلا أن يكون له دار يكره سكناها، أو امرأة يكره صحبتها، أو فرس، فليفارق الجميع بالبيع ونحوه، وطلاق المرأة، ولا يقيم على الكراهة والتأذي به، فإنه شؤم([24]).

الاتجاه الثالث: تفسير الشؤم بعدم الموافقة وسوء الطباع:

قال بعض العلماء: شؤم الدار: ضيقها وسوء جيرانها وأذاهم، وشؤم المرأة: عدم ولادتها وسلاطة لسانها وتعرضها للريب، وشؤم الفرس: أن لا يُغزى عليها، وقيل: حرانها وغلاء ثمنها([25]).

ويؤيده ما جاء في حديث سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَرْبَعٌ مِنَ السَّعَادَةِ: الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ، وَالْمَسْكَنُ الْوَاسِعُ، والجار الصالح، والمركب»([26]).

ومما يستفاد من هذا الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم قد جعل المرأة والمسكن والمركب من أسباب السعادة، وهذا يؤكد أنها ليست هي في ذاتها أسبابًا للشقاء، وأنه يختص ببعض أنواع الأجناس المذكورة دون بعض، وقد يكون لقوم دون قوم، وذلك كله بقدر الله تعالى([27]).

مما تقدَّم يتَّضح جليًّا: أن إخباره صلى الله عليه وسلم بالشؤم في هذه الثلاثة -المرأة والدار والفرس- ليس فيه إثبات الطيرة التي نفاها صلى الله عليه وسلم وأخبر بأنها شرك.

وإنما غاية ما يستفاد منه: أن الله تعالى قد يخلق أعيانًا تكون مشؤومة على من قاربها وسكنها، كما يخلق سبحانه أعيانًا أخرى تكون مباركة على من قاربها وسكنها، كما يعطي الله سبحانه وتعالى الوالِدَين ولدًا مباركًا، يريان الخير والنفع على وجهه، وقد يعطي غيرهما ولدًا مشؤومًا يريان الشر والضر على وجهه، فكذلك الدار والمرأة والفرس، وهو سبحانه خالق الخير والشرّ، فيخلق بعض الأعيان سعودًا مباركة على من قارنها، ويخلق بعضها نحوسًا على من قارنها واختلط بها، وكل ذلك بقضائه وقدره، وهو الفعال لما يريد([28]).

اللهم ازرقنا فهمًا يزيل عنا شبهات الغواية، وهداية تدفع بها عنا زيغ الضلالة، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه.

ــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) أخرجه ابن وضاح في البدع (1/ 25)، والآجري في الشريعة (1/ 268)، وابن بطة في الإبانة الكبرى (1/ 198)، والبيهقي في السنن الكبرى (10/ 353)، من حديث إبراهيم بن عبد الرحمن العذري رضي الله عنه. وصححه الألباني في تحقيقه لمشكاة المصابيح (1/ 82).

([2]) حيث جعله جمال البنا ضمن الأحاديث التي تسيء إلى المرأة، ينظر: كتابه تجريد البخاري ومسلم من الأحاديث التي لا تلزم (ص: 304).

([3]) أخرجه البخاري (5093)، ومسلم (2225)، واللفظ لمسلم.

([4]) سيأتي تخريجه.

([5]) أخرجه مسلم (2227) مرفوعًا بلفظ: «إِنْ كَانَ فِي شَيْءٍ فَفِي الرَّبْعِ، وَالْخَادِمِ، وَالْفَرَسِ».

([6]) أخرجه أحمد (43/ 158-159)، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (786).

([7]) مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة (2/ 254).

([8]) البَوارح: جمع بارح، والسَّوانح: جمع سانح، فالسانح: الذي يأتيك من يمينك، فتلي مياسره مياسرك، وهو يتشاءم به، والبارح: كلُّ ما أتاك عن يسارك، فوالى ميامنه ميامنك. قاله أبو بشر في التقفية في اللغة (ص: 288).

([9]) ينظر: النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير (3/ 152)، وشرح النووي على صحيح مسلم (14/ 218-219).

([10]) المسالك في شرح موطأ مالك (7/ 545).

([11]) صحيح البخاري (7/ 8).

([12]) فتح الباري (9/ 137-138).

([13]) ينظر: فتح الباري لابن حجر (6/ 61).

([14]) ينظر: تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة (ص: 168).

([15]) أخرجه البخاري (5756)، ومسلم (2224)، من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.

([16]) أخرجه أبو داود (3910)، وابن ماجه (3538)، وأحمد (6/ 213)، وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد (ص: 337).

([17]) ينظر: النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير (3/ 152)، وشرح النووي على صحيح مسلم (14/ 218-219).

([18]) تأويل مختلف الحديث (ص: 168).

([19]) ينظر: الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (2/ 212).

([20]) أخرجه البخاري (5094)، ومسلم [117- (2225)]، واللفظ لمسلم.

([21]) أخرجه البخاري (2859)، ومسلم [119- (2226)]، واللفظ لمسلم.

([22]) مفتاح دار السعادة (2/ 255).

([23]) تهذيب الآثار -مسند علي- (3/ 34).

([24]) ينظر: معالم السنن للخطابي (4/ 236)، والنهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير (2/ 510-511)، وشرح النووي على صحيح مسلم (14/ 221).

([25]) شرح النووي على صحيح مسلم (14/ 221-222)، وفتح الباري لابن حجر (6/ 62-63).

([26]) أخرجه ابن حبان (4032- الإحسان)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (1/ 571).

([27]) ينظر: إكمال المعلم لعياض (7/ 148)، وفتح الباري لابن حجر (6/ 63).

([28]) ينظر: مفتاح دار السعادة (2/ 257).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

جديد سلف

هل يُمكِن الاستغناءُ عن النُّبوات ببدائلَ أُخرى كالعقل والضمير؟

هذه شبهة من الشبهات المثارة على النبوّات، وهي مَبنيَّة على سوء فَهمٍ لطبيعة النُّبوة، ولوظيفتها الأساسية، وكشف هذه الشُّبهة يحتاج إلى تَجْلية أوجه الاحتياج إلى النُّبوة والوحي. وحاصل هذه الشبهة: أنَّ البَشَر ليسوا في حاجة إلى النُّبوة في إصلاح حالهم وعَلاقتهم مع الله، ويُمكِن تحقيقُ أعلى مراتب الصلاح والاستقامة من غير أنْ يَنزِل إليهم وحيٌ […]

هل يرى ابن تيمية أن مصر وموطن بني إسرائيل جنوب غرب الجزيرة العربية؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة (تَنتقِل مصر من أفريقيا إلى غرب جزيرة العرب وسط أوديتها وجبالها، فهي إما قرية “المصرمة” في مرتفعات عسير بين أبها وخميس مشيط، أو قرية “مصر” في وادي بيشة في عسير، أو “آل مصري” في منطقة الطائف). هذا ما تقوله كثيرٌ من الكتابات المعاصرة التي ترى أنها تسلُك منهجًا حديثًا […]

هل يُمكن أن يغفرَ الله تعالى لأبي لهب؟

من المعلوم أن أهل السنة لا يشهَدون لمعيَّن بجنة ولا نار إلا مَن شهد له الوحي بذلك؛ لأن هذا من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله تعالى، ولكننا نقطع بأن من مات على التوحيد والإيمان فهو من أهل الجنة، ومن مات على الكفر والشرك فهو مخلَّد في النار لا يخرج منها أبدًا، وأدلة ذلك مشهورة […]

مآخذ الفقهاء في استحباب صيام يوم عرفة إذا وافق يوم السبت

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. فقد ثبت فضل صيام يوم عرفة في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (‌صِيَامُ ‌يَوْمِ ‌عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ)([1]). وهذا لغير الحاج. أما إذا وافق يومُ عرفة يومَ السبت: فاستحبابُ صيامه ثابتٌ أيضًا، وتقرير […]

لماذا يُمنَع من دُعاء الأولياء في قُبورهم ولو بغير اعتقاد الربوبية فيهم؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة هناك شبهة مشهورة تثار في الدفاع عن اعتقاد القبورية المستغيثين بغير الله تعالى وتبرير ما هم عليه، مضمونها: أنه ليس ثمة مانعٌ من دعاء الأولياء في قبورهم بغير قصد العبادة، وحقيقة ما يريدونه هو: أن الممنوع في مسألة الاستغاثة بالأنبياء والأولياء في قبورهم إنما يكون محصورًا بالإتيان بأقصى غاية […]

الحج بدون تصريح ..رؤية شرعية

لا يشكّ مسلم في مكانة الحج في نفوس المسلمين، وفي قداسة الأرض التي اختارها الله مكانا لمهبط الوحي، وأداء هذا الركن، وإعلان هذه الشعيرة، وما من قوم بقيت عندهم بقية من شريعة إلا وكان فيها تعظيم هذه الشعيرة، وتقديس ذياك المكان، فلم تزل دعوة أبينا إبراهيم تلحق بكل مولود، وتفتح كل باب: {رَّبَّنَآ إِنِّيٓ أَسۡكَنتُ […]

المعاهدة بين المسلمين وخصومهم وبعض آثارها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة باب السياسة الشرعية باب واسع، كثير المغاليق، قليل المفاتيح، لا يدخل منه إلا من فقُهت نفسه وشرفت وتسامت عن الانفعال وضيق الأفق، قوامه لين في غير ضعف، وشدة في غير عنف، والإنسان قد لا يخير فيه بين الخير والشر المحض، بل بين خير فيه دخن وشر فيه خير، والخير […]

إمعانُ النظر في مَزاعم مَن أنكَر انشقاقَ القَمر

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الحمد لله رب العالمين، وأصلى وأسلم على المبعوث رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد: فإن آية انشقاق القمر من الآيات التي أيد الله بها نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم، فكانت من أعلام نبوّته، ودلائل صدقه، وقد دلّ عليها القرآن الكريم، والسنة النبوية دلالة قاطعة، وأجمعت عليها […]

هل يَعبُد المسلمون الكعبةَ والحجَرَ الأسودَ؟

الحمد لله الذي أكمل لنا الدين، وهدنا صراطه المستقيم. وبعد، تثار شبهة في المدارس التنصيريّة المعادية للإسلام، ويحاول المعلِّمون فيها إقناعَ أبناء المسلمين من طلابهم بها، وقد تلتبس بسبب إثارتها حقيقةُ الإسلام لدى من دخل فيه حديثًا([1]). يقول أصحاب هذه الشبهة: إن المسلمين باتجاههم للكعبة في الصلاة وطوافهم بها يعبُدُون الحجارة، وكذلك فإنهم يقبِّلون الحجرَ […]

التحقيق في نسبةِ ورقةٍ ملحقةٍ بمسألة الكنائس لابن تيمية متضمِّنة للتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم وبآله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ تحقيقَ المخطوطات من أهمّ مقاصد البحث العلميّ في العصر الحاضر، كما أنه من أدقِّ أبوابه وأخطرها؛ لما فيه من مسؤولية تجاه الحقيقة العلمية التي تحملها المخطوطة ذاتها، ومن حيث صحّة نسبتها إلى العالم الذي عُزيت إليه من جهة أخرى، ولذلك كانت مَهمة المحقّق متجهةً في الأساس إلى […]

دعوى مخالفة علم الأركيولوجيا للدين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: عِلم الأركيولوجيا أو علم الآثار هو: العلم الذي يبحث عن بقايا النشاط الإنساني القديم، ويُعنى بدراستها، أو هو: دراسة تاريخ البشرية من خلال دراسة البقايا المادية والثقافية والفنية للإنسان القديم، والتي تكوِّن بمجموعها صورةً كاملةً من الحياة اليومية التي عاشها ذلك الإنسان في زمانٍ ومكانٍ معيَّنين([1]). ولقد أمرنا […]

جوابٌ على سؤال تَحَدٍّ في إثبات معاني الصفات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة أثار المشرف العام على المدرسة الحنبلية العراقية -كما وصف بذلك نفسه- بعضَ التساؤلات في بيانٍ له تضمَّن مطالبته لشيوخ العلم وطلبته السلفيين ببيان معنى صفات الله تبارك وتعالى وفقَ شروطٍ معيَّنة قد وضعها، وهي كما يلي: 1- أن يكون معنى الصفة في اللغة العربية وفقَ اعتقاد السلفيين. 2- أن […]

معنى الاشتقاق في أسماء الله تعالى وصفاته

مما يشتبِه على بعض المشتغلين بالعلم الخلطُ بين قول بعض العلماء: إن أسماء الله تعالى مشتقّة، وقولهم: إن الأسماء لا تشتقّ من الصفات والأفعال. وهذا من باب الخلط بين الاشتقاق اللغوي الذي بحثه بتوسُّع علماء اللغة، وأفردوه في مصنفات كثيرة قديمًا وحديثًا([1]) والاشتقاق العقدي في باب الأسماء والصفات الذي تناوله العلماء ضمن مباحث الاعتقاد. ومن […]

محنة الإمام شهاب الدين ابن مري البعلبكي في مسألة الاستغاثة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: فإن فصول نزاع شيخ الإسلام ابن تيمية مع خصومه طويلة، امتدت إلى سنوات كثيرة، وتنوَّعَت مجالاتها ما بين مسائل اعتقادية وفقهية وسلوكية، وتعددت أساليب خصومه في مواجهته، وسعى خصومه في حياته – سيما في آخرها […]

العناية ودلالتها على وحدانيّة الخالق

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ وجودَ الله تبارك وتعالى أعظمُ وجود، وربوبيّته أظهر مدلول، ودلائل ربوبيته متنوِّعة كثيرة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (إن دلائل الربوبية وآياتها أعظم وأكثر من كلّ دليل على كل مدلول) ([1]). فلقد دلَّت الآيات على تفرد الله تعالى بالربوبية على خلقه أجمعين، وقد جعل الله لخلقه أمورًا […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017