السبت - 07 رجب 1447 هـ - 27 ديسمبر 2025 م

  تصدير سِجلّ مؤتمر جمعيّة العلماء المسلمين الجزائريِّين للشيخ محمد البشير الإبراهيمي رحمه الله (6)

A A

 للتحميل كملف pdf  اضغط هنا

أولّ صيحةٍ ارتفَعت بالإصلاح في العهد الأخير

لا نزاعَ في أنَّ أولَ صيحةٍ ارتفَعت في العالم الإسلاميّ بلزوم الإصلاح الدّيني والعلميّ في الجيل السابق لجيلنا هي صيحةُ إمام المصلحين الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده رضي الله عنه([1])، وأنه أندَى الأئمَّة المصلحين صوتًا وأبعدُهم صيتًا في عالم الإصلاح. فلقد جاهر بالحقيقة المرَّة، وجهَر بدعوة المسلمين في مشارق الأرضِ ومغاربها إلى الرجوع إلى الدّين الصحيح والتِماس هديِه من كتاب الله ومن سنَّة نبيِّه، وإلى تمزيق الحُجُب التي حجَبت عنَّا نورَهما وحالت بيننا وبين هديهما؛ مبيِّنًا بصوتٍ يُسمِع الصُّمَّ وبلاغةٍ تستنزل العُصم([2]) أنَّ علَّة العِلل في سقوط المسلمين وتأخُّرهم وراءَ الأمم وانحطاطِهم عن تلك المكانَة التي كانت لهم في سالف الزَّمن هي بُعدهم عن ذلك الهدي الروحاني الأعلى، وأنَّه لا يُرجى لهم فلاحٌ في الدنيا ولا في الآخرة، ولا صلاح حالٍ يستتبع صلاحَ المآل، ولا عزَّة جانبٍ تردُّ عنهم عادِية الغاصبين من الأجانب، إلّا إذا راجَعوا بصائرهم، واسترجعوا ذلك الهديَ الذي لم يغصبه منهم غاصِب، وإنما هَجروه عن طوعٍ أشبه بالكُره، واختيار أشبَه بالاضطرار، فباؤُوا بالمهانَة والصَّغار والضَّعَة والخسار.

كانت تلك الصيَّحة الداويةُ من فمِ ذلك المصلح العظيم صاخَّةً لآذان المتربِّصين بالإسلام، ولآذان المبطلين من تجّار الولاية والكرامات وعبَدَة الأجداث والأنصاب، ولآذان الجامِدين من العلماء، وَجموا لها([3])، وملَكتهم غَشية الذهول؛ عِلمًا منهم أنَّ أولَ آثارها إذا تغَلغَلت في النفوس هو قطعُ الطريق على المتربِّصين، وهدمُ سلطان المبطلين الزائف ومكانتهم الكاذبة وجاههم الخادع، وجفافُ المراعي الخصبة التي كانوا يُسيمون([4]) فيها شَهواتهم ولذّاتهم، ونُضوب المنابع الرويَّة من المال التي كانوا يُعلّون([5]) منها ويَنهَلون.

ولقَد وقفُوا بعدَ زوال تلكَ الغَشية صفًّا واحدًا في وجهِ ذلك المصلح، يجادِلونه بالبهت، ويكايدونه بالإفك، وألَّبوا عليه الألسنة والأقلام، ووقَفوا له بكلِّ مَرصد، ورموه بكل نقيصةٍ. فلم ينالوا منه نيلًا إلّا قولهم: إنه كافر، وهَنَةً وَهِنَةً، وهذه هي النّغمة المردَّدة التي كان فقهاء الجيل البائد في وطننا هذا وفي غيره يردِّدونها مقرونةً بالسّبّ واللّعن، وقد ورثها عنهم أهلُ هذا الجيل، واشتقُّوا منها اشتقاقات غريبة، وهي أسلحتهم التي يقذفون بها في وجوه المصلحين كلَّما أعيتهم الحجة وأعوزَهم الدليل.

وكان الأستاذُ الإمام أعجوبةَ الأعاجيب في الألمعيَّة وبُعد النظر وعُمق التفكير وحِدَّة الخاطر واستنارة البصيرة وسُرعة الاستنتاج واستشفاف المخبَّآت، حكيمٌ بكلِّ ما تؤدِّيه هذه الكلمةُ من معنى، منقطع النظير في صدقِ الإلهام وسَداد الفهم وصدق العزيمة وخصب القريحة واستقلال الفكر ونصاعة الاستدلال وتمكُّن الحجة، موفور الحظِّ من طَهارة الدّخلة والانطباع على الفضيلة، مُستكمل الأدوات من فصاحةِ المنطقِ وذَلاقة اللسان([6]) وقرطَسة الفراسة([7]) ودقَّة الملاحظة وسلاسة العبارة ومطاوعة البديهة ورباطة الجأش وكبر الهمَّة ووفرة الملكة الخطابية وقوة العارضة في البيان واتساع الصدر لمكاره الزمان وأهله، حجَّة من حجَج الله في فهم أسرار الشريعة ودقائقها وتطبيقها، وفي البصر بسنن الله في الأنفس والآفاق، وفي العلم بطبائع الاجتماع البشريّ وعوارضه ونقائصه.

وبالجملة، فالرجل فذٌّ من الأفذاذ الذين لا تكوِّنهم الدراسات وإن دقَّت، ولا تخرِّجهم المدارس وإن ترقَّت، وإنما تقذف بهم قدرة الله إلى هذا الوجود، وتبرزهم حكمته في فترات متطاوِلة من الزمن على حين انتكاس الفِطرة واندراس الفضيلة وانطماس الحقيقة، فيكون وجودُهم مظهرًا من مظاهر رحمة الله بعباده، وحجَّةً للكمال على النَّقص، وإصلاحًا شاملًا وخيرًا عميمًا.

ولو أنَّ قول الشاعر:

هَيْهَاتَ لَا يَأْتِي الزَّمَانُ بِمِثْلِهِ          إنَّ الزَّمَانَ بِمِثْلِهِ لَبَخِيلُ([8])

لم يبتذِله المترجمون للرّجال بوضعه في غير موضعِه حتى صاروا ينشدونه في حقِّ أشخاص يتكرَّم الزمان علينا بمآتٍ من مثلهم في كل جيل، لولا هذا الابتذالُ السّخيف لهذا البيت لقلنا: إن أحقَّ رجل بانطباقه وصحَّة إطلاقه عليه هو الأستاذ الإمام، فرضي الله عن الأستاذ الإمام.

* * *

حمَل لواءَ الإصلاح بعد موتِ الإمام تلميذُه الأكبر ووارث علومِه السيّد محمَّد رشيد رضا، وقد كان في حياة الإمام ترجمانَ أفكاره باعترافِ الإمام، والمنافحَ عنه والمدافعَ دونَه. واضطَلع بعد موته بحملِ أعباء الإصلاح حين نكَل عن حملها أقوامٌ، وضعف عن حملها أقوامٌ، واستقلَّ بتسيير سفينتِه فكان الرُّبّان الماهر، وأقام على مبادئ أستاذه وفيًّا لها وله، فتمادَى على إصدار التفسير على منهاج الإمام من حيث وقَف الإمام، وجمع تاريخَ حياة الإمام، فكان أضخمَ عمل استقلَّ به فردٌ، وليس تاريخ الأستاذ الإمام بالأمر الهيِّن الذي يقوم به فردٌ لو لم يكن ذلك الفرد (رشيدًا).

كان أكملُ آثارِ الشَّيخ رشيد في حياة الإمام إنشاءَ مجلة المنار، وأنفس ذخر علميٍّ اشتملت عليه هو دروس الإمام في التفسير التي هي النواة الأولى لتفسير المنار، وتلك الفتاوى الجليلة التي كان ينشرها في أمَّهات العقائد والأحكام على ذلك النحو العجيب من الاستقلال في الاستدلال.

ولعمري، لو أنَّ رشيدًا قصَّر كما قصَّر غيره ولم يجمع خلاصات دروس الإمام، لأضاع على العالم الإسلامي كنزًا علميًّا لا يُقوَّم بمال الدنيا.

باركَ الله في أوقاتِ الأستاذِ رشيد، فاستمرَّ بعد موتِ الإمام على إِصدار المنار، واتَّسق أفُق انتشاره في الأقطار الإسلاميَّة وكثُر قرَّاؤه أو تلامذته كما كان يقول رحمه الله، وأحدَث -حتى في أصلبها عودًا وأشدِّها جمودًا- انقلابًا فكريًّا في فهم الديّن وصلته بالدنيا، وألَّف المؤلفات الكثيرة، ونشَر من مؤلَّفاتِ المصلِحين من القدَماء ما زادَ به الإصلاح الحاضر تمكينًا ورسوخًا، فكانت تلك المؤلفاتُ غذاءً صالحًا للنهضة العلمية، وساهم في الإصلاح العلميِّ والإصلاح السياسيِّ لقومه وبني وطنه، وإن كانت بعضُ آرائه في هذا الأخير لا تخلو من الشذوذ.

وكان طول حياته بلاءً مسلَّطًا على طائفتين: دعاة التدجيل من المسلمين، ودعاة النصرانية من المسيحيِّين. فلم نعرف في التاريخ من فَضح الطائفتَين شرَّ فضيحةٍ غير الأستاذ السيِّد رشيد.

وإنَّ أزهر الصحائف في سِجِلِّ حياته هي تلك المواقف العاتية التي كان يقفها في الدفاع عن الإسلام ونَصره، وردّ عوادي الكفر والضلال عنه.

وعاش ما عاش مرهوب شباة([9]) اللسان مَرهوب شباة القَلم، إلى أن لحق بربِّه راضيًا مرضيًّا في هذا العام، فشعر العالم الإسلاميُّ بأنَّ خسارته فيه لا تعَوَّض.

وإنَّ مِن واجب الوفاء والاعتراف بالفضل لأهلهِ أن نُجريَ ذِكرَه بما يتَّسع له المقامُ في هذه النَّشرة الإصلاحيَّة التي تَمُتّ إلى أعماله ومبادئه بالنَّسَب العريق، وتتَّصِل إلى علومه ومعارفه الواسعَة بالسَّبب الوثيق. وقد فعلنا، ولكن أين تقَع هذه الجمَل مما يوجبه الوفاءُ لرجلٍ هو في بناء الإصلاح الركنُ والدّعامة، وفي هيكل الإصلاح الرأس والهامَة؟! وعسى أن تساعدَ الأقدار فنوفِّيه بعضَ حقِّه.

* * *

لقيته -رحمه الله- ببلدَة دمشق على إثر انتهاءِ الحربِ العظمى، وقد جاءَها ليتَّصل بالهيئات العامِلة لخير العرَب، وليزورَ أهلَه في القَلَمون من لبنان الشّماليّة.

ونزل ضيفًا على صديقِنا العالم السَّلفيِّ الشيخ بهجَت البيطار، وبيتُ آل البيطار في دِمشق هو مَبعَث الإصلاح ومَطلعُه، ولعميدهم الشيخ عبد الرزاق البَيطار ورفيقِه الشيخ جمال الدين القاسميّ صداقةٌ باذِخة الذُّرى([10])، وصلةٌ وثيقة العُرى بالأستاذ الإمام، تجمع الثلاثةَ وحدةُ الفكرة والرأي والسَّلفيَّة الحَقَّة والاستقلال في العلم. والبيطار والقاسمي عالمان جليلان لم أدركهما حين دخلتُ دمشق، ولكنّي قرأتُ من آثارهما في الكتُب التي كتباها، ورأيتُ من آثارهما في النفوس التي ربَّياها ما شهد لي أنهما ليسا من ذلك الطِّراز المتعمِّم الذي أدركناه بدِمشق، ولثانيهما آثارٌ مطبوعة هي دون قَدرِه، وفوقَ قدرِ علماء مِصرِه.

كنا نذهب ليلًا إلى دار صديقنا البيطار للسَّمَر مع الشيخ رشيد، ورفيقي إذ ذاك الأستاذ الشيخ الخضر بن الحسين المدرس الآن في الأزهر. وأشهد أنها كانت لياليَ ممتِعةً، يغمرنا فيها الأستاذ رشيد بفَيضٍ من كلامِه العذب في شؤونٍ مختلِفة، وإن أَنسَ فلا أَنسَ إحسانَه في التنقُّل ولُطف تحيُّله في الخروج بنا من مَعنى آيةٍ إلى شأن من شؤون المسلِمين العامَّة.

وكان في اللَّيالي التي اجتَمعنا به فيها يستولي على المجلِس ويملكُ عنان القَول، فلا يدَع لِغيره فُرصةً للكَلام، إلّا أن يكونَ سُؤال سائلٍ، مع اشتمال المجلس على طائفةٍ عظيمةٍ من أهل الأفكار المستقلَّة والألسنة المستدلَّة. وأخبرني عارفوه أنَّ تلك عادَتُه، فإن كان ما قالوه حقًّا فهي غَميزَة في فضله وأدَبِه.

وبمناسبة لقائِي للشيخ رشيد فأنا ذاكرٌ قصَّة لها تعلُّق به، وهي تنطوي على ضروبٍ منَ العبر، وتكشف عمَّا يضمره العلماءُ الجامدون للعلماء المصلحين من كيدٍ وسوءِ نيَّة، وما يصِمونهم به من عظائم، مما لا يصدُر من مسلم عامِّيٍّ فضلًا عن العالم. وإنني أذكر القصةَ بدون تعليق:

صادَف قدومَ الشيخ رشيد إلى الشام عزمِي على الرجوع إلى الجزائر، وخرج الشّيخ رشيد إلى القلَمون فخرجت بعدَه إلى بيروت في وجهتي إلى المغرب، وكان من رفاقي في هذه الوِجهة الأستاذُ محمد المكي بن الحسين شقيق الشيخ الخضر المتقدم، فاجتمعنا ذاتَ صباح بالشيخ يوسف النبهاني -الخرافي المشهور- في دكَّان أحد التّجّار، وكان النبهانيُّ سمع بي فجاء مسلِّمًا قاضيًا لحقِّ الجوار بالمدينة المنوَّرة، إذ كنَّا قد تعارفنا فيها، فإنّا لَكذَلك إذ مر بنا الشيخ رشيد ولم يرَنا ولم نره، وما راعني إلّا النبهانيّ يلفت رفيقي ويسأله: أتعرِف هذا؟ فأجابه: وكيف لا؟! هذا الشيخ رضا، فما كان من النبهاني إلّا أن قال: هذا أضرُّ على الإسلام من ألفِ كافر، فكان امتعاضٌ قطَعَت نتائجه سرعَة الانفضاض.

* * *

ــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) أثنى الشيخ البشيرُ الإبراهيمي على الشيخ محمد عبده -رحمهما الله- فيما يلي ثناءً عظيمًا، ولعلّه قصَد الثناءَ عليه فيما دعا إليه من نبذ التعصّب والتقليد والجمود والخرافة، وإصلاح التعليم، وإحياء العناية بالقرآن الكريم، وردِّ الأمّة إلى منبعها الصافي، وإلّا فإن للشيخ محمد عبده آراءً اعتزاليّة وتوجّهاتٍ عقلانيةً مشهورة عنه، رحمه الله وغفر له.

([2]) العُصم: جمع أعصم، وهو الوَعل الذي في ذِراعيه بياضٌ، والمعنى: بلاغة تذلِّل الصّعاب.

([3]) أي: سَكتوا وعجزوا عن الكلام.

([4]) أي: يرعَون.

([5]) أي: يشربون.

([6]) ذلاقة اللسان: طلاقته وحدَّته.

([7]) قرطسة الفراسة: إصابتها.

([8]) هذا البيت لأبي تمام من قصيدة يمدح بها محمد بن حميد، ينظر: ديوانه (ص: 226).

([9]) شباة الشيء: حدُّ طرفِه.

([10]) الذُّرى: جمع ذروة، وهي القمّة، والمقصود أنّ الصداقة بينهم كانت عظيمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

دعوى أن ابن تيمية شخصية جدلية دراسة ونقاش (الجزء الأول)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   يُعتبر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله من كبار علماء الإسلام في عصره والعصور المتأخِّرة، وكان مجاهدًا بقلمه ولسانه وسنانه، والعصر الذي عاش فيه استطال فيه التتار من جهة، واستطالت فيه الزنادقة وأصحاب الحلول والاتحاد والفرق الملحِدة من جهةٍ أخرى، فشمَّر عن ساعديه، وردّ عليهم بالأصول العقلية والنقلية، […]

قواعد عامة للتعامل مع تاريخ الوهابية والشبهات عنها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يفتقِر كثيرٌ من المخالفين لمنهجية الحكم على المناهج والأشخاص بسبب انطلاقهم من تصوراتٍ مجتزأة، لا سيما المسائل التاريخية التي يكثر فيها الأقاويل وصعوبة تمييز القول الصحيح من بين ركام الباطل، ولما كانت الشبهات حول تاريخ دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب كثيرة ومُتشعبة رأيت أن أضع قواعد عامة […]

تَعرِيف بكِتَاب (مجموعة الرَّسائل العقديَّة للعلامة الشَّيخ محمد عبد الظَّاهر أبو السَّمح)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المعلومات الفنية للكتاب: عنوان الكتاب: مجموعة الرَّسائل العقديَّة للعلامة الشَّيخ محمد عبد الظَّاهر أبو السَّمح. اسم المؤلف: أ. د. عبد الله بن عمر الدميجي، أستاذ العقيدة بكلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى. رقم الطبعة وتاريخها: الطبعة الأولى في دار الهدي النبوي بمصر ودار الفضيلة بالرياض، عام 1436هـ/ 2015م. […]

الحالة السلفية عند أوائل الصوفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: تعدَّدت وجوه العلماء في تقسيم الفرق والمذاهب، فتباينت تحريراتهم كمًّا وكيفًا، ولم يسلم اعتبار من تلك الاعتبارات من نقدٍ وملاحظة، ولعلّ أسلمَ طريقة اعتبارُ التقسيم الزمني، وقد جرِّب هذا في كثير من المباحث فكانت نتائج ذلك محكمة، بل يستطيع الباحث أن يحاكم الاعتبارات كلها به، وهو تقسيم […]

إعادة قراءة النص الشرعي عند النسوية الإسلامية.. الأدوات والقضايا

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: تشكّل النسوية الإسلامية اتجاهًا فكريًّا معاصرًا يسعى إلى إعادة قراءة النصوص الدينية المتعلّقة بقضايا المرأة بهدف تقديم فهمٍ جديد يعزّز حقوقها التي يريدونها لا التي شرعها الله، والفكر النسوي الغربي حين استورده بعض المسلمين إلى بلاد الإسلام رأوا أنه لا يمكن أن يتلاءم بشكل تام مع الفكر الإسلامي، […]

اختلاف أهل الحديث في إطلاق الحدوث والقدم على القرآن الكريم -قراءة تحليلية-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يُعَدّ مبحث الحدوث والقدم من القضايا المركزية في الخلاف العقدي، لما له من أثر مباشر في تقرير مسائل صفات الله تعالى، وبخاصة صفة الكلام. غير أنّ النظر في تراث الحنابلة يكشف عن تباينٍ ظاهر في عباراتهم ومواقفهم من هذه القضية، حيث منع جمهور السلف إطلاق لفظ المحدث على […]

وقفة تاريخية حول استدلال الأشاعرة بصلاح الدين ومحمد الفاتح وغيرهما

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يتكرر في الخطاب العقدي المعاصر استدعاء الأعلام التاريخيين والحركات الجهادية لتثبيت الانتماءات المذهبية، فيُستدلّ بانتماء بعض القادة والعلماء إلى الأشعرية أو التصوف لإثبات صحة هذه الاتجاهات العقدية، أو لترسيخ التصور القائل بأن غالب أهل العلم والجهاد عبر التاريخ كانوا على هذا المذهب أو ذاك. غير أن هذا النمط […]

الاستدلال بتساهل الفقهاء المتأخرين في بعض بدع القبور (الجزء الثاني)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة خامسًا: الاستدلال بإباحة التوسل وشدّ الرحل لقبور الصالحين: استدلّ المخالفون بما أجازه جمهور المتأخرين من التوسّل بالصالحين، أو إباحة تحرّي دعاء الله عند قبور الصالحين، ونحو ذلك، وهاتان المسألتان لا يعتبرهما السلفيون من الشّرك، وإنما يختارون أنها من البدع؛ لأنّ الداعي إنما يدعو الله تعالى متوسلًا بالصالح، أو عند […]

الاستدلال بتساهل الفقهاء المتأخرين في بعض بدع القبور (الجزء الأول)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من المعلوم أن مسائل التوحيد والشرك من أخطر القضايا التي يجب ضبطها وفقَ الأدلة الشرعية والفهم الصحيح للكتاب والسنة، إلا أنه قد درج بعض المنتسبين إلى العلم على الاستدلال بأقوال بعض الفقهاء المتأخرين لتبرير ممارساتهم، ظنًّا منهم أن تلك الأقوال تؤيد ما هم عليه تحت ستار “الخلاف الفقهي”، […]

ممن يقال: أساء المسلمون لهم في التاريخ

أحد عشر ممن يقال: أساء المسلمون لهم في التاريخ. مما يتكرر كثيراً ذكرُ المستشرقين والعلمانيين ومن شايعهم أساميَ عدد ممن عُذِّب أو اضطهد أو قتل في التاريخ الإسلامي بأسباب فكرية وينسبون هذا النكال أو القتل إلى الدين ،مشنعين على من اضطهدهم أو قتلهم ؛واصفين كل أهل التدين بالغلظة وعدم التسامح في أمورٍ يؤكد كما يزعمون […]

كيفَ نُثبِّتُ السُّنة النبويَّة ونحتَجُّ بها وَقَد تأخَّر تدوِينُها؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ إثارةَ الشكوك حول حجّيّة السنة النبوية المشرَّفة بسبب تأخُّر تدوينها من الشبهات الشهيرة المثارة ضدَّ السنة النبوية، وهي شبهة قديمة حديثة؛ فإننا نجدها في كلام الجهمي الذي ردّ عليه الإمامُ عثمانُ بن سعيد الدَّارِميُّ (ت 280هـ) رحمه الله -وهو من أئمَّة الحديث المتقدمين-، كما نجدها في كلام […]

نقد القراءة الدنيوية للبدع والانحرافات الفكرية

مقدمة: يناقش هذا المقال لونا جديدًا منَ الانحرافات المعاصرة في التعامل مع البدع بطريقةٍ مُحدثة يكون فيها تقييم البدعة على أساس دنيويّ سياسيّ، وليس على الأساس الدينيّ الفكري الذي عرفته الأمّة، وينتهي أصحاب هذا الرأي إلى التشويش على مبدأ محاربة البدع والتقليل من شأنه واتهام القائمين عليه، والأهم من ذلك إعادة ترتيب البدَع على أساسٍ […]

كشف الالتباس عما جاء في تفسير ابن عباس رضي الله عنهما لقوله تعالى في حق الرسل عليهم السلام: (وظنوا أنهم قد كُذبوا)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن ابن عباس رضي الله عنهما هو حبر الأمة وترجمان القرآن، ولا تخفى مكانة أقواله في التفسير عند جميع الأمة. وقد جاء عنه في قول الله تعالى: (وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُمۡ قَدۡ كُذِبُواْ) (يوسف: 110) ما يوهم مخالفة العصمة، واستدركت عليه عائشة رضي الله عنها لما بلغها تفسيره. والمفسرون منهم […]

تعريف بكتاب “نقض دعوى انتساب الأشاعرة لأهل السنة والجماعة بدلالة الكِتابِ والسُّنَّةِ والإِجْمَاعِ”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقَـدّمَـــة: في المشهد العقدي المعاصر ارتفع صوت الطائفة الأشعرية حتى غلب في بعض الميادين، وتوسعت دائرة دعواها الانتساب إلى أهل السنة والجماعة. وتواترُ هذه الدعوى وتكرارها أدّى إلى اضطراب في تحديد مدلول هذا اللقب لقب أهل السنة؛ حتى كاد يفقد حدَّه الفاصل بين منهج السلف ومنهج المتكلمين الذي ظلّ […]

علم الكلام السلفي الأصول والآليات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: اختلف العلماء في الموقف من علم الكلام، فمنهم المادح الممارس، ومنهم الذامّ المحترس، ومنهم المتوسّط الذي يرى أن علم الكلام نوعان: نوع مذموم وآخر محمود، فما حقيقة علم الكلام؟ وما الذي يفصِل بين النوعين؟ وهل يمكن أن يكون هناك علم كلام سلفيّ؟ وللجواب عن هذه الأسئلة وغيرها رأى […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017