تغريدات ورقة علمية هل ثمة أدعية للوقاية من الأمراض والأوبئة؟
رغم كل هذه الجهود العظيمة لمكافحة وباء كورونا نجد من الناس بإنكار السنة النبوية، ويختلق حربًا لا حقيقة لها.
ويشارك في هذه الحرب على السنة شخصان:
- فأولهم وأشنعهم من يَكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وينشر الأدعية والأحاديث المكذوبة والموضوعة على أنها واقية من وباء كورونا
- ثانيهم وليس أقل شناعة من سابقه: من يكذِّب أقوال رسول الله صلى الله عليه وسلم الثابتة والأدعية الواردة عنه في الوقاية من الأوبئة والأمراض.
الدين الإسلامي دين ثابت شامل صالح لكل الأوقات والأزمان، وصالح لكل المجتمعات والأماكن ومختلف العادات، وصالح لكل الأحوال من صحة ومرض ووباء وطاعون، وله في كل حال من تلك الأحوال أحكامًا تناسبها
لما كان الإنسان كائنًا متديِّنًا بالفطرة، ويزداد خضوعه وبحثه عن حلٍّ في أوقات الأزمات خاصة، أوصاه الله سبحانه وتعالى بالرجوع إليه سبحانه وتعالى والخضوع إليه؛ لأنه هو الذي ينفع ويضر
يقول تعالى: {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (2) يَاأَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ} [فاطر: 2، 3].
كان الرسل يوجِّهون للجوء إلى الله سبحانه وتعالى، وهذا إبراهيم عليه السلام يبيِّن لقومه أن حقيقة النفع والضر بيد الله لا بيد غيره من المخلوقات، يقول تعالى: {الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81) وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ} [الشعراء: 70 – 82]
لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ذكرًا أو دعاءً أو وردًا خاصًّا من أجل الوقاية من وباء كورونا، ولكن وردت أدعية وأذكار كان النبي يدعو بها ويوصي بها للوقاية من الأسقام والشرور عامة ومنها:
- قول: “أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق”، ثلاث مرات في الصباح وفي المساء.
- قول: “بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم”، ثلاث مرات في الصباح وفي المساء.
- قراءة سورة الإخلاص والمعوذتين ثلاث مرات في الصباح وفي المساء
- قول: “اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي” في الصباح والمساء.
- الإكثار من دعاء: “اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك”
- الدعاء بقول: “اللهم إني أعوذ بك من البرص والجنون والجذام ومن سيئ الأسقام”
أهل الخرافة والكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقفوا عن كذبهم ولن يقفوا عن كذبهم، ومن الناس من يتخذ المرض والوباء وحالة الهلع التي يعيشها الناس فرصة لنشر البدع والأكاذيب على رسول الله صلى الله عليه وسلم
لسنا في صدد جمع كذبهم، ولا داعي لمعاونتهم على ما هم فيه من باطل، ولكن على المسلم الحذر من تلك الأدعية والأذكار التي يزعم أناس أنها مخصصة لفيروس كورونا
ويبالغ آخرون فيجعلون لذلك أوقاتًا وأعدادًا وطقوسًا ما أنزل الله بها من سلطان
ويزيد آخرون في المبالغة فيخترعون قصصًا وأساطير حصلت من قبل في أيام الأوبئة وأن المرض دخل كل بيت إلا بيتًا كانوا يقرؤون وردًا معينًا أو يفعلون أمورًا معينة…!
العبد مأمورٌ ببذل الأسباب إلى جانب الاعتماد على الله والتوكل عليه والابتهال إليه، ولكن لا يعتمد على الأسباب فقط ويترك التضرع والابتهال إلى الله كما أنه لا يهمل الأسباب ويتذرَّع بالدعاء والتوكل؛ بل لا محيد عن التوازن والجمع بين الأمرين؛ التوكل والعمل بالأسباب
من أسباب تخلف أثر الدعاء التي أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم:
- أن يدعو بذلك وهو يقترف الشرك بالله سبحانه وتعالى
2- إتيان المعاصي وما نهى الله عنه.
- أن يقول الأدعية دون إقبال على الله تعالى في دعائه، وعدم يقين بإجابته سبحانه، والركون إلى ما يصدر عن الجهات والهيئات فقط
- عدم التأدب مع الله تعالى حال الذكر؛ كرفع الصوت رفعًا مبالغًا فيه، أو انصراف القلب عن مقصود الدعاء، أو استعجال حصول المقصود
- الخوض في المال الحرام بكل أشكاله
أخبر المولى سبحانه بأنه قريب مجيب الدعوات فقال: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَني فَإِني قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الداعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة: 186]، ويقول: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60]