الأربعاء - 27 ذو الحجة 1445 هـ - 03 يوليو 2024 م

هل تأثر ابن تيمية بابن عربي في مسألة فناء النار؟

A A

يحاول بعضُ الكتاب إثبات أنَّ شيخَ الإسلام ابن تيمية (ت: 728هـ) رحمه الله قد استلهَم نظريته في فناء النار من ابن عربي الطائي (ت: 638هـ)، ويعتمد من يروِّج لهذا الادِّعاء على عدة أمور: أولها: أنه لم يتكلَّم في المسألة أحد قبل ابن عربي، ثانيها: التشابه بين الأدلة في كلام الرجلين. وإذا كان ابن عربي أسبق زمنًا فهذا يدلّ على تأثر ابن تيمية بكلامه، خاصةً مع تصريح ابن تيمية بأنه كان قد اطَّلع على كتبه، وأُعجِب بها، وأنه -كما أخبر عن نفسه- كان يحسن الظنَّ بابن عربي([1]).

والحقيقة أن هذه الدعوى لا وجهَ لها بحال، فلم يشِر ابن تيمية ولا تلميذُه ابن القيم لذلك بحال، وكلّ من يقارن بين كلام الرجلين يجزم بأن مشربهما مختلِف، ومستند كلٍّ منهما مختلف، وروافد القول لدى كلٍّ منهما مختلفة، وتصوُّر المسألة لديهما أيضا مختلِف، فبينهما اختلاف جوهريّ في الاستدلال والاستنتاج. ولا اتفاقَ بينهما إلا في بعض الأدلة النقلية التي لا تمثل العمدة عند ابن عربي، بخلاف ابن تيمية الذي يصدر في المسألة عن نصوص الشرع أولًا وآخرًا.

فشيخ الإسلام نظَر في أدلة بقاء النار، فرأى أنها ليست قطعية في البقاء، ولكنها تكِل الأمر إلى الله ومشيئته وما يريده بعباده، فرأى أن هذا الاستثناء والتقييدَ يصلح أن يكون مقيِّدًا لأدلة البقاء الدائم. خلافًا لابن عربي الذي صدر عن أصول فاسدة -سأذكرها لاحقا- وإن قرن ذلك ببعض الآيات والأحاديث.

ولا يمثِّل ابن عربي إمامًا متبوعًا عند ابن تيمية، بل يراه بشكل عامّ زنديقًا وإمام ضلالة، وفي مسألتنا هذه يرى قوله إلحادًا في أصول الإيمان.

فلا هو متأثِّر بالشخص، ولا هو متَّفق في بناء الاستدلال، ولا في الاستنتاج، بل بينهما فروق جوهرية في كلّ ذلك، وهذا ما يُبطل هذه الدعوى إجمالا.

ودونك -أخي القارئ- التفصيل:

أولا: هل ثبت عن ابن تيمية القول بفناء النار؟

للعلماء في ذلك ثلاثةُ اتجاهات:

الاتجاه الأول: من يجزم بثبوت ذلك عنه، ويعتمد في ذلك على كلام ابن القيّم -وهو من أعلم تلاميذه به وتأثرًا به ودفاعًا عن آرائه واختيارته-، وقد نسب إليه ما ظاهره أنه صنَّف فيها مصنفًا ينتصر لفناء النار.

قال ابن القيم: “وكنت سألتُ عنها شيخ الإسلام -قدّس الله روحه- فقال لي: هذه المسألة عظيمة كبيرة، ولم يجِب فيها بشيء. فمضى على ذلك زمن، حتى رأيتُ في تفسير (عبد بن حميد الكشي) بعض تلك الآثار التي ذكرتُ، فأرسلت إليه الكتاب وهو في مجلسه الأخير، وعلَّمتُ على ذلك الموضع، وقلت للرسول: قل له: هذا الموضع يشكل عليه ولا يدري ما هو؟ فكتب فيها مصنَّفه المشهور، رحمة الله عليه”([2]).

وممن ذهب لذلك: الأمير الصنعاني (ت: 1182هـ)، وله رسالة مشهورة في الردّ على ابن تيمية وابن القيم، وهي: (رفع الأستار لإبطال أدلة القائلين بفناء النار)، وكذلك الشيخ الألباني رحمه الله في مقدّمته لهذه الرسالة أيَّد نسبةَ هذا القول لابن القيم وشيخه ابن تيمية.

وهؤلاء المثبِتون لنسبة القول لشيخ الإسلام منهم من يجعل ذلك وسيلةً للنيل من شيخ الإسلام وتنقُّصه والحطِّ منه، كما فعل ذلك علي بن عبد الكافي السبكيّ (ت: 756هـ) في رسالته التي كتبها ردًّا على شيخ الإسلام بعنوان: (الاعتبار ببقاء الجنة والنار)، ومنهم من يلتمِس له العذر ويجعله مجتهدًا مأجورًا وإن كان مخطئا فيما وصل إليه، كما هو عامّة العلماء السلفيين الذين لم يتابعوا ابن تيمية في اختياره – بفَرض ثبوته عنه -.

الاتّجاه الثاني: من يجزم بعدَم ثبوت القول عن شيخ الإسلام. ومن هؤلاء الدكتور علي الحربي اليماني مؤلف كتاب: (كشف الأستار لإبطال ادِّعاء فناء النار)، حيث قرر في خاتمة البحث “براءة شيخ الإسلام ابن تيمية من القول بفناء النار براءةَ الذئب من دم يوسف عليه السلام”([3]).

وحجة من ينفي ذلك عن شيخ الإسلام هي وجود كلامٍ آخر لشيخ الإسلام يجزم فيه بعدم فناء الجنة والنار، ويردّ على من قال بذلك من الجهمية وبعض المعتزلة، ومن ذلك قوله رحمه الله: “وقد اتَّفق سلف الأمّة وأئمتها وسائر أهل السنة والجماعة على أنَّ من المخلوقات ما لا يعدم ولا يفنى بالكلية كالجنة والنار والعرش وغير ذلك، ولم يقل بفناء جميع المخلوقات إلا طائفة من أهل الكلام المبتدعين كالجهم بن صفوان ومن وافقه من المعتزلة ونحوهم، وهذا قول باطل يخالف كتاب الله وسنة رسوله وإجماع سلف الأمة وأئمتها”([4])، ومنها قوله: “فإن نعيم الجنة وعذاب النار دائمان، مع تجدّد الحوادث فيهما، وإنما أنكر ذلك الجهم بن صفوان، فزعم أن الجنة والنار يفنيان، وأبو الهذيل العلاف زعم أن حركات أهل الجنة والنار تنقطع، ويبقون في سكون دائم، وذلك أنهم لما اعتقدوا أن التسلسل في الحوادث ممتنع في الماضي والمستقبل قالوا هذا القول الذي ضلَّلهم به أئمة الإسلام”([5]).

قالوا: والمصنَّف الذي أشار إليه ابن القيم لم يبين هل كان في نفي الفناء أم إثباته، فيبقى محتملا، لا يقاوم هذه النقول الصريحة.

الاتجاه الثالث: وهو من يرى أن شيخ الإسلام لم يجزم في المسألة برأي، ولكنه يميل للقول بفناء النار، ومن هؤلاء السفاريني (ت: 1188هـ)([6]) وكذلك نعمان الآلوسي (ت: 1317هـ)([7]).

وهذا هو الأقرب -والله أعلم-؛ فليس فيما بأيدينا من كلام ابن تيمية -خاصة رسالته في ذلك([8])- جزمٌ باختياره في المسألة، بل هو يَعرِض الأقوال بحجَجِها.

صحيح أنه يحتجّ للقول بفناء النار بقوّة، ويبيّن أنها مسألة خلافية وليست إجماعية، وأن القول بفنائها لا يتصادم مع النصوص القطعيّة ولا الأدلة العقلية، وأن بعض الآثار المروية عن الصحابة والتابعين ظاهرها يدلّ على ذلك، ويردّ على حجج القائلين بفنائها، وهذا كلّه يدلّ على ميله الشديد لها، ولكن لا يمكننا الجزم بأنَّ هذا اختياره([9]).

ثانيا: على ماذا يعتمد شيخ الإسلام فيما مال إليه؟

يمكننا تلخيص حجَجه فيما يأتي:

1- الأدلة الدالة على تقييد الخلود في النار بالمشيئة، كقوله تعالى: {خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ} [هود: 107].

2- الأدلة الدالة على سعة رحمة الله تعالى، وأن رحمته تغلب غضبه، وهو ما يستلزم انقطاع موجِب الغضَب.

3- الأدلة الدالة على حكمة الله تعالى، وأن العذاب السرمدي الأبديّ لا تظهر منه الحكمة.

4- الآثار الروية المرفوعة والموقوفة على الصحابة والآثار الواردة في تفسير قوله تعالى: {لَّابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا} [النبأ: 23] وأن تقييد العذاب بالأحقاب يقتضي أن له نهاية.

فهذا قِوام استدلال شيخ الإسلام، وليس غرضنا هنا المناقشة لهذه الأدلة، ولكن بيان منزع قوله، واختلافه الجوهري عن قول ابن عربي.

ثالثا: حقيقة قول ابن عربي في المسألة:

يرى ابن عربي أنَّ الكفار وإن لم يخرجوا من النار لكن في عاقبة الأمر يصير العذاب نعيمًا يتنعَّمون به، فقال: “وأما اهل النار فمآلهم إلى النعيم ولكن في النار، إذ لا بد لصورة النار بعد انتهاء مدة العذاب أن تكون بردًا وسلامًا على من فيها”([10]).

وقال أيضا:

وإن دخلوا دار الشقاء فإنهم          على لذة فيها نعيم يباين

نعيم جنان الخلد فالأمر واحد       وبينهما عند التجلي تباين

يسمّى عذابًا من عذوبة طعمه      فذاك له كالقشر والقشر صائن([11])

ويرى أيضًا أن النار ليست إلا مجردَ دار، والألم والعذاب زائد فيها وعارض، فإذا ما انتهى الأجل تحوَّل هذا العذاب إلى نعيم، وإذا استوفى المحرور عذابَه من النار، واستوفى المقرور عذابه من البرد والزمهرير، أعطاهم الله برحمته في جهنم نعيم المقرور والمحرور؛ لأن نعيم المقرور بالحر، ونعيم المحرور بوجود الزمهرير، فتبقى جهنم على صورتها ذات حرور وزمهرير، ويبقى أهلها متنعِّمين فيها بحرورها وزمهريرها([12]).

ويقول أيضا: “ولا يبقى عليهم من العذاب إلا الخوف من رجوع العذاب عليهم، فهذا القدر من العذاب هو الذي يسرمد عليهم، وهو الخوف، وهو عذاب نفسيّ لا حسيّ، وقد يذهَلون عنه في أوقات”([13]).

رابعًا: مستند ابن عربي في ذلك:

يعتمد ابن عربي في ذلك -كما يصرّح- على الكشف الصوفيّ، وهو مصدر الاستدلال عندهم في الحقيقة، فيقول: “ومع هذا لا يَقطع أحدٌ من أهل العلم الذين كشفوا الأمر على ما هو عليه أنه لا يكون لهم في تلك الدار نعيمٌ خاص بهم”([14]).

وقال أيضا: “وما ورد في العذابِ شيءٌ يدلّ على الخلود فيه كما ورد في الخلود في النار، ولكن العذاب لا بدّ منه في النار، وقد غُيِّبَ عنا الأجلُ في ذلك، وما نحن منه من جهة النصوص على يقين، إلا أن الظواهر تعطي الأجل في ذلك، ولكن كميته مجهولة لم يَرِد بها نصٌ، وأهل الكشف كلّهم مع الظواهر على السواء، فهم قاطعون من حيث كشفهم، فيسلم لهم؛ إذ لا نصَّ يعارضهم”([15]).

ولا شكّ أن لعقيدة وحدة الوجود التي تمثِّل ركيزةً أساسية في فكر ابن عربي وعقيدته ونظريته في الوجود تأثيرًا في قوله هذا، ففي مذهب وحدة الوجود لا معنى للثواب ولا العقاب الحسيين.

وكذلك نظريته الفاسدة في تأثير الأفلاك والنجوم، فيقول: “والنار ما حكمها حكم أهل النعيم؛ فإن الدائر عليهم فلك المنازل والدراري، وهذه الأفلاك تقطع في فلك متناهي المساحة؛ فلهذا يرجى لهم أن لا يتسرمد عليهم العذاب”([16]).

ويرى أيضا أن المشرك الذي يستشفع بالآلهة ليتقرّب إلى الله عنده رائحة التوحيد وتعظيم لله أكثر من تعظيم الشفيع، “وبهذه الرائحة من التوحيد -وإن لم يخرجوا من النار- لا يبعد أن يجعل الله لهم فيها نوعًا من النعيم في الأسباب المقرونة بها الآلام، وأدنى ما يكون من تنعيمهم أن يجعل المقرور في الحرور، ونقيضه الذي هو المحرور في الزمهرير، حتى يجد كل واحد منهما بعض لذة كما كانت لهم هنا بعض رائحة من التوحيد”([17]).

خامسا: موقف شيخ الإسلام ابن تيمية من قول ابن عربي في النار وفنائها:

يرى شيخ الإسلام رحمه الله أن هذا القول نوع من الإلحاد في الإيمان باليوم الآخر، فقال: “ومعلوم أن أصولَ الإيمان ثلاثة: الإيمان بالله ورسله واليوم الآخر، وهم ألحدوا في الأصول الثلاثة، أما الإيمان بالله فجعلوا وجود المخلوق هو وجود الخالق، وهذا غاية التعطيل، وأما الإيمان باليوم الآخر فادَّعى ابن عربي أن أصحاب النار يتنعَّمون في النار كما يتنعَّم أهل الجنة في الجنة، وأنه يسمّى عذابا من عذوبة طعمه… ولهذا قال بعض أصحابنا لبعض أتباع هؤلاء لما أثاروا محنة أهل السنة التي انتصروا فيها لهؤلاء الملاحدة، قال له: الله يذيقكم هذه العذوبة. وهذا المذهب قد حكاه أصحاب المقالات كالأشعري في مقالاته عن طائفة من سواد أهل الإلحاد سموهم (البطيخية)، وهو مما يعلم بالاضطرار فساده من دين الإسلام”([18]).

فإذا كان هذا رأي ابن تيمية في قول ابن عربي، فكيف يظنّ أنه تأثر به فيما يراه إلحادًا؟! خاصة وأنه كان يراه “إمام الضلالة”([19])، و”الملحد الزنديق”([20])، ووصفه وأتباعَه بالملاحدة في مواضع كثيرة، وبين كفرهم وأن كلامهم شرّ من كلام اليهود والنصارى([21]).

وقد ظنّ البعض([22]) أنه يمكن أن يكون هذا القول ناشئًا عن تأثّر ابن تيمية بابن عربي وإحسانه الظنَّ به قبل أن يتبيَّن له أمره، فيمكن أن يكون تأثَّر بقوله في هذه المرحلة.

ولكن لا نشكّ أيضا في خطأ هذا التصوّر؛ فإن انكشاف حقيقة ابن عربي لشيخ الإسلام لم يكن متأخرًا، ولذلك تصدّى في بلاد الشام للاتحادية وشيخهم ابن عربي، ففي عام (704هـ) عُقد مجلس في دار الحديث السّكّريّة بدمشق، حضَره بعض مشايخ دمشق، بسبب النظر في كلام ابن عربي، وعرض فيها ابن تيمية حقيقة أقواله، واتَّفق الحاضرون أنها كفر وإلحاد([23]). وفي نفس العام راسل شيخُ الإسلام الشيخَ نصرَ المنبجي، ليكشف له أمر ابن عربي([24]).

بينما يشير ابن القيم في كلامه إلى أن مصنَّفه المشهور كان في آخر حياته، في (مجلسه الأخير) وابن القيم في (شفاء العليل) يذكره بقوله (قدس الله روحه)؛ ما يدل على أنه كان بعد وفاته.

سادسا: هل ابن عربي هو أول من قال بهذا القول؟

ذكر الفخر الرازي (ت: 606هـ) في تفسيره الخلافَ في ذلك، وساق أدلّة القائلين بفناء النار من المعقول والمنقول([25])، وهي نفس الحجج -إجمالا- التي نقلها ابن تيمية عن القائلين بفنائها، فتصوُّرُ أنه لا قائل بذلك قبل ابن عربي حتى نستنتج أن ابن تيمية اقتبسها منه أو تأثر به فيها تصوُّرٌ غير صحيح، قال الشيخ الآلوسي: “ولئن سلّم أنه مال لذلك [أي: مال إلى فناء النار]، فقد ذهب إليه بعض السلف، وأفراد من الخلف”([26]).

في الختام: ليس غرضُنا هنا الدفاع عن اختيار ابن تيمية أو ميله للقول بفناء النار، فإن عامة العلماء وجمهورهم على القول بعدم الفناء، ولو قُدّر خطؤه في ذلك فقَدْرُه محفوظ، وخطؤه مغمور في بحر حسناته إن شاء الله، ولكن غرضُنا تبرئتُه من تهمة متابعته لأهل البدع والزندقَة والانحلال في هذا القول، حيث يسعَى البعض لاستعادة كلامِهم وإحياء مذاهبهم وتقديمِها باعتبارها مذاهبَ سائغةَ الاتباع، تستحقُّ التقدير والقبول!

والحمد لله رب العالمين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) انظر: مجموع الفتاوي (2/ 464).

([2]) شفاء العليل (ص: 264).

([3]) كشف الأستار (ص: 84).

([4]) مجموع الفتاوى (18/ 307).

([5]) منهاج السنة (1/ 147).

([6]) لوامع الأنوار (2/ 235).

([7]) جلاء العينين (ص: 488).

([8]) وهي: الرد على من قال بفناء الجنة والنار، حققها الدكتور: محمد السمهري، من منشورات بلنسية.

([9]) انظر: الرد على من قال بفناء الجنة والنار، لشيخ الإسلام، تحقيق الدكتور السمهري، وهي الرسالة التي أشار إليها ابن القيم.

([10]) الفصوص (1/ 169).

([11]) الفصوص (1/ 94).

([12]) انظر: الفتوحات المكية (3/ 172، 440).

([13]) الفتوحات (1/ 169).

([14]) الفصوص (1/ 114).

([15]) الفتوحات (3/ 77).

([16]) الفتوحات (1/ 656).

([17]) الفتوحات (1/ 534).

([18]) الصفدية (1/ 247).

([19]) بيان تلبيس الجهمية (7/ 21).

([20]) نقض المنطق (141).

([21]) انظر مثلا: درء التعارض (1/ 11)، منهاج السنة (7/ 291)، الفرقان (212). وانظر: مجموع الفتاوى (2/ 121-133).

([22]) أشار إلى ذك الشيخ الألباني رحمه الله في مقدمته لرفع الأستار.

([23]) انظر: جامع المسائل (7/ 256-258).

([24]) مجموع الفتاوى (2/ 452).

([25]) التفسير الكبير (18/ 400).

([26]) جلاء العينين (488).

التعليقات مغلقة.

جديد سلف

هل يُمكِن الاستغناءُ عن النُّبوات ببدائلَ أُخرى كالعقل والضمير؟

هذه شبهة من الشبهات المثارة على النبوّات، وهي مَبنيَّة على سوء فَهمٍ لطبيعة النُّبوة، ولوظيفتها الأساسية، وكشف هذه الشُّبهة يحتاج إلى تَجْلية أوجه الاحتياج إلى النُّبوة والوحي. وحاصل هذه الشبهة: أنَّ البَشَر ليسوا في حاجة إلى النُّبوة في إصلاح حالهم وعَلاقتهم مع الله، ويُمكِن تحقيقُ أعلى مراتب الصلاح والاستقامة من غير أنْ يَنزِل إليهم وحيٌ […]

هل يرى ابن تيمية أن مصر وموطن بني إسرائيل جنوب غرب الجزيرة العربية؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة (تَنتقِل مصر من أفريقيا إلى غرب جزيرة العرب وسط أوديتها وجبالها، فهي إما قرية “المصرمة” في مرتفعات عسير بين أبها وخميس مشيط، أو قرية “مصر” في وادي بيشة في عسير، أو “آل مصري” في منطقة الطائف). هذا ما تقوله كثيرٌ من الكتابات المعاصرة التي ترى أنها تسلُك منهجًا حديثًا […]

هل يُمكن أن يغفرَ الله تعالى لأبي لهب؟

من المعلوم أن أهل السنة لا يشهَدون لمعيَّن بجنة ولا نار إلا مَن شهد له الوحي بذلك؛ لأن هذا من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله تعالى، ولكننا نقطع بأن من مات على التوحيد والإيمان فهو من أهل الجنة، ومن مات على الكفر والشرك فهو مخلَّد في النار لا يخرج منها أبدًا، وأدلة ذلك مشهورة […]

مآخذ الفقهاء في استحباب صيام يوم عرفة إذا وافق يوم السبت

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. فقد ثبت فضل صيام يوم عرفة في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (‌صِيَامُ ‌يَوْمِ ‌عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ)([1]). وهذا لغير الحاج. أما إذا وافق يومُ عرفة يومَ السبت: فاستحبابُ صيامه ثابتٌ أيضًا، وتقرير […]

لماذا يُمنَع من دُعاء الأولياء في قُبورهم ولو بغير اعتقاد الربوبية فيهم؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة هناك شبهة مشهورة تثار في الدفاع عن اعتقاد القبورية المستغيثين بغير الله تعالى وتبرير ما هم عليه، مضمونها: أنه ليس ثمة مانعٌ من دعاء الأولياء في قبورهم بغير قصد العبادة، وحقيقة ما يريدونه هو: أن الممنوع في مسألة الاستغاثة بالأنبياء والأولياء في قبورهم إنما يكون محصورًا بالإتيان بأقصى غاية […]

الحج بدون تصريح ..رؤية شرعية

لا يشكّ مسلم في مكانة الحج في نفوس المسلمين، وفي قداسة الأرض التي اختارها الله مكانا لمهبط الوحي، وأداء هذا الركن، وإعلان هذه الشعيرة، وما من قوم بقيت عندهم بقية من شريعة إلا وكان فيها تعظيم هذه الشعيرة، وتقديس ذياك المكان، فلم تزل دعوة أبينا إبراهيم تلحق بكل مولود، وتفتح كل باب: {رَّبَّنَآ إِنِّيٓ أَسۡكَنتُ […]

المعاهدة بين المسلمين وخصومهم وبعض آثارها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة باب السياسة الشرعية باب واسع، كثير المغاليق، قليل المفاتيح، لا يدخل منه إلا من فقُهت نفسه وشرفت وتسامت عن الانفعال وضيق الأفق، قوامه لين في غير ضعف، وشدة في غير عنف، والإنسان قد لا يخير فيه بين الخير والشر المحض، بل بين خير فيه دخن وشر فيه خير، والخير […]

إمعانُ النظر في مَزاعم مَن أنكَر انشقاقَ القَمر

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الحمد لله رب العالمين، وأصلى وأسلم على المبعوث رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد: فإن آية انشقاق القمر من الآيات التي أيد الله بها نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم، فكانت من أعلام نبوّته، ودلائل صدقه، وقد دلّ عليها القرآن الكريم، والسنة النبوية دلالة قاطعة، وأجمعت عليها […]

هل يَعبُد المسلمون الكعبةَ والحجَرَ الأسودَ؟

الحمد لله الذي أكمل لنا الدين، وهدنا صراطه المستقيم. وبعد، تثار شبهة في المدارس التنصيريّة المعادية للإسلام، ويحاول المعلِّمون فيها إقناعَ أبناء المسلمين من طلابهم بها، وقد تلتبس بسبب إثارتها حقيقةُ الإسلام لدى من دخل فيه حديثًا([1]). يقول أصحاب هذه الشبهة: إن المسلمين باتجاههم للكعبة في الصلاة وطوافهم بها يعبُدُون الحجارة، وكذلك فإنهم يقبِّلون الحجرَ […]

التحقيق في نسبةِ ورقةٍ ملحقةٍ بمسألة الكنائس لابن تيمية متضمِّنة للتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم وبآله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ تحقيقَ المخطوطات من أهمّ مقاصد البحث العلميّ في العصر الحاضر، كما أنه من أدقِّ أبوابه وأخطرها؛ لما فيه من مسؤولية تجاه الحقيقة العلمية التي تحملها المخطوطة ذاتها، ومن حيث صحّة نسبتها إلى العالم الذي عُزيت إليه من جهة أخرى، ولذلك كانت مَهمة المحقّق متجهةً في الأساس إلى […]

دعوى مخالفة علم الأركيولوجيا للدين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: عِلم الأركيولوجيا أو علم الآثار هو: العلم الذي يبحث عن بقايا النشاط الإنساني القديم، ويُعنى بدراستها، أو هو: دراسة تاريخ البشرية من خلال دراسة البقايا المادية والثقافية والفنية للإنسان القديم، والتي تكوِّن بمجموعها صورةً كاملةً من الحياة اليومية التي عاشها ذلك الإنسان في زمانٍ ومكانٍ معيَّنين([1]). ولقد أمرنا […]

جوابٌ على سؤال تَحَدٍّ في إثبات معاني الصفات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة أثار المشرف العام على المدرسة الحنبلية العراقية -كما وصف بذلك نفسه- بعضَ التساؤلات في بيانٍ له تضمَّن مطالبته لشيوخ العلم وطلبته السلفيين ببيان معنى صفات الله تبارك وتعالى وفقَ شروطٍ معيَّنة قد وضعها، وهي كما يلي: 1- أن يكون معنى الصفة في اللغة العربية وفقَ اعتقاد السلفيين. 2- أن […]

معنى الاشتقاق في أسماء الله تعالى وصفاته

مما يشتبِه على بعض المشتغلين بالعلم الخلطُ بين قول بعض العلماء: إن أسماء الله تعالى مشتقّة، وقولهم: إن الأسماء لا تشتقّ من الصفات والأفعال. وهذا من باب الخلط بين الاشتقاق اللغوي الذي بحثه بتوسُّع علماء اللغة، وأفردوه في مصنفات كثيرة قديمًا وحديثًا([1]) والاشتقاق العقدي في باب الأسماء والصفات الذي تناوله العلماء ضمن مباحث الاعتقاد. ومن […]

محنة الإمام شهاب الدين ابن مري البعلبكي في مسألة الاستغاثة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: فإن فصول نزاع شيخ الإسلام ابن تيمية مع خصومه طويلة، امتدت إلى سنوات كثيرة، وتنوَّعَت مجالاتها ما بين مسائل اعتقادية وفقهية وسلوكية، وتعددت أساليب خصومه في مواجهته، وسعى خصومه في حياته – سيما في آخرها […]

العناية ودلالتها على وحدانيّة الخالق

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ وجودَ الله تبارك وتعالى أعظمُ وجود، وربوبيّته أظهر مدلول، ودلائل ربوبيته متنوِّعة كثيرة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (إن دلائل الربوبية وآياتها أعظم وأكثر من كلّ دليل على كل مدلول) ([1]). فلقد دلَّت الآيات على تفرد الله تعالى بالربوبية على خلقه أجمعين، وقد جعل الله لخلقه أمورًا […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017