الجمعة - 11 ذو القعدة 1446 هـ - 09 مايو 2025 م

دعوى حضور النبي صلى الله عليه وسلم زمانًا ومكانًا عند الصلاة عليه..عرض ونقد

A A

استقرَّ عند أهل الإسلام قاطبة فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وقد دلَّت عليه الآيات والأحاديث الصحيحة الثابتة المروية في الصحيحين وغيرهما.

لكن بعض دعاة الصوفية قد تجاوز في ذلك إلى حدِّ الدعوى والفرية؛ فادَّعى بعضهم في مقطع صوتي عبر مواقع التواصل حضور النبي صلى الله عليه وسلم زمانًا ومكانًا عند الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم.

وقبل ذلك قال محمد بن العلوي المالكي: «نعم، إننا نعتقد أنه صلى الله عليه وسلم حيٌّ حياة برزخية كاملة لائقة بمقامه، وبمقتضى تلك الحياة الكاملة العليا تكون روحه جوالة سياحة في ملكوت الله سبحانه وتعالى، ويمكن أن تحضر مجالس الخير ومشاهد النور والعلم، وكذا أرواح خلص المؤمنين من أتباعه»([1]).

والعجب أن يُربط هذا الخيال أو غيره بالنصوص الثابتة، ويربط الواقع في الموالد ومجالس “الحضرة” وغيرها من الواقع البدعيّ وما ارتبط به بالنصوص الشريفة التي تعظِّم الاتباع وتمنع الابتداع، والمتأمّل للنصوص الصحيحة الثابتة يجد عكس الدعاوى المتخيَّلة والدجل المفترى.

فهل جاء في نصٍّ ثابت حضورُ النبي صلى الله عليه وسلمزمانًا ومكانًا، أم أنه من مخيلات العقول والهوى؟! وهل النصوص الواردة في فضل الصلاة والسلام على نبينا صلى الله عليه وسلم تحتمل هذه الدعوى الغيبية باستلزام حضوره لمجالس الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم؟!

وفي نقاط مختصرة نجمل القول:

أولًا: النصوص الدالة على فضل الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم، وأنه يردُّ الله عليه روحه؛ هل تقتضي أنَّ ردّ الروح حقيقيّ من جنس حياة البشر في الدنيا قبل الموت، أو أنها حياة برزخية مغايرة لها؟

الجواب: إن ردَّ الروح إلى البدن وعودها إلى الجسد بعد الموت لا يقتضي استمرارها فيه، ولا يستلزم حياة أخرى قبل يوم النشور نظير الحياة المعهودة في الدنيا، بل إعادة الروح إلى الجسد في البرزخ إعادة برزخية، لا تزيل عن الميت اسم الموت.

ويشهد لذلك ما ثبت في حديث البراء بن عازب رضي الله عنه الطويل المشهور في عذاب القبر ونعيمه في شأن الميت وحاله أنَّ روحه تُعاد إلى جسده، مع العلم بأنها غير مستمرة فيه، وأن هذه الإعادة ليست مستلزِمة لإثبات حياة مزيلة لاسم الموت، بل هي حياة برزخية؛ وإثبات بعض أنواع الموت لا ينافي الحياة، كما في الحديث الصحيح عن النبيصلى الله عليه وسلمأنه كان إذا استيقظ من النوم قال: «الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور»([2])([3]).

ويشهد لذلك أيضًا قوله صلى الله عليه وسلم: «أكثروا من الصلاة علي يوم الجمعة وليلة الجمعة؛ فإن صلاتكم معروضة علي»، قالوا: يا رسول الله، كيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرِمْتَ؟! فقال: «إن الله حرم على الأرض أجساد الأنبياء»([4]).

ثانيًا: إذا قلنا: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحضر، فهل يحضر بروحه أو بجسده؟

فهذا السؤال يوجه إلى من قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم يحضر الموالد، ويحضر للمصلي إذا قال المصلي: “السلام عليك أيها النبي”، ويقال له أيضًا: أي حضور تقصد؟ هل يحضر صلى الله عليه وسلم بروحه أو بجسده؟ وما الدليل على تعيين حضوره الروحي أو الجسدي؟

فإذا كان الحضور بالجسد، فهذا كما يقول بعضهم جرأة على مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم والحكم على جسده الشريف بما لا يعتقده إلا ملحد مفتر؛ يقول محمد بن علوي المالكي: «بعض الناس يظن ظنًّا باطلًا، لا أصل له عند أهل العلم فيما أعلم، بل عند أجهل الناس ممن يحضر المولد ويقوم مع القائمين، وذلك الظن السيّئ هو أن الناس يقومون معتقدين أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم يدخل إلى المجلس في تلك اللحظة بجسده الشريف، ويزيد سوء الظن ببعضهم فيرى البخور والطيب له، وأن الماء في وسط المجلس ليشرب منه، ولكن هذه الظنون لا تخطر ببال عاقل من المسلمين، وإننا نبرأ إلى الله من كل ذلك؛ لما في ذلك من الجراءة على مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم والحكم على جسده الشريف بما لا يعتقده إلا ملحد مفتر، وأمور البرزخ لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى. والنبي صلى الله عليه وسلم أعلى من ذلك وأكمل وأجل من أن يقال في حقه: إنه يخرج من قبره ويحضر بجسده في مجلس كذا في ساعة كذا. أقول: هذا افتراء محض، وفيه من الجراءة والوقاحة والقباحة ما لا يصدر إلا من مبغض حاقد أو جاهل معاند»([5]).

فتعيَّنَ أنهم يريدون أن روحه صلى الله عليه وسلم تحضر الاحتفال، وهذا يقرُّ به محمد بن علوي المالكي فيقول: «إننا نعتقد أنه صلى الله عليه وسلم حيٌّ حياة برزخية كاملة لائقة بمقامه، وبمقتضى تلك الحياة الكاملة العليا تكون روحه جوالة سياحة في ملكوت الله سبحانه وتعالى، ويمكن أن تحضر مجالس الخير ومشاهد النور والعلم، وكذا أرواح خلص المؤمنين من أتباعه»([6]).

فيقال له ولهم: إثبات مثل هذا يحتاج إلى دليل من الكتاب أو السنة، ولا دليل على ذلك، فأما التخرُّص واتباع الظنِّ فليس بدليل، لقول الله تعالى: {وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا} [النجم: 28]، وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إياكم والظن؛ فإن الظن أكذب الحديث»([7]).

وأما قولهم: إن روح النبي صلى الله عليه وسلم يمكن أن تحضر مجالس الخير ومشاهدة النور والعلم، وكذلك أرواح خلص المؤمنين من أتباعه:

فالجواب أن يقال: هذا من شطحات الصوفية وأتباعهم، والعاقل ينزه نفسه عن الإصغاء إلى هذه الشطحات والدعاوي الباطلة.

وقد قال الله تعالى: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} [الزمر: 42]، فالأنفس المرسلة هي أنفس الأحياء، وهي التي تجول مع أصحابها فيما شاؤوا من الأرض، وأما الأنفس التي قد أمسكها الله تعالى -وهي أنفس الموتى- فهذه لا يعلم بحالها إلا الله تعالى، ومن زعم أنها أو بعضها يجول ويسبح في ملكوت الله تعالى فقد تكلَّف ما لا علم له به، وقد قال الله تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [الإسراء: 36]([8]).

ثالثًا: إن أحاديث ردِّ السلام غاية ما فيها أن روح النبي صلى الله عليه وسلم تُرَدُّ لرد السلام، لا أنها مستقرة باقية في جسده كل وقت وحين، فضلًا عن أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم حاضرًا لمجالس الناس زمانًا ومكانًا:

فالأحاديث الصحيحة فرَّقت بين تسليم البعيد على النبي صلى الله عليه وسلم وتسليم القريب. وبيَّنت أن النبي صلى الله عليه وسلم يسمع سلام القريب، ويُبَلَّغُ سلام البعيد. ومن ذلك:

حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما من أحد يُسَلِّم عليّ إلا ردَّ الله عليّ روحي حتى أردَّ عليه السلام»([9])، وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني عن أمتي السلام»([10])، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تجعلوا بيوتكم قبورا، ولا تجعلوا قبري عيدا؛ وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم»([11]).

فالرسول صلى الله عليه وسلم في قبره، والذي يزعمونه من أن الرسول صلى الله عليه وسلم يحضر مجالسهم والحضرة والموالد زورٌ ودجل، وإلا لما كان لإبلاغ الذين يبلغونه السلام حاجة.

فهذه الأدلة وغيرها فيها ردٌّ على من توهَّم أن النبي صلى الله عليه وسلم يكون حاضرًا مع ذاكره في كل مقام يذكر فيه بروحه الشريفة؛ لأنه لو كان الأمر على ما زعمه هذا المتكلّف القائل بغير علم لكان النبي صلى الله عليه وسلم يسمع سلام الذين يسلّمون عليه في الأقطار البعيدة والقريبة، ولا يحتاج إلى التبليغ من الملائكة([12]).

ومقصوده صلى الله عليه وسلم بقوله: «ما من رجل يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام» بيان حياته، وأنه يسمع السلام من القريب، وإذا صُلي وسُلِّم عليه مِن بعيد بُلِّـغ ذلك([13]).

وهذا السلام مشروع لمن كان يدخل الحجرة، وهو القريب الذي يردُّ النبي صلى الله عليه وسلم على صاحبه.

وأما السلام المطلق الذي يفعل خارج الحجرة وفي كل مكان فهو مثل السلام عليه في الصلاة، وذلك مثل الصلاة عليه، والله هو الذي يصلي عشرًا على من يصلي عليه مرة، ويسلم عشرًا على من يسلم عليه مرة. فهذا هو الذي أمِر به المسلمون خصوصًا للنبي صلى الله عليه وسلم بخلاف السلام عليه عند قبره؛ فإن هذا قدر مشترك بينه وبين جميع المؤمنين، فإن كل مؤمن يسلم عليه عند قبره كما يسلم عليه في الحياة عند اللقاء. وأما الصلاة والسلام في كل مكان وفي الصلاة على التعيين فهذا إنما أمر به في حق النبي صلى الله عليه وسلم، فهو الذي أمِر العباد أن يصلوا عليه ويسلموا تسليمًا([14]).

رابعًا: إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم تردُّ عليه روحه ويَرُدُّ، فأين النصوص الثابتة الدالة على حضوره زمانًا ومكانًا؟

ذلك أن من المعلوم أن حضور النبي صلى الله عليه وسلم -إن كان- فهو من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، ويجب أن يُقتصر فيه على مَورِد النّص، ولا يُتعدّى ويسترسل مع اللوازم البعيدة بلا برهان.

ومع هذا أيضًا يقال: إن رُوحَ النبي صلى الله عليه وسلم في أعلى عليين؛ لكونِه أفضل الخلق، وأعطاه الله الوسيلة، وهي أعلى منزلةٍ في الجنَّة.

وكما في الحديث السابق: «ما من أحد يُسلّم عليّ إلا رد الله عليّ روحي حتى أرد عليه السلام»، فهذا يدل على أن روحه صلى الله عليه وسلم ليست في جسده دائمًا، بل هي في أعلى عليين، ولها اتصال بجسده أحيانًا([15]).

خامسًا: هل الخطاب بـ”أيها النبي” وكاف الخطاب في التحيات بلفظ: “السلام عليكَ” يستلزم أن يكون موجودًا ليسمع النداء؟

لا يستلزم ذلك وجود النبي صلى الله عليه وسلم جسدًا أو روحًا، وذلك أن الأدلة الثابتة قد دلت على أن النبي صلى الله عليه وسلم يسمع عبر الملائكة المبلِّغة، وقد مرَّ بعضها، فحاله كمن يرسل خطابًا إلى غيره بضمائر المخاطبة، وفيها السؤال عن حاله، كأنه موجود يسمعه ويشاهده، وقد علم يقينًا أنه لا يسمعه أو يراه زمن إنشاء الرسالة.

وختامًا وبعد تجوالٍ مختصر وبقدر ما تحتمله هذه المقالة المختصرة، فإن هذه الدعوى لا أساس لها، وإنما هي من نسج الخيال الصوفي، يُلبَّس به على العوام في قالب وعظيّ مُهيّج للمشاعر، بلا تأصيل صحيح، ولا فهم منضبط بضوابط الكتاب والسنة الصحيحة.

ولو أن الإنسان أعطى النفس هواها ومناها، وبنى عليها أحكامًا وفضائل، لكان مآل أمره ونتاجه نسج ديانة جديدة وتخيّل عقائد فاسدة ما أنزل الله بها من سلطان.

والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) حول الاحتفال بالمولد النبوي الشريف (ص: 40-41).

([2]) أخرجه البخاري (6312).

([3]) ينظر: الصارم المنكي في الرد على السبكي لابن عبد الهادي (ص: 223).

([4]) رواه أحمد (16162)، وأبو داود (1047)، وصحح إسناده النووي في رياض الصالحين (1399)، وهو في السلسلة الصحيحة (‌‌1527).

([5]) حول الاحتفال بالمولد النبوي الشريف (ص: 40-41).

([6]) حول الاحتفال بالمولد (ص: 41).

([7]) رواه البخاري (6064).

([8]) ينظر: الرد القوي، للشيخ حمود التويجري (ص: 210-211).

([9]) رواه أبو داود (2041)، وصححه النووي في الأذكار (154)، والسخاوي في المقاصد الحسنة (436)، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (2266).

([10]) رواه أحمد (3666)، والدارمي (2816)، وصححه ابن حبان (914)، وهو السلسلة الصحيحة (2853).

([11]) رواه أحمد (8804)، وأبو داود (2042)، وحسنه ابن عبد الهادي في الصارم المنكي (207).

([12]) الرد القوي (ص: 209-234).

([13]) ينظر: منهاج السنة النبوية (2/ 442-443)، ومجموع الفتاوى (27/ 16)، وقاعدة عظيمة في الفرق بين عبادات أهل الإسلام والإيمان وعبادات أهل الشرك والنفاق (ص: 57).

([14]) مجموع الفتاوى (27/ 324-325).

([15]) ينظر: الرد على البردة لأبي بطين (ص: 50)، والضياء الشارق لابن سحمان (ص: 628)، وفتاوى اللجنة الدائمة (1/ 471).

التعليقات مغلقة.

جديد سلف

ترجمة الشيخ أ. د. أحمد بن علي سير مباركي (1368-1446هـ/ 1949-2025م)(1)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اسمه ونسبه: هو الشَّيخ الأستاذ الدكتور أحمد بن علي بن أحمد سير مباركي. مولده: كان مسقط رأسه في جنوب المملكة العربية السعودية، وتحديدًا بقرية المنصورة التابعة لمحافظة صامطة، وهي إحدى محافظات منطقة جازان، وذلك عام 1365هـ([2]). نشأته العلمية: نشأ الشيخ نشأتَه الأولى في مدينة جيزان في مسقط رأسه قرية […]

(الاستواء معلوم والكيف مجهول) نصٌ في المسألة، وعبث العابثين لا يلغي النصوص

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. فقد طُبِع مؤخرًا كتاب كُتِبَ على غلافه: (الاستواء معلوم والكيف مجهول: تقرير لتفويض المعنى لا لإثباته عند أكثر من تسعين إمامًا مخالفين لابن تيمية: فكيف تم تحريف دلالتها؟). وعند مطالعة هذا الكتاب تعجب من مؤلفه […]

التصوف بين منهجين الولاية نموذجًا

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: منذ أن نفخ الله في جسد آدم الروح، ومسح على ظهره، وأخذ العهد على ذريته أن يعبدوه، ظلّ حادي الروح يحدوها إلى ربها، وصوت العقل ينادي عليها بالانحياز للحق والتعرف على الباري، والضمير الإنساني يؤنّب الإنسان، ويوبّخه حين يشذّ عن الفطرة؛ فالخِلْقَة البشرية والهيئة الإنسانية قائلة بلسان الحال: […]

ابن تيميَّـة والأزهر.. بين التنافر و الوِفاق

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يُعد شيخ الإسلام ابن تيمية أحد كبار علماء الإسلام الذين تركوا أثرًا عظيمًا في الفقه والعقيدة والتفسير، وكان لعلمه واجتهاده تأثير واسع امتدّ عبر الأجيال. وقد استفاد من تراثه كثير من العلماء في مختلف العصور، ومن بينهم علماء الأزهر الشريف الذين نقلوا عنه، واستشهدوا بأقواله، واعتمدوا على كتبه […]

القول بالصرفة في إعجاز القرآن بين المؤيدين والمعارضين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ الآياتِ الدالةَ على نبوّة محمدٍ صلى الله عليه وسلم كثيرة كثرةَ حاجة الناس لمعرفة ذلك المطلَب الجليل، ثم إن القرآن الكريم هو أجلّ تلك الآيات، فهو معجزة النبي صلى الله عليه وسلم المستمرّة على تعاقُب الأزمان، وقد تعدَّدت أوجه إعجازه في ألفاظه ومعانيه، ومع ما بذله المسلمون […]

الطاقة الكونية مفهومها – أصولها الفلسفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تمهيد: إن الله عز وجل خلق الإنسان، وفطره على التوحيد، وجعل في قلبه حبًّا وميلًا لعبادته سبحانه وتعالى، قال الله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [الروم: 30]، قال السعدي رحمه الله: […]

موقف الليبرالية من أصول الأخلاق

مقدمة: تتميَّز الرؤية الإسلامية للأخلاق بارتكازها على قاعدة مهمة تتمثل في ثبات المبادئ الأخلاقية وتغير المظاهر السلوكية، فالأخلاق محكومة بمعيار رباني ثابت يحدد مسارها، ويمنع تغيرها وتبدلها تبعًا لتغير المزاج البشري، فحسنها ثابت الحسن أبدًا، وقبيحها ثابت القبح أبدًا، إذ هي تحمل صفات ثابتة في ذاتها تتميز من خلالها مدحًا أو ذمًّا خيرًا أو شرًّا([1]). […]

حجاب الله تعالى -دراسة عقدية-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: معرفة الله سبحانه وتعالى هي قوت القلوب، ومحفِّزها نحو الترقِّي في مقامات العبودية، وكلما عرف الإنسان ربَّه اقترب إليه وأحبَّه، والقلبُ إذا لم تحرِّكه معرفةُ الله حقَّ المعرفة فإنه يعطب في الطريق، ويستحوذ عليه الكسل والانحراف ولو بعد حين، وكلما كان الإنسان بربه أعرف كان له أخشى […]

ترجمة الشَّيخ د. عبد الله بن محمد الطريقي “‏‏أستاذ الفقه الطبي والتاريخ الحنبلي” (1366-1446هـ/ 1947-2024م)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   اسمه ونسبه([1]): هو الشيخ الأستاذ الدكتور عبد الله بن محمد بن أحمد بن عبد المحسن بن عبد الله بن حمود بن محمد الطريقي، الودعاني الدوسري نسبًا. مولده: كان مسقط رأسه في الديار النجدية بالمملكة العربية السعودية، وتحديدا في ناحية الروضة الواقعة جنوبي البلدة (العَقْدَة) -ويمكن القول بأنه حي من […]

ضبط السنة التشريعية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: السنة النبوية لها مكانة رفيعة في التشريع الإسلامي، فهي المصدر الثاني بعد القرآن الكريم، وهي التطبيق العملي لما جاء فيه، كما أنها تبيّن معانيه وتوضّح مقاصده. وقد وردت آيات وأحاديث كثيرة تأمر بطاعة النبي صلى الله عليه وسلم والعمل بسنته، وتحذّر من مخالفته أو تغيير سنته، وتؤكد أن […]

القواعد الأصولية لفهم إطلاقات السلف والتوفيق بينها وبين تطبيقاتهم العملية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تُعدّ مسألة التعامل مع أقوال السلَف الصالح من أهمّ القضايا التي أُثيرت في سياق دراسة الفكر الإسلامي، خاصةً في موضوع التكفير والتبديع والأحكام الشرعية المتعلقة بهما؛ وذلك لارتباطها الوثيق بالحكم على الأفراد والمجتمعات بالانحراف عن الدين، مما يترتب عليه آثار جسيمة على المستوى الفردي والجماعي. وقد تعامل العلماء […]

التدرج في تطبيق الشريعة.. ضوابط وتطبيقات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن الله تعالى أرسل الرسل وأنزل الكتب ليقوم الناس الناس بالقسط، قال تعالى: ﴿‌لَقَدۡ ‌أَرۡسَلۡنَا ‌رُسُلَنَا بِٱلۡبَيِّنَٰتِ وَأَنزَلۡنَا مَعَهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡمِيزَانَ لِيَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلۡقِسۡطِ﴾ [الحديد: 25] أي: “ليعمل الناس بينهم بالعدل”[1]. والكتاب هو النقل المُصَدَّق، والميزان هو: “العدل. قاله مجاهد وقتادة وغيرهما”[2]، أو “ما يعرف به العدل”[3]. وهذا […]

تأطير المسائل العقدية وبيان مراتبها وتعدّد أحكامها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إنَّ علمَ العقيدة يُعدُّ من أهم العلوم الإسلامية التي ينبغي أن تُعنى بالبحث والتحرير، وقد شهدت الساحة العلمية في العقود الأخيرة تزايدًا في الاهتمام بمسائل العقيدة، إلا أن هذا الاهتمام لم يكن دائمًا مصحوبًا بالتحقيق العلمي المنهجي، مما أدى إلى تداخل المفاهيم وغموض الأحكام؛ فاختلطت القضايا الجوهرية مع […]

توظيف التاريخ في تعزيز مسائل العقيدة والحاضر العقدي

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إنَّ دراسةَ التاريخ الإسلاميِّ ليست مجرَّدَ استعراضٍ للأحداث ومراحل التطور؛ بل هي رحلة فكرية وروحية تستكشف أعماقَ العقيدة وتجلّياتها في حياة الأمة، فإنَّ التاريخ الإسلاميَّ يحمل بين طياته دروسًا وعبرًا نادرة، تمثل نورًا يُضيء الدروب ويعزز الإيمان في قلوب المؤمنين. وقد اهتم القرآن الكريم بمسألة التاريخ اهتمامًا بالغًا […]

تصفيد الشياطين في رمضان (كشف المعنى، وبحثٌ في المعارضات)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  تمهيد يشكِّل النصُّ الشرعي في المنظومة الفكرية الإسلامية مرتكزًا أساسيًّا للتشريع وبناء التصورات العقدية، إلا أن بعض الاتجاهات الفكرية الحديثة -ولا سيما تلك المتبنِّية للنزعة العقلانية- سعت إلى إخضاع النصوص الشرعية لمنطق النقد العقلي المجرد، محاولةً بذلك التوفيق بين النصوص الدينية وما تصفه بالواقع المادي أو مقتضيات المنطق الحديث، […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017