الأحد - 20 جمادى الآخر 1446 هـ - 22 ديسمبر 2024 م

دعوى حضور النبي صلى الله عليه وسلم زمانًا ومكانًا عند الصلاة عليه..عرض ونقد

A A

استقرَّ عند أهل الإسلام قاطبة فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وقد دلَّت عليه الآيات والأحاديث الصحيحة الثابتة المروية في الصحيحين وغيرهما.

لكن بعض دعاة الصوفية قد تجاوز في ذلك إلى حدِّ الدعوى والفرية؛ فادَّعى بعضهم في مقطع صوتي عبر مواقع التواصل حضور النبي صلى الله عليه وسلم زمانًا ومكانًا عند الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم.

وقبل ذلك قال محمد بن العلوي المالكي: «نعم، إننا نعتقد أنه صلى الله عليه وسلم حيٌّ حياة برزخية كاملة لائقة بمقامه، وبمقتضى تلك الحياة الكاملة العليا تكون روحه جوالة سياحة في ملكوت الله سبحانه وتعالى، ويمكن أن تحضر مجالس الخير ومشاهد النور والعلم، وكذا أرواح خلص المؤمنين من أتباعه»([1]).

والعجب أن يُربط هذا الخيال أو غيره بالنصوص الثابتة، ويربط الواقع في الموالد ومجالس “الحضرة” وغيرها من الواقع البدعيّ وما ارتبط به بالنصوص الشريفة التي تعظِّم الاتباع وتمنع الابتداع، والمتأمّل للنصوص الصحيحة الثابتة يجد عكس الدعاوى المتخيَّلة والدجل المفترى.

فهل جاء في نصٍّ ثابت حضورُ النبي صلى الله عليه وسلمزمانًا ومكانًا، أم أنه من مخيلات العقول والهوى؟! وهل النصوص الواردة في فضل الصلاة والسلام على نبينا صلى الله عليه وسلم تحتمل هذه الدعوى الغيبية باستلزام حضوره لمجالس الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم؟!

وفي نقاط مختصرة نجمل القول:

أولًا: النصوص الدالة على فضل الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم، وأنه يردُّ الله عليه روحه؛ هل تقتضي أنَّ ردّ الروح حقيقيّ من جنس حياة البشر في الدنيا قبل الموت، أو أنها حياة برزخية مغايرة لها؟

الجواب: إن ردَّ الروح إلى البدن وعودها إلى الجسد بعد الموت لا يقتضي استمرارها فيه، ولا يستلزم حياة أخرى قبل يوم النشور نظير الحياة المعهودة في الدنيا، بل إعادة الروح إلى الجسد في البرزخ إعادة برزخية، لا تزيل عن الميت اسم الموت.

ويشهد لذلك ما ثبت في حديث البراء بن عازب رضي الله عنه الطويل المشهور في عذاب القبر ونعيمه في شأن الميت وحاله أنَّ روحه تُعاد إلى جسده، مع العلم بأنها غير مستمرة فيه، وأن هذه الإعادة ليست مستلزِمة لإثبات حياة مزيلة لاسم الموت، بل هي حياة برزخية؛ وإثبات بعض أنواع الموت لا ينافي الحياة، كما في الحديث الصحيح عن النبيصلى الله عليه وسلمأنه كان إذا استيقظ من النوم قال: «الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور»([2])([3]).

ويشهد لذلك أيضًا قوله صلى الله عليه وسلم: «أكثروا من الصلاة علي يوم الجمعة وليلة الجمعة؛ فإن صلاتكم معروضة علي»، قالوا: يا رسول الله، كيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرِمْتَ؟! فقال: «إن الله حرم على الأرض أجساد الأنبياء»([4]).

ثانيًا: إذا قلنا: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحضر، فهل يحضر بروحه أو بجسده؟

فهذا السؤال يوجه إلى من قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم يحضر الموالد، ويحضر للمصلي إذا قال المصلي: “السلام عليك أيها النبي”، ويقال له أيضًا: أي حضور تقصد؟ هل يحضر صلى الله عليه وسلم بروحه أو بجسده؟ وما الدليل على تعيين حضوره الروحي أو الجسدي؟

فإذا كان الحضور بالجسد، فهذا كما يقول بعضهم جرأة على مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم والحكم على جسده الشريف بما لا يعتقده إلا ملحد مفتر؛ يقول محمد بن علوي المالكي: «بعض الناس يظن ظنًّا باطلًا، لا أصل له عند أهل العلم فيما أعلم، بل عند أجهل الناس ممن يحضر المولد ويقوم مع القائمين، وذلك الظن السيّئ هو أن الناس يقومون معتقدين أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم يدخل إلى المجلس في تلك اللحظة بجسده الشريف، ويزيد سوء الظن ببعضهم فيرى البخور والطيب له، وأن الماء في وسط المجلس ليشرب منه، ولكن هذه الظنون لا تخطر ببال عاقل من المسلمين، وإننا نبرأ إلى الله من كل ذلك؛ لما في ذلك من الجراءة على مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم والحكم على جسده الشريف بما لا يعتقده إلا ملحد مفتر، وأمور البرزخ لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى. والنبي صلى الله عليه وسلم أعلى من ذلك وأكمل وأجل من أن يقال في حقه: إنه يخرج من قبره ويحضر بجسده في مجلس كذا في ساعة كذا. أقول: هذا افتراء محض، وفيه من الجراءة والوقاحة والقباحة ما لا يصدر إلا من مبغض حاقد أو جاهل معاند»([5]).

فتعيَّنَ أنهم يريدون أن روحه صلى الله عليه وسلم تحضر الاحتفال، وهذا يقرُّ به محمد بن علوي المالكي فيقول: «إننا نعتقد أنه صلى الله عليه وسلم حيٌّ حياة برزخية كاملة لائقة بمقامه، وبمقتضى تلك الحياة الكاملة العليا تكون روحه جوالة سياحة في ملكوت الله سبحانه وتعالى، ويمكن أن تحضر مجالس الخير ومشاهد النور والعلم، وكذا أرواح خلص المؤمنين من أتباعه»([6]).

فيقال له ولهم: إثبات مثل هذا يحتاج إلى دليل من الكتاب أو السنة، ولا دليل على ذلك، فأما التخرُّص واتباع الظنِّ فليس بدليل، لقول الله تعالى: {وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا} [النجم: 28]، وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إياكم والظن؛ فإن الظن أكذب الحديث»([7]).

وأما قولهم: إن روح النبي صلى الله عليه وسلم يمكن أن تحضر مجالس الخير ومشاهدة النور والعلم، وكذلك أرواح خلص المؤمنين من أتباعه:

فالجواب أن يقال: هذا من شطحات الصوفية وأتباعهم، والعاقل ينزه نفسه عن الإصغاء إلى هذه الشطحات والدعاوي الباطلة.

وقد قال الله تعالى: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} [الزمر: 42]، فالأنفس المرسلة هي أنفس الأحياء، وهي التي تجول مع أصحابها فيما شاؤوا من الأرض، وأما الأنفس التي قد أمسكها الله تعالى -وهي أنفس الموتى- فهذه لا يعلم بحالها إلا الله تعالى، ومن زعم أنها أو بعضها يجول ويسبح في ملكوت الله تعالى فقد تكلَّف ما لا علم له به، وقد قال الله تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [الإسراء: 36]([8]).

ثالثًا: إن أحاديث ردِّ السلام غاية ما فيها أن روح النبي صلى الله عليه وسلم تُرَدُّ لرد السلام، لا أنها مستقرة باقية في جسده كل وقت وحين، فضلًا عن أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم حاضرًا لمجالس الناس زمانًا ومكانًا:

فالأحاديث الصحيحة فرَّقت بين تسليم البعيد على النبي صلى الله عليه وسلم وتسليم القريب. وبيَّنت أن النبي صلى الله عليه وسلم يسمع سلام القريب، ويُبَلَّغُ سلام البعيد. ومن ذلك:

حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما من أحد يُسَلِّم عليّ إلا ردَّ الله عليّ روحي حتى أردَّ عليه السلام»([9])، وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني عن أمتي السلام»([10])، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تجعلوا بيوتكم قبورا، ولا تجعلوا قبري عيدا؛ وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم»([11]).

فالرسول صلى الله عليه وسلم في قبره، والذي يزعمونه من أن الرسول صلى الله عليه وسلم يحضر مجالسهم والحضرة والموالد زورٌ ودجل، وإلا لما كان لإبلاغ الذين يبلغونه السلام حاجة.

فهذه الأدلة وغيرها فيها ردٌّ على من توهَّم أن النبي صلى الله عليه وسلم يكون حاضرًا مع ذاكره في كل مقام يذكر فيه بروحه الشريفة؛ لأنه لو كان الأمر على ما زعمه هذا المتكلّف القائل بغير علم لكان النبي صلى الله عليه وسلم يسمع سلام الذين يسلّمون عليه في الأقطار البعيدة والقريبة، ولا يحتاج إلى التبليغ من الملائكة([12]).

ومقصوده صلى الله عليه وسلم بقوله: «ما من رجل يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام» بيان حياته، وأنه يسمع السلام من القريب، وإذا صُلي وسُلِّم عليه مِن بعيد بُلِّـغ ذلك([13]).

وهذا السلام مشروع لمن كان يدخل الحجرة، وهو القريب الذي يردُّ النبي صلى الله عليه وسلم على صاحبه.

وأما السلام المطلق الذي يفعل خارج الحجرة وفي كل مكان فهو مثل السلام عليه في الصلاة، وذلك مثل الصلاة عليه، والله هو الذي يصلي عشرًا على من يصلي عليه مرة، ويسلم عشرًا على من يسلم عليه مرة. فهذا هو الذي أمِر به المسلمون خصوصًا للنبي صلى الله عليه وسلم بخلاف السلام عليه عند قبره؛ فإن هذا قدر مشترك بينه وبين جميع المؤمنين، فإن كل مؤمن يسلم عليه عند قبره كما يسلم عليه في الحياة عند اللقاء. وأما الصلاة والسلام في كل مكان وفي الصلاة على التعيين فهذا إنما أمر به في حق النبي صلى الله عليه وسلم، فهو الذي أمِر العباد أن يصلوا عليه ويسلموا تسليمًا([14]).

رابعًا: إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم تردُّ عليه روحه ويَرُدُّ، فأين النصوص الثابتة الدالة على حضوره زمانًا ومكانًا؟

ذلك أن من المعلوم أن حضور النبي صلى الله عليه وسلم -إن كان- فهو من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، ويجب أن يُقتصر فيه على مَورِد النّص، ولا يُتعدّى ويسترسل مع اللوازم البعيدة بلا برهان.

ومع هذا أيضًا يقال: إن رُوحَ النبي صلى الله عليه وسلم في أعلى عليين؛ لكونِه أفضل الخلق، وأعطاه الله الوسيلة، وهي أعلى منزلةٍ في الجنَّة.

وكما في الحديث السابق: «ما من أحد يُسلّم عليّ إلا رد الله عليّ روحي حتى أرد عليه السلام»، فهذا يدل على أن روحه صلى الله عليه وسلم ليست في جسده دائمًا، بل هي في أعلى عليين، ولها اتصال بجسده أحيانًا([15]).

خامسًا: هل الخطاب بـ”أيها النبي” وكاف الخطاب في التحيات بلفظ: “السلام عليكَ” يستلزم أن يكون موجودًا ليسمع النداء؟

لا يستلزم ذلك وجود النبي صلى الله عليه وسلم جسدًا أو روحًا، وذلك أن الأدلة الثابتة قد دلت على أن النبي صلى الله عليه وسلم يسمع عبر الملائكة المبلِّغة، وقد مرَّ بعضها، فحاله كمن يرسل خطابًا إلى غيره بضمائر المخاطبة، وفيها السؤال عن حاله، كأنه موجود يسمعه ويشاهده، وقد علم يقينًا أنه لا يسمعه أو يراه زمن إنشاء الرسالة.

وختامًا وبعد تجوالٍ مختصر وبقدر ما تحتمله هذه المقالة المختصرة، فإن هذه الدعوى لا أساس لها، وإنما هي من نسج الخيال الصوفي، يُلبَّس به على العوام في قالب وعظيّ مُهيّج للمشاعر، بلا تأصيل صحيح، ولا فهم منضبط بضوابط الكتاب والسنة الصحيحة.

ولو أن الإنسان أعطى النفس هواها ومناها، وبنى عليها أحكامًا وفضائل، لكان مآل أمره ونتاجه نسج ديانة جديدة وتخيّل عقائد فاسدة ما أنزل الله بها من سلطان.

والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) حول الاحتفال بالمولد النبوي الشريف (ص: 40-41).

([2]) أخرجه البخاري (6312).

([3]) ينظر: الصارم المنكي في الرد على السبكي لابن عبد الهادي (ص: 223).

([4]) رواه أحمد (16162)، وأبو داود (1047)، وصحح إسناده النووي في رياض الصالحين (1399)، وهو في السلسلة الصحيحة (‌‌1527).

([5]) حول الاحتفال بالمولد النبوي الشريف (ص: 40-41).

([6]) حول الاحتفال بالمولد (ص: 41).

([7]) رواه البخاري (6064).

([8]) ينظر: الرد القوي، للشيخ حمود التويجري (ص: 210-211).

([9]) رواه أبو داود (2041)، وصححه النووي في الأذكار (154)، والسخاوي في المقاصد الحسنة (436)، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (2266).

([10]) رواه أحمد (3666)، والدارمي (2816)، وصححه ابن حبان (914)، وهو السلسلة الصحيحة (2853).

([11]) رواه أحمد (8804)، وأبو داود (2042)، وحسنه ابن عبد الهادي في الصارم المنكي (207).

([12]) الرد القوي (ص: 209-234).

([13]) ينظر: منهاج السنة النبوية (2/ 442-443)، ومجموع الفتاوى (27/ 16)، وقاعدة عظيمة في الفرق بين عبادات أهل الإسلام والإيمان وعبادات أهل الشرك والنفاق (ص: 57).

([14]) مجموع الفتاوى (27/ 324-325).

([15]) ينظر: الرد على البردة لأبي بطين (ص: 50)، والضياء الشارق لابن سحمان (ص: 628)، وفتاوى اللجنة الدائمة (1/ 471).

التعليقات مغلقة.

جديد سلف

هل مُجرد الإقرار بالربوبية يُنجِي صاحبه من النار؟

مقدمة: كثيرٌ ممن يحبّون العاجلة ويذرون الآخرة يكتفون بالإقرار بالربوبية إقرارًا نظريًّا؛ تفاديًا منهم لسؤال البدهيات العقلية، وتجنُّبا للصّدام مع الضروريات الفطرية، لكنهم لا يستنتجون من ذلك استحقاق الخالق للعبودية، وإذا رجعوا إلى الشرع لم يقبَلوا منه التفصيلَ؛ حتى لا ينتقض غزلهم مِن بعدِ قوة، وقد كان هذا حالَ كثير من الأمم قبل الإسلام، وحين […]

هل كان شيخ الإسلام أبو عثمان الصابوني أشعريًّا؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: مِن مسالك أهل الباطل في الترويج لباطلهم نِسبةُ أهل الفضل والعلم ومن لهم لسان صدق في الآخرين إلى مذاهبهم وطرقهم. وقديمًا ادَّعى اليهود والنصارى والمشركون انتساب خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام إلى دينهم وملَّتهم، فقال تعالى ردًّا عليهم في ذلك: ﴿‌مَا ‌كَانَ ‌إِبۡرَٰهِيمُ يَهُودِيّا وَلَا نَصۡرَانِيّا وَلَٰكِن كَانَ […]

هل علاقة الوهابية بالصوفية المُتسنِّنة علاقة تصادم؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تعتبر الصوفيةُ أحدَ المظاهر الفكرية في تاريخ التراث والفكر الإسلامي، وقد بدأت بالزهد والعبادة وغير ذلك من المعاني الطيِّبة التي يشتمل عليها الإسلام، ثم أصبحت فيما بعد عِلمًا مُستقلًّا يصنّف فيه المصنفات وتكتب فيه الكتب، وارتبطت بجهود عدد من العلماء الذين أسهموا في نشر مبادئها السلوكية وتعدَّدت مذاهبهم […]

مناقشة دعوى بِدعية تقسيم التوحيد

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة    مقدّمة: إن معرفة التوحيد الذي جاء به الأنبياء من أهم المهمّات التي يجب على المسلم معرفتها، ولقد جاءت آيات الكتاب العزيز بتوحيد الله سبحانه في ربوبيته وأنه الخالق الرازق المدبر، قال تعالى: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف: 54]، كما أمر الله تبارك وتعالى عباده […]

اتفاق علماء المسلمين على عدم شرط الربوبية في مفهوم العبادة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدّمة: كنّا قد ردَدنا في (مركز سلف) على أطروحة أحد المخالفين الذي راح يتحدّى فيها السلفيين في تحديد ضابط مستقيم للعبادة، وقد رد ردًّا مختصرًا وزعم أنا نوافقه على رأيه في اشتراط اعتقاد الربوبية؛ لما ذكرناه من تلازم الظاهر والباطن، وتلازم الألوهية والربوبية، وقد زعم أيضًا أن بعض العلماء […]

هل اختار السلفيون آراءً تخالف الإجماع؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: كثير من المزاعم المعاصرة حول السلفية لا تنبني على علمٍ منهجيٍّ صحيح، وإنما تُبنى على اجتزاءٍ للحقيقة دونما عرضٍ للحقيقة بصورة كاملة، ومن تلك المزاعم: الزعمُ بأنَّ السلفية المعاصرة لهم اختيارات فقهية تخالف الإجماع وتوافق الظاهرية أو آراء ابن تيمية، ثم افترض المخالف أنهم خالفوا الإجماع لأجل ذلك. […]

الألوهية والمقاصد ..إفراد العبادة لله مقصد مقاصد العقيدة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: مما يكاد يغيب عن أذهان بعض المسلمين اليوم أن العبودية التي هي أهمّ مقاصد الدين ليست مجرد شعائر وقتيّة يؤدّيها الإنسان؛ فكثير من المسلمين لسان حالهم يقول: أنا أعبدُ الله سبحانه وتعالى وقتَ العبادة ووقتَ الشعائر التعبُّدية كالصلاة والصيام وغيرها، أعبد الله بها في حينها كما أمر الله […]

تحقيق القول في زواج النبي ﷺ بأُمِّ المؤمنين زينب ومعنى (وتخفي في نفسك ما الله مبديه)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة لهج المستشرقون والمنصّرون بالطعن في مقام النبي صلى الله عليه وسلم بسبب قصة زواج النبي صلى الله عليه وسلم بأم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها، حتى قال الشيخ رشيد رضا رحمه الله: (دُعاة النصرانية يذكرون هذه الفرية في كل كتابٍ يلفِّقونه في الطعن على الإسلام، والنيل من […]

جُهود الشيخ صالح بن أحمد الْمُصَوَّعي في نشر الدعوة السلفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الشيخ صالح بن أحمد الْمُصَوَّعي من العلماء البارزين في القرن الرابع عشر الهجري، وقد برزت جهوده في خدمة الإسلام والمسلمين. وقد تأثر رحمه الله بالمنهج السلفي، وبذل جهودًا كبيرة في نشر هذا المنهج وتوعية الناس بأهميته، كما عمل على نبذ البدع وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي قد تنشأ في […]

صيانة الشريعة لحق الحياة وحقوق القتلى، ودفع إشكال حول حديث قاتل المئة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: إنّ أهلَ الأهواء حين لا يجدون إشكالًا حقيقيًّا أو تناقضًا -كما قد يُتوهَّم- أقاموا سوق الأَشْكَلة، وافترضوا هم إشكالا هشًّا أو مُتخيَّلًا، ونحن نهتبل فرصة ورود هذا الإشكال لنقرر فيه ولنثبت ونبرز تلك الصفحة البيضاء لصون الدماء ورعاية حقّ الحياة وحقوق القتلى، سدًّا لأبواب الغواية والإضلال المشرَعَة، وإن […]

برهان الأخلاق ودلالته على وجود الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ قضيةَ الاستدلال على وجود الله تعالى، وأنه الربّ الذي لا ربّ سواه، وأنه المعبود الذي استحقَّ جميع أنواع العبادة قضية ضرورية في حياة البشر؛ ولذا فطر الله سبحانه وتعالى الخلق كلَّهم على معرفتها، وجعل معرفته سبحانه وتعالى أمرًا ضروريًّا فطريًّا شديدَ العمق في وجدان الإنسان وفي عقله. […]

التوظيف العلماني للقرائن.. المنهجية العلمية في مواجهة العبث الفكري الهدّام

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة     مقدمة: حاول أصحاب الفكر الحداثي ومراكزُهم توظيفَ بعض القضايا الأصولية في الترويج لقضاياهم العلمانية الهادفة لتقويض الشريعة، وترويج الفكر التاريخي في تفسير النصّ، ونسبية الحقيقة، وفتح النص على كلّ المعاني، وتحميل النص الشرعي شططَهم الفكري وزيفَهم المروَّج له، ومن ذلك محاولتُهم اجترار القواعد الأصولية التي يظنون فيها […]

بين عُذوبة الأعمال القلبية وعَذاب القسوة والمادية.. إطلالة على أهمية أعمال القلوب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: تعاظمت وطغت المادية اليوم على حياة المسلمين حتى إن قلب الإنسان لا يكاد يحس بطعم الحياة وطعم العبادة إلا وتأتيه القسوة من كل مكان، فكثيرا ما تصطفُّ الجوارح بين يدي الله للصلاة ولا يحضر القلب في ذلك الصف إلا قليلا. والقلب وإن كان بحاجة ماسة إلى تعاهُدٍ […]

الإسهامات العلمية لعلماء نجد في علم الحديث.. واقع يتجاوز الشائعات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لا يخلو زمن من الأزمان من الاهتمام بالعلوم وطلبها وتعليمها، فتنشط الحركة التعليمية وتزدهر، وربما نشط علم معين على بقية العلوم نتيجة لاحتياج الناس إليه، أو خوفًا من اندثاره. وقد اهتم علماء منطقة نجد في حقبهم التاريخية المختلفة بعلوم الشريعة، يتعلمونها ويعلِّمونها ويرحلون لطلبها وينسخون كتبها، فكان أول […]

عرض وتعريف بكتاب: المسائل العقدية التي خالف فيها بعضُ الحنابلة اعتقاد السّلف.. أسبابُها، ومظاهرُها، والموقف منها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تمهيد: من رحمة الله عز وجل بهذه الأمة أن جعلها أمةً معصومة؛ لا تجتمع على ضلالة، فهي معصومة بكلِّيّتها من الانحراف والوقوع في الزّلل والخطأ، أمّا أفراد العلماء فلم يضمن لهم العِصمة، وهذا من حكمته سبحانه ومن رحمته بالأُمّة وبالعالـِم كذلك، وزلّة العالـِم لا تنقص من قدره، فإنه ما […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017