الخميس - 19 جمادى الأول 1446 هـ - 21 نوفمبر 2024 م

نبذة عن السعوديين الأوائل

A A

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة

 

مقدمة

من صاحب النص، ولماذا اختير للنشر؟

احتلت فرنسا الجزائر عام 1254هـ ومهما تكلم كثير من الوطنيين عن الصعوبات التي واجهت فرنسا في هذه العملية فإن الحقيقة تبقى أنها لم تواجه تلك الصعوبات التي كان ينبغي أن تواجهها من بلد مسلم عميق في تدينه تحكمه أيضاً روح القبيلة التي تزيد من صرامته وتمسكه بهويته؛ لكن لعل مما سهل المهمة للفرنسيين شيوع العقيدة الجبرية التي ترسخت في الناس بواسطة شيوع التصوف الذي يشجع هو أيضاً على الانكفاء على النفس وزعم أن صدق العلاقة بالخالق تعني التخلي الكامل عن شأن الحياة الدنيا والعيش في عالم من البدع والخرافات التي يلبسونها لباس العبادة؛ ولم يكن ذلك خاصاً بالمغرب الأوسط ]الجزائر] وإنما عاماً في معظم العالم الإسلامي الذي كان يعيش الظروف نفسها وواجه أيضاً ضروب الاحتلال بالطريقة نفسها.

وُوجهت فرنسا بثورة الأمير عبدالقادر بن محيي الدين، والذي اشتهر باسم الأمير عبدالقادر الجزائري وعملت على إخمادها بأشرس ما يمكنها أن تفعله وبألين وأخبث ما يمكنها أن تفعله، فمما فعلته العمل على إبطال المستند الشرعي لثورته على احتلال الكفار لبلاده، وذلك عبر استصدار فتوى من مشيخة الطريقة التيجانية الجزائرية لعظم انتشارها هناك، وضم ما يستطيعون من الطرق إليها، وكان المكلف بالتنسيق لذلك صاحب النص محل اهتمامنا هنا وهو ليون روش الجاسوس الفرنسي الذي نشأ في الجزائر وأتقن العربية واستطاع بهذه الأداة الوصول ليكون سكرتيرًا للأمير عبدالقادر؛ ولما كُلِّف بهذه المهمة اختفى من حاشية الأمير ونسق مع شيوخ الطريقة التيجانية ومع آخرين من زعماء الطرق وجعلهم يصدرون فتوى بحرمة القتال مع عبدالقادر ووجوب الانضمام إلى فرنسا؛ ثم انتقل بهذه الفتوى إلى القيروان وحصل على تأييد لها من علمائها، ثم انتقل إلى الأزهر في القاهرة وحقق النجاح ذاته، ثم انتهى به الأمر ليحقق النجاح الأعظم بتوقيع علماء مكة على هذه الفتوى ثم أخذ عليها توقيع حاكم مكة الذي سماه الشريف الأكبر، وهو الشريف محمد بن عون الذي تولى الشرافة سنة 1243هـ.

ومع أن رواية هذا الجاسوس حول الفتوى وتوقيعها بهذه السهولة مقبولة عقلاً، فإنه حتى الآن لا أعلم أنه يوجد شيء يُصَدِّقها واقعاً؛ فلم أقرأ أن هذه الفتوى موجودة في أي من خزائن الوثائق ولا المتاحف ولا نعلم غير اسمين أو ثلاثة من هذا الجم الغفير من العلماء الذين وقَّعوها؛ فإن صح مبلغ علمي فيكون هذا الجاسوس ليون روش كاذباً، وهؤلاء الجواسيس لا يوثق بكل ما يقولون إذ إن عملهم كله قائم على الكذب فالحيطة واجبة عند نقل ما يقولون ولو كان ما يقولونه من السوء مما لا يُستبعد عن مخالفينا.

والذي حملنا على اختيار هذا النص: أنه يتحدث عن الدولة السعودية ودعوتها الإصلاحية بالأسلوب نفسه الذي يتحدث به عنها خصومُها من الصوفية والرافضة وغيرهم، الأمر الذي يؤكد لنا القاسم المشترك بين دول الكفر والاحتلال وبين فِرَق البدع والضلالة من المسلمين، هو كره من يدعو إلى دين الله تعالى الذي جاء به الرسول ﷺ دون زيادة عليه أو نقصان فيه؛ وهذه الصورة التي نراها في كتابة ليون روش زمن الاحتلال العسكري للبلاد الإسلامية حيث تتفق مصالح الدولة العثمانية المتصوفة مع مصالح عدوتيها فرنسا وبريطانيا في القضاء على الدولة السعودية السلفية ترى ذلك اليوم يتكرر فنجد مصالح الدولة الصفوية البدعية والجماعات الصوفية يتفقون مع أعدائهم الغرب في العمل على حرب هذا المنهج السلفي بكل ما يستطيعون خيبهم الله وأعز أهل دينه بعزه.

والكتاب الذي انتزعنا منه هذا النص هو كتاب اثنان وثلاثون عاما في رحاب الإسلام لليون روش، وقد ترجَّم الجزءَ المتعلق بالرحلة إلى الحجاز الدكتور الفاضل محمد خير البقاعي حفظه الله؛ وقد نقل وفقه الله النص بما تمليه عليه آداب الترجمة من الأمانة والحياد، ومع ذلك أبت عليه نفسه الأبيَّة إلا أن يعلق في بعض المواطن منبهاً إلى خطأ المؤلف؛ لكنه بحكم أن الأصل في المُتَرْجِمِ والمُحَقِّق أن يعتنيا بالنص ليظهر كما أراده صاحبه لم يقف مع المؤلف في كل خطأ مقصود أو غير مقصود، فرأينا أن ننقل النص للقارئ الكريم مبقين على كل تعليقات المترجم المتعلقة بمعلومات النص متبعينها بقوسين مربعين [بقاعي]، وزدنا ما رأينا أن الرد عليه هو مقصد اختيار هذا النص.

وكان نشر الكتاب عام 1432هـ في دار جداول؛ والله الموفق والحمد لله أولا وآخرا.

 

                                                                                              د. محمد بن إبراهيم السعيدي

 

نبذة عن السعوديين([1])

بما أنني أتيتُ على ذكر اسم السعوديين، وقد صادفتني غالباً آثار غزواتهم في أرض الحجاز، أجد من المفيد أن أعرض هنا، في عدة سطور، نشأة الدعوة الإصلاحية ومذهبها، وألقي نظرة سريعة على مدى الانتشار الهائل لهذه الدعوة التي هدَّدت، بعد أن تنامت سلطتها الدنيوية، سيطرة الأتراك في جنوب الإمبراطورية العثمانية بأكمله، وعلى الأحداث التي أدت إلى تراجع تلك السلطة وتدميرها([2]).

ولد الشيخ محمد بن عبدالوهاب، رأس الدعوة الإصلاحية([3]) في نجد (قلب الجزيرة العربية) في بداية القرن الثامن عشر([4]). وبعد أن قام بعدد من الرحلات في طلب العلم إلى المراكز الدينية في بغداد ودمشق([5])  عاد إلى بلده، ونجح سريعاً في استقطاب أهل بلده جميعاً إلى مذهبه([6]) مُدَّعياً أنه ملهم([7]).

تقوم هذه الدعوة على الرجوع بالإسلام إلى الإيمان بالله وحده فقط. ولا ترى في محمد إلا إنساناً خصَّه الله بحبّه؛ وترفض اعتمادًا على ذلك المبالغة في تبجيله لأنه نبي([8]). وهي دعوة ترفض كل مظاهر البذخ والزينة في بناء المساجد([9])، وتطالب بهدم جميع القبب (أضرحة بقبة أو من دونها) مما شيد فوق قبور المرابطين الذين ترفض الدعوة كل الرفض تقديسهم؛ حتى إنها لا تستثني من ذلك القبة التي تعلو ضريح النبي محمد ﷺ([10]).

باختصار لا تقبل الدعوة بوجود أي وسيط بين العبد وربه. وتعارض كل مظاهر الترف([11])، وتطلب من المنتسبين إليها البساطة في المأكل والملبس. وإن الدرقاويين الذين تحدثت عن عدائهم الشديد للأمير عبدالقادر الجزائري متأثرون بالسعوديين([12]).

نصَّبَ([13])  الشيخ محمد بن عبدالوهاب ابن سعود، أمير الدرعية، عاصمة نجد التي تبعد قرابة أربعين فرسخاً عن الخليج العربي حاكماً مدنياً([14])، ومن حينها اتخذ السعوديون شعار: “إما النصر لعقيدتهم أو الموت”([15]). وانضم إليهم عدد من القبائل العربية، بعد أن أخضعها أتباع الدعوة الجديدة بقوة السلاح([16])، ووجد عبدالعزيز، خليفة ابن سعود، نفسه مذ ذاك على رأس جيش قوامه مئة ألف مقاتل([17]).

ولما لم يكن العثمانيون يمارسون سوى سلطة اسمية على الأقاليم البعيدة عن القسطنطينية فقد عمد السعوديون إلى غزو الأقاليم المتاخمة لتركيا وآسيا لسنين طويلة دون أن ينالوا جزاءهم([18]) .

 

ولم يستطع باشاوات بغداد الذين أمرتهم الدولة العثمانية([19])  بمواجهة هؤلاء المتمردين فعل شيء ضدهم مما أظهر عجزهم. لقد كان السعوديون الذين فرحوا بهذا العجز يطمعون بالكنوز المكدسة في حرمي مكة والمدينة([20]).

نشب نزاع بين شريفين من الأشراف كانا يطمحان إلى السلطة هما: غالب وعبدالمعين، تحالف هذا الأخير مع عبدالعزيز، إمام السعوديين الذي اغتنم هذه الفرصة ليحقق طموحاته وطموحات أتباع الدعوة التي تبناها، فأرسل ابنه سعود على رأس مئة ألف رجل، ليحارب جيش غالب الذي مني بهزيمة ساحقة، واستعاد عبدالمعين عرش مكة، لكن بأي ثمن!

قام السعوديون بقتل عدد من المسلمين الذين رفضوا اعتناق الدعوة الجديدة([21])، ونُهبت جميع كنوز الحرم المكيّ. جرى ذلك في عام 1803م([22]).

لقد عاد السعوديون إلى اجتياح إقليم الحجاز بعد بضع سنوات، ونهبوا القافلة المتوجهة إلى مكة([23])، واستولوا على هذه المدينة إضافة إلى جدة([24]) والمدينة التي كانت قد تصدت لهم في الغزوة الأولى، وانتصرت عليهم. ونشرت أخبار القتال الذعر في الأماكن المقدسة كلها، ونُهبت كل النفائس المكدسة حول ضريح النبي محمد ﷺ، وما زلنا نشهد، في كل خطوة، آثار الدمار الذي تسبب به هؤلاء المصلحون الأشداء([25]).

تأثّر الباب العالي، وبريطانيا نفسها من اتساع نفوذ تلك الدعوة، وهو نفوذ كان يهدد في الوقت نفسه الإمبراطورية العثمانية، ويؤدي إلى نضوب مصادر التجارة البريطانية في البحور التي تحيط بالجزيرة العربية. عقدت بريطانيا تحالفاً مع إمام مسقط([26])، ورجا سلطان القسطنطينية، عام 1810م، من محمد علي مساعدته في حربه ضد السعوديين. مُني الجيش الأول الذي قاده طوسون بيك، ابن باشا مصر، في البداية ببعض الهزائم، وكان عرضة لخطرٍ داهم لولا خيانة شريف مكّة الأكبر الذي تخلى عن السعوديين، واستمال إلى جانبه عددًا من القبائل العربية التي كانت من حلفائهم([27]).

سيطول الأمر كثيرًا لو سردتُ الآن الأحداث التي جرت إبان الصراع المشهود الذي خاضه السعوديون في حربهم ضد جيوش محمد علي، منذ عام 1810م حتى عام 1818م([28])، وهو صراع انتهى بالاستيلاء على مدينة الدرعية، عاصمتهم، وباستسلام أميرهم عبدالله، الذي أرسل إلى استانبول حيث أمر السلطان بقطع رأسه، وعلى الرغم من الأمان الذي كان قد أعطي له علناً([29]).

لا شك في أن محمد علي كان سيفشل فشلاً ذريعاً في حملته ضد السعوديين لولا ارتداد غالب، شريف مكّة الأكبر([30]) . التمس هذا الشريف الذي كان يتخوّف من طموح جيرانه الأشداء، ومن تشددهم الديني، بلا تبصر تدخل والي مصر الذي ساهمت سياسته المراوغة مساهمة كبيرة في إثارة شكوك الشريف غالب؛ لكنه سرعان ما أدرك الخطأ الذي ارتكبه عندما تخلى عن حلفائه القدماء، وبتعبير آخر، لقد وضع نفسه تحت وصاية محمد علي. وعندما رغب في استعادة استقلاليته كان قد سبق السيف العذل. لقد حقق باشا مصر إنجازين مهَّدّت لهما سياسته البارعة وهما: القضاء على نفوذ السعوديين، وفرض سلطته في الأماكن المقدسة.

حملت محاولات المقاومة التي قام بها غالب المسكين، الذي التجأ إلى قلعة مكة، محمد علي على التخلص من هذا العائق الأخير أمام تنفيذ مخططه؛ فاستدرجه إلى مقابلته، بذريعة ما، ثم سجنه وأرسله إلى إستانبول حيث لقي مصرعه بعد مدة وجيزة. ومنذ ذلك الحين أصبحت سلطة أشراف مكّة الكبار الدنيوية سلطة اسمية فقط.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) في الترجمة “نبذة عن السعوديين” وقد ذكر المترجم أن في الأصل نبذة عن الوهابيين.

([2]) الدولة السعودية ودعوتها الإصلاحية لم تقوما بتهديد أحد، ولكن اجتمع للدولة العثمانية عاملان جعلاها تعمل على حرب الدولة السعودية منذ نشأتها، الأول: أن الدولة العثمانية كانت تعمل على أي مشروع سياسي يهدف إلى جمع أبناء نجد تحت سلطة سياسية واحدة؛ ولذلك كانت تُسلِّط أشراف الحجاز لغزو نجد لإسقاط أي كيان يظهر ثم يعودون إلى بلادهم ويتركون نجدًا كما كانت من قبل، ومن ذلك غزو الشريف الحسن بن أبي نمي سنة 989هـ معكالاً وهي عاصمة بني شبيب، قال العصامي عن هذه الغزوة بعد أن ذكر أن سببها خروجهم على الدولة العثمانية: “فوصل دارهم وقاتلهم فيها احتقارًا بهم… وطال مقامه فيهم حتى استأصل أهل الدار، رجالاً وأموالاً، وكل من كان إليها إلفا” سمط النجوم العوالي، 4/378؛ العامل الآخر: كره الدولة العثمانية لأي دعوة إصلاحية تجديدية، فكانت محاربة كل دعوة فيها إصلاح وتجديد مالم تكن صوفية خرافية، ولذلك حاربوا دعوة البركوي [تـ 981هـ] وقاضي زادة [تـ 840هـ] ومحمد بن سليمان الروداني [تـ 1049هـ] وكلها دعوات كانت قبل دعوة الشيخ محمد والدولة السعودية الأولى؛ ثم حاربوا دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب من بداية ظهورها، أي قبل أن تكبر دولة آل سعود أو تشكل خطرًا على الدولة العثمانية، وذلك سنة 1162هـ، كما روى ذلك إسماعيل حقي في كتابه أشراف مكة في العهد العثماني وأحمد زيني دحلان في رسالته فتنة الوهابية؛ وقد أرسل العثمانيون للقضاء على الدولة السعودية الأولى عدة حملات من العراق والحجاز تجد تفاصيلها في كتب التاريخ، ولم يجد حكام الدولة السعودية بُدا من مهاجمة الحجاز والشام والعراق لقطع ما يأتيهم منها من شرور؛ وحين دخل الإمام سعود الحجاز واحتوى على مكة سنة 1216هـ أبقى الأشرافَ على ولايتهم لها إلى أن أعاد محمد علي باشا ولاية الدولة العثمانية لها وصادر الشريفَ غالباً ونفاه إلى إسطنبول.

([3]) شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب هو العالم المجدد، الصادع بالحق الآمر بالمعروف الناهي عن المنكر، أما رأس الدعوة وصاحب الفضل بعد الله في بقائها وانتشارها فهم القادة السياسيون من أئمة آل سعود رحمهم الله الذين نصروها وكان لهم الفضل في نشرها حتى بعد وفاة شيخ الإسلام بعشرات السنين ولكل فضل رحمهم الله جميعاً.

([4]) ولد في 1115هـ يوافقه 1703م وتوفي في 1206هـ يوافقه 1791م.

([5]) لم يسافر الشيخ رحمه الله في طلب العلم إلا إلى الأحساء والبصرة والزبير والحرمين؛ أما دمشق وما يقال عن رحلته لبلاد فارس فلم يثبت منه شيء.

([6]) غير صحيح، فإنه لم يستقطب أهل بلدته حريملاء بل تبعه بعضهم، ولما بدأت دعوته في الظهور حاول بعض مواليهم قتله فخرج من عندهم إلى العيينة؛ علماء نجد خلال ثمانية قرون، 1/149.

([7]) لم نجد في أدبيات دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب مثل هذا الادعاء الذي يبتعد كل البعد عن مبادئها. ويتناقض مع ما سيذكره روش نفسه بعد قليل. وقد استبدلت بمصطلح الوهابيين مصطلح السعوديين، وبمصطلح الوهابية الدعوة الإصلاحية احتراماً للمنطقية التاريخية الدالة على الدعوة. فقد ذكر لويس بلي أن أتباع الدعوة كان يسمون أنفسهم رجال ابن سعود أيضاً. وانظر في حياة الشيخ ومؤلفاته كتاب الأستاذ الدكتور أحمد الضبيب… وكتاب الدكتور عبدالله الصالح العثيمين.

ودعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب والدولة السعودية في طوريها الأول والثاني، وتطور فقه الدعوة، قبل تدمير الدرعية وبعده، يحتاج إلى دراسات ما زالت مراكز الأبحاث في المملكة معرضة عنها. [د. البقاعي].

([8]) هذا من المغالطات التي تم الترويج لها بغية تشويه الدعوة السلفية، لأن الإيمان بالله وحده فقط، دون الإيمان برسوله محمد ﷺ، ودون العمل بمقتضى هاتين الشهادتين ليس هو الإسلام بل هو كفر بإجماع الأمة لذلك ليس هذا هو ما نادى به الشيخ محمد بن عبدالوهاب وليس هو ما نادى به أئمة الدولة السعودية وعملوا على نشره في أقطار الجزيرة العربية وفي الآفاق؛ وإنما قامت الدعوة السلفية على العمل بتعاليم الدين الحنيف والتي لا يدل عليها نص قرآني ولا حديث نبوي ولم يكن عليها صحابة رسول الله ﷺ.

أما النبي ﷺ فيجب تبجيله لأنه نبي؛ بل يجب المبالغة في تبجيله وحبه أعظم من النفس والوالد والولد؛ ومن تبجيله اتباعه أشد الاتباع والعمل بجميع ما أمر مالم يعجز العبد عن العمل بدرجاته المعروفة من الاستحباب والوجوب، والانتهاء عما نهى عنه وزجر، ومن اتباعه عدم إحداث شيء في الدين الذي جاء به ﷺ؛ ويراجع في ذلك كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبدالوهاب وشروحه المعروفة.

([9]) رأي علماء الدعوة السلفية هو الاقتصاد في تزيين المساجد وعدم الإسراف في ذلك لورود السنة بكراهة الزخرفة للمساجد وكونها من علامات الساعة كما في أبي داود قال ﷺ: “ما أمرت بتشييد المساجد”، قال ابن عباس ﭭ: “لتزخرفنها كما زخرفت اليهود والنصارى” 1/122.

وقال الشيخ سعيد بن محجن رحمه الله [تـ 1229] وهو من علماء الدعوة: “فليعلم السائل: أن من أراد بناء مسجد فليبنه على الاقتصاد، وأن الزخرفة مكروهة، وأن من بنى بها لاينكر عليه لقصة عثمان” الدرر السنية، 4/267؛ قلت وقصة عثمان: أنه حين وسع مسجد رسول الله بنى السواري بأحجار منقوشة والجدار بأحجار منقوشة.

([10]) نعم تطالب الدعوة السلفية بهدم جميع القبب على القبور وهدم المرتفع من الأضرحة، وذلك امتثالاً لأمر رسول الله ﷺ فيما رواه علي بن أبي طالب ﭬ أنه قال لهياج بن المعتمر: “ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله ﷺ: أن لاتدع تمثالاً إلا طمسته ولا قبرًا مشرفاً إلا سويته” رواه مسلم 2/666.

وبالفعل قامت الدولة السعودية الأولى بهدم جميع القباب والأضرحة خلا القبة المبنية على قبر رسول الله ﷺ؛ ثم عادت هذه القبب والأضرحة بعد سقوط الدولة السعودية الأولى، وفي عهد الدولة السعودية الثالثة هدمت من جديد خلا القبة المبنية على قبر رسول الله ﷺ.

ولم يُطالب الشيخ محمد بن عبدالوهاب ولا علماء الدعوة من بعده بهدم القبة التي في المسجد النبوي، وما نُقل عن الشيخ محمد في ذلك كذب كله، وكان أول من كذبها عليه سليمان بن سحيم، فرد على ذلك الشيخ في رسالته إلى محمد بن سحيم وقال ” سبحانك هذا بهتان عظيم” الدرر السنية، 1/34.

ولا شك: أن بناء هذه القبة على حجرة عائشة ڤ بدعة، ولكن في هدمها ضرر عظيم أكبر من مصلحة هدمها من تفريق المسلمين؛ فلا ضير من بقائها، وتعليم الناس أن قصد القبور بالبناء مخالف للسنة، وأن هذه القبة ليست تشريعاً؛ بل لم تفعلها الأمة طيلة سبعة قرون حتى أواسط دولة المماليك، بناها السلطان المنصور بن قلاوون سنة 678هـ، انظر: تاريخ المدينة لقطب الدين النهرواني ص175.

([11]) لا تعارض الدعوة كل مظاهر الترف، بل تعارض ما كان منها تبذيرًا وإسرافاً في غير محله، أما أن يوسع الإنسان على نفسه وأهله وفي مأكله وملبسه ومركبه ومسكنه بما يملك مع أدائه ما يجب عليه من نفقه وزكاة وصدقة، فهذا مما لا تمنع منه الدعوة لأنه مباح في كتاب الله وسنة رسوله، قال تعالى: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُون} [سورة الأعراف:32]. وقد أشاع خصوم الدعوة هذا عنها تنفيرًا للقادة والأمراء والأثرياء عن التأثر بها، مع أن من يرفضون زينة الله ويوجبون الرهبانية على أتباعهم هم الصوفية الذين ينتمي إليهم أكثر الخصوم.

([12]) هم أتباع موسى بن الحسن الدرقاوي الذي كان مجاهدًا مع الأمير عبدالقادر الجزائري، ولما وقع الأمير عبدالقادر معاهدة دي مشال مع فرنسا سنة 1834م أعلن انفصاله وشن الحرب على كل من فرنسا والأمير عبدالقادر؛ وظل يتنقل في الجزائر ويقود الحملات ضد الفرنسيين حتى تمكنوا منه وقطعوا رأسه رحمه الله وأرسلوه إلى فرنسا سنة 1849م؛ وقبل سنوات استعادت الجزائر رفاته من فرنسا؛ ولقب الدرقاوي نسبة للطريقة الدرقاوية الصوفية وما ذكر ليون روش من تأثرها بالوهابيين ربما يكون ذلك صحيحاً في باب جهاد الكفار الغزاة كما تأثرت بالسلفيين في ذلك مناطق عديدة من العالم الإسلامي كالهند ونيجيريا وليبيا والجزائر والمغرب، أما في باب التوحيد فلا أدري عن مدى تأثرهم إن كان.

([13]) ليس هناك تنصيب، وإنما كان تحالفاً مباركاً بين الإمام محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبدالوهاب رحم الله الجميع. [البقاعي]. فقد كان الإمام محمد بن سعود حاكماً للدرعية من عام (1139هـ) أي قبل وفادة الشيخ عليه بثمانية عشر عاماً.

([14]) لم تقم الدولة السعودية على تقسيم السلطة إلى دينية ومدنية؛ بل هذا من تأثر الكاتب بتراثه الغربي المسيحي، أما في الإسلام فالدين حاكم على كل شيء وأئمة الدولة السعودية ومن ثَمَّ ملوكها مرجعيتهم في حكمهم إلى كتاب الله وسنة رسوله ﷺ.

([15]) هذا الشعار من كيس المؤلف ولا أعرف أحدًا من أئمة آل سعود رفعه كشعار يعبر عن استراتيجية للدولة، نعم قد يرفعونه في أثناء المعارك اتباعاً لأمر الله ورسوله ﷺ حين قال تعالى: {قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ} [سورة التوبة:52].

([16]) من غير المنطقي أن قرية لا تكاد تتجاوز مساحتها كيلو مترًا مربعاً أو في أحسن أحوالها بضعة كيلو مترات تستطيع ضم هذه المساحات العظيمة واجتذاب هؤلاء القبائل الكبيرة، الحقيقة أن القناعة بمبادئ الدعوة تتلخص بالإسلام الصحيح هي التي جذبت كل هؤلاء وليس قوة السلاح، لأن السلاح لابد له ممن يحمله فهو لا يؤدي شيئا وحده، لاسيما وأن الدولة السعودية لم تكن تمتلك أكثر من السيوف؛ والبنادقُ كانت قليلة جدًا، أما المدافع فمعدومة.

([17]) لا شك أن هذا العدد مبالغ فيه جدًا، ولعل المؤلف أخذها من مبالغات مؤرخي الحجاز الذين قلَّدوا ابن عبدالشكور حيث وصفهم بأنهم كالذر وكالجراد؛ تاريخ أشراف وأمراء مكة، 2/602، تحقيق محمد عبدالعال، الطبعة الأولى؛ وكذلك قال جيرالد غوري أن عددهم كبير جدًا؛ حكام مكة، تأليف: جيرالد غوري، 223، ترجمة رزق الله بطرس، الناشر: بيت الوراق، ط: الأولى، 2010م، بيروت.

واعتقد أن المبالغة في الأعداد مقصودة لأهداف سياسية.

([18]) لم تتعرض الدولة السعودية لأي منطقة هي في حدود الدولة العثمانية أو على حلف معها؛ لكن التهديد بدأ من الدولة العثمانية، وكانت السعودية في كل ذلك تدافع عن نفسها؛ ففي عام 1178هـ تحالف الحسن بن هبة الله كبير نجران مع عريعر بن دجين كبير الأحساء وهو حليف للعثمانيين وقدم إلى الدرعية وحاصرها ومعه كثير من أمراء قرى نجد الذين سبقت بيعتهم لابن سعود، لكن الله تعالى خذلهم جميعاً، واستمر بعد ذلك عداء آل عريعر للدولة إلى أن لم يجد السعوديون بُدًا من غزو الأحساء وضمها للدولة، والظالم البادئ يبوء بعاقبة ظلمه؛ كما أرسل العثمانيون عدة حملات من العراق لإسقاط الدولة السعودية من أشهرها غزوة ثويني السعدون أمير قبيلة المنتفق عام 1212هـ وأمدته ولاية العراق بالعتاد والمال، ولكن الله تعالى وقى شره وقتله =أحد عبيده وهو في الطريق وكفى الله شره؛ وقبل ذلك أي في عام 1201هـ كان ثويني السعدون هذا قد غزا نجدًا بجنده الغزير ومدافعه وحاصر بلدة التنومة حتى دخلها غدرًا وقتل جميع أهلها ولم يترك فيها إنساناً حياً؛ انظر في الحادثتين: مطالع السعود لابن سند 199 الدار العربية للموسوعات ، ط: الأولى، 2010م؛ وأما أشراف الحجاز فقد عدد لهم ابن عبدالشكور عددًا من الحملات ضد السعودية بالإضافة إلى منعهم السعوديين من الحج بحجة كونهم كفارًا لا يجوز دخولهم مكة ابتداء من 1162هـ حتى عام 1212هـ؛ وهذه حملاتهم كما رواها ابن عبدالشكور وهو من ألد أعداء الدعوة السلفية وأخبثهم لساناً فلا يُتهم بدفاعه عن السعودية:

غزوة السر عام 1205هـ، غزوة الشعراء عام 1205هـ، غزوة بيشة عام 1206هـ، غزوة عقيلان عام 1208هـ، غزوة شعبا عام 1209هـ، غزوة عروا عام 1210هـ، غزوة ماسل عام 1210هـ، غزوة بريم عام 1210هـ، غزوة الجَمانِيَّة عام 1210هـ، غزوة رغبا عام 1211هـ، غزوة رنية عام 1211هـ، غزوة العلم وعريق الدسم عام 1212هـ، غزوة العلم الثانية عام 1212هـ، أشراف وأمراء مكة، 2/530.

وفي كل غزوة من هذه الغزوات لا يكون من الدولة السعودية ورعاياها إلا الدفاع أو أن الأشراف يغزون غدرًا ويقتلون ويسلبون ثم يعودون أدراجهم، فلم يكن من السعوديين أيُّ هجوم على العثمانيين أو حلفائهم إلا بعد أن يبلغ السيل الزبى عند ذلك يدفعون عن أنفسهم الخطر، وينصرهم الله.

([19]) دخل أتباع الدولة السعودية الأولى مكة المكرمة مرتين، ولم يحدث في المرتين ما يزعمه روش من قتل ونهب. ]البقاعي]

([20]) أما المسجد الحرام فلم أجد أحداً ممن أرخ لتلك الفترة تكلم عن كنوز موجودة فيه، وأما المسجد النبوي فإنهم تكلموا عن الحجرة الشريفة ودخول سعود فيها، وأنه فَرَّق معظم ما وجده في الفقراء وأهل الحاجات، وهذا هو الفعل الصحيح، فماذا يفعل رسول الله ﷺ وهو في قبره بهذه الكنوز، وهو ﷺ قد عفَّ عنها وهو حي، ولو شاء لدعا ربه فأعطاه منها ما يريد، وليس تكديس هذه القرابين عند قبره الشريف وقبري صاحبيه إلا امتهان لهم، وعلامة من علائم الشرك، وهذا ما ذكره الإمام سعود في رسالته إلى سليمان باشا أنهم وجدوا في جوار القبر الشريف رسالة من سلطان الدولة العثمانية إلى النبي ڠ يستنصر فيها على الأعداء ويبدؤها بقوله: “من عبدك السلطان سليم… نسألك النصر عليهم والعون عليهم وأن نكسرهم عنا” رسائل أئمة التوحيد ص75 =جمعها: د. فيصل بن مشعل آل سعود؛ فلا شك بعد ذلك أن هذه القرابين الشركية من إكرام الرسول الكريم وصاحبيه تنحيتها عن الحجرة فكيف إذا كانت تنحيتها بتقسيمها على الفقراء؛ لا شك أن ذلك أنفع؛ وقد غزا إبراهيم باشا الدرعية وفتشها غرفة غرفة، فلم يجدوا فيها من كنوز الحجرة شيئاً؛ وقد أثبتت الوثائق أن فخري باشا قد أرسل أثناء حصار الأمير فيصل بن الحسين ولورانس للمدينة هرَّب كل مافي الحجرة إلى إسطنبول وذلك عام 1919م، ويمكن استيفاء ذلك من كتاب مكتبات الدولة السعودية المخطوطة ص44، تأليف: د. حمد بن عبدالله العنقري، الدارة، ط: الأولى 1430هـ، وتقرير عن كنوز الحجرة في صحيفة الإندبندنت عربية في عددها المؤرخ الجمعة، 20/2/2020م.

([21]) هذا من الأحكام التي لا دليل عليها. [البقاعي] ونزيد هو من الافتراءات.

([22]) لم يذكر أشد أعداء المؤرخين للدعوة السلفية وهو عبدالله بن عبدالشكور أن سعودًا سرق كنوز الحرم ولو علمها لما ترك ذكرها؛ بل لو خطرت على باله لكَذَبَها.

([23]) بعد ما دخل الإمام سعود مكة في محرم 1218هـ وهرب الشريف غالب إلى جدة عاد في عام 1220هـ ودخل مكة وقاتل الحامية السعودية، فأرسل الإمام سعود إلى قواده في عدد من الأمصار وأمرهم بسد الطرق عن مكة كي تعود وتسلِّم بعد أن بايع أهلها ونقضوا، ولم يطل هذا الحصار حتى طلب الشريف غالب المصالحة فوافق سعود عليها؛ وفي أثناء تخييم القوات السعودية على السبل المؤدية إلى مكة يذكر ابن عبدالشكور أنه حدثت مجاعة في مكة أكل الناس فيها الأقوات حتى نفدت وحتى شربوا الخمر والدم؛ وهذا من ابن عبدالشكور كذب واضح لأمرين: الأول أن عام 1220هـ كان عام جوع في سائر أنحاء الجزيرة فلم يكن ما أصاب أهل مكة بسبب القوات السعودية قال ابن بشر في حوادث 1220هـ: “وفي هذه السنة اشتد الغلاء والقحط على الناس، في نجد وما يليها، وسقط كثير من أهل اليمن ومات أكثر إبلهم وأغنامهم” 1/284؛ فمن الطبيعي أن تتأثر بذلك مكة؛ لكن ابن عبدالشكور وجدها فرصة كي يشوه تاريخ السعوديين.

الثاني: أن مدة الحصار لم تطل حتى يصل الناس لهذا الحد ومكة كثيرة السكان كثيرة المخزون من الأقوات عند التجار.

وأما القافلة التي يذكرها المؤلف فقد ذكر ابن عبدالشكور أيضاً: أن الشريف غالب أرسل قافلة من الأرزاق إلى مكة كي يعين أهلها؛ وأنه تعرض لها عشرون خيالاً وأخذوها، ثم ادعى أن هؤلاء الخيالة من الوهابيين؛ فإن كانت القصة صحيحة الأصل، فالغالب أن الخيالة من قاطعي الطريق الذين عُرفت بهم هذه المنطقة قبل الحكم السعودي، فلما انقلب الشريف غالب على ابن سعود عاد النهب وقطع الطريق على ما كان عليه في سابق عهود حكم الأشراف؛ انظر: تاريخ أشراف أمراء مكة، 2/689.

([24]) غير صحيح فالدولة السعودية لم تدخل جدة وإن كانت حاولت ذلك أكثر من مرة.

([25]) لم يذكر المؤلف مثالاً لهذا الدمار أو مكانه؛ ولم يكن مع السعوديين مدافع كي يُدمروا؛ وإنما كانت مع خصومهم فالشريف غالب كانت لديه مدافع وكذلك الأتراك والمصريون؛ وبما أن ابن عبدالشكور  عدو لدود للدولة السعودية ودعوتها وهو معاصر لها، وكان بمكة أثناء الحصار كما يبدو من كتابته، فلو أنه وجد دمارًا لحكاه وهو مغتبط؛ لكنه لم يذكر؛ بل ذكر أمثلة من هدم الحصون بالمدافع من قبل جنود الشريف ومن أمثلتها هدهم بالمدافع لقلعة وادي فاطمة، 2/714.

([26]) ذكر كابتن سادلير بعض التفاصيل في ذلك في رحلته، انظر: يوميات رحلة عبر الجزيرة العربية، تأليف: جورج سادلير؛ ترجمة: عدنان العوامي؛ دار الانتشار العربي، ط: الأولى 1437هـ.

وهذا دليل قاطع في وجه من زعموا أن الدولة السعودية صنيعة للإنجليز أو متحالفة معهم؛ بل الأمر عكس ذلك فهو تحالف غربي عثماني يشارك فيه بعض السلطنات المسلمة ضد الدولة السعودية المباركة.

([27]) كان انتصار عبدالله على طوسون في حياة أبيه الإمام سعود سنة 1226هـ؛ وفي سنة 1228هـ بعد عودة سعود من الحج قدم طوسون من المدينة إلى مكة وسلمها له الشريف غالب غفر الله له وكان قد أقسم في الحج لسعود على عدم الخيانة والبعض يتأول له أنه لم يخن وإنما كان عاجزًا عن رد قوات الأتراك فآثر سلامة أهل مكة، وخشي أن يعملوا بهم ما عملوا بأهل المدينة سنة 1227هـ والله أعلم أي ذلك كان. وانظر التفاصيل في عنوان المجد، 2/319 وما بعدها بتحقيق عبدالرحمن آل الشيخ، ط: الرابعة، 1402هـ دارة الملك عبدالعزيز.

([28]) منذ عام 1226هـ وحتى 1233هـ.

([29]) انظر تفصيل ذلك في كتاب مانجان تاريخ مصر في عهد محمد علي الذي ترجمت منه ما يتعلق بالدولة السعودية الأولى وحملات محمد علي على الجزيرة العربية، ونشرته دارة الملك عبدالعزيز بعنوان تاريخ الدولة السعودية الأولى وحملات محمد علي على الجزيرة العربية، الرياض. [البقاعي]

([30]) لا أرى ذلك صحيحاً فالشريف غالب نفسه هزمه السعوديون ولم يكن له قوة غير قوتهم؛ لكن السبب فيما أتصور والله أعلم هو خروج عبدالله بن سعود من مكة وكان أبوه قد تركه فيها لما عاد من الحج، لكن كان ذلك علامة بداية الخذلان والله غالب على أمره.

التعليقات مغلقة.

جديد سلف

صيانة الشريعة لحق الحياة وحقوق القتلى، ودفع إشكال حول حديث قاتل المئة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: إنّ أهلَ الأهواء حين لا يجدون إشكالًا حقيقيًّا أو تناقضًا -كما قد يُتوهَّم- أقاموا سوق الأَشْكَلة، وافترضوا هم إشكالا هشًّا أو مُتخيَّلًا، ونحن نهتبل فرصة ورود هذا الإشكال لنقرر فيه ولنثبت ونبرز تلك الصفحة البيضاء لصون الدماء ورعاية حقّ الحياة وحقوق القتلى، سدًّا لأبواب الغواية والإضلال المشرَعَة، وإن […]

برهان الأخلاق ودلالته على وجود الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ قضيةَ الاستدلال على وجود الله تعالى، وأنه الربّ الذي لا ربّ سواه، وأنه المعبود الذي استحقَّ جميع أنواع العبادة قضية ضرورية في حياة البشر؛ ولذا فطر الله سبحانه وتعالى الخلق كلَّهم على معرفتها، وجعل معرفته سبحانه وتعالى أمرًا ضروريًّا فطريًّا شديدَ العمق في وجدان الإنسان وفي عقله. […]

التوظيف العلماني للقرائن.. المنهجية العلمية في مواجهة العبث الفكري الهدّام

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة     مقدمة: حاول أصحاب الفكر الحداثي ومراكزُهم توظيفَ بعض القضايا الأصولية في الترويج لقضاياهم العلمانية الهادفة لتقويض الشريعة، وترويج الفكر التاريخي في تفسير النصّ، ونسبية الحقيقة، وفتح النص على كلّ المعاني، وتحميل النص الشرعي شططَهم الفكري وزيفَهم المروَّج له، ومن ذلك محاولتُهم اجترار القواعد الأصولية التي يظنون فيها […]

بين عُذوبة الأعمال القلبية وعَذاب القسوة والمادية.. إطلالة على أهمية أعمال القلوب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: تعاظمت وطغت المادية اليوم على حياة المسلمين حتى إن قلب الإنسان لا يكاد يحس بطعم الحياة وطعم العبادة إلا وتأتيه القسوة من كل مكان، فكثيرا ما تصطفُّ الجوارح بين يدي الله للصلاة ولا يحضر القلب في ذلك الصف إلا قليلا. والقلب وإن كان بحاجة ماسة إلى تعاهُدٍ […]

الإسهامات العلمية لعلماء نجد في علم الحديث.. واقع يتجاوز الشائعات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لا يخلو زمن من الأزمان من الاهتمام بالعلوم وطلبها وتعليمها، فتنشط الحركة التعليمية وتزدهر، وربما نشط علم معين على بقية العلوم نتيجة لاحتياج الناس إليه، أو خوفًا من اندثاره. وقد اهتم علماء منطقة نجد في حقبهم التاريخية المختلفة بعلوم الشريعة، يتعلمونها ويعلِّمونها ويرحلون لطلبها وينسخون كتبها، فكان أول […]

عرض وتعريف بكتاب: المسائل العقدية التي خالف فيها بعضُ الحنابلة اعتقاد السّلف.. أسبابُها، ومظاهرُها، والموقف منها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تمهيد: من رحمة الله عز وجل بهذه الأمة أن جعلها أمةً معصومة؛ لا تجتمع على ضلالة، فهي معصومة بكلِّيّتها من الانحراف والوقوع في الزّلل والخطأ، أمّا أفراد العلماء فلم يضمن لهم العِصمة، وهذا من حكمته سبحانه ومن رحمته بالأُمّة وبالعالـِم كذلك، وزلّة العالـِم لا تنقص من قدره، فإنه ما […]

قياس الغائب على الشاهد.. هل هي قاعِدةٌ تَيْمِيَّة؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   القياس بمفهومه العام يُقصد به: إعطاء حُكم شيء لشيء آخر لاشتراكهما في عِلته([1])، وهو بهذا المعنى مفهوم أصولي فقهي جرى عليه العمل لدى كافة الأئمة المجتهدين -عدا أهل الظاهر- طريقا لاستنباط الأحكام الشرعية العملية من مصادرها المعتبرة([2])، وقد استعار الأشاعرة معنى هذا الأصل لإثبات الأحكام العقدية المتعلقة بالله […]

فَقْدُ زيدِ بنِ ثابتٍ لآيات من القرآن عند جمع المصحف (إشكال وبيان)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: القرآن الكريم وحي الله تعالى لنبيّه محمد صلى الله عليه وسلم، المعجزة الخالدة، تتأمله العقول والأفهام، وتَتَعرَّفُه المدارك البشرية في كل الأزمان، وحجته قائمة، وتقف عندها القدرة البشرية، فتعجز عن الإتيان بمثلها، وتحمل من أنار الله بصيرته على الإذعان والتسليم والإيمان والاطمئنان. فهو دستور الخالق لإصلاح الخلق، وقانون […]

إرث الجهم والجهميّة .. قراءة في الإعلاء المعاصر للفكر الجهمي ومحاولات توظيفه

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إذا كان لكلِّ ساقطة لاقطة، ولكل سلعة كاسدة يومًا سوقٌ؛ فإن ريح (الجهم) ساقطة وجدت لها لاقطة، مستفيدة منها ومستمدّة، ورافعة لها ومُعليَة، وفي زماننا الحاضر نجد محاولاتِ بعثٍ لأفكارٍ منبوذة ضالّة تواترت جهود السلف على ذمّها وقدحها، والحط منها ومن معتنقها وناشرها([1]). وقد يتعجَّب البعض أَنَّى لهذا […]

شبهات العقلانيين حول حديث: (إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لا يزال العقلانيون يحكِّمون كلامَ الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم إلى عقولهم القاصرة، فينكِرون بذلك السنةَ النبوية ويردُّونها، ومن جملة تشغيباتهم في ذلك شبهاتُهم المثارَة حول حديث: «الشيطان يجري في ابن آدم مجرى الدم» الذي يعتبرونه مجردَ مجاز أو رمزية للإشارة إلى سُرعة وقوع الإنسان في الهوى […]

شُبهة في فهم حديث الثقلين.. وهل ترك أهل السنة العترة واتَّبعوا الأئمة الأربعة؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة حديث الثقلين يعتبر من أهمّ سرديات الخطاب الديني عند الشيعة بكافّة طوائفهم، وهو حديث معروف عند أهل العلم، تمسَّك بها طوائف الشيعة وفق عادة تلك الطوائف من الاجتزاء في فهم الإسلام، وعدم قراءة الإسلام قراءة صحيحة وفق منظورٍ شمولي. ولقد ورد الحديث بعدد من الألفاظ، أصحها ما رواه مسلم […]

المهدي بين الحقيقة والخرافة والرد على دعاوى المشككين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا، لَا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلَّا هَالِكٌ»([1]). ومن رحمته صلى الله عليه وسلم بالأمه أنه أخبر بأمور كثيرة واقعة بعده، وهي من الغيب الذي أطلعه الله عليه، وهو صلى الله عليه وسلم لا […]

قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لو كان الإيمان منوطًا بالثريا، لتناوله رجال من فارس) شبهة وجواب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  يقول بعض المنتصرين لإيران: لا إشكالَ عند أحدٍ من أهل العلم أنّ العربَ وغيرَهم من المسلمين في عصرنا قد أعرَضوا وتولَّوا عن الإسلام، وبذلك يكون وقع فعلُ الشرط: {وَإِن تَتَوَلَّوْاْ}، ويبقى جوابه، وهو الوعد الإلهيُّ باستبدال الفرس بهم، كما لا إشكال عند المنصفين أن هذا الوعدَ الإلهيَّ بدأ يتحقَّق([1]). […]

دعوى العلمانيين أن علماء الإسلام يكفرون العباقرة والمفكرين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة عرفت الحضارة الإسلامية ازدهارًا كبيرًا في كافة الأصعدة العلمية والاجتماعية والثقافية والفكرية، ولقد كان للإسلام اللبنة الأولى لهذه الانطلاقة من خلال مبادئه التي تحثّ على العلم والمعرفة والتفكر في الكون، والعمل إلى آخر نفَسٍ للإنسان، حتى أوصى الإنسان أنَّه إذا قامت عليه الساعة وفي يده فسيلة فليغرسها. ولقد كان […]

حديث: «إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ» شبهة ونقاش

من أكثر الإشكالات التي يمكن أن تؤثِّرَ على الشباب وتفكيرهم: الشبهات المتعلِّقة بالغيب والقدر، فهما بابان مهمّان يحرص أعداء الدين على الدخول منهما إلى قلوب المسلمين وعقولهم لزرع الشبهات التي كثيرًا ما تصادف هوى في النفس، فيتبعها فئام من المسلمين. وفي هذا المقال عرضٌ ونقاشٌ لشبهة واردة على حديثٍ من أحاديث النبي صلى الله عليه […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017