السبت - 21 محرّم 1446 هـ - 27 يوليو 2024 م

الدِّيوان الصوفي.. نظريةٌ بدعيةٌ وخرافةٌ صوفيةٌ

A A

ما الديوان الصوفي؟

يصوِّر الفكر الصوفي أن لهم مجلسًا يطلَق عليه اسم: (الديوان الصوفي)، وهذا المجلس النيابي تمثَّل فيه أقطار الدنيا من النخبِ الممتازة من الصوفية، وهو حكومةٌ باطنيةٌ خفيَّة يرونَ أن عليها يتوقَّفُ نظام العالم، ويتخيَّلون انعقاده في غار حراء خارج مكة، وفي أماكن أخرى أحيانًا؛ ليدير العالم من خلال قراراته، ويجتمع فيه سائر صنوف الأولياء عندَهم من سائر أقطار الأرض، ورئيس مجلس هذه الحكومة الأعلى يُدعَى: (القطب)، وهو أرفعهم درجة، وإليه رئاسة الاجتماعات، وهو صاحب القرار الأوَّل والأخير، وأعضاء هذا المجلس لا يعوقهم عن الحضور حواجز الزمان والمكان، فهم يأتون من أرجاء الأرض في لمحة البصر أو أقرب، يعبرون البحار والجبال والصحاري في يُسر بالِغ، كما يسير عوامّ البشر في السهل الممهَّد، ودون رئيس هذا المجلس يحضر طبقات ودرجات مختلفة من الأولياء([1]).

تنظيمات مجلس الديوان ومكان انعقاده:

الديوان يكون بغار حراء الذي كان يتعبَّد فيه الرسول صلى الله عليه وسلم قبل البعثة، ويجلس الغوث خارج الغار، ومكة خلف كتفِه الأيمن، والمدينة أمام ركبته اليسرى، وأربعة أقطاب عن يمينه، وهم مالكيةٌ على مذهب مالك بن أنس رضي الله عنه، وثلاثة أقطاب عن يساره واحد من كل مذهب، والوكيل أمامَه، ويسمَّى: قاضي الديوان، وهو في هذا الوقت مالكيّ أيضًا من بني خالد القاطنين بناحية البصرى، واسمه: سيدي محمد بن عبد الكريم البصراوي، ويتكلَّم الغوث مع الوكيل؛ ولذلك يسمَّى وكيلًا لأنه ينوب في الكلام عن جميع من في الديوان.

أما الأقطاب السبعة فتصرُّفهم على أمر الغوث، وكل واحد من الأقطاب السبعة تحته عدد مخصوص يتصرَّفون تحته، والصفوف الستة من وراء الوكيل، وتكون دائرتها من القطب الرابع الذي على اليسار من الأقطاب الثلاثة، فالأقطاب السبعة هم أطراف الدائرة، وهذا هو الصف الأول، وخالطه الثاني على صفته وعلى دائرته، وهكذا الثالث إلى أن يكون السادس آخرها([2]).

وقد سئل الدباغ: هل يكون الديوان في موضع آخر غير غار حراء؟ فقال: “نعم يكون في موضع يقال له: (زاوية أَسَا) خارج أرض سوس، بينها وبين أرض غرب السودان، فيحضره أولياء السودان، ومنهم من لا يحضر الديوان إلا في تلك الليلة، ويأذن الله تعالى ويسوق أهل آفاق تلك الأراضي، ويجتمعون بالوضع المذكور قبل تلك الليلة بيوم أو يومين، وبعدها كذلك يجتمع في ذلك السوق من التبر ما لا يحصى”([3]).

ساعة انعقاد المجلس:

وأما ساعة الديوان -عندهم- فهي الساعة التي ولد فيها النبي صلى الله عليه وسلم، في ساعة الاستجابة من ثلث الليل الأخير التي وردت بها الأحاديث، ومن أراد أن يظفر بهذه الساعة فليقرأ عند إرادة النوم: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ ‌الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا﴾ إلى آخر السورة [الكهف: 107-110]، ويطلب من الله تعالى أن يوقظه في الساعة المذكورة فإنه يفيق فيها، ذكره الشيخ عبد الرحمن الثعالبي رضي الله عنه، يقول بعض الصوفية: “قد جربناه ما لا يحصى، وجربه غيرنا حتى إنه وقع لجماعة غير مأمورة أن يقرؤوا الآية المذكورة، ويطلبوا من الله تعالى الإفاقة في الساعة المذكورة، كل منهم يفعل ذلك في خاصة نفسه من غير أن يعلم به صاحبه، وإذا أفاقوا أفاقوا جميعًا في وقت واحد”([4]).

ويقول الدباغ: “وفي تلك الساعة -يعني قبيل الفجر- يجتمع أهل الديوان من أولياء الله تعالى من سائر أقطار الأرض، وفيهم الغوث، والأقطاب السبعة، وأهل الدائرة والعدد… ويكون اجتماعهم بغار حراء خارج مكة. وهم الحاملون لعمود نور الإسلام، ومنهم تستمد جميع الأمة”([5]).

لغة أهل الديوان:

اللغة المفضَّلة لأهل الديوان هي اللغة السريانية، يقول الدباغ: “إن لغة أهل الديوان هي السريانية؛ لاختصارها وجمعها المعاني الكثيرة، ولأن الديوان يحضر الأرواح والملائكة، والسريانية هي لغتهم، ولا يتكلمون العربية إلا إذا حضر النبي صلى الله عليه وسلم أدبًا معه”([6]).

ويقول: “إنه أحد أهل الديوان -يدعى عبد الله البرناوي- كان يحسن السريانية أكثر لمخالطته أهل الديوان؛ فإنهم لا يتكلمون إلا بها”([7]).

ويقول: “إن اللغة السريانية هي لغة الأرواح، وبها تتخاطب الأولياء من أهل الديوان فيما بينهم؛ لاختصارها وحملها المعاني الكثيرة التي لا يمكن أداؤها بمثل ألفاظها في لغة أخرى”([8]).

في الديوان يحضر الأنبياء والملائكة والأموات:

يزعم الصوفية أن النبي صلى الله عليه وسلم يحضر معهم بعض مجالسهم، فإذا حضر جلس في موضع الغوث، وجلس الغوث في موضع الوكيل للصف، وإذا جاء النبي صلى الله عليه وسلم -حسب زعمهم- جاءت معه الأنوار التي لا تطاق دائمًا، وهي أنوار محرقة مفزعة قاتله لحينها، وهي أنوار المهابة والجلالة والعظمة، حتى إننا لو فرضنا أربعين رجلًا بلغوا في الشجاعة مبلغًا لا مزيد عليه ثم فُجِئوا بهذه الأنوار، فإنهم يُصعقون لحينهم، إلا أن الله تعالى يرزق أولياءه القوة على تلقِّيها، ومع ذلك فإنه قليل منهم هو الذي يضبط الأمور والتي صدرت في ساعة حضوره صلى الله عليه وسلم([9]).

وأما حضور الملائكة في الديوان فيقول أحد الصوفية: “إن الديوان أولًا كان معمورًا بالملائكة، ولما بعث الله النبي صلى الله عليه وسلم جعل الديوان يعمر بأولياء هذه الأمة، فظهر أن أولئك الملائكة كانوا نائبين عن أولياء هذه الأمة المشرفة… وإذا حضر النبي صلى الله عليه وسلم في الديوان وجاءت معه الأنوار التي لا تطاق بادرت الملائكة الذين مع أهل الديوان ودخلوا في نوره صلى الله عليه وسلم، فما دام النبي صلى الله عليه وسلم في الديوان لا يظهر منهم ملك، فإذا خرج النبي صلى الله عليه وسلم رجع الملائكة إلى مراكزهم. والله أعلم”([10]).

كما يزعمون أن أبا بكر وعمر وعثمان وعليًّا وفاطمة والحسن والحسين أعضاء في الديوان، فيقول الدباغ: “وإذا حضر سيد الوجود صلى الله عليه وسلم مع غيبة الغوث، فإنه يحضر معه أبو بكر وعمر وعثمان وعلي والحسن والحسين وأمهما فاطمة الزهراء؛ تارة كلهم، وتارة بعضهم، رضي الله عنهم أجمعين”. قال: “وتجلس مولاتنا فاطمة مع جماعة النسوة اللاتي يحضرن الديوان في جهة اليسار كما سبق، وتكون مولاتنا فاطمة أمامهن رضي الله عنها وعنهن”. قال رضي الله عنه: “وسمعتها رضي الله عنها اتصلت على أبيها صلى الله عليه وسلم ليلة من الليالي وهي تقول: اللهم صل على من روحه محراب الأرواح والملائكة والكون، اللهم صل على من هو إمام الأنبياء والمرسلين، اللهم صل على من هو إمام أهل الجنة عباد الله المؤمنين، وكانت تصلي عليه صلى الله عليه وسلم، لكن لا بهذا اللفظ وإنما أنا استخرجت معناه”([11]).

“ويحضره -يعني الديوان- بعض الكمَّل من الأموات، ويكونون في الصفوف مع الأحياء، ويتميزون بثلاثة أمور:

أحدها: أن زيَّهم لا يتبدّل، بخلاف زي الحي وهيئته… فإذا رأيت في الديوان رجلًا على زي لا يتبدل فاعلم أنه من الموتى، كأن تراه محلوق الشعر لا ينبت له شعر، واعلم أنه على تلك الحالة مات.

ثانيها: أنه لا تقع معهم مشاورة في أمور الأحياء لأنهم لا تصرف لهم فيها.

ثالثها: أن ذات الميت لا ظلَّ لها، فإذا وقف الميت بينك وبين الشمس فإنك لا ترى له ظلًّا. وكم مرة أذهبُ إلى الديوان أو إلى مجمع من مجامع الأولياء وقد طلعت الشمس، فإذا رأوني من بعيد استقبلوني، فأراهم بعين رأسي متميزين، هذا بظله وهذا لا ظل له”([12]).

وهذه كلها أكاذيب وخيالات شيطانية لا حقيقة لها في الواقع.

من هنا يتم التصرف في العالم كله:

إذا اجتمع أهل الديوان اتفقوا على ما يكون من ذلك الوقت إلى مثله من الغد، فهم يتكلمون في قضاء الله تعالى في اليوم المستقبل والليلة التي تليه، ولهم التصرف في العوالم كلها السفلية والعلوية وحتى في الحجب السبعين، وحتى في عالم الرقَّا وهو ما فوق الحجب السبعين، فهم الذين يتصرفون فيه وفي أهله، وفي خواطرهم وما تهجس به ضمائرهم، فلا يهجس في خاطر واحد منهم شيء إلا بإذن أهل التصرف، وإذا كان هذا في عالم الرقَّا الذي هو فوق الحجب السبعين التي هي فوق العرش فما ظنك بغيره من العوالم؟!… بل يذكر الدباغ: أن القطّ لا يأكل الفأر إلا بإذنه هو([13]).

معنى هذا أنه لا يصحّ أن يُنسَب إلى أحد شيء من الأقوال والأفعال -حسنها وقبيحها- غير حكام هذه الدولة الباطنية، وأن الله سبحانه وتعالى لم يبق له فعل يفعله ما دام هؤلاء قد نازعوه ملكه، وتمكَّنوا من الاستيلاء والتصرف في كل شيء حتى في خواطر جميع المخلوقات في جميع العوالم، نعوذ بالله من الوقاحة والجرأة على الله والقول عليه بلا علم([14]).

سلوكيات أهل الديوان:

من صفاتهم: التعصب الأعمى والاستبداد بالرأي، وقلّة الصبر، وعدم التحلّي بضبط النفس، وعدم احترام آراء الآخرين ومصالحهم؛ مما يؤدي بهم إلى التقاتل أثناء انعقاد مجلسهم وسفك الدماء وإزهاق الأرواح.

وفي وصف هذه السلوكيات يقول الدباغ: “قد يغيب الغوث عن الديوان فلا يحضره، فيحصل بين أولياء الله تعالى من أهل الديوان ما يوجب اختلافهم، فيقع منهم التصرف الموجب لأن يقتل بعضهم بعضا، فإن كان غالبهم اختار أمرًا وخالف الأقل في ذلك فإن الأقل يحصل فيهم التصرف السابق فيموتون جميعًا. وقد اختلفوا ذات يوم في أمر، فقالت طائفة منهم قليلة: إن لم يكن ذلك الأمر فلنمت، فقالت الطائفة الكثيرة: فموتوا إن شئتم. فماتت الطائفة القليلة، فإن تكافأ الفريقان حصل التصرف فيهما جميعا”([15]).

ويفهم من هذا أنه ما من مجلس ديواني ينعقد إلا ويخلف ضحايا من القتلى!

الخاتمة:

الديوان الصوفي خرافة وخيالات شيطانية، يزعمون أنهم يجتمعون مع الأقطاب والأوتاد وسائر صنوف الأولياء عندهم من سائر أقطار الدنيا، ويتخيَّلون انعقاده في غار حراء خارج مكة، وفي أماكن أخرى أحيانًا؛ ليدير العالم من خلال قراراته، وهي مجرد أوهام لا يسندها دليل شرعي، ولا أمر واقعي، وآثاره في الفكر الصوفي عظيمة؛ حيث يسلمون عقولهم وتفكيرهم لمن يُسمَّون بالأقطاب والغوث بحجة أنهم المتصرفون في العالم والعالمون بما فيه!

والحمد لله رب العالمين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) انظر: تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي (1/ 125).

([2]) انظر: الإبريز من كلام سيدي عبد العزيز (ص: 163-164).

([3]) الإبريز (ص: 190).

([4]) الإبريز (ص: 164).

([5]) الإبريز (ص: 108).

([6]) الإبريز (ص: 168).

([7]) الإبريز (ص: 121).

([8]) الإبريز (ص: 119، 188).

([9]) الإبريز (ص: 164).

([10]) الإبريز (ص: 174).

([11]) الإبريز (ص: 168).

([12]) انظر: الإبريز (ص: 184).

([13]) انظر: الإبريز (ص: 190).

([14]) انظر: تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي (ص: 129-130).

([15]) انظر: الإبريز (ص: 189-190).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

جديد سلف

التداخل العقدي بين الطوائف المنحرفة – الشيعة والصوفية أنموذجًا –

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة أولًا: المد الشيعي في بلاد أهل السنة: من أخطر الفتن التي ابتُليت بها هذه الأمة: فتنةُ الشيعة الرافضة، الذين بدت البغضاء من أفواههم، وما تخفي صدورهم أكبر، الذين يشهد التاريخ قديمًا وحديثًا بفسادهم وزيغهم وضلالهم، الذين ما سنحت لهم فرصة إلا وكانت أسلحتهم موجَّهة إلى أجساد أهل السنة، يستحلّون […]

الحجاب.. شبهات علمانية، عرض ونقاش

  الهجوم على الحجاب قديم متجدِّد، ولا يفتأ العلمانيون والليبراليون من شحذ أقلامهم دائما في الصحف والمواقع والمنتديات الثقافية للكتابة عن الحجاب وحوله، سالبين بذلك حتى أبسط الحقوق التي ينادون بها، وهي الحرية. فالمسلمة التي تلتزم بحجابها دائما عندهم في موطن الرَّيب، أو أنها مضطهَدة، مسلوبة الحقوق والإرادة، ولا يرون تقدُّما علميًّا أو فكريًّا أو […]

الدِّيوان الصوفي.. نظريةٌ بدعيةٌ وخرافةٌ صوفيةٌ

ما الديوان الصوفي؟ يصوِّر الفكر الصوفي أن لهم مجلسًا يطلَق عليه اسم: (الديوان الصوفي)، وهذا المجلس النيابي تمثَّل فيه أقطار الدنيا من النخبِ الممتازة من الصوفية، وهو حكومةٌ باطنيةٌ خفيَّة يرونَ أن عليها يتوقَّفُ نظام العالم، ويتخيَّلون انعقاده في غار حراء خارج مكة، وفي أماكن أخرى أحيانًا؛ ليدير العالم من خلال قراراته، ويجتمع فيه سائر […]

المنهج النبوي في معالجة المواقف الانفعالية عند الأزمات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة إنَّ الأزمات والفتن النازلة بالمسلمين تدفع بعض الغيورين إلى اتخاذ مواقف انفعالية وردود أفعال غير منضبطة بالشرع، ومن ذلك إصدار الأحكام والاتهامات تحت وطأة الغضب والحمية الدينية. ومعلوم أن لهذه المواقف آثارا سلبية منها: أنها تؤثر على تماسك المجتمع المسلم ووحدته، لا سيما في أوقات الشدة والفتنة واختلاف الآراء […]

المحرم وعاشوراء.. شبهات ونقاش

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: هذا الدين العظيم يجعل الإنسان دائمًا مرتبطًا بالله سبحانه وتعالى، فلا يخرج الإنسان من عبادة إلَّا ويتعلَّق بعبادة أخرى؛ لتكون حياته كلُّها كما قال تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} [الأنعام: 162، 163]، فلا يكاد […]

فتاوى الدكتور علي جمعة المثيرة للجدل – في ميزان الشرع-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: في الآونة الأخيرة اشتهرت بعض الفتاوى للدكتور علي جمعة، التي يظهر مخالفتُها للكتاب والسنة ولعمل السلف الصالح من الصحابة والتابعين، كما أنها مخالفة لما أجمع عليه علماء الأمة في كل عصر. ولا يخفى ما للدكتور من مكانة رسمية، وما قد ينجرّ عنها من تأثير في كثير من المسلمين، […]

هل يُمكِن الاستغناءُ عن النُّبوات ببدائلَ أُخرى كالعقل والضمير؟

هذه شبهة من الشبهات المثارة على النبوّات، وهي مَبنيَّة على سوء فَهمٍ لطبيعة النُّبوة، ولوظيفتها الأساسية، وكشف هذه الشُّبهة يحتاج إلى تَجْلية أوجه الاحتياج إلى النُّبوة والوحي. وحاصل هذه الشبهة: أنَّ البَشَر ليسوا في حاجة إلى النُّبوة في إصلاح حالهم وعَلاقتهم مع الله، ويُمكِن تحقيقُ أعلى مراتب الصلاح والاستقامة من غير أنْ يَنزِل إليهم وحيٌ […]

هل يرى ابن تيمية أن مصر وموطن بني إسرائيل جنوب غرب الجزيرة العربية؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة (تَنتقِل مصر من أفريقيا إلى غرب جزيرة العرب وسط أوديتها وجبالها، فهي إما قرية “المصرمة” في مرتفعات عسير بين أبها وخميس مشيط، أو قرية “مصر” في وادي بيشة في عسير، أو “آل مصري” في منطقة الطائف). هذا ما تقوله كثيرٌ من الكتابات المعاصرة التي ترى أنها تسلُك منهجًا حديثًا […]

هل يُمكن أن يغفرَ الله تعالى لأبي لهب؟

من المعلوم أن أهل السنة لا يشهَدون لمعيَّن بجنة ولا نار إلا مَن شهد له الوحي بذلك؛ لأن هذا من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله تعالى، ولكننا نقطع بأن من مات على التوحيد والإيمان فهو من أهل الجنة، ومن مات على الكفر والشرك فهو مخلَّد في النار لا يخرج منها أبدًا، وأدلة ذلك مشهورة […]

مآخذ الفقهاء في استحباب صيام يوم عرفة إذا وافق يوم السبت

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. فقد ثبت فضل صيام يوم عرفة في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (‌صِيَامُ ‌يَوْمِ ‌عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ)([1]). وهذا لغير الحاج. أما إذا وافق يومُ عرفة يومَ السبت: فاستحبابُ صيامه ثابتٌ أيضًا، وتقرير […]

لماذا يُمنَع من دُعاء الأولياء في قُبورهم ولو بغير اعتقاد الربوبية فيهم؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة هناك شبهة مشهورة تثار في الدفاع عن اعتقاد القبورية المستغيثين بغير الله تعالى وتبرير ما هم عليه، مضمونها: أنه ليس ثمة مانعٌ من دعاء الأولياء في قبورهم بغير قصد العبادة، وحقيقة ما يريدونه هو: أن الممنوع في مسألة الاستغاثة بالأنبياء والأولياء في قبورهم إنما يكون محصورًا بالإتيان بأقصى غاية […]

الحج بدون تصريح ..رؤية شرعية

لا يشكّ مسلم في مكانة الحج في نفوس المسلمين، وفي قداسة الأرض التي اختارها الله مكانا لمهبط الوحي، وأداء هذا الركن، وإعلان هذه الشعيرة، وما من قوم بقيت عندهم بقية من شريعة إلا وكان فيها تعظيم هذه الشعيرة، وتقديس ذياك المكان، فلم تزل دعوة أبينا إبراهيم تلحق بكل مولود، وتفتح كل باب: {رَّبَّنَآ إِنِّيٓ أَسۡكَنتُ […]

المعاهدة بين المسلمين وخصومهم وبعض آثارها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة باب السياسة الشرعية باب واسع، كثير المغاليق، قليل المفاتيح، لا يدخل منه إلا من فقُهت نفسه وشرفت وتسامت عن الانفعال وضيق الأفق، قوامه لين في غير ضعف، وشدة في غير عنف، والإنسان قد لا يخير فيه بين الخير والشر المحض، بل بين خير فيه دخن وشر فيه خير، والخير […]

إمعانُ النظر في مَزاعم مَن أنكَر انشقاقَ القَمر

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الحمد لله رب العالمين، وأصلى وأسلم على المبعوث رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد: فإن آية انشقاق القمر من الآيات التي أيد الله بها نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم، فكانت من أعلام نبوّته، ودلائل صدقه، وقد دلّ عليها القرآن الكريم، والسنة النبوية دلالة قاطعة، وأجمعت عليها […]

هل يَعبُد المسلمون الكعبةَ والحجَرَ الأسودَ؟

الحمد لله الذي أكمل لنا الدين، وهدنا صراطه المستقيم. وبعد، تثار شبهة في المدارس التنصيريّة المعادية للإسلام، ويحاول المعلِّمون فيها إقناعَ أبناء المسلمين من طلابهم بها، وقد تلتبس بسبب إثارتها حقيقةُ الإسلام لدى من دخل فيه حديثًا([1]). يقول أصحاب هذه الشبهة: إن المسلمين باتجاههم للكعبة في الصلاة وطوافهم بها يعبُدُون الحجارة، وكذلك فإنهم يقبِّلون الحجرَ […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017