السبت - 21 شوّال 1446 هـ - 19 ابريل 2025 م

الشَّبَهُ بين شرك أهل الأوثان وشرك أهل القبور

A A

مقدمة:

نزل القرآنُ بلسان عربيٍّ مبين، وكان لبيان الشرك من هذا البيان حظٌّ عظيم، فقد بيَّن القرآن الشرك، وقطع حجّةَ أهله، وأنذر فاعلَه، وبين عقوبته وخطرَه عليه. وقد جرت سنة العلماء على اعتبار عموم الألفاظ، واتباع الاشتقاق للأوصاف في الأفعال، فمن فعل الشرك فقد استوجب هذا الاسمَ، لا يرفعه عنه شرعًا إلا فقدانُ شرط أو قيام مانع، ومع ذلك لا يرفع المانع الحكمَ في حقّ المكلَّف بعد زواله إلا بعلم قاطع أو حجة بالغة، أو تحقق شرط بعد فقدانه، ومن ثم كان أهل الإيمان لا يفرقون بين وعيد نزل في المشركين وبين غيره؛ لأن الأحكام معلقة بتلك الأوصاف، وهي غير مقصورة على فاعليها الأوائل.

فرأينا في المركز أن نكتب عن هذه المسألة ونجليها لنحقق الفائدة المرجوة.

تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من حال المشركين:

لن تعدم في القرآن تحذيرًا من حال المشركين، وعدم الاقتداء بهم، والأمر أظهر في السنة، فالأحاديث متكاثرة في الإخبار برجوع كثير من الأمة إلى الجاهلية الأولى، من ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم، وتكثر الزلازل، ويتقارب الزمان، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج -وهو القتل- حتى يكثر فيكم المال فيفيض»([1])، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يذهب الليل والنهار حتى تعبَد اللات والعزى»، قيل: يا رسول الله، إن كنت لأظن حين أنزل الله: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [الصف: 9] أنّ ذلك تامّا، قال: «إنه سيكون من ذلك ما شاء الله، ثم يبعث الله ريحا طيبة، فتوفَّى كل من في قلبه مثقال حبه خردل من إيمان، فيبقى من لا خير فيه، فيرجعون إلى دين آبائهم»([2]).

وإن تعجب فعجب أن يقطع مرتادٌ للعلم بعدم وجود الشرك في الأمة على نحو ما كان في الجاهلية، مع أن الأحاديث في هذا المعنى متواترة ومظاهره كثيرة؛ فعند رأس كل ميت نائحة من نوائح الجاهلية، وداع يرجو من الميت ما لا يرجو من الله. ومن أوجه الشبه الصريحة: الظن أن الشرك هو ادعاء خالق مع الله، أما عبادة غيره فليست من ذلك، وقد صرح بذلك بعض الباحثين ومنظّري عبادة القبور، رغم وضوح الرد عليهم في القرآن، ونحن نبين لك أوجه الشبه اختصارا بعون الله:

أولا: الظن أن التوحيد هو توحيد الربوبية:

أي: عدم اعتقاد خالق مدبّر مع الله، وأن هذا كاف في نفي الشرك، وهذا عين ما كان عند أهل الجاهلية، فقد قال الله سبحانه: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ} [العنكبوت: 61].

قال ابن كثير رحمه الله: “يقول تعالى مقرّرا أنه لا إله إلا هو؛ ‌لأن ‌المشركين -‌الذين ‌يعبدون معه غيره- معترفون أنه المستقلّ بخلق السماوات والأرض والشمس والقمر، وتسخير الليل والنهار، وأنه الخالق الرازق لعباده، ومقدر آجالهم واختلافها واختلاف أرزاقهم، ففاوت بينهم، فمنهم الغني والفقير، وهو العليم بما يصلح كلًّا منهم، ومن يستحقّ الغنى ممن يستحقّ الفقر، فذكر أنه المستبدّ بخلق الأشياء المتفرد بتدبيرها، فإذا كان الأمر كذلك فلم يعبد غيره؟! ولم يتوكل على غيره؟! فكما أنه الواحد في ملكه فليكن الواحد في عبادته، وكثيرا ما يقرر تعالى مقام الإلهية بالاعتراف بتوحيد الربوبية. وقد كان المشركون يعترفون بذلك، كما كانوا يقولون في تلبيتهم: لبيك لا شريك لك، إلا شريكا هو لك، تملكه وما ملك”([3]).

ثانيا: دعاء الأموات من دون الله وجعلهم وسائط:

فيصرف الإنسان لهم كلّ ما يصرف لله من دعاء ونذر وذبح، ويدّعي أن ذلك يقرّبه من الله، ولا فرق بين متقدمي أهل الجاهلية ومتأخِّريهم إلا أن الأوائل كانوا على دراية بما يفعلون، ويدركون أنه عبادة، والأواخر جهال باللغة والشرع، وقد رصد العلماء هذا الشبه فصاحوا صيحة نذير للأمة، فأنذروها مغبة الهروب من التكليف إلى اتباع الهوى، وفي ذلك يقول أبو الوفاء ابن عقيل: “‌لما ‌صعبت ‌التكاليف على الجهال والطغام عدلوا عن أوضاع الشرع إلى تعظيم أوضاع وضعوها لأنفسهم، فسهلت عليهم إذ لم يدخلوا بها تحت أمر غيرهم، وهم عندي كفار بهذه الأوضاع، مثل تعظيم القبور، وخطاب الموتى بالحوائج، وكتب الرقاع فيها: مولاي افعل بي كذا وكذا، وإلقاء الخرق على الشجر اقتداء بمن عبد اللات والعزى”([4]).

ثالثا: تحذير النبي صلى الله عليه وسلم أهل الإيمان من الوقوع في الذرائع المفضية إلى الشرك:

يدلّ على ما ذكرنا تحذير النبي صلى الله عليه وسلم أهل الإيمان من الوقوع في الذرائع المفضية إلى الشرك، ومنها التبرك بالأشجار على نحو ما كان في الجاهلية، وقد أكبر النبي صلى الله عليه وسلم هذا العمل من الصحابة وهم حَمَلة العلم العدول، فكيف يؤمَن على من هو دونهم!؟ ففي الحديث عن أبي واقد الليثي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خرج إلى خيبر مرَّ بشجرة للمشركين يقال لها: ذات أنواط، يعلقون عليها أسلحتهم، فقالوا: يا رسول الله، اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «سبحان الله! هذا كما قال قوم موسى: اجعل لنا إلها كما لهم آلهة. والذي نفسي بيده، لتركبن سنة من كان قبلكم»([5]).

قال أبوبكر الطرطوشي المالكي معلّقا على هذا الحديث: “فانظروا -رحمكم الله- أينما وجدتم سدرة أو شجرة يقصدها الناس، ويعظمون من شأنها، ويرجون البرء والشفاء من قِبَلها، وينوطون بها المسامير والخرق؛ فهي ذات أنواط فاقطعوها”([6]).

وقال ابن عطية معلّقا على قصة قوم موسى حين قالوا له: اجعل لنا إلها: “والظاهر من مقالة بني إسرائيل لموسى: {اجْعَلْ لَنا إِلهًا كَما لَهُمْ آلِهَةٌ} أنهم استحسنوا ما رأوه من آلهة أولئك القوم، فأرادوا أن يكون ذلك في شرع موسى وفي جملة ما يتقرّب به إلى الله، وإلا فبعيد أن يقولوا لموسى: اجعل لنا صنما نفرده بالعبادة ونكفُر بربك، فعرَّفهم موسى أن هذا جهل منهم إذ سألوا أمرًا حرامًا فيه الإشراك في العبادة، ومنه يُتَطرق إلى إفراد الأصنام بالعبادة والكفر بالله عز وجل، وعلى هذا الذي قلت يقع التشابه الذي قصَّه النبي صلى الله عليه وسلم في قول أبي واقد الليثي له في غزوة حنين إذ مرّوا على دوح سدرة خضراء عظيمة: اجعل لنا يا رسول الله ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، وكانت ذات أنواط سرحة لبعض المشركين يعلِّقون بها أسلحتهم، ولها يوم يجتمعون إليها فيه، فأراد أبو واقد وغيره أن يشرع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في الإسلام، فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها ذريعة إلى عبادة تلك السرحة، فأنكره”([7]).

فأنت ترى -أيها المبارك- إقبال القبورية على القبور، وإعراضهم عن ذكر الله، وإن ذكروه ذكروه بذكر مبتدَع، وهم يغضبون حتى تبلغ القلوب الحناجر إذا شكَّك في مناقب أوليائهم التي لم تثبت لهم بإخبار وحي مصدّق، ويكونون أبرد من الثلج حين يقوم العامّي بصرف شيء من خصائص الألوهية لوليّ؛ كأن يدعوَه من دون الله، أو يذبح له، أو ينذر له، ويشمئزون إذا نادى مناد من أهل القبلة: أن هذه أفعال لا يستحقها إلا الله، وهذه خصلة سيئة من خصال المشركين، {وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُون} [الزمر: 45].

فالحاصل: أن القبورية تشترك مع أهل الجاهلية في الحال، وهو الإقبال على من لا ينفع ولا يضرّ، وترك الخالق المنعم، والاعتذار عن ذلك الترك بأنه أعظم من أن يفرد بالعبادة، فلا بد من وسيلة، ويجعلون تعظيم الله لبعض مخلوقاته دليلا على استحقاقها لعبادة الدعاء واللجوء وغير ذلك، هذا مع الإعراض عما جاءت به الرسل من الدين الواضح القائم على إفراد الله بالعبادة وإبطال ألوهية غيره. ومن تأمل حال المتعلِّمين من القبورية وغاية ما ينتهي إليه خطابهم وجد أن لازم قولهم هو ادعاء الخلاف اللفظي بين النبي وبين المشركين، فما كان ينقص المشركين لكي تصحّ عبادتهم للصالحين إلا أن يصرِّحوا بنفي النفع والضرّ عنها حقيقة، وأنها مجرّد وسائل ووسائط، وما يأتي منها هو مجاز فقط، ولو قال لقائل: أجعلتني لله ندا؟! لكان له من ذلك مخرج بقوله: تجوَّزت في العبارة.

نسأل الله الهداية والتوفيق.
ـــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) أخرجه البخاري (989).

([2]) أخرجه مسلم (2907).

([3]) تفسير القرآن العظيم (6/ 294).

([4]) الكلام بلفظه نقله ابن الجوزي في تلبيس إبليس (ص: 530).

([5]) أخرجه الترمذي (2180)، وأحمد (21897).

([6]) الحوادث والبدع (ص: 39).

([7]) المحرر الوجيز (2/ 448). وقد نقله عنه كذلك أبو حيان متصرفا فيه بما لا يخل بمعناه ونسبه إليه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

موقف الليبرالية من أصول الأخلاق

مقدمة: تتميَّز الرؤية الإسلامية للأخلاق بارتكازها على قاعدة مهمة تتمثل في ثبات المبادئ الأخلاقية وتغير المظاهر السلوكية، فالأخلاق محكومة بمعيار رباني ثابت يحدد مسارها، ويمنع تغيرها وتبدلها تبعًا لتغير المزاج البشري، فحسنها ثابت الحسن أبدًا، وقبيحها ثابت القبح أبدًا، إذ هي تحمل صفات ثابتة في ذاتها تتميز من خلالها مدحًا أو ذمًّا خيرًا أو شرًّا([1]). […]

حجاب الله تعالى -دراسة عقدية-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: معرفة الله سبحانه وتعالى هي قوت القلوب، ومحفِّزها نحو الترقِّي في مقامات العبودية، وكلما عرف الإنسان ربَّه اقترب إليه وأحبَّه، والقلبُ إذا لم تحرِّكه معرفةُ الله حقَّ المعرفة فإنه يعطب في الطريق، ويستحوذ عليه الكسل والانحراف ولو بعد حين، وكلما كان الإنسان بربه أعرف كان له أخشى […]

ترجمة الشَّيخ د. عبد الله بن محمد الطريقي “‏‏أستاذ الفقه الطبي والتاريخ الحنبلي” (1366-1446هـ/ 1947-2024م)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   اسمه ونسبه([1]): هو الشيخ الأستاذ الدكتور عبد الله بن محمد بن أحمد بن عبد المحسن بن عبد الله بن حمود بن محمد الطريقي، الودعاني الدوسري نسبًا. مولده: كان مسقط رأسه في الديار النجدية بالمملكة العربية السعودية، وتحديدا في ناحية الروضة الواقعة جنوبي البلدة (العَقْدَة) -ويمكن القول بأنه حي من […]

ضبط السنة التشريعية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: السنة النبوية لها مكانة رفيعة في التشريع الإسلامي، فهي المصدر الثاني بعد القرآن الكريم، وهي التطبيق العملي لما جاء فيه، كما أنها تبيّن معانيه وتوضّح مقاصده. وقد وردت آيات وأحاديث كثيرة تأمر بطاعة النبي صلى الله عليه وسلم والعمل بسنته، وتحذّر من مخالفته أو تغيير سنته، وتؤكد أن […]

القواعد الأصولية لفهم إطلاقات السلف والتوفيق بينها وبين تطبيقاتهم العملية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تُعدّ مسألة التعامل مع أقوال السلَف الصالح من أهمّ القضايا التي أُثيرت في سياق دراسة الفكر الإسلامي، خاصةً في موضوع التكفير والتبديع والأحكام الشرعية المتعلقة بهما؛ وذلك لارتباطها الوثيق بالحكم على الأفراد والمجتمعات بالانحراف عن الدين، مما يترتب عليه آثار جسيمة على المستوى الفردي والجماعي. وقد تعامل العلماء […]

التدرج في تطبيق الشريعة.. ضوابط وتطبيقات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن الله تعالى أرسل الرسل وأنزل الكتب ليقوم الناس الناس بالقسط، قال تعالى: ﴿‌لَقَدۡ ‌أَرۡسَلۡنَا ‌رُسُلَنَا بِٱلۡبَيِّنَٰتِ وَأَنزَلۡنَا مَعَهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡمِيزَانَ لِيَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلۡقِسۡطِ﴾ [الحديد: 25] أي: “ليعمل الناس بينهم بالعدل”[1]. والكتاب هو النقل المُصَدَّق، والميزان هو: “العدل. قاله مجاهد وقتادة وغيرهما”[2]، أو “ما يعرف به العدل”[3]. وهذا […]

تأطير المسائل العقدية وبيان مراتبها وتعدّد أحكامها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إنَّ علمَ العقيدة يُعدُّ من أهم العلوم الإسلامية التي ينبغي أن تُعنى بالبحث والتحرير، وقد شهدت الساحة العلمية في العقود الأخيرة تزايدًا في الاهتمام بمسائل العقيدة، إلا أن هذا الاهتمام لم يكن دائمًا مصحوبًا بالتحقيق العلمي المنهجي، مما أدى إلى تداخل المفاهيم وغموض الأحكام؛ فاختلطت القضايا الجوهرية مع […]

توظيف التاريخ في تعزيز مسائل العقيدة والحاضر العقدي

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إنَّ دراسةَ التاريخ الإسلاميِّ ليست مجرَّدَ استعراضٍ للأحداث ومراحل التطور؛ بل هي رحلة فكرية وروحية تستكشف أعماقَ العقيدة وتجلّياتها في حياة الأمة، فإنَّ التاريخ الإسلاميَّ يحمل بين طياته دروسًا وعبرًا نادرة، تمثل نورًا يُضيء الدروب ويعزز الإيمان في قلوب المؤمنين. وقد اهتم القرآن الكريم بمسألة التاريخ اهتمامًا بالغًا […]

تصفيد الشياطين في رمضان (كشف المعنى، وبحثٌ في المعارضات)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  تمهيد يشكِّل النصُّ الشرعي في المنظومة الفكرية الإسلامية مرتكزًا أساسيًّا للتشريع وبناء التصورات العقدية، إلا أن بعض الاتجاهات الفكرية الحديثة -ولا سيما تلك المتبنِّية للنزعة العقلانية- سعت إلى إخضاع النصوص الشرعية لمنطق النقد العقلي المجرد، محاولةً بذلك التوفيق بين النصوص الدينية وما تصفه بالواقع المادي أو مقتضيات المنطق الحديث، […]

رمضان مدرسة الأخلاق والسلوك

المقدمة: من أهم ما يختصّ به الدين الإسلامي عن غيره من الأديان والملل والنحل أنه دين كامل بعقيدته وشريعته وما فرضه من أخلاق وأحكام، وإلى جانب هذا الكمال نجد أنه يمتاز أيضا بالشمول والتكامل والتضافر بين كلياته وجزئياته؛ فهو يشمل العقائد والشرائع والأخلاق؛ ويشمل حاجات الروح والنفس وحاجات الجسد والجوارح، وينظم علاقات الإنسان كلها، وهو […]

مَن هُم أهلُ السُّنَّةِ والجَماعَة؟

الحمدُ للهِ وكفَى، والصَّلاةُ والسَّلامُ على النبيِّ المصطفَى، وعلى آلِه وأصحابِه ومَن لهَدْيِهم اقْتفَى. أمَّا بَعدُ، فإنَّ مِن المعلومِ أنَّ النَّجاةَ والسَّعادةَ في الدُّنيا والآخِرَةِ مَنوطةٌ باتِّباعِ الحَقِّ وسُلوكِ طَريقةِ أهلِ السُّنَّةِ والجَماعَة؛ ولَمَّا أصْبحَ كلٌّ يَدَّعي أنَّه مِن أهلِ السُّنَّةِ والجَماعَة، وقام أناسٌ يُطالِبون باستِردادِ هذا اللَّقبِ الشَّريفِ، زاعِمين أنَّه اختُطِفَ منهم منذُ قرون؛ […]

أثر ابن تيمية في مخالفيه

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: شيخ الإسلام ابن تيمية هو البحرُ من أيِّ النواحِي جِئتَه والبدرُ من أيّ الضَّواحِي أتيتَه جَرَتْ آباؤُه لشأْو ما قَنِعَ به، ولا وقفَ عنده طليحًا مريحًا من تَعَبِه، طلبًا لا يَرضَى بِغاية، ولا يُقضَى له بِنهايَة. رَضَعَ ثَدْيَ العلمِ مُنذُ فُطِم، وطَلعَ وجهُ الصباحِ ليُحاكِيَهُ فَلُطِم، وقَطَعَ الليلَ […]

عرض وتعريف بكتاب (نقض كتاب: مفهوم شرك العبادة لحاتم بن عارف العوني)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدّمة: إنَّ أعظمَ قضية جاءت بها الرسل جميعًا هي توحيد الله سبحانه وتعالى في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، حيث أُرسلت الرسل برسالة الإخلاص والتوحيد، وقد أكَّد الله عز وجل ذلك في قوله: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 25]. […]

عبادة السلف في رمضان وأين نحن منها؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: لا يخفى أن السلف الصالح -رضوان الله عليهم- كانوا يحرصون كل الحرص على كثرة التعبد لله سبحانه وتعالى بما ورد من فضائل الأعمال، وبما ثبت من الصالحات الباقيات التي تعبَّد بها النبي صلى الله عليه وسلم، بل إنهم كانوا يتهيؤون للمواسم – ومنها شهر رمضان – بالدعاء والتضرع […]

النصيرية.. نشأتهم – عقائدهم – خطرهم على الأمة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: لقد كانت الباطِنيَّةُ -وما زالت- مصدرَ خطَرٍ على الإسلامِ والمسلمين مذ وُجِدت، وقد أيقَن أعداءُ الإسلامِ أنَّ حَسْمَ المواجهة مع المسلمين وجهًا لوجهٍ لن يُجدِيَ شيئًا في تحقيق أهدافِهم والوصولِ لمآربهم؛ ولذلك كانت الحركاتُ الباطِنيَّةُ بعقائِدِها وفِتَنِها نتيجةً لاتجاهٍ جديدٍ للكيد للمسلمين عن طريق التدثُّرِ باسمِه والتستُّرِ بحبِّ […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017