الاثنين - 23 شوّال 1446 هـ - 21 ابريل 2025 م

الطاقة الكونية مفهومها – أصولها الفلسفية

A A

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة

تمهيد:

إن الله عز وجل خلق الإنسان، وفطره على التوحيد، وجعل في قلبه حبًّا وميلًا لعبادته سبحانه وتعالى، قال الله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [الروم: 30]، قال السعدي رحمه الله: “وَضَع في عُقولِهم حُسْنَها واستقباحَ غَيرِها؛ فإنَّ جميعَ أحكامِ الشَّرعِ الظَّاهرةِ والباطِنةِ قد وضَعَ اللهُ في قُلوبِ الخَلْقِ كُلِّهم الميلَ إليها، فوَضَع في قُلوبِهم محبَّةَ الحَقِّ وإيثارَ الحَقِّ، وهذا حقيقةُ الفِطْرةِ”([1]).

وظل الناس على ذلك عشرة قرون من آدم إلى نوح عليه السلام، حتى جاءت إليهم الشياطين فَاجْتَالَتْهُمْ عن دينهم، وحرمت عليهم ما أحل الله لهم، وأمرتهم أن يشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانًا، فقدر روى الإمام مسلم عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ الْمُجَاشِعِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ذَاتَ يَوْمٍ فِي خُطْبَتِهِ: «أَلَا إِنَّ رَبِّي أَمَرَنِي أَنْ أُعَلِّمَكُمْ مَا جَهِلْتُمْ مِمَّا عَلَّمَنِي يَوْمِي هَذَا: كُلُّ مَالٍ نَحَلْتُهُ عَبْدًا حَلَالٌ، وَإِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ، وَإِنَّهُمْ أَتَتْهُمْ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ، وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لَهُمْ، وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِي مَا لَمْ أُنْزِلْ بِهِ سُلْطَانًا»([2]).

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: “كَانَ بَيْنَ نُوحٍ وَآدَمَ عَشَرَةُ قُرُونٍ، كُلُّهُمْ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْحَقِّ. فَاخْتَلَفُوا، فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ”([3]). قال ابن كثير رحمه الله: “لِأَنَّ النَّاسَ كَانُوا عَلَى مِلَّةِ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، حَتَّى عَبَدُوا الْأَصْنَامَ، فَبَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِمْ نُوحًا عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَكَانَ أَوَّلَ رَسُولٍ بَعَثَهُ اللَّهُ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ”([4]).

 

 

العلاج بالطاقة وثنية جديدة:

لما كان لكل عصر فتنته وصورة الشرك التي تناسبه، وكان هذا العصر هو عصر ظهور العلمانية وطغيان المادية، دخل الشرك على الأمة من باب آخر يقابل هذا الباب، وهو الاهتمام البالغ بالجانب الروحي والنفسي، عن طريق بعض المذاهب الفكرية التي تلونت في صورها وتنوعت في تطبيقاتها، وتفشت في أوساط المسلمين حتى ظن بعضهم أنها لا تعدو أن تكون تطبيقات رياضية وتقنيات حياتية لا تتعارض مع ديننا وثوابت عقيدتنا، ومن هنا فقد مارسوها ودرسوا بعض فلسفاتها محاولين تجنب ما يصادفهم فيها من شرك ووثنية بتزيين من الشيطان أولًا ثم ممن تلبسوا بها من المفتونين ثانيًا؛ فسلموا أنفسهم ودينهم وعقولهم إلى سلطة كهنوتية مارست أقسى درجات الطغيان الروحي، فظهر الحكماء الروحانيون الذين دلسوا على الناس، وأوهموهم أنهم يملكون القدرة على التخاطب مع الكائنات العلوية([5])، والوصول إلى المعرفة الإلهية، حتى أصبح النتاج الروحي من الطلاسم السحرية والرموز الخفية تراثًا روحيًّا ومصدرًا معرفيًّا لحل ما يعجز عن حله العقل البشري.

وبدأ يظهر في بلاد المسلمين من يصف نفسه بأنه “معلم روحي”، وأقاموا دوراتٍ الهدف منها البحث عن الروحانية، وتحقيق الخلاص الذاتي وروحانية النفس، وكونها جوهرًا مستقلًّا عن البدن، وذلك عن استخراج الطاقة الكونية الموجودة داخل البدن، فنستطيع من خلالها شفاء الأمراض، وتصويب الحالات النفسية والاجتماعية، والوصول إلى وعي تحولي يسمح للسالك بمعاينة المنزلة المنشودة من الحقيقة الروحانية، وهي الإحساس بالوحدة والارتباط بين كل موجود([6]).

تقول تشتفي ريكوفا أولغا نيكولايفنا في كتابها (دكتاتورية المستنيرين) تحت عنوان (العلماء السحرة): “وقد أصبحت الأطروحات الفئوية التي كونت ما يسمى بناء هيرميس، البناء الذي يمثل خليطًا غيبيًّا من السيكولوجية الغنوصية والمكانيكا السحرية، هذا البناء وظف بوصفه تعليمات روحية لاستغلال العالمين.

وقام على أمرين: الأول: الأفلاطونية الجديدة في المسيحية والأفكار الهيرمطيقية -السحر- أما الثاني: فقد دمج الهيرمقطا مع القابالا وقدم لأوربا قواعد العالِم الساحر، الذي ينظر إلى الإنسان على أنه روح حية، بمساعدة أدوات السحر…

-إلى أن تقول: نقلًا عن الباحثة فرانسيس إيتس:- لقد هيأت نظرية النهضة حول العالم الروحي الذي يدار عن طريق السحر لدخول نظرية العالم الميكانيكي الذي يدار رياضيًّا، وهذا يتعلّق بدرجة أكبر بالخيمياء، التي تمثل علمًا هجينًا يجمع التجارب المادية والتقنية النفسية، كان هدف الخمياء هو الحصول على ذلك المفتاح (حجر الفلاسفة) الذي يتيح إدارة الأرواح، بمعنى التحكم بالطاقات المخلوقة أو بطاقات القوى الكونية؛ كي يصل الإنسان إلى الحالة الربوبية والخلود”([7]).

فأصبحنا أمام مقدمات وإرهاصات لزحف فلسفي من نوع جديد يتمثل في إحدى أشهر الفلسفات القديمة على الإطلاق، وهي الفلسفة الشرقية النابعة من الصين والهند، ومن الهندوسية والبوذية والطاوية تحديدًا، وهذا كله جُمع فيما يسمى بتطبيقات الطاقة الكونية بمفاهيمها الفلسفية.

تسميات الطاقة الكونية:

وتتنوع التسميات التي تطلق على الطاقة الكونية تبعًا لتغاير الخلفيات الدينية، فتسمى: الطاقة الحيوية، وقوة الحياة، وطاقة الحياة؛ وذلك باعتبار أنها مصدر الحياة، كما تسمى: الطاقة الكونية؛ لانتشارها في الكون واستمدادها منه، ويطلق عليها: الطاقة الكامنة المحركة لقوى الطبيعة، وبعضهم يسميها: القوة المحركة والفاعلة والمؤثرة. ويطلق عليها: النَفَس؛ ربما لأن التنفس من طرق استمدادها، أو لأنها بمثابة النَفَس الذي لا يمكن للكون أن يستمر بدونه. ويطلق عليها: قوة الشفاء؛ نظرًا لما ينسب إليها من قدرات شفائية، ويزعم بعضهم أن اسمها العربي: الروح([8]).

ويعتبرها الطب الصيني الوقود المحرك خلف جميع أجهزة الجسم المختلفة، ويحدد لها شبكة من المسارات والقنوات الخاصة بها، يسمونها “المريديان”، تسري من خلالها في جميع أنحاء الجسم. إذا كانت هذه الطاقة تتدفق بحيوية وسلاسة في مساراتها، وكانت تتمتع بالتوازن المطلوب، فإن ذلك يعني أن الإنسان يتمتع بصحة جيدة، أما إذا حدث هناك خلل في هذا التدفق أو في توازن الطاقة، فإن ذلك سيؤدي إلى اعتلال الصحة وتدني قدرات الإنسان([9]).

تعريف الطاقة:

أولًا: الطاقة لغة:

الطاقة من طوق، والطاء والواو والقاف أصل صحيح يدل على دوران الشيء على الشيء، ويقال: أطاق الأمر إطاقة، وهو في طواقه، لأنه إذا أطاقه فكأنه قد أحاط به ودار به من جوانبه([10]).

ثانيًا: المفهوم الفلسفي للطاقة:

المراد بالطاقة في مفهومها الفلسفي: “بحث الإنسان عن الإله”، فهي قوة يعتقد حسب الديانات الوضعية الشرقية والتصورات الفلسفية القديمة أنها سارية في الكون ومبثوثة في الكائنات بما فيها الكائن البشري، وكل الكائنات ما هي إلا تجليات للإله، ومنه تستمد وجودها وقوتها وروحانيتها، ويعبر عن هذا الانبثاق بالإشراق أو الفيض أو التجلي أو الانقسام، وعليه فإن الطاقة تطلق في السياق الفلسفي ولا يراد بها سوى التصور الذهني عن فكرة آفلة، وأنه لا حقيقة له سوى الخيال الذهني، ويمكن التعبير عن هذه الفكرة ضمن إطار عقيدة وحدة الوجود([11]).

ثالثًا: تعريف الطاقة الكونية عند مدربي الطاقة:

الطاقة الكونية في أصلها فكره فلسفية نابعة من تصور الفكر الشرقي القديم للكون وموقفه منه، فهو يرى أن الكون عبارة عن قوتين متقابلتين انبثقتا من الكل الواحد، وهاتان القوتان في صراع مستمرّ بينهما، تتجلى معالمه إما على صورة قطبية أو صورة ثنوية، والنتيجة واحدة، وهي أن بقاء الصراع بين القوتين هو بقاء لديمومة الكون، وتغلّب إحداهما على الأخرى هو انهيار للنظام الكوني.

فإذا أراد مدربو الطاقة الحيوية تعريفها يبدؤون كلامهم أولًا بأن الطاقة أساس كل شيء، وأنه لا شيء في هذا الكون يخلو من الطاقه حتى الجمادات التي أنت تظنّ أنها جمادات تعجّ بالطاقة؛ فهذه الذرات تحمل في طياتها نيوترونات وبروتونات داخل الذرة، وإلكترونات تدور حولها في حركة مستمرة. وأن المواد التي تبدو جامدة للعين المجردة إنما هي في حقيقتها في حالة تذبذب واهتزاز دائم على ممستوى الذرات والجسيمات متناهية الصغر، وهذا دليل على الطاقة الكامنة فيها.

ثم يتبعون ذلك بالحديث عن الطاقة الكونية التي تمدنا وتمد جميع الموجودات بالطاقة، فيزعمون أن هذه الطاقة الكونية موجودة من حولنا فوقنا وأسفل منا، وبما أن الإنسان جزء من هذا الكون فإن لكل إنسان ومنذ ولادته مقدارًا محددًا من الطاقة ينخفض أو يزداد تبعا لعوامل عديدة([12]).

وعلى هذا فالطاقة الكونية عند هؤلاء تعني: “القوة المحركة للكون وتعني تشي (chi) بالصينية، وكي (Qi) باليابانية، وبرانا (prana) بالهندية، أي: الهواء أو النفس، أو طاقة حياة كونية، وهي عندهم أساس الحياة فينا -عياذًا بالله- بفضلها تتحرك وتتكون النجوم والكواكب، والمجرات والقوى الشمسية، وحتى صور أفكارنا وأحاسيسنا، وهي توحد عناصر جسدنا وتوازن بينها وتؤمن ديمومة الأشياء والمخلوقات”([13]).

ماهية برامج العلاج بالطاقة وحقيقتها:

تعتمد برامج “العلاج بالطاقة” على الاعتقاد بـما يسمى “الطاقة” وهي مبدأ وفلسفة ليس له علاقة بعلم الفيزياء، ولا باسم الطاقة المعروف فيه؛ لذا يطلق عليها علماء الفيزياء اسم “علم زائف” (Pseudoscience).

فالطاقة المقصودة في برامج العلاج بالطاقة هي مبدأ يعتقد أصحاب الديانات الشرقية أنه سبب وجود كل شيء، وجوهر كل شيء، وأنه انقسم في القديم إلى قسمين، انساب أحدهما في الكون بشكل حر يمكن للإنسان التدرب على كيفية استمداده والاتحاد معه، من أجل تحصيل السعادة والحكمة والصحة.

ويسمى هذا القسم باللغة السنسكريتية “برانا” Prana، وفي اللغة اليابانية “كي” ki، ويسمى “تشي” Chi-Qi في اللغة الصينية.

وإنما أطلق عليها اسم “الطاقة” عندما تبنتها الفلسفة الغربية الروحية، وأضافت حركة “العصر الجديد” لأسمائها الشرقية السابقة أسماء ذات صبغة علمية أو دعائية.

منها: “الطاقة الروحية” و”قوة الحياة” باعتبارها مصدر الحياة ومنبعها.

و”قوة الشفاء” باعتبار ما ينسب لها من قدرات شفائية.

و”الطاقة الكونية” لكونها أصل الكون وهي مبثوثة فيه.

و”الطاقة البشرية” باعتبار أنها قابلة للاستمداد عند البشر ومن ثم إيصالهم من خلالها إلى ما يؤملون بحسب الفلسفة الشرقية.

وفي الفلسفة الباطنية الحديثة التي تروجها الحركات الروحية الغربية تمثل “الطاقة” أول مبدأ ينبغي أن يؤمن به المستشفِي، ويعتقد أهميته وقوته، ويمارس كيفية الشعور به واستمداده والاتحاد به.

ويُدّعى أن فهم حقيقة “الطاقة” والتناغم معها كان سرًّا مهمًّا وصل إليه الباطنيون الأوائل والحكماء والمتنورون والأنبياء على امتداد الزمان برياضات روحية خاصة وتجارب ذوقية وجدية لم تكن تُفشى لعامة الناس، وأن حركة “العصر الجديد” تولت إفشاء هذا السر، ونشره لعامة الناس، وجعل تطبيقه في متناولهم جميعًا، دون تمايز طبقي أو ديني في عصر الاتصال والانفتاح المعاصر، وأصبح شرح هذه الفلسفة يمثل الإطار النظري لجميع برامجها الرامية إلى إحداث التغيير الشامل على المستوى الفردي بمضاعفة القدرات البشرية، وعلى المستوى العالمي بإلغاء الفوارق الدينية وتحقيق السلام الشامل، وهكذا انتشرت هذه الفلسفة على أوسع نطاق، متداخلة مع جوانب حياة الناس اليومية عبر تطبيقاتها، ومنها برامج “العلاج بالطاقة”([14]).

وهذه البرامج من أكثر البرامج انتشارًا وخطورة على عقيدة التوحيد؛ حيث إن غايتها “الوحدة مع الروح الكونية والتي تقود إلى معرفة يقينية ثابتة بالمطلق”([15]).

ومع أن كثيرًا من المدربين على الطاقة الكونية يزعمون أن المقصود هي الطاقة الفيزيائية المتعلقة بالمادة، إلا إنه عند الحديث عن تفاصيلها يصفونها بالدخول في كل شيء، وأن لها عقلًا كونيًّا، وأن هذه الطاقة تربط الإنسان بالذات العليا([16])! ثم يصرحون أن هدف دراسة دورات الطاقة في الإنسان التواصل مع الطاقة الكونية -الأنا العليا- لنصبح خلايا كونية غير منعزلة وغير محددة([17]).

بل ويعترف مؤلف كتاب “الشفاء بالطاقة الحيوية” أنها ليست الطاقة الفيزيائية المعروفة فيقول: “تأخذ الطاقة أشكالًا متعددة… ولكنها هناك طاقة أخرى غير هذه الطاقات المعروفة، تعمل بها المخلوقات الحية من حيوان ونبات، هذه الطاقة هي الطاقة الحيوية طاقة الحياة أو طاقة الوعي”([18]).

الأصول الفلسفية التي يقوم عليها العلاج بالطاقة:

ترتكز برامج العلاج بالطاقة على عدة مفاهيم فلسفية، تقوم على تصورهم الفلسفي للكون والوجود والحياة الإنسانية، ويمكن إيجاز هذه الأصول التي تقوم عليها فلسفة الطاقة فيما يلي:

أولًا: الأخذ من العقيدة الطاوية:

إن الأصل الفلسفي الذي يقوم عليه الاعتقاد بفلسفة الطاقة الكونية هو العقيدة الطاوية، حيث إن الطاقة هي الواحد المتولد عن الــــ”طاو” وهذه الطاقة من صوره، ويشبه الطاو إلى حدٍّ كبير العقل الأول عند فلاسفة اليونان، وكذلك البرهمان عند الهندوس، كما أن فلسفة الطاوية في ابتداء الكون تشبه نظرية التسلسل الفيضي عند الفلاسفة([19]).

فالطاوية تعتبر الطاو هو الواحد الأزلي الذي تولدت منه ثنائية الين واليانغ، ومنهما تولد كل شيء في الوجود، ففي كتاب الطاو: “الطاو تنسل الواحد، الواحد ينسل الاثنين، الاثنان ينسل الثلاثة، الثلاثة تنسل العشرة في آلاف شيء، العشرة آلاف شيء تحمل الين وتحتضن اليانغ وتحقق انسجامها بالدمج بين هاتين القوتين”([20]).

وتعتبر الفلسفة الصينية الين واليانغ المكونين للكون، وهما اللذان انفصلا عن الوحدة الأولى وهي الطاقة الكونية الحيوية المتولدة من الطاو، وكل ما في الوجود من مخلوقات تصنف على ين أو يانغ، وهما اللذان أوجدا كل المخلوقات بزعمهم([21]).

خطورة رمز الين واليانغ الذي يستخدمه مدربو الطاقة:

والخطر الذي لا يعيه بعض المدربين في الطاقة الكونية -بل ويجعل بعضهم رمز الطاقة الطاوية شعارًا لمركزه التدريبي وبعض دوراته- أن الفلسفة الطاوية غايتها الاتحاد بالطاو حتى تتحقق للإنسان الراحة والسرور([22]).

ففي كتاب الطاو: “من يتبع الطاو يكن واحدًا مع الطاو.. متى ما تكون واحدًا مع الطاو يرحب بك الطاو”([23]).

ثانيًا: الاعتقاد بأن أصل الوجود هو “كلي واحد”:

فأصل الاعتقاد بفلسفة الطاقة الكونية هو العقيدة الطاوية، وهي ترتبط ارتباطًا كليًّا عندهم بتصورهم الفلسفي للوجود، وهي في حقيقتها تعبير عندهم عن عقيدة وحدة الوجود، إذ إن العالم مر وفقًا لهذه الفلسفة بأطوار متعددة، فالطور الأول متمثل في الوجود الفوضوي أو العدم، ثم تولد من العدم أول شكل من أشكال الوجود وهو ما يعرف بالطاقة الكونية (تشي)، وهذه الطاقة انفصلت إلى قطبين هما (الين) و(اليانغ)، ومن خلال تفاعلات الين يانغ تكونت العناصر الخمسة وظهر هذا الكون للوجود([24]).

يقول صاحب كتاب (أسرار الطاقة): “عندما تدرك أنك موجود في كل الوجود… ستشعر بأنك جزء لا ينفصل عن الوحدة الكونية، ومن الطاقة الكامنة فيك المتجسدة من طاقة الخالق، وهنا أعود لأذكركم بالحلاج:

روحه روحي وروحي روحه          إن يشأ شئت وإن شئت يشأ

وحينها ستصبح الناظر والمنظور، والقارئ والمقروء، وستصبح الوجه والمرآة، وتصبح كأعظم الكلمات في كتب الأناشيد (الحلقة الكاملة) المتعبد مع الله واحد، الطالب والمطلوب واحد”([25]).

ولا شك أن هذا يؤدي إلى لوازم باطلة منها:

1- أن كل ما في العالم خيرٌ في ذاته؛ حيث كل فكر وعمل إنما هو في الحقيقة الإله.

2- القول بصحة جميع المعتقدات الدينية أيًّا ما كانت، وهذا ما صرح به ابن عربي بقوله:

عَقَدَ الخَلائِقُ في الإِلَهِ عَقائِدًا        وَأَنا اِعتَقَدتُ جَميعَ ما عَقَدوهُ([26])

3- أن جميع المعبودات هي عين الإله؛ لأنه الهوية السارية في جميع مراتب الوجود.

4- أن جميع مآل جميع الخلق إلى الخلاص والنجاة([27]).

ثالثًا: الاعتقاد أن الإنسان عبارة عن إله منسي:

يعتبر أصحاب فلسفة الطاقة ومن يطلق عليهم المدربون الروحانيون أن الإنسان إله منسي، حيث كان في أصله وعيًا خالصًا وطاقة صرفة، ولكنه مع مرور الأزمنة وتعاقب الحيوات انفصل عن طبيعته الأصلية، وهو ما يعبر عنه باعتلال المخزون الطاقي والخلل في توازنه، ومن ثم تظهر الأمراض والأسقام على الإنسان لابتعاده عن حقيقته الإلهية، فإذا استعاد تلك الطاقة المفقودة، وضبط توازن الطاقات في جسده، اقترب إلى طبيعته الحقيقية التي لا تقبل العلل والأمراض.

فالطاقة الكونية تسري في الوجود كله، والحياة نتيجة لتكثفها، والموت نتيجة لقلتها أو انفصالها عن الجسد، لذلك كان طول حياة المرء أو قصرها -حسب هذه الفلسفة- مرهونًا بمخزونه الطاقي([28]).

رابعًا: الاعتقاد بفلسفة العناصر الخمسة:

من الأصول الفلسفية التي يقوم عليه العلاج بالطاقة ما يطلق عليه مروجو العلاج بالطاقة: العناصر الخمسة، وهي: “التراب والمعدن والخشب والماء والنار، وهي من مظاهر الين واليانغ الذي يزعمون أنهما أنبثقت منهما كل المخلوقات”([29]).

وتشكل هذه الفلسفة ركيزة أساسية عند مروجي العلاج بالطاقة، وهي أولى مراحل تمايز الموجودات، وانفصالها عن الوحدة الأولى، ولذلك كل ما في الوجود يصنف وفق هذه الفلسفة إلى ين أو يانغ، فالأجناس والأعضاء والأطعمة والأمراض والأخلاق كلها تصنف كذلك.

واختلال التوازن بينها يجعل الإنسان أبعد عن الوحدة، واسترجاع التوازن يقربه إليها([30]).

لذا ففلسفة العناصر الخمسة هي إحدى صور وحدة الوجود التي فُسرت من خلالها النشأة الكونية والظواهر الطبيعية، وتحمل في طياتها الكثير من المعاني الإلحادية واللوازم الكفرية، مثل ربط هذه الفلسفة بنشأة الكون؛ فطبقًا للنظرة الصينية فإن قوى الــــ “ين يانغ” الكونية تفاعلت فيما بينها، فنتج عن ذلك التفاعل ما يسمى بالعناصر الخمسة، وهذه العناصر ليست ثابتة بل في حركة تبادل وتعاقب مستمرة، ومن مجموع تلك العناصر، وتحت ظروف معينة وبنسب مختلفة ظهرت جميع الموجودات، بحيث تولد وما زال يتولد كل عنصر من عنصر آخر في دورة لا منتهية([31]).

وبناء على ذلك فإن جميع الكائنات يمكن أن تطبق عليها نظرية النشوء المعتمد على الغير، الذي يسوي بين الخالق والمخلوق، فالكل خالق ومخلوق، وكل مخلوق هو خالق كذلك([32]).

وكذلك من المعاني الكفرية التي تقوم عليها فلسفة العناصر الخمسة الاعتقاد بتأثير الكواكب على مجريات الأمور على الأرض، فكل شيء في الكون يُصنف وفق العناصر الخمسة، ولكل عنصر ما يقابله من الكواكب ويرتبط به، بحيث يكون تأثير هذا الكوكب على الأرض في الفترة الزمنية التي يسود فيها ذلك العنصر، ويكون تركيزه على المناطق الجغرافية والأعضاء الجسدية المرتبطة به كذلك([33]).

خامسًا: الاعتقاد بفلسفة الشاكرات والجسم الأثيري:

من الأصول الفلسفية التي يقوم عليه العلاج بالطاقة ما يروّج له مدربو الطاقة من أنه تحيط بجسدنا المادي عدة أجسام نورانية يطلق عليها اسم: الهالة البشرية، وهي عبارة عن ذبذبات لونية وكهربية وكهرومغناطيسية تؤثر في الجسد الفيزيائي لنا، وتتأثر به وتتغير حسب حالة الشخص النفسية والفكرية والصحية، وقد تمتد هالة أحد الأشخاص حتى تملأ غرفة بأكملها، في حين تنكمش أخرى على بعد سنتيميترات قليلة على حدود الجسم المادي لصاحبها، كما أن بعض الأشخاص تؤثر هالاتهم في غيرهم من الناس بالسلب أو الإيجاب، وهذا مما يمكن ملاحظته عند لقاء بعض الأشخاص يشعر الإنسان في وجوده معهم أو حتى بمجرد المرور بجانبهم بشيء من السرور أو الانقباض أو التعب، وكل ذلك بدون مبرر، حتى إن كثيرًا من الأمراض من الممكن أن تنتقل من شخص لآخر بمجرد تداخل تلك الهالات إذا لم تكن محكمة الإغلاق، وذلك عن طريق التحصين وتمارين الطاقة المختلفة، كما أن من الأمور الواجب ذكرها أن هذه الهالة تتأثر بالانفعالات النفسية المختلفة من فرح وحزن وغضب، فتضعف من جانب من جوانبها أو تتخرق، فيسهل تأثر الإنسان بكثير من السلب المحيط به([34]).

وتعتبر هذه الهالة عند المعالجين بالطاقة الوسيلة الوحيدة التي تصل الإنسان بعالم آخر على غير وعي منه، وتجعله يشعر أن له ذاتًا عليا تختلف عن ذاته السفلى، ومن خلال الجسم الطاقي تُمتص الـــ “برنا” وطاقة الحياة -الطاقة الحيوية- وتوزع على كل الجسد المادي([35]).

ويزعم مروجو العلاج بالطاقة أيضًا أنه يوجد في الوقت الحالي أجهزة تصوير بإمكانها أن تصور هالة الإنسان، ويعتمد عليها في تفسير كثير من أمراضه وحالاته النفسية المختلفة وتاريخه الصحي،كما أن رؤية الهالة بالعين المجردة ممكنة بشيء من التدريب البسيط ولكن المنتظم.

كما يزعمون أن هناك مجموعة خاصة من المتعاملين بالطاقة يسمون: المستبصرون (Claivoyants)، وهؤلاء يزعمون أنهم يستطيعون أن يروا الهالة الأثيرية المحيطة بجسم الإنسان، وكذلك مراكز الطاقة (Chakra) التي تبدو كقرص ملون أو زهرة كثيرة الأوراق (أو البتلات) تدور حول محور في المنتصف([36]).

ويزعمون أنهم يعالجون عن طريق ضخ الطاقة الكونية في هذه الهالة، ومحاولة ضبط ألوان الأجسام السبعة؛ لأن أي خلل في لون جسم من الأجسام السبعة يؤثر على قوة وطاقة الجسم المادي؛ لذلك هم يعالجون بالألوان، فلكل جسم من الأجسام السبعة لون مميز إذا نقص لا بد من تعويضه.

وقد تم إجراء تجارب علمية لمحاولة رصد ما يعرف بالهالة والأجسام السبعة المحيطة بجسم الإنسان، وكانت النتيجة: الهالة حول جسم الإنسان والأجسام السبعة ليست أكثر من هراء علمي، ولم يتم رصد شيء من ذلك على الإطلاق.

وتم تصنيف الهالة المحيطة بالجسم باعتبارها أحد العلوم الزائفة المنتشرة في الثقافة الشعبية وليس لها أي معنى علمي([37]).

سادسًا: الاعتقاد بفلسفة الريكي:

من الأصول التي يقوم عليها العلاج بالطاقة الاعتقاد بفلسفة الريكي، وهي كلمة يابانية من شقين (Rei) بمعنى كوني، و(Ki) بمعنى طاقة قوة الحياة، أو الوعي الكوني، ويعتبر الريكي من أبرز دورات العلاج التي انتشرت في العالم العربي، وهو أحد الطرق العلاجية التي روج لها أصحاب العلاج بالطاقة والفلسفة الشرقية وجماعات العصر الجديد، وهو يعتمد كليًّا على الاعتقاد بوجود الطاقة الكونية([38]).

والريكي هو طاقة أو جوهر الحياة المستمدة من الروح الكونية المقدسة، توجه وفق أساليب مدعاة في تحقيق التوازن والاستقرار الصحي([39]).

ويعتمد العلاج بالريكي على الاعتقاد بوجود الطاقة الكونية (كي) والجسم الأثيري المحيط بالجسم المادي وما يتصل به كالـــــــ(شاكرات)، فهو لا يعالج الجسم المادي فحسب، بل يعمل على جميع الأجسام الطاقية، والشفاء يكون من خلال استعادة توازن الطاقات وتوازن العناصر الخمسة تمامًا كما هو مقرر في الفلسفة الشرقية.

ويستخدم ممارس الريكي أدوات لتوليد الطاقة -بزعمهم- وعليه أن يمارس التأمل ليركز الطاقة الذهنية ويصفيها من الأدوات لتوليد الطاقة (المانترا)، وهي كلمات مربوطة بصوت معين يؤثر على النفس و(اليانترا)، وهي رسوم هندسية تؤثر على النفس، ويزعمون أن الريكي يدخل في جسم الإنسان وعقله عن طريق شاكرا التاج على قمة الرأس، ثم الشاكرتين التاليتين حيث يعتقدون أن الشاكرات مركز قوة الحياة الداخلية، ثم تنساب الطاقة في الجسم([40]).

وعند تعلم الريكي لا بد أن يلتقي المتدرب مع ذاته الداخلية الصافية والإلهية الكامنة فيه أصلًا، وذلك عن طريق التأمل، ولا بد أن يكون المتدرب في حالة صفاء وحب وتفرغ لاستقبال الطاقة من المدرب الذي يكون بمثابة القناة المفتوحة على الطاقة الكونية بين السماء والأرض، ويستخدم رموز المانترا لتنشيط الطاقة في نقاط الشاكرات للمتدرب([41]).

هل يمكن اعتبار العلاج بالطاقة من جملة العلوم أم هو خرافة وشعوذة وعلم زائف؟

على المستوى العلمي والتنظيمي العالمي فقد صنفت هذه الأشياء كأحد العلوم الزائفة، وتم استعراضه في موسوعة العلوم الزائفة، وعليه رفضت الجهات التنظيمية البريطانية ما يزيد عن خمسة ادعاءات صحية متعلقة بالريكي والعلاج بالطاقة لعدم ثبوتها علميًّا.

وفي مسار آخر متعلق بالكنيسة أصدر الأساقفة الكاثوليك في الولايات المتحدة وثيقة تضمنت رفض ممارسات العلاج بالطاقة والريكي والشاكرات باعتبارها نوعًا من أنواع الخرافات غير المتوافقة مع التعاليم المسيحية ولا الاستدلالات العلمية.

والقول بأن الطاقة الكونية هي نفسها الطاقة العلمية الثابتة هو شكل من استغلال العلم والافتيات منه، وجعل ما ليس سببًا سببًا، وهو شكل من أشكال الخداع والغش وخيانة الأمانة، كما أنها متضمنة لجملة كبيرة من المخالفات لأصول الشريعة وأحكامها([42]).

وهذا ما صرح به جمع من أهل العلم والمتخصصين في الفيزياء وعلوم الطاقة، ومن هؤلاء الدكتور نسيم مجدي الباحث في الفيزياء النووية وفيزياء الكونيات بجامعة “ستوني بروك” الأميركية، الذي نشر نتائج بحث معملي مهم تحت عنوان: “ما الذي يحفز تقلبات التدفق في حطام تصادم الأيونات الثقيلة؟”، أجراه في معامل “بروك هيفين” تحت رعاية وزارة الطاقة الأميركية، يرى أن “علوم الطاقة والجذب هي من العلوم الكاذبة التي بدأت تلقى رواجًا في المنطقة العربية، أنها تتحول لاحقًا إلى خرافة، وتضر بالعقل والوعي الجمعي بعد ذلك”([43]).

وأما على مستوى علم النفس فيرى المتخصصون النفسيون أن العلاج بالطاقة ما هو إلا وهم وشعوذة ونوع من الدجل.

ففي وصف حادّ تطلق أستاذة الأدب والتحليل النفسي هيفاء السنعوسي على المهتمين بعلم الطاقة بأنهم مشعوذون ومحتالون يبيعون الوهم، وتقول: “يحدث هذا في ظل غياب الرقابة من الحكومات، وهذا الغياب ساهم في انتشارهم”. ودعت في حديثها إلى تجريمهم بسبب ما تصفه بالممارسات “الشاذة التي تستهدف العقيدة والثوابت المجتمعية”.

وتنفي السنعوسي أن تكون الطاقة مصدرًا للعلاج الجسدي أو النفسي، لأنها بحسب قولها “أفكار مجردة وأوهام، وخرافات، وطقوس عقائدية، وممارسات متوارثة”. وتضيف “تأثيرها عقلي بالإيحاء وزرع الأوهام التي يتخيلها الإنسان ويراها حقيقة”.

كما تشبّه طقوس العلاج بالطاقة بأنها أشبه ما تكون بطقوس “السحرة والعرافين” البعيدة كل البعد عن العلم والمنطق، وتقول: “إنهم يمارسون حرفة الكلام، ويتلاعبون بالألفاظ والصيغ، ويزعمون بأنها حكمة تنطق بها أفواههم، بينما هي فخّ وقعوا فيها، وانبهار بعقائد غير سماوية تؤمن بعبادة التماثيل والبهائم”([44]).

وتقول الدكتورة فوز الكردي: “الطاقة الكونية المقصودة في تطبيقات الاستشفاء الشرقية لا علاقة لها بالطاقة الفيزيائية من قريب أو من بعيد -رغم ادعاء مروجيها- لذا يسميها بعض العلماء الغربيين: الطاقة اللطيفة أو الطاقة غير الفيزيائية، واشتهر إطلاق اسم: putative Energy)) أي: الطاقة المزعومة، أو الافتراضية، أو المظنونة. وحقيقة هذه الطاقة نظرية فلسفية عقدية قامت على أساس التصور العام للكون والوجود والحياة عند من لم يعرفوا النبوات أو يكفرون بها، ومن ثم يحاولون الوصول إلى معرفة الغيب وتفسير ما وراء عالم الشهادة بعقولهم وخيالاتهم؛ لذا أسموها: الطاقة الحيوية، وطاقة قوة الحياة، وطاقة الحياة باعتبار عقيدتهم فيها أنها مصدر الحياة فلا توجد الحياة بدونها، كما أسموها: الطاقة الكونية لكونهم يعتقدون وجودها منتشرة في الكون تملأ فراغه وتحفظ نظامه، وأنها يمكن أن تستمد منه بطرق خاصة حسب ما يدعون، ويسمونها: طاقة الشفاء، أو قوة الشفاء، باعتبار ما ينسبون إليها من قدرة شفائية لجميع الأمراض”([45]).

والحمد لله رب العالمين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) تفسير السعدي (ص: 641).

([2]) صحيح مسلم (2865).

([3]) ينظر: تفسير بن كثير (1/ 569).

([4]) تفسير بن كثير (1/ 569).

([5]) انظر ورقة علمية بعنوان: (التخاطب مع الكينونات وثنية في ثوب جديد)، منشورة بمركز سلف للبحوث والدراسات على الرابط: https://salafcenter.org/8313/

([6]) انظر: التطبيقات المعاصرة لفلسفة الاستشفاء الشرقية (ص: 198).

([7]) دكتاتورية المستنيرين: روح الإنسانوية العابرة وأهدافها (ص: 39-41) بتصرف.

([8]) التطبيقات المعاصرة لفلسفة الاستشفاء الشرقية (ص: 194).

([9]) ينظر الرابط:

التعريف

([10]) مقاييس اللغة، لابن فارس (3/ 433).

([11]) انظر: فلسفة الطاقة الكونية، وموقف الإسلام منها – دراسة عقدية نقدية، حسين سيد محمد، جامعة أم القرى، (ص: 37).

([12]) ينظر الرابط:

https://sabeily.com/%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b9%d8%b1%d9%8a%d9%81/ #-ftn1

([13]) الأصول الفلسفية لتطوير الذات في التنمية البشرية (1/ 215).

([14]) ينظر الرابط:

http://www.albayan.co.uk/ MGZArticle2.aspx?ID=3953#sthash.GCi8ar4I.dpuf

([15]) انظر: الأصول الفلسفية لتطوير الذات في التنمية البشرية (1/ 216).

([16]) انظر: أسرار الطاقة الحيوية، كريم أحمد (ص: 9).

([17]) انظر: طاقة الكون بين يديك (ص: 16).

([18]) انظر: الشفاء بالطاقة الحيوية، أحمد توفيق (ص: 6).

([19]) حركة العصر الجديد، د. هيفاء الرشيد، مركز التأصيل للدراسات والبحوث (ص: 72).

([20]) كتاب الطاو، هادي العلوي (ص: 77).

([21]) انظر: الأصول الفلسفية لتطوير الذات في التنمية البشرية (1/ 217-218).

([22]) الأصول الفلسفية لتطوير الذات في التنمية البشرية (1/ 219).

([23]) كتاب الطاو (ص: 77).

([24]) انظر: التطبيقات المعاصرة لفلسفة الاستشفاء الشرقية (ص: 195)، والأصول الفلسفية لتطوير الذات في التنمية البشرية (1/ 217).

([25]) أسرار الطاقة، جمال توفيق (ص: 166).

([26]) الفتوحات المكية، لابن عربي (3/ 132).

([27]) انظر: التطبيقات المعاصرة لفلسفة الاستشفاء الشرقية (ص: 239).

([28]) حركة العصر الجديد (ص: 459).

([29]) حركة العصر الجديد (ص: 460).

([30]) انظر: حركة العصر الجديد (ص: 460)، الأصول الفلسفية لتطوير الذات (1/ 220).

([31]) التطبيقات المعاصرة لفلسفة الاستشفاء الشرقية (ص: 177).

([32]) التطبيقات المعاصرة لفلسفة الاستشفاء الشرقية (ص: 178).

([33]) التطبيقات المعاصرة لفلسفة الاستشفاء الشرقية (ص: 182).

([34]) ينظر الرابط:

الطاقه المكتسبه

([35]) الشفاء بالطاقة الحيوية، أحمد توفيق (ص: 35).

([36]) ينظر الرابط:

الطاقه المكتسبه

([37]) الإلحاد الروحي وخطره على العقيدة والعقل، هيثم طلعت (ص: 79).

([38]) انظر: انظر: الأصول الفلسفية لتطوير الذات في التنمية البشرية (1/ 226)، والتطبيقات المعاصرة لفلسفة الاستشفاء الشرقية (ص: 266).

([39]) الريكي والعلاج البراني – عرض ودراسة في ضوء العقيدة الإسلامية، عائشة الشمسان (ص: 7).

([40]) الريكي للمبتدئين (ص: 60).

([41]) الأصول الفلسفية لتطوير الذات في التنمية البشرية (1/ 228)

([42]) انظر: الريكي والعلاج البراني -عرض ودراسة في ضوء العقيدة الإسلامية- (ص: 38-39).

([43]) ينظر الرابط:

https://www.annaharar.com/arabic/news/arab-world/ egypt-sudan/23012023112922165

([44]) ينظر الرابط:

https://www.independentarabia.com/node/127491/%D8%B5%D8%AD%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D8%A7%D8%AC-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A7%D9%82%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%B4%D8%B9%D9%88%D8%B0%D8%A9-%D9%88%D8%B3%D8%AD%D8%B1-%D8%A3%D9%85-%D8%B9%D9%84%D9%85%D8%9F

([45]) حقيقة العلاج بالطاقة بين العلم والقرآن (ص: 3).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

الطاقة الكونية مفهومها – أصولها الفلسفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تمهيد: إن الله عز وجل خلق الإنسان، وفطره على التوحيد، وجعل في قلبه حبًّا وميلًا لعبادته سبحانه وتعالى، قال الله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [الروم: 30]، قال السعدي رحمه الله: […]

موقف الليبرالية من أصول الأخلاق

مقدمة: تتميَّز الرؤية الإسلامية للأخلاق بارتكازها على قاعدة مهمة تتمثل في ثبات المبادئ الأخلاقية وتغير المظاهر السلوكية، فالأخلاق محكومة بمعيار رباني ثابت يحدد مسارها، ويمنع تغيرها وتبدلها تبعًا لتغير المزاج البشري، فحسنها ثابت الحسن أبدًا، وقبيحها ثابت القبح أبدًا، إذ هي تحمل صفات ثابتة في ذاتها تتميز من خلالها مدحًا أو ذمًّا خيرًا أو شرًّا([1]). […]

حجاب الله تعالى -دراسة عقدية-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: معرفة الله سبحانه وتعالى هي قوت القلوب، ومحفِّزها نحو الترقِّي في مقامات العبودية، وكلما عرف الإنسان ربَّه اقترب إليه وأحبَّه، والقلبُ إذا لم تحرِّكه معرفةُ الله حقَّ المعرفة فإنه يعطب في الطريق، ويستحوذ عليه الكسل والانحراف ولو بعد حين، وكلما كان الإنسان بربه أعرف كان له أخشى […]

ترجمة الشَّيخ د. عبد الله بن محمد الطريقي “‏‏أستاذ الفقه الطبي والتاريخ الحنبلي” (1366-1446هـ/ 1947-2024م)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   اسمه ونسبه([1]): هو الشيخ الأستاذ الدكتور عبد الله بن محمد بن أحمد بن عبد المحسن بن عبد الله بن حمود بن محمد الطريقي، الودعاني الدوسري نسبًا. مولده: كان مسقط رأسه في الديار النجدية بالمملكة العربية السعودية، وتحديدا في ناحية الروضة الواقعة جنوبي البلدة (العَقْدَة) -ويمكن القول بأنه حي من […]

ضبط السنة التشريعية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: السنة النبوية لها مكانة رفيعة في التشريع الإسلامي، فهي المصدر الثاني بعد القرآن الكريم، وهي التطبيق العملي لما جاء فيه، كما أنها تبيّن معانيه وتوضّح مقاصده. وقد وردت آيات وأحاديث كثيرة تأمر بطاعة النبي صلى الله عليه وسلم والعمل بسنته، وتحذّر من مخالفته أو تغيير سنته، وتؤكد أن […]

القواعد الأصولية لفهم إطلاقات السلف والتوفيق بينها وبين تطبيقاتهم العملية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تُعدّ مسألة التعامل مع أقوال السلَف الصالح من أهمّ القضايا التي أُثيرت في سياق دراسة الفكر الإسلامي، خاصةً في موضوع التكفير والتبديع والأحكام الشرعية المتعلقة بهما؛ وذلك لارتباطها الوثيق بالحكم على الأفراد والمجتمعات بالانحراف عن الدين، مما يترتب عليه آثار جسيمة على المستوى الفردي والجماعي. وقد تعامل العلماء […]

التدرج في تطبيق الشريعة.. ضوابط وتطبيقات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن الله تعالى أرسل الرسل وأنزل الكتب ليقوم الناس الناس بالقسط، قال تعالى: ﴿‌لَقَدۡ ‌أَرۡسَلۡنَا ‌رُسُلَنَا بِٱلۡبَيِّنَٰتِ وَأَنزَلۡنَا مَعَهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡمِيزَانَ لِيَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلۡقِسۡطِ﴾ [الحديد: 25] أي: “ليعمل الناس بينهم بالعدل”[1]. والكتاب هو النقل المُصَدَّق، والميزان هو: “العدل. قاله مجاهد وقتادة وغيرهما”[2]، أو “ما يعرف به العدل”[3]. وهذا […]

تأطير المسائل العقدية وبيان مراتبها وتعدّد أحكامها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إنَّ علمَ العقيدة يُعدُّ من أهم العلوم الإسلامية التي ينبغي أن تُعنى بالبحث والتحرير، وقد شهدت الساحة العلمية في العقود الأخيرة تزايدًا في الاهتمام بمسائل العقيدة، إلا أن هذا الاهتمام لم يكن دائمًا مصحوبًا بالتحقيق العلمي المنهجي، مما أدى إلى تداخل المفاهيم وغموض الأحكام؛ فاختلطت القضايا الجوهرية مع […]

توظيف التاريخ في تعزيز مسائل العقيدة والحاضر العقدي

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إنَّ دراسةَ التاريخ الإسلاميِّ ليست مجرَّدَ استعراضٍ للأحداث ومراحل التطور؛ بل هي رحلة فكرية وروحية تستكشف أعماقَ العقيدة وتجلّياتها في حياة الأمة، فإنَّ التاريخ الإسلاميَّ يحمل بين طياته دروسًا وعبرًا نادرة، تمثل نورًا يُضيء الدروب ويعزز الإيمان في قلوب المؤمنين. وقد اهتم القرآن الكريم بمسألة التاريخ اهتمامًا بالغًا […]

تصفيد الشياطين في رمضان (كشف المعنى، وبحثٌ في المعارضات)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  تمهيد يشكِّل النصُّ الشرعي في المنظومة الفكرية الإسلامية مرتكزًا أساسيًّا للتشريع وبناء التصورات العقدية، إلا أن بعض الاتجاهات الفكرية الحديثة -ولا سيما تلك المتبنِّية للنزعة العقلانية- سعت إلى إخضاع النصوص الشرعية لمنطق النقد العقلي المجرد، محاولةً بذلك التوفيق بين النصوص الدينية وما تصفه بالواقع المادي أو مقتضيات المنطق الحديث، […]

رمضان مدرسة الأخلاق والسلوك

المقدمة: من أهم ما يختصّ به الدين الإسلامي عن غيره من الأديان والملل والنحل أنه دين كامل بعقيدته وشريعته وما فرضه من أخلاق وأحكام، وإلى جانب هذا الكمال نجد أنه يمتاز أيضا بالشمول والتكامل والتضافر بين كلياته وجزئياته؛ فهو يشمل العقائد والشرائع والأخلاق؛ ويشمل حاجات الروح والنفس وحاجات الجسد والجوارح، وينظم علاقات الإنسان كلها، وهو […]

مَن هُم أهلُ السُّنَّةِ والجَماعَة؟

الحمدُ للهِ وكفَى، والصَّلاةُ والسَّلامُ على النبيِّ المصطفَى، وعلى آلِه وأصحابِه ومَن لهَدْيِهم اقْتفَى. أمَّا بَعدُ، فإنَّ مِن المعلومِ أنَّ النَّجاةَ والسَّعادةَ في الدُّنيا والآخِرَةِ مَنوطةٌ باتِّباعِ الحَقِّ وسُلوكِ طَريقةِ أهلِ السُّنَّةِ والجَماعَة؛ ولَمَّا أصْبحَ كلٌّ يَدَّعي أنَّه مِن أهلِ السُّنَّةِ والجَماعَة، وقام أناسٌ يُطالِبون باستِردادِ هذا اللَّقبِ الشَّريفِ، زاعِمين أنَّه اختُطِفَ منهم منذُ قرون؛ […]

أثر ابن تيمية في مخالفيه

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: شيخ الإسلام ابن تيمية هو البحرُ من أيِّ النواحِي جِئتَه والبدرُ من أيّ الضَّواحِي أتيتَه جَرَتْ آباؤُه لشأْو ما قَنِعَ به، ولا وقفَ عنده طليحًا مريحًا من تَعَبِه، طلبًا لا يَرضَى بِغاية، ولا يُقضَى له بِنهايَة. رَضَعَ ثَدْيَ العلمِ مُنذُ فُطِم، وطَلعَ وجهُ الصباحِ ليُحاكِيَهُ فَلُطِم، وقَطَعَ الليلَ […]

عرض وتعريف بكتاب (نقض كتاب: مفهوم شرك العبادة لحاتم بن عارف العوني)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدّمة: إنَّ أعظمَ قضية جاءت بها الرسل جميعًا هي توحيد الله سبحانه وتعالى في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، حيث أُرسلت الرسل برسالة الإخلاص والتوحيد، وقد أكَّد الله عز وجل ذلك في قوله: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 25]. […]

عبادة السلف في رمضان وأين نحن منها؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: لا يخفى أن السلف الصالح -رضوان الله عليهم- كانوا يحرصون كل الحرص على كثرة التعبد لله سبحانه وتعالى بما ورد من فضائل الأعمال، وبما ثبت من الصالحات الباقيات التي تعبَّد بها النبي صلى الله عليه وسلم، بل إنهم كانوا يتهيؤون للمواسم – ومنها شهر رمضان – بالدعاء والتضرع […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017