حياة الشيخ محمد بن عبدالوهاب
أولًا: المعلومات الفنية للكتاب
عنوان الكتاب: حياة الشيخ محمد بن عبدالوهاب
اسم المؤلف: حسين خلف خزعل
دار الطباعة: مطابع دار الكتب، لبنان – بيروت
رقم الطبعة: الطبعة الأولى 1388ه – 19688م
عدد صفحاته: 464 صفحة.
ثانيا: التعريف بالمؤلِّف وكتابه
المؤلف هو حسين بن خلف بن عساف بن يوسف بن مرداو، واشتهر بحسين خزعل نسبة إلى جده لأمه الشيخ خزعل بن جابر ابن مرداو آخر حكام المحمرة المعروفة باسم إمارة عربستان.
ولد حسين خزعل في عام 1912م في المحمرة ودرس بالمدارس الموجودة فيها وكان يهوى الأدب والتاريخ وألف عدة مؤلفات تاريخية أبرزها كتابه “تاريخ الكويت السياسي” و”تاريخ الجزيرة العربية في عصر الشيخ محمد بن عبدالوهاب”، عمل بوظيفة حكومية في بلده العراق حتى حصوله على التقاعد، كما عمل بوظيفة بسيطة في وزارة الداخلية في الكويت سنوات قليلة حتى فصل منها، وتوفي في السادس من شهر يونيو من عام 1972 وكانت وفاته بسبب أمراض مزمنة لازمته منذ أمد بعيد، ونقل جثمانه إلى العراق ليدفن في بلده.
أهمية الكتاب:
هذا الكتاب التاريخي حري أن يقرأه من أراد معرفة حياة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ودعوته وعقيدته والمنهج الذي كان يسير عليه، ليتبين له عن كَثَب ما يلفّقه أعداء المنهج السلفي الصحيح، وما يرمون به الشيخ المجدد من التهم الباطلة، ليتسنى لهم النيل من دعوته إلى التوحيد ونبذ كل ما يخالف الشريعة الربانية.
موضوع الكتاب:
استفتح المؤلف كتابه بمقدمة بين فيها أهمية دراسة حياة العلماء الروحانيين الأحرار ذوي الإيمان الصادق، الذين لا تغيرهم العوامل والمنافع المادية ولا يصغرون أمام أية قوة تريد إرغامهم والسيطرة على علمهم وعملهم.
ثم أشار إلى فترة هي من أشد الفترات صعوبة في تاريخنا الإسلامي الحديث، حيث الانحلال الخلقي والروحي، والإهمال لتعاليم الدين الصحيح، فعادت إلى الناس جاهليتهم أو كادت، فتفشت البدع، وعم الجهل، لقلة الدعاة إلى المعروف والناهين عن المنكر .
ثم بيَّن أن بعد هذه الفترة المظلمة قيض الله للجزيرة العربية رجلًا ثابت المبدأ والإرادة قوي العزيمة، صادق الإيمان، لا يلين ولا يتضعضع، عالما فذًّا دمث الأخلاق، هذا الرجل هو الشيخ محمد بن عبدالوهاب.
يتحدث المؤلف في كتابه -كما هو واضح من عنوانه- عن حياة المجدد محمد بن عبدالوهاب، فقد سرد مؤلفه الأحداث التاريخية التي سبقت قيام دعوة الشيخ المجدد سواء في نجد أو خارجها، وما كانت عليه الحياة القبلية في هذه البلاد، بل تطرق للمحة موجزة عن تاريخ اليمامة (نجد) قبل الإسلام، ثم في العصر الإسلامي، إلى القرن الثني عشر الهجري.
ثم عقب بذكر أحوال الدولة العثمانية والبلاد العربية التابعة لها وما كانت عليه من الارتباكات والانقسامات وسيطرة بعض الدول الغربية على بعض الدول الخاضعة للحكم العثماني.
بعد السرد التاريخي للجزيرة العربية تطرق المؤلف لقبيلة الشيخ المجدد وأسرته ومولده ونشأته؛ ثم ذكر رحلاته وما اكتسبه من رحلاته من عبر ومواعظ.
وقد عنون المؤلف للبلاد التي نشر فيها الشيخ دعوته: كحريملا والعيينة والدرعية، وما تلا ذلك من رسائل إلى أمراء القبائل، وما قام به من أعمال في نصرة التوحيد ونبذ الشرك؛ من هدم للقباب والمشاهد، وقطع لأشجار يتبرك بها.
ثم بين المؤلف الدافع لتأليف الشيخ المجدد أوائل مؤلفاته: ككتاب التوحيد وكشف الشبهات…
ثم ذكر المؤلف نبذة عن مؤسس الدولة السعودية الأولى: الأمير محمد بن سعود وكيف ناصر الإمامَ المجدد ودعوتَه إلى التوحيد، فواصل الشيخ رسائل إلى الأمراء ونشط في نشر التوحيد ومواصلة نشر العلم.
ومما لا يخفى أن لأهل التوحيد خصومًا يريدون نشر الشركيات والبدع في المجتمعات، وبفعلهم هذا يصادمون دعاة المنهج الصحيح ويعادونهم، بل يقاتلونهم إن اقتضى الأمر ذلك. الشيء الذي دعا الشيخ المجدد إلى رفع رايات الجهاد بعد سنتين من الدعوة والصبر على أذى المناوئين.
وقد سرد المؤلف أهم المعارك والوقائع التي خاضها أهل الدرعية في سبيل الدعوة إلى التوحيد، وما تخلل ذلك من صلح ونقض للعهود من قبل بعض القبائل، وبعد ذلك ذكر المناطق التي انتشرت فيها دعوة الشيخ المجدد رحمه الله.
وتحت عنوان وفاة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ذكر المؤلف أوصاف الشيخ وإيمانه وورعه، وعلمه ومعرفته، وعبادته وتهجد، وزهده وتقشفه، وعدله وتأنيه في الأحكام، ورجاحة عقله.
ثم أعقب المؤلف ذلك بأشهر العلماء الذين تلقى عنهم الشيخ العلم، ثم تلامذته، ثم مؤلفاته.
وختم المؤلف كتابه بذكر الدعوة بعد وفاة الشيخ، وكيفية سيرها خاصة في عصر الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود حيث توسعت الدعوة والدولة وصار لها كثير من الأنصار والمؤيدين، وازدادت قوتها.
وبالجملة فيعتبر هذا الكتاب من أجمع الكتب التي تناولت حياة المجدد في شتى الميادين التاريخية منها والسياسية والدعوية ..
ما يؤخذ على الكتاب:
هذا الكتاب كأي كتاب تاريخي، بل كأي كتاب بشري، يدخل عليه النقص من جانب أو جوانب، وما يلاحظ على هذا المؤلَّف أنه ينقصه ترتيب بعض فقراته تقديمًا وتأخيرًا، وكمثال على ذلك:
- أخر المؤلف ذكر الشيوخ الذين أخذ عنهم العلم الإمام المجدد وكذا تلامذته ومؤلفاته، وكان الأولى أن يذكرهم بعد نشأته ونسبه؛ ليتضح للقارئ مدى اتساع علمه ومشاربه، وتنوع فنونه وتآليفه.
-
ومما يؤخذ على الكتاب أيضًا افتقاره للعزو للمصادر والمراجع التي اعتمد عليها في سوق الأحداث والمعلومات.
-
أن المؤلف نوقش في بعض التفاصيل التي أوردها في كتابه، كمناقشة اللواء محمود شيت خطاب لخزعل في خبر رحلة الشيخ إلى الموصل وبيت المقدس، في كتابه الإمام محمد بن عبدالوهاب في الموصل.