الخميس - 19 جمادى الأول 1446 هـ - 21 نوفمبر 2024 م

فارسية البخاري وتمكنه في الحديث

A A

الحمد لله الذي حفظ سنة نبيه صلى الله عليه وسلم برجال اختارهم لحمل الأمانة، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديه.

أما بعد..

فإن من خصائص شريعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنها شريعة عامة للناس كافة؛ قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [سبأ: 28]، وقال صلى الله عليه وسلم – فيما رواه عنه جابر بن عبد الله -: “وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة”([1]). ولم يكن – يومًا – منشأ الرجل أو لغته عائقًا له عن تفوقه وبراعته في علوم الشريعة أو غيرها، ولو تتبعنا العلماء العجم الذين برعوا في علوم الشريعة لطال بنا المقام، ولا تخفى شهرة الإمام أبي حنيفة في علم الفقه، والإمام عمرو بن عثمان بن قنبر، المعروف بـ(سيبويه) في علم النحو، مع أنهما في الأصل أعجميان من أهل فارس.

وقد اطردت العادة بأن العلم بالتعلم، وجاء ذلك في حديث مرفوع عن النبي صلى الله عليه وسلم([2])، ومع وضوح هذا واشتهاره رأينا في الآونة الأخيرة ارتفاع الأصوات بالطعن في الإمام البخاري، والتقليل من مكانته بين علماء الحديث، وأن فارسيته وعجمته مانعة له من تمكنه في الحديث وروايته، واتخذ بعضهم ذلك وسيلة للطعن في كتابه “صحيح البخاري”، بل وفي السنة كافة والاحتكام إليها.

وقد أعجزهم ضرب مثال واحد على ما يزعمون، فطاروا فرحًا بما قاله العيني تعليقًا على كلام للإمام البخاري، وإليك كلام الإمام البخاري متبوعًا بتعليق العيني؛ ليتحقق ضعف ما ذهبوا إليه وبراءة الإمام البخاري مما يزعمون.

قال أبو عبد الله البخاري: “استيأسوا افتعلوا من يئست”([3]) .

قال العيني – تعليقًا عليه -: “والظاهر أن مثل هذا من قصور اليد في علم التصريف”([4]) .

ومع أنه مثال واحد فرد غريب، إلا أنه مردود على قائله ومروجيه، وبيان ذلك من وجهين:

  • أن هناك اختلافًا وقع بين رواة صحيح البخاري؛ ففي أكثرها: “افتعلوا”، وفي بعضها: “استفعلوا”، وهذا الأخير هو الصواب من جهة الرواية؛ كما ذكره شراح صحيح البخاري: كالحافظ ابن حجر، والقسطلاني([5])؛ يقول الحافظ ابن حجر: وقع في كثير من الروايات: “افتعلوا” والصواب الأول [يعني: استفعلوا]([6]) . وبناء عليه: لا يمكن الجزم بأن الإمام البخاري قد قال: “افتعلوا”، ويكون مقصوده من قوله: “استفعلوا” هو ذكر وزن الكلمة من جهة الصرف، يقول الحافظ ابن حجر: “وليس مراده باستفعل إلا الوزن خاصة، وإلا فالسين والتاء زائدتان، واستيأس بمعنى يئس، كاستعجب وعجب”([7]) .
  • وعلى التسليم بأن كلمة: “افتعلوا” ثابتة من قول الإمام البخاري، يمكن حمل مقصوده على بيان المعنى فقط، من باب الافتعال؛ وهذا هو توجيه الكرماني لتلك الرواية؛ يقول الكرماني: “قوله: “واستيأسوا” أي: استفعلوا. وفي بعضها: افتعلوا، وغرضه بيان المعنى، وأن الطلب ليس مقصودًا فيه [يعني: ليس السين في الكلمة هنا للطلب]، ولا بيان الوزن والاشتقاق”([8]) .

خلاصة القول: أن هناك اختلافًا بين روايات صحيح البخاري: ففي بعض الروايات: “استفعلوا”، وفي أكثرها: “افتعلوا”، ولكل توجيه صحيح لا يقدح في علم الإمام البخاري؛ فعلى الرواية الأولى: “استفعلوا” – وهي الصواب – يكون مراد الإمام البخاري بيان وزن الكلمة واشتقاقها من جهة الصرف، وعلى الرواية الثانية: “افتعلوا” يكون مراده بيان معنى الكلمة فقط، وكلا المرادين صحيح لا إشكال فيه، وهو مما يبرز تمكن الإمام البخاري في علمي الصرف واللغة، ولله رده من إمام.

وإتمامًا لذلك المعنى وزيادة في البيان والإيضاح أُورد فيما يلي من سطور الرد التفصيلي عن تلك الشبهة، ليس دفعًا بالصدر وجوابًا بالهوى، وإنما بالطرق العلمية – المتفق عليها في جميع العلوم – في بيان تمكن الإمام البخاري في علم الحديث – دراية ورواية – وامتلاكه لأدواته، وأول ذلك بيان نشأته العلمية.

نشأة البخاري العلمية:

هو محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بَرْدِزْبَه، وظاهر من الاسم الأخير أنه كان أعجمي الأصل، ولد في سنة (194هـ) في مدينة بخارى التابعة لأقليم خراسان، وقد هيَّأ الله تعالى له تربية علمية فردية كانت سببًا في نبوغه وتفوقه على أقرانه؛ يقول محمد بن أبي حاتم الورَّاق – كاتب الإمام البخاري -: سمعت البخاري يقول: أُلهمت حفظ الحديث وأنا في الكُتَّاب، قال الورَّاق: وكم أتى عليك إذ ذاك؟ فقال: عشر سنين أو أقل([9]).

وهذا سليم بن مجاهد يحدثنا بقوله: كنت عند محمد بن سلام البيكندي، فقال: لو جئت قبلُ لرأيت صبيًّا يحفظ سبعين ألف حديث [يقصد البخاري]، قال: فخرجت في طلبه حتى لحقته، قال: أنت الذي يقول: إني أحفظ سبعين ألف حديث؟ قال: نعم، وأكثر، ولا أجيئك بحديث من الصحابة والتابعين إلا عرفتك مولد أكثرهم ووفاتهم ومساكنهم، ولست أروي حديثًا من حديث الصحابة أو التابعين إلا ولي من ذلك أصل أحفظه حفظًا عن كتاب الله، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم([10]).

وقال أبو بكر بن أبي عياش الأعين: كتبنا عن محمد بن إسماعيل وهو أمرد على باب محمد بن يوسف الفِريابي، قال الحافظ ابن حجر: كان موت الفريابي سنة اثنتي عشرة ومائتين، وكان سن البخاري إذ ذاك نحوًا من ثمانية عشر عامًا أو دونها([11]) .

والبخاري مع هذا كله لم يخرج بعدُ من بلدته بخارى، ولم يجاوز علمه شيوخها، ولما رحل البخاري في طلب العلم زاد علمه وزكا.

رحلات البخاري العلمية:

في سنة (210ه) خرج البخاري – وكان عمره آنذاك (16) عامًا – مع أمه وأخيه إلى الحج، ولما أنهوا الحج رجعت أمه وأخوه إلى بخارى، وبقي الإمام البخاري في مكة ينهل من علوم علمائها ومحدثيها، من أمثال: أبي الوليد الأزرقي، وعبد الله بن يزيد، وإسماعيل بن سالم الصائغ، وأبي بكر الحميدي، وغيرهم.

ثم توَّجه البخاري إلى المدينة في سنة (212ه)، وسمع من كبار محدثيها: كإبراهيم بن المنذر، ومطرف بن عبد الله، وإبراهيم بن حمزة، وعبد العزيز بن عبد الله الأويسي، وغيرهم.

ورحل إلى البصرة، واستفاد من الإمام أبي عاصم النبيل، وصفوان بن عيسى، وسليمان بن حرب، وأبي الوليد الطيالسي،  وغيرهم.

ثم سافر إلى الكوفة، فسمع فيها من عبيد الله بن موسى، وأبي نعيم، وإسماعيل بن أبان، وخالد بن مخلد، وغيرهم.

ثم عرَّج بعد ذلك إلى بغداد، وسمع فيها من الإمام أحمد بن حنبل، ومحمد بن عيسى الطباع، وسريج بن النعمان، وغيرهم. ويذكر كاتبه الورَّاق قوله: ولا أحصي كم دخلت إلى الكوفة وبغداد مع المحدثين([12]).

ومنها إلى الشام وأخذ عن محمد بن يوسف الفريابي، وأبي النضر إسحاق بن إبراهيم، وآدم بن أبي إياس، وحيوة بن شريح، وآخرين.

ووصل إلى مصر ودرس على عثمان بن صالح، وسعيد بن أبي مريم، وأحمد بن شبيب، ويحيى بن عبد الله بن بُكير وأقرانهم.

ثم إلى المناطق العليا الواقعة بين نهري دجلة والفرات، واستفاد من أحمد بن عبد الملك الحرَّاني، وإسماعيل بن عبد الله الرَّقي وأمثالهما.

هذه نبذة من رحلاته إلى البلاد العربية، وأما رحلاته إلى خراسان ونواحيها من مرو وبلخ وهراة، ونيسابور والري وما جاور بخارى من سمرقند وطشقند وغيرهما فهي موطنه الأصلي، وكل هذا يعطي للقارئ صورة واضحة عن مدى تمكنه وبراعته في الحديث وعلوم الشريعة، وفي هذا المعنى يقول الحاكم أبو عبد الله: قد رحل البخاري رحمه الله إلى هذه البلاد المذكورة في طلب العلم، وأقام في كل مدينة منها على مشايخها.. وإنما سميت من كل ناحية جماعة من المتقدمين؛ ليستدل به على عالي إسناده([13]) .

ثناء العلماء على البخاري:

أكثر الناس معرفة بالرجل أهلُ فنه وتخصصه؛ لذا كان ثناء العلماء ومدحهم للإمام البخاري دليلًا على تمكنه وبراعته في علوم الشريعة عمومًا، وفي الحديث وروايته على وجه الخصوص، وسأقتصر على طرف من ثناء العلماء ولا أستقصي، وهو غيض من فيض([14]).

يقول قتيبة بن سعيد: لو كان البخاري في الصحابة لكان آية.

ويقول الترمذي: لم أر أعلم بالعلل والأسانيد من محمد بن إسماعيل البخاري.

وقال له مسلم: أشهد أنه ليس في الدنيا مثلك.

وقال إمام الأئمة أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة: ما تحت أديم السماء أعلم بالحديث من محمد بن إسماعيل.

وقال أحمد بن سيار في تاريخ مرو: محمد بن إسماعيل البخاري طلب العلم، وجالس الناس، ورحل في الحديث، ومهر فيه وأبصر، وكان حسن المعرفة حسن الحفظ، وكان يتفقه.

وقال أبو عمرو الخفاف: حدثنا التقي النقي العالم الذي لم أر مثله محمد بن إسماعيل.

وقال سليم بن مجاهد: ما رأيت منذ ستين سنة أحدًا أفقه ولا أورع من محمد بن إسماعيل.

وقال عبد الله بن محمد بن سعيد بن جعفر: سمعت العلماء بمصر يقولون: ما في الدنيا مثل محمد بن إسماعيل في المعرفة والصلاح، ثم قال عبد الله: وأنا أقول قولهم.

وأختم ذلك بما قاله الحافظ ابن حجر – وهو من أجمل ما قيل -: “وبعد ما تقدم من ثناء كبار مشايخه عليه لا يحتاج إلى حكاية من تأخر؛ لأن أولئك إنما أثنوا بما شاهدوا ووصفوا ما علموا، بخلاف من بعدهم؛ فإن ثناءهم ووصفهم مبني على الاعتماد على ما نقل إليهم، وبين المقامين فرق ظاهر، وليس العيان كالخبر”([15]).

آثار البخاري العلمية:

تعرف آثار العالم بما تركه من علم ينتفع به من طريقين: تلامذته والآخذين عنه، ومؤلفات.

أولًا: شهرة الآخذين عن البخاري

تلامذة الإمام البخاري أكثر من أن يحصروا، وأشهر من أن يذكروا، يقول الفربري: سمع الصحيح من البخاري سبعون ألف رجل، فما بقي أحد يرويه غيري. وقد كان يحضر مجلسه أكثر من عشرين ألفًا يأخذون عنه، ويتعلمون منه، وممن روى عنه من الأئمة الأعلام: الإمام أبو الحسين مسلم بن الحجاج – صاحب الصحيح – وأبو عيسى الترمذي، وأبو عبد الرحمن النسائي، وأبو حاتم وأبو زرعة الرازيان، والإمام أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق، وصالح بن محمد جزرة، وأبو بكر بن خزيمة، ويحيى بن محمد بن صاعد، ومحمد بن عبد الله مطين، وكلُّ هؤلاء أئمة حفاظ([16]).

ثانيًا: مؤلفات البخاري العلمية

من أشهر مؤلفاته النافعة: “الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه” المعروف بـ”صحيح البخاري”، ولا تخفى مكانته عند العلماء، وهو أول مصنف صنف في الصحيح المجرد، واتفق العلماء على أن أصح الكتب المصنفة صحيحا البخاري ومسلم، واتفق الجمهور على أن صحيح البخاري أصحهما صحيحًا، وأكثرهما فوائد.

وقال أبو جعفر العقيلي: لما صنف البخاري كتاب الصحيح عرضه على ابن المديني وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين وغيرهم، فاستحسنوه وشهدوا له بالصحة إلا أربعة أحاديث، قال العقيلي: والقول فيها قول البخاري، وهي صحيحة([17]).

ولو لم يصنف الإمام البخاري غيرَ الصحيح لكفاه، ولكنه أمتع الأمة بما صنفه من الكتب النافعة، ومنها على سبيل المثال: التاريخ الكبير، والتاريخ الأوسط، والتاريخ الصغير، والجامع الكبير، وخلق أفعال العباد، والضعفاء الصغير، والضعفاء الكبير، وأسامي الصحابة، وكتاب العلل، وجزء رفع اليدين في الصلاة، وبر الوالدين، وقضايا الصحابة والتابعين، وجزء القراءة خلف الإمام، والرد على الجهمية، وكتاب السنن في الفقه، والتواريخ والأنساب، وغيرها كثير([18]).

فهل يصح بعد هذا العرض الموجز أن يقال: فارسية البخاري مانعة من تمكنه في الحديث وروايته؟! إن هي إلا مزاعم لا دليل عليها، والواقع يكذبها، ويشهد بضدها؛ وقد عظمت مكانة الإمام البخاري في نفوس الناس، وشكروا له صنيعه في حفظ سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك فضل الله تعالى يؤتيه من يشاء.


([1]) رواه البخاري (335)، ومسلم (521).

([2]) رواه الطبراني في المعجم الكبير (19/ 395) عن معاوية بن أبي سفيان مرفوعًا، وحسنه الحافظ في الفتح (1/ 161).

([3]) صحيح البخاري (4/ 150)، علمًا بأن المذكور في هذه الطبعة: “استفعلوا”.

([4]) عمدة القاري (7/ 386).

([5]) ينظر: فتح الباري (6/ 419)، وإرشاد الساري (5/ 299).

([6]) فتح الباري (6/ 419- 420).

([7]) فتح الباري (8/ 367).

([8]) الكواكب الدراري (14/ 41).

([9]) ينظر: تاريخ بغداد (2/ 6).

([10]) ينظر: سير أعلام النبلاء (12/ 417).

([11]) فتح الباري (1/ 478).

([12]) ينظر: مقدمة فتح الباري (1/ 478).

([13]) ينظر: تهذيب الأسماء واللغات (1/ 72).

([14]) ينظر: تغليق التعليق (5/ 402)، ومقدمة فتح الباري (1/ 485).

([15]) فتح الباري (1/ 485).

([16]) ينظر: تهذيب الأسماء واللغات (1/ 73).

([17]) ينظر: مقدمة فتح الباري (1/ 489).

([18]) ينظر: تفصيل الكلام عن مؤلفاته في سيرة الإمام البخاري لعبد السلام المباركفوري (ص: 280- 317).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

صيانة الشريعة لحق الحياة وحقوق القتلى، ودفع إشكال حول حديث قاتل المئة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: إنّ أهلَ الأهواء حين لا يجدون إشكالًا حقيقيًّا أو تناقضًا -كما قد يُتوهَّم- أقاموا سوق الأَشْكَلة، وافترضوا هم إشكالا هشًّا أو مُتخيَّلًا، ونحن نهتبل فرصة ورود هذا الإشكال لنقرر فيه ولنثبت ونبرز تلك الصفحة البيضاء لصون الدماء ورعاية حقّ الحياة وحقوق القتلى، سدًّا لأبواب الغواية والإضلال المشرَعَة، وإن […]

برهان الأخلاق ودلالته على وجود الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ قضيةَ الاستدلال على وجود الله تعالى، وأنه الربّ الذي لا ربّ سواه، وأنه المعبود الذي استحقَّ جميع أنواع العبادة قضية ضرورية في حياة البشر؛ ولذا فطر الله سبحانه وتعالى الخلق كلَّهم على معرفتها، وجعل معرفته سبحانه وتعالى أمرًا ضروريًّا فطريًّا شديدَ العمق في وجدان الإنسان وفي عقله. […]

التوظيف العلماني للقرائن.. المنهجية العلمية في مواجهة العبث الفكري الهدّام

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة     مقدمة: حاول أصحاب الفكر الحداثي ومراكزُهم توظيفَ بعض القضايا الأصولية في الترويج لقضاياهم العلمانية الهادفة لتقويض الشريعة، وترويج الفكر التاريخي في تفسير النصّ، ونسبية الحقيقة، وفتح النص على كلّ المعاني، وتحميل النص الشرعي شططَهم الفكري وزيفَهم المروَّج له، ومن ذلك محاولتُهم اجترار القواعد الأصولية التي يظنون فيها […]

بين عُذوبة الأعمال القلبية وعَذاب القسوة والمادية.. إطلالة على أهمية أعمال القلوب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: تعاظمت وطغت المادية اليوم على حياة المسلمين حتى إن قلب الإنسان لا يكاد يحس بطعم الحياة وطعم العبادة إلا وتأتيه القسوة من كل مكان، فكثيرا ما تصطفُّ الجوارح بين يدي الله للصلاة ولا يحضر القلب في ذلك الصف إلا قليلا. والقلب وإن كان بحاجة ماسة إلى تعاهُدٍ […]

الإسهامات العلمية لعلماء نجد في علم الحديث.. واقع يتجاوز الشائعات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لا يخلو زمن من الأزمان من الاهتمام بالعلوم وطلبها وتعليمها، فتنشط الحركة التعليمية وتزدهر، وربما نشط علم معين على بقية العلوم نتيجة لاحتياج الناس إليه، أو خوفًا من اندثاره. وقد اهتم علماء منطقة نجد في حقبهم التاريخية المختلفة بعلوم الشريعة، يتعلمونها ويعلِّمونها ويرحلون لطلبها وينسخون كتبها، فكان أول […]

عرض وتعريف بكتاب: المسائل العقدية التي خالف فيها بعضُ الحنابلة اعتقاد السّلف.. أسبابُها، ومظاهرُها، والموقف منها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تمهيد: من رحمة الله عز وجل بهذه الأمة أن جعلها أمةً معصومة؛ لا تجتمع على ضلالة، فهي معصومة بكلِّيّتها من الانحراف والوقوع في الزّلل والخطأ، أمّا أفراد العلماء فلم يضمن لهم العِصمة، وهذا من حكمته سبحانه ومن رحمته بالأُمّة وبالعالـِم كذلك، وزلّة العالـِم لا تنقص من قدره، فإنه ما […]

قياس الغائب على الشاهد.. هل هي قاعِدةٌ تَيْمِيَّة؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   القياس بمفهومه العام يُقصد به: إعطاء حُكم شيء لشيء آخر لاشتراكهما في عِلته([1])، وهو بهذا المعنى مفهوم أصولي فقهي جرى عليه العمل لدى كافة الأئمة المجتهدين -عدا أهل الظاهر- طريقا لاستنباط الأحكام الشرعية العملية من مصادرها المعتبرة([2])، وقد استعار الأشاعرة معنى هذا الأصل لإثبات الأحكام العقدية المتعلقة بالله […]

فَقْدُ زيدِ بنِ ثابتٍ لآيات من القرآن عند جمع المصحف (إشكال وبيان)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: القرآن الكريم وحي الله تعالى لنبيّه محمد صلى الله عليه وسلم، المعجزة الخالدة، تتأمله العقول والأفهام، وتَتَعرَّفُه المدارك البشرية في كل الأزمان، وحجته قائمة، وتقف عندها القدرة البشرية، فتعجز عن الإتيان بمثلها، وتحمل من أنار الله بصيرته على الإذعان والتسليم والإيمان والاطمئنان. فهو دستور الخالق لإصلاح الخلق، وقانون […]

إرث الجهم والجهميّة .. قراءة في الإعلاء المعاصر للفكر الجهمي ومحاولات توظيفه

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إذا كان لكلِّ ساقطة لاقطة، ولكل سلعة كاسدة يومًا سوقٌ؛ فإن ريح (الجهم) ساقطة وجدت لها لاقطة، مستفيدة منها ومستمدّة، ورافعة لها ومُعليَة، وفي زماننا الحاضر نجد محاولاتِ بعثٍ لأفكارٍ منبوذة ضالّة تواترت جهود السلف على ذمّها وقدحها، والحط منها ومن معتنقها وناشرها([1]). وقد يتعجَّب البعض أَنَّى لهذا […]

شبهات العقلانيين حول حديث: (إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لا يزال العقلانيون يحكِّمون كلامَ الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم إلى عقولهم القاصرة، فينكِرون بذلك السنةَ النبوية ويردُّونها، ومن جملة تشغيباتهم في ذلك شبهاتُهم المثارَة حول حديث: «الشيطان يجري في ابن آدم مجرى الدم» الذي يعتبرونه مجردَ مجاز أو رمزية للإشارة إلى سُرعة وقوع الإنسان في الهوى […]

شُبهة في فهم حديث الثقلين.. وهل ترك أهل السنة العترة واتَّبعوا الأئمة الأربعة؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة حديث الثقلين يعتبر من أهمّ سرديات الخطاب الديني عند الشيعة بكافّة طوائفهم، وهو حديث معروف عند أهل العلم، تمسَّك بها طوائف الشيعة وفق عادة تلك الطوائف من الاجتزاء في فهم الإسلام، وعدم قراءة الإسلام قراءة صحيحة وفق منظورٍ شمولي. ولقد ورد الحديث بعدد من الألفاظ، أصحها ما رواه مسلم […]

المهدي بين الحقيقة والخرافة والرد على دعاوى المشككين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا، لَا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلَّا هَالِكٌ»([1]). ومن رحمته صلى الله عليه وسلم بالأمه أنه أخبر بأمور كثيرة واقعة بعده، وهي من الغيب الذي أطلعه الله عليه، وهو صلى الله عليه وسلم لا […]

قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لو كان الإيمان منوطًا بالثريا، لتناوله رجال من فارس) شبهة وجواب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  يقول بعض المنتصرين لإيران: لا إشكالَ عند أحدٍ من أهل العلم أنّ العربَ وغيرَهم من المسلمين في عصرنا قد أعرَضوا وتولَّوا عن الإسلام، وبذلك يكون وقع فعلُ الشرط: {وَإِن تَتَوَلَّوْاْ}، ويبقى جوابه، وهو الوعد الإلهيُّ باستبدال الفرس بهم، كما لا إشكال عند المنصفين أن هذا الوعدَ الإلهيَّ بدأ يتحقَّق([1]). […]

دعوى العلمانيين أن علماء الإسلام يكفرون العباقرة والمفكرين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة عرفت الحضارة الإسلامية ازدهارًا كبيرًا في كافة الأصعدة العلمية والاجتماعية والثقافية والفكرية، ولقد كان للإسلام اللبنة الأولى لهذه الانطلاقة من خلال مبادئه التي تحثّ على العلم والمعرفة والتفكر في الكون، والعمل إلى آخر نفَسٍ للإنسان، حتى أوصى الإنسان أنَّه إذا قامت عليه الساعة وفي يده فسيلة فليغرسها. ولقد كان […]

حديث: «إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ» شبهة ونقاش

من أكثر الإشكالات التي يمكن أن تؤثِّرَ على الشباب وتفكيرهم: الشبهات المتعلِّقة بالغيب والقدر، فهما بابان مهمّان يحرص أعداء الدين على الدخول منهما إلى قلوب المسلمين وعقولهم لزرع الشبهات التي كثيرًا ما تصادف هوى في النفس، فيتبعها فئام من المسلمين. وفي هذا المقال عرضٌ ونقاشٌ لشبهة واردة على حديثٍ من أحاديث النبي صلى الله عليه […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017