الثلاثاء - 06 رمضان 1444 هـ - 28 مارس 2023 م

العقليّاتُ الشرعية | وشهاداتُ أولي العلم

A A

غدت أقوالُ ذوي الخبرة والممارسة وشهاداتهم ذات وزن ثقيل في عصرنا، تُرفع لها الأعناق والأبصار، وتُدفع فيها الأثمان والأموال، وتصغي لها القلوب قبل الآذان، فلو ذمَّ طبيب ماهر منتجًا غذائيًّا لأسقط قيمته، ولو أشاد مركز خبراء اقتصادي بمنظومة اقتصاديَّةٍ معينة لكان لها رواجها.

وهذا الاعتبار لأقوال الخبراء هو في ذات الوقت أمرٌ فطريٌّ عقليٌّ؛ ذلك أن العاقل يدرك قصور مدركاته وعقله، فيتأمل في تجارب الخبراء والعلماء ومعارفهم ليصل إلى الحقيقة واليقين في القضايا الأخرى.

أضف إلى كل ذلك أنها حقيقةٌ قرآنية، فإن القرآن استخدم أقوال العلماء للبرهنة على قضيَّة القضايا، ألا وهي قضيَّة التوحيد، حيث يقول تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْط} [آل عمران: 18]، فأردف شهادته سبحانه وتعالى بشهادة أهل العلم والخبرة؛ لعظم قيمتها وعلو شأنها وفطريَّة التسليم بها وقبولها.

وإذا كانت هذه هي قيمة شهادة أولي العلم، فماذا قالوا عن العقليات الشرعية؟ وهل أجمعوا على برهانيتها وقوتها وأفضليتها على غيرها؟

قبل أن نشرع في شهادات العلماء يجدر بنا أن نصدر القول بالشهادات الإلهية؛ إذ هي الأصل والحجة.

ولو تأملنا في القرآن سنجده يعقِّب على إرسال الرسل بأنه لا يرسلهم إلا ومعهم البيِّنات والحجج والبراهين كما قال تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ} [الحديد: 25]، ويؤكِّد أن تلك الآيات والبراهين هي من عنده وليست اختراعا من الرسل؛ ولذا يقول: {وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ} [الرعد: 38]، فما من نبي إلا ويأتي بأقوى الحجج وأفضل البراهين على صدقه، وبهذا نعلم أن الوحي مليءٌ بالدلائل العقلية الإلهية، ودلائلُه وهداياتُه هي الأقوم والأصلح كما يقول تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء:9]، بل إن القرآن يتحدَّى وينصُّ صراحةً أن لا أحد يستطيع أن يأتي بدليل أو حجة أظهر وأكمل وأبلغ من أدلته، فيقول تعالى: {وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا} [الفرقان: 33]، فلا يستدل أحدٌ بدليل عقلي أو غيره إلا ودليل القرآن أحسن وأوضح وأبين من دليله في تلك المسألة([1]).

ولذا نجد القرآن يقرِّر أن لا سبيل إلى ردِّه إلا بالجحود والإنكار، ولا مجال لمغالبته بالمحاجّة والبراهين العقلية، يقول تعالى: {وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَؤُلَاءِ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الْكَافِرُونَ (47) وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ (48) بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ} [العنكبوت: 47 – 49].

وبعد أن عرضنا شهادات القرآن، دعنا نسلط الضوء على أقوال العلماء الجهابذة الذين أفنوا أعمارهم في درس كلام الله ورسوله عقليِّه وسمعيِّه، أخباره وأوامره، وكانت لهم الصولات والجولات مع من حاول معارضتها بغيرها.

فمن أولئك الإمام أبو سليمان الخطابي الشافعي (388 ه) المتبحر في الحديث والفقه له شرح للبخاري وأبي داود وغيرها من الأسفار الخادمة للكتاب والسنة، يؤكد أن علماء السَّلف إنما تركوا الخوض في العقليات اليونانية والبراهين الكلامية؛ قناعةً منهم بأن في كلام الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ما يغني عن غيرهما، حيث يقول: “واعلم أن الأئمة الماضين، والسلف المتقدمين ، لم يتركوا هذا النمط من الكلام، وهذا النوع من النظر عجزًا عنه، ولا انقطاعًا دونه، وقد كانوا ذوي عقول وافرة وأفهام ثاقبة، وقد كان وقع في زمانهم هذه الشبه والآراء، وهذه النحل والأهواء، وإنما تركوا هذه الطريقة وأعرضوا عنها لما تخوفوه من فتنتها، وحذِرُوه من سوء مغبتها، وقد كانوا على بينة من أمرهم، وعلى بصيرة من دينهم، لما هداهم الله من توفيقه، وشرح به صدورهم من نور حكمته ومعرفته، ورأوا أن فيما عندهم من علم الكتاب وحكمته، وتوقيف السنة وبيانها، غناءً ومندوحة عما سواهما، وأن الحجة قد وقعت بهما، والعلة أزيحت بمكانهما”([2].

وهذا القاضي عياض اليحصبي المالكي (544 ه) عالم المغرب وإمام أهل الحديث في وقته، ألف المؤلفات في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فشرح صحيح مسلم وكتَبَ (الشفا بتعريف حقوق المصطفى) عليه الصلاة والسلام، وألف (مشارق الأنوار) في ضبط ألفاظ الحديث وفي مصطلحات الحديثية له (الإلماع)، يشير إلى قوة العقليات الشرعية وعجز البشرية عن الإتيان بمثلها، فيقول: “فجمع فيه من بيان علم الشرائع، والتنبيه على طرق الحجج العقليات، والرد على فرق الأمم ببراهين قوية وأدلة بينة سهلة الألفاظ موجزة المقاصد، رام المتحذلقون بعدُ أن ينصبوا أدلة مثلها فلم يقدروا عليها”([3]).

ودونك ما ذكره الإمام ابن أبي العز الحنفي (792 ه) الفقيه وقاضي القضاة، والشهير بشرح متن الطحاوية، يذكر لنا خلاصة تجربته ومقارنته لعقليات الشرع وغيرها، فيقول: “وإذا تأمل الفاضل غاية ما يذكره المتكلمون والفلاسفة من الطرق العقلية، وجد الصواب منها يعود إلى بعض ما ذكر في القرآن من الطرق العقلية بأفصح عبارة وأوجزها، وفي طرق القرآن من تمام البيان والتحقيق ما لا يوجد عندهم مثله، قال تعالى: {ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا} [الفرقان: 33]” ([4]).

وذلكم ابن الوزير اليماني (840 ه)، الذي تحوَّل من الزيدية إلى مذهب أهل السنة والجماعة، فصار أحدُ المعروفين بالمنافحة عن الكتاب والسنة، نصوصهما ومعانيهما، وأخبارهما وأحكامهما، يقول وهو يبيِّن عقيدة السلف: “ويدينُون بأنَّ الإيمان يزيدُ وينقُصُ، وعلى المؤمن التَّعرُّضُ لما يزيدُ إيمانَه من التَّفكُّر في المصنوعات، ومُعجزات الأنبياء وأحوالِهم وسِيَرهم والقرائن الدالَّة على صدقهم، والدعاء والتضرع إلى الله تعالى، والتَّلقِّي لما وَهب الله تعالى له من الإيمان، واليقين بعد ذلك بالشكر.

وأمَّا النظرُ في الطُّرق المبتَدَعَةِ، فلا تجبُ عند أحدٍ من أهل السُّنة”([5])، إلى أن قال وهو يبيِّن عقيدة أهل السنة وأصولهم، ومنها: “النظر في الأدلة التي أمرنا الله تعالى أن ننظُر فيها، أو حثَّنا على النَّظَرِ فيها، كقوله تعالى: {أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا} [مريم: 67]، وقوله تعالى، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ -إلى قوله- ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتَى} [الحج: 5 – 6]، وكذا قوله تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ – إلى قوله- لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [البقرة: 164]، وما لا يأتي عليه العدُّ”.

ثم أكَّد على أن هذا هوء قول أهل الإسلام قاطبة، بل وحتى كثير من أئمة الكلام المفتونين بالمنطقيات اليونانية حيث قال: “وهذا أمرٌ لا يصلح أن يكون فيه خلاف بين المسلمين البتة، ومن أدّاهُ الغُلُوُّ إلى تقبيح الاكتفاء بهذه الأدلة، وجب على جميع المسلمين النَّكيرُ عليه، والإغلاظُ له، وقد ظهر لي أنّه قولُ أئمَّة الكلام، فضلاً عن أئمة أهل البيت عليهم السلام، وسائر علماء الإسلام”([6]).

بل إنَّه رَحمه الله تعالى نصَّ على “إجماع علماء الإسلام من جميع الطوائف على أن القرآن يفيد ما ادعيت من معرفة أدلة التوحيد، من غير ظن ولا تقليد، وكما أن المتكلم ينظر في كتب شيوخه ليتعلم منها الأدلة من غير تقليد، فكذلك من نظر في القرآن يتعلم منه الأدلة من غير تقليد”([7]).

وممن اطلع على علوم الكتاب والسنة صاحب التصانيف الكثيرة الإمام السيوطي الشافعي (911 ه)، يبدي لنا رأي العلماء في العقليات الشرعية فيقول: “قال العلماء: قد اشتمل القرآن العظيم على جميع أنواع البراهين والأدلة، وما من برهان ودلالة وتقسيم وتحذير يبنى من كليات المعلومات العقلية والسمعية إلا وكتاب الله قد نطق به، لكن أورده على عادة العرب دون دقائق طرق المتكلمين لأمرين:

أحدهما: بسبب ما قاله {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ} [إبراهيم:4].

والثاني: أن المائل إلى طريق المحاجة هو العاجز عن إقامة الحجة بالجليل من الكلام، فإن من استطاع أن يفهم بالأوضح الذي يفهمه الأكثرون لم ينحط إلى الأغمض الذي لا يعرفه إلا الأقلون ولم يكن ملغزا، فأخرج تعالى مخاطباته في محاجة خلقه في أجلى صورة ليفهم العامة من جليلها ما يقنعهم وتلزمهم الحجة، وتفهم الخواص من أثنائها ما يربى على ما أدركه فهم الخطباء”([8]).

وكيف ننسى الإمام الكبير شيخ الإسلام ابن تيمية (728ه)، ونحن نتحدث عن العقليَّات الشرعية! فإن هذه القضية شغلت هذا الإمام ونكاد نقول إنه جعلها مشروع حياته، ليبرز مزايا العقليات الشرعية على غيرها من العقليات، وما تكاد تفتح مدوَّنة من كتبه إلا وجدت له كلامًا ولو تلميحًا إلى هذه القضية، ولعلنا هنا نستعرض شيئًا من أقواله، حيث يقول: “وخلاصة ما عند أرباب النظر العقلي في الإلهيات من الأدلة اليقينية والمعارف الإلهية قد جاء به الكتاب والسنة، مع زيادات وتكميلات لم يهتد إليها إلا من هداه الله بخطابه، فكان فيما جاء به الرسول من الأدلة العقلية والمعارف اليقينية فوق ما في عقول جميع العقلاء من الأولين والآخرين”([9]).

بل يؤكد في موضع آخر، ويقول: ” فإن الكتاب والرسول وإن كان يخبر أحيانا بخبر مجرد كما يأمر أحيانا بأمر مجرد فهو يذكر مع إخباره عن الله تعالى وملائكته وكتبه ورسله من الدلالة والبيان والهدى والإرشاد ما يبين الطرق التي يعلم بها ثبوت ذلك وما يهدى القلوب ويدل العقول على معرفة ذلك ويذكر من الآيات والأمثال المضروبة التي هي مقاييس عقلية وبراهين يقينية ما لا يمكن أن يذكر أحد من أهل الكلام والفلسفة ما يقاربه فضلا عن ذكر ما يماثله أو يفضل عليه، ومن تدبر ذلك رأى أنه لم يذكر أحد طريقا عقليا يعرف به وجود الصانع أو شيء من أحواله من أهل الكلام والفلاسفة إلا وقد جاء القرآن بما هو خير منه وأكمل وأنفع وأقوى وأقطع بتقدير صحة ما يذكره هؤلاء”([10]).

ختامًا: حريٌّ بك أيها المسلم أن تتدبَّر هذه الدلائل والعقليَّات التي أنزلها الله من أجلك، وتأخذها بعين الاعتبار، وتتأمل فيها تأمل اتعاظ واستبصار، ألم تسمع {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا} [الإسراء:9]، فإن كنت باحثًا عن الفلاح والهدى والسداد فهذا طريق كل خير وهدى ورشاد.

 


([1]) ينظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية (4/106).

([2]) الغنية عن الكلام وأهله للخطابي (ص9)، والكتاب في عداد المفقودات إلا وقفت عليه مطبوعًا في (دار المنهاج القاهرة –  الطبعة الاولى 1425هـ) غير أنه غير محقق ولا مقدمة فيه ولا خاتمة، والذي يظهر أنه منقول عن غيره، وعلى كل حال فالنصُّ الذي أوردناه نقله عنه الأصبهاني في الحجة في بيان المحجة (1/373)، وابن تيمية في درء التعارض (7/286)، والسيوطي في صون المنطق (93).

([3]) الشفا بتعريف حقوق المصطفى للقاضي عياض (1/ 277).

([4]) شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز (1/ 76).

([5]) العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم (3/ 424).

([6]) العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم (3/ 436).

([7]) ترجيح أساليب القرآن على أساليب اليونان لابن الوزير (ص51).

([8]) الإتقان في علوم القرآن (2/ 356).

([9]) منهاج السنة النبوية (2/ 110).

([10]) درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية (7/ 352).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

جديد سلف

العلامة الأمير صديق حسن خان ( 1248–1307هـ / 1832 – 1890م )

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة برغم شهرة العلامة صديق حسن خان إلا أن المجهول من سيرته لدى معظّميه أكثر مما هو معلوم عندهم! فبرغم شيوع مؤلفاته وكثرة الاستشهاد بها وبمقولاته إلا أنك من النادر أن تجد شخصا يعرف سيرة هذا العالم العلم والأمير المصلح، وأنه كان -مع سعة مؤلفاته- قد تولى الإمارة والحكم لمدة […]

عرض ونقد لكتاب (نسائِم المعالم – السيرة النبوية من خلال المآثر والأماكن)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة بماذا تعبَّدنا الله سبحانه وتعالى؟ هل تعبَّدنا الله سبحانه وتعالى بمتابعة النبي صلى الله عليه وسلم فيما بيَّن من العقائد وشرع من الأحكام ودلَّ إليه من الأخلاق والفضائل، أم تعبَّدنا الله سبحانه وتعالى بتتبُّع كل ما وقف عليه النبي صلى الله عليه وسلم ووطئت رجلاه الشريفتان ولامس شيئًا من […]

ما بين التقويم القمري والشمسي (هل تراكمت الأخطاء حتى صام المسلمون شهرًا خاطئًا؟)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تمهيد: الصِّيام أحدُ أركان الإسلام، وهو من محكَمات الدّين، وجاء في فرضه وبيانِه نصوصٌ كثيرة محكمة، فمن أدلَّة وجوب صيام رمضان المحكمة قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183]، ومن الأدلة قوله صلى الله عليه وسلم: «بُني […]

أولياء الصوفية بين الحقيقة والخرافة السيد البدوي أنموذجًا (596هــ-675هــ)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الولاية ضد العداوة، وأصلها المحبة والقرب، وأصل العداوة البغض والبعد. ولكي يفوز العبد بولاية الله لا بد أن يتحقق بالصفات التي وصف الله بها أولياءه، قال تعالى: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [يونس: 62]، فآخر الآية يبين الصفتين في الولي اللتين هما ركيزتان فيه، […]

النقض على الملاحدة في استنادهم إلى التراث العربي في تبرير الشذوذ الجنسي

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   إن فعلَ قومِ لوطٍ من أعظمِ الكبائر، وقد أنزلَ الله بقوم لوط عذابًا أليمًا، وجعلَ عالي قريتهم سافِلَها، ولعنَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فاعلها ثلاثًا، كما استحقَّ فاعلها عقوبة شديدة وعذابًا أليمًا. قال تعالى: {وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ […]

تفصيل ابن تيمية في مصطلح (الجسم) ونحوه من المصطلحات الحادثة “والرد على من زعم أنه توقُّفٌ في تنزيه الله عز وجل”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة يَعتبر كثيرٌ من الأشاعرة المعاصرين أن توقف ابن تيميَّة أو تفصيله في مصطلح «الجسم» الذي لم يرد في الكتاب والسنة يعني أنه متردّد أو شاكٌّ في تنزيه الله عز وجل. وهذا التصوُّر منهم غير صحيح لمذهبه رحمه الله، ذلك لأن ابن تيميَّة فصّل في المصطلح الكلامي، وأما الجسم المعروف […]

مكانة ابن تيمية عند السلفيين في منظار الخصوم

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة لعلَّه من الطبيعيِّ أن يغتاظ خصوم المنهج السلفي من وجود ابن تيمية في طليعة المنافَحين عنهم؛ ذلك أنه عالم متّفق على علو منزلته في العلوم الدينية، فحينما تقف هذه القامة العلمية إلى جانب السلفيين تتصدّر جبهتهم، وتدافع بشراسة عن أصولهم وقواعدهم، فهذا يحقق مكسبًا كبيرًا للسلفيين في معركتهم مع […]

معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه – بين إنصاف أهل السنة وإجحاف أهل البدعة –

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: مِن أكبرِ الإشكاليات التي تعانيها الساحةُ الفكرية اليومَ إشكاليةُ التعامل مع أخطاء المسلمين؛ فبينما يُفْرِط بعض الناس في شخصٍ ويرفعونه إلى أعلى عليِّين بل إلى مرتبة النبوّة وإلى الإلهية أحيانًا، ويتعامَون تمامًا عن كلّ زلاته وكأنه لم يخطئ طولَ عمره، وكأنه ليس واحدًا من البشر يعتريه ما يعتري […]

الشيخ أحمد السوركتي 1292- 1362هـ/ 1875 – 1943م

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الشيخ أحمد السوركتي نموذج لوحدة أمة المسلمين على اختلاف بلادهم، فهو السوداني الذي رحل للحجاز لطلب العلم، ثم استقر في مكة للتدريس، ثم هاجر إلى إندونيسيا، وأقام بها -رحمه الله- دعوة إصلاحية سلفية مستمرة لليوم، ومع هذا لا يعرفه كثير من الخاصة فضلاً عن العامة. لمحة عامة: للأسف لا […]

العلامة الرحالة المجاهد بلسانه وقلمه محمد سلطان المعصومي 1297هـ/ 1880م – 1380هـ/ 1960م

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة العلامة المعصومي هو أحد الرموز الغائبة عن أذهان الناس، خاصة أن موطنه الأصلي من بلاد ما وراء النهر([1]). وتاريخ هذه البلاد الإسلامية لا يزال مجهولا لدى كثير من المسلمين، خاصة بعد الاحتلال الشيوعي الروسي لهذه البلاد الإسلامية بداية من سنة 1917، والذي شهد الكثير من الكوارث الدموية على يد […]

الجواب عن معضلة تعاقب الحروف وشبهة عدم وجود سلف لابن تيمية فيها والجواب عن نفي السجزي لتعاقب الحروف

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة     مسألة تعاقُب الحروف والكلمات هي من المسائل المُخرَّجة على «الفعل الاختياري»، وهذه المسألة ظهرت بعد القرن الرابع الهجري، ولم يتكلم فيها السلف ولا الأئمة، لكن بدأت هذه الشبهة في الظهور لما قالت الأشاعرة محتجين على أهل الحديث: «إن الحروف متعاقبة, يعقب بعضها بعضًا, وكذلك الأصوات، فلو كان […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017