الأربعاء - 06 شعبان 1446 هـ - 05 فبراير 2025 م

مناظرة تقيّ الدين الهلالي لحبيب الله الشنقيطي في التوحيد والوهّابية

A A

للتحميل كملف pdf  اضغط هنا

 


أولا: ترجمة تقي الدين الهلالي([1])

(1311-1407 هـ)

هو الشيخ العلامة المتفنن محمد تقي الدين الهلالي الحسني السجلماسي، الداعية إلى التوحيد، الناشر للسنة، نفع الله بدعوته أهل المشرق والمغرب.

ولد سنة 1311ه بتافيلالت من بلاد المغرب. قرأ القرآن على جده ووالده، فحفظه وهو ابن اثنتي عشرة سنة. رحل طالبًا للعلم إلى أماكن شتى، ثم مدرسا ومعلما وداعيا إلى كل من القاهرة والهند والعراق ثم إلى المملكة العربية السعودية، حيث عين مراقبًا للمدرسين في المسجد النبوي، ثم مدرسًا في المسجد الحرام والمعهد السعودي لمدة سنة. وفي سنة 1359ه حصل على رسالة الدكتوراه في ترجمة “مقدمة كتاب الجماهير في الجواهر” للبيروني، مع التعليق عليها. وفي سنة 1388ه توجه الشيخ إلى الحج، فالتقى بالعلامة عبد العزيز بن باز، فعين أستاذًا بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، وبقي فيها إلى سنة 1394ه.

كان لدعوته المباركة الأثر الكبير في الهند، وفي العراق، وفي أوربا عمومًا، وأما المغرب فنور دعوته أشرق في كثير من مدن المغرب وقراه.

توفي رحمه الله في الدار البيضاء بالمغرب، في يوم الثلاثاء الموفق 27 شوال، عام 1407ه.

 من مؤلفاته:

1- سبيل الرشاد في هدي خير العباد.

2- حكم تارك الصلاة.

3- الصبح السافر في حكم صلاة المسافر.

4- الحسام الماحق لكل مشرك ومنافق.

5- قصيدة في أسماء الله الحسنى.

6- القاضي العدل في حكم البناء على القبور.

ثانيا: ترجمة حبيب الله الشنقيطي([2])

(1295-1363هـ)

هو الشيخ محمد حبيب الله بن الشيخ عبد الله بن أحمد مايابا الجكني الشنقيطي، أبو المواهب شمس الدين.

ولد بشنقيط سنة 1295 هـ وتعلم فيها مبادئ علومه، وحفظ القرآن الكريم، وتلقى العلم على كبار علماء عصره بشنقيط، ثم انتقل إلى مراكش وحصل فيها علومًا كثيرة؛ كالتفسير والحديث والفقه المالكي وأصوله.

ثم سكن طنجة نزولًا عند رغبة السلطان عبد الحفيظ الذي أراد أخذ العلم عنه، وحَجَّ بِمَعِيّتِه عام 1331 هـ، فبقي بالمدينة المنورة، ثم استوطن مكة المكرمة، وأخذ عن كبار علماء الحرمين.

ودرَّسَ في الحرمين الشريفين وفي مدارسِهِما، فانتفع به الطلبة وحصَلَ له بذلك مكانة عظيمة. ثم سافر إلى دمَشْقَ، وصحب شيخ القُرّاء فيها وأجازهُ بالقراءات.

ثم انتقل إلى مصرَ وسكن القاهرة، فعُيِّنَ مُدرِّسًا للحديث في كلية أصول الدين بالأزهر، ولازَمَ الاشتغال بالتدريس والتصنيف إلى أن توفي في 8 صفر سنة 1363 هـ / (1944 م)

وقد كان للشيخ عناية خاصة بِجَمع الإجازات والأسانيد والأثبات، فاستجاز عددًا كبيرًا من عُلماء عصره كالعلامة محمد بن جعفر الكَتاني، بل وكان له الفضل في حَضِّ الشيخ عبد الحي الكتاني على تأليفِ كتابه النافع (فِهْرس الفهارس والأثبات) حيث كتبه إجازةً للشيخ صاحبِ الترجمة، كما هُو مُبَيَّنٌ في مقدمة الكتاب المذكور.

من مؤلفاته:

  1. زاد الْمُسْلِم فيما اتفق عليه البخاري ومسلم. وشرحه فتح المنعم، طُبِعَ مع سابقه في سِتِّ مُجلدات.
  2. دليل السالك إلى مُوطأ الإمام مالك، منظومة. وحاشيته إضاءة الحالك
  3. إيقاظ الأعلام لوجوب اتباع رسم الْمُصحف الإمام.
  4. كفاية الطالب بِمناقب علي بن أبي طالب.
  5. الفوائد السنية في بعض المآثر النبوية.
  6. أنوار النفحات في شرح نظم الورقات (في أصول الفقه).
  7. السَّبْكُ البديع الْمُحْكَم في شرح نَظْم السُّلَّم (في المنطق).

ثالثا:

مناظرة تقي الدين الهلالي لحبيب الله بن مايابا الشنقيطي([3])

قال الهلالي:

(كان الشيخ حبيب الله بن مايابا الجكني من العلماء المقربين عند الملك حسين، وكانت له مدرسة تشرف على المسجد الحرام، وكان المسجد الحرام في ذلك الزمان محاطًا بالمدارس، وهذه المدارس كان يستغلها المقربون من العلماء والجهال إذا جاءوا إلى المسجد الحرام يجلسون فيها ويتوضؤون وينامون ويصلون فيها أيضًا، لأن كل واحدة منها كان لها طاقة واسعة مواجهة للكعبة، فقصدت زيارة الشيخ المذكور في مدرسته، وأخذت أتحدث معه حديثًا يشبه المناظرة في التوحيد والاتباع .

وكان عنده رجل أشيب، فلما سمع كلامي ظهرت عليه أمارات الحزن، وقال لي: هذا الذي تقوله تعلمتَه في الشرق أم في الغرب؟ فقلت له: بل في المغرب، فقال: لا حول ولا قوة إلا بالله، وصل هذا البلاء إلى المغرب – يعني بالبلاء توحيد الله واتباع سنة رسوله صلى الله عليه وسلم-، وأخبرني الشيخ حبيب الله أن ذلك الشيخ كان شنقيطيًّا كنتيًّا نسبة إلى كنتة وهي قبيلة معروفة في شنقيط.

فقال الشيخ حبيب الله: وأنت وهابي وأنتم معشر الوهابية عندي ثلاثة أصناف: وهابية نجد، ووهابية مصر والشام – وأنت منهم-، ووهابية الهند.

فأما وهابية نجد فإنهم كفّار!! بيننا وبينهم ما بين اليهود والنصارى والمسلمين، هم اليهود والنصارى ونحن المسلمون.

وأما وهابية مصر والشام فهم ضلال.

وأما وهابية الهند فهم مخطئون.

فقلت له: اشرح لي ما ذكرته وبين لي سبب هذه التفرقة.

فقال لي: أما وهابية نجد فهم عندي كفار؛ لأنهم يقولون: إن ربهم في السماء، وأما وهابية مصر والشام فهم ضلال لأنهم يدّعون الاجتهاد، وادعاء الاجتهاد ضلال ولا يبلغ إلى حد الكفر، وأنا بنفسي لا أقول بالتقليد المحض بل أقول بمنزلة بين منزلتين، ثم سرد عليَّ أبياتًا من أرجوزة له لا أحفظ منها إلا شطرًا واحدًا وهو قوله: (إنما أقول بالتبصر).

 

فقلت له: هذا التفصيل فيه نظر؛ لأن جميع السلفيين في نجد وفي مصر والشام والمغرب وفي الهند يقولون ويعتقدون أن الله في السماء مستو على عرشه، بدون تشبيه ولا تمثيل ولا تأويل ولا تعطيل، وأدلة هذا لا تخفى عليك، وأما ما سميتَه بالاجتهاد فنحن نسميه الاتباع. والأصناف الثلاثة أيضًا متفقون عليه، إلا أن أهل نجد ينتسبون إلى المذهب الحنبلي في الفروع، ونحن لا ننتسب إليه إلا في الأصول.

ثم قلت له: ولماذا خففت الحكم على أهل الهند فلم تجعلهم كفارًا ولا ضلالًا بل جعلتهم مخطئين؟

فقال لي: لأنهم يزورون قبر النبي صلى الله عليه وسلم، فليس عندهم مما يُنتقد إلا مسألة الاجتهاد.

فقلت له: فعلام ضللتنا نحن بالاجتهاد وغفرته لهم؟

فقال: قلت لك: إنهم يزورون قبر النبي صلى الله عليه وسلم.

فقلت له: ماذا تعني بزيارة القبر أتقصد شد الرحال؟

فقال: أقصد ذلك كله.

فقلت له: إن السلفيين في الهند لا يقولون بجواز شد الرحال إلا إلى المساجد الثلاثة، فظهر تناقضه، ولم أكن أعلم سبب ذلك التناقض حينئذ، غير أني عرفته فيما بعد؛ وذلك أن الشيخ عبد الوهاب الدهلوي التاجر العالم كان بمكة، وكان تلميذًا له يدرس عليه بعض فروع العلم وكان يحسن إليه فلذلك خفف الحكم على السلفيين من أهل الهند.

وكان يتبع هواه والهوى يعمي ويُصمّ، فقد كان يحرم حلق اللحية ويغلظ فيه القول ويفسّق مرتكبه، فلما انتقل إلى مصر هاربًا ممن يسميهم بالوهابية -كما سيأتي- غيّر رأيه؛ فأفتى بأن حلق اللحية مكروه كراهية تنزيه، فقيل له: قد أفتيت زمانًا طويلًا بالتحريم والتفسيق، فما عدا مما بدا؟ فقال: إن أكثر العلماء في مصر يحلقون لحاهم، فكيف يسوغ لي أن أفسّقهم؟!

ولما استتيب الأندونوسيون([4]) وكان هذا الرجل من الذين استتابوهم، اختفيتُ أنا ثمانية أيام في مكة عند بعض المغاربة، وكنت أبعثه كل يوم إلى المسجد الحرام ليتحسس هل هناك أحد يبحث فلم يجد لذلك أثرًا فخرجت من مختبئي. وهذه حسنة أعدها له إذ لم يسع في استتابتي، وسوف يرتكب سيئة تمحو هذه الحسنة.

 

*مداهنته لمن يسميهم بالوهابية*

لما استولى الملك عبد العزيز على الحجاز بعد هذا التاريخ بقليل أخذ يداهن الملك عبد العزيز وأهل نجد، الذين كان بالأمس يكفرهم. وفي يوم من الأيام جاء الملك عبد العزيز رحمة الله عليه إلى المسجد الحرام فوجد الشيخ حبيب الله والسيد أحمد السنوسي يملآن الأثر المسمى بموضع قدم إبراهيم بماء زمزم ويكرعان فيه بأفواههما كالبهائم فوبخهما، وقال لهما: إذا كنتما تفعلان هذا وأنتما بزعمكما من العلماء فماذا تركتما للجهال؟!

وحدث أنه كان ذات ليلة في مجلس الملك عبد العزيز آل سعود، وكان الملك يتكلم في التوحيد، فعارضه فغضب عليه الملك عبد العزيز غضبًا شديدًا، فظن أن حتفه قد دنا، فتقدم إلى الملك وألقى نفسه بين يديه وأظهر التوبة والرجوع عما قاله، وإنما فعل ذلك خوفًا أن يبطش به، ولم يكن الملك عبد العزيز – رحمه الله – سريعًا إلى البطش بل كان إذا غضب يقتصر على الكلام ولا يتجاوزه.

وعلى إثر ذلك أخذ زوجته إلى المدينة وتركها في بيت أخيه الشيخ محمد الخضر وهرب إلى مصر. وكانت العلاقات بين مصر والمملكة السعودية في ذلك الزمان سيئة جدًّا بسبب المحمل الذي كانت تبعثه الحكومة المصرية إلى مكة في كل سنة، وهو شيء كالهودج يطاف به في القاهرة ثلاثة أيام يتمسح الناس به ويتبركون به، ثم يبعث مع الوفد المصري إلى مكة فيتمسح به الجهال أيضًا في جدة وفي الطريق إلى مكة، فأمر الملك عبد العزيز – رحمه الله – بالمنع من التمسح به والإتيان به إلى مكة، وأمر أن يترك في جدة، وبعد الحج يرجع به الوفد إلى مصر، فرأى الوفد المصري أن ذلك إهانة له.

وكانت كسوة الكعبة المشرفة يؤتى بها في مصر يحملها الوفد المصري كل سنة إلى مكة فلما ساءت العلاقة بين المملكتين استغنى الملك عبد العزيز عن كسوة الكعبة التي كان يؤتى بها من مصر، وطلب الصناع من الهند، وأسس دارًا بمكة لصنع الكسوة، فاغتنم الشيخ حبيب الله هذا الخلاف والتجأ إلى حكام مصر، وشكى لهم ما أصابه من السعوديين، والحقيقة أنه لم يصبه شيء، فرحبوا به وجعلوه مدرسًا في الأزهر.

وفي سنة 1345هـ توجهتُ من العراق إلى الحج بصحبة الشيخ مصطفى آل إبراهيم، ومررنا بالقاهرة وكان الشيخ حبيب الله مستقرًّا بها، فعلمت أن شخصًا قال له: هل تعرف الهلالي؟ فقال: نعم أعرفه، فقال له: أهو من أهل العلم؟ فقال له: لا يصلح أن يكون جليسًا لأهل العلم، فكيف يكون من أهل العلم؟! فكتبت كتابًا إليه فقلت له فيه: بلغني أنك قلت كيت وكيت، وقد ناظرتك في مدرستك سنة 1341هـ من الظهر إلى العصر كنت تناضل عن عقيدة أسلافك الأرذلين؛ كالجهم بن صفوان، والجعد بن درهم، وكنت أناضل عن عقيدة السلف الصالح من الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين، فما وجدت فيّ – بحمد الله – ضعفًا ولا توانى، وأنشدته في ذلك الكتاب أبياتًا، أذكر منها قول الشاعر:

لقد زادني حباً لنفسي أنني بغيض إلى كل امرئ غير طائل
وأني شقي باللئام ولا ترى شقيا بهم إلا كريم الشمائل

وقول المتنبي أيضاً:

ويظهر الجهل بي وأعرفة الدرّ درٌّ برغم مَن جَهِله

وأبياتًا أخرى نسيتها، وكتبت عليه عنوانه، وهممت أن ألقيه في صندوق البريد ليصل إليه ويشويه، ولكن أخانا السلفي الشيخ إبراهيم الوادنوني تلطف وتحيل، وقال لي: ناولني هذا الكتاب وأنا أبلغه إليه، فناولته إياه، وكان مقصوده أن يمنع وصوله إليه حتى لا يسوءه؛ لأنه كانت بينه وبينه صداقة مع اختلافهما في العقيدة، فإن إبراهيم سلفي العقيدة وحبيبًا قد علمتَ معتقده فيما مضى).

 

تمت

([1])ترجمته في: جهود العلامة محمد تقي الدين الهلالي في تقرير عقيدة السلف والرد على المخالفين، عبد الرحمن عميسان (2 – 72). مقدمة كتابه سبيل الرشاد في هدي خير العباد، بقلم عمر بن محمد بن محسن (1/ 13 – 18)، مجلة التوحيد، إعداد/ فتحي أمين عثمان، العدد 430 السنة السادسة والثلاثون، شوال 1428هـ.

([2]) ترجمته في: الأعلام للزركلي (6/79)، ومعجم المولفين لكحالة (9/ 176)، والأعلام الشرقية لِمُجاهد (2/158)، وفهرس الفهارس للكَتاني (1/ 49 – 57)، وتشنيف الأسماع لمحمود سعيد (ص 155).

([3]) من كتاب الدعوة إلى الله في أقطار مختلفة (ص124 – 127) لتقي الدين الهلالي.

([4]) قال المؤلف ص124 من كتابه الدعوة إلى الله في أقطار مختلفة: (وفي تلك الأيام جاء جماعة من حجاج أندونوسيا وكانوا سلفيين، فأعلنوا الدعوة إلى التوحيد واتباع السنة، فبلغ خبرهم بعض من كانوا يسمون بالعلماء، فرفعوا أمرهم إلى الملك حسين وأخبروه أنهم يدعون إلى مذهب الوهابية، فأمر الملك باستتابتهم فاجتمع عليهم العلماء واستتابوهم فتابوا).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

البهائية.. عرض ونقد

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد مات بعد أن أتم الله تعالى عليه النعمة وأكمل له الملة، وأنزل عليه وهو قائم بعرفة يوم عرفة: {اليومَ أكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وأَتْمَمْتُ علَيْكُم نِعْمَتي ورَضِيتُ لَكُمُ الإسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3]، وهي الآية التي حسدتنا عليها اليهود كما في الصحيحين أنَّ […]

الصمت في التصوف: عبادة مبتدعة أم سلوك مشروع؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: الصوفية: جماعةٌ دينية لهم طريقةٌ مُعيَّنة تُعرف بالتصوّف، وقد مَرَّ التصوّف بمراحل، فأوَّل ما نشأ كان زُهدًا في الدنيا وانقطاعًا للعبادة، ثم تطوَّر شيئًا فشيئًا حتى صار إلحادًا وضلالًا، وقال أصحابه بالحلول ووحدة الوجود وإباحة المحرمات([1])، وبين هذا وذاك بدعٌ كثيرة في الاعتقاد والعمل والسلوك. وفي إطار تصدِّي […]

دفع مزاعم القبورية حول حديث: «اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد»

مقدمة: من الفِرى ردُّ الأحاديث الصحيحة المتلقّاة بالقبول انتصارًا للأهواء والضلالات البدعية، وما من نصّ صحيح يسُدُّ ضلالًا إلا رُمِي بسهام النكارة أو الشذوذ ودعوى البطلان والوضع، فإن سلم منها سلّطت عليه سهام التأويل أو التحريف، لتسلم المزاعم وتنتفي معارضة الآراء المزعومة والمعتقدات. وليس هذا ببعيد عن حديث «‌اتخذوا ‌قبور ‌أنبيائهم»، فقد أثار أحدهم إشكالًا […]

استباحة المحرَّمات.. معناها وروافدها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: من أعظم البدع التي تهدم الإسلام بدعة استباحةُ الشريعة، واعتقاد جواز الخروج عنها، وقد ظهرت هذه البدعة قديمًا وحديثًا في أثواب شتى وعبر روافد ومصادر متعدِّدة، وكلها تؤدّي في نهايتها للتحلّل من الشريعة وعدم الخضوع لها. وانطلاقًا من واجب الدفاع عن أصول الإسلام وتقرير قواعده العظام الذي أخذه […]

الحالة السلفية في فكر الإمام أبي المعالي الجويني إمام الحرمين -أصول ومعالم-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: من الأمور المحقَّقة عند الباحثين صحةُ حصول مراجعات فكرية حقيقية عند كبار المتكلمين المنسوبين إلى الأشعرية وغيرها، وقد وثِّقت تلك المراجعات في كتب التراجم والتاريخ، ونُقِلت عنهم في ذلك عبارات صريحة، بل قامت شواهد الواقع على ذلك عند ملاحظة ما ألَّفوه من مصنفات ومقارنتها، وتحقيق المتأخر منها والمتقدم، […]

أحوال السلف في شهر رجب

 مقدمة: إن الله تعالى خَلَقَ الخلق، واصطفى من خلقه ما يشاء، ففضّله على غيره، قال تعالى: ﴿وَرَبُّكَ يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُ ‌وَيَخۡتَارُ﴾ [القصص: 68]. والمقصود بالاختيار: الاصطفاء بعد الخلق، فالخلق عامّ، والاصطفاء خاصّ[1]. ومن هذا تفضيله تعالى بعض الأزمان على بعض، كالأشهر الحرم، ورمضان، ويوم الجمعة، والعشر الأواخر من رمضان، وعشر ذي الحجة، وغير ذلك مما […]

هل يُمكِن الاستغناءُ عن النُّبوات ببدائلَ أُخرى كالعقل والضمير؟

مقدمة: هذه شبهة من الشبهات المثارة على النبوّات، وهي مَبنيَّة على سوء فَهمٍ لطبيعة النُّبوة، ولوظيفتها الأساسية، وكشف هذه الشُّبهة يحتاج إلى تَجْلية أوجه الاحتياج إلى النُّبوة والوحي. وحاصل هذه الشبهة: أنَّ البَشَر ليسوا في حاجة إلى النُّبوة في إصلاح حالهم وعَلاقتهم مع الله، ويُمكِن تحقيقُ أعلى مراتب الصلاح والاستقامة من غير أنْ يَنزِل إليهم […]

الصوفية وعجز الإفصاح ..الغموض والكتمان نموذجا

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  توطئة: تتجلى ظاهرة الغموض والكتمان في الفكر الصوفي من خلال مفهوم الظاهر والباطن، ويرى الصوفية أن علم الباطن هو أرقى مراتب المعرفة، إذ يستند إلى تأويلات عميقة -فيما يزعمون- للنصوص الدينية، مما يتيح لهم تفسير القرآن والحديث بطرق تتناغم مع معتقداتهم الفاسدة، حيث يدّعون أن الأئمة والأولياء هم الوحيدون […]

القيادة والتنمية عند أتباع السلف الصالح الأمير عبد الله بن طاهر أمير خراسان وما وراء النهر أنموذجا (182-230ه/ 798-845م)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  المقدمة: كنتُ أقرأ قصةَ الإمام إسحاق بن راهويه -رحمه الله- عندما عرض كتاب (التاريخ الكبير) للإمام البخاري -رحمه الله- على الأمير عبد الله بن طاهر، وقال له: (ألا أريك سحرًا؟!)، وكنت أتساءل: لماذا يعرض كتابًا متخصِّصًا في علم الرجال على الأمير؟ وهل عند الأمير من الوقت للاطّلاع على الكتب، […]

دعوى غلو النجديين وخروجهم عن سنن العلماء

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تكثر الدعاوى حول الدعوة النجدية، وتكثر الأوهام حول طريقتهم سواء من المخالفين أو حتى من بعض الموافقين الذين دخلت عليهم بعض شُبه الخصوم، وزاد الطين بلة انتسابُ كثير من الجهال والغلاة إلى طريقة الدعوة النجدية، ووظفوا بعض عباراتهم -والتي لا يحفظون غيرها- فشطوا في التكفير بغير حق، وأساؤوا […]

التحقيق في موقف ابن الزَّمْلَكَاني من ابن تيّمِيَّة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: يُعتَبَر ابن الزَّمْلَكَاني الذي ولد سنة 667هـ مُتقاربًا في السنِّ مع شيخ الإسلام الذي ولد سنة 661هـ، ويكبره شيخ الإسلام بنحو ست سنوات فقط، وكلاهما نشأ في مدينة دمشق في العصر المملوكي، فمعرفة كلٍّ منهما بالآخر قديمة جِدًّا من فترة شبابهما، وكلاهما من كبار علماء مذهبِه وعلماء المسلمين. […]

الشَّبَهُ بين شرك أهل الأوثان وشرك أهل القبور

مقدمة: نزل القرآنُ بلسان عربيٍّ مبين، وكان لبيان الشرك من هذا البيان حظٌّ عظيم، فقد بيَّن القرآن الشرك، وقطع حجّةَ أهله، وأنذر فاعلَه، وبين عقوبته وخطرَه عليه. وقد جرت سنة العلماء على اعتبار عموم الألفاظ، واتباع الاشتقاق للأوصاف في الأفعال، فمن فعل الشرك فقد استوجب هذا الاسمَ، لا يرفعه عنه شرعًا إلا فقدانُ شرط أو […]

هل مُجرد الإقرار بالربوبية يُنجِي صاحبه من النار؟

مقدمة: كثيرٌ ممن يحبّون العاجلة ويذرون الآخرة يكتفون بالإقرار بالربوبية إقرارًا نظريًّا؛ تفاديًا منهم لسؤال البدهيات العقلية، وتجنُّبا للصّدام مع الضروريات الفطرية، لكنهم لا يستنتجون من ذلك استحقاق الخالق للعبودية، وإذا رجعوا إلى الشرع لم يقبَلوا منه التفصيلَ؛ حتى لا ينتقض غزلهم مِن بعدِ قوة، وقد كان هذا حالَ كثير من الأمم قبل الإسلام، وحين […]

هل كان شيخ الإسلام أبو عثمان الصابوني أشعريًّا؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: مِن مسالك أهل الباطل في الترويج لباطلهم نِسبةُ أهل الفضل والعلم ومن لهم لسان صدق في الآخرين إلى مذاهبهم وطرقهم. وقديمًا ادَّعى اليهود والنصارى والمشركون انتساب خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام إلى دينهم وملَّتهم، فقال تعالى ردًّا عليهم في ذلك: ﴿‌مَا ‌كَانَ ‌إِبۡرَٰهِيمُ يَهُودِيّا وَلَا نَصۡرَانِيّا وَلَٰكِن كَانَ […]

هل علاقة الوهابية بالصوفية المُتسنِّنة علاقة تصادم؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تعتبر الصوفيةُ أحدَ المظاهر الفكرية في تاريخ التراث والفكر الإسلامي، وقد بدأت بالزهد والعبادة وغير ذلك من المعاني الطيِّبة التي يشتمل عليها الإسلام، ثم أصبحت فيما بعد عِلمًا مُستقلًّا يصنّف فيه المصنفات وتكتب فيه الكتب، وارتبطت بجهود عدد من العلماء الذين أسهموا في نشر مبادئها السلوكية وتعدَّدت مذاهبهم […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017